ملفات خاصة

 
 
 

السجون نماذج مصغرة من المجتمعات العربية في فيلم "شرف"

حنان مبروك

أيام قرطاج السينمائية

الدورة الثالثة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

تحويل الرواية إلى فيلم يفقدها الكثير من جماليتها ولا يقدم إضافة سينمائية.

أفلام السجون ليست أفلاما جديدة بل تعود إلى عقود خلت، لكن الجديد فيها أن كل مخرج يحاول تطويع عالم السجون لتصوير نظرته الذاتية للأنظمة السياسية والظواهر الاجتماعية. وهو باختياره السجن كإطار مكاني رئيسي ووحيد للأحداث يضع نفسه في تحدّ صعب ومقارنات عديدة فما بالك إن كان الفيلم مقتبسا من عمل روائي سبق أن حاز إشادة واسعة لاهتمامه بأدب السجون.

قبل نحو ستة وعشرين عاما، رأت “شرف” رواية المؤلف المصري الشهير صنع الله إبراهيم النور، لتلفت الانتباه إلى تحليله العميق لواقع السجون العربية، حتى أنه تم تصنيفها كثالث أحسن رواية في قائمة أفضل مئة رواية عربية، وفيها يراوح الكاتب بين عالم السجون المتخيل والمعاش، حيث كان سجين رأي لفترات متباعدة ومتكررة.

لا شيء تغيّر

بعد عقدين من الزمن، اختار المخرج المصري سمير نصر أن يعيد الاشتغال على الرواية، وتحديدا على جزء منها، ويقدمه في معالجة سينمائية روائية شاركه في صياغتها مؤلف الرواية، ولم يكتف الثنائي بالتنويه بأن فيلم “شرف” هو مقتبس من الرواية، بل أكد أنه دعوة لعيش الحياة والالتفات إلى الواقع الذي يستحق العيش والنقد والتحليل أكثر من عالم الخيال الروائي.

ويقوم ببطولة فيلم “شرف” الممثلون أحمد المنيراوي، فادي أبي سمرة، خالد هويسة، رضا بوقديدة، توفيق البحري، وآخرون، لكن عامة فإن طاقم التمثيل من تونس ومصر ولبنان وفلسطين.

تطلب إنجاز الفيلم من مخرجه سمير نصر، الاشتغال عليه لمدة سبع سنوات، حيث لم يجد منتجا يؤمن بأهمية العمل السينمائي إلا بعد جهد وعناء مكناه أخيرا من أن ينتج فيلما سينمائيا، يقول عنه هو إنه ليس اقتباسا حرفيا لرواية صنع الله إبراهيم، في حين يبدو مقاربا لها حد التطابق.

وتناول سمير نصر خلال الفيلم، صعوبة الحياة وراء القضبان من خلال قصة شرف، الشاب الذي يدخل السجن بعد جريمة دفاع عن النفس. وفي رحلة شرف داخل السجن يكتشف طبيعة شخصيته، اضطراباته، مخاوفه، كما يكتشف الآخر باعتباره صورة مصغرة عن المجتمع، ويتعامل مع السجن بصفته نموذجا من الواقع بكل تجلياته.

ولا يبتعد الفيلم بالفعل عن الرواية، بل هو إعادة إحياء لها في ذاكرة القراء، قد يستفزهم الفيلم للبحث عنها وقراءتها.

وفي الفيلم كما في الرواية، يحضر أشرف عبدالعزيز سليمان أو “شرف“، بطل الفيلم الذي هو شاب في أوائل العشرين من عمره، من أسرة من الطبقة المتوسطة التي شوهت حياتها بعوامل الانفتاح الاقتصادي ونظام السوق الحرة والخصخصة والعولمة والسياسات النيوليبرالية، يحمله دفاعه عن شرفه إلى السجن في جريمة قتل، وهناك يكتشف عالم الفساد والرشاوى وأنواع انتهاك الحقوق البشرية.

يمثل عالم شرف في السجن مرآة عاكسة للدنيا في الخارج المتوزعة بين طبقات مالكة وغير مالكة، حيث تتحكم الرشوة والمحسوبية في الحياة، إذ ينتقل من العنبر الشعبي المضطهد إلى العنبر الملكي أين يعيش المفكرون والأغنياء وأصحاب الجاه من المحكومين، وهناك يتعرف الشاب الساذج على مفكر وباحث، إنه الدكتور “رمزي” (فادي أبي سمرة) الذي حملته أفكاره المنددة بتجاوزات الشركات العالمية المتخصصة في الأدوية وتجاربها غير القانونية على البشر، إلى السجن المؤبد، في قضية كيدية محكمة التنفيذ، فيحاول أن يكون صوت المظلومين والمقهورين، وصوت الحق والحقيقة، لينير بصائر المساجين ويطور وعيهم بمجريات الأحداث من حولهم.

ويحافظ الفيلم على صورة البطل الإشكالي، وعلى العقدة منذ البداية، حيث يبدأ بمشهد دخول البطل صاحب المشكلة مجهولة التفاصيل إلى السجن، لتتصاعد العقدة تدريجيا على أن تتفكك في آخر مشهد حيث يختار شرف الذي دخل السجن دفاعا عن شرفه أن يفرط فيه مقابل أن يعيش داخل السجن في مستوى جيد، وهو في حقيقة الأمر انعكاس لـ”سجن الحياة” الذي قد يجبر الإنسان على أن يضحي بكل قيمه ومبادئه ليضمن له حياة مرفهة.

ويظل البطل الإشكالي طوال الفيلم شخصية مركزية للأحداث داخل السجن، الذي يبدو كخلفية مثالية تعرض للمشاهد مواضيع الفساد والنفاق والإحباط الجنسي والبلطجة والتعصب الديني والشعوذة دون أي بصيص من نور أو أمل في شخصية إيجابية كنموذج يخلق التوازن في السجن وفي الحياة وفي الفيلم عدا شخصية الدكتور رمزي.

كما يتخلى المخرج سمير نصر في الفيلم عن صورة البطل الإيجابي، ليصدم المشاهد بصورة غير متوقعة لكنها الأقرب للواقع المعاش في العالم العربي، فالحالة الإيجابية لم تعد مقبولة في الأعمال الفنية كما في الواقع الذي تسيطر عليه الحروب والنزاعات والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

معالجة سطحية

◙ نموذج لم يتغير عن الدكتاتوريات العربية

رغم أن الممثلين المشاركين في الفيلم وفي مقدمتهم البطلان شرف ورمزي (أحمد المنيراوي وفادي أبي سمرة) أبديا قدرات كبيرة على التمثيل وتمكنا من أدواتهما ومواهبهما، مع الأخذ في الاعتبار أن المنيراوي يمثل أول دور في مسيرته، إلا أن الفيلم جاء أقرب إلى المعالجة السطحية والبسيطة جدا للرواية، فهو داخل سجن ككل السجون العربية، لا جديد فيه، ولا جديد يقدمه، ورغم ذلك فاز بجائزة أفضل ديكور في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية.

وأغلب الممثلين الناطقين بلهجات غير لهجاتهم الأصلية هم إما أتقنوا اللهجة وتناسوا جودة الأداء التمثيلي أو كان تمكنهم من اللهجة مضطربا في حين جاء أداؤهم التمثيلي مقبولا. كما أن شخصيات الفيلم كانت في مجملها مصرية وتونسية وجزائرية ولبنانية، وبرر المخرج ذلك بأنه يريد من الفيلم الحديث عن العالم العربي. لكن ألم يسأل نفسه هل أن “الهم” والظلم والسجون والأنظمة الاستبدادية والرأسمالية لا مكان لها من الرقعة الجغرافية العربية إلا هذه الدول والآخرون ينعمون في جنات من الديمقراطية؟

ولم يغادر المخرج أسوار السجن، بل سجن المشاهد والأبطال داخله، وحتى سردهم لخلفياتهم الاجتماعية ودوافعهم الإجرامية، جاء على شكل حكايات ذاتية، لم يعتمد فيها المخرج تقنيات أخرى قد تضفي البعض من الجمالية على الفيلم، كتقنية السرد الاسترجاعي أو الفلاش باك التي سبق أن اعتمدها صنع الله إبراهيم في الرواية وكانت تأكيدا على تمكن الكاتب من السرد وقدرته الكبيرة على التحكم في تقنياته.

وبالنظر إلى سيناريو الفيلم، فهو شديد التماسك والترابط والوضوح، وربما يعود ذلك بنسبة كبيرة إلى مشاركة صنع الله إبراهيم في كتابته، وهو العالم بروايته وتفاصيلها وعوالم شخصياته، فهو “خالقهم”، وهو القادر على توجيه المخرج فكرا وكتابة نحو التمسك بخيط الأحداث المترابط وبالنص والحوار والرسائل المراد نقلها للمتفرج.

الفيلم جاء أقرب إلى المعالجة السطحية لرواية “شرف”، فهو داخل سجن ككل السجون العربية، لا جديد فيه، ولا جديد يقدمه

ورواية “شرف” هي رواية مهمة وهي من أيقونات الأدب العربي، وصنع الله إبراهيم كان فيها راويا متمكنا من سرد التفاصيل الدقيقة بقدرة كبيرة على شد انتباه القارئ وإقناعه وكسب وده وتعاطفه، لكن المعالجة السينمائية هي التي جاءت مضطربة، تبدو أقرب إلى معالجة فيلمية لموضوع السجون في سنوات السبعينات والثمانينات حين انتشرت “سينما السجون” عربيا وعالميا، متزامنة مع حركة القومية العربية ورغبة الشعوب في التحرر والتغيير وما صاحبها من خطاب ثوري عروبي يكره الأنظمة السياسية بما فيها الملكية وينتفض انتصارا للشعب ضد الرأسمالية الجشعة.

والرواية تعدّ واقعية جدا من حيث مواضيعها، فكل ما تتعامل به مأخوذ مباشرة من المجتمع المصري على أساس الحقائق المتواجدة في الحياة اليومية، وتحويلها إلى فيلم روائي واقعي عن حقائق المجتمع العربي ينفي كل أوجه الاختلاف ويجعل المجتمعات العربية شديدة التطابق.

صنع الله الذي شارك في كتابة الفيلم، يبدو أنه لم يتخلص بعد من زمن “سجنه” وزمن كتابة الرواية أو هو بالفعل زمن لم ينته من التأثير في الواقع العربي المشترك، أو هو ربما أيضا أثر في مخرج الفيلم، الذي لم يستطع الإفلات بعمله من شعارات كانت ترددها الشعوب العربية في الماضي وظلت ترددها لسنوات، وهي شعارات صارت اليوم “كليشيهات” مكررة لا تقدم الجديد في المشهد السينمائي.

حاولنا خلال هذا العمل أن نربط بين معرفة الأستاذ صنع الله بالتفاصيل وخبرته الواسعة في الحياة داخل السجن، وبين رؤيتي عن كيفية تكثيف هذه الرواية الملحمية في شكل سينمائي قوى ومحكم”، هذا ما يؤكده مخرج الفيلم سمير نصر، لكنه حقيقة لم يقدم الجديد ولم ينجز فيلما برسالة عميقة أو جديدة وإنما هو أشبه بأفلام كثيرة تناولت عالم السجون العربية.

صحافية تونسية

 

####

 

فيلم عن الاستعمار البريطاني لزنجبار يفوز بجائزة قرطاج السينمائي

المهرجان سلط الضوء على السينما الفلسطينية من خلال عرض نحو عشرة أفلام أُنتجت منذ العام 1969.

تونساختتمت الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية فعالياتها بالإعلان عن جوائز المسابقات الرسمية للمهرجان.

وفاز الفيلم التنزاني “الثوار” للمخرج أميل شيفجي بالتانيت الذهبي، كبرى جوائز مهرجان أيام قرطاج السينمائية، عن فئة الأفلام الروائية الطويلة.

ويتناول “الثوار” أجواء الحب والسياسة خلال الأعوام الأخيرة من الاستعمار البريطاني لزنجبار.

وأسند التانيت الفضي لفيلم “تحت الشجرة” للتونسية أريج السحيري، وهو فيلم يصور حياة أهالي المناطق التونسية الداخلية وتحديدا العاملين في مجال الزراعة وما يتصل بها من عادات وتقاليد ومستويات مختلفة في التفكير والحب والحياة، في حين ذهب التانيت البرونزي لفيلم “شرف” إلى المخرج سمير نصر، وهو فيلم يروي الحياة داخل السجون.

"الثوار" فيلم يتناول أجواء الحب والسياسة خلال الأعوام الأخيرة من الاستعمار البريطاني لزنجبار

وفيما يخص الأفلام الروائية القصيرة أسندت لجنة التحكيم برئاسة المخرج عبدالرحمن تازي التانيت الذهبي لفيلم “فلسطين 87” لبلال الخطيب (فلسطين)، والتانيت الفضي لفيلم بيرجي لديان ويس (جنوب أفريقيا)، وفاز بالتانيت البرونزي فيلم “استل” لرمتا تولاي سي (السنغال).

وقد أسندت لجنة تحكيم مسابقة قرطاج أسبوع النقاد برئاسة الناقد والمخرج سارج توبيانا جائزتها لفيلم “الحياة جيدة معي، (film la vie me va bien) للمخرج المغربي الهادي أولاد محند.

فيما أسندت لجنة تحكيم مسابقة السينما الواعدة برئاسة المخرج السعودي فيصل بالطيور جائزتها لفيلم “ايبوندا” للمخرجة بيران صومبوو من جمهورية أفريقيا الوسطى.

كما نوهت لجنة التحكيم بفيلمين هما “الكرة” للمخرج العراقي عدي عبدالكاظم السعدي و”أديسوس” للمخرج التونسي أمير الحاج صالح.

وقد أسندت لجنة التحكيم التي يرأسها سامي ياسين التركي جائزة لينا بن مهني لحقوق الإنسان لفيلم “بطاطا” للمخرجة اللبنانية نورا كيفوركيان.

وفيما يخص الأفلام الوثائقية القصيرة أسندت لجنة التحكيم برئاسة ماري كليمنس أندريمنتا التانيت الذهبي لفيلم “الناس اللي فوق” لفراس محمد من سوريا، والتانيت الفضي لفيلم “ترامادول” لأدوم موسى ومورجان ويرتس (النيجر / تونس)، والتانيت البرونزي لفيلم “5.1” لسارة بن سعود (تونس).

كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم “إدريس” للمخرج المصري أمير شناوي.

وبالنسبة إلى الأفلام الوثائقية الطويلة أسندت اللجنة ذاتها التانيت الذهبي لفيلم “بطاطا” لنورا كيفوركيان (لبنان) والتانيت الفضي لفيلم “نحن الطلبة” لرفيقي فريالا (جمهورية أفريقيا الوسطى) والتانيت البرونزي لفيلم “حارس العوالم” لليلى الشايبي (تونس).

كما نوهت اللجنة بفيلمين هما “المنطقة ” لتوفونياينا راسوانافو ولوك رزاناجوانا (مدغشقر) و”رخصة علاج” للمخرج التونسي لهيفل بن يوسف.

وتحصل الفيلم الروائي الطويل “الطريق” للمخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد على جائزة الجمهور التي تعد من أهم خصوصيات مهرجان أيام قرطاج السينمائية.

وآلت جائزة أفضل سيناريو إلى فيلم “شرف” وهو سيناريو مشترك بين سمير نصر وصنع الله إبراهيم، وجائزة أفضل ديكور إلى خليل خويا عن نفس الفيلم وجائزة أفضل مونتاج إلى نادية بن رشيد عن فيلم “أنظر إلى النجوم” لديفيد قسطنطين (موريشيوس)، أما جائزة أفضل صورة فكانت من نصيب فيلم “الثوار” لأميل شيفجي من تنزانيا.

وحاز جائزة أفضل موسيقى كمال كمال عن موسيقى فيلم “العبد” للمخرج المغربي جوهر عبدالإله، وجائزة أفضل أداء رجالي للممثل للسوري موفق الأحمد عن دوره في فيلم “الطريق”، وأفضل أداء نسائي للممثلة نيغاسيلي باري عن دورها في فيلم “جروح الطفولة” (السينغال).

وقد تم إسناد جائزة الطاهرة شريعة وجائزة “تي في 5 موند” للفيلم الروائي الطويل “حياة ما بعد ” لأنيس جعاد.

وفازت هذه الأفلام من مجموع 170 فيلماً عرضت خلال الحدث الذي امتد حتى الخامس من نوفمبر، في اثنين وعشرين قاعة سينما في تونس العاصمة ومدن أخرى، بمعدل 60 عرضاً كل يوم في إطار المهرجان السينمائي الأفريقي الأعرق الذي انطلق عام 1966 واستحال موعداً سنوياً منذ 2014.

ومثلت الأفلام نحو أربعين بلداً عربياً وأفريقياً، بينها السعودية، ضيفة شرف المهرجان هذا العام مع أربعة أعمال سينمائية. وسلط المهرجان الضوء على السينما الفلسطينية، من خلال عرض نحو عشرة أفلام أُنتجت منذ العام 1969 وتساهم في “تخليد نضالات الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل استرداد وطنه”، حسب إدارة المهرجان.

 

العرب اللندنية في

07.11.2022

 
 
 
 
 

البساط الأحمر في أيام قرطاج السينمائية يثير الجدل

تونس/ محمد معمري

على الرغم من أن الدورة الـ33 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية أُسْدِل الستار على فعالياتها السبت الماضي، فإن الجدل حولها لا يزالُ متواصلاً، وتحديداً حول ما حصل أثناء مرور النجوم والوجوه التي لا علاقة بالسينما على البساط الأحمر.

ووصل الجدل إلى قصر قرطاج حيث استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد، مساء الإثنين، وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي. واعتبر سعيّد أن "أيام قرطاج السينمائية وما شابها من ممارسات، انحرفت عن الأهداف التي أنشئت من أجلها"، وفق بيان صادر عن الرئاسة التونسية. وهو ما يترجم حالة الرفض التي عبر عنها بعض التونسيين حول فقدان الفعالية لهويتها وسقوطها في فخ التظاهرات التجارية الاستعراضية، بعد إدخال تقليد المرور على السجاد الأحمر منذ دورة عام 2009.

وزيرة الشؤون الثقافية، وبعد لقائها سعيّد، سارعت إلى القيام بلقاء صحافي مع التلفزيون الرسمي التونسي، أعلنت فيه عن رفضها ظاهرة المرور على السجاد الأحمر، وما شابها من تجاوزات. وقالت إنها فشلت في إلغائها في الدورة الأخيرة بسبب إصرار المعلنين التجاريين،  وهمشركاء أيام قرطاج السينمائية، على الحفاظ على هذا التقليد، لما يخلقه سنوياً من جدل في منصات التواصل الاجتماعي، وتناقل صور النجوم مع العلامات التجارية لمؤسساتهم.

الجديد في لقاء الوزيرة إعلانها أن أيام قرطاج السينمائية ستصبح تظاهرة ثقافية تنظم كل سنتين، مثلما كانت قبل أن تصبح موعداً سنوياً.

وأثار قرار الوزيرة بتغيير دورية المهرجان ردود فعل رافضة، إذْ وصفه الناقد السينمائي، خميس الخياطي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّه "غير مقبول"، وقد يؤدي إلى القضاء النهائي على المهرجان، رغم إقراره بأن الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية شابها بعض النقائص. لكن الأهم بالنسبة له هو الحفاظ على المهرجان الذي انطلق عام 1966.

 

العربي الجديد اللندنية في

08.11.2022

 
 
 
 
 

رسمياً من العام المقبل: «أيام قرطاج السينمائية» ستُنظّم مرّة كل سنتين

تونس ـ «سينماتوغراف»

أعلنت وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط القرمازي، مساء أمس الاثنين الـ 7 من نوفمبر 2022، أن أيام قرطاج السينمائية ستصبح مرّة كل سنتين، مشيرة إلى أن هذه الفعالية ليست مهرجاناً وإنما أياماً ثقافية، وفق تقديرها.

وأشارت القرمازي إلى أن سلطة الإشراف قررت العودة إلى تجربة ما قبل سنة 2014 حيث ستكون الدورات  القادمة كل سنتين، موضحة “سنة نقيم فيها المهرجان وسنة للتحضير”.

وفي سياق متصل، انتقدت الوزيرة السجاد الأحمر والجدل المصاحب له، قائلة “أنا غير راضية عن السجاد الأحمر وأرفض هذه البدعة التي تم العمل بها منذ 2009 لكنها حادت عن طريقها”، وفق تعبيرها.

وتابعت الوزيرة في السياق ذاته : “للأسف أيام قرطاج السينمائية ارتبطت بمستشهرين تمسّكوا بالسجاد الأحمر ورغم رغبتي في إزالته لم أستطع فعل ذلك”، مشيرة إلى أن ذلك يجب أن يكون حكراً على الفنانين وليس متاحا لمن “هبّ ودب”، حسب تقييمها.

وكان رئيس الجمهورية التونسي، قيس سعيد، قد أثار لدى لقائه مساء أمس الإثنين، بوزيرة الثقافة، عدداً من المواضيع المتصلة بميدان الثقافة، ومن بينها أيام قرطاج السينمائية، منتقداً ما شاب هذه التظاهرة في دورتها الأخيرة “من ممارسات حادت بها عن الأهداف التي أنشئت من أجلها”، وفق ما نقله بيان إعلامي أصدرته الرئاسة.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.11.2022

 
 
 
 
 

أهواك أغنية الثورة في فيلم من تنزانيا

صفاء الليثي

في أروع استخدام ممكن لأغنية حب مصرية شهيرة أسمع النغمات الأولى لأغنية أهواك ويستمر اللحن على منشورات حمراء تسقط من أعلى في حركة بطيئة بعد أن اتضحت معالم الفيلم " وطيس الحرب " أو الثوار بعنوان آخر المشارك المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية رقم 33 وإن مر عليها 56 عاما تحتفي ابتداء بإفريقيا اسمها القديم وبأفلام عربية وخاصة من البلدان المغاربية الجزائر والمغرب وتونس بالطبع. مع تواجد لسوريا ومصر ولبنان والعراق في المسابقات، وتكريم خاص للسينما الفلسطينية وضيف شرف الدورة السينما السعودية. أعود الى فيلم تنزانيا صاحب شريط الصوت الساحر فبالإضافة إلى أهواك يأتينا صوت صباح بأغنية غير شائعة وفي العناوين سنقرأ اسم أمين بوحافة لموسيقى الفيلم، وهو مؤلف موسيقي عربي لامع، سنسمع أغنيات باللغة السواحيلي في بارات نشرها الاستعمار كما أنشأ السكك الحديدية وغيرها من مظاهر التمدين التي يعددها القائد الانجليزي وهو يحقق مع الثائر دنجو،يقول له ستخسر بلدكم كل هذا فيرد دنجو وستخسرون أنتم ما تنهبونه من ثرواتنا. الفيلم مقتبس من رواية آدم شافي السواحيلية ظهرت بالفيلم قصة رومانسية عن ثورة تحرر زنزبار بداية من الخمسينيات اختار لها المخرج اميل شيفجي هذا القالب الرومانسي بعرضه قصة حب بين مهاجرة هندية والثائر الشاب الذي يوصف بالشيوعي. هنا تلتقي ياسمين الهندية بدينج المنغمس بعمق في النضال من أجل الاستقلال ضد الحكم البريطاني ، هو مشغول بترجمة وتوزيع الدعاية السوفيتية. تنجذب نحو مُثله العليا عن الاستقلال وهي الحرة التي ثارت على زواج مرتب. حين يعتقل دينجتصبح ياسمين جزءا من النضال الأكبر لتحرير تنزانيا. اللون الأحمر يستخدم بشكل رمزي عنوانا للثورة والتحرر ، تتحرك ياسمين بشالها الأحمر وتبطء الكاميرا لتعبر عن لحظة التقاء الروحين الثائرين دنجو وياسمين.

الإضاءة ليلية طوال الوقت ومشهد يتكرر لإناره فوانيس الشارع براكب دراجة يفصل المشهد بين الوحدات المشهدية للفيلم الذي أجاد فيه مخرجة تسكين الممثلين في أدوارهم، كما أجاد في ايجاز التعبير عن الثورة والتركيز على الحلم الرومانسي للتحرر الوطني يدعمه بشريط صوت عالمي غير محصور في ثقافة بعينها.

سنترك الماضي مع وطيس الحرب ونذهب إلى حاضر الجزائر وعمل يغطي قضايانا العربية السائدة من استغلال النساء والتحرش بهن، إلى عمالة الأطفال مبكرا في غياب الأب بالموت أو سوء الخلق، تحرك المخرج الجزائري أنيس دجاد بأول فيلم روائي طويل له "الحياة بعد" في ثلاثة مناطق، انطلق في الأول من الريف ولما ضاق العيش بالأرملة وابنها الصبي تنتقل إلى العاصمة وهناك يصعب حتى العيش في العشوائيات ويتم استغلالها من زوج صديقتها ومن رأسمالي عفن فتكاد تقتله لتهرب ثالثا حيث الساحل القريب من أسبانيا ورجل وحيد أخفق في تكوين حياة بالغرب فعاد وحيدا ورغب في أن يتزوجها، الابن المراهق يدخل مغامرات عدة تنتهي بموته وهو يحاول الهجرة إلى الشمال بقارب صاحب المكان، تعود الأرملة لتبقى بجوار قبر رجليها الزوج والابن مع حزنها وحياتها التي توقفت برحيلهما. بانوراما تلخص الجزائر وقسوة الحياة على النساء خاصة رغم كونه عمله الطويل الأول يتميز الفيلم بمستوى عال من التعبير السينمائي ومن أداء ممتاز لكل شخصيات العمل الذي قدمه بعد ثلاثة أفلام قصيرة ناجحة. وسيأخذنا عبد اللطيف عبد الحميد إلى الطريق مع عمل ينتسب إليه باستخدام المجاز والتكرار عبر طريق يمر على بيت الجد الذي يرمز إلى قيم ماض جميل وتنشئته لحفيده المرفوض من المدرسة النظامية ليعلمه متخذا من تاريخ إديسون مثالا يحتذى، أسلوب السخرية المرة التي عرف بها المخرج السوري الكبير ممتزجا بالانتصار للقيم العليا عوامل جذب لجمهور قرطاج الذي تجاوب مع الفيلم في كل عروضه والتي صحبها الناقد السوري علي العقباني الذي قرأ رسالة من عبد اللطيف عبد الحميد يعتذر فيها عن عدم الحضور نظرا لخوضه عملية جراحية دقيقة في القلب. تعب القلب ومازال نابضا بمحبة تجاه الناس والوطن.

تواصل السينما الإفريقية تواجدها القوي بقرطاج عبر فيلم المنفي من السنغال للمخرج موسى سين أبسا الذي يقدم عملا خصبا يستخدم فيه ما يشبه الجوقة اليونانية بتجلياتها الإفريقية مع العديد والرقص تعليقا على أحداث دامية تمر عبر الموروث وصية بزواج يفرض على المرأة، ومأساة اغتصاب فتاة بالكاد تعدت الطفولة، والحكم بالنفي على المغتصب الذي لن يفلت من عقاب الضحية حماية لابنتها التي ربتها بمفردها . عمل كبير وان أدهشني تقديم المخرج موسى سيني عبسة ما يشبه التلخيص لكل الفيلم من البطلة التي نجحت في العبور بابنتها من مأساة كان يمكن أن تتكرر معها.

لا يمكن أن أنسى في هذه البانوراما لأفلام المسابقة الرسمية الفيلم التونسي "تحت الأشجار" الذي شاركت مخرجته بنصف شهر المخرجين في كان الأخير، عمل يتميز بأسلوب يحاكي السينما التسجيلية وجهت فيه المخرجة الشابة أريج سحيري فتيات عملات بالحقول لتقدم دراما واقعية عن أحوالهن، تفكيرهن بالحب والعلاقة مع الشباب، معاركهن ومعاركهم الصغيرة والتنافس في نيل رضا الحبيب. شعرت بأن المخرجة اشتغلت على فكرة الارتجال دون أن تقيد شخوصها بحوار مكتوب مسبقا، التقطت ما يميز كل منهم حتى السيدة الناضجة التي انطلقت تغني بدا وكأن هذا حدث عفوي استغلته المخرجة لتعمق فيلمها، لولا قدر من الإطالة شاب بعض الفقرات لاستحق جائزة النقاد الوحيدة ولكني انحزت إلى الثوار من تنزانيا الذي يؤكد على تلاحم فكرة الرومانسية سواء في الثورة أو في الحب، في الحرب أو الحياة.

نشر بجريدة القاهرة الثلاثاء 8 نوفمبر 2022 رئيس التحرير زين العابدين خيري .ملحوظة: نظرا لطبيعة النشر أرسلت المقال يوم 2 نوفمبر قبل مشاهدة الفيلم المصري وعدد آخر من الأفلام وكتبت تنزانيا بدلا من زنزبار وهي جنسية مخرج العمل الذي يحسب كفيلم من تنزانيا نسبة لجنسية مخرجه. .

 

جريدة القاهرة في

08.11.2022

 
 
 
 
 

أفضل عمل أول وجائزة تي في موند وجائزة الجامعة الإفريقية للنقد

فيلم "الحياة ما بعد" يحصد ثلاث جوائز في أيام قرطاج السينمائية

شيماء صافي

إيلافحصد الفيلم الروائي الحياة ما بعد للمخرج أنيس جعاد ثلاث جوائز ضمن فعاليات النسخة 33 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، ونال الفيلم جائزة العمل الاول "الطاهر شريعة" وجائزة تي في 5 موند، إلى جانب جائزة الجامعة الإفريقية للنقد التي تمنحها الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي ضمن الجوائز الموازية للمهرجان.

وكان الفيلم قد فاز بجائزة الخلخال الذهبي في المهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة، كما عُرض في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بطشقند في أوزبكستان، ومهرجان الفيلم العربي في بروكسل بلجيكا، ومهرجان أميان الدولي بفرنسا، وموسترا فالنسيا لسينما البحر المتوسط. واختير للمشاركة في ورشة فاينال كات بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ونال دعم من مؤسسة آفاق، وورشة تكميل في أيام قرطاج السينمائية، والمركز الوطني للسينما والصور المتحركة.

تدور أحداث العمل في الجزائر بقرية صغيرة حيث تنتشر شائعة عن عاملة النظافة هاجر، فتضطر إلى الهروب من القرية برفقة ابنها جميل. وتبدأ قصة من الشقاء للبقاء على قيد الحياة إذ تحارب هاجر لحماية نفسها وابنها من المجرمين الذي يسكنون المدينة.

الحياة ما بعد من تأليف وإخراج أنيس جعاد، وبطولة ليديا لعريني وأحمد بلمومن وجمال بارك وسمير الحكيم، ومدير التصوير أحمد طلنتكيت، هندسة الصوت محمد أمين نجار، ومونتاج فاليري بيكو، وإنتاج Alegria Production، والمنتج منصف ديليسي وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

أنيس جعاد وُلد في العاصمة الجزائرية، وتلقى تعليمه في مدينة باب الواد. في عام 1996، اكتشف عالم السينما عندما كان مساعد مخرج في فيلم França ya França للمخرج جمال بلويد. في عام 1997 اضطر للابتعاد عن صناعة السينما بعد تفكك شركة الإنتاج السينمائية الوطنية، ولكن كان لديه أمل في العودة يوماً ما. في العام نفسه، انضم إلى الصحيفة القومية Le Soir from Algeria حيث عمل مراسلاً.

في عام 2006، اختير أول سيناريو لفيلم روائي من تأليفه At the End of the Tunnel وحصل على جائزة من برنامج ميدا الأوروبي للفيلم. ومنذ عام 2007 ولمدة سنتين عمل في جريدة La Tribune الجزائرية اليومية. وفي العام نفسه نشر أول رواياته Parisian Morning’s التي نشرتها Le Manuscript. وفي عام 2008، نشر روايته الثانية The Odor of the Violin. وفي عام 2011 فاز بجائزة أفضل سيناريو فيلم قصير من مهرجان أيام الفيلم الجزائري عن فيلم The Porthole الذي أخرجه في العام التالي وحصد العديد من الجوائز في المهرجانات الدولية.

وفي عام 2013 شارك في مسابقة السيناريو القومية وفاز بالجائزة الكبرى عن Black Screen. وفي 2014، أخرج فيلمه القصير الثاني Railway Crossing الذي شارك وفاز بالعديد من الجوائز في مختلف المهرجانات الدولية. وفي عام 2015، أخرج فيلمه القصير الثالث Keltoum’s Journey بدعم من هيئة السينما لبلدية باريس. ومنذ عام 2016 طور العديد من السيناريوهات حتى تمكن من تصوير فيلمه الحياة ما بعد.

 

موقع "إيلاف" في

05.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004