ملفات خاصة

 
 
 

علا الشافعي تكتب:

"19 ب" فيلم ملىء بالتفاصيل عن الوحدة فى مقابل الخوف وعالم لا يمنحنا سوى القهر والعنف.. أحمد عبد الله يفتح فى تجربته الجديدة أفق التأمل وتساؤلات عن الشقاء.. وأداء هادئ ومنضبط لـ ناهد السباعى

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

أجمل ما في السينما أنها تعطينا مساحة واسعة للتأمل، وأفقًا أوسع للتعبير وحالات شعورية مختلفة للتعاطي مع الفيلم، لا توجد قوانين ثابتة أو أحكام قاطعة في الفن، ليس بالضرورة أن تكون هناك حكاية محكمة بداية ووسط ونهاية، أو صراع لابد أن يكتمل أو أن ينتصر الخير أو الشر بل دائمًا تكون هناك مساحات رمادية تمامًا مثل الحياة.

السينما وليست الدراما التليفزيونية تمنحنا تلك الحالة الفنية الخالصة، لذلك لم أندهش من بعض الآراء التي لم تستطع التعاطي مع الفيلم المصري "19 ب" للمخرج أحمد عبد الله، الذي يمثل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أو من يرى أنه كان يصلح أكثر كفيلم قصير، ذلك الانقسام في حد ذاته حالة صحية، والنقاش حول فيلم وطرق التعاطي المختلفة معه يعكس أيضًا أنه يستحق التأمل وأن به العديد من العناصر الفنية التي تلفت النظر.

فيلم "19 ب" لا تستطيع أن تشاهده أو تفسره بعيدًا عن أعمال أحمد عبد الله السابقة حيث إن كل تجربة كانت تحمل خصوصيتها بدءًا من " ميكروفون"، ومرورًا  بـ"هليوبوليس"،  ثم "ديكور"، "وليل خارجي"، في فيلمه الجديد يجعلنا أحمد عبد الله نمارس ألعابًا ذهنية عدة ويفتح للمشاهد مساحات للتأويل سواء للقطة ما أو مشهد بعينه، قد يري البعض أن الفيلم تدور أحداثه حول حارس العقار العجوز "سيد رجب" المؤتمن على فيلا أصبحت آثرًا لأن عمرها يتخطى 100 عام بعد أن تركها الورثة وهاجروا خارج البلاد.

 كل شيء في تلك البناية متداعى، الحارس ينتظر أن يخاطبه محامي الأسرة ليحدد مصير الفيلا، أو أن تعود الأسرة لبيعها، وكذلك ينتظر أن يتم حقن العمدان المائلة، أو ترميم البناية، يمارس الحارس طقوس حياته برتابة شديدة، إذ يسقى الزرع، ويطعم القطط والكلاب التى تجاوره ويرعاها وترعاه في المقابل، ويعد كوب الشاي بالنعناع، ويتحاور مع (سكر) أو "مجدي عطوة" حارس العقار المجاور له وعشرة عمره، ينتظر زيارات ابنته "ناهد السباعي" الوحيدة التي تأتي محملة بالخوف عليه والطعام ليأكلا معًا، تحاول مرارًا وتكرارًا أن تقنعه بمغادرة هذا المبنى المتهالك وأن يأتي ليعيش معها.

هناك أيضًا الدكتورة جارته التي تساعده في إطعام هذا العدد الكبير من القطط والكلاب وتحديدًا صديقه الكلب عنتر، يجلس ليستمع للأغاني من الكاسيت القديم الذي يملكه، كل شيء يسير بنفس الوتيرة والهدوء والتكرار بما يتناسب مع رجل في هذه المرحلة العمرية، ولكن فجأة يعكر صفو تلك الحياة الرتيبة ظهور (السايس ناصر) "أحمد خالد صالح"، و(ماردوانا) وتحديدًا ناصر الذي يرغب في فرض سطوته واستغلال هذا المنزل في تخزين بضائعه المهربة من سجائر وخمور وكأنه لم يكتف باحتلال الشارع، وقرر أيضًا أن يقتحم هذا المنزل الآمن، من هنا يتصاعد الصراع على أصعدة مختلفة  بين الابنة والسايس حيث نشعر للحظات أن هناك علاقة ما كان تربط بينهما، معاناتها مع زوجها التي نفهمها ضمنيًا من جمل حوارية بينها وبين والدها السايس نفسه الذي يرى أنه ضحية لمجتمع لم يرحمه بل قهره وزج به إلى السجن قهرًا، تلك هي القصة أو مستوى السرد الذي قد يتعاطى معه البعض.

وهناك مستوى آخر وهو أن الفيلم يطرح تساؤلات كثيرة عن الوحدة، والشقاء، والخوف من مغادرة العالم الذي رسمت حدوده بنفسك وتشعر بداخله بالأمان المطلق، لا ترغب في أن يقتحم عالمك أو قوقعتك أحد آخر مهما كانت تلك القوقعة مليئة بالشروخ وقد تنغلق عليك أكثر وأكثر أو تتشقق، وستجرب مرات أن تدافع عن نفسك بكل الطرق المسالمة التي تتماشي مع عالمك، إلى أن تصل لذروة الخوف ويخرج كل ما بداخلك من عنف مكتوم لتواجه به عنف العالم المحيط بك.

لا أعرف كيف وازن المخرج أحمد عبد الله بين هذا القدر من التفاصيل الرقيقة جدًا حول عالم حارس العقار في تعامله مع المنزل وعنايته بنباتاته وحيواناته وبين عنف من جاءه مغتصبًا لعالمه وفارضًا لسطوته وقوانينه عليه.

وعكست كاميرا مصطفى الكاشف مدير التصوير جمال التفاصيل رغم تهالك المنزل  وعنف التحولات في فهم درامي كامل لتفاصيل اللقطات، وتحديدًا مشهد الحجر الذي وضعه ناصر السايس في طريق حارس العقار صاحب العرج الخفيف في قدمه، وإصراره على أن يحركه، مشهد الصراع بين الإثنين وتصاعده زوايا اللقطة وكل منهما ملقي بعد "العركة" ناصر مضرجًا في دمائه، وحارس العقار الذي يشعر رغم الكارثة أنه استعاد عالمه، تلك اللقطة الملهمة والمميزة بين حارس العقار ووالدة الطبيبة القديرة منحة البطراوي، والنظرة المتبادلة بينهما والمحملة أيضًا بالتساؤلات والتأويل .

وتميز شريط الصوت واختيار الأغنيات، والملابس التي عكست أيضًا طبيعة الشخصيات، والأداء التمثيلي الهادئ والمنضبط وتحديدًا لناهد  السباعي ومجدي عطوان،  نعم هناك بعض التطويل في مشاهد الفيلم الأولي وتكرار التفاصيل المتعلقة بوتيرة حياة البطل، رأى البعض أثناء النقاشات أنه كان يفضل اختصارها، لكنها في ظني جزء من اكتمال عالم حارس العقار تلك التفاصيل المتكررة هي ما تمنحه الأمان .

"19  ب" فيلم مليء بالتفاصيل عن الوحدة في مقابل الخوف من عالم لا يمنحنا سوي القهر والعنف، الفيلم تأليف وإخراج أحمد عبد الله، وبطولة سيد رجب، وناهد السباعي، وأحمد خالد صالح، ومجدي عطوان وفدوى عابد ومنحة البطراوي.

 

اليوم السابع المصرية في

21.11.2022

 
 
 
 
 

يشارك في مسابقة «أفاق السينما العربية»

تفاصيل العرض الأول للفيلم السوري «رحلة يوسف، المنسيون»

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

أقيم مساء اليوم العرض الأول للفيلم السوري «رحلة يوسف، المنسيون» الذي يشارك في مسابقة «أفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي الـ44، يلعب بطولته الفنان أيمن زيدان، سامر عمران، والمنتجة رحاب الغانم، ومن اخراج جود سعيد.

يطرح الفيلم في صورة سينمائية مميزة جانباً آخر من الحرب في سوريا، بعدما خرج أغلب سكان قرية صغيرة إلي معسكرات اللجوء بإستثناء يوسف وحفيده زياد، في وقت لاحق يجبر علي النزوح لأسباب أخري، ليكشف الفيلم واقع معسكرات اللاجئين التي برغم عذابات الحرب والدمار الذي لحق بالمدن والبيوت، تنعكس أيضاً علي نفوس البشر الذين توحش بعضهم بتأثير الظروف الصعبة، وقد حظي الفيلم بتصفيق الحضور الذين أشادوا بتميز مستواه الفني وملمحه الإنساني.

وعقب عرض الفيلم أقيم مؤتمراً صحفياً بحضور المخرج جود سعيد ومنتجة الفيلم والممثل سامر عمران.

وكشف مخرج الفيلم أنه تم إنتاجه بميزانية منخفضة، وأن الممثلين تقاضوا أجوراً مخفضة حتي أن الفنان أيمن زيدان تقاضي أقل من ألفي دولار عن دوره في الفيلم.

وأشار المخرج إلي أن إسناد البطولة لزيدان تحدد من اللحظة الأولي، خاصة وأن جمعهما أكثر من عمل وأن علاقتهما تخطت المهنة علي حد قوله.

وحول النهاية الحزينة التي وردت بالفيلم، قال سعيد أنه صور الفيلم بنهايتين أحداهما سعيدة والأخري حزينة، لكن رأى أانه من الأفضل أن تكون النهاية علي هذا النحو حتي تدفع الناس لتغييرها.

وأشادت الفنانة إلهام شاهين بالفيلم، قائلة : لقد استمتعنا واتوجعنا مع أحداث العمل الذي تميزت عناصره الفنية من اختيار أماكن التصوير والأداء الرائع للفنان الكبير أيمن زيدان.

 

####

 

الكوميديا رغم المواقف الصعبة أبرزها..

4 عناصر جذبت الجمهور لأحداث فيلم «رحلة يوسف- المنسيون»

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

فيلم "رحلة يوسف- المنسيون" للنجم أيمن زيدان والمخرج جود سعيد، عرض أمس ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في نسخته الـ44، ونال إشادة واسعة من قبل الحضور، الذي قام بالتصفيق بشدة لصناع العمل المميز بمجرد انتهاء عرضه، وعبر البعض عن مدى استمتاعه بالأحداث التي تم تقديمها وأكدوا أن هناك عدة عناصر تسببت في إظهر العمل بشكل لافت ومميز.

فيلم "رحلة يوسف- المنسيون" ناقش قضية الهروب من الوطن بسبب الأزمات السياسية والأوضاع المضطربة، من خلال قصة الجد يوسف الذي غادر بلاده في سوريا برفقة حفيده وجارته وابنة شقيقتها من أجل حماية الأخيرة، وحرصه على أن تظل برفقة حبيبها وهو حفيده.

قضية الهروب من الوطن واللجوء ناقشها صناع الفيلم ببساطة، وحرصوا كذلك على تسليط الضوء على عدة قضايا أخرى متفرعة، كلها خدمت الفكرة الأساسية مثل العنف ضد الأطفال وزواج القاصرات، وكل ذلك بشكل بسيط نال إعجاب الجمهور.

من بين العناصر التي جعلت الجمهور مندمجًا ومعجبًا بالفيلم، كانت الحالة الكوميدية التي سيطرت على بعض الأحداث رغم صعوبة المواقف التي يتعرض لها الأبطال، خلال رحلتهم مع اللجوء والهروب من الوطن والبحث عن الآمال ومستقبل جديد.

فبالرغم من أن النجم أيمن زيدان جسد شخصية الجد الحاسم والحامي لأسرته والذي يواجه كل الصعوبات من أجلهم، إلا أن شخصيته والأزمات التي يواجهها لم تؤثر على الجانب الكوميدي لديه، والذي ظهر في مواقف معينة نالت تفاعل الحضور بقاعة العرض.

العفوية في الحوار وبساطته لدى كل النجوم المشاركين في العمل، كانت عاملًا أساسيًا تسبب في خطف اهتمام الجمهور، فشخصية الحفيد وعلاقته الرومانسية بجارته الشابة، وعلاقته كذلك بالطفل أبو شادي وصديقه من مخيم اللاجئين، كانت علاقة عفوية مليئة بالمواقف الطريفة والتصرفات المليئة بالشهامة.

وأشاد الجمهور بأداء النجوم كذلك وصدقهم وحبهم للشخصيات التي يقومون بأدائها والذي انعكس بصدق على تقديمهم لتلك الأدوار بشكل مميز، كما انبهر الجمهور بأداء بعض المشاركين رغم صغر حجم أدوارهم، ومنهم الطفل الذي أدى شخصية أبو شادي، والحفيد زياد.

بجانب الأداء الجيد للنجوم والحوار السلسل العفوي، جذبت الصورة وكادرات التصوير أنظار الحضور الذين شبهوها بصورة بعض الأعمال الأجنبية الشهيرة التي تضفي أجواء مميزة ملائمة للأحداث والصراعات.

كما خطف صناع الفيلم الاهتمام في بعض المشاهد بسبب غناء بعض الأغنيات القديمة التي أعادت للحضور ذكرياتهم مع تلك الأغنيات اللافتة التي تعتبر بمثابة أغنيات أيقونية عن الحب ومنها "سيرة الحب" للراحلة أم كلثوم، والتي غناها الأبطال في بداية العمل وصنعت حالة مبهجة رغم صعوبة الأحداث والمواقف التي مروا بها.

وعبر مخرج الفيلم جود سعيد عن مدى سعادته برد الفعل الإيجابي الذي تلقاه بعد عرض الفيلم وذلك في الندوة التي تلت عرض الفيلم بالمهرجان، وأكد أنه كان يرى النجم أيمن زيدان في هذا الدور منذ أن انطلقت الفكرة.

 

####

 

ينافس ضمن المسابقة الدولية وأفضل فيلم عربي

«السد» .. فيلم يرصد التغيرات السياسية في السودان برؤية شاعرية

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

يرصد فيلم "السد" للمخرج اللبناني علي شرّي الانتفاضة التي أسقطت نظام عمر البشير في السودان عام 2019 من منظور مختلف، من خلال قصة شاب يعمل في مصنع للطوب يعتمد على طمي النيل عند سد مروي بعيداً عن العاصمة وحراكها الثائر.

وبينما يبدو ماهر بطل الفيلم هادئاً طوال الوقت يظل هناك سر غامض يتعلق ببناء يعكف على تشييده بعيداً عن أعين الناس، خاصة عندما يتحول هذا البناء في بعض اللقطات إلى كائن يتحدث مع ماهر.

ولا يتوقف الفيلم عند حدود السياسة، بل يمتد إلى تحليل شاعري لتصاعد حالة الغضب داخل النفس البشرية من خلال البناء الغريب الذي يصنعه ماهر، والذي يصنع مساحة واسعة للخيال تحتمل الكثير من التأويلات.

الفيلم مدته 80 دقيقة، ومن بطولة ماهر الخير ومدثر موسى وسانتينو أجوير دينج وأبو القاسم سر الختم، وهو إنتاج فرنسي لبناني سوداني قطري ألماني مشترك، وينافس ضمن المسابقة الدولية للدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وكشف المخرج علي شرّي بعد عرض الفيلم في المهرجان أن مؤدي شخصية ماهر هو بالفعل أحد العمال الحقيقيين، ولم يسبق له التمثيل من قبل، كما أنه لم يتلق أي تدريبات قبل التصوير.

وعن اهتمامه كمخرج لبناني بصنع فيلم عن السودان وقضاياه، قال إنه مهتم منذ وقت طويل بسد مروي، الذي يعد من أكثر السدود المسببة لأضرار بيئية على النيل، وهو ما دفعه للقيام بأول زيارة ميدانية للمكان في 2017.

وأضاف أنه ظل يراقب مصنع الطوب والعاملين فيه لوقت طويل، كما شرع في تصويرهم من دون ترتيب على فترات متباعدة إلى أن تأكد أن فيلمه سيبدأ من هذا المكان، وبعدها تشجع ماهر وطلب منه أن يكون جزءاً من الفيلم الذي يصوره وبالفعل اتفقا على الدور.

وأشار إلى أن الفيلم يأتي ضمن موضوع رئيسي يعمل عليه منذ سنوات يتعلق بالمناطق التي شهدت أعمال عنف غير مرئي، ورصد آثار هذا العنف على البيئة والناس مع محاولة إعادة قراءة للتاريخ والسياسة.

وينافس الفيلم على جائزة الهرم البرونزي لمهرجان القاهرة السينمائي ضمن 14 فيلماً تشملها المسابقة الدولية، كما أنه مؤهل للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عربي.

 

####

 

جولة في عالم البرمجة السينمائية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الـ44

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : شادي جمال

أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مناقشة حول مهنة المبرمج السينمائي، ضمن فعاليات دورته الـ44، والمستمرة حتى يوم 22 نوفمبر.

وحضر الندوة التي أقيمت في فندق "سوفتيل الجزيرة"، أندرو محسن مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، والعديد من صناع السينما، بالإضافة إلى المتحدثين: دوروتا ليش، فيرينا فون ستاكلبيرج، توماس روسو، وبير إيريك جيلسفيك.

وناقش المتحدثون خلال الندوة التي جمعت بين المبرمجين من أفضل مهرجانات الأفلام حول العالم مثل تورنتو السينمائي الدولي، البيرنالي، وأسبوع النقاد في مهرجان "كان"، مدى اهتمام الحاضرين ببداية مهنة في عالم السينما التي ليس بالضرورة أن تكون خلف الكاميرا وكيفية اختيار الأفلام، ووضع برنامج ممتاز كل عام وما يستلزمه، خاصة فيما يتعلق بكيفية تنظيم مهرجان عالمي برؤية ورسالة واضحتين.

في البداية قالت منسقة الأفلام والمهرجانات السينمائية ومبرمجة السينما والموزعة" "فيرينا فون ستاكلبيرج"، إن قبل مشاركة أي عمل في مهرجان سينمائي، يشاهد المبرمج أولًا هل العمل سيناسب المشاهدين أم لا، هل ستستحق المنافسة في المسابقات، بالإضافة إلى متابعة قاعدة البيانات الخاصة بالفيلم على الإنترنت، ومشاهدة ردود أفعال الجمهور عليه ومعرفة آرائهم، كل هذه العوامل هامة حين يتم اختيار فيلمًا ما للمشاركة في مهرجان سينمائي.

وأشار" بير إيريك جيلسفيك" مدير مشروع صندوق الأفلام SØRFOND ومدير مهرجان أيام أوسلو للفيلم العربي، إنه يتلقى العديد من العروض لمشاهدة أفلام كثيرة لعرضها في المهرجانات السينمائية، ويحاول قدر الإمكان أن يتواصل مع صناعها عبر البريد الإلكتروني، ليتم اختيار الأعمال المناسبة من وسط 300 عملًا متقدمًا للمشاركة، مؤكدًا أنه لا يستمر في مشاهدة أي عمل مملًا لأكثر من 30 دقيقة، حيث يعزف عن المشاهدة ويرى أنه لا يستحق المشاركة في المهرجان السينمائي.

بينما تحدث "توماس روسو" مدير برنامج أسبوع النقاد بمهرجان كان ومدير ورشة Next Step، إنه يجب توافر العديد من المقومات لإقامة مهرجان سينمائي، مثل اختيار موقع ومكان مناسب، فنادق، الحضور لأنهم عنصر مهم في المهرجان، ومن الطبيعي أن يكون هناك منافسة بين المهرجانات وبعضها البعض، كما قدم نصيحة للمتقدمين للمشاركة بأعمالهم في المهرجانات السينمائية، قائلًا إنه يجب عليه أن يرى المعايير الخاصة بالمهرجانات والتعرف على الفروقات بين المهرجان والآخر، كما أن الموزعين لديهم خبرة واسعة في ذلك المجال، ولكن لابد من متابعة مواعيد التقديم على الموقع الخاص للمهرجان حتى لا تفوتك الفرصة.

وقالت الكاتبة ومنسقة الأفلام "دوروتا ليش"، إنها تحاول طوال الوقت الرد عبر البريد الإلكتروني على طلبات المتقدمين للمشاركة في المهرجانات السينمائية، مضيفة أنها تعمل في اليوم لمدة 18 ساعة متواصلة حتى تتمكن من اختيار الأفلام الجيدة التي تستحق أن تخوض التجربة.

 

####

 

عرض في قسم البانوراما الدولية لـ«القاهرة السينمائي»

«لأجل وطني».. فيلم فرنسي يبحث عن معنى الهوية للجزائريين

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

صنع المخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد حامي فيلمه الجديد "لأجل وطني" الذي يطرح فيه سؤال الهوية ومعنى الوطن من خلال وجهتي نظر متقابلتين إحداهما تؤمن بأن الوطن هو حيث نشأنا وعشنا والأخرى تؤمن بأن الوطن يوجد حيث يجد الإنسان الملاذ والأمان والمستقبل.

الفيلم إنتاج فرنسي ومن بطولة كريم لكلو وشاهين بومدين ولبنى عزبال وسمير قواسمي ولورينت لافيت وتدور أحداثه خلال 113 دقيقة بين الجزائر وفرنسا وتايوان، وعرض في قسم البانوراما الدولية في الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وتنطلق أحداث الفيلم بموت عيسى السعيدي الطالب في كلية سان سير العسكرية بشكل مفاجئ أثناء تدريب للطلاب المستجدين لتبدأ ترتيبات تشييع الجثمان وإقامة الجنازة بين أسرته والكلية لكن الأمور تتعقد عند محاولة الوقوف على السبب الحقيقي للوفاة ورفض المسؤولين إقامة جنازة رسمية للشاب ذي الأصول الجزائرية.

وبينما تخضع الأم لضغوط في البداية وتقبل دفن جثمان ابنها في أسرع وقت إكراماً له، يتصدى شقيقه الأكبر إسماعيل للأمر ويصر على مساواة شقيقه بالجنود الفرنسيين الذين يموتون في مهام عسكرية ودفنه بمقبرة الجيش.

ومن مشهد العائلة المكلومة بسبب الوفاة يصنع المخرج نقلة زمنية ليلقي الضوء على بداية رحلتها من الجزائر إلى فرنسا هرباً من الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي حين فرت الأم الحامل في طفلها الثالث بطفليها إسماعيل وعيسى من زوجها الشرطي الذي رفض مغادرة بلاده في واحد من أحلك الأوقات في تاريخها.

ويستعرض الفيلم طبيعة العلاقة بين الشقيقين إسماعيل وعيسى حيث كان الأول مصدر قلق دائم للأسرة، وفشل في تحقيق ذاته بينما ذهب الثاني إلى تايوان في منحة دراسية، وكان يحلم بالعودة إلى فرنسا للالتحاق بكلية سان سير العسكرية ليصبح أول قائد أركان عربي بالجيش الفرنسي.

وتتبلور فكرة الفيلم في حوار دار بين الشقيقين عند زيارة إسماعيل المفاجئة لعيسى في تايوان حين يكشف الأخير عن نيته الالتحاق بالكلية العسكرية حيث يقول لأخيه إنه يتفهم تماماً تمسك والدهما بالبقاء في الجزائر للدفاع عن وطنه مثلما أصبح هو الآن مستعداً لحمل السلاح والقتال دفاعاً عن وطنه الجديد فرنسا.

وقال المخرج رشيد حامي، الذي ولد في الجزائر عام 1985 وهاجر إلى فرنسا مع أمه، بعد عرض الفيلم، إن القصة مستقاة من حياته الشخصية وكتبها عام 2013 بعد عام أو اثنين تقريباً من وفاة شقيقه واختار صياغتها في قالب ملحمي ليسرد حكاية العائلة من البداية.

وأوضح أنه أراد من خلال الفيلم طرح قضية الهوية بشكل عام وعلى أكثر من مستوى بحيث لا تقتصر فقط على الجنسية لكن تمتد أيضاً إلى الروابط العائلية داخل الأسرة الواحدة والتي تشكل في حد ذاتها وطناً آخر للإنسان.

وكان الفيلم حظي باستقبال طيب عند عرضه لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي بإيطاليا في سبتمبر.

 

####

 

في أيام القاهرة لصناعة السينما ..المخرجة السعودية جواهر العامري تفوز بجائزة سرد

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

فازت المخرجة السعودية جواهر العامري، بجائزة سرد مع الإشراف على تطوير سيناريو مشروع فيلمها الروائي الطويل عزيز هالة، وذلك في إطار منافسته في أيام القاهرة لصناعة السينما ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

جواهر العامري هي كاتبة ومخرجة سعودية، تخرجت من جامعة عفت - فنون سينمائية. كتبت وأخرجت فيلم "مجالسة الكون" الذي كان جزءا من الفيلم الانثولوجي الطويل "بلوغ" الذي عرض في افتتاح مسابقة آفاق السينما العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2021. وأيضاً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في نفس العام. ويعرض الفيلم الآن على شاهد.

كتبت وأخرجت جواهر فيلم سعدية سابت سلطان والذي شارك في عدة مهرجانات عربية وعالمية. وفاز في مهرجان السعودية للأفلام عام 2019 بجائزة أفضل فيلم طلبة قصير. كما أنتجت فيلم من يحرقن الليل للمخرجة سارة مسفر، والذي حصد جوائز عدة، منها تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2020 من لجنة التحكيم، وشارك أيضًا في مهرجان بالم سبيرنجز للأفلام القصيرة الدولي عام2021، كما حصل الفيلم على جائزة السينما الواعدة في مهرجان قرطاج السينمائي.

شاركت جواهر بمشروع فيلمها الطويل الأول عزيز هالة في معمل البحر الأحمر بالتعاون مع معمل تورينو، ليحصل على جائزة التوزيع الكبرى من شاهد 100 ألف دولار في سوق مهرجان البحر الأحمر عام 2021. كما تخرجت من مبادرة الشرق الاوسط للإعلام MEMI 2022 وطورت وكتبت من خلالها مسلسلها الجديد. وتعمل حاليًا على إخراج فيلمها القصير والذي من المتوقع تصويره في نهاية عام 2022.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.11.2022

 
 
 
 
 

«صعود السينما السعودية» يثير تفاعلاً في مهرجان القاهرة

ما بين البدايات والطموحات والدعم الراهن

القاهرة: انتصار دردير

ما بين البدايات التي أطلقت شرارة الإبداع لدى السينمائيين السعوديين، والدعم الكبير الذي منحته المملكة للسينما في السنوات الأخيرة، وطموحات تأكيد حضورها في المحافل الدولية، ومهرجان البحر الأحمر الذي أثبت حضوره في المشهد السينمائي منذ دورته الأولى، أثارت ندوة «صعود السينما السعودية» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بمشاركة الهيئة الملكية السعودية للأفلام، نقاشاً وتفاعلاً بين السينمائيين المصريين والعرب؛ حيث طُرح على مائدة المناقشة وضع السينما السعودية اليوم، والعوامل الكامنة وراء تطوراتها الملحوظة.

أقيمت الندوة بحضور كل من: عبد الجليل الناصر، المدير العام لتنمية القطاع السينمائي والاستثمار، والمخرجة هناء العمير، رئيسة جمعية السينما السعودية، والمخرج محمد السالمان الذي قدم عدداً من الأفلام القصيرة، من بينها «فستان الزفاف» الذي حصد عدة جوائز، بينما أدارها الناقد الأميركي جاي ويسبرغ.

ورحب الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي بالوفد السعودي، قائلاً: «نرحب بكم في القاهرة عبر هذا الاجتماع الرائع، ولدينا عديد من الاستوديوهات في مصر، ونحن موجودون دائماً من أجل التعاون معكم».

وشهدت الندوة حضور عدد كبير من السينمائيين العرب والمصريين، من بينهم: محمود حميدة، وأحمد الفيشاوي، ومحمد حفظي، وبعض المنتجين العرب، وصناع الأفلام من الشباب.

وتطرق ويسبرغ في البداية إلى سؤال رآه مثيراً للجدل حول فيلم المخرجة هيفاء المنصور «وجدة» الذي أنتج عام 2012، وعدّه بداية للسينما السعودية، لتعرضه لمشكلات حقيقية في المجتمع السعودي، موجهاً سؤاله لعبد الجليل الناصر عن وجهة نظره في ذلك، والإسهامات التي يقومون بها لصناعة السينما. وقال عبد الجليل إن «السينما السعودية بدأت قبل 2012 بفترة طويلة، غير أنه عندما قدمت هيفاء المنصور فيلمها شعرنا بأنه قد يكون نقطة انطلاق، قبل ذلك كنا نشارك في محافل سينمائية عديدة على المستوى الخليجي ثم العربي والعالمي، وفي هذا الوقت لم تكن لدينا الموارد الكافية للنهوض بالصناعة، إلى أن أُنشئت هيئة الأفلام السعودية التي تعنى برعاية المواهب والإنتاج، وباتت لدينا منصة تعبِّر عن السينما السعودية».

وتحدثت المخرجة هناء العمير عن العوامل التي ساهمت في النهوض بالسينما السعودية، قائلة: «لقد بدأنا أولاً على منصة (يوتيوب) من خلال شباب شغوف بالسينما، للحديث عن كتابة الأفلام وإقامة الورش. هؤلاء الشغوفون مهَّدوا الطريق وصاروا رواداً، بعد أن بزغ نجم عديد من المواهب الشابة».

وأوضح المخرج محمد السالمان أن «السعوديين كانوا شغوفين بالسينما؛ لكن التحول الرقمي في العالم أصبح عاملاً مساعداً لنا؛ حيث ظهرت منصات عديدة عبر شبكة الإنترنت، ساهمت في خلق حالة من الإبداع عبر محتويات لاحظنا تجاوب الجمهور معها. والآن لدينا عديد من البرامج وهيئات التمويل، ما يمثل جانباً مهماً ومشجعاً».

وبشأن العوامل التي تساعد على النجاح، قال عبد الجليل الناصر: «نجتمع في لجنة تطوير الأفلام كي نري صناعة الأفلام في السعودية والشرق الأوسط، وهناك حاضنات للأفكار وتمويل جيد لها، مثل صندوق البحر الأحمر، وعديد من الصناديق الأخرى. وقد تم تخصيص 40 مليون دولار من أجل تطوير الأفلام. وإذا نظرنا للتنوع فهناك عديد من الشركات التي تقدم خدمات إنتاجية، وهدفنا أن نحقق نضجاً كبيراً في صناعة السينما، وتمكين الشباب لأنهم من نرتكز عليهم، لذا أقمنا عديداً من الدورات وورش العمل، وشاركنا من مصر المخرجان شريف عرفة ومروان حامد، وعملنا على تدريب ألف من صانعي الأفلام الشباب».

وتطرقت المخرجة هناء العمير إلى الأدوات المتاحة لصناعة الأفلام، قائلة: «نعاني بعض الشيء؛ لكن هناك تعاوناً لتحقيق بنية تحتية قوية لصناعة الأفلام نعمل عليها بشكل كبير، فنحن ندرك جيداً ما ينقصنا أكثر من أي أحد آخر».

وأشار المخرج محمد السالمان إلى الطفرة التي حدثت للسينما في المجتمع السعودي، مؤكداً: «لقد حدثت لنا طفرة كبيرة، ولدينا كثير من مؤشرات التطور بما حققته صناعة السينما بالمملكة في غضون سنوات قليلة. وأرى أن التمويل أبرز نقاط قوتنا، ليس من خلال الجهات المانحة فقط؛ بل إن القطاع الخاص باتت لديه فرصة كبيرة في ذلك».

وتطرق ويسبرغ للمقارنة بين السينما في السعودية ومثيلتها في الإمارات، موجهاً سؤاله لعبد الجليل الناصر الذي أوضح قائلاً: «لا ننظر لهذا الأمر على الصعيد التنافسي، ولكن على صعيد المشاركة والتعاون، لنبني عليه، ونحاول الاستفادة من الخبرات الخليجية والعربية، للاستعانة بها في صناعة الأفلام التي تشهد تغييرات عالمية كبيرة نبني عليها. ومن المهم أن تتسم الأفلام بالتنوع، غير أننا لا نملي ذلك على مبدعي الأفلام؛ بل نهيئ لهم ظروفاً مناسبة للإبداع».

وتساءل ويسبرغ عن تأثير منصة «نتفليكس» على عجلة السينما بالمملكة، وأجابت رئيسة جمعية السينما قائلة: «أعتقد أنه في بعض الأحيان تم غزونا ببعض القصص غير المتعلقة بنا. نحن المجتمع السعودي لدينا كثير من القصص التي تستحق أن تُروى»، بينما أشار عبد الجليل الناصر إلى أن المنصات غيّرت من طقوس المشاهدة، ما سبب إرباكاً لصناع الأفلام في العالم كله. وهذا أمر يعد تطوراً طبيعياً، وسوف يستقر الوضع بعد مرحلة التجريب الحالية، منوهاً إلى أن عروض منصة «شاهد» عززت من هوية المتفرج السعودي.

 

الشرق الأوسط في

20.11.2022

 
 
 
 
 

رئيسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية لـ «الأهرام»:

تأثرت بحجم الإقبال من الجمهور وصناع الأفلام فى « القاهرة السينمائى»

منى شديد

تترأس لجنة التحكيم الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 44 المقامة حاليا المخرجة اليابانية الشهيرة ناعومى كاواسي، الحائزة على عدد من الجوائز من مهرجان كان السينمائى الدولى ومنها الكاميرا الذهبية عن فيلم «Suzaku» فى 1997، وجائزة لجنة التحكيم عن فيلم «The Mourning Forest» فى عام 2007، وجائزة الايكومنسيل عن فيلم «Hikari» فى 2017، وشاركت بفيلمها الوثائقى عن دورة الألعاب الأوليمبية طوكيو 2020 فى الدورة الأخيرة من مهرجان كان هذا العام.

وأكدت كاواسى فى حوار خاص الأهرام أنها المرة الأولى التى تحضر فيها إلى مصر وتتعرف على مهرجانها السينمائى وتأثرت بحجم المهرجان والإقبال عليه، حيث يتوافد عليه يوميا جمهور كبير من الواضح أنه عاشق للسينما وللمهرجان، يستمتع بمشاهدة الأفلام داخل صالة السينما بدلا من المشاهدة على شاشات التليفزيون فى المنزل. كما يحرص صناع الأفلام والمنتجون والعاملون فى الصناعة على الوجود فى المهرجان ومشاهدة الأفلام مع الجمهور ومناقشتها بعد ذلك، مشيرة إلى أن أهم ملاحظة لفتت نظرها هو اكتشاف المهرجان للعديد من المواهب الجديدة، العديد من المخرجين المشاركين يقدمون أفلامهم الأولى أو الثانية وهذا شئ فريد يميز المهرجان.

وأشارت كاواسى إلى أنها لا ترفض فكرة المشاهدة من خلال المنصات بشكل كامل فمن مزايا التطور التكنولوجى الحديث، أنه أصبح ممكنا للناس مشاهدة الأفلام الجيدة من أى مكان فى العالم، لكن متعة مشاهدة الأفلام بين الناس فى السينما أجمل، مضيفة أنها اختبرت هذه المتعة فى القاهرة السينمائى إلا أنه كان من المدهش أن ينشغل بعض الحضور عن متابعة أحداث الفيلم بالنظر فى هواتفهم المحمولة فى أثناء العرض.

وأضافت أن هذه الهواتف المحمولة تشتت الانتباه، وتهدر واحدة من أهم الهبات التى يتمتع بها الانسان وهى التركيز، لأنه انتباهه يتشتت طوال الوقت وبطرق مختلفة بسبب هذه الأجهزة الحديثة، مؤكدة أنه شىء مؤسف جدا يدفعها للقلق على مستقبل الإنسانية.

وقالت إنها تصنع أفلامها للعرض على شاشات السينما، وترى أن الفارق كبير بين طريقة تنفيذ الأفلام التى تعرض فى السينما والأخرى الموجهة بشكل أساسى للمنصات، سواء فى طريقة التصوير أو مكساج الصوت والمونتاج، مشيرة إلى أن هناك فلسفة يابانية تقوم على أن العمل على شيء بشكل جيد جدا دائما ما يقود لشيء مختلف ومميز، والفن بشكل خاص يحتاج للتركيز والاهتمام بالتفاصيل بينما تعتبر الفيديوهات القصيرة على الهواتف المحمولة أكبر وسيلة تشتيت تؤثر على جودة الفن سلبيا ومختلفة تماما عن تجربة الاستمتاع بمشاهدة عمل فنى فى صالة السينما.

وأضافت أن بعض المهرجانات الكبرى تقف موقف المواجهة مع أفلام المنصات ولا تعتبرها أفلاما سينمائيا، مثل مهرجان كان السينمائى الدولى ورفضه منافسة أفلام نيتفلكس فى مسابقاته لأنها أفلام صنعت للعرض بفكر الستريمنج أون لاين ولم تصنع لشاشة السينما، والمهرجانات تأسست تحديدا للاستمتاع بتجربة المشاهدة الجماعية، والتعرف على الثقافات المختلفة من أنحاء العالم.

ومن جانب آخر قالت ناعومى كاواسى إنها تنقلت فى أعمالها السينمائية ما بين الأفلام الوثائقية والروائية بحسب الوقت والموضوع الذى تود تقديمه والتعبير عنه، وحتى عندما تقدم فيلما روائيا خياليا تستلهم حالة الفيلم الوثائقى، ولكن من المميزات التى يوفرها لها الفيلم الروائى ولا توجد فى الوثائقى هى إمكان تحويل المشاعر بمعنى أنه من الممكن استخدام مشاعر سلبية والتعبير عنها بطريقة إيجابية تغير كل شيء، وهو ما عملت عليه فى أكثر من فيلم من أفلامها، مشيرة إلى أنها قدمت أخيرا فيلما وثائقيا فى مهرجان كان السينمائى الدولى عن دورة الألعاب الأوليمبية فى طوكيو وتتمنى أن تتبعه بفيلم آخر روائى طويل عن الموضوع نفسه.

وأكدت ناعومى أن المجتمع اليابانى لا يزال حتى الآن مجتمعاً محافظاً جدا، وهذا يؤثر على عمل المرأة والطريقة التى يتم النظر بها إليها فى مجالات العمل المختلفة ولذلك لا تحظى الكثير من النساء بفرص جيدة بعد مراحل الحمل والولادة، كما أن السينما والثقافة لا تلقى الاهتمام الكافى ولذلك تمكنت دول أخرى مجاورة مثل الصين وكوريا من اتخاذ خطوات تقدمية سبقت فيها اليابان بمراحل، ويكفى القول إنها تعتبر المرأة اليابانية الوحيدة التى شاركت بأفلامها فى مسابقات مهرجان كان السينمائى الدولى.

 

####

 

فيلم «19 ب» .. أداء إبداعى عانى من بطء الإيقاع

مشير عبد الله

السينما فن جماهيرى فى المقام الأول، حيث إن الجمهور ومتعته هو الهدف الأساسى لها، حتى وإن كانت هذه المتعة مغلفة بمفاهيم وآراء مفيدة وممتعة، فالسينما يجب ألا تكون فى خدمة «الجمهور عايز كدة»، ولكنها قوة ناعمة يجب أن تقدم كل شيء باستخدام جميع تقنيتها و آلياتها، والمتمثلة فى الديكور والملابس والموسيقى والتصوير، وبالطبع المونتاج، لتكون النتيجة فى النهاية لوحة جميلة يتلقاها الجمهور.

وليس هناك ما يسمى بفيلم خاص بالمهرجانات وآخر للجمهور، فالفيلم يقدم للجميع، وإذا استطاع أن يحصل على جوائز، فذلك إضافة إليه مما لا شك فيه، ولكن الأهم من الجائزة هو استحسان الجمهور له.

وذلك تحديدا ما أشار له المخرج الكبير الراحل توفيق صالح فى إحدى محاضراته، عندما قال: «إذا كنت تريد عمل فيلم للحصول على جائزة من المهرجانات، فلا تفعل، وأنا سوف اشترى لك تمثال الجائزة بنفسي، لتضعها عندك فى المنزل».

ومن قال هذه العبارة هو ذاته مخرج يطلق عليه مسمى «مخرج المثقفين»، فكل أفلامه كانت للفكر. وبرغم ذلك فإن الجمهور أجمع على أنها أفلام نسجت بحرفية عالية، ومنها فيلم «يوميات نائب فى الأرياف» للأديب توفيق الحكيم، والذى قرر مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الحالية ترميمه وعرضه ضمن عروض «كلاسيكيات القاهرة» فالفيلم للجمهور وليس لصناعه.

فيلم «19 ب» الذى تم عرضه ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، من إخراج أحمد عبد الله، وهو مؤلفه فى ذات الوقت، يحكى عن حارس، يلعب دوره سيد رجب، لفيلا مسئول عنها منذ 20 عاماً، ولم يحضر أصحابها منذ كان طفلاً، وأصبحت الفيلا آيلة للسقوط، وهو يعيش فيها مع قطط وكلاب الشوارع.

حتى إن ناصر «السايس» ويقوم بدوره خالد أحمد صالح، الذى يقوم بركن السيارات فى الشارع ـ أمام الفيلا يقرر السكن مع الحارس رغما عنه، لتبدأ الأحداث الفعلية للقصة. الفيلم فكرته ليست جديدة وهى الصراع بين صاحب الحق وان كان ليس أصيلا فى امتلاكة لهذا الحق، والمغتصب له. وكيف يعرض أحمد عبدالله هذه القصة أول ثلث أو ربع ساعة من الأحداث.

فالمشاهد يجد نفسه فى مونودراما مع الحارس «سيد رجب «، أنه لم يظهر غيره مع الكلاب والقطط بايقاع بطيء نسيبا، حتى يظهر صديقة «سكر» البواب فى العمارة المجاورة. ثم تكون العودة مرة أخرى مع الحارس فترة ثانية، حتى يظهر السايس ناصر، ومعه شخص من الحى ليطلب منه استقبال لجنة الحى لتنكيس الفيلا «حقن الاساس بالاسمنت»، فى مسعى لإنقاذها من الانهيار.

ثم تظهر شخصية الدكتورة، فدوى عابد، وبعدها الابنة، ناهد السباعي، فى مشاهد قليلة وفى النهاية المحامى صبرى عبد المنعم، لنصل لذروة الصراع ونهايته .

التمثيل لسيد رجب فى شخصية حارس الفيلا، الذى يجد نفسه فى صراع لم يكن له يد فيه سوى أنه يعشق الحيوانات ويعتنى بها، حتى يصبح فى مواجهة السايس ورجاله. يبرع فى تجسيد إحساسه بأن الفيلا باتت بيتا له رغم أنه ليس بيتا آمنا، استطاع أن يؤدى الدور بحبه للحيوانات الكلاب والقطط وكأنه كان يعيش معهم بالفعل طوال عمره.

فلا يشعر المشاهد بانه جاء ليصور مشاهده فى فيلا قديمة، لكنه بالفعل حارس متمرس، حتى فى طريقة عمله وطريقة شربه الشاى طوال الأحداث. ممثل ونجم كبير.

أحمد خالد صالح، فى دور السايس البلطجي، ورغم عمره القصير نسيبا فى التمثيل، إلا أنه يعجن نفسه بالشخصية التى يؤديها، سواء كانت طيبة أو شريرة، فهو منذ بدايته عام 2017 وحتى فيلم «19 ب»، يظل ممثلا ولد كبيرا.

ناهد السباعى فى دور ابنة الحارس، التى ظهرت فى مشاهد قليلة لكنها مؤثرة، فهى تظهر لتعطى القوة لابيها، وهى تخاف عليه، فظهورها كان مميزا، وفى كل فيلم أو عمل تظهر فيه، تتألق كنجمة.

التصوير لمصطفى الكاشف، ورغم صعوبة التصوير فى مكان واحد، وكون البطولة بخلاف الحارس، للحيوانات، إلا أنه نجح فى إعطاء الجو العام للمكان، وإعطاء الإحساس الدرامى المطلوب، خصوصا عبر ألوان الصورة. صحيح أن الصورة خلت من العمق، كأنها مصورة بكاميرا فيديو، إلا أن للتصوير حرفيات مختلفة مثل ضبط الفوكس وتحريك الكاميرا والإضاءة، وهو ما أجاده.

المونتاج لسارة عبد الله، هناك مشاهد تستلزم الإيقاع البطيء، ليتمعن فيها المشاهد، ولكن أن يكون الإيقاع فى الفيلم كاملاً بهذا البطء، فذلك شكل نقصا، وأصاب المشاهد بالملل، حتى وإن كانت هذه طريقة وأسلوب المخرج والمونتيرة فى الأفلام السابقة، فليس هناك مبرر فى فيلم يفترض التزامه الإثارة والتشويق، أن يكون الإيقاع بذلك البطء.

الموسيقى ليوسف صادق، الذى استطاع أن يقدم موسيقى مترجمة للحدث، فمثلاً استخدام الموسيقى الجنائزية بآلة البيانو بعد موت «عنتر»، وموسيقى الذكر بعد حضور «المحامي»، فهو يترجم الدراما بالموسيقي.

الإخراج لأحمد عبد الله، قدم العديد من الأفلام بنفس الإيقاع، فلم تكن جماهيرية، نظراً لأسلوبه الإيقاعى البطيء، فكان يجب أن يستغل بداية الفيلم الطويلة، التى تعتبر مونودراما للممثل، أى بطلها هو حارس العقار فى اكتساب محبة الجمهور للشخصية، وهو ما لم يحدث، فكان يجب تكثيف مشاهد أكثر بمواقف أكثر، لتوحد الجمهور مع البطل، ليسير الفيلم كما يريد المخرج، وهو ما لم يحدث. وإن يحسب له النجاح فى التعامل مع الحيوانات وهو من العناصر بالغة الصعوبة فى الأعمال السينمائية.

 

####

 

رئيسة جمعية السينما بالسعودية:

أحلامنا السينمائية كبيرة والعالمية هدفنا

سعد سلطان

فى ندوة صعود السينما السعودية ..وسائل الدعم والتحفيز التى أدارها جاى ويسبرج تدفقت الافكار حول البرامج الابداعية التى خطط لها المتخصصون فى المملكة بهدف تطوير المواهب وتحدث كثيرون .. ولكن صوتا نسائيا مهما شارك فى الندوة لم يكشف كل ما لديه والتهمه الوقت ..هناء عبد الله العمير كاتبة ومترجمة ورئيسة جمعية السينما بالسعودية التقتها الأهرام فى حوار سريع ..

·        هل بإمكان جمعية السينما ومهرجانها السنوى ان يساعد بشكل مؤثر فى إيجاد جيل سينمائى سعودى ؟

المهرجان يعد الحاضنة الاولى للأجيال السينمائية الشابة ..وكل المخرجين الذين ظهروا أخيرا مروا من خلالنا..ورغم ان المهرجان بجهود تطوعية فإن مسعاه الى تثقيف الجمهور سينمائيا ملحوظ ولا أعتقد ان صناعة السينما ستنهض دون الجمهور ..

·        تعلمين ان صناديق الدعم الأوروبية تتحرك بأجندة خاصة ..إلى أى مدى تعى الجمعية ذلك؟

نحن بعيدون عن الدعم الخارجى ولسنا مضطرين اليه وكل مشاريعنا تعتمد على صناديق الدعم التى وفرتها الدولة لهذه الصناعة وبالتالى نحن بعيدون عن الشروط والاحكام الخارجية ..

·        ولكن حتى الان لم يأتينا فيلم سعودى للعرض فى مصر ؟

هذا ما نعمل عليه الأن وسنصل الى ذلك بمعالجة الاخطاء والثغرات بسوق التوزيع رغم أن شمس المعارف كفيلم سعودى لقى مشاهدة وإقبالا على المنصة التى عرض بها من جانب الجمهور العربى.

·        تتفاعلون كصناع للسينما فى السعودية مع العديد من المهرجانات الدولية والعربية ولكن متى يزول انطباع كل ما هو سعودى فهو ممول ؟

المهرجانات شيء صحى وانا سعيدة بوجودى فى القاهرة والشكر لهيئة الأفلام التى تتيح هذه الفرص

·        ولكن زوال الانطباع سيتحقق بالحضور الاكبر للافلام السعودية لا حضور الاشخاص ؟

يظل الانبهار بالمرأة السعودية حين رؤيتها فى مجال العمل وامام الجمهور مرادفا لهذا الظهور.

·        متى تصير الامور عادية وتطل علينا صانعات السينما من السعودية كغيرهن ؟

ان شاء الله نظل نبهركم..هذه حالة مجتمعية صحية نسعى الى دوام استمرارها فالمرأة فى السينما ستحقق الكثير ولدينا جيل واعد وشغوف ومبهر ونأمل من خلاله تحقيق الكثير من المشاريع الضخمة.

·        لاحظت هذه الاحلام الكبيرة بمهرجان دبى السينمائى ولكن المهرجان اختفى واختفت معه الاحلام والمشاريع ؟

تساؤل فى محله ..من قراءتنا للواقع والارقام نستطيع التأكيد انه فى 2022 انجزنا تقريبا عشرة مشاريع ولا يزال هناك عدد تحت التحضير ومعمل البحر الاحمر يشتغل على ستة مشاريع هذه ارقام تعنى الانتاج بكثرة وكثافة لا تخلو من الجودة ..فنحن نملك تجربة مختلفة.

 

####

 

«خبز وملح».. لا يرقى للمشاركة بالمسابقة الدولية

عصام سعد

ضمن فاعليات الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. عُرض الفيلم البولندى «خبز وملح»، وبرغم أنه شهد إقبالا جماهيريا كبيرا إلا أنه لا يرقى إلى مستوى أن يكون ضمن الأفلام المشاركة فى المسابقة الدولية للمهرجان، كونه جاء فيلما ضعيفا فنيا على مستوى الصورة والسيناريو.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب تضم عازف بيانو يعود إلى بلدته لقضاء إجازة، ليجد هؤلاء الشباب قد جعلوا من أحد المحلات التى تقدم الكباب نقطة لتجمعهم، فيظهر كم هم غير ملتزمين أخلاقيا الأمر الذى جعلهم يتنمرون على عمال المحل، وبمرور الوقت يتعمق الخلاف بينهم وبين شباب البلدة.

الفيلم يحث على نبذ العنف من خلال إلقاء الضوء على المهاجرين العرب إذ أراد المخرج داميان كوكر تقديم عمل يبرز العنف بين العائلات، والعنف الذى يعانى منه المهاجرون، وكذلك من لديهم ميول جنسية بأشكالها المختلفة.

ربما كان هذا الهدف الأساسى من الفيلم! إذ تأخذنا الأحداث لحياة عازف البيانو الذى بدأ العزف، وهو فى سن السابعة من عمره، الأمر الذى جعله هو وشقيقه لا يخرجان كثيرا. ويصور الفيلم ـ من خلال الأحداث العنصرية التى لا يزال العرب يعانون منها وربما شخصيات الفيلم أنفسهم على الرغم من أنهم يبدون عنصريين ـ كيف أن لديهم ـ بالأساس ـ الخلفية نفسها فى التعايش مع العنصرية، وهو ما يتضح فى مشهد الطفل الصغير الذى يتدرب على البيانو بشكل عنيف.أحداث الفيلم تخللتها أيضا مشاهد مملة تعانى درجة كبيرة من الرتابة مما جعل الفيلم غير مؤهل للمشاركة فى المسابقة الدولية للمهرجان.

 

الأهرام اليومي في

20.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004