ملفات خاصة

 
 

أتينا في توقيت أصبح للتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي دور أكبر من قبل

مدير "الجونة السينمائي" انتشال التميمي: ”الشغف سر تألقنا“

البلاد/ مسافات

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

بنجاح كبير انطلق في الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر، مهرجان الجونة السينمائي الكبير، على البحر الأحمر، وكانت النسخة الخامسة هي الأكثر نجاحا وإثارة منذ انطلاقه في العام 2017 من حيث عدد المشاهدين وتجارب محترفي السينما الحاضرين والافلام، التي كان في طليعتها الفيلم المصري الناجح ريش أو Feathers للمخرج محمد دياب بعد لقب فينيسيا، وفيلم أميرة وغيرها من أفضل الأفلام. انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة يتحدث للصحافيين عن مفهومه للاستمرارية القائمة على تراكم الخبرة والحفاظ على شغف البدايات، والمبنية على نظام صارم خال من البيروقراطية، ويفسح المجال للتلقائية والمبادرة والتجديد، وهي برأيه الخلطة التي عززت نجاح المهرجان وصنعت شخصيته الحيوية عبر السنوات وصولًا إلى عامه الخامس.

·        بعد مرور 5 سنوات على الجونة السينمائي.. يا ترى ما سر جاذبيته؟

الاستمرارية هي أول انطباع يتبادر إلى الذهن عندما نتحدث عن مرور 5 سنوات على مهرجان الجونة، فمعظم المشروعات الجادة في المنطقة العربية كانت فرصها في الصمود أمام الظروف القاهرة ضعيفة جدًا، وبالتالي عندما يستمر مشروع جاد يهتم بالثقافة السينمائية مُشيّد على ضوابط تنسجم مع تقاليد أعرق المهرجانات الدولية والعربية منذ تأسيسها وإلى حد الآن، فهذا بحد ذاته علامة مهمة. معظم المهرجانات الدولية المهمة التي بدأت قبل أكثر من 70 عامًا في مدن مثل كان ولوكارنو وكارلو فيفاري وصندانس، لم تكن مدنًا كبرى أو عواصم، ومع ذلك تمكنت من ترسيخ وجودها عبر السنوات لتصل إلى مكانتها الحالية. أنا أتصور أن مهرجان الجونة على مدار 5 سنوات استطاع إثبات وجوده كرقم مهم جدًا بين المهرجانات الدولية في المنطقة العربية، كونه مهرجانا يتمتع بجاذبية وفاعلية توازي مهرجانات عربية يصل عمرها إلى ربع أو نصف قرن.

والجزء الحيوي في أي مهرجان هو قدرته على التقدم، أي عدم التراجع وعدم الوقوف في المكان، وهو ما تحقق بالنسبة لمهرجان الجونة بفضل الطموح والشغف. أنا راض جدًا عن الموقع الدولي الذي وصلنا إليه خلال هذه الفترة الوجيزة بحيث صار كثير من الوسط السينمائي خصوصا المحترف يعرف الكثير عن مهرجان الجونة وعن مدينة الجونة.

·        تتحدث عن الشغف كأداة أساسية لنجاحكم؟

عندما يسيطر الروتين وتهيمن الضوابط التنظيمية الجامدة على أي عمل يفقد مع الوقت علاقته بمحيطه. الدورة الأولى للمهرجان هي الأكثر سطوعًا رغم أن المهرجان في ذلك الوقت لم تكن إقامته سوى تكريس لمستوى معتاد، في الوقت الذي نلحظ فيه قفزات في صناعة المهرجانات الدولية. البعض كان ينتظر فشلًا ذريعًا، أو أن يسير المهرجان على نفس خطى الكثير من المهرجانات السينمائية القائمة في مصر والمنطقة العربية، لكن ما حدث هو أن الدورة الأولى خلقت تحديًا جديدًا ليس لنا فحسب، بل لكل محيطنا السينمائي، لأن الوسط الصحافي والإعلامي والسينمائي لم يعد يقبل بمستوى أقل من ذلك الذي فرضه مهرجان الجونة في دورته الأولى. أتصور أن المضي بنفس روح التجديد والاستجابة للتلقائية والابتكار هو الضامن لاستمرار النجاح.

·        هل تمكن مهرجان الجونة برأيك في دوراته الأربع الماضية من تحقيق الحضور الجماهيري المأمول؟

وجود الجمهور عامل مهم جدًا، لأن أفضل الأفلام في العالم لا قيمة لها دون جمهور يحضرها. مثلًا في السنة الأولى كان لدينا 18 ألف مشاهد، وارتفع عددهم إلى 22 ألفًا في السنة الثانية ثم تواصل الارتفاع. لكن في هذا الجانب ما يزال عدد التذاكر غير منسجم مع حجم المهرجان. هناك معضلات في المنطقة العربية، باستثناء مهرجان قرطاج، تتمثل في قلة تفاعل الجمهور وحضوره للمهرجانات. هناك معضلات بعضها يتعلق بنا وبعضها لا يتعلق بالمهرجان نفسه. أزعم أننا بحاجة دائمًا لأن تكون لدينا خطة دعائية كافية وجيدة للوصول إلى الناس. فالمهرجان مصمم على أساس أن هناك جمهورا يزور المدينة خصيصًا من أجل المشاركة في فعالياته، ومستقبله متوقف على قدرته في استقطاب أكبر عدد من الجمهور والوافدين إلى المدينة خلال أيام انعقاده. رأينا هذا الأمر بوضوح في العام 2020، ففي السنوات التي سبقته كان ضيوف المهرجان يشكلون نصف الجمهور، بينما في العام الماضي شكل الضيوف نسبة ربع أو ثلث الجمهور فقط، ما يعني أن جاذبية المهرجان للجمهور تزداد عامًا بعد آخر، وكذلك بالنسبة للجهات المهتمة بالتفاعل مع أنشطته ودعمه ماليًا.

وفرص استمرارية المهرجان مبنية على تحوله إلى نقطة وصل بين مصالح الآخرين ومصالحه وبين اهتمامات الآخرين واهتماماته، وأتصور أننا خلال هذه السنوات الخمس استطعنا الوصول إلى هذه المرحلة.

مهرجان الجونة أيضًا يتمتع بميزة، لم يسبقه إليها أي مهرجان آخر في المنطقة العربية، لقد أصبح مهرجانًا شعبيًا، يتندر الناس مع بعضهم البعض فيقولون “انت فاكر نفسك في مهرجان الجونة”. يرجع جزء من ذلك إلى الطريقة والمفهوم الذي تأسس وعمل به المهرجان، لكن جزءا كبيرا منه يعود أيضًا إلى حسن حظه، وهو عامل مهم إلى جانب الاجتهاد. فالمهرجان جاء في توقيت مناسب، إذ كان الناس في البلد وفي المنطقة يتطلعون إلى قصة نجاح، وصادف أن يمثلها مهرجان الجونة ومشاركة مصر في كأس العالم.

 من الأسباب الأخرى هو أننا أتينا في توقيت أصبح للتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي دور أكبر من قبل. قمنا بالأشياء نفسها التي كان يقوم بها كل من مهرجان دبي ومهرجان أبو ظبي، لكنهما لم يصلا إلى شعبية الجونة الذي صار موضع اهتمام السينمائيين والمختصين ورجل الشارع العادي أيضًا، بفضل التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي. كل هذه العوامل خلقت جوًا جديدًا مهمتنا الحفاظ عليه، وهي مسؤولية كبيرة علينا المضي في تحملها. ​

 

البلاد البحرينية في

23.11.2021

 
 
 
 
 

موعد انطلاق الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي |تفاصيل

جهاد ابراهيم خالد

كشف مدير مهرجان الجونة السينمائي انتشال التميمي، عن موعد انطلاق الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي، وذلك بعد نجاح الدورة الخامسة من المهرجان، وسماع العالم أجمع بها.

موعد انطلاق الدورة السادسة

وذكر التميمي خلال حفل ختام المهرجان قائلاً:” إن الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي ستقام في الفترة ما بين 13 إلى 21 أكتوبر المقبل”.

ختام مهرجان الجونة

من جانبه انطلق منذ لحظات فعاليات حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي بدورته الخامسة، والذي استمر قرابة 8 أيام، بدأت بالحريق، وانتهت بحادث بشرى، وفي منتصفها اطلالات مثيرة من نجوم الفن.

حريق في مهرجان الجونة

وقد شهدت الجونة ، قبل بدء المهرجان بيوم واحد، اندلاع حريق هائل داخل القاعة المخصصة لحفل افتتاح الدورة الخامسة من المهرجان، وكان الحريق نتيجة ماس كهربائي.

وانتشرت أنباء بأن حريق مهرجان الجونة قد ألحق إصابات بالغة بقوات الحماية المدنية ورجال الإسعاف، وآخرين زعموا بأن المهرجان سوف يؤجل.

وتواصل موقع «أوان مصر» مع انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي لعام 2021، لمعرفة حقيقة الاخبار المتداولة بشأن الإصابات.

وقال التميمي في تصريح خاص لـ «أوان مصر»: “لم يتسبب الحريق في وجود أية إصابات”، مشيرًا إلى أن قوات الحماية المدنية نجحت في السيطرة على الحريق فور اندلاعه

 

الطريق المصرية في

22.10.2021

 
 
 
 
 

الإعلان عن موعد الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي

مي جودة | فى سينما وتلفزيون

أعلن انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي عن موعد الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي.

قال التميمي في حفل ختام مهرجان الجونة في دورته الخامسة أن الدورة السادسة من المقرر لها أن تقام في الفترة بين 13 إلى 21 أكتوبر 2022.

ووجه التميمي رسالة شكر لكل المسئولين في المهرجان ومن بينهم المخرج أمير رمسيس الذي استقال من منصبه كمدير فني للمهرجان قبل حفل الختام بساعات.

لو فاتك: خمسة مواه من مهرجان الجونة.. فيفي عبده على الريد كاربت مع حفيدتها

 

موقع "في الفن" في

22.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة السينمائي يعلن مواعيد دوراته حتى 2024

العين الإخبارية

أعلن مهرجان الجونة السينمائي، الجمعة، مواعيد دوراته الثلاث المقبلة، بعد إثارة موجات من الجدل وردود الفعل على فعاليات الدورة الأخيرة.

وستقام الدورة السادسة في الفترة من 13-21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والسابعة بين 12-20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والثامنة بين 17-25 أكتوبر/ تشرين الأول 2024.

وقال انتشال التميمي، مدير المهرجان، إن الدورة الخامسة للمهرجان شهدت مجموعة من الفعاليات والأحداث التي حظيت بتغطية إعلامية متباينة، والتي أضافت فقط إلى مهمة المهرجان دافعاً جديدا.

وأضاف في بيان صحفي، أن ما يهمنا من الدورة الخامسة والدورات السابقة هو ما ستضيفه للمستقبل، خاصة النقلة التي تمت في التحكم في الهياكل الإدارية والأمور التنظيمية واللوجستية.

وتابع: "نتطلع للدورة السادسة ونسعى إلى تحقيق أفضل أداء في غرفة عملياتنا اللوجستية".

وشهدت الدورة الخامسة من المهرجان عرض 76 فيلماً تنوعت بين الروائي والوثائقي والتحريك، كما تضمن برنامج المهرجان 10 أفلام في عروضها العالمية والدولية الأولى وبقية الأفلام عُرضت للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستحدثت مسابقة جديدة للأفلام المعنية بالمحافظة على البيئة ورفع الوعي بقضاياها، بحسب البيان.

ورافق عروض الأفلام برنامج حافل لمنصة الجونة السينمائية في حقليها الرئيسين "المنطلق والجسر"، حيث شارك 19 مشروعًا في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج مع مشروع ضيف، شكلت ملامح صورة المشهد السينمائي الذي سيقابلنا في السنوات المقبلة، ومجموعة مختارة من هذه المشاريع تمتعت بدعم مادي سواء عبر جوائز المهرجان الرسمية أو منح الرعاة والتي تجاوزت قيمتها 280 ألف دولار أمريكي وجوائز عينية أخرى، وفقا لبيان أصدره المهرجان الجمعة.

وشهد جسر الجونة السينمائي مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل كان الأبرز فيها محاضرة المخرج الأمريكي الشهير دارين أرنوفسكي ولقاء مع الممثل البولندي زبيجنيف زاماجوسكي. ومحاضرات مثل: السينما كأداة للتغيير المجتمعي وحديث عن الصحة التنفسية للممثلين وصورة مصر القديمة في السينما.

وجذبت مسابقة الراحل خالد بشارة لصناع السينما المصرية المستقلة مشاركة 120 مشروعًا شابا مصريا، وحفزت مسابقة فيلم لاب فلسطين مشاركات شابة عربية متنوعة.

 

العين الإماراتية في

29.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة السينمائي يعلن مواعيد دوراته الثلاث المقبلة

محمد قناوي

أعلن مهرجان الجونة السينمائي، عن مواعيد دوراته الثلاث المقبلة، حيث ستقام الدورة السادسة في الفترة من 13-21 أكتوبر 2022، والسابعة بين 12-20 أكتوبر 2023 والثامنة بين 17-25 أكتوبر 2024.

قال انتشال التميمي مدير المهرجان: "ما يهمنا من الدورة الخامسة والدورات السابقة هو ما ستضيفه للمستقبل، خاصة النقلة التي تمت في التحكم في الهياكل الإدارية والأمور التنظيمية واللوجستية، فبالإضافة إلى الثقة المكتسبة والخبرة المتراكمة على المستوى الفني فإننا ونحن نتطلع للدورة السادسة نسعى إلى تحقيق أفضل أداء في غرفة عملياتنا اللوجستية".

وتابع: "لا شك أن الدورة الخامسة للمهرجان قد شهدت مجموعة من الفعاليات والأحداث التي حظيت بتغطية إعلامية متباينة، والتي أضافت فقط إلى مهمة المهرجان دافعًا للحث على المناقشات، ولم تُظهِر هذه الأحداث الصعبة إلا التصميم القوي والتفاني الحقيقي لفريق عمل المهرجان، وعلى رأسه مديره انتشال التميمي والمؤسس المشارك ومدير العمليات بشرى رزة والمدير التنفيذي أمل المصري والمدير الفني أمير رمسيس والمدير العام كمال زاده، لإقامة دورة حديثة وتفاعلية للتغلب على تلك الظروف الصعبة.

شهدت الدورة الخامسة 76 فيلمًا تنوعت بين الروائي والوثائقي والتحريك، كما تضمن البرنامج 10 أفلام في عروضها العالمية والدولية الأولى وبقية الأفلام عُرضت للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى ذلك، فقد استحدثت مسابقة جديدة للأفلام المعنية بالمحافظة على البيئة ورفع الوعي بقضاياها.

رافق عروض الأفلام برنامج حافل لمنصة الجونة السينمائية في حقليها الرئيسين المنطلق والجسر، حيث شارك 19 مشروعًا في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج مع مشروع ضيف، شكلت ملامح صورة المشهد السينمائي الذي سيقابلنا في السنوات المقبلة. مجموعة مختارة من هذه المشاريع تمتعت بدعم مادي سواء عبر جوائز المهرجان الرسمية أو منح الرعاة والتي تجاوزت قيمتها 280 ألف دولار أمريكي وجوائز عينية أخرى، جميع هذه المشاريع توفر لها دعم فني وإرشادي.

وشهد جسر الجونة السينمائي مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل كان الأبرز فيها محاضرة المخرج الأمريكي الشهير دارين أرنوفسكي ولقاء مع الممثل البولندي زبيجنيف زاماجوسكي، ومحاضرات مثل: السينما كأداة للتغيير المجتمعي وحديث عن الصحة التنفسية للممثلين وصورة مصر القديمة في السينما.

وجذبت مسابقة الراحل خالد بشارة لصناع السينما المصرية المستقلة مشاركة 120 مشروعًا شابًا مصريًا، وحفزت مسابقة فيلم لاب فلسطين مشاركات شابة عربية متنوعة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

29.10.2021

 
 
 
 
 

بعد العاصفة: التفسير الطبقي لمهرجان الجونة

عصام زكريا

الآن، وقد هدأت، قليلًا، الزوابع التي أحاطت بمهرجان الجونة السينمائي الأخير، يجدر بنا أن نجلس لنتأمل ما حدث، وماضي ومصير هذا المهرجان الكبير المثير.

كثيرة هي المهرجانات الفنية، وغير الفنية، التي تقام في مصر، ولكن لا واحد منها يلقى ما يلقاه مهرجان الجونة السينمائي من اهتمام بالمتابعة وانقسام بين المادحين والمنتقدين بشكل يبدو غير منطقي، ومبالغ فيه.

من ناحية، يجذب المهرجان عشاق التواجد في دوائر المشاهير والمال من كل الأنواع: النجوم، وصناع الأفلام، والعاملين في مجالات الدعاية والفاشون ومَن يطلق عليهم "الإنفلونسرز"، وحتى بعض الوزارات مثل الصحة التي تجاهلت طلبات كل المهرجانات الأخرى هذا العام.

"ربنا يحرقهم"

في المقابل؛ يثير المهرجان عداء الكثير من الفئات الأخرى والمستبعَدين من الحضور من الفئات السابقة. هناك حالة تربص لا مثيل لها بالنسبة للمهرجانات والفعاليات الثقافية والاحتفالية في مصر. كان مهرجان القاهرة يثير حالة مماثلة، ولكن بشكل أقل كثيرًا، لسنوات، ولكن بعد ظهور "الجونة" تحول الاهتمام جنوبًا.

إذا اختفى مهرجان الجونة أتصور أن الجدل سيعود ليحيط بمهرجان القاهرة. هذا الجدل ليس مرتبطًا بالجونة في حد ذاته، بقدر ما هو تعبير عن مشاعر وأفكار تتحين فرصة للخروج. أي متابع لصفحات السوشيال ميديا يمكنه ملاحظة الانفجارات التي تخرج كل فترة بسبب مايوه ابنة فنان أو فستان طالبة جامعية أو ثمن شاليه في الساحل. هناك نوع فريد من الحقد الطبقي، Klassenhasse، مستخدمين تعبير كارل ماركس، لكن بشكل محوّر عن مصدره السياسي والاقتصادي، ليعبّر الحقد عن نفسه بأشكال دينية وجنسية.

حتى قبل أن يبدأ مهرجان الجونة؛ "اشتعلت مواقع التواصل" فرحًا وشماتة بالحريق الذي شب في جزء من قاعة احتفال المهرجان. البعض لم يتورع أن يعلن صراحة عن أمنيته لو أن الحريق تأخر يومًا، ليحرق الحاضرين. والكثيرون رأوا في الحريق عقابًا، وعلامة، من الله، كما يفعلون عادة عندما تحل كارثة أو مصيبة بفنانة أو ملياردير أو خصم سياسي أو بلد غير مسلم.

لماذا يثير الجونة الجنون؟

من خبرتي الشخصية في حضور كثير من المهرجانات المصرية والأجنبية على مدار عقود ثلاثة، ليس هناك فوارق كبيرة بين الجونة وعشرات المهرجانات الأخرى عربيًا ودوليًا.

إذا استبعدنا مهرجاني القاهرة والاسماعيلية اللذين تقيمهما وزارة الثقافة بشكل مباشر، يمكن إدراج الجونة شكليا ضمن مهرجانات المحافظات، مثل الإسكندرية والأقصر وأسوان وشرم الشيخ، وربما العلمين قريبًا، وهي مهرجانات تنظمها جمعيات أهلية بدعم من وزارات الثقافة والسياحة والمحافظات التي تقام فيها، ولكن الفارق أن الجونة ينظمه رجال أعمال لا جمعية أهلية، ورغم أن بعض الوزارات ومحافظة البحر الأحمر ترعى المهرجان معنويًا، إلا أن آل ساويرس لا يحتاجون إلى دعمهم المادي، إن لم يكن العكس.

منذ الدورة الأولى للجونة كان واضحًا أنه مُصاغ على نمط المهرجانات السياحية مثل دبي وأبو ظبي ومراكش، تلك التي تجمع بين الفن والبيزنس، وهدفها الأساسي هو جذب أنظار المستثمرين والسائحين والشركات الكبيرة في صناعة السينما إلى البلد أو المدينة التي يقام فيها المهرجان. ليس ذلك عيبًا، أو ميزة، في حد ذاته. كل مهرجان له أولوياته، والمهم ألا تغلب النظرة الاستثمارية على بقية أهداف المهرجانات.

ومنذ دورته الأولى حاول الجونة موازنة الكفة ببرامج أفلام ومحاضرات وندوات ومنصة دعم للشباب، ومثلما يهتم الجناج الإداري للمهرجان بالنجوم والفساتين والسوشيال ميديا، فإن الجناح الفني يهتم بالأفلام والبرامج التثقيفية ويدعو النقاد والصحافة الجادة لتغطيتها، بالرغم من الصراعات التي تنشب أحيانا بين الجناحين "التسويقي" و"الفني".

ربما ما يتسبب في حدة الانتقادات التي توجه للجونة هو تركيز السوشيال ميديا وصحافة الإنترنت "الصفراء"، الباحثة عن تحقيق أكبر عدد من المشاهدات، على الجوانب الاستعراضية والنميمة، وتجاهل الجوانب الثقافية والفنية. وربما يكون الجناح الاداري "التسويقي" بالمهرجان يشجع على ذلك بحثًا عن أكبر مساحة من الدعاية. والدليل على أن إدارة المهرجان أدركت أنها أخطأت بالتركيز على النجمات وفساتينهن، أن تغطية حفل ختام الدورة الأخيرة خلت للمرة الأولى في عمر المهرجان من استعراضات السجادة الحمراء، وركزت قناة "أون" التي تبث الحفل على الأفلام والجانب الفني فقط، كما لو أنها تحاول أن تقول إن المهرجان ليس فساتين فقط.

خصوصية الجونة ولعنته

لا يختلف الجونة عن مهرجانات كثيرة عربية ودولية، ولكن حين نستبعد التشابهات ، فسنرى بوضوح أنه المهرجان الوحيد الذي يموله وينظمه من الألف إلى الياء رجال أعمال، لا يحتاجون من الدولة سوى الدعم المعنوي، ولا يحتاجون إلى عائد مادي مباشر على شكل إيرادات تذاكر أو رعاة، رغم من وجود تذاكر ورعاة بالفعل لكنها لا تشكل نسبة تذكر من تكلفة المهرجان.

هذه الخصوصية التي يتسم بها الجونة هي أحد أسباب الجدل الذي يثار حوله، وحول عائلة ساويرس التي تقيمه، وحين نضع في الاعتبار المناخ العام المحيط، الملوث بالتعصب الديني والجنسي والطبقي، يمكن أن نفهم أكثر طبيعة الجدل الذي يتجاوز حجم الفعالية بكثير.

التركيز المفرط مع فساتين الجونة يمكن فهمه في إطار السياق العام الذي نعيش فيه، إذ تركت الحركات الاسلامية آثارًا ثقيلة الوطأة من التعصب الفكري والعصاب النفسي تجاه كل ما يتعلق بالنساء وجسد المرأة، وصارت مصر تنافس أفغانستان على تغطية أكبر قدر ممكن من أجساد الإناث. أضف إلى ذلك النزعة الطائفية التي لعبت هذه الحركات على تقويتها وتأجيجها منذ السبعينيات. ورغم أن المشروع السياسي الإسلامي سقط رسميا إلا أن أتباعه كثيرون، وهم أكثر انتشارًا ومرارة وعنفًا لفظيًا على مواقع التواصل الاجتماعي. معظم هؤلاء يتجنب الخوض في الحديث عن السياسة خوفًا من الملاحقة الأمنية، ولكن الجونة يوفر لهم فرصة على طبق من ذهب، ليضربوا على الوترين الحساسين الآخرين: الجنس والطائفية.

تتجاوز الآثار التي خلفتها حركات الاسلام السياسي المتشددين المؤمنين بأفكارها إلى الناس العاديين من غير المنتمين إليها، واخترقت كل الطبقات والفئات، وامتدت إلى كثير من "العلمانيين" و"المثقفين اليساريين"، حيث نجد الخلط الدائم بين الهوية والرجعية، وبين معاداة الرأسمالية ومعاداة النساء والحريات الشخصية. ويشكل الفنانون، والممثلات بشكل خاص، هدفا دائما لهجاء هذه الفئة.

ريش والفساتين

بشكل شخصيَ، أعترف بأن المهرجانات السينمائية ذات الطابع الاحتفالي تثير داخلي مشاعر عدم الارتياح، دفعتني بمرور السنوات إلى مقاطعة فعاليات الافتتاح والختام والحفلات الليلية لهذه المهرجانات، وإلى الهروب من قاعات العرض بمجرد الانتهاء من مشاهدة الأفلام.

هناك تناقض بنيوي في هذا النوع من المهرجانات بين المظاهر الاحتفالية السياحية: من ناحية هناك النجمات على السجادة الحمراء بفساتين ومجوهرات بالملايين، السيارات الحديثة الفارهة، حفلات العشاء والرقص ليلًا، الباحثون عن المتعة والشهرة والمال. وعلى الجانب الآخر هناك الطبيعة الثقافية الإنسانية للأفلام وصناعها: أفلام تكشف مظاهر البؤس في العالم من فقر ومجاعات وحروب وأمراض وتلوث للبيئة وعلاقات إنسانية مهترئة ومعاناة من الوحدة والاغتراب وعدم القدرة على التكيف على الجانب الآخر، فنانون حقيقيون مشغولون بالعالم وبالفن بعضهم عانى طويلًا قبل أن يصل إلى هذا المهرجان.

هناك تناقض بنيوي يسري في عظام المهرجانات الاحتفالية يمكن ملاحظته في مشاهد بسيطة: شخص يرتدي الاسموكنج ويدخن السيجار يتأرجح في يده كأس الشمبانيا وهو يتحدث بانفعال عن فيلم وثائقي يدور حول بلد يموت سكانه جوعًا. مخرجة متأنقة تنافس النجمات بملابسها وماكياجها تروي للحاضرين كيف قضت سنوات في قرية دمرتها الحرب لتصنع فيلمًا عن نسائها اللواتي تعرضن للاغتصاب والقتل الجماعي.

عقب فوز مخرج فيلم كباتن الزعتري الوثائقي الذي يصور الحياة في مخيم للاجئين السوريين بجائزة كبيرة في المهرجان، علقت ناقدة صديقة "المفروض تذهب هذه الأموال لأطفال المخيم الذي شاركوا في صنع الفيلم". تعليق يدفعك للتساؤل: هل يتاجر صناع الأفلام بهموم الفقراء والمعذبين أم يتبنون قضاياهم؟

تجسد أزمة فيلم "ريش" هذه المشكلة.

أصاب الفيلم كثيرًا من مشاهدي العرض الأول بصدمة هائلة. بعد ساعتين من التبختر على السجادة الحمراء، وتناول أطباق منتقاة من الطعام والشراب وتبادل الأحاديث المرحة المتفائلة، تُظلِم قاعة العرض ويبدأ الفيلم ليصور لهم واقعًا بالغ البؤس لا يرغبون في معرفة شيء عنه، أو على الأقل ليس مناسبًا في هذا المكان الاحتفالي.

كوكبان متباعدان يتصادمان: فزع وشعور بالذنب ونفور وإنكار. يزيد الطين بلة أن الشخصيات التي تظهر في الفيلم ليسوا من الممثلين المحترفين من زملاء الجالسين والجالسات في الصفوف الأولى. هذا أداء ليس فقط غير مزيف، ولكنه يكشف زيف القاعة والجالسين فيها. صدام بين كوكبين متناقضين.

بعد أيام، حاولت إدارة المهرجان، ووسائل الاعلام التي تركز على المظاهر الاحتفالية، أن تحل التناقض الذي أثاره ريش بمحاولة دمج بطلة الفيلم القادمة من أعماق الريف الفقير مع ثقافة السجادة الحمراء: فصّلت إدارة المهرجان لها فستانًا أنيقًا يجمع بين "الأصالة والمعاصرة"، على طريقة بيوت حسن فتحي، صففوا شعرها وزينوا وجهها ببعض المساحيق، والتقطوا لها بعض الصور، وأجروا بعض الحوارات التليفزيونية معها باعتبارها ممثلة.

لكن التناقض عاد ليطل بوجهه في حوارها مع بوسي شلبي، التي ارتبط اسمها بتغطية الاحتفاليات وأخبار النجوم، إذ لم تستطع المذيعة أن تتجاهل الفارق الطبقي الشاسع بين حياة الممثلات وحياة بطلة ريش. ورغم اعتقادي أن بوسي لم تكن تقصد التنمر أو التعالي على السيدة، لكن الموقف نفسه كان غريبًا، ورواد السوشيال ميديا انتهزوا الفرصة ليعزفوا على لحن طبقية المهرجان.

لكن هذا التناقض ليس حصرًا على الجونة، إذ يمكن أن تراه في مهرجانات عربية ودولية كثيرة. ذات عام في مهرجان مراكش 2003 عُرض فيلم فرنسي مغربي من إخراج جاك دويون بعنوان رجاء من بطولة فتاة عادية فقيرة جدًا اسمها نجاة، حققت مفاجأة مدوية بفوزها بجائزة أفضل ممثلة. كانت حديث المهرجان مثل دميانة بطلة ريش، وبعد فوزها بالجائزة راودتها أحلام كثيرة لتغيير واقعها البائس، ولكن بعد مرور سنوات ظهرت نجاة مرة ثانية في فيلم وثائقي من إخراج عبد الإله الجوهري، 2016، يصور حياة البؤس والفقر المدقع التي عادت إليها بعد الظهور اللامع العابر في مهرجان مراكش.

في مهرجان برلين 2013 شارك الفيلم البوسني فصل من حياة جامع خردة للمخرج دانيس تانوفيتش في المسابقة الرسمية، وهو فيلم شبه وثائقي قام فيه المخرج بإعادة تجسيد حادث نشرته الصحف حول قيام سيدة فقيرة باستخدام بطاقة التأمين الصحي لشقيقتها، فتم القبض عليها ومحاكمتها. الفيلم يعرض حياة فئة مهمشة لا تتوفر لديها أدنى مقومات الحياة، والمخرج أتى بشخصيات القصة الحقيقيين ليلعبوا أدوارهم أمام الكاميرا.

فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، الدب الفضي، لكن المفاجأة كانت فوز بطله نظيف موجيتش، جامع الخردة البسيط، بجائزة أفضل ممثل، وصعد الرجل إلى المسرح أمام كبار نجوم وسينمائيين العالم مذهولا. هل هذه جائزة فنية، أم تعبير عن التقدير والاحترام لهذه الأسرة البائسة التي أعادت تمثيل حياتها على الشاشة؟ (بالمناسبة لم يقل أحد يومها أن الفيلم يشوه سمعة البلد الذي جاء منه). وبطل الفيلم، نظيف موجيتش، وبعد عام واحد من فوزه، طلب حق اللجوء في ألمانيا.

هذه النوعية من الأفلام الواقعية التي ترصد بؤس العالم عادة ما تبرز التناقض في طبيعة المهرجانات ذات الطابع الاحتفالي، وعادة ما تثير لدى الحاضرين التعاطف بشكل مبالغ فيه تحت تأثير الشعور بالذنب، أو ، مع الجمهور أقل تحضرا وأكثر ميلا لانكار الواقع، تثير النفور كما حدث مع فيلم ريش.

الغريب أن رد الفعل العنيف على ريش جاء من فنانين، وهو ما لا يمكن أن يحدث في مهرجان آخر في العالم، حيث يفترض أنهم أول فئة تدافع عن حرية الفن، خاصة في بلد يتهم فيه الفنانون دائما بأنهم يفسدون القيم والأخلاق ويشوهون الواقع. هذا الموقف لا يعكس فقط جهلهم ولكن أيضا ذلك الإحساس بالتفوق الذي ينتاب عادة "محدثي الثراء"، وهو للأسف موقف يتفق مع طبيعة مهرجان أعطي لهؤلاء النجوم هالة ومكانة مبالغ فيها. ولعل التصريحات التي أدلى بها النجم المكرم في المهرجان، أحمد السقا، خلال حفل الافتتاح، دليل على حالة "الانتفاخ" التي يعاني منها بعضهم.

الكثيرون ارتاعوا من تصريحات السقا حول السينما المصرية منذ 1967 وحتى 1997، بأنها "كانت مخنوقة"، وهو تعبير يمكن فهمه بتصريح آخر ذكره ردا على سؤال حول فيلمه القادم، فوصف الفيلم بأنه "كومريشيال مفيهوش إيديولوجيات"، يعني سينما "غير مخنوقة" بالقضايا الإجتماعية والحديث عن الفقراء، سينما تعكس عالما خياليا من الأكشن والرومانسية والكوميديا العبثية التي تنتجها السينما المصرية "الكومرشيال" هذه الأيام.

"الجونة"..إلى أين؟

عمر المهرجانات ذات الطابع السياحي قصير. توقف مهرجانا دبي وأبو ظبي بعد أن استنفدا أغراضهما، ثم توقف مراكش قبل أن يعود في شكل جديد متخلصًا من البهرجة والبذخ. ربما يتوقف الجونة أيضًا بعد أن يستنفد أغراضه، أو ربما يغير أولوياته، فتدب فيه حياة جديدة.

الحفاظ على استمرار المهرجان يحتاج أيضا إلى دعم من الدولة والمهتمين بالسينما والاعلام. خسارة أن نفقد مهرجانًا كبيرًا مشرفًا مثل الجونة، ومن الخطأ الضغط على أصحاب المهرجان بهذه الزوابع المفتعلة أو تركههم بمفردهم لمواجهتها. وفي الوقت نفسه يحتاج المهرجان إلى مراجعة والبحث عن أسباب وجود إضافية تمده بالهدف والطاقة.

 

موقع "المنصة" في

09.11.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004