ملفات خاصة

 
 
 

محمد قناوي يكتب:

عندما يختار الجمهور نهاية الفيلم أثناء مشاهدته

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

تشهد صناعة السينما في العلم محاولات تطوير دائمة على كافة المستويات، غير أن المحاولة الأكثر أهمية التي ظهرت مؤخراً، هي الاستعانة بالتقنيات الحديثة وابرزها تقنية "السينما التفاعلية"التي انتشرت عالمياً، وتسمح للمشاهد بالتدخل في اختيار الأحداث التي يفضلها، واختيار النهاية التي يريدها، بصورة تجعله جزءاً من فريق عمل الفيلم ، لذلك تحظي السينما التفاعلية  باهتمام لافت من مختلف شرائح المشاهدين في الآونة الأخيرة،فصناعة السينما لم تقف بعيداً عن الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية الجديدة، ليتحول الذكاء الاصطناعي والخوارزميات إلى عامل أساسي لاغنى عنه في نجاح الفيلم، وأثّرت الصورة الرقمية بشكل مباشر في كل خطوات الإنتاج السينمائي، وللعام الثاني علي التوالي يهتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالسينما التفاعلية ويخصص لها مسابقة تضم 10 أفلام من أفضل إبداعات الواقع الافتراضي في السينما العالمية لعام 2022 والتي ستتنافس للفوز بجوائز اليسر الذهبية والفضية، والتي تبلغ قيمتها 10 ألاف دولار، وتعكس الأعمال المختارة للمنافسة في المسابقة، أفضل أعمال الواقع الافتراضي من كافة أنحاء العالم والتي تجمع بين الفن وأحدث التقنيات المستخدمة لصياغة مستقبل رواية القصص، فمن ابرز الافلام التي سيتم عرضها فيلم "قصة لوحة"، من إخراج غايل مور وكونتين داراس، وتهدف هذه التجربة المتحركة الافتراضية التفاعلية إلى جذب الجمهور الشاب إلى قصة أرتيميسا جنتلسكي الرسامة الإيطالية المنتمية لعصر الباروك والتي حققت نجاحًا باهرًا على الرغم من كل التحديات وأصبحت من أهم الرسامات وأشهرهم في أوروبا في ذلك العصر، اما فيلم "البيضة الهاربة" من إخراج جيرمان هيلر فيعتبر أشبه بلعبة افتراضية تجمع العديد من اللاعبين؛ حيث يستخدم المشاركون آلة تحكم لحماية البيضة الصغيرة الخائفة والتي تصارع من أجل الصمود في البيئات المختلفة المليئة بالتحديات. وتنقل سماعات الواقع الافتراضي عالم البيضة إلى العالم الحقيقي بما يسمح للاعبين بالتفاعل مع الأجواء المحيطة بهم ومع غيرهم من اللاعبين، اما اسم فيلم "إليلي"  فيعني في اللغة التركية "الأيادي المتشابكة"ومن إخراج تشورت فان آكر.

باستخدام آلة التحكم وسماعات الواقع الافتراضي والموسيقى التصويرية الإلكترونية، يدعو الفيلم كافة المشاركين إلى الرقص باستخدام أيديهم، ولكن هذه التجربة تدفع الراقصين إلى التساؤل عن هوية أصحاب هذه الأيدي، ويقدم فيلم "يوريديسي" من إخراج سيلين ديمين، أوبرا من الواقع الافتراضي استلهمت قصتها من أسطورة أورفيوس ويوريديس؛ حيث يسير الجمهور في رحلة فردية إلى مساحة مشتركة بين المادة والخلود. وخلال هذه الرحلة، يختفي الزمن وتُبلى قوانين المكان. ويأخذ غناء يوريديس التنويمي الجمهور إلى متاهة تختلط فيها الأزقة بالحطام والحواجز وتتفتح آفاق وأعماق مذهلة ،اما فيلم التحريك التفاعلي بعنوان "عبر الساحة الرئيسيّة" من إخراج بيدرو هاريس، فيأخذ الفيلم المشاهد في رحلة عبر الزمان تكشف ازدهار الحضارات واندثارها من منظور إحدى الميادين الرئيسية في البلدة ، ويعد فيلم "مملكة النبات مع ديفيد أتينبارا" المرشح لجائزة إيمي فيلمًا وثائقيًا تفاعليًا يستخدم التكنولوجيا التصويرية الحديثة لينقل المشاهد إلى قلب المعارك والدراما الثائرة في منطقة الأشجار المتواضعة. تتيح هذه السلسلة المكونة من ثلاثة أجزاء للمشاهد الجلوس في واحدة من أغرب الأماكن على هذا الكوكب، بحيث تغطية الطحالب تارة أو يُحبس داخل مصيدة فينوس تارة أخرى.

ويجمع الفيلم بين المشاهد المصورة المختزلة ورسوم الجرافيك الضخمة بصوت أحد أشهر علماء الطبيعة في العالم.

وينتمي فيلم  "حينما تستيقظ في نهاية العالم"، الذي استلهم قصته من أحداث واقعية، إلى أفلام التحريك الوثائقية وأخرجه فريق العمل البريطاني مايك بريت،وستيف جامسون،وبيارزاندروفيتش، وأرنود كولينارت ويحكي الفيلم قصة صباح يوم السبت في عام 2018 عندما وصلت رسالة نصية لجميع سكان هاواي تحذرهم من هجمة صاروخية باليستية وشيكة وتطلب منهم الاختباء فورًا. يتطرق الفيلم إلى تهديدات الحروب وردود أفعال الناس في دقائق حياتهم الأخيرة ، وفي قصة فلكلورية نسائية مستوحاة من قصة الأخوين غريم من إخراج جولي كافاليير، يحكي فيلم "المجلّد المتخيّل 1: نيسا" قصة ساحرة شابة شجاعة وساذجة تبحث عن دميتها المفضلة، وتلتقي في طريقها بكائنٍ روحيّ مألوف يُدعى بلو. وتتحدّى نيسا خلال هذه الرحلة كلّ مخاوفها في سبيل إنقاذ قريتها من وحش الظلام يمثل فيلم "شواطئ لوكي" من إخراج إلين أوتريشت لعبة ساحرة عبارة عن لغز لبناء العالم تستخدم أحدث إمكانات الواقع الافتراضي لتغمر المشارك وتجذبه إلى أجواء ملحمية تجمع شخصيات أسطورية تسعى إلى إعادة بناء عوالمها السحرية. ويعكس الفيلم تجربة بصرية وسمعية تنقل اللاعب إلى عوالم سريالية أخاذة أثناء رحلته لبناء الكون من خلال جمع قطع اللغز وتحويلها، ويجمع فيلم "الرجل الذي لم يتمكن من الرحيل"من إخراج سينغينغ تشن العديد من القصص والشهادات للضحايا السياسيين للإرهاب الأبيض، تلك الفترة التي شهدت اعتقال وقمع الكثير في الخمسينيات في تايوان. وتقع أحداث الفيلم المصور بشكل مبهر في سجن الجزيرة الخضراء السابق.

 

####

 

خالد محمود يكتب:

«إيو».. العالم بعيون «حمار»

تبقى السينما دائما هى الوجه الآخر للضمير، تعيد نظرتنا لأنفسنا عبر مشاهد على الشاشة، هى لمحات من حياتنا، تفرج عن مكنون الخطايا الذى لم نكن نجرؤ على البوح به، تحرك بوصلة مشاعرنا نحو الحب والخير والصواب، تستكشف أحوالنا كعالم نتعايش مع ما تجلبه عجلة الأقدار.

وعلى شاشة مهرجان القاهرة السينمائى نشاهد فيلما كسر كل الحواجز، هو فيلم المخرج البولندى جيرزى سكوليموفسكى، بعنوان «إيو» أو «Eo»، الذى يتجاوز المألوف وكأنه لوحة أدبية. نقرأ كل أفكاره من خلال تتبع سرده وصورته الكاشفة لمتغيرات اجتماعية معاصرة، بطل فيلمنا الرئيسى حمار رمادى اللون يعكس لون حياة.

ونعم حمار يصادف فى رحلته أناس سيئين وجيدين يراقبهم، فى عالم غامض يختبر الفرح والألم وفق سلوكهم فى لغة مبتكرة جديدة مذهلة لإظهار طريقة غير بشرية للرؤية على الشاشة.

العمل السينمائى مستوحى من فيلم المخرج الفرنسى روبرت بريسون أنتج عام 1966 Au Hasard Balthazar  ، يروى قصة حياة حمار وُلد فى سيرك بولندى، وينتقل للعيش فى منطقة أخرى.

ويحول حظه إلى كارثة ويأسه إلى نعيم دون أن يفقد براءته فى كل لحظة، خاض رحلته وهو يراقب ما يحدث من تغيرات اجتماعية وسياسية واخلاقية بأسلوب ساحر وساخر وعميق وجذاب، فبعد هروبه يتبناه رجل وتستمر مغامراته وعواطفه. مشاعر خام يتم التقاطها بشكل جميل لتعكس مخاوفنا من مخاوفنا، انعكاسا للعصر كمرآة مزعجة ومقلقة للبشرية فى أسوأ حالاتها التعسفية.

تستكشف الحكاية المليئة بالحيوية واقع أوروبا الحديثة كمكان يمكن فيه الاحتفال بالإبداع الجميل أو التخلص منه.والحمار كان يعيش أفضل أيامه كممثل سيرك متنقل مع مدربته، وكان بينهما علاقة جميلة.

ولكن نشاهد المظاهرات المُنددة بحقوق الحيوان المُهدرة، وعندها تختلف حياة «إيو» وتبدأ رحلته الطويلة من مالك لآخر، بشكل متدفق فى السيناريو، حيث ينتقل مع مصور فوتوغرافيا، ثم فى اسطبل خيول وأماكن متعددة نرى فيها بشر وتصرفات متعددة يبدو وكأنه يسجلها  فى ذاكرته الراصدة.

والتى تتلقى كل ما تراه، تتفحصه وتكشف عما بداخله من عوار إنسانى، تقترب منه الكاميرا فى زوايا ضيقة، تُبرز ملامح وجهه، وتعبيرات عينيه، بمشاعر خاصة تراقب وترى وتلمس وفق سرد رائع لنقف أمام الحرية تارة والعبودية تارة أخرى.

ورحلة بطلنا مفعمة بالحيوية لكنها تأمل فى الذات، تأخذه رحلته عبر جمال الطبيعة الهادئ وعبر الشوارع المرصوفة بالحصى، حيث يلتقى بجميع أنواع الأشخاص من مثيرى الشغب فى كرة القدم إلى شاب مدلل فى طريقه إلى إيطاليا. ليست كل لقاءاته مفيدة لبقائه على قيد الحياة، حيث يتعرض للخطر فى كثير من الأحيان. لكنها رحلة مشجعة للتأمل حتى ولو مليئة بأحزان مكبوتة .

يعرف مؤلفا السيناريو سكوليمووسكى وإيوا بياسكوفسكا ذلك ويلعبان بتعاطفنا على هذا النحو، يمسكان بيدنا بلطف كما لو كانا يرشداننا خلال الرحلة السينمائية بالكامل، لنعرف من نحن. كل شىء يبلغ ذروته فى خاتمة حزينة ومضغوطة

 

####

 

محمد صبحى يكتب:

«آل فابلمان» لستيفن سبيلبرج.. خطاب ساحر في حبّ السينما

افتتح مهرجان القاهرة السينمائي دورته الرابعة والأربعين، بعرض فيلم «آل فابلمان» أحدث أفلام المخرج ستيفن سبيلبرج، والذي يتناول طفولة المخرج الأمريكي وبداياته في عالم السينما.

وتحتل الطفولة مكانة مميزة في أفلام ستيفن سبيلبرج (75 عامًا). في بعض الحالات بشكلٍ مباشر، مثلما في أطفالٍ يضطلعون بأدوار البطولة ونزاعات أسرية تحتل صدارة موضوعات بعض أفلامه، كما في «E.T.» (1982) أو«إمبراطورية الشمس» (1987)؛ في حالات أخرى، كمصدر للإلهام، عاكسةً اهتمامات وشواغل نمّاها المخرج منذ بواكيره الواعية، كما في أفلام سلسلة إنديانا جونز وتقريبًا جميع أعماله في فئة الخيال العلمي.

وبرغم ذلك، لم يخصّص سبيلبرج فيلمًا واحدًا لرواية قصة طفولته. الآن تغيَّر هذا المعطى. صحيح أن عائلة فيلمه الجديد، آل فابلمان، تملك لقبًا مختلفًا عن المخرج، ولكن لا نيّة لإخفاء حقيقة أن هذه الشخصيات الخيالية صُمّمت على غرار عائلته وأن البطل سامى فابلمان ليس سوى الأنا السينمائية المتخيّلة لسبيلبرج ذاته.

ويقدّم الفيلم الجديد للمعلّم الأمريكى نظرة صادقة على التجارب والمحن والمباهج التى نشأ معها واختبرها فى سنوات طفولته ومراهقته، إنما قادمة عبر مرشّح حكائى متخيّل. فالبطل سامى فابلمان، تمامًا مثل سبيلبرج، انتقلت عائلته من نيوجيرسى إلى أريزونا واستقرت فى كاليفورنيا، حيث وقع هناك فى حبّ السينما.

وعمل على إتقان هوايته بمساعدة أصدقائه مبتكرًا تقنيات خاصة بالكاميرا. والفيلم يحتوى على المنطق الحاكم لذكريات المرء عن حياته الخاصة، حيث يمكن الشعور بألم حدثٍ ماضٍ كأنه طازج لا يزال بعد سنوات عديدة.

ولا تزال تطبعه الميلانكوليا الناتجة عن تلك الحقبة الضائعة ومَن عاشوها معه. مزيجٌ صعب ومراوغ لالتقاطه على الشاشة، خطوة محفوفة بالمخاطر وطموحة، مع احتمال كبير للفشل... إلا إذا كان سبيلبرج وراءها.

هناك شىء سخيف ومكرور تقريبًا حين الإشارة بإعجاب إلى ميزانسين أحد أهم صانعى الأفلام المعاصرين. لكن الحقيقة أن سبيلبرج تمكَّن من إثارة هذا الإعجاب مرارًا وتكرارًا؛ تاركاً المُشاهدين بأفواه مفتوحة مثل المرة الأولى التى رأوا فيها «الفكّ المفترس» (1975).

و"لقاءات قريبة من النوع الثالث» (1977) و"إنقاذ المجنّد رايان» (1998)، وغيرها من أفلامٍ صارت علامات وكلاسيكيات. العام الماضى، مع «قصّة الحيّ الغربى، أثبت قدرته على إنجاز فيلم موسيقى رائع، وها هو بعده بعامٍ واحد يقدّم فيلمًا شخصيًا وحميميًا.

بنفس الدرجة من الرقى الجمالى. اختياراته للّقطة وعناصرها، حركة الكاميرا (تلك اللقطات المقرّبة التى يحبّها كثيرًا)، إيقاع المونتاج.. كل شىء يملك إحساسًا سرديًا واضحًا ويسعى إلى ردّ فعل فورى من الجمهور، وهو بالطبع ما يحقّقه دائمًا.

يمكن المجادلة كثيرًا حول انحيازات سبيلبرج السياسية، لكن عندما يتعلّق الأمر بقدراته الفنية على تقديم سينما مبهرة ومؤثرة، فهذا أمر خارج التقييم أصلًا. هنا يستدعى سبيلبرج العديد من مساعديه المعتادين، من بينهم الملحّن جون ويليامز والمصوّر السينمائى يانوش كامينسكى.

والذى يعتبر عمله أساسيًا فى بناء تناسق وتماسك الفيلم؛ حتى مع تنوّع استكشافاته الموضوعية والنوعية. أما تونى كوشنر (الحائز على جائزة بوليتزر) فكانت لديه مهمة معقدة تتمثل فى كتابة سيناريو سينمائى عن حياة سبيلبرج بالمشاركة مع صاحب الشأن ذاته.

وحين رؤية النتيجة النهائية، يبدو أن كاتب السيناريو الموهوب، الذى تعاون مع سبيلبرج سابقًا فى كتابة «لنكولن» و"قصة الحىّ الغربى، كان الخيار الصحيح للعمل كوسيط ناظم وجامع بين ذاكرة شخصية والسردية الفيلمية المفترض أن تتحوَّل إليها.

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى الطريقة التى تعامل بها كاتبا السيناريو مع التحوّلات فى نبرة الفيلم ومِزاجه، بدءًا من الفكاهة المطلقة إلى الدراما العائلية. تحدث هذه التغييرات بطريقة عضوية، تُمليها البنية الدقيقة لوجهة نظر سامى، فى تحوّله المستمر أثناء نضجه، حين يكتشف أن عالم العائلة المثالى أكثر تعقيدًا مما يبدو، على الرغم من كونه محبوبًا دائمًا.

الحبّ هو الموضوع الرئيسى للفيلم، من العائلى مرورًا بالرومانسى وصولًا إلى الشغف المستمر بالسينما. يتعيّن على كل شخصية أن تتعامل مع كيفية تلاقى أو تصادُم مشاعرها بمشاعر الآخرين.

وتتنافس أنواع الحبّ المختلفة مع بعضها البعض وتتغذّى أيضًا على بعضها البعض. من الواضح فى «آل فابلمان» أن سبيلبرج نشأ محاطًا بالحبّ، حتى فى الأوقات الصعبة مثل نهاية زواج والديه. وأن حبّه للسينما كان قوة غامرة ومحدِّدة، كما سيتبيّن لاحقًا، أكبر بكثير من مجرد هروب من الواقع، بل عينًا ثالثة يرى بها الحياة ونفسه والحقيقة.

يجسّد دور والدى سامى فابلمان كلّ من ميشيل ويليامز وبول دانو، ورغم إجادتهما التمثيلية الواضحة إلا أن اختيارهما ذاته مثَّل انحرافًا عن الواقعية السائدة فى الفيلم، فى سبيل مناسبة الاحتياجات الخاصة لوجهة النظر التى تُسرد القصة عبرها.

ويلعب الممثلان دور شخصيتين شغلتا مكانة وموقعًا شاعريًا بقدر ما يصعب على طفلهما سامى التعاطى معهما كوالدين. ويليامز، التى تكرّس نفسها لدورها بشكل مكثف، ودانو، الذى يستعير إيماءات من سبيلبرج نفسه لشخصيته، يعايران عملهما فيما تتكشّف القصة وتتجلّى إنسانية كلاهما أمام عينى سامى.

أما الممثل الشابّ جابرييل لابيلا فقد واجه التحدى الأصعب على الإطلاق؛ لعب دور سبيلبرج فى مراهقته تحت إدارة سبيلبرج. يجب أن يكون السينمائى العجوز أكثر من راضٍ عن عمل الممثل الشاب، الذى يحمل الفيلم بانطلاق ويُسر ويتنقل بسهولة فى جميع المشاعر المعقدة، والمرسومة بدقّة فى السيناريو. يقنع لابيلا الجمهور أن سامى الذى يجسّده يحمل إمكانية أن يصبح سبيلبرج الذى نعرفه.

بالمثل، ليس صعبًا استنتاج الحبّ والعناية اللذين أتمّ بهما الممثلين المساعدين تجسيد أدوار عائلة المخرج وأصدقائه؛ وهم يقومون بأكثر من مهمتهم. يحصل سيث روجان على شخصية غامضة بعض الشيء، فقط لأن سامى يراها على هذا النحو.

وتنتقل من كونها أفضل صديق مضحك للأبّ إلى مُحفّز لانفصال الزوجين. يلتهم الممثل الكوميدى الأسطورى جود هيرش التسلسل الصغير الذى يظهر فيه، ويلعب دور عمّ غريب الأطوار يأتى إلى منزل العائلة ويتحدث إلى سامى حول معنى الارتباط بالفنّ إلى الأبد.

وتضفى جينى برلين لمسة من الفكاهة اللاذعة على شخصية إحدى الجدّات، وتلعب جوليا باتيرز (الطفلة المذهلة من فيلم «ذات مرة فى هوليوود» لكوينتين تارانتينو) دور إحدى أخوات سامى الصغيرات، لتثبت أن تألّقها فى فيلم تارانتينو لم يكن من قبيل الصدفة.

«آل فابلمان» فيلم مؤثر ومثير للمشاعر، ليس بسبب تأثيره المستمر بعد انتهائه وإطلاقه العنان لتأمّل المرء فى حياته الخاصة، وإنما كعمل أصيل قادر على توليد عاطفة صميمة تنشأ عندما يروى حكّاء قدير حياته ويستكشف كيف ساعدته قوة السينما على رؤية الحقيقة.

وسيكون لموضوعى العائلة والزواج صدى لدى معظم المشاهدين؛ لكن الطريقة التى يؤطَّر بها الفيلم علاقة سامى/ سبيلبرج بالسينما، عاطفية بامتياز، لأولئك المعجبين بسينما المخرج مثلما لأولئك الذين يحبون السينما ككل.

واستمتع المخرج باستعادة أفلام عّدة (سوبر 8) صوّرها عندما كان مراهقًا، مستعينًا بشقيقاته وزملاء الكشافة كطاقم تقنى وتمثيلى؛ وفى تلك الاستجمامات والتسليات، الآن مع موارد أكبر، من الواضح أنه لم يفقد أبدًا حماسه للتصوير.

مشاهدة استحضار بدايات وتطوّر أحد أعظم المخرجين فى التاريخ، فى فيلم أنجزه بنفسه؛ تجربة تسكن مباشرة قلوب عشّاق ومحبّى السينما. كما هو الحال مع المشهد الأخير من الفيلم، المكتنز بالفكاهة، وبشخصية لا تُنسى من الأفضل عدم الكشف عنها، تُختتم القصة بدعابة بصرية تلخّص ما نعرفه بالفعل: عندما يتعلّق الأمر بالسينما، يفهم سبيلبرج كل شىء.

 

####

 

عائشة المراغى تكتب:

«بيلا تار» كامل العدد في مهرجان القاهرة السينمائي

على نغمات «حلوة الدنيا سكر» وصوت الفنان الراحل سمير صبري، انطلقت فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وبحضور د. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة والفنان حسين فهمى رئيس المهرجان، الذى بدأ حفل الافتتاح وأنهاه دون أن يبرح المسرح للحظة، سواء كان في الصدارة متحدثًا أو في الخلف مستقبلًا ومرحبًا بالضيوف والمكرمين.

وقد شهد الافتتاح تكريم المخرجة كاملة أبو ذكرى بجائزة فاتن حمامة للتميز، والفنانة لبلبة بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، التي جاءت تتويجًا لمشوارها الفني لما يقرب من سبعين عامًا، وفى الوقت ذاته احتفالًا بعيد مولدها السابع والسبعين، الذى يبدو معه أن إدارة المهرجان حددت موعد انطلاق الدورة طبقًا له، في الثالث عشر من نوفمبر.

أما الهرم الذهبي – الآخر – لإنجاز العمر فقد ذهب إلى المخرج المجرى «بيلا تار» الذى يزور مصر للمرة الأولى، ورغم ذلك يقول: «أشعر بالألفة بالرغم من اختلاف الثقافة والتاريخ، لأن بيننا لغة مشتركة هي السينما». 

وقد التقى الجمهور مع سينما «بيلا تار» صباح اليوم التالي، إذ كان فيلمه «حصان تورينو» هو العرض السينمائي الأول في المهرجان، ضمن برنامج «كلاسيكيات القاهرة»، والذى يعود إنتاجه إلى عام 2011.

واعتمد فيه «تار» على تقنية الأبيض والأسود، التي تميز غالبية أفلامه، تبعه لقاء مفتوح مع الجمهور أداره المخرج أحمد عبدالله السيد، ضمن «أيام القاهرة لصناعة السينما» لاقى إقبالًا كبيرًا ونفذت على أثره «تذاكر» الحضور.

تحدث «بيلا تار» في أمور عديدة وتنقل به أحمد عبدالله، عبر أسئلته، بين محطات مختلفة من حياته، بدءًا من إقرار «تار» بأنه رجل كسول، لا يتخذ خطوات جادة دون شغف وإلهام. وعن فيلمه «حصان تورينو» واختيار موقع التصوير..

وقال: «اللوكيشن ركن رئيسي في العمل، ومن خلاله يتم التعرف على الأبطال ورسم شخصياتهم، فالفيلم لا يقوم أبدًا على السيناريو، مع اعتذاري لكل كتاب السيناريو، لكن الأمر يحتاج إلى مطالعة الأماكن الحقيقية والناس في الحياة الواقعية، لتكون كل تفصيله على الشاشة صادقة، لذلك لا نعطى للممثلين سيناريو جاهز».

وأثار أمر «السيناريو» تساؤلات الحضور حول كيفية إنجاز العمل دون ورق مكتوب، فاستفسرت الفنانة سلوى محمد على، عن نوعية الممثلين الذين يتعاملون معه دون وجود سيناريو وحوار واضح، فأجابها: «أنا أتعامل مع الممثلين باعتبارهم بشر طبيعيين، أخبرهم بالموقف فقط وأترك لهم رد الفعل، وهم يبنون الشخصية من خلال الدراما البشرية».

فاستطرد الفنان حسين فهمى بسؤال آخر حول كيفية تغيير السيناريو والحوار الذى يأتي له من قِبل كاتب السيناريو، وذلك على عكس طبيعة العديد من المخرجين الذين يفضلون عدم بدء أي عمل دون وجود سيناريو وحوار كاملين، فأكد «بيلا تار» إجابته السابقة موضحًا: «الحوار يتم إدارته وفقًا لمشاعر الممثل حيال الموقف الذى أشرحه لهم.

ومن الضروري أن يخرج الحوار من القلب، وهو ما لا تتضمنه السيناريوهات». وأشار – كذلك – إلى أنه يعتبر الممثلين أصدقائه وعائلته، ويُفضل تكوين ثقة متبادلة بينه وبينهم؛ ليستطيع توجيههم للمشاعر المطلوبة، ولذلك تكون معظم مشاهده طويلة، مثل «روتين» حياتنا اليومي.

وبسؤاله عن الموسيقى وتعامله معها باعتبارها إحدى مراحل «ما قبل الإنتاج» قال: «الموسيقى من أهم أدوات الفيلم، هي روحه، لذلك لابد أن أجلس مع مؤلفها قبل البدء فى التصوير لنعمل عليها معًا، ولابد أن يكون صديق لى وأعرفه بشكل جيد».

ومع فتح باب المداخلات والأسئلة؛ وجّه «بيلا تار» عددًا من النصائح، أهمها ألا يعتمد المرء على نصيحة من أحد، وإنما عليه – فقط – أن يتبع إحساسه ويكون نفسه دون أن ينظر يمينًا أو يسارًا، مضيفًا: «كل شخص يملك حياة واحدة، وبالطبع كل شخص لديه نوع من الموهبة. لابد أن يشعر بالانتماء لنفسه أولًا، بكل حرية، وإن كان حرًا بالتأكيد سيكون رائعًا للغاية».

إلى جانب إخراج «بيلا تار» للعديد من الأفلام، فهو قد شارك بالتمثيل في ثلاثة أخرى، ولذلك عند سؤاله عن مدى نجاح الممثلين في تجارب الإخراج والعكس فيما يخص تجارب المخرجين فى التمثيل، قال: «الأمر يعتمد على شخصية كل فرد، لا يمكن تعميم رأى ما على الأمر، لكن المهم أن من يريد فعل شيء عليه الإقدام نحوه فحسب».

جدير بالذكر أن «بيلا تار» مخرج ومنتج ومؤلف، وأحد أهم صانعي السينما في المجر، وُلد عام 1955، تخرج في أكاديمية المسرح والسينما في بودابست عام 1981، وبدأ مسيرته المهنية في سن مبكر.

ومن خلال سلسلة أفلام وثائقية وروائية وُصفت بأنها كوميديا سوداء، ومن أهم أعماله: «حياة المدينة»، «رحلة فى السهل»، «حصان تورينو»، و«رجل من لندن». وبالتوازي مع مسيرته الفنية.

وأصبح «بيلا تار» عضوًا في أكاديمية السينما الأوروبية عام 1997 وأسس عام 2003 شركة «TT Filmmhely» للأفلام المستقلة وترأسها حتى عام 2011، وفى 2012 أسس في سراييفو مدرسة السينما الدولية، فيما كان أستاذًا زائرًا في عدة أكاديميات سينمائية، وحصل على الدكتوراه الفخرية بجانب تكريمه بالعديد من الجوائز من قِبل عدة محافل محلية ودولية هامة.

 

####

 

عصام زكريا يكتب :

فيلم من بطولة حمار وآخر من بطولة وإخراج أديبة نوبل

هناك صناع أفلام تسبقهم شهرتهم وانجازاتهم السابقة، ومن هؤلاء الأخوان داردان البلجيكيان، المعروفان بأعمالهما الواقعية التى تصور الحياة اليومية للمهمشين

فى الأرض

ما يبقى من الحب هو طعم الدموع والقبلات، ولحظات السعادة المنزوعة من أسر الزمان والمكان.وما يبقى من المهرجانات السينمائية هو الأفلام الجيدة، لا الفساتين ولا الصراعات ولا مشاكل التنظيم، إلا إذا أثرت هذه الأشياء الثانوية على الأفلام نفسها، وحالت دون لقاء الأفلام بجمهورها.وفي عصر الانترنت والمنصات والشاشات المنزلية فائقة الجودة والفيروسات فائقة الفتك، بدا وكأن السينما بمفهومها القديم في طريقها إلى الاندثار، لكن يبدو أيضا أن المهرجانات ستظل الحصن والحضن الأخير الذي يتجمع فيه عشاق السينما التقليدية ليمارسوا شعائرهم المقدسة المعتادة: الجلوس صامتين داخل قاعة كبيرة مغلقة ومظلمة ليشاهدوا معا فيلما، وبعد أن تضاء الأنوار يخرجون متأثرين تحت سحر الفن ( أو مستاءين وغاضبين) ويتبادلون الآراء والمناقشات حول الفيلم الذى شاهدوه.

من بين الأفلام المعروضة فى الدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى (من 13 إلى 22 نوفمبر الحالى) اخترت قائمة لبعض أعمال من الشرق والغرب، الشمال والجنوب، يجمع بينها الجمال الفنى والحس الانساني، قد تتسم بالجدية أكثر من ذوق المشاهد العادي.

وقد يحتاج تذوقها والاستمتاع بها بذل بعض الجهد والصبر، لكنها بالتأكيد روائع لا ينبغى لأى محب للفن السينمائى أن يتجاهل مشاهدتها. وبالمناسبة بعضها سيكون متوفرا على المنصات أو دور العرض أو على الانترنت فيما بعد

أول هذه الأعمال هو فيلم «آل فيبلمان» الذى عرض فى افتتاح المهرجان «من إخراج الأمريكى ستيفن سبيلبرج، صاحب الأفلام الأكثر نجاحا تجاريا فى التاريخ مثل «الفك المفترس"، «إى تى، «لقاءات قريبة من النوع الثالث»، سلسلة «إنديانا جونز، «إنقاذ الجندى رايان» وغيرها.

سبيلبرج، الذى يبلغ من العمر 75 عاما، يتخلى هنا عن مبدئه فى صنع أفلام جماهيرية تتناول موضوعات عامة، ليصنع فيلما عن سيرته الذاتية للمرة الأولى فى حياته، حيث يروى كيف أحب السينما منذ طفولته المبكرة وقام بصنع أفلام منزلية بكاميرات بدائية، وعلاقته بأبويه.

ويروى بصراحة بعض الأسرار الداكنة داخل العائلة، والتى تركت بصمتها بشدة على نظرته للمرأة، وطبيعة أفلامه «الهروبية"، مما يمكن أن يفسر الكثير من أفكاره وموضوعاته وشخصياته المتكررة.

«آل فيبلمان» فيلم كلاسيكى الاسلوب والموضوع، يمتد عبر سلسلة طويلة من أفلام السيرة الذاتية للمخرجين، مثل «الفراولة البرية» لبيرجمان، و"ثمانية ونصف» لفللينى و"كل هذا الجاز» لبوب فوص، و«إسكندرية ليه» ليوسف شاهين، وكان آخرها «بيلفاست» لكينيث براناه العام الماض».

وقد يكون معظمها أفضل من «آل فيبليمان»، ولكن سبيلبرج له بصمته الخاصة التى تتمثل فى الطابع العاطفى الميلودرامى والتنفيذ البارع للحقبة التاريخية، وقدرته على الامتاع.

وإذا لم تكن قد شاهدت من قبل فيلما من أعمال المخرج المجرى بيلا تار، الذى يكرمه مهرجان القاهرة هذا العام، فهى فرصة للتعرف على عالم غريب من الفن السينمائى، لن يعجب كل المشاهدين بالتأكيد، ولكن من يدلف إلى هذا العالم ويتعرف على معالمه، تنتظره متعة ذهنية وجمالية من نوع مختلف.

بيلا تار، المولود 1955، له العديد من الروائع يعرض منها المهرجان فيلمى «حصان تورينو"، و«تناغمات فيركمايستر»، وكلاهما من أعماله الشهيرة.ويحتفل المهرجان أيضا بذكرى اثنين من عظماء السينما العالمية: السويسرى الفرنسى جان لوك جودار، الذى توفى هذا العام.

ويعرض له المهرجان اثنين من أعماله المميزة هما «على آخر نفس"، الذى صاغ مفهوم تيار «الموجة الجديدة» و«بيرو الأحمق»، وكلاهما من بطولة جان بول بلموندو. كذلك يحتفل المهرجان بذكرى بيير باولو بازوليني، المخرج والشاعر الكبير، الذى اغتيل فى السبعينيات بسبب أفلامه المثيرة للجدل. ويعرض له المهرجان فيلمى «الصقور والعصافير» و«ميديا».

وخارج المسابقات والبرامج الخاصة يعرض المهرجان عددا من أفضل أفلام 2022، من بينها فيلم «إيو» EO،  للمخرج البولندى جيرزى سكونيموفسكى، وهو فيلم جرىء فى فكرته واسلوبه يلعب بطولته حمار، نرى العالم من خلاله، والفيلم قصيدة بصرية تجمع بين السينما والشعر والموسيقى.

أما محبو الأدب فبالتأكيد سيستمتعون بفيلم «سنوات السوبر 8"، وهو عمل وثائقى من إخراج وتأليف آنى إرنو الأديبة الحاصلة على جائزة نوبل هذا العام (بالمشاركة مع زوجها ديفيد).

ويعتمد الفيلم على مواد عائلية وشخصية تم تصويرها بكاميرا «السوبر 8» القديمة معظمها داخل منزل الأسرة، ويحمل الفيلم حنينا مؤثرا لسنوات الشباب والعمر الذى يمر ولعصر السوبر 8، وهو مثل كتابات إرنو يتسم بالذاتية والحميمية.

من الأفلام الأخرى التى يمكن أن تهم عشاق الفنون فيلم «دالى لاند»  Daliland الذى يدور حول الفنان التشكيلى سلفادور دالى، وهو انتاج إنجليزى من إخراج الكندية مارى هارون، صاحبة الأفلام المتميزة مثل «أطلقت النار على آندى وارهول» والذهانى الأمريكى» American Psycho.

هناك صناع أفلام تسبقهم شهرتهم وانجازاتهم السابقة، ومن هؤلاء الأخوان داردان البلجيكيان، المعروفان بأعمالهما الواقعية التى تصور الحياة اليومية للمهمشين فى الأرض، بايقاع يبدو تسجيليًا ولكنه محمل بالشعر والدفء الانساني.

ويعرض لهما المهرجان قصة اثنين آخرين من المهمشين هما المهاجران الإفريقاين «تورى ولوكيتا». ومن رومانيا التى حققت طفرة سينمائية خلال العقد الأخير من خلال عدد من فنانيها الشباب جمعوا فى أعمالهم بين الوثائقى والروائى.

وعلى رأسهم المخرج كريستيان مونجيو الذى يعرض له المهرجان فيلمه الأحدث «لمحة"، الذى يتناول هموم الحياة فى قرية صغيرة من خلال قصة تقليدية لرجل يعود إلى موطن رأسه لزيارة عائلته.

من الأفلام ذات الحس الأدبى أيضا الفيلم اليابانى «الحب، الحياة"، للمخرج الشاب كوجى فوكادا، المستلهم من قصيدة غنائية صدرت فى ألبوم بالاسم نفسه، وهو تأمل شاعرى فى الحياة والحب، يعرض قصة امرأة موزعة بين حبها لزوجها، والبحث عن حبيبها السابق، والد طفلها المفقود، الذى يعود فى حالة مزرية.

أما هواة الأفلام ذات البعد الأنثروبولوجى، فلديهم فيلم «إيمى» EAMI، وهو انتاج مشترك بين البورجواى والأرجنتين بدعم أوروبى، يستعرض واحدة من أساطير السكان الأصليين فى أمريكا اللاتينية فى قالب خيالى شاعرى.

وهواة الأفلام السياسية المعاصرة يمكن أن يجدوا ضالتهم فى الفيلم الألمانى «ربيعة كورناز ضد جورج بوش» للمخرج أندرياس دريسن، الذى يروى قصة حقيقية حول امرأة تركية الأصل يعتقل ابنها فى سجون جوانتانامو وتسعى لتبرئة ساحته على مدار سنوات.

وأخيرا من أفلام المسابقة الرسمية (وهى بالمناسبة قد تكون أضعف قسم فى مهرجان القاهرة السينمائى بسبب شروط المسابقة ومنها أن يكون الفيلم عرضا عالميا أول) هناك عدة أفلام جيدة على رأسها فيلم «قصة الحطاب» الفنلندى للمخرج ميكو ميلاهيتى.

والذى يروى فى قالب سيريالى كوميدى يوميات الحياة فى قرية فنلندية نائية تدخلها رياح التحديث، فيفقد العمال وظائفهم، ومنهم رجل طيب يحاول انقاذ ابنه من الضياع. وهو فيلم غريب ومختلف، لكنه مبهج وممتع للعين والعقل.

من أفلام المسابقة أيضا الفيلم المصرى «19 ب» للمخرج أحمد السيد عبد الله، صاحب «هليوبوليس» و"ميكروفون» و"فرش وغطا» و"ديكور» و"ليل خارجي» التى حصلت على جوائز وشاركت فى مهرجانات دولية كثيرة.

وفى فيلمه الجديد يروى أحمد عبد الله قصة حارس عقار وسايس عجوز فى حى الزمالك يواجه شابا يتعدى على حدود منطقته، فى تأمل رمزى لطبيعة السلطة والصراع عليها.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

20.11.2022

 
 
 
 
 

هل يحضر نجومنا حفل الختام؟!

طارق الشناوي

أين نجومنا، خاصة من نطلق عليهم (شباب)؟ رغم أن الجزء الأكبر منهم تخطوا سن الشباب، لم أعثر عليهم إلا قليلا في حفل افتتاح المهرجان، فهل يفعلونها في الختام، وهو أضعف الإيمان.

لماذا يغيب الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه ما يجرى في الوطن على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقطعا يأتى على رأسها ثقافيا. مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عنوان مصر الأول، فهو الأكثر رسوخا وجماهيرية، منذ أن انطلقت أولى دوراته عام 1976، مهما تباين المستوى أو عانى بقدر ما من الأفول أو خفوت البريق، يظل تواجد نجومنا بمثابة إعلان الرأى بالتأييد في مواجهة مشعلى الحرائق الذين ازداد تواجدهم بكثرة في السنوات الأخيرة، وحاولوا، أكثر من مرة، وبأكثر من وسيلة، ضرب عنوان مصر الثقافى بافتعال معارك جانبية، يجب أن يشعر النجم بأنه لن يأتى المهرجان لكى يسرق الكاميرا من زملائه، لكن لكى يمنح مزيدا من الضوء لمهرجان بلاده.

النجم عادة له حسابات معقدة جدا وخارج عادة النص، وقبل أن يتخذ أي خطوة يحسبها عشرات المرات، ثم بعدها لا يقرر مباشرة، لكنه يعيد الحساب مجددا، ويظل يفكر ويفكر ويفكر، ويقرر الغياب، عادة يلبى الدعوة لثلاثة أسباب لا رابع لها، إما أنه مكرم بالمهرجان، أو سوف يسلم الجائزة لمن يكرم، أو لأنه عضو لجنة تحكيم، والسبب الثالث، ولأنه يعنى التزاما بمشاهدة أفلام وحضور مناقشات لجنة التحكيم، فإنه عادة عن ثالثًا، ويتبقى فقط أولا وثانيا، غير كده (ولا الهوا).

لن تجد النجوم يشاركون في الحضور بعيدا عن السببين المذكورين، علينا أن نُطل مثلا على نجوم فرنسا الذين يضيئون بوجودهم مهرجان (كان) كل عام، ورغم أن الجمهور الفرنسى مثل كل شعوب الدنيا يتهافت أكثر على نجوم (هوليوود)، إلا أنهم لم يتخلوا يوما عن الحضور، سواء لهم أفلام أو تكريم أو بلا تكريم أو أفلام، فهم يدركون أنه مهرجانهم، وحتى لا يختلط الأمر على أحد، فإن دعم المهرجان لا يعنى أبدا أن الفنان لو وجد سلبيات يغض الطرف عنها، بل واجبه، حرصا على مهرجان بلاده، ألا يتقاعس عن إعلانها، هذه نقرة وتلك نقرة.

أثناء رئاسة محمد حفظى للمهرجان كانوا يحرصون على التواجد، فهو ينتمى لنفس الجيل، وبينه وبينهم مشروعات متعددة ككاتب ومنتج، مع حسين فهمى لا يتوفر قطعا هذا الشرط، لكنها كانت وستظل ثقافة مفقودة عند نجومنا.

التواجد مقابل الصعود على خشبة المسرح، ولو لم يتحقق هذا الشرط فهم غالبا يضعون هذا التاريخ، أعنى الافتتاح والختام، خارج الأجندة.

حضور النجوم للأفلام بات نادر الحدوث هذا العام وأيضا الأعوام الماضية، لم ألمح سوى ليلى علوى وإلهام شاهين، أتذكر أن أكثر نجمين كنت أشاهدهما في الماضى في مهرجان (كان) يحضران الأفلام بانتظام هما محمود حميدة ولبلبة، كما أن حميدة كان أكثر نجم حتى مطلع الألفية يشارك بالحضور في أفلام مهرجان القاهرة وحضور المناقشات، ومع الزمن صار تواجده مقصورا فقط على حفلى الافتتاح والختام.

إنها رسالة يجب أن يستشعر النجم أهميتها، خاصة في تلك السنوات التي بات فيها كثيرون يوجهون سهامهم للفن، فيصبح تواجدهم على السجادة الحمراء هو خط الدفاع الأول، هل أرى نجومنا مساء غد في حفل الختام؟.

 

####

 

المخرج البولندى داميان كوكر فى حوار لـ«المصري اليوم»:

فيلم «خبز وملح » مبنى على قصة حقيقية

كتب: أنس علام

قال داميان كوكر، مخرج فيلم «خبز وملح» المشارك بالمسابقة الرسمية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى في دورته الـ44، إن ما حمسه لإخراج هذا العمل اسم الفيلم لأنهم يرحبون بضيوفهم بالعيش والملح، مشيرًا إلى أنه عندما وصل مصر رأى هذا الأمر مشتركًا بين بولندا ومصر. وأعرب «كوكر» عن سعادته حينما تم إبلاغه بأن فيلمه سوف يعرض في مهرجان القاهرة السينمائى، لافتًا إلى أن هذا المهرجان من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم.

وأوضح داميان كوكر، في حواره لـ«المصرى اليوم»، أن الفيلم مقتبس من قصة حقيقية حدثت في بولندا عن حكومة يمينية في بولندا كانت تشجع على اضطهاد الأقليات، وأنه استغل الحادث بالفيلم، متوقعًا أن الفيلم لن يحصد جائزة من المهرجان لأن رئيسة اللجنة أفكارها تختلف عما يقدمه في أفلامه.. وإلى نص الحوار:

■ ما سر حماسك لإخراج فيلم «خبز وملح»؟

بسبب اسم الفيلم؛ لأن في بلدى بولندا نرحب بجميع ضيوفنا عن طريق «العيش والملح»، وحينما وصلت مصر رأيت هذه الطريقة التي يعامل بها الضيوف، فسعدت جدًّا للغاية بأن هذا شىء مشترك بيننا وبين مصر.

■ ما رد فعلك حينما أبلغت بعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائى؟

سعدت للغاية لعرض الفيلم في أعرق المهرجانات السينمائية، لأن كثيرًا من مخرجى العالم يتمنون أن يعرضوا أفلامهم في هذا المهرجان، وشخصيًّا أعتبر نفسى محظوظًا بعرض فيلمى في مهرجان القاهرة، وبعض الجمهور كانوا يعتقدون أن العمل يناقش قضية سياسية بعينها أو قضية التفرقة العنصرية، وأنا أطالبهم برؤية الفيلم كاملًا وبعدها لهم الحق في أن ينتقدوا أو لا.

■ هل تتوقع أن يحصد الفيلم جائزة من المهرجان؟

الفيلم حصد جائزة حينما عُرض في المهرجان العالمى فينسيا، لكن شخصيًّا لا أتوقع أن يحصد العمل جائزة من المهرجان؛ لأن رئيسة لجنة المسابقة الرسمية أفكارها في الأفلام لا تشبه فكرة الأنواع التي أقدمها في أفلامى.

■ الفيلم تدور أحداثه حول قضية اللاجئين.. لماذا ناقشت هذه الفكرة بعينها؟

شخصيًّا أردت أن أركز على هذه القضية وأن أظهر في الفيلم جانبًا من جوانب حياة اللاجئين، وأنا كنت في البداية أريد تقديم جميع أشكال العنف التي تقع في المجتمع مثل عنف العائلات والعنف ضد المهاجرين، فهذا العنف ينتقل من جيل إلى جيل ولا يقتصر على جيل بمفرده، فكل جيل يؤثر بالآخر، وشخصيًّا نشأت في مجتمع مبنى على العنصرية وأردت أن أتغلب على النموذجية الموجودة في شخصيات المهاجرين وأظهرهم على كونهم بشرًا عاديين.

■ هل تخوفت من أن العمل يتعرض لانتقادات بسبب فكرة اضطهاد العرب؟

فكرة الفيلم مبنية على قصة حقيقية حدثت بالفعل، وهى أنه كانت هناك حكومة يمينية في بولندا تشجع على اضطهاد الأقليات وأنه استغل الحادث بالفيلم، فالعمل تدور أحداثه عن مجموعة أنواع مختلفة من الأقليات.

■ كيف تم اختيار الممثلين العرب المشاركين في العمل؟

نصف أحداث الفيلم تسجيلية والنصف الآخر مكتوب، فهو به ارتجال من الممثلين الذين اخترت بعضهم من الشارع فهم ليسوا محترفين ولم يسبق لهم التمثيل، كما أن الفيلم كُتب في ثلاثة أسابيع فقط.

■ ما ردك على الاتهامات بأن الفيلم به ملل للمشاهد؟

شخصيًّا متفق مع الكثير الذين يقولون إن العمل به ملل، لأن هذا النوع من الأفلام غير متكرر، وبعض المشاهدين الذين لا يعتادون هذا النوع من الواقعية لا يتقبلون هذه النوعية، والحقيقة أنا مبسوط بالجدل حول الفيلم.

■ وهل هناك تشابه بين البولنديين والعرب؟

أنا لا أعرف الكثير من العرب، ولكن لدىّ عدد قليل من الأصدقاء العرب، وأرى أن التشابه بينهم وبين البولنديين يتركز في كونهم يتمتعون بالجدية والتدين، بالإضافة إلى التعبير عن الأشياء بلغة الجسد، كما أرى أن المصريين متفتحون كثيرًا بأفكارهم «open minded»

 

المصري اليوم في

20.11.2022

 
 
 
 
 

ينافس ضمن مسابقة آفاق السينما العربية

جود سعيد: ملامح إنسانية في «رحلة يوسف.. المنسيون»

القاهرة ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

أكد المخرج جود سعيد أنه تناول العديد من الموضوعات الإنسانية، في أحدث أفلامه «رحلة يوسف.. المنسيون»، الذي ينافس في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن فعاليات الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وأشار جود إلى أنه تعمق من خلال هذه الموضوعات الإنسانية في النفس البشرية ورصد ردود أفعالها، وسط الحروب والتهجير واللجوء، لتخرج قصة حب بين «زياد وهاجر»، تلك القصة التي يحاول يوسف بطل الفيلم خلال رحلته أن ينقذها ويحميها من صوت الرصاص، وفي ظل الحياة اليائسة وسط المخيمات، حيث يهرب الكثير من المواطنين، وأشار المخرج جود سعيد إلى أنه ابتكر شخصية زياد، الشاب المراهق الذي يلعب كرة القدم ويحلم بأن يكون لاعباً محترفاً، ليكون بمثابة الأمل وسط المخيمات.

وأكد جود سعيد إلى أنه قدم من خلال رحلة يوسف الفصول الأربعة للحياة، «الشتاء» بسؤال: إلى أين نذهب يا جدي؟ ومعه تبدأ رحلة يوسف، ومع انتهائها نرى «الربيع» بعنوان: سأبقى أحب لأجل عبد الهادي، الرجل الذي ساند زياد في قصة حبه، ومع عنوان «الصيف»: لي حلم سأطير معه، يتم الكشف عن موهبة زياد الكروية والأمل الذي خلقه للجميع، لكن «الخريف» يسأل في النهاية: إلى أين ستذهب يا ولدي؟

وأكد جود أن شخصياته تقدم الكثير من التضحيات من أجل الحياة، حيث تدور أحداث الفيلم حول عائلة «يوسف»، في الوقت الذي خرج فيه الكثير من السوريين إلى بلاد اللجوء خوفاً من الحرب، إلا هو وعائلته خرجوا خوفاً على الحب، دون أن يعلموا ما تخبّئ لهم الأيام من بلادٍ جديدة وهوية تائهة.

فيلم «رحلة يوسف.. المنسيون» بطولة أيمن زيدان، سامر عمران، ربى الحلبي، سيرينا محمد، وائل زيدان، نور الصباح، حيان بدور، أحمد درويش، جواد السعيد، قصة أيمن زيدان وجود سعيد سيناريو جود سعيد ووسام كنعان.

 

####

 

ينافس على جائزتي الهرم الذهبي وأفضل فيلم عربي

«19 ب».. دفاع الفرد عن خصوصيته في عالم يموج بالمتغيرات

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

في عالم يموج بالحروب والصراعات يعيد المخرج والمؤلف المصري أحمد عبد الله السيد التذكير في فيلمه الجديد (19 ب) بأن دفاع الإنسان عن خصوصيته ومساحته الشخصية بات أصعب صراع يخوضه مع إشراقة كل صباح.

الفيلم بطولة سيد رجب وأحمد خالد صالح وناهد السباعي وفدوى عابد ومجدي عطوان وصبري عبد المنعم، وهو السادس في مسيرة المخرج الذي شاركت أفلامه الروائية الخمسة السابقة في عشرات المهرجانات الدولية ونالت العديد من الجوائز.

يتناول الفيلم قصة حارس عقار مهجور، يؤدي دوره سيد رجب، يتداعى عالمه الداخلي الصغير الذي لا يشغله سوى حيوانات ضالة يرعاها كأفراد عائلته التي لا يظهر منها سوى ابنة ابتعدت عنه كثيراً بزواجها ولا يراها إلا نادراً رغم محاولاتها اجتذابه لعالمها.

يخترق خصوصيته سائس سيارات بالشارع خرج للتو من السجن محاولا احتلال مساحته الشخصية والبناية لفرض نفوذه على المنطقة فيجد الحارس نفسه لأول مرة مضطرا للمواجهة المباشرة دفاعا عن حيواناته وحق أصحاب البناية حتى وإن كانوا غائبين.

تدفع هذه المواجهة الحارس إلى نقطة يعيد من خلالها اكتشاف عالمه وقدراته على الفعل في مواجهة التعدي على حقوقه.

وكشف أحمد عبد الله السيد بعد العرض العالمي الأول للفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي أنه كتب الفيلم خلال فترة الانعزال بعد تفشي جائحة كورونا والتي دعته إلى التأمل والتفكير في كثير من متغيرات الحياة بينما استغرق الإعداد للعمل وتنفيذه نحو عامين.

وقال المخرج والمؤلف المصري إنه تعمد عدم إعطاء حارس العقار أي اسم في الفيلم "للدلالة على إمكانية أن يكون هذا الرجل هو أي شخص عادي بيننا كمان أن العقار يحمل رقم (19 ب) مثل حال عقارات كثيرة في شوارعنا فقدت هويتها أو اسمها بعد ظهور عقارات جديدة بجوارها فأصبح هناك 19 أ و19 ب".

وأضاف أن التباين بين الفراغ الكبير الذي يعيشه الحارس داخل مساحته الخاصة الخالية من أي أساس تقريبا مقابل الزحام والصخب الذي اجتاح الشارع هو أيضا من قبيل إظهار المتغيرات التي طرأت حولنا مؤخرا وأصبح صعبا على الكثيرين التكيف معها.

وتلعب الكلاب والقطط دوراً رئيسياً في حياة حارس العقار مما جعلها تبدو وكأنها ضمن فريق عمل الفيلم ومحركة للأحداث مثلها مثل باقي الشخصيات وهو ما حفز بعض الفنانين على الاشتراك في الفيلم.

وتقول الممثلة ناهد السباعي "الفيلم يمثلني جداً، فأنا أحب الحيوانات بشكل كبير، وأتفهم ماذا تعني رغبة شخص في الانعزال عن الدنيا والبقاء مع الحيوانات فقط، وهو ما جذبني للمشاركة في الفيلم".

وأضافت "الفيلم يعرض أيضاً لمشكلة تخص الحيوانات بشكل غير مباشر وهي عملية تسميم الكلاب بشكل قاس في الشوارع، وأنا كنت أتابع مبادرة بعنوان ‘شارع أليف‘ لمواجهة العنف ضد الحيوانات في الشارع المصري، وسعيدة لأن نستطيع تسليط الضوء على الأمر من خلال فيلم سينمائي".

وبجانب منافسة (19 ب) على جائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تُختتم دورته الرابعة والأربعين يوم الثلاثاء القادم، فهو مؤهل للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عربي بالمهرجان.

 

####

 

ضمن فعاليات مهرجان القاهرة ..

حلقة نقاشية بعنوان «دورة حياة الفيلم ما بعد الإصدار السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اليوم، حلقة نقاشية بعنوان "دورة حياة الفيلم ما بعد الإصدار السينمائي"، ضمن فعاليات دورته الـ44.

وأقيمت الندوة التي أدارتها الدكتورة ميرفت أبو عوف بحضور العديد من صناع السينما، بالإضافة إلى تواجد المتحدثين: أماندا تورنبول، جيسيكا خوري، جيانلوكا شقرا، آية مدحت، وعمرو سلامة.

وتحدثت ميرفت أبو عوف خلال الحلقة النقاشية، عن الذي يحدث بعد العرض الأول للفيلم، كما ركزت على كيفية تحسين الأيام والأسابيع والأشهر الحاسمة بعد طرح الفيلم، وأين يجب استغلال الفيلم بعد طرحه في دور العرض؟ وما هو أكبر مصدر دخل للفيلم بعد مرحلة العرض وكيف يمكن تأمينه؟.

وتطرقت ميرفت أبوعوف، في حديثها إلي استغلال الفيلم بطرحه عبر مختلف الوسائط، المنصات والقنوات التي يجب استخدامها لجذب التركيز العام للفيلم.

وتحدث المخرج عمرو سلامة، عن صناعة السينما في مصر، قائلًا: ليس هناك طريقة معينة يسير عليها الجميع، ولكن في مصر لدينا نهجنا الخاص الذي نتحرك من خلاله، مشيرًا إلى أن البيانات والأرقام هي التي تحدد الأفلام الأكثر مشاهدة، وأكد أن مشكلة الشرق الأوسط هي عدم حصر البيانات، وقبلت كان موعد طرح الأفلام مبني على تخمين المنتج حسب رؤيته للموعد المناسب لعرض العمل، ولكن بعد ظهور المنصات الإلكترونية، أصبحت الشركات المتخصصة تدير هذا الأمر، وتدرس الأعمال الأكثر مشاهدة.

وقالت جيسيكا خوري رئيسة قسم الاستحواذ في شركة “كلينيك إيندي”، أنه يتم اختيار الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية من خلال قياس درجة جودتها، مشيرة إلى أننا نفتقد وجود منتجين في الشرق الأوسط، ودائمًا ما يرى منتج العمل بعد عام من تصويره أنه لابد وأن يشارك في مهرجان سينمائي، دون وضع خطة جيدة للتوزيع، عكس ما تفعله شبكة "نتفليكس العالمية".

وشددت "أماندا تورنبول" الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "رايز ستوديو"، على أهمية خطة التوزيع بالنسبة لشركات الإنتاج، حتى لا يصاب المنتج بإحباط شديد حين يفشل العمل، بالإضافة إلى تنسيق ذلك مع الموزعين أيضًا.

وقالت مديرة المحتوى آية مدحت، "إننا في عالمنا العربي لدينا إحصائيات بما يتعلق بالأعمال، ونحن في حاجة إلى النجاح وذلك من خلال إرضاء ذوق جميع المشاهدين" ، مشيرة إلى أن المنصات الإلكترونية أصبحت الآن تجمع الوطن العربي والعالم معًا.

وأشار "جيانلوكا شقرا” المدير الإداري المؤسس لشركة التوزيع “Fornt row Filmed Entertainment”، إلى أهمية التخطيط المسبق لأي عمل سينمائي، وذلك من خلال تواجد منتج ومخرج وكاتب وأبطال ناجحين، وأيضًا وجود موزع جيد للعمل، حتى يتم توزيعه وتسويقه بشكل جيد.

 

موقع "سينماتوغراف" في

20.11.2022

 
 
 
 
 

بعد عرض «جزيرة الغفران» في مهرجان القاهرة السينمائي..

كيف نفهم تفاصيل الفيلم التاريخية؟

الشيماء أحمد فاروق

ضمن برنامج أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2022، عرض فيلم "جزيرة الغفران" للمخرج رضا الباهي، الذي ينافس في المسابقة الدولية للأفلام الروائية الطويلة.

تدور أحداث الفيلم على أرض تونس خلال إحدى فترات الاحتلال منقسمة إلى خطين دراميين، الأول التنوع الاجتماعي في المجتمع التونسي واختلاف الجنسيات، والثاني الاحتلال وعلاقته بالمقاومة، وفي هذا الجزء تُذكر عملية اغتيال فرحات حشاد أحد رموز المقاومة في ذلك الوقت.

نال الفيلم إعجاب الحضور في عرضه الأول في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وبرز ذلك في التصفيق الحاد بعد انتهاء العرض واهتمام الحضور بالبقاء لمناقشة العرض مع الباهي، وفتح الفيلم باباً للتفكير والبحث في التفكير التونسي والقراءة عن شخصية المقاوم التي أظهر الفيلم أنه شخصية فريدة ومؤثرة، بالإضافة إلى المرور على فاعلية الحركة العمالية التونسية وتأثيرها في المقاومة.

ولكي نفهم تفاصيل الفيلم التاريخية نعود إلى أحد الأبحاث التاريخية التي نشرت عام 1985 في مجلة الثقافة، للسياسي نور الدين حشاد، سفير تونس السابق في الجزائر، وجاء في هذا البحث، أن فرحات حشاد ولد في 2 فبراير عام 1914 بجُزر قرقنة التونسية، وهي محمية فرنسية قبل مولد حشاد بحوالي 30 عاماً، وبدأ حياته كمناضل نقابي مع تطور حركة العمال التونسية عام 1936، وكان العمال التونسيون في هذه المدة باشروا تجربتهم الوطنية النقابية بتكوين منظمتهم النقابية التونسية منذ سنة 1924 وهي الكونفدرالية العامة التونسية للشغل.

يقول نور الدين في مقاله: "كان الشاب فرحات حشاد مثال للعامل المنخرط في نقابته والمنجذب إلى العمل النقابي.. ولذلك صعد مبكراً إلى منصب الأمين العام لنقابة الشركة التونسية للنقل الساحلي وناض بقوة وحماس رغم أوضاعه المادية الهشة وظل يدافع عن مطالب العمال في مؤسسته، وظل على علاقة قوية بالمناضلين التونسيين ونشط في تنمية معلوماته بالمطالعة وحضور الجمعيات العامة والجولات لنقابية".

واجهت الحركات والأحزاب التونسية عقبات كثيرة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية والصراع الذي زُجت فيه تونس رغماً عنها عندما أصبحت ساحة حرب، وعلى المستوى السياسي ظل حزبي الدستور الجديد والقديم المقاومة والاستمرار في الوجود، بالإضافة لسعي الحركات العمالية للاستمرار والظهور مرة أخرى في ثوب جديد، وكان حشاد هو المحرك من حيث تكوينه النقابي في تأسيس اتحاد النقابات المستقلة في الجنوب والشمال والذي أفضى بانضمام الجامعة العامة للموظفين التونسيين إلى تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ولم يكن منتمياً لأي حزب سياسي مما جعله محل تقدير من جميع المناضلين ، وضم الاتحاد حوالي 70 ألف عامل.

وقدم فرحات حشاد بحلول فبرار 1946 أي بعد أسبوعين من انعقاد المؤتمر التأسيسي للاتحاد طلب ترشيح الاتحاد العام التونسي لعضوية الجامعة النقابية العالمية ، وكان يعتبر حشاد التمثيل التونسي في الهيئة الدولية عملاً جوهرياً إلى جانب العمل الداخلي لدعم استقلال تونس.

ووفق ما ذُكر في البحث أن حشاد استطاع بفضل ما وضعه من استراتيجية أن يبلغ أهدافه ويحقق نتائج مهمة أولها أصبح الوضع في تونس لأول مرة في التاريخ الحديث موضوع مناقشة في هيئة دولية ، كما أنه حقق هزيمة للاستعمار من خلال استطاعته التوفيق وتحويل الولاء لدى العمال من الكوفدرالية العامة للشغل إلى الاتحاد النقابي التونسي.

وضم الاتحاد بمرور الوقت ما لا يقل عن 700 فرع نقابي و20 جامعة مهنية و10 اتحادات محلية أي 100 ألف منخرط، مما ممثل خطراً على الاحتلال الفرنسي حينها لذلك اُغتيل حشاد عام 1952 أي بعد 8 سنوات من تأسيسه الاتحاد.

أما عن الخط الدرامي الآخر المرتبط بالأسرة الإيطالية التي تعيش في إحدى جُزر تونس الساحلية، والتي أشار مخرج الفيلم أنه يعبر عن التنوع في المجتمع التونسي من خلال قصتها، نلاحظ أنهم كانوا في حالة عزلة إلى حد ما مع المواطنين التونسيين، وعلى صلة محددة بأحد أذرع الحركة العمالية كما أوضح الفيلم، وأن هذا الرجل هو من تولى دفن أحد أفراد الأسرة، إلا أنهم يعانون أيضاً من فئات أخرى في المجتمع التونسي تحاول التأثير عليهم دينياً.

ولفهم التنوع في المجتمع التونسي، نعود إلى كتاب "العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية"، حيث يستعرض في جزء منه هذا الجانب، حيث كان يضم جاليات وفئات مختلفة، وتنقسم إلى مسلمين ومسيحين ويهود وعلى المستوى الاقتصادي مزارعين وعمال صناعة، "إن أنشط فئة رابحة في تونس هم اليهود وبصفة عامة فإن رؤوس أموالهم نقدية أما عموم التونسيين المسلمين فثروتهم الأراضي وعملهم الزراعة والصناعة، وكان يوجد حالة تفكك بين الطبقات والفئات المختلفة، لأن التنافس وعوامل الكسب وطوارئ اليوم والليلة يخلق لهم كثيراً من أسباب الخلاف وانقطاع الرابطة ليست خاصة بأهل الأعمال في أعمالهم فقط بل كانت عامة بين التونسيين، المدن تحتقر البوادي بدعوى سذاجتها وخشونة عيشها وهذه تحتقر المدن بدعوى ضعف أجسادها وفقدها صفات الرجولة الواضحة في البداية والباديثة نفسها تختلف في النسبة إلى قبائل وظل المجتمع لسنوات متفرقاً".

ولعل ما ورد في هذا الكتاب سابق الذكر يوضح أهمية التعاون والترابط الذي برز بوجود الاتحادات العمالية والطفرة التي حققتها بوجود تجمعات ضخمة من المواطنين لديهم ولاء لراية تونسية واحدة، وكانت بداية البذرة لهذه الاتحادات من جمعية التعاون الاقتصادي التونسي بقيادة محمد علي، ولكن حشاد كان مفصلاً مهماً في هذه الحركة الكُبرى.

 

الشروق المصرية في

20.11.2022

 
 
 
 
 

مخرج "جزيرة الغفران":

الفيلم يدعو إلى التعايش السلمي ومواجهة التطرف

القاهرة- خيري الكمار

يُشارك المُخرج التونسي رضا الباهي، في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ44، بفيلم "جزيرة الغفران"، والذي يشهد عودته إلى الساحة الفنية بعد غيابٍ دام نحو 6 أعوام، منذ فيلم "زهرة حلب" 2016.

وقال الباهي إنه يدعو إلى التعايش وتقبل الآخر، من خلال فيلمه الجديد، الذي تُقدم أحداثه من جزيرة "جربة" التونسية، والتي يراها بأنها تُشبه مدينة الإسكندرية إلى حدّ كبير في فترة ما قبل الخمسينيات، حيث كانت هناك حالة من التعايش بين مختلف الجنسيات، مثل اليونانيين والإيطاليين والأفارقة وكذلك اليهود، قائلة إنّ: "هذه الجزيرة معروفة بالتعايش السلمي بين كل البشر".

ورأى أنّ "فكرة التعايش، صارت عملية من الصعب تحقيقها، خلال السنوات الأخيرة، بسبب ثورات الربيع العربي"، مُشيراً إلى أنّه يستعرض في الفيلم "فكر المُتطرفين، فهناك شباب تمت السيطرة على عقولهم، وصاروا يرفضون مسألة التعايش السلمي، إذ أحرص على استرجاع الزمن الجميل المفقود حالياً".

ويبرز الفيلم جمال وسحر جزيرة جربة التونسية، الملقبة "بجزيرة الأحلام" وكيفية تجاوز بعض الصعوبات وتعايش وتسامح سكانها رغم اختلاف الجنسية والديانة، من تونسيين وأجانب.  

الفيلم من بطولة درة، و كلوديا كاردينالي، وعلي بنور، ومحمد علي بن جمعة، وشادلي عرفاوي، وبحري الرحالي

"التطرف الديني"

وأشار رضا الباهي، خلال حديثه لـ"الشرق"، إلى أنه تناول في فيلمه فكرة التطرف الديني، في مواجهة السعي لنشر التعايش السلمي وتقبل الآخر.

واستعرض بعض الحكايات التي كان يرويها له والده، الذي كان يعمل مُدرساً في "جربة" خلال عشرينيات من القرن الماضي، قائلاً: "والدي كان يُقيم برفقة صديقه المسيحي، وعندما يمرض، كان يقرأ له سور قرآنية بنية الشفاء، وعندما رحل ظل يقرأ ما تيسر من القرآن على روحه"، متابعاً أنّ "هذا ما أتناوله في الفيلم، رغم صعوبة تحقيقه في الوقت الحالي".

مشاركة عائلية 

وكشف عن مُشاركته عائلته في تنفيذ فيلم "رحلة الغفران"، إذ تولت ابنته نيواين الباهي، العمل كمُديرة التصوير، فيما شارك ابنه بالتمثيل، بعد تجربته في فيلم "زهرة حلب"، أما شقيقه توفيق الباهي، عمل كمُهندس ديكور للمشروع.

 وأرجع أسباب استعانته بأفراد عائلته في الفيلم، إلى "وجود كيمياء فنية كبيرة معهم، وأستطع توجيههم بشكلٍ سريع، ولدي قدرة على التواصل معهم بسهولة، وهذا ما أحتاجه حالياً، إذ وضعت كلّ شخص منهم في المكان المناسب، ما ساهم في خروج العمل في أفضل صورة".

ولفت إلى توقفه عن إنتاج المُشاريع السينمائية التي يُقدمها كمُخرج، مُبرراً ذلك، بأنه "عملية صعبة جداً، وفكرة قاتلة، لذلك سأكتفي بعد ذلك بالكتابة والإخراج فقط".

وأكد أنّ فكرة "جزيرة العفران"، مكتوبة منذ التسعينيات من القرن الماضي، قائلاً إنّ: "غالبية أفلامي قدّمتها بعد سنواتٍ طويلة من كتابتها، وذلك نظراً لظروف الإنتاج الصعبة، لذلك كنت أنتج بعضها، لمُمارسة هوايتي وألا أقف مكتوفي الأيدي".

المهرجانات السينمائية

وقال إنه صوّر الفيلم في 6 أسابيع، على مدار عام ونصف كامل، في جزيرة جربة، حيث توقف التصوير مرتين، الأولى بسبب تفشي فيروس كورونا، وأخرى عندما تولى رئاسة مهرجان "أيام قرطاج السينمائية"، قائلاً إنّ: "المهرجان منعني من مباشرة أعمالي كمخرج". 

وأكد أنه لا يشغل باله بالمنافسة في "القاهرة السينمائي"، معتبراً أنه حصد نحو 27 جائزة من مختلف المهرجانات العالمية، التي شارك فيها منذ عام 1971، منها مهرجانات كان، وفينيسيا وتورنتو، بينما يسعى فقط لمعرفة آراء زملاءه الفنانين تجاه ما يُقدمه، "مثل محمود حميدة وعبد العزيز مخيون". 

ولفت إلى أن فيلم "جزيرة الغفران" سيُشارك في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية، خلال الفترة المقبلة، مثل برلين، ومقرر طرحه في دور العرض التونسية، مارس 2023

 وأشاد رضا الباهي، بالأعمال المُشاركة في الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائي، ورأى أن "توقف مهرجان الجونة، أسهم في عرض أعمال متميزة في القاهرة".

وأشار إلى أن هناك منافسة قوية بين مهرجاني "القاهرة السينمائي" و"البحر الأحمر"،  قائلاً إنّ الأخير صار إضافة قوية ومؤثرة للمهرجانات السينمائية العربية، رغم كونه في سنواته الأولى، إلا أنه نجح في استقطاب أفلام جيدة

وتابع أن السبب الحقيقي وراء نجاح مهرجان "البحر الأحمر"، هو الانفتاح على الأفكار المختلفة، وتوفير الإمكانيات اللازمة له، فضلاً عن افتتاح العشرات من دور العرض في وقت قصير، وانتشار ثقافة السينما بين الجمهور هناك

ورأى الباهي أن انتشار منصات البث الرقمي، تؤثر سلباً على دور العرض، وكذلك الصناعة بشكلٍ عام، كونها تحصل على الأفلام مقابل مبالغ زهيدة، عكس ما كان يدفعه المنتجين، وذلك رغم جذبها لقطاع كبير من الجمهور، مقابل اشتراكات مسبوقة الدفع، لافتاً إلى أن "نتفليكس" حصلت على فيلمه "زهرة حلب" مقابل 20 ألف دولار فقط

وأكد أن "السينما التونسية تراجعت كثيراً، بالتزامن مع انتشار تلك المنصات، إذ وصل عدد دور العرض هناك، 20 صالة فقط".

 

####

 

تطور السينما السعودية على طاولة نقاش "القاهرة السينمائي"

القاهرة- خيري الكمار

نظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ44، ندوة حول تطور وصعود السينما السعودية، ضمن فعاليات "النسخة الخامسة لأيام القاهرة لصناعة السينما"، وأدارها الناقد جاي ويسبرج.

وتناول النقاش، البرامج الإبداعية الموضوعة لتطوير المواهب السعودية، وتمكين المُبدعين من سرد قصصهم، وكذلك برامج الحوافز المُقدمة لتشجيع المُنتجين.

وشارك في الندوة صُنّاع أفلام سعوديين، منهم عبد الجليل الناصر، وهناء العمير، ومحمد السلمان، بجانب حضور حسين فهمي، رئيس المهرجان، ومحمود حميدة، وأحمد الفيشاوي، والمنتح والموزع جابي خوري.

موارد متاحة

وقال المخرج والمنتج عبد الجليل الناصر، على هامش الندوة، إنّ: "السينما السعودية انطلقت منذ نحو 10 أعوام، وصارت تحظى باهتمام وفق الإمكانيات والموارد المتاحة، وتُقدم أفلاماً مُثيرة للاهتمام"، لافتاً إلى فيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور، عام 2012.

وأضاف: "شعرنا بعدها أنه حان الوقت لحدوث انطلاقة سينمائية حقيقية، وبالفعل أصبحنا نتواجد في المهرجانات المُختلفة حول العالم، وأعقبها تأسيس هيئة الأفلام السعودية، والتي تُعتبر منصة داعمة للصناعة وتهتم باكتشاف المواهب".

وأشار إلى جهود "صندوق البحر الأحمر"، في دعم الأفكار السينمائية المتميزة، بميزانية تصل إلى 40 مليون ريال سعودي تقريباً، متابعاً أنّ "برنامج الحوافز الذي انطلق مؤخراً، أسهم في استقطاب المزيد من الأعمال المختلفة".

وأوضح أنّ هناك مساعٍ للتعاون مع أصحاب الخبرات لحل المشاكل الخاصة بالصناعة، قائلاً: "نعمل على خلق بيئة جيدة لصناعة الأفلام بالسعودية، والمملكة صارت مدينة عالمية، كون القائمين على الصناعة يحاولون إزالة أي عقبات وتحديات".

وتابع أن هناك أفلاماً مصرية عديدة، حققت نجاحاً كبيراً في السعودية، لذلك "نحاول معرفة الأعمال المفضلة للجمهور لدينا، حتى نضعها ضمن خططنا التي نسعى لتنفيذها في المستقبل القريب".

واعتبر أن "انتشار منصات البث الرقمي، ساعد في إتاحة الفرصة أمام صُناع السينما السعوديين، لتقديم رؤيتهم الفنية وطرحها للجمهور، بما يخدم قطاع الفن والثقافة بالمملكة". 

تطوير

وأشادت الكاتبة والمخرجة هناء العمير، بجهود بعض رواد السينما السعودية، في تجاوز ما واجههم من تحديات وصعوبات في بداية مشوارهم الفني، أبرزها ضعف الإمكانيات، ونشر أعمالهم عبر الإنترنت وقتها، في محاولة لعرض أفكارهم وتجاربهم

وتابعت أنه في حال وجود صالات سينما بالمملكة منذ عقود طويلة، لكان الوضع تغير مبكراً، مضيفة "لدينا خطط عديدة للمضي قدماً، ورغبة في معرفة الأعمال التي تجذب الجمهور السعودي، إذ لا يمكن تحديد العمل السينمائى الذي ينجح لدينا حتى الآن". 

وأضافت أن "السينما السعودية، لن تقف عند نقطة معينة وستشهد مزيداً من التطور بمرور الوقت، وذلك بسبب الدعم الحكومي المُقدم، والتغيير الحاصل في المنظومة الثقافية بشكلٍ عام". 

وأوضحت أن "الدعم السعودي لا يتوقف عند الدولة فحسب، إذ يُشارك القطاع الخاص أيضاً، فهناك رغبة حقيقية لتخطي كل العقبات، لوضع السينما في مكانة متميزة، والخروج من مرحلة التأسيس إلى أبعد نقطة بما يتناسب مع طموحنا". 

ورأت أن "غالبية الأعمال الموجودة على نتفليكس، بعيدة عن ثقافتنا، رغم أن المُشاهد صار مرتبطاً بها مقارنة بدور العرض، لسهولة المُشاهدة في أي وقت ومكان".

العصر الذهبي

المخرج محمد السلمان، قال إنّ: "مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ساعد على سماع صوت كل المبدعين السعوديين، وصار نقطة جذب للسينمائيين من كل أنحاء العالم"، مؤكداً لـ"الشرق"، أنّ "الشعب السعودي لديه شغفاً كبيراً بالسينما منذ سنواتٍ طويلة، كما يُشارك بعضهم في تطور الصناعة هناك، بالتزامن مع انتشار الإنترنت مطلع الألفية الثالثة".

وأضاف أنّ "السينما السعودية تعيش عصرها الذهبي، فالجيل الحالي يطمح لتقديم أعمالٍ متميزة تُحدث نقلة كبيرة على مستوى الصناعة، خاصة وأنّ المملكة احتلت مكانة جيدة على خريطة السينما الدولية، خلال السنوات القليلة الماضية".

وتابع أنّ "السعوديون حتى سنواتٍ قريبة، كانوا يسافرون لأي دولة مجاورة لمُشاهدة الأفلام الجديدة، لكن المملكة حالياً أحدثت طفرة كبيرة في هذا المجال، كما أنها قادرة على المنافسة وتحقيق مستويات مُتقدمة".

بداية قوية 

ومن جهته، أكد حسين فهمي، رئيس "القاهرة السينمائي"، لـ"الشرق"، أنّ المهرجان يدعم السينما السعودية، كونها تُشبه بدايات نظيرتها المصرية، إذ أنها "سينما واعدة ولدى القائمين عليها آمال وطموحات، لكنها بحاجة لتكثيف حجم الإنتاج سنوياً".

ورأى أنّ "الصناعة في السعودية تتطلب تأسيس العديد من الاستديوهات خلال الفترة المُقبلة، بما يتماشى مع حجم التطور والتوسع هناك، من زيادة دور العرض، ومهرجان البحر الأحمر، الذي تزاداد أهميته مع الوقت".

ولفت الموزع والمنتج جابي خوري، إلى قلة عدد الأفلام السعودية المُقدمة على مدار السنة، رغم تزايد عدد صالات العرض هناك، قائلاً لـ"الشرق" إنّ: "عدد الأفلام غير كافي".

وطالب صُنّاع السينما السعودية، بضرورة "استغلال كل الإمكانيات المُتاحة، لإحداث نقلة سينمائية وزيادة عدد الأفلام المنتجة سنوياً".

 

الشرق نيوز السعودية في

20.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004