ملفات خاصة

 
 
 

داوود عبد السيد: الاعتزال ليس قرارًا لكنه توصيف للأمر الواقع

حسام فهمي

داود عبدالسيد

ألف مبروك

   
 
 
 
 
 
 

يبدأ عام 2022 بخبر حزين تمامًا على المستوى السينمائي المصري، وهو الخبر الذي تناقلته الصحف والمواقع الإخبارية عن اعتزال المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد، الرجل الذي ينتمي لجيل السينما المصرية الذهبي الأخير، الجيل الذي شهد توهجه أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، داوود صاحب 11 فيلمًا روائيًا طويلاً، وفيلمين تسجيليين.

الرجل الذي يعرفه الجميع بالتحفة المصرية الخالدة الكيت كات، والذي تم اختياره في المركز الثامن في قائمة أهم 100 فيلم عربي في التاريخ، القائمة التي تم التصويت عليها عام 2013، القائمة التي ضمت فيلمين آخرين له هما رسائل البحر وأرض الخوف، كما تم اختيار فيلمه قبل الأخير (رسائل البحر) كأفضل فيلم مصري في العقد الثاني من الألفية الجديدة، ضمن اختيارات مجموعة من النقاد المصريين الذين شهدوا سنواتهم الأهم بين 2010 و 2020.

الرجل أسطورة سينمائية حقيقية، قد يكون دون مبالغة أهم صانع سينما مصري على قيد الحياة، لماذا قد يتوقف رجل بهذه المكانة عن صناعة السينما؟ هذا ما نحاول معرفته من خلال حوارنا معه.

·        أستاذ داوود، ما حقيقة الأخبار عن قرار اعتزالك؟ الأمر فاجأنا جميعًا ونريد أن نتأكد منك.

هو ليس قرارً احتجاجيًا، الأمر الواقع هو ما صرحت به.

·        هل تقصد أن الاعتزال ليس قرارًا قدر ما هو تعليق منك لوصف الواقع الذي تعيشه حاليًا؟

بالضبط.

·        لكن هل لا يزال لديك رغبة وإرادة لصناعة أفلام جديدة؟

ماذا يعني صناعة أفلام جديدة؟ لأي جمهور؟ جمهور السينما المصرية حاليًا مختلف، تذكرة السينما تتراوح بين 70 و 100 جنيه، السينما أصبحت سينما مولات، الطبقات التي تعودت أن أتواصل معها لم تعد موجودة في السينما، الجمهور المتواجد حاليًا لديه اهتمامات مختلفة، تسلية بالأساس، وهذا النوع من السينما يتم تقديمه له، الجمهور الذي تعودت أن أخاطبه كان متواجدًا في التسعينيات وأوائل الألفينات، هذا جانب، الجانب الثاني الرقابة، بالإضافة لمنظومة الإنتاج، الحريات، كل هذه الجوانب تجعل الاعتزال أمرًا عاديًا، بالإضافة للسن بالنسبة لي شخصيًا

·        منظومة الإنتاج في مصر محتكرة تقريبًا من قبل شركة واحدة، تنتج لأسماء محددة، الأمر ليس بيد الجمهور؟

يهمني أن أكون موضوعيًا، الأمر ليس مجرد احتكار، الأمر بدأ منذ بداية السينما النظيفة، كبار المنتجين قرروا أن يصنعوا سينما مناسبة للجمهور المستهدف الذي يملك المال، سينما نظيفة للأسرة بأكملها، فيلم لا يزعج أحدًا، نوع سينما بشروا به ونجحوا في صناعته، كل هذا كان في مرحلة ما قبل الاحتكار. في جمهور بالتأكيد له مكون ثقافي، لكني أتكلم عن أمر يتعلق بالأغلبية، بالنسب المئوية للجمهور، موزع مصري أخبرني أن إيرادات الفيلم المصري في الداخل تأتي بنسبة 45% من سينما واحدة، سينما سيتي ستارز، سينما مولات.

من القادر اليوم على دخول السينما؟ في الماضي القريب كانت تذكرة السينما بخمسة جنيهات، سينمات الأحياء انتهت، الآن فقط سينما المولات، بالإضافة للمواصلات، خروجة السينما الآن لأربعة أفراد تقترب من 1000 جنيه. الجمهور الذي سيدفع هذا المبلغ له اهتمامات وهموم مختلفة عن ما أراه عند الطبقة الوسطى

من فترة قريبة كنت كتبت عن فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبي في وسط مدينة القاهرة، تم بيع 40 ألف تذكرة، أفلام سينما أوروبية غير تجارية، كنا تحدثنا في لقائنا الأخير أن نوعية الأفلام الأوروبية غير التجارية، الموجة الفرنسية الجديدة والواقعية الإيطالية، كانت من ضمن الأسباب التي ألهمتك في شبابك لصناعة السينما، سينما شبيهة تحقق الآن 40 ألف تذكرة في 10أيام، الفعاليات كسبت أموالاً وقدمت سينما مختلفة والجمهور أغلبه من الشباب، هل هذا الجمهور غير كافٍ بالنسبة لك لصنع أفلام؟ 

السؤال ليس إن كان كافيًا لي، ولكن هل هو كافٍ للمنتج؟ إذا كان الجمهور فردًا أو فردين سيكون كافيًا لي، السؤال: هل هو كافٍ للمنتج؟ 

·        السؤال هنا للاستدلال إن كان توصيف الاعتزال نابعًا منك شخصيًا أم نابعًا من المنتج؟ 

نابع من ظروف كاملة، ظروفي وظروف الإنتاج وظروف الرقابة وظروف الحريات، ظرف كامل

·        هل لو اختلفت المعادلة من ناحية الإنتاج، إذا كان هناك منتج يرى أن هذه الشريحة من الجمهور بالنسبة له كافية، هل حينها ستعود للعمل على أفلام جديدة أم لا؟ 

لو هناك منتج بهذا الشكل، ورقابة ستمرر الفيلم، سيكون أمرًا هائلاً، هذا هو المطلوب، لكن المنتج يشترط دائمًا كم سيصرف وكم من الأرباح سوف يحقق، السيناريو الذي أكتبه مشروط بأن توافق الرقابة عليه

·        هل قدمت مؤخرًا مشاريع للرقابة أو المنتجين وتم رفضها؟

 تم الرفض وأحيانًا يصل الأمر لشكل مهين، أحيانًا لا يتم الرد، الرفض ليس عيبًا، لكن عدم الرد أمر آخر

·        هل هناك مشاريع لك حاليًا متوقفة في الرقابة؟

منذ فترة توقفت عن تقديم المشاريع للرقابة، لكن ما أسمعه يجعلني لا أريد أن أقدم، هناك نقاشات غريبة في بعض الأحيان، مثلًا تم سرد حكاية لي عن ساعات من النقاش لسؤال المؤلف لماذا خلع أحد الشخصيات النظارة في أحد المشاهد، هذه اللمحات الأمنية المتذاكية هذا ما أسمعه، بالطبع لا تكتب الصحافة عن هذا، لكن ما أسمعه يخيفني، ويجعلني أفهم ما هي طبيعة النظام

·        ما هو آخر مشروع حاولت تقديمه لمنتج؟ 

من سنتين، لا أريد أن أحكي حقًا، هناك أشياء أعتبرها إهانات، تجلس مع شخص، ليعرض لك ممثلة معينة في دور معين، فأخبره أنها لا تصلح لأسباب محددة، وأنا أختار ممثلة في هذا الدور، ليتم رفضها، نجم العمل هو من فعل هذا، وهو لا يرفضها لأسباب شخصية، هو يرفضها لأسباب احتكارية وأمنية، هذا رأيي دون معلومات واضحة، أفضل ألا أصرح بأسماء. هذا كله جعل إحساسي بأن هذا الجو غير صالح لصناعة السينما، هو صالح فقط لتربية الدواجن.

·        هذا هو آخر مشروع إذن؟

نعم، وهناك من قبله مشروع تم إرساله لشركة إنتاج كبيرة، لم يردوا على الإطلاق، الأمر بالفعل إهانة، أنا غير متعالٍ، لكن هناك أشياء تظهر أن منظومة الإنتاج لا تريدك. حديثي ليس احتجاجيًا، أنا لن أغير شيئًا، لكني أصف الوضع الحالي فقط، الوضع مغلق

·        هل أفهم من هذا أنك لم تعتزل ولكنك أجبرت على الاعتزال؟ 

لا، أنا اعتزلت، هناك جانب شخصي، السن والصحة، وهناك جانب يأس من قدرتك على تحقيق ما تريد، وليس أنا فقط، أنا وآخرون كثيرين

·        سمعت تصريحًا أنك لا تريد أن تلجأ للمنح الإخراجية الخارجية لأنك ترى أن المنح المدعومة من دول أخرى تؤثر على الرؤية الإبداعية؟ 

لا، هي لا تؤثر على الرؤى الإبداعية، هي تؤثر على اختيارك للموضوع وكيف تقدمه، أنا حاولت دائمًا أن أقدم أفلامًا جماهيرية، وليست أفلامًا نخبوية، أفلام جماهيرية تحمل عمقًا معينًا، لكن الآن لو قدمت مشروعًا مثلاً، لن تختار الجهة المانحة الأوروبية الموضوع الجماهيري قدر ما ستختار الفيلم الذي يحقق رؤيتها عن المجتمع، النتيجة النهائية قد تكون فيلمًا هائلاً لكنه فيلم لا يحب الجمهور المصري أن يشاهده. هذه هي الأزمة، أنك لن تستطيع أن تجمع بين الجانبين، فيلم يكون جماهيريًا وفنيًا على مستوى جيد، وهذا النوع لم يعد ممكنًا حاليًا

·        ولماذا لا يمكن أن تصنع هذا النوع من الأفلام الآن؟

التمويل. سواء من الأفلام التجارية المصرية، أو التمويل الخارجي، يجب أن تدخل الدولة وتقوم بدعم للسينما. الدولة حاليًا تدعم وتصنع أفلامًا لكنها أفلام دعائية، أفلام دعائية لأجهزة أمنية، وتصرف عليها الكثير، آخر منحة دعم حقيقية للسينما من الدولة كانت 50 مليون جنيه، وهو مبلغ محدود تمامًا لصناعة السينما، في حين أن رئيس الدولة يتحدث عن المليارات، وحينما تشاهد الأفلام والمسلسلات التي تنتجها هذه الأجهزة، ستجد أن هذه المنحة لا تكفي لحلقة واحدة من المسلسلات التي ينتجونها، لكنهم لا يريدون، لا يريدون هذا النوع من السينما الذي نقدمه، ولا يهمهم هذا النوع من السينما

وحينما أتحدث مع أعلى منصب يمكن أن أصل له، تحدثت شخصيًا مع وزيرة الثقافة، وهي متفقه مع ما أقول في أن الدولة يجب أن تدعم السينما، وإن شاء الله سوف نقوم بذلك، لكن لا شيء يحدث

أنا لا أتحدث كي أخرج فيلمًا، لا يهمني اليوم أن أصنع فيلمًا، أتحدث فقط من أجل السينما المصرية، من أجل المواهب التي في السينما، من أجل الجمهور المصري المعزول عن دخول صالات العرض، والذي يكتفي حاليًا بمشاهدة الأفلام والمسلسلات من البيوت

·        هل يمكن أن نقول إن غياب التمويل هو السبب الرئيسي لقرارك؟

بالتأكيد، فالجمهور لم يعد متاحًا له دخول السينمات، صالات العرض في الأحياء غير موجودة، الأفلام التي تتحدث عن هموم الطبقات الوسطى والفقيرة غير موجودة، انظر للأفلام التي صنعها الجيل السابق لنا، صلاح أبو سيف وكمال الشيخ ويوسف شاهين في بعض فتراته وهنري بركات، هناك أفلام كثيرة كانت ممولة من شباك التذاكر، وهي أفلام غير أرستقراطية، السينما هي فن الطبقة الوسطى

·        هذا الشكل من الإنتاج لم يعد موجودًا؟

الأمر حلقة مكتملة كما قلت من قبل. في رأيي أيضا أن الإنتاج على المدى الطويل يجب أن يمول من تذاكر السينما، وليس كحسنة ثقافية، وهذا ما يجب أن يصنعه المنتجون.

·        مؤخرًا لجأ صناع سينما غير مصريين، يقدمون عادة سينما قريبة من السينما التي تقدمها ولكن في بلادهم، إلى منصات مثل نيتفلكس لتنتج أفلامهم، الفيلم الأخير للإيطالي باولو سورنتينو مثلًا من إنتاج نيتفلكس، هل ممكن أن تتعاون مع منصة لإنتاج فيلمك؟

نعم ممكن، بعض أفلام نيتفلكس جيدة، وهذه المنصات تعطي حرية كاملة، وتمول الفيلم بشكل جيد، ممكن جدًا، لكني لا أريد أن أسجن القضية فيّ شخصيًا، أنا أتحدث عن اتجاهات داخل السينما، عن أجيال من الشباب، بعضهم شديد الموهبة، بعضهم صنع نماذج مهمة، لكن ينقصها التواصل مع الجمهور

·        في رأيي أن الجمهور المصري مكبل اليدين، في بداية السينما النظيفة في التسعينيات، كان يتم صناعة نوعية معينة من الأفلام، لكن ظلت أفلام من نوعية أخرى يتم إنتاجها، أفلامك أنت شخصيًا ومحمد خان وأسامة فوزي، لكن الآن هناك مؤسسة واحدة هي تقريبًا من تملك الإنتاج وقنوات التليفزيون وتتحكم في التوزيع؟ 

أتفق معك، ولكني سأحكي لك شيئًا، أنا من سكان مصر الجديدة، كان لدينا سينما روكسي، سينما الحمرا، سينما بالاس صيفي وشتوي، وسينما نورماندي صيفي وشتوي، سينما كريستال، سينما ريفيرا، سينما كشمير، أغلبهم تم إغلاقهم، أنا شخصيًا حاليًا حينما أريد أن أشاهد فيلمًا يجب أن أذهب لسيتي ستارز، في وقت سابق كان الجمهور يمكن أن يدخل السينما بمبلغ زهيد، الموظف في أوروبا قادر على دخول السينما، الموظف في مصر غير قادر على دخول السينما

·        أنا أعرف أنك لا تتحدث عن أمر شخصي، أنت تتحدث عن تيار سينمائي كامل، وعن ظروف مكتملة من تمويل لظروف السينمات لوضع اقتصادي، لكن بالنسبة للجمهور هناك أهمية شخصية لك، بسبب أفلامك، بسبب ذكرياتنا كجمهور ونقاد، حتى بالنسبة لهؤلاء الصناع الشباب الذين تلقوا صدمة خبرك، لا يجب أن نفصل الخاص عن العام هنا؟

أنا لا أفصله، لكن الأمر أكبر مني، ماذا لو توفيت غدًا؟ هناك أجيال ستأتي بعدي، ومن الممكن أن يكون بعضهم أكثر موهبة مني

·        هل ترى أنك شخصيًا من آخر فيلم حتى الآن، مع الأخذ في الاعتبار التراكمات التي حدثت، هل تعتقد أن هناك تعمدًا شخصيًا لعدم إنتاج مشروع جديد لداوود عبد السيد بسبب مواقفك السياسية؟ 

لا أنظر للأمر بهذا الشكل، حتى لو كان هذا موجودًا، ليس مجرد تعمد شخصي، ليس مجرد تقارير أمنية، قد يكون هذا موجودًا ولا أعرفه، لكن ليس هذا هو العامل الأساسي، لكن هناك ممثلون بالفعل غير مسموح ظهورهم، هذا موجود بالتأكيد

الثقافة هي حرية، فن يعني حرية، أي خدش للحرية لا يدع لك الإمكانية لعمل فن يشبع الناس

·        أتمنى أن تتحسن الأوضاع وأن نرى مشروعًا لك وأن نلتقي بك مرة أخرى

إن شاء الله، وإن كانت لي أمنية أخرى. أريد أيضًا أن أعبر عن امتناني لما أراه على السوشيال ميديا من ردود فعل أشبه بتظاهرة

·        لو كان التظاهر متاحًا لربما كانت تظاهرة حقيقية؟

لا لا، أعرف أنك تتحدث مازحًا، لكني أريد أن يبقى الناس في بيوتهم على أي حال

 

موقع "إضاءات" في

02.01.2022

 
 
 
 
 

داوود عبدالسيد.. بين شعبية «الكيت كات» وعزوف الجمهور عن رمزية «البحث عن سيد مرزوق»

الشيماء أحمد فاروق

مع بداية العام الجديد، أعلن المخرج المصري داوود عبدالسيد في أحد البرامج التلفزيونية اعتزاله العمل في الفن، في قرار أثار جدلا في الأوساط الفنية.

وقال عبدالسيد، أول أمس، في تصريحات تليفزيونية: "ماقدرش أتعامل مع الجمهور الموجود حاليا ونوعية الأفلام التي يفضلها، لأنه يبحث عن التسلية، ومشكلة أفلام التسلية أنها ممولة بشكل كبير، وأفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما، ومن وجهة نظري أن جمهور هذه الأيام لا هم أو اهتمام له لمناقشة القضايا، لكنه يبحث عن التسلية".

لم يكن المشوار مفروشاً بالورود

المخرج داوود عبدالسيد أحد أبناء جيل جديد حاول تغيير شكل السينما المصرية، ونذكر منهم محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة، حاول كل منهم أن يقدم رؤى وأفكار مختلفة، ورغم الهجوم الذي لحقهم أحياناً إلا أنهم استمروا وحققوا نجاحات متنوعة، سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي.

ومن الهجوم الذي لقاه هؤلاء المخرجين عندما أطلق على أعمالهم لقب "أفلام الصراصير"، ويقول الناقد محمود عبدالشكور عن ذلك في كتاب "عين على السينما عين على النقد" لأمير العمري:"المخرج الذي أطلق هذا اللفظ هو الراحل حسام الدين مصطفى، الذي يمثل تياراً أساسياً في السينما المصرية، يمكن أن يسمى تيار مخرجي الأفلام التجارية المتأثرة بشكل خاص إعداداً واقتباساً بالأفلام الأمريكية وتعبير الصراصير أطلقه حسام ارتباطاً بلقطة لصرصار ظهرت في فيلم خان البديع أحلام هند وكاميليا فاعتبر حسام أن الواقعية تظهر القبح وتسيء للبلد، وهذا الحديث ربما كان يخفي انزعاجاً من المنافسة فقد كان مخرجو الأفلام التجارية يعتقدون أن خان ورفاقه سيقدمون فيلماً أو اثنين ثم يختفون ولكنهم فوجئوا بأنهم مستمرون، يقتحمون الصناعة من داخلها وبنفس إمكانياتها ولكنهم يصنعون أفلاما مختلفة تمثل مصر في المهرجانات وتفوز بالجوائز المصرية والأجنبية والخلاف بالأساس مرتبط بالتأثير المكتسح الذي حققه خان ورفاقهما لدرجة أن نجمة مثل فاتن حمامة عملت مع داوود وبشارة ".

إذا وفق ما ذكره عبدالشكور، مر هؤلاء المخرجين بكثير من الأزمات للتعبير عن نفسهم، ومن بينهم داوود عبدالسيد، سواء من داخل صناعة السينما نفسها أو من الجمهور عندنا يتم رفض بعض الأعمال أحياناً دون تحقيق مشاهدة كثيفة، وعلى مدار سنوات قاوم عبدالسيد الضغوط ولحظات اليأس والتعب، واستمر في عمله، وكان يظل سنوات طويلة يبحث عن منتج لعمل من أعماله، على حد قوله في كثير من التصريحات، حتى يعثر على من يتحمس لأفكاره.

بين نجاح الكيت كات ورمزية البحث عن سيد مرزوق:

كما ذكرنا أن سينما داوود عبدالسيد هوجمت أحياناً وأيضاً لم تلق الدعم الإنتاجي أحياناً أخرى ولكنها أيضاً تخبطت بين حب شديد من الجمهور يتزامن مع عزوف آخر، وذلك ما حدث أمام فيلمين مهمين وهما الكيت كات والبحث عن سيد مرزوق، والذي تذكر مواقع الأرشفة السينمائية أنهما من إنتاج عام 1991.

فيلم الكيت كات بطولة محمود عبدالعزيز، وتأليف إبراهيم أصلان وسيناريو وإخراج داوود عبدالسيد، حقق نجاحاً جماهيراً وقت عرضه، وحتى الآن مازال يعرض على شاشة التلفزيون، وحصد عنه الراحل محمود عبدالعزيز جائزة أحسن ممثل منافساً على هذا اللقب نور الشريف وأحمد زكي.

يقول محمود عبدالشكور عن الكيت كاتب: "أتذكر أني ترقبت الفيلم بشغف بعد أن جاءت أخبار الأصدقاء الذين شاهدوا الفيلم في مهرجان الإسكندرية، وأن محمود وداوود عاملين تحفة، انفجر الكيت كات كحدث استثنائي قبل عرضه التجاري وفاز محمود عنه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية بعد منافسة ضارية مع نور وزكي، ونقل وقتها أن نور نفسه قال ما معناه أن محمود عمل دور عمره، بينما قال زكي أن محمود يستحق الأوسكار عن الشيخ حسني، هكذا جاء الكيت كات إلى القاهرة تسبقه سمعته وبعد المشاهدة قلت إن ما قيل أقل كثيراً، وكانت السينما تهتز بالضحكات وكان الشيخ حسني قد حفر اسمه وشخصيته وعباراته إلى الأبد في ذاكرة جمهور السينما، كان الحلم قد طار بالناس مكتسحاً العجز والفشل والقهر وكانت أغنية درجن هي أغنية الموسم كنا نضحك من عجزنا ونحلم مثل الكفيف الظريف بالطيران".

ومن الكيت كات إلى البحث عن سيد مرزوق، وهو من تاليف وإخراج داوود عبدالسيد، وبطولة نور الشريف، وننقل في هذا السياق ما قاله الناقد المغربي الدكتور مجدي شبو، تحت عنوان "دلالات الرمز في فيلم البحث عن سيد مرزوق".

يقول شبو: "يشكل فيلم البحث عن سيد مرزوق علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية وكغيره من عيون الأفام جاء تلقي الجمهور العرض للعمل دون المستوى، وسحب من القاعات السينمائية بعد أسبوع واحد... وإن سحر هذا الفيلم إنما جاء من كونه لا يكشف عن كل خيوطه بمجرد المشاهدة الواحدة وإنما ينبغي تكرار مشاهدته لتفكيك كافة رموزه والوقوف على دلالات أحداثه وخلفيات شخوصه.

حاول شبو كشف البناء السردي للفيلم وإزالة غموضه عبر محاولة تفكيك رموز الفيلم، من خلال بعض الدلالات معتمد في ذلك على حوار الفيلم والارتباط بين الدال والمدلول في سياقه.

بدأ شبو تحليله من البطل يوسف كمال، نور الشريف، والذي يرى أنه رمز للإنسان العادي المنتمي للطبقة الوسطى، المصري العادي الذي يمكن أن يجد فيه أي شخص في المجتمع ذاته، ويحاكم داوود عبدالسيد في شخص يوسف تخلي الطبقة المتوسطة عن الاهتمام بكل ما يتعلق بالشأن العام وانغماسها في الحياة اليومية بتوجيه من السلطة، حيث ظل لسنوات لا يخرج في أي مظاهرة، ولكن خروج يوسف لاكتشاف التغييرات التي طرأت على المجتمع طيلة غيابه لم يكن برغبة مسبقة وإنما جاء عفوياً وبالصدفة عندما ذهب للعمل يوم أجازة".

يقول أيضاً: "عبر الفيلم عن القيود التي تكبل هذه الطبقة، من خلال تكبيل يوسف بالأصفاد التي ربط بها إلى كرسي في قسم الشرطة، إذ ترمز الأصفاد إلى القيود فيما يرمز الكرسي بدلالته اللغوية إلى الاستكانة ويتحقق المعنى بالربط بين الشيئين فتكون القيود سبب استكانة يوسف وغيره من أبناء هذه الطبقة".

بينما جسد سيد مرزوق سحر برجوازية ما قبل الثورة، حيث تتضافر الإيحاءات لتشكل ملامح شخصيته، مثل استخدام كلمة المهراجا، للدلالة على الأصول الاجتماعية الراقية، والفيلم إلى الثروة والوجاهة الاجتماعية معاً، وسيد لم يخسر والده كل ثروته بسبب سياسات التأميم مثل باقي البرجوازيين حيث استبق القرار وأخفى ثروته، ليعود الابن ويستعيد الثورة بعد سياسة الانفتاح، وهو شخصية جذابة وقوي الشخصية، يجسد الزواج المكروه بين السلطة والمال، وحافظ الفيلم على اعتباره بشكل يجعل المتفرج لا يستطيع أن يكرهه فبعد أن يورط يوسف في حادثة سير يكتب له إقراراً بالمسئولية عن الحادث ويمنحه مبلغاً من المال ، ثم يسمح للصعاليك أصدقاءه بنهب محتويات فيلته.

أما سلطة المعرفة ومحدوديتها تمثلت في رمز سليمان شكري الحكيم، سامي مغاوري، وهو كيميائي وخريج كلية العلوم وكان أول من التقاه يوسف كمال في رحلته المثيرة، كان مهموماً وهو يشرح كيف ولدت طفلته بشكل مبكر ناقصة الوزن مما جعلها تحتاج لحضانة مدة شهرين ولانعدام حضانة فارغة في مستشفى حكومي يحتاج لمبلغ كبير لا يتوفر لديه، ولكنه نجح في توفير ظروف طبية مماثلة للحضانة في المسكن، وهنا تجسد انتصار سلطة المعرفة على العوز وقصر ذات اليد.

ويقول شبو إنه كما حاكم الفيلم نكوص الطبقة الوسطى عن الاهتمام بالقضايا المصيرية للوطن حاكم الفيلم سلبية المثقفين في شخص سليمان شكري الحكيم، لأننا نجده يبرر لتصرفات السلطة في أحد الحوارات عندما قال: "السجن اللي إنت كرهته حماية لينا لحد ما يبقى الواقع ممكن التعايش معه وإنت جوه حدودك بتحافظ على نفسك زي الحيوان البحري جوه القوقعة"، وبينما كان سليمان متقوقعا في بيته ظناً أنه يحافظ على نفسه تقتحم قوات المطاردة التي تتعقب يوسف غرفة الحضانة المعقمة بأحذيتها البوليسية لتفسد كل ما بنته سلطة المعرفة.

 

####

 

داوود عبدالسيد:

اعتزلت الإخراج نهائيا ولن أعود لعدم استطاعتي التعامل مع نوعية الجمهور الحالي

مصطفى الجداوي

شهدت الساعات القليلة الماضية، إعلان المخرج داوود عبدالسيد، اعتزاله الإخراج بشكل نهائي، خلال استضافته في أحد البرامج التلفزيونية.

وإليكم أبرز تصريحات داوود عبد السيد:

* شئ منطقي أن يرتبط اسمي بفيلم "الكيت كات" لأنه أكثر أفلامي جماهيرية

* الألقاب الفنية دعاية لا أطيقها وحكمي يكون على موهبة الفنان واختياراته

* الإنتاج والعمل الجيد يروج لنفسه لكنه يحتاج أيضا دعاية جيدة

* أعمالي ليست غامضة ووظيفتي جعل المشاهد يدرك ما يراه

* "مواطن ومخبر وحرامي" من أهم أفلامي والجمهور شاهده من أجل شعبان عبدالرحيم

* شخصية أحمد زكي في أرض الخوف تشبهني

* الجمهور القديم كان صاحب "هموم" ويبحث عنها في الفن لكن رواد السينما الآن يذهبون للتسلية

* جسم الانسان يحمل "جماليات" وأفلامنا ليس بها "عُري"

* اعتزلت الإخراج نهائيا ولن أعود لأني لا أستطيع التعامل مع نوعية الجمهور الحالي

 

####

 

محمد العدل عن اعتزال داوود عبد السيد الفن: قرار سليم

إسراء زكريا

علق المنتج محمد العدل على نبأ اعتزال المخرج الكبير داوود عبد السيد الفن، حيث كتب عبر حسابه على "فيسبوك": "أستاذ داوود عبد السيد.. أفخر بأني عاشرتك وصادقتك واستمتعت بأفكارك.. رغم حزني الشديد على قرارك.. لكن لك كل الحق.. قرارك قرار سليم جدا ويتفق مع المعطيات الموجودة.. خالص تحياتي وحبي وامتناني لشخصك الكريم".

وكان المخرج داوود عبد السيد أعلن فى تصريحات تليفزيونية، أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليا، والتي يبحث عنها من أجل التسلية وليس لمناقشة القضايا التي اعتاد أن يطرحها في أعماله.

وأكد أن أفلام التسلية تحتاج إلى تمويل بشكل كبير في حين أنه يفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما.

وأشار إلى أن الجمهور سابقا كان لديه هموم واهتمامات، والسينما كانت تخاطب تلك الاهتمامات بخلاف ما يحدث على الساحة في الوقت الحالي.

 

####

 

طارق الشناوي لـ«الشروق» عن اعتزال داوود عبدالسيد:

قصد لفت الانتباه وسيتراجع حال تغير الأوضاع

مصطفى الجداوي

الجمهور متعدد الاذواق.. و"الكيت كات" كسر الدنيا بالأرقام

صرح المخرج داوود عبدالسيد، بأن اختلاف نوعية الجمهور الحالي عن طبيعة الأعمال الفنية التي يقدمها وراء تفكيره في الاعتزال، وأنه أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًا؛ لأنه يبحث عن التسلية وليس مناقشة القضايا.

وأثارت تصريحات داوود عبد السيد، الكثير من الجدل والدهشة حول موقفه وقراره المفاجئ باعتزال الإخراج الفني والسينمائي.

وقال الناقد طارق الشناوي، إنه يرى أن المخرج داوود عبدالسيد، كان يقصد أن فكرة تحميل الجمهور هو تحميل للإنتاج، لأن المنتج غالبا عندما يعرض عليه الفكرة يبدأ في التفكير في الجمهور، أو ما يعتقد أنه الجمهور، فيقوم برفض الفكرة أو لا يتحمس لها حماسا كافيا، لإحساسه أنها مرفوضة جماهيريا.

وأضاف "الشناوي" في تصريحات خاصة لـ"الشروق": أنه يرى أن المشكلة إنتاجية وليست في الجمهور، والمعنى الذي قصده داوود هو لفت الأنظار والانتباه حول أن هناك مشكلة كبيرة، فدائما المشروعات التي يكون فيها سينما، وتكون خارج التيار تلفظها شركات الإنتاج خوفا من الجمهور، لكن هذا ظلم للجمهور أو قراءة خاطئة للجمهور.

وأكد الشناوي، أن الجمهور متعدد الأذواق، كما أن داوود نفسه عندما قدم فيلم "الكيت كات" كسر الدنيا بالأرقام، وأصبح واحدا من أهم الأفلام المصرية طوال التاريخ، وأنه حقق نجاحا جماهيريا وليس نجاحا في المهرجانات الفنية أو داخل أوساط النقاد.

وبالرغم من نجاح بعض أعماله جماهيريا، أكد أن داوود من الأسماء التي يقبل الجمهور على أعمالها، وهؤلاء قليلون في السينما، فهناك جمهور يذهب للسينما من أجل فيلم لداوود، فهو مخرج له شباك، وبالتالي له جمهور، مشيرا أنها "رسالة أنا" متجاوزة لكل ما قاله داوود، ومتجاوزة المفردات التي عبر بها عن الموقف نفسه.

وتابع: "أرى أنه يريد أن يحرك شيئا في الدولة، وأتمنى أن تتحرك الدولة وتوجه اهتماما أكثر بصناعة السينما، مؤكدا أن داوود سيعود للإخراج حال تغير الأوضاع الحالية للأفضل.

 

####

 

ماجدة موريس عن اعتزال داوود عبد السيد:

قال الحقيقة حول انجذاب الجمهور لأفلام التسلية

مصطفى الجداوي

من حقه أن يغضب ويقرر الاعتزال.. وسيتراجع عن قراره حال تغير الأوضاع

أثارت تصريحات المخرج داوود عبدالسيد، ان نوعية الجمهور الحالي وراء تفكيره في الاعتزال، وأنه أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًا لأنه يبحث عن التسلية وليس مناقشة القضايا.

قالت ماجدة موريس، إن تصريح داوود عبدالسيد بشأن اعتزاله لا يعتبر اتهاما للجمهور، بل هي الحقيقة لأن الجمهور حاليا أصبح ينجذب نحو أفلام التسلية ويترك الأعمال المهتمة بمناقشة القضايا، فالناس تحب التسلية وهذا صحيح، وأغلب الجمهور يفضل الذهاب لمشاهدة الأفلام الذي يتسلى فيها "ويفرفش"، لذلك تحقق أفلام الأعياد أعلى إيرادات، لأن الناس ترى أنها ذاهبة للسينما من أجل أن ترفه عن نفسها "وتفرفش" في العيد.

وأضافت "موريس" في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن المفهوم العام للسينما أنها وسيلة ترفيه، لكن ما بعد ذلك في الثقافة العامة أن السينما فيها ترفيه ولكن فيها تفكير وثقافة وفكر، وبالتالي هذه هي الأفلام التي يبقى فيها إبداع أعلى لكنه يحتاج لتلقي باهتمام أكبر ونوع من الثقافة من المتلقي، والأفلام دي لأنها مبتجبش السهلة لا تجتذب جمهور أكبر من الأفلام التانية الأسهل بكتير، وبالتالي مبتجبش إيرادات، تكفي دايما أو إيرادات تخلي المنتجين وخصوصا القطاع الخاص يقبلوا على إنتاجها بعد كده.

وأشارت ماجدة موريس، أن أفلام داوود عبدالسيد، من هذه النوعية، وطبعا هناك أفلام أخرى لمخرجين آخرين، المشكلة هنا أن هذه الأفلام التي تجعل المنتج الخاص يقبل عليها لأنها ليست سهلة وبالتالي لا يدعمها، ولا ينتجها بعد ذلك، خصوصا أن الدولة لم تعد تنتج في مصر لأنه لا يوجد قطاع عام نهائي مشارك في الانتاج، وبالتالي عندما نجد مخرج كبير مثل داوود يظل كل 7 سنين لكي يخرج فيلم، يكون هذا حقه أنه يغضب ومن حقه أنه يقرر اعلان اعتزاله، والمناخ العام إذا تغير ممكن يعود داوود للعمل مرة أخرى.

 

####

 

المخرجة هالة خليل عن اعتزال داود عبد السيد:

انقذوا السينما الجميلة

إسراء زكريا

علقت المخرجة هالة خليل على نبأ اعتزال المخرج الكبير داود عبد السيد الفن نهائيا.

وكتبت عبر حسابها على فيسبوك: "الأستاذ يقرر الاعتزال لأنه غير راض عن الأحوال.. اعتزال المخرج داود عبد السيد.. انقذوا السينما الجميلة".

وأعلن المخرج داود عبد السيد في تصريحات تليفزيونية، أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليا، والتي يبحث عنها من أجل التسلية وليس لمناقشة القضايا التي اعتاد أن يطرحها في أعماله.

وأكد أن أفلام التسلية تحتاج إلى تمويل بشكل كبير في حين أنه يفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما.

وأشار إلى أن الجمهور سابقا كان لديه هموم واهتمامات، والسينما كانت تخاطب تلك الاهتمامات بخلاف ما يحدث على الساحة في الوقت الحالي.

 

####

 

أمير رمسيس عن اعتزال داود عبد السيد:

فقدنا شيئا من طعم السينما كما أحببناها

إسراء زكريا

علق المخرج أمير رمسيس على نبأ اعتزال المخرج الكبير داود عبد السيد الفن نهائيا.

وكتب عبر حسابه على فيسبوك: "مؤلم قرار أستاذ داود بالاعتزال.. فقدنا شئ من طعم السينما كما أحببناها".

وأعلن المخرج داود عبد السيد في تصريحات تليفزيونية، أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليا، والتي يبحث عنها من أجل التسلية وليس لمناقشة القضايا التي اعتاد أن يطرحها في أعماله.

وأكد أن أفلام التسلية تحتاج إلى تمويل بشكل كبير في حين أنه يفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما.

وأشار إلى أن الجمهور سابقا كان لديه هموم واهتمامات، والسينما كانت تخاطب تلك الاهتمامات بخلاف ما يحدث على الساحة في الوقت الحالي.

 

الشروق المصرية في

02.01.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004