ملفات خاصة

 
 
 

آل فابليمان .. عندما يحكي الأساتذة

أسامة عبدالفتاح

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يكاد المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج أن يكون صناعة سينما كبيرة قائمة بذاتها، فيها الشق الفني الخالص وفيها الجانب الجماهيري / التجاري الكاسح، وكلاهما ممتع ومتقن.

مَن صنع "الفك المفترس" و"إي تي" و"حديقة الديناصورات" و"إنديانا جونز"، وحقق بها – وبغيرها – أعلى الإيرادات في التاريخ، هو مَن قدم "اللون القرمزي" و"ميونخ" و"إمبراطورية الشمس" و"أميستاد" و"قائمة شيندلر" وغيرها، وحصل بها على إشادة النقاد قبل عشاق الفن السابع.

إلى الشق الفني ينتمي فيلمه الجديد "آل فابلمان"، الذي عُرض في افتتاح الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مساء 13 نوفمبر الحالي، في توقيته ومكانه المناسبين تماما، ليكون تحية رائعة للسينما من أستاذ كبير لها، وهدية قيمة لعشاقها في "القاهرة" وفي كل مكان.

بعد قرابة خمسين عاما من النجاح المتواصل على الشاشة الكبيرة، يقرر سبيلبرج (75 عاما) أن يحكي قصته الخاصة في سيرة "شبه ذاتية" مدهشة، تُعد درسا لا يُنسى من أستاذ ومعلم كبير، ليس فقط في كيفية حكي حكاية، وليس فقط في كيفية بناء فيلم، ولكن أيضا – وبالأساس – في تقديم بانوراما بصرية ودرامية متقنة للفترة الزمنية – خمسينات وستينات القرن الماضي هنا، وقبل ذلك كله: في الصراحة والصدق.

يحكي سبيلبرج بكل الأريحية وكأنه جالس إلى أصدقائه في مقهى قديم، أو في بيت دافئ حميم، ويختار السرد الخطي الواضح المباشر لينتزع انتباه مشاهديه، دون أن يرهقهم بعودة إلى الماضي أو قفز إلى المستقبل.. كما يختار أن يبتعد الرجل المسن الذي أصبحه عن الطفل والمراهق اللذيْن كانهما لينظر إلى القصة من خارجها وكأنه يتعرف عليها معنا، وليتحرر أكثر وأكثر في الحكي، حيث عدّل قليلا في القصة، وغيّر لقب عائلته إلى "فابلمان"، الاسم الذي اختاره شريكه في الكتابة والإنتاج توني كوشنر، والذي يعني – بدمج الكلمة الفرنسية "فابل" والكلمة الإنجليزية "مان"، كما قال كوشنر: "رجل الحكايات".

بالصراحة والصدق، وبكل النعومة، يخوض في علاقته الوثيقة للغاية، والشائكة أيضا، بوالدته عازفة البيانو الماهرة، وحبها لصديق والده، والذي أدى لانفصال والديه في النهاية، لكنه لا يدين الأم، ليس فقط لأن علاقتها بالصديق لم تصل إلى الخيانة الكاملة، لكن أيضا لأنه يتعلم أن يغفر الأخطاء الإنسانية الخارجة عن الإرادة، وقبل ذلك لأنه يدين لوالدته بالفضل لكونها من أدخلته عالم السينما الساحر، واشترت له أول كاميرا، ودفعته لتصوير أول "فيلم" وهو بعد في السادسة ليتخلص من كابوس حادث القطار الذي ظل يطارده بعد أن شاهده مع أبويه ضمن أحداث "أعظم عرض على وجه الأرض" (1952)، أول فيلم تقع عليه عيناه، حيث أقنعته بأنه إذا أعاد تصوير الحادث بكاميراه مستخدما قطاره اللعبة فسيكون قادرا على مشاهدته مرارا وتكرارا بعد ذلك حتى يعتاد عليه ويتخلص من خوفه.

الأهم أنه يعرف، ونعرف معه، أن الأفلام هي الحقيقة، والواقع الذي نعيشه هو التمثيل، حيث يعرف، عن طريق فيلم صوّره، سر أمه الخطير الدفين، لكنه يقرر أن يخفي ما عرف، ويعيش لفترة طويلة وهو يمثّل أنه لا يعرف شيئا، بينما بقيت الحقيقة على الشريط، حاملة ليس فقط سر الأم، ولكن أيضا سر السينما وسحرها.

لم ينس أنه يهودي نشأ في بيت يهود ملتزمين، وتطرق كالعادة إلى اضطهاد اليهود، ولكن ليس على أيدي النازي كما حدث في فيلم "قائمة شيندلر"، بل بألسنة، وأيدي أيضا، المسيحيين المتطرفين في المدرسة الثانوية، والذي وصفوه بأنه "قاتل المسيح"، وحصل على ثأره بطريقته عندما قالت له فتاة مسيحية متدينة إنه يشبه يسوع، الذي كان بدوره "شابا يهوديا وسيما" على حد قولها، وقبّلته تحت تمثال المسيح في مشهد ساخر قد يثير غضب هؤلاء المتطرفين.

قد يكون التميز التقني عاديا بالنسبة لسبيلبرج، وقد تكون الدقة الشديدة في نقل الفترة الزمنية المذكورة معتادا في هوليوود، لكن المخرج الكبير لا يكتفي بالتعبير عن تفاصيل الخمسينات والستينات من ملابس وأثاث واكسسوارات وسيارات ومباني وماكياج وتصفيف شعر، إلى آخره، بل أعاد – دون مبالغة – الأجواء الطبيعية لهذين العقدين، وكأنه عالج الطرق والمساحات الخضراء والبحر والسماء هي الأخرى!

وساعده فريق تقني معتاد بدوره، يضم الكثيرين ومنهم صديقه ومؤلفه الموسيقي المفضل جون ويليامز، الذي كان دوره هنا كبيرا لأن البطلة عازفة بيانو، وكذلك مجموعة من الممثلين الموهوبين في مقدمتهم المدهشة ميشيل ويليامز في دور الأم، مع التفوق في إسناد الأدوار المساعدة، خاصة الخال "بوريس" الذي جسده بكثير من التميز الممثل جود هيرش، والمخرج الكبير الراحل جون فورد الذي لعب دوره باقتدار مخرج كبير آخر هو ديفيد لينش.

في نهاية "محاضرته السينمائية"، يقرر سبيلبرج أن ينقل لنا الدرس الذي تعلمه من أستاذه الأول جون فورد، والذي يُعد في الحقيقة تلخيصا لفكرة وفلسفة السينما ذاتها، فأنت إذا وضعت الأفق في منتصف الكادر، كما هو في الحقيقة، فسيكون ذلك مملا للغاية، أما إذا جعلته أسفل أو أعلى الصورة، فسيصبح لافتا للانتباه وجديرا بعين المشاهد.

ولا أعتقد أن أي سينمائي سيضع الأفق في منتصف الكادر مرة أخرى بعد مشاهدة هذا الفيلم.

 

جريدة القاهرة في

22.11.2022

 
 
 
 
 

"رحلة يوسف المنسيون" فيلم سوري يدخل عالم المخيمات

لمى طيارة

حياة اللجوء والعيش في المخيمات ليست وردية وغالبا ليست إنسانية.

شارك المخرج السوري جود سعيد بفيلمه “رحلة يوسف المنسيون” في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والتي تختتم الثلاثاء الثاني والعشرين من نوفمبر، وذلك في إطار مسابقة آفاق السينما العربية، وهي المشاركة الثانية للمخرج ضمن تلك المسابقة بعد فيلمه “بانتظار الخريف” في العام 2015 والذي توج عنه بجائزة أفضل فيلم.

منذ شهور قامت الدنيا ولم تقعد حين عرض على منصات التواصل الاجتماعي الفيلم الروائي القصير “الخيمة 56” الذي كتبته سندس برهوم وأخرجه سيف الشيخ نجيب، فقط لأنه تجرأ وخاض في قضية إنسانية تتمحور حول العلاقات الحميمة بين الأزواج داخل أحد مخيمات اللجوء.

ورغم أن الفيلم كان قد توج قبلها بسنوات بجائزة أفضل فيلم روائي قصير من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، إلا أنه، في حينها، لم يثر حفيظة السوريين، ولم يلفتهم حتى بفوزه في مسابقة دولية، لكن عرضه بتلك الطريقة المفتوحة وإتاحته بذلك الشكل العلني للمشاهدين كان أشبه بالطعنة في أعراضهم على حد قولهم، وكأن سكان المخيم ليسوا بشرا مثلنا لديهم هواجسهم واحتياجاتهم.

وأكثر من ذلك أثار الفيلم النعرات وتسبب بالأذى اللفظي والمعنوي لأبطاله، لكن وبالمقابل كان عرضه بتلك الطريقة إيجابيا أيضا، فقد حقق على الأقل أكبر نسبة مشاهدة لفيلم روائي سوري تشاهده الجماهير العربية، وليس فقط السورية، كما أنه أعاد للواجهة وبقوة اسم المخرج سيف الشيخ نجيب، وكشف عن موهبة لكاتبة لامعة في مجال الدراما ألا وهي سندس برهوم.

جود سعيدفي الوقت الذي خرج فيه الكثير من السوريين إلى بلاد اللجوء خوفا من الحرب، فإن يوسف وعائلته خرجوا خوفا على الحب

الهروب إلى الحب

تذكرت فيلم “الخيمة 56” وتلك الإشكالية التي واجهته مباشرة بعد أن شاهدت فيلم “رحلة يوسف المنسيون” الذي افتتح عرضه العالمي الأحد العشرين من نوفمبر في العاصمة المصرية، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44 في مسابقة آفاق العربية، وتوقعت مصيرا مشابها له في حال أتيحت مشاهدته يوما ما للجماهير العريضة.

وتدور أحداث الفيلم الذي كتبه جود سعيد بمشاركة الصحافي وسام كنعان عن قصة لأيمن زيدان الذي يلعب بدوره بطولة الفيلم، حول أسرة يوسف التي مازالت تعيش في سوريا رغم كل الخراب، لكنها في لحظة ما ستضطر مجبرة للهرب من البلاد واللجوء إلى أحد المخيمات القريبة من لبنان، في انتظار فرصة أفضل للفوز بالحياة والحب.

ويقول المخرج “في الوقت الذي خرج فيه الكثير من السوريين إلى بلاد اللجوء خوفا من الحرب، فإن يوسف وعائلته خرجوا خوفا على الحب، دون أن يعلموا ما تخبئه لهم الأيام في البلاد الجديدة”.

ويعتمد الفيلم في سرد أحداثه على طريقة تقسيم العمل إلى فصول معنونة، لتشير بشكل شبه مباشر لتطور الأحداث، فبداية الفيلم تتطرق إلى حياة أسرتين متجاورتين في السكن وتربط بين مراهقيها علاقة حب، لكن حبهما أصبح مهددا بالضياع بسبب الحرب وسيطرة بعض الجماعات، فيضطر يوسف (يلعب دوره أيمن زيدان) للهرب برفقة حفيده زياد وحبيبته وخالتها متوجها إلى أقرب مخيم ليؤمن ملاذا مؤقتا على أمل أن يكون أكثر أمنا وأمانا، لكن المخيم كغيره من الأماكن العشوائية المكتظة بالسكان، يحكمه أيضا قانون الغاب وسلطة القوي، وهي سلطة تسيطر بالدرجة الأولى على مصير النساء والأطفال.

ورغم أن الفيلم لا يغوص في تفاصيل الحياة اليومية لسكان المخيم إلا بالقدر الذي سيخدم مصير تطور الأحداث لدى عائلة يوسف تحديدا، إلا أنه يركز بشكل كبير على ذلك المراهق الهارب بسبب الحب برفقة جده والباحث عن طوق نجاة، ولنكتشف لاحقا موهبته الخاصة، والتي تتمثل بعشقه لكرة القدم، الأمر الذي سيجعله مادة دسمة لمخرجة أفلام وثائقية تبحث لها عن موضوع داخل المخيم يمكن من خلاله أن تلقى تمويلا أو منحة إنتاجية، كما أنه وبالمقابل ستكون كرة القدم بحد ذاتها الفرصة الوحيدة لزياد للخروج من المخيم وتحقيق حلمه في أن يكون لاعبا محترفا، وليصبح بدوره بقعة الأمل لأترابه من شباب المخيم، إنها قصة تشبه في الواقع العشرات من القصص التي يتم تباعا استثمارها وتحويل شخصياتها وخاصة عبر السينما إلى أبطال، فيلم “كباتن الزعتري” خير مثال على ذلك.

◙ الفيلم لا يغوص في تفاصيل الحياة اليومية لسكان المخيم إلا بما يخدم مصير تطور الأحداث لدى عائلة البطل

الاشتغال على التفاصيل

تتطور الأحداث بشكل درامي، فيرتبط يوسف بالخالة مجبرا لحمايتها وحماية ابنة أختها، لكن رحلته لا تنتهي كما هو متوقع لها، فلا نجاة لحفيده زياد وحبيبته ولا مجال لتحقيق الحلم، فالموت يلاحق الهاربين منه أينما كانوا وحيثما حلوا سواء داخل المخيمات أو خارجها.

ولا يكتفي سعيد بتقديم فيلمه كاشفا إلى حد كبير ما تعج به المخيمات من سلوكيات منحرفة وخاصة ما بين المراهقين، لكنه أيضا يؤكد أن حياة اللجوء والعيش في المخيمات ليست وردية وغالبا ليست إنسانية.

ورغم أن الفيلم دراميا يروي أحداثا وتفاصيل حزينة وكئيبة منذ بدايته وحتى نهايته إلا أن المخرج جعل المتعة فيه تتبلور عبر اللغة السينمائية التي استخدمها بشكل أساسي لعرض فيلمه، وخاصة في اللقطات العامة أو حتى القريبة جدا، فخفف بذلك من وطأة الحدث، وهو حين يفعل ذلك يعتمد أسلوبا فنيا يعكس جمال الصورة في مقابل بئس الموقف وقتامته.

وشارك في بطولة الفيلم إلى جانب الفنان أيمن زيدان، سامر عمران وربى الحلبي وسيرينا محمد ووائل زيدان ونور الصباح وحيان بدور وأحمد درويش، ولن أتوقف في هذا الفيلم على أداء الفنان زيدان الذي اعتدنا عليه وعلى حضوره والذي جاء في الفيلم طبيعيا ومناسبا جدا لدور الجد الذي يضحي لأجل عائلته، لكنني سأتوقف عند أداء الفنان عمران أستاذ التمثيل الذي لعب بإحساس عال وبحس كوميدي الدقائق الأولى من الفيلم، وكنت أرجو لو أن أحداث الفيلم أتاحت له مساحة أكبر ليبرز فيها قيمته وقدرته كممثل بارع متمكن من أدواته.

كما أردت التوقف على الأداء المميز والجريء الذي قدمته الممثلة الشابة سيرينا محمد التي استطاعت أن تقدم شخصية درامية جديدة ومختلفة عنها رغم ذلك تمكنت منها، كما يحسب للمخرج أنه استعان بوجوه شابة تمثل للمرة الأولى واستطاع إدارتها بشكل جيد.

كاتبة سورية

 

العرب اللندنية في

22.11.2022

 
 
 
 
 

شاهدت لكم: فيلم الدراما The Son في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

البلاد/ طارق البحار

تدور أحداث فيلم "الابن” أو The Son حول "بيتر" الذي تتحول حياته المزدحمة مع شريكته الجديدة "بيث" وطفلهما إلى حالة من الفوضى، بعدما تظهر زوجته السابقة برفقة ابنهما المراهق، "نيكولاس”.

عندما ظهر لأول مرة في الإخراج مع "الأب" العام الماضي، أثبت الروائي والكاتب المسرحي الفرنسي فلوريان زيلر أنه بارع بشكل غير مألوف في استخدام أدوات السينم، وظهر ذلك جليا في فيلمه الجديد "الابن"  والذي شاهدته في عرضه الثاني في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤخرا لكم.

في حين أن فيلم The Father كان بالكامل من وجهة نظر شخصية أنتوني هوبكنز، فإن فيلم The Son، الذي عُرض بنجاح كبير حضوريا، هو فيلم من وجهات نظر متغيرة. يقدم الممثل الأسترالي الشاب زين ماكغراث أداءً لا ينسى بدور نيكولاس الطالب الذي أصيب في المدرسة الثانوية بالاكتئاب بعد الطلاق العاصف لوالديه، ونحن نقضي الكثير من الوقت مع البالغين الذين يحاولون يائسًا معرفة الخطأ الذي ارتكبوه وكيف يمكنهم إنقاذ نيكولاس، هيو جاكمان مثل الأب المحامي الرفيع المستوى لنيكولاس، بيتر ؛ لورا ديرن بصفتها والدته المذهولة، كيت ؛ وفانيسا كيربي بدور بيث، الأم الشابة التي ترك لها بيتر كيت.

كان لفيلم "الأب" أناقة مفجعة في الطريقة التي دخل بها إلى رأس الشخصية الرئيسية، لكن فيلم "The Son" أكثر سخونة من ذلك الفيلم، بعد تقلبات مزاج مراهق يتألم، ويجد زيلر (بمساعدة طاقمه الرائع) أكبر وأكثر جرأة وربما أقل تركيزًا، لكنه يظل حساسًا ومتناغمًا مع تعقيدات وضع المرض العقلي على الشاشة.

الابن لا يظهر في الفيلم حتى نلتقي بالوالدين بالفعل، حين يعود بيتر إلى المنزل إلى بيث، التي تكافح مع ضغوط طفل جديد، وتظهر كيت المحمومة عند بابهم لتقول إن ابنهما البالغ من العمر 17 عامًا لم يذهب إلى المدرسة منذ شهر وكان يؤذي نفسه، و تتوسل قائلة: "إنه بحاجة إليك يا بطرس، لا يمكنك التخلي عنه"! يواجه بيتر نيكولاس، الذي يتردد في شرح أي شيء لوالده حتى يتعثر أخيرًا في طريقه من خلال اعتراف من نوع ما: "لا يمكنني فعل أي شيء... لا أعرف كيف أصفها. إنها الحياة التي ترهقني. "

بالنسبة لبقية الفيلم، يرتد نيكولاس بين منزل والده، مما يخيف بيث ويضع ضغطًا على تلك العلاقة، ومكان والدته، حيث تعيش كيت في خوف دائم مما قد يفعله ابنها.

كما فعل في "The Father"، الذي حدث في شقة تغيرت بمهارة واستمرار لتعكس الحالة الذهنية للشخصية المركزية، يولي زيلر اهتمامًا خاصًا للبيئات التي تعيش وتعمل فيها شخصياته، نجد بيتر في مقصورة قطار أنيقة بين نيويورك وواشنطن العاصمة، وكيت في مكتب خشبي، ونيكولاس في فصول دراسية خانقة، وبيث في شقة حديثة لامعة قد لا تكون أفضل مكان لطفل جديد أو مراهق مضطرب، ولا يتعين على المساحات القيام بالرفع الثقيل للمجموعات في فيلم Zeller الأخير، ولكن تم رسم كل منها بشكل لا تشوبه شائبة.

لا أحد في القصة لم يمسه الألم أو الذنب، تعيش كيت في عالم من الأسف والأذى الذي لا نهاية له، وتلوم نفسها على اكتئاب نيكولاس، ويعرف بيتر أنه ربما يكون قد بدأ الأمور عندما ترك زوجته لامرأة أخرى، لكنه مصمم على البقاء في السيطرة. لذلك فهو يحتضن ما يكفي من خداع الذات لإقناع نفسه بأن نيكولاس يتحسن وأن الأمور ستكون على ما يرام. بيث لديها حياتها الخاصة وطفل يجب أن يأخذ الأولوية، لكنها لا تستطيع الهروب من التذكير بأن مقدمة عائلتها الجديدة كانت تدمير عائلة زوجها القديمة.

يتنقل ديرن وجاكمان وكيربي في التحولات من حسرة إلى غضب إلى حيرة، وتمكنوا من إبقاء الفيلم بوتيرة قوية حتى مع تزايد خطورته، ثم يظهر أنتوني هوبكنز، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم "الأب"، كأب بارد ووحشي عاطفيًا لبيتر لمشهد واحد مدمر في منتصف الفيلم ويلقي بظلاله على كل ما يحدث.

كما هو الحال في "The Father"، هناك تقشف وصرامة في "الابن"، ولكن هناك أيضًا المزيد من اليأس، وفي بعض الأحيان، المزيد من الوفرة في استكشاف اكتئاب المراهقين. في لحظة نادرة من الفرح، بيتر وبيث ونيكولاس يرقصون بعنف على توم جونز "It’s Not Unusual" - ولكن بدلاً من البقاء في تلك الحمى، تتحول الموسيقى ببطء إلى رثاء متقلب ("Wolf" لأوير ليون) الذي يبرز زيفه المؤلم الأذى العميق تحته. "The Son" عبارة عن نظرة جادة على الاكتئاب والأمراض العقلية التي تنطوي على إمكانية الشفاء ولكنها توضح مدى صعوبة الشفاء؛ المصور السينمائي بن سميثارد يصورها بطريقة تصبح فيها أبسط المشاهد، من عناق الأم وابنها إلى لقطة مقربة للغسالة، مشبعة بشعور من الرهبة والنذر.

كان فيلم "الأب" خفيًا وملتويًا، تكون هذه الدراما أكثر إثارة وقلقًا، وحتى ميلودرامية في بعض الأحيان - ولكن هذا قرار إخراجي يناسب بالتأكيد الموضوع المظلم والمثير للقلق الذي يستكشفه الفيلم ولكنه لا يستغله.

عرض فيلم "الابن"، المشارك ضمن القسم الرسمي خارج المسابقة، في فعاليات الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لأول مرة عالميًا، وهو من إنتاج المملكة المتحدة.

 

البلاد البحرينية في

22.11.2022

 
 
 
 
 

"السد".. مخرج لبناني يوثق للثورة السودانية بمهرجان القاهرة

القاهرة- خيري الكمار

عرض مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ44، الفيلم السوداني "السد"، للمخرج علي شيري، ضمن عروض المسابقة الدولية، ويعتبر العمل التجربة الأولى كفيلم روائي طويل لصُناعه، وهو إنتاج مشترك بين السودان، وقطر، وألمانيا، وصربيا، ولبنان وفرنسا

وتدور أحداث الفيلم، أثناء الثورة السودانية عام 2019، حول شخصية "ماهر" الذي يعمل في مصنع طوب يعتمد على مياه النيل، ويتميز طوال الوقت بالهدوء، لكننا نكتشف أنه يخفي أمراً ما عن الأعين، وفجأة مع الأحداث تتحول الشخصية، بحسب مخرج العمل.  

وقال المخرج السوداني علي شيري، لـ"الشرق"، إنّ "الفيلم لا يتناول فقط معاناة عمال مصنع الطوب المجاور لسد مروي، شمال السودان، وإنما نتناول ونوثق الواقع الجديد للعالم العربي بعد انتكاسات بعض الثورات، وما أحدثته من خراب".  

المعاينة أولاً 

وكشف كواليس فترة التحضيرات على فيلم "السد"، موضحاً أنه بدأ معاينة التصوير قبل كتابة الأحداث نفسها، عكس المُعتاد، كما أن ميزانية العمل بلغت نحو 450 ألف يورو، واستغرق تصويره 6 أسابيع كاملة.

ولفت إلى اختياره مُمثلين غير مُحترفين، لم يسبق لهم تجربة التمثيل من قبل، مُبرراً ذلك بقوله: "هذا القرار مُغامرة كبيرة، لكني كنت أرغب في الاعتماد على عمال مصنع الطوب، لنقل المعاناة والواقع كما هو بشكله الطبيعي، كما أنّ أدائهم وخاصة في تفاصيل هذه المهنة يمنح الفيلم واقعية ومصداقية".

وروى كواليس إسناد دور البطولة إلى ماهر الخير، الذي لم يقف أمام الكاميرا سلفاً، قائلاً إنّ: "ماهر أول شخص قابلته عندما زرت المنطقة التي تدور فيها الأحداث، وكان يعمل بالمصنع، وطوال فترة التحضير للمشروع التي امتدت لـ5 أعوام تقريباً، توطدت علاقتنا وبات بيننا ثقة كبيرة".

وأضاف أنّ "ماهر طلب منّي المُشاركة بالتمثيل في الفيلم، لتعلقه الشديد بالموضوع، ورغب في أنّ يكون جزءاً منه، وبعد تفكيرٍ طويل قررت منحه البطولة، دون أن أعرف موقف العمل من المُشاركة في المهرجانات السينمائية". 

وأشار علي إلى أن طبيعة الوضوع، هي السبب الرئيسي في تقديم عمله الأول في السينما السودانية رغم كونه لبناني الجنسية، لافتاً إلى أنه يواصل التحضير على أفلامٍ سودانية جديدة، ما بين روائي طويل وقصير، موضحاً أنّ "الإنتاج هناك أمر شديد الصعوبة، لظروفٍ عديدة، لكن المخرجين يواصلون العمل بكلّ جدية لحبهم الشديد للسينما".

حلم وتحقق

واعتبر أنّ مشاركة "السد" في مهرجان القاهرة السينمائي، بمثابة حلم وتحقق، قائلاً إنّ: "مصر صاحبة تاريخ سينمائي طويل وارتبطت بها منذ صغري، وكنت أحلم طويلاً أنّ يُشارك فيلمي الروائي الأول في هذا المهرجان".

وقال إنّ: "الفيلم شارك في 15 مهرجان سينمائي خلال الفترة الماضية، وحصد جائزتين، كما سيُشارك في عددٍ من المهرجانات الدولية في الأسابيع المُقبلة"، مؤكداً أنّ تواجد "السد" في الدورة الماضية من مهرجان كان، لم يكن متوقعاً بالنسبة له، باعتباره أحد المهرجانات السينمائية في العالم، "كان حدثاً مهماً جداً لي وللسينما السودانية ."

ولفت إلى أنّ هناك خطة لطرح الفيلم في دور العرض بعددٍ من الدول المختلفة، لتكون البداية من فرنسا، مارس المُقبل.

أزمات وصعوبات

ومن جهته، كشف ماهر الخير، بطل فيلم "السد"، لـ"الشرق"، أبرز الصعوبات التي واجهته خلال التحضير، لاسيما وأنه لم يسبق له الوقوف أمام الكاميرا، قائلاً إنه بذل جهوداً ضخمة قبل التصوير، وجمعته جلسات عدة مع المخرج للوقوف على تفاصيل الشخصية كافة.

وأضاف أنّ "أصعب ما واجهني، هو إظهار المشاعر، ما بين الفرح والحزن"، متابعاً أنّ "المخرج أنجز تدريبي وزملائي في وقتٍ قصير، ويُحسب له أنّه تحملّنا في ظل افتقادنا للخبرة".

وتابع أنّ "وجودي في مهرجاني كان، والقاهرة السينمائي، أمرٌ لا يُصدق إطلاقاً، ويبدو أنّ أحلامي تحققت سريعاً، وأصبحت مشهوراً جدًا، وأتواجد مع أشهر النجوم حول العالم"، مُعرباً عن آماله بتكثيف مشاركته في السينما السودانية خلال السنوات المُقبلة، ليكون شخصاً مؤثراً في بلاده.

 

####

 

"رحلة يوسف".. فيلم سوري عن اللاجئين المنسيين في المخيمات

القاهرة- رويترز

بمرور السنين وتعدد الأفلام يصعب على صناع السينما إيجاد تناول جديد لأزمة اللاجئين لتقديمه على الشاشة، لكن المخرج السوري جود سعيد يُسلط في فيلمه "رحلة يوسف" الضوء على "المنسيين" ممن يدفعون يومياً ثمن الحرب والصراعات المسلحة في المنطقة العربية.

ويشارك الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية.

الفيلم بطولة أيمن زيدان، وسامر عمران، وربا الحلبي، ووائل زيدان، وسيرينا محمد، ونور الصباح، وحيان بدور، وأحمد درويش، وجواد السعيد، وتدور أحداثه خلال 105 دقائق بين مكان غير محدد داخل سوريا ومخيم للاجئين على الحدود اللبنانية.

بارقة أمل

الفيلم يسرد قصة الجد يوسف الذي لم تخرجه الحرب في سوريا ولا الميليشيات المسلحة التي سيطرت على قريته من منزله، لكن الخوف على الحب وحده هو الذي دفعه للفرار بحفيده زياد، يتيم الأب والأم، مع حبيبته المراهقة هاجر وخالتها نحو الحدود اللبنانية، بعدما حاول أحد زعماء الميليشيات الاستيلاء على الفتاة ذات الـ16 عاماً.

وتمتد الرحلة ولا تنتهي عند الوصول للحدود، حيث يجد الأربعة أنفسهم أسرى مخيم للاجئين تتجسد فيه كل معاني الاستغلال والاستقواء على الضعيف، والاتجار في البشر، ويضطر يوسف إلى الزواج من خالة هاجر لحمايتها والإبقاء على الحبيبين المراهقين معاً.

ورغم سوء الأوضاع داخل المخيم والمشكلات اللانهائية يومياً تلوح بارقة أمل في الخروج من هذا المستنقع عن طريق مخرجة شابة تصنع فيلماً وثائقياً عن اللاجئين، وتكتشف موهبة زياد في لعب كرة القدم، فتقدم له فرصة للاحتراف والسفر بعيداً، وهو ما يُفجر شعوراً مخيفاً عند الجد من فقد الحفيد للأبد بعدما كرس عمره لتربيته.

وفي ظل الأوضاع المتدهورة داخل المخيم، وتزايد المخاطر، خاصة مع ظهور زعيم الميليشيا المسلحة التي هربت منها عائلة يوسف من جديد، يقبل أخيراً الجد بسفر زياد ويُسارع بتزويجه من هاجر لتصحبه، لكن القدر لا يبستم لهما في النهاية.

نهاية واقعية

بعد العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، قال المخرج جود سعيد إن "النهاية قد لا تكون سعيدة مثلما اعتدنا في معظم أفلامنا، لكنه أمر مقصود لأن الفيلم اسمه (رحلة يوسف)، مع عنوان فرعي (المنسيون)"، موضحاً أن النماذج التي عرضها على الشاشة هي لهؤلاء المنسيين الذين يدفعون ثمن الحرب دون أي ذنب.

وأضاف: "في الحقيقة صوّرت نهايتين للفيلم، واحدة سعيدة يُحقق فيها زياد وهاجر حلمهما، والأخرى التي شاهدتموها على الشاشة، لكن في مرحلة المونتاج وجدت أن النهاية الواقعية ستكون الأفضل حتى نظل نذكر أن علينا العمل لنُغير تلك الأوضاع".

وأوضح سعيد أن شخصيات الفيلم متخيلة بالكامل، ولا تستند إلى قصة حقيقية، مشيراً إلى أنه عمل على كتابة القصة بالاشتراك مع الفنان أيمن زيدان الذي جسّد شخصية الجد يوسف.

وأشار إلى أنه رغم صعوبة أماكن التصوير وتعددها فإن الفيلم من نوعية الأفلام منخفضة التكلفة، إذ ساهم كل من شارك في العمل بالجهد والمال والموارد انتهاء بالأجر لدرجة أن البطل أيمن زيدان تقاضى أجراً متواضعاً لا يزيد عن 2000 دولار، وهو أعلى أجر حصل عليه ممثل في الفيلم.

ويُنافس (رحلة يوسف) ضمن 8 أفلام في مسابقة آفاق السينما العربية بالدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائي الذي يختتم فعالياته، الثلاثاء.

 

الشرق نيوز السعودية في

22.11.2022

 
 
 
 
 

هند متولي مخرجة فيلم «المقابلة»: لم أستعن بأى أطباء لتقديمه..وقابلت أشخاصًا حاولوا الانتحار

سارة عبدالرحمن ممثلة قوية وسعيدة لتواجدها بالفيلم

كتب: أنس علام

قالت هند متولى مخرجة فيلم «المقابلة»، الذي ينافس في مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في عرضه العالمى الأول، إن الفيلم يناقش فكرة الاكتئاب الانتحارى، وأشارت إلى أن الكثير لا يهتمون باكتئاب كبار السن، بل يهتمون أكثر باكتئاب الصغار ومشاكلهم وكيفية حلها. وأوضحت «هند» في حوارها لـ«المصرى اليوم» أنها عاشرت بعض الأشخاص الذين عانوا من فكرة الاكتئاب الانتحارى وخاصة أصدقاءها، لافتة إلى أنها قابلت أشخاصا في حياتها أقبلوا على هذه الفكرة من قبل، مضيفة أن الفيلم استغرق في تحضيره 4 أشهر وصور في 3 أيام فقط.

وأشارت إلى أنها واجهت صعوبات خلال التحضير للفيلم وهى «التمويل» أو الدعم المادى، موضحة أنها اختارت اسم «المقابلة» ليكون عنوان الفيلم، لأن جميعنا نواجه مشاكل في حياتنا اليومية، ويجب أن نواجهها ونقابلها ونحاول حلها، ولا نضعف أمامها، وإلى نص الحوار:

■ في البداية.. هل عرضت الفيلم القصير «المقابلة» على مهرجانات قبل عرضه على «القاهرة السينمائى»؟

- جميع كرو العمل كان يفكر في البداية أن نعرضه على مهرجان القاهرة، بسبب أن الفيلم مصرى وجميع الكرو مصريون، بالإضافة إلى أننا تحدثنا سويًا أن نعرضه على 3 مهرجانات لكن أجمعنا أن نعرضه على المهرجان، وحينما جاءتنا الموافقة سعدنا للغاية لأن المهرجان من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم.

■ لماذا اخترت فكرة الاكتئاب الانتحارى لتناقشيها في فيلمك؟

- فكرة الاكتئاب تمثل قضية في المجتمع يعانى منها الكثير، لأن الكثير لا يهتم بفكرة اكتئاب كبار السن، بل يهتمون أكثر باكتئاب الصغار ومشاكلهم وكيفية حلها، فهذ الأمر لا جدال عليه، ولكن فكرة الاكتئاب الذي يعانى منه كبار السن بالتأكيد هي الأخرى مهمة، لأنهم ليس لدى نفس الوعى والثقافة التي لدى الصغار.

■ «الاكتئاب الانتحارى».. هل قابلتِ مُصابين به من قبل أم لجأتِ لأطباء؟

- عاشرت بعض الأشخاص الذين عانوا من فكرة الاكتئاب الانتحارى وخاصة أصدقائى، كما قابلت أشخاصا في حياتى حاولوا الانتحار، بالإضافة إلى أننى شخصياً أقرأ عن هذا الموضوع الكثير وأبحث عنه بكثرة، ومهتمة بهذا الأمر منذ سنوات طويلة، فلم أستعن بأى أطباء بسبب ما رأيته في حياتى من هؤلاء الأشخاص.

■ ماهى الصعوبات التي واجهتك خلال التحضير للفيلم؟

- «التمويل» أو الدعم المادى هو أكثر صعوبة واجهتنى خلال التحضير للعمل، فهذه المشكلة أعتقد أن الجميع يعانى منها، ويجب أن أوجه الشكر لمنتجة العمل نورا الخطيب لأنها تحمست للفكرة على الفور، كما أوجه الشكر للمنتج المشارك يونس مدحت لأنه ساعد هو الآخر في التمويل ليخرج العمل للنور على أكمل وجهه.

■ وما المدة التي استغرقها الفيلم لكى يخرج للنور؟

- فكرة الفيلم لدىّ منذ فترة طويلة، وحينما لقى الدعم المادى بدأنا في تنفيذه على الفور، واستغرق التحضير 4 أشهر، وصور الفيلم كاملاً في 3 أيام فقط.

■ وما هي المشاهد الصعبة التي أعدت تصويرها عدة مرات؟

- المشهد الأخير للفيلم، هو الأكثر صعوبة وسعيدة أن المشهد أعجب به الجمهور خلال عرضه في المهرجان، فهذا شىء يسعد أي مخرج، وظهور المشهد بهذه الجودة كان نتيجة المجهود الكبير من الممثلتين سارة عبدالرحمن وهدى شحاتة خلال جلسات التحضير والبروفات.

■ لماذا اخترت اسم الفيلم ليكون «المقابلة»؟

- بصراحة جميع كرو العمل كان ينشغل باسم الفيلم، ورشح لنا كثير من الأسامى لكن اخترنا اسم «المقابلة»، بسبب أن جميعنا نقابل في حياتنا اليومية كثيرا من المشاكل، فأصبح لدينا «تشبع منها»، ولكن حينما نقع في مشكلة لا نستطيع حلها، يأتى «شريط» المشاكل التي مررنا بها من قبل، فيجب على كل شخص أن يواجه كل ما يمر به، والمضحك كان رشح لنا اسم «الماما»، وبالفعل يوجد فيلم يشارك في المهرجان يحمل الاسم نفسه.

■ لماذا وقع الاختيار على الفنانة سارة عبدالرحمن بطلة العمل؟

- سارة عبدالرحمن ممثلة قوية، وسعيدة لتواجدها في الفيلم، بالإضافة إلى أنها متواجدة قبل التصوير بأربعة أشهر، لذلك تحدثنا كثيرًا عن شخصية «نادية» التي تقوم بها ضمن أحداث الفيلم، وبرغم أن الشخصية تختلف تماما عن سارة، لكن أحبتها للغاية، وحاولت بقدر الإمكان أن تخرج ما لديها ليخرج الدور على أكمل وجه، بالإضافة إلى أنها كانت تسألنى باستمرار، وكانت سارة تأتى من تصوير مسلسل «ريفو» لبروفات الفيلم من شدة حماسها دون أن تنام.

 

المصري اليوم في

22.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004