مهرجان الإسكندرية السينمائى يحتفى بصناع البهجة
فعاليات دورة المهرجان الـ38 تتواصل بين ندوات وتكريمات
كتب: سعيد
خالد, علوي
أبو العلا
تتواصل فعاليات الدورة الـ38 لمهرجان الإسكندرية السينمائى
لأفلام دول البحر المتوسط، بالاحتفاء بصناع السينما والبهجة من رموز
الإخراج ونجوم الكوميديا الذين أسعدوا جمهورهم فى دورة خصصت للاحتفاء
بالكوميديا هذا العام، إلى جانب تكريم أسماء رحلت عن عالمنا، لكنها تركت
بسمة وصدى لا يغيب.
وعقدت إدارة المهرجان ندوة لتكريم أسماء النجوم الراحلين
سمير صبرى، إسماعيل ياسين، المخرج فطين عبدالوهاب، المونتير سعيد الشيخ،
الموسيقار على إسماعيل، مديرة التصوير أبية فريد، بحضور الناقد الأمير
أباظة رئيس المهرجان وأدار الندوة الناقدة فايزة هنداوى.
وقال الناقد أشرف غريب: «إسماعيل يس علامة فى تيار السينما
الكوميدية، و٢١٠ أفلام فى مشوار هذا الفنان الكبير رقم عظيم، وعام 1954 كان
علامة بارزة فى مشواره وقدم أفلاما فارقة فى تاريخ السينما ومنها فيلم
(الآنسة حنفى)، وهو ليس مهرجا أو بهلوانا فله أسلوب فى التمثيل وسيبقى على
مدى أجيال قادمة.
وتحدثت سارة ياسين إسماعيل يس، حفيدة الفنان الراحل عن
جدها، وقالت: مهرجان الإسكندرية السينمائى هو أول مهرجان يكرم الفنان
الكبير إسماعيل يس، ووالدى كان يتحدث معنا عنه فى أوقات كثيرة ويؤكد دائما
أنه لن يأتى أحد بعد إسماعيل.
وقالت سلمى ياسين إسماعيل يس: «إسماعيل ياسين كان عصبيا
جدا، ورغم ذلك كان شديد الارتباط بالعائلة، خاصة والدى وكان يحب القراءة
وعلى درجة عالية من الثقافة.
كما كرم الناقد أمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية
السينمائى، نجل مديرة التصوير أبية فريد، وتحدث حفيد المونتير سعيد الشيخ
عن جده وأعرب عن سعادته بالتكريم، وتسلمت آمال عبدالسلام تكريم الفنان
الكبير الراحل سمير صبرى.
وتحدثت عزة إبراهيم عن الراحلة أبية فريد، فى حضور شريف
شيمى نجل الراحلة، قائلة: «شعرت أننى أمام شخصية رائعة، قررت أن تلعب من
البداية دورا جديدا، وكانت من أوائل النساء اللاتى التحقن بقسم التصوير فى
معهد السينما، وصورت مع عبد الحليم نصر أغنية الدنيا ربيع، وهى تنتمى للجيل
الخامس فى التصوير السينمائى، والذى خرج منه مدير التصوير سعيد شيمى،
وتعرفت عليه، وبدأت من هنا رحلة زمالة وعمل، وكان أول عرض لهم هنا فى
الإسكندرية.
وأضافت: أبية فريد تركت بصمة كبيرة، وصورت مع وحيد فريد
أفلاما مهمة جدا، وتعلمت جماليات السينما الكلاسيكية، وأكدت: الراحلة لم
تعش طويلا فقد توفيت بمرض فريد وحمل نعشها طلابها بمعهد السينما.
وتحدث الدكتور وليد سيف عن المخرج فطين عبد الوهاب: «أتحدث
عن الكوميديا بحرج لأن الكاتب والمخرج فاروق صبرى متواجد بالصالة وأيضا
سامح سر الختم، وكتابى عن فطين عبد الوهاب كنت أراه فى البداية أمرا سهلا،
ولكن حينما أعدت دراسته اكتشفت أننى كنت على خطأ فى بعض المواد، فبحثت عن
هذه الموهبة المتفردة، وإذا بحثت عن أى استفتاء فى مجال الكوميديا لابد أن
تجد أعمال فطين عبدالوهاب مستحوذة».
وأضاف: فطين مسيرة خاصة جدا، بدأ ضابط جيش، ولكن فى لحظة
قرر أن يترك عمله ويتجه إلى السينما، وبدأ كمساعد مخرج، واستطاع أن يقدم
نفسه سريعا لانتمائه لعائلة فنية، وبعدها قدم فطين عبدالوهاب مجموعة من
التحف الخالدة التى لا تنسى، ومنها فيلم «الأنسة حنفى».
وتابع: فطين عمل مع الفنان إسماعيل ياسين، وسنجد أن إنجازه
فى السينما كان معه، وفى «الآنسة حنفى» نجح فى أن يوظف إسماعيل كجزء من
العمل بعيدا عن حركاته المعتادة فى أفلامه، وقدم عظماء الفنانين بأفلام
كوميدية حقيقية وأثبت أن الكوميديا موقف.
واختتم وليد: «أفلام فطين عبد الوهاب لا تخلو من قضية
حقيقية رغم الكوميديا، وتبنى قضايا المرأة فى أفلامه.
وقال الناقد أشرف غريب: إسماعيل يس علامة فى تيار السينما
الكوميدية، و٢١٠ أفلام فى مشوار هذا الفنان الكبير رقم عظيم، وعام 1954 كان
علامة بارزة فى مشواره وقدم أفلاما فارقة فى تاريخ السينما ومنها فيلم
«الآنسة حنفى»، وهو ليس مهرجا أو بهلوانا فله أسلوب فى التمثيل وسيبقى على
مدى أجيال قادمة.
من ناحية أخرى تحدثت دكتورة رانيا يحيى عن كتابها عن
الموسيقار على إسماعيل: قمت بالانتهاء من كتابين للراحل على إسماعيل وسيخرج
الثانى للنور فى مئويته، واليوم بين أيدينا الكتاب الأول.. أحبطت قليلا فى
البداية وكنت سأتوقف عن الكتابة وشجعنى أصدقائى وتمكنت من الانتهاء من
الكتاب.
وقالت شجون ابنة الموسيقار الراحل على إسماعيل عن والدها:
«أنا أصغر من أن أتحدث عنه، وهو بالنسبة لى كل الدنيا وكون بداخلى مشاعر
عديدة وعلمنى كيف أكون إنسانة تشعر بالمحيطين بها، ولم أكن أتخيل أن يكون
لديه وقت لى ليوجهنى فى حياتى، لكنه نجح فى ذلك فلم يكن لديه طقوس للعمل،
وحياته كانت صاخبة».
وتحدثت الكاتبة الصحفية هبة شوقى عن كتابها عن سمير صبرى:
«طلب منى أن أحكى ذكرياته فى إحدى المجلات التى أعمل بها، لكنها لم تكتمل،
وكان صعبا بالنسبة لى أن أقدم كتابا عن شخصية تحدثت عن أغلب تفاصيل
حياتها».
وخلال ندوة للاحتفاء بالمخرج الكبير سعيد حامد والذى تم
تكريمه فى حفل افتتاح المهرجان، وأدارها الصحفى عرفة محمود، عرض لقطات
لأبرز أعماله، وقال سعيد حامد: كل الموجودين فى القاعة أصدقاء كفاح، خاصة
محمد العدل، بداية من «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» وحتى «همام فى
أمستردام».
وتابع سعيد حامد: لم أكن أعرف الفرق بين الصوت المونو
والإستيريو، وكان لى فيلم فى البداية خرج بدون صوت بسبب عدم إدراكى لمشاكل
الصوت والسينمات أيضا كان بها مشكلة، وقررت أن أعرف أسرار الصوت وذهبت
لمكتب يوسف شاهين لأسأل عن كيفية تحقيق ذلك، وقالوا لى إن هناك دورة فى
فرنسا، لكن تكلفتها أعلى من كل أعمالى.
وأضاف: فى فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» قررت أن أقدم
فيلما يتحدث عنه كل الناس، وتكلفة إنتاج الفيلم كاملا بلغت نحو 950 ألف
جنيه حسب معلوماتى وحققنا 27 مليون جنيه.
كما تحدث سعيد حامد عن كواليس فيلم «همام فى أمستردادم»،
وقال: المنتج محمد العدل قال إن الفيلم سيسافر إلى براغ، وقررت ألا أسافر
مع الفريق وفوجئت حينما وصلوا أن نيجاتيف الفيلم لم يصل، وكلمنى خالد حماد
وقال لى «النيجاتيف ضاع»، وفضلنا جميعا لمدة 48 ساعة فى حالة صعبة، وعرفنا
أن الحقائب أُخذت إلى أمريكا بالخطأ، وكان هذا الفيلم السبب فى نقلة الصوت
فى السينمات القديمة.
وحرص المنتج محمد العدل على إلقاء كلمة قال فيها: حينما
ذهبت لنعمل سويا فى صعيدى فى الجامعة الأمريكية، ذهبت لأشاهد فيلم الحب فى
التلاجة وانبهرت وقاسينا فى فيلم همام فى أمستردام، وعملنا طفرة فى السينما
بسبب صعيدى فى الجامعة الأمريكية، وأشكر مهرجان الإسكندرية على تكريمه له.
وتحدث الناقد طارق الشناوى عن سعيد حامد: «سعيد حامد صادق،
وهو لا يتحدث سوى باللغة المصرية رغم أنه سودانى وهو من المخرجين الذين
أحدثوا نقله كبيرة فى السينما، وصعيدى فى الجامعة الأمريكية نقلة فى
السينما وحركت الجيل الأسبق والقادم وعلى سبيل المثال عادل إمام غير من
فكره بناء على فيلم «صعيدى فى الجامعة فى الأمريكية»، وغير فى تفاصيل فيلم
رسالة إلى الوالى بسبب سعيد حامد، الذى صنع أبجدية للكوميديا ستظل باقية.
وخلال ندوة للاحتفاء بالمخرج محمد عبد العزيز والذى تم
تكريمه فى حفل افتتاح المهرجان، وعرض فى بداية الندوة فيلم به لقطات لأبرز
أعماله.
وتابع محمد عبد العزيز: سعيد جدا بتكريمى فى مهرجان
الإسكندرية السينمائى، وصلاح أبو سيف كان سبب عشقى لمجال السينما وتشرفت
بانضمامى لمعهد السينما فى دفعة ضمت حسين فهمى وسمير فرج، وتخرجنا وبدأت
رحلة البحث عن مكان لى فى خريطة الإنتاج السينمائى عقب تخرجى عام 1964،
وعملت مع مجموعة كبيرة من المخرجين وأول فيلم لى كان يحمل اسم «صور
ممنوعة»، ثم فيلم اسمه «امرأة من القاهرة»، وكنت بعيدا عن الكوميديا إلى أن
نجحت فى الحصول على أول فرصة لتقديم عمل كوميدى وبدأت الرحلة وقدمت خلال
مشوار طويل حوالى 67 فيلما روائيا و3 مسرحيات و٢٠ مسلسلا.
وتحدث عن علاقته بعادل إمام: عرفت عادل إمام وأنا مساعد
مخرج فى فيلم «الليلة السعيدة»، ورشحت عادل إمام للعمل، وانتظرته فى حى
العمرانية ووافق.
وتابع: «قلنا له هل تعرف أن تقود سيارة فقال لى نعم وفى أول
مشهد له بالسيارة دخل فينا وحطم الكواليس فقولت له ضاحكا «قولتلى بتعرف
تسوق»، قالى أضيع الدور منى يعنى، وعملنا سويا بعدها عددا من الأعمال حتى
حنفى الأبهة.
وحرص المخرج عمر عبد العزيز على إلقاء كلمة عن شقيقه المخرج
محمد عبد العزيز وقال: «تعلمت درسا فى بدايتى من محمد وهو أن أقدم أفلاما
بها فكرة لقضايا جادة وهذا أمر محسوب للسينما المصرية».
وأضاف مدير التصوير سمير فرج: محمد عبد العزيز صديقى وأخى
وله أفضال كثيرة على كل من حوله، وعلاقتنا بدأت حينما كنت مساعد مصور،
وكانت لدينا مواقف كوميدية سويا لا تنسى.
وقال د. خالد عبد الجليل مستشار وزارة الثقافة لشؤون
السينما: محمد عبد العزيز نجح فى تقديم أفلام عديدة تحمل قضية هامة رغم
أنها مسلية، وكان يدرك أهمية أن يكون ترسا فى عجلة الصناعة، وهو يظلم كثيرا
حينما يقال عنه إنه مخرج كوميدى، لأنه ناقش كل القضايا فى أعماله، واستثمر
علاقاته بالنجوم ليقدم أفلاما مهمة.
وقال محمود حميدة: شرف لى أن أكون فى دورة يكرم فيها محمد
عبد العزيز وتحمل اسمى، وهو معلم كبير جدا، ورغم أننى لم أعمل معه إلا أن
نصائحه مكنتنى من تعديل سلوكى فهو معلم طوال الوقت، ودائما يوجه نصيحته
بهدوء ودون انتظار إجابة.
وأضافت المخرجة هالة خليل: عرفت المخرج محمد عبد العزيز
بعدما تخرجت وفوجئت بأنه يرى عملى ويدعمنى كثيرا دون انتظار إجابة لأنه يحب
مساعدة الغير، ولديه شعور بالأبوية نحونا ولا يغير من أحد، وجاء معى
السينما أيام عرض فيلم نوارة، ورغم سوء السينما جلس وشاهد الفيلم كاملا ولم
يعلق على سوء حالة السينما، بل ركز فقط على الفيلم والدعم والحب والعطاء.
وحرص السيناريست عاطف بشاى على توجيه كلمة قال فيها: محمد
عبد العزيز درة غالية فى السينما المصرية والفضل الأكبر والأعظم لدور محمد
عبد العزيز أنه حينما نتذكر شكل الكوميديا الآن نجدها تبكى وتنتحب حزنا على
ما يحدث بها من إسفاف أما محمد فقد استطاع أن يصنع كوميديا خفيفة وحقيقية
منذ اللحظة الأولى له.
وقال الناقد طارق الشناوى: استفدنا كثيرا من محاضرات محمد
عبد العزيز، وحينما نقول إنه مخرج كوميدى فنحن بذلك لا نظلمه بل نكرمه،
وأنا أتيح لى من قبل أن أقوم بعمل كتاب عن ابنه كريم عبد العزيز وعرفت منه
أنه صارم جدا معه، حتى إنه حينما فكر فى أن يدخل معهد السينما اعترض محمد،
وقرر أن يتنحى فى هذا العام من كل شىء له علاقة بالامتحانات فى المعهد. |