ملفات خاصة

 
 
 

الدورة 38 لمهرجان الإسكندرية السينمائي.. "اضحك للسينما تضحك لك"

وائل سعيد

مهرجان الإسكندرية السينمائي

الدورة الثامنة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط فعاليات نُسخته الثامنة والثلاثين التي استمرت على مدار ستة أيام، 5-10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتنافس هذا العام ما يزيد عن السبعين فيلمًا بمشاركة 29 دولة عربية وأجنبية، منها 36 فيلمًا عرض عالمي أول، فيما بلغ عدد العروض الأولى على مستوى الشرق الأوسط عشرة أفلام، و12 فيلما عرض أول في مصر بالإضافة إلى عدد من الأفلام تُعرض خارج التنافس، وكان شعار الدورة "اضحك للسينما تضحك لك"، واستضاف مسرح مكتبة الاسكندرية حفلتي الافتتاح والختام من إخراج محمد مرسي. 

شارك الفنان محي إسماعيل بموقف كوميدي ضمن فعاليات الافتتاح لا يُعرف إن كان مخططًا له أم أنه مرتجل- ولكن الاحتمال الأكبر ألا يكون مرتجلًا، فدائمًا ما يُفاجئ إسماعيل جمهوره من وراء الكواليس حتى أصبحت فقرة متكررة في عدد من المهرجانات خلال السنوات الماضية سواء سينمائية أو مسرحية. ففي أثناء تكريم محمود حميدة كان يقف بجوار رئيس المهرجان يُتابعان فيلمًا قصيرًا يُعرب فيه حميدة عن شكره وامتنانه لهذا التقدير ويحكي عن طقوسه مع الإسكندرية صيفًا وشتاءً، وإذ بمحي إسماعيل يقتحم المسرح صائحًا للجمهور "ستوب". ووسط التصفيق الحاد يعترض إسماعيل على تسمية الدورة باسم محمود حميدة ويتساءل لماذا لا تكون دورة محي إسماعيل؟ ثم يحكي عن يومه وكيف جهز نفسه واستيقظ من الفجر وركب "أوبر" وقام بشراء بدلة وحذاء جديدين لحضور الحفل. بعد ذلك يتدارك إسماعيل ويقول "أنا عرفت ليه محمود حميدة" مُعددًا مزاياه السينمائية والإنتاجية وحبه للعب البلياردو.

"شارك الفنان محي إسماعيل بموقف كوميدي ضمن فعاليات الافتتاح لا يُعرف إن كان مخططًا له أم أنه مرتجل- ولكن الاحتمال الأكبر ألا يكون مرتجلًا، فدائمًا ما يُفاجئ إسماعيل جمهوره من وراء الكواليس حتى أصبحت فقرة متكررة في عدد من المهرجانات"

قدّم محي إسماعيل على مدار مشواره الفني كاراكتر الشخصية النفسية، بداية من فيلم "الأخوة الأعداء، 1974"، ودائما ما يُردد أنه أول من ابتكر منهج "السايكو دراما" الذي جسد من خلاله 17 عقدة تُعتبر هي عُقد الإنسان النفسية المُتعارف عليها، ولكن المؤكد أن كاراكتر إسماعيل الذي يتبعه في الحفلات والبرامج ومن خلال السوشيال ميديا يُضاف إلى هذه العقد السابقة.

قبل انطلاق دورته الجديدة، أثار مهرجان الأسكندرية السينمائي الكثير من الجدل مرتين، مرة حين ألغى الاحتفال بمئوية ميلاد الموسيقار متعدد المواهب منير مراد، على خلفية عدم التأكد من تاريخ ميلاده الحقيقي، أما الأخرى فكانت بسبب استفتاء قائمة أهم 100 فيلم كوميدي في تاريخ السينما المصرية.
القوائم.. هنا والآن

في عام 1996 احتفلت السينما المصرية بمرور قرن على بداية عرض أول فيلم في مصر تحت عنوان "100 سنة سينما"، كان من ضمن الاحتفالية استفتاء قام به مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته العشرين لاختيار قائمة بأفضل 100 فيلم مصري في القرن العشرين، اشترك في هذا الاستفتاء العديد من النقاد والسينمائين وأشرف عليه الكاتب سعد الدين وهبة، رئيس المهرجان في هذا الوقت. حظي المخرج يوسف شاهين بأكبر عدد من الأفلام في القائمة، يليه مخرج الواقعية صلاح أبو سيف بفارق فيلم واحد، فيما تصدر الكاتب نجيب محفوظ قائمة المؤلفين ويليه الكاتب يوسف السباعي، أما في مجال التمثيل فكانت الصدارة للفنان القدير محمود المليجي.

منذ ذلك الحين وعلى مدار ربع القرن الفائت، كثيرًا ما خرجت مطالبات بإعادة النظر في تلك القائمة أو على الأقل تحديثها لتضم عددًا من الأفلام أُنتج خلال هذه الفترة وتستحق أن تكون ضمن أهم الأفلام. كانت المشكلة التي تواجه الباحثين هي الطريقة؛ هل يتم وضع قائمة جديدة تُضاف للقديمة أم يتم استكمالها بالجديد، وعلى هذا بقيت القائمة ثابتة ومشروع تحديثها ظل مُعلقًا لحين أن يجد جديد في المسألة.

"حرصت لجنة اختيار الأفلام في تشكيلها على أن تُمثل أجيالًا وتيارات مختلفة، في ضوء تواجد مُلفت لجيل الشباب بداية من المشرف على وضع الاستفتاء الناقد أحمد شوقي، رئيس لجنة تحكيم النقاد "فيبريسي" في الدورة الفائتة من مهرجان "كان""

ولا شك في أن فكرة القوائم - حتى العالمية منها- دائمًا ما يكون مصيرها التأرجح بين الرفض والقبول سواء في مُجملها أو على المستوى الفرعي، وهو ما حدث مع قائمة مهرجان الإسكندرية السينمائي في استفتاء أهم 100 فيلم كوميدي في تاريخ السينما المصرية في دورته الحالية وبالتعاون مع الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، الجهة المُنظمة للمهرجان، حيث استنكر البعض وجود أفلام مثل "بحب السينما أو انتبهوا أيها السادة" ضمن القائمة باعتبار أنها أفلام اجتماعية في المقام الأول وإن تخللها الحس الكوميدي. كما تم معارضة بعض الأفلام كـ "طير أنت. اللمبي. اللي بالي بالك وقلب أمه" وهو من أحدث الأفلام إنتاجا في القائمة- 2018، وأيضا لم يفلت فيلم "فوزية البرجوازية" من الانتقاد إلا أن كاتب سيناريو الفيلم السيناريست عاطف بشاي كتب في جريدة "المصري اليوم" عقب إعلان الاستفتاء موضحًا أهمية الفيلم تاريخيًا والتي بدأت في مطلع الثمانينيات "عندما شرع التلفزيون المصري فى تمويل أفلام روائية طويلة تُصور بكاميرا سينمائية، وتقدم سينما جديدة جادة مختلفة عن الأفلام المعروضة السائدة الخاضعة لمتطلبات السوق التجارية، بعد توقف مؤسسة السينما عن الإنتاج وسيادة القطاع الخاص".

تكونت لجنة اختيار الأفلام من 32 اسمًا، ما بين نقاد سينما مثل كمال رمزي. ماجدة خير الله. عصام زكريا ومخرجين، أمير رمسيس والمخرج السوداني أمجد أبو العلا، وأكاديميين، د. ناجي فوزي ونادر رفاعي، بالإضافة لكاتب السيناريو هيثم دبور، وحرصت اللجنة في تشكيلها على أن تُمثل أجيالًا وتيارات مختلفة، في ضوء تواجد مُلفت لجيل الشباب بداية من المشرف على وضع الاستفتاء الناقد أحمد شوقي، رئيس لجنة تحكيم النقاد "فيبريسي" في الدورة الفائتة من مهرجان "كان". وفي رده على بعض الانتقادات في اختيار الأفلام أكد شوقي أن القائمة - مثل غيرها- لا تُعبر بالضرورة عن الرأي العام الذي لا يمكن تمثيله بأي شكل من الأشكال لشسوع ذائقته وتعدد معايره، وأن القائمة تُسجل فقط أنه في هذه الفترة الزمنية ارتأت مجموعة من السينمائيين أن هذه الأفلام يمكن تجميعها في قائمة لأهم الأفلام الكوميدية في السينما المصرية، وهو أمر سيبقي مطروحًا للنقاش والحذف والتعديل مُستقبليا.

استحوذ عادل إمام على أكبر عدد من الأفلام المختارة، ومن المخرجين فطين عبد الوهاب، ومن كتاب السيناريو أبو السعود الابياري، فيما تم اختيار جميع أفلام الفنان نجيب الريحاني ضمن القائمة.

برنامج وأفلام

إلى أي جهة يُنسب الفيلم؟ سؤال ظل كثيرًا محلًا للخلاف - ربما إلى الآن- فهناك من يرى أن هوية الفيلم تتبع بلد الإنتاج أو البلد التي صور على أرضها، أما الرأي الغالب فأرجع هوية الفيلم إلى المخرج بصفته المسؤول الرئيسي عن جميع العناصر؛ خصوصًا في ظل الإنتاج المشترك الذي يُسيطر على كافة سينمات العالم الآن. في سنة 1923 تم عرض فيلم صامت قصير من 16د بعنوان "برسوم يبحث عن وظيفة" للسينمائي الشامل محمد بيومي الذي يُعد رائد السينما المصرية وبذلك تُكمل السينما المصرية بعد عدة شهور مئويتها الأولى، ففي هذا العام انتقلت صناعة السينما من صنع في مصر إلى الإنتاج المحلي الكامل، فعزيزنا بيومي كان يمتلك عدة مهارات ويعمل بـ "السبع صنايع" كما يقال، كتب بجانب الإخراج وصور ووضع الموسيقى، وفيما بعد قام بتصنيع آلات تصوير محلية الصنع وبعناصر شعبية، ولم يُكرم بيومي حتى الآن سواء في حياته أو بعد الممات.

اختارت إدارة المهرجان أن يكون فيلم "برسوم" هو فيلم افتتاح الدورة الجديدة، لا سيما وأن أحداثه تدور في إطار كوميدي يرصد مستوى المعيشة في مصر آنذاك من خلال رحلة الشيخ متولي- بشارة واكيم في ظهوره الأول على شاشة السينما. في سياق مُشابه، تم الاحتفال بمئوية السينما التونسية وذلك بعرض فيلم "زهرة" وهو فيلم صامت 30د تم عرضه لأول مرة عام 1922 إخراج ألبير شمامة، ويأتي هذا التكريم ضمن إعلان عام الثقافة المصرية- التونسية ولذلك تحل تونس دولة ضيف الشرف لهذا العام.

"تم الاحتفال بمئوية السينما التونسية وذلك بعرض فيلم "زهرة" وهو فيلم صامت 30د تم عرضه لأول مرة عام 1922 إخراج ألبير شمامة، ويأتي هذا التكريم ضمن إعلان عام الثقافة المصرية- التونسية ولذلك تحل تونس دولة ضيف الشرف لهذا العام"

تنوع البرنامج الموازى لعرض الأفلام بين عدة فعاليات منها ندوات تكريمية وماستر كلاس بجانب جولات سياحية للضيوف الأجانب لمكتبة الإسكندرية. وشمل برنامج التكريم عدة أسماء من بينها المخرج محمد عبد العزيز، حيث حصل على وسام البحر المتوسط، وقدم عبد العزيز مجموعة كبيرة من الأفلام كان للفنان عادل إمام نصيب كبير منها مثل "خلي بالك من جيرانك. على باب الوزير. وحنفي الأبهة". ومن التكريمات الدولية تم تكريم الممثلة الفرنسية ماريان بورجو التي بدأت مشوارها في التمثيل منذ الستينيات بمسلسل "اتهام"، وحصلت بورجو على العديد من الإشادات النقدية داخل وخارج فرنسا كما رشحت لجوائز عدة عن أفلام "الطلاق. الهوية السمراء. تمنى لي حظًا طيبًا". وذهب التكريم الثاني للمخرجة نورا أرماني وهي ممثلة ومخرجة ومنتجة أميركية، ولدت في مصر من أصول أرمنية، تعمل حاليًا المدير الفني لمهرجان الفيلم الاجتماعي في نيويورك.

ترأس المخرج خيري بشارة لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي ذهبت جائزتها للفيلم الجزائري "سوالا" كأفضل فيلم، إخراج صلاح إسعاد، بالإضافة إلى جائزة رمسيس مرزوق في التصوير، وسبق أن حصد الفيلم جائزة مهرجان مالمو للسينما العربية كأفضل فيلم روائي طويل خلال دورتها الثانية عشرة. يقول المخرج في حوار سابق أن الفيلم مُستوحى من القصة الحقيقية لبطلته "سولا بحري". كما حصد فيلم "الزبالين- تأليف أحمد إيهاب وإخراج مهند الكاشف" جائزة أفضل فيلم قصير، وفاز في مسابقة أفلام الطلبة التي يترأسها مدير التصوير سمير فرج فيلم "صباح الخير يا جاري – إخراج مرام علي" بالجائزة الأولى، فيما حصد فيلم "مستحية – إخراج رحمة ياسر" الجائزة الثانية.  

إصدارات وعناوين

شهدت الدورة الجديدة إصدار 11 كتابًا تنوعت بين إصدارات المهرجان وسلسلة كتاب السينما التي تصدر عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما وكلاهما -المهرجان والجمعية- برئاسة الناقد الأمير أباظة، الذي يُكمل بهذه الدورة من المهرجان عشر سنوات متقلدًا للمنصب يقول عنها في كلمته التي تصدرت جميع إصدارات المهرجان "عشر سنوات تمضي ومعها قصة كفاح حقيقية من أجل أن يتبوأ هذا المهرجان مكانته التي يستحقها بعد سنوات صادفت فيها حظًا عاثرًا".

لعل أكثر العناوين إثارة للدهشة في كتب العام هو "دنيا.. بنت سمير ودلال" من تأليف الناقد طارق الشناوي، وهو كتاب تم وضعه ضمن تكريم الفنانة الشابة بدورة المهرجان. ورغم أن الشناوي يُعد من المخضرمين في المجال؛ إلا أن التعبير خانه في هذا العنوان حتى وإن كان المقصود به المثل الشائع "ابن الوز العام". يتكون الكتاب من مقدمة تتتبع مسيرة دنيا ثم حوار مطول معها بالإضافة إلى مجموعة من المقالات القديمة للمؤلف نُشرت وقت عروض أفلام لدنيا مثل "أنا وخالتي. الفرح. طير أنت. لف ودوران" ومن ضمنها أيضًا مقال عن أحدث الأفلام - عرض هذا العام- "تسليم أهالي" والذي جمع الممثلة الشابة مع والدتها الفنانة دلال عبد العزيز في آخر ظهور لها.  

"يأتي كتاب د. وليد سيف "فطين عبد الوهاب.. ساحر الكوميديا" من أكثر الكتب الصادرة تماسكًا واتساقًا على مستوى تشبع المناطق المستوفاة وتقديم الشخصية وتتبع مسيرتها"

كتاب آخر لا يقل إدهاشًا في عنوانه من تأليف السيناريست عاطف بشاي "محمود حميدة.. نجم الفن السابع" الذي تحمل الدورة اسمه، وفي هذا - التخصيص- الذي يحمله العنوان ثمة إجحاف لأسماء عديدة وكبيرة تُعد نجومًا في سماء هذا الفن وإن انضم إليهم اسم حميدة فلن يكون سوى نجم بين النجوم الأخرى. وفي العموم حمل الكتاب احتفاءً كاد أن يقترب من المغالاة أحيانًا أو المبالغة التي لا تخلو من تغليب المشاعر والهوى الشخصي، وهو يُفصح عن هذا بداية من مقدمة الكتاب فيقول عن حميدة "هو الدرة الغالية في أحداق السينما المصرية.. العزف المبهر واللحن الشجي في مواسم المبدعين الكبار.. يشع وهجًا براقًا ونبلًا في الأداء وفي التعبير والتقمص.. يستدعي كل مهارات الإبداع وعصارة ثقافته العريضة".

في إطار كتب المكرمين أيضًا هناك كتابان أحدهما بعنوان "إمام عمر.. مذيع الزمن الجميل – إعداد أحمد سعد الدين" وينقسم إلى جزأين، خصص الأول لحديث عمر عن رحلته الفنية الطويلة متطرقًا إلى بعض المحطات الهامة من خلالها وعدد من الأسماء، فيما تضمن الجزء الثاني شهادات مجمعة من عدد من السينمائيين والإعلاميين والصحافيين عن تجربة هذا الإذاعي، من بينهم الإعلامية سناء منصور، ومدير التصوير سعيد شيمي، الذي يحكي عن بداية تعارفه بإمام بطريقته السينمائية البسيطة التي يتبعها في الكتابة عن رفقاء الطريق من جيله: "ما اسمك؟ إمام عمر.. أنت ابن حسن إمام عمر. لا هو عمي، بتحب الفرجة على أفلام السينما؟ قال إنها هوايتي.. من تلك اللحظة بدأت صداقة العمر".

أما الكتاب الآخر فبعنوان "سعيد حامد.. رائد السينما الشبابية" من تأليف عرفة محمود، وفيه حوار مطول مع حامد يستدعي من خلاله البدايات وكيف قامت والدته بعمل "عزومة" مكونة من "الزلابية والشاي بالحليب" احتفالًا بمسرحيته الأولى التي عرضها تليفزيون السودان. ويُخصص باقي الكتاب لمقالات مجمعة عن أفلام سعيد حامد وسينماه.

شملت الإصدارات أيضًا كتابين عن الكوميديان إسماعيل يس والفنان سمير صبري الذي رحل عن دنيانا منذ شهور، بالإضافة إلى كتابين عن الموسيقار علي إسماعيل والمونتير سعيد الشيخ، أحد العلامات الرائدة في فن المونتاج بمصر. بالإضافة إلى كتاب عن حياة المصورة أبية فريد، وهي أول امرأة تعمل كمديرة تصوير في المنطقة العربية، تخرجت من المعهد العالي للسينما بأوائل السبعينيات وكانت الأولى على دفعتها، عملت في بدايتها كمساعد مع كبار المصورين إلا أنها لم تقدم سوى عدد قليل من الأفلام حيث رحلت مبكرًا وهي في منتصف الأربعين.

أخيرًا يأتي كتاب د. وليد سيف "فطين عبد الوهاب.. ساحر الكوميديا" من أكثر الكتب الصادرة تماسكًا واتساقًا على مستوى تشبع المناطق المستوفاة وتقديم الشخصية وتتبع مسيرتها، حيث دائمًا ما نرى الكتب الخاصة بالمهرجانات تخضع لتوقيتات زمنية تأتي في أغلب الأحيان غير مناسبة لعملية البحث والقراءة، وتكون النتيجة احتفاء وقتيًا بالمناسبة فقط وليس كتابًا بالمعنى المطلوب.  

 

ضفة ثالثة اللندنية في

13.10.2022

 
 
 
 
 

قراءة فى كتاب عاطف بشاى

محمود حميدة.. النجومية فى زمن الكبار

كتب مى الوزير

 «هو الدرة الغالية فى أحداق السينما المصرية. يشع وهجًا برَّاقا ونبلًا فى الأداء والتعبير والتقمص، يتمتع بقامة سامقة ممشوقة، وعينين ثاقبتين مضيئتين بألق الإبداع، وسيم المحيا والملامح الجذابة الآسرة، كأنه فرس نافر فى الغمام، مترفع بوهج الكبرياء يحتضن ديوانًا من الشعر لفؤاد حداد. تخشى الاقتراب من حضرته رهبة ووجلًا، لكن انطباعك المتعجل يكشف خطأ تصورك عنه، فما إن يأنس إليك حتى يتبدى لك وجهه الحقيقى،  وروحه حلوة الشمائل التى تحمل فيضًا من الألفة والود والبساطة. ثمة عزة نفس تزينها واعتداد بالموهبة الطاغية تشملها».

بهذا الوصف كانت مقدمة السيناريست عاطف بشاى فى كتابه «محمود حميدة.. نجم الفن السابع»، الصادر ضمن مطبوعات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ 38، التى تحمل اسم محمود حميدة.

البداية الصعبة

استهل بشاى الكتاب بالفترة الصعبة التى ظهر فيها محمود حميدة وكان من الصعب فيها اختراق دائرة النجومية، حيث كانت الساحة محتشدة بنجوم ساطعة مثل محمود ياسين وحسين فهمى ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى وعادل إمام. وكانت بدايته تليفزيونية فى عام 1986، حينما أسند إليه المخرج أحمد خضر دور البطولة فى مسلسل «حارة الشرفا» من تأليف محمد جلال عبدالقوى. وكان قد اعتذر عن الدور أحمد زكى،  فاختار المخرج الوجه الجديد محمود حميدة ليمثل لأول مرة فى التليفزيون. ثم تلاه بمسلسل «الوسية»، الذى كان بداية شهرته كممثل يلفت الأنظار. وبدأت رحلة انطلاقه، وكانت أول محطة له فى السينما قيامه بالبطولة الثانية أمام أحمد زكى فى فيلم «الإمبراطور» فى عام 1990. وبدت السينما كأنها كانت تنتظره فيصعد فيها كالصاروخ ويصبح القاسم المشترك الأعظم فى أفلام بداية التسعينيات.

وقد استطاع محمود حميدة بإصرار ودأب ورغبة عارمة أن ينهل من اتجاهات متباينة من خلال التواصل مع تجارب ورؤى مختلفة لمخرجين من أجيال مختلفة، بل لعله يمثل قلة من النجوم الذين عملوا مع كافة الأجيال السينمائية فى تنوع هائل يعكس توجهات فنية متفاوتة فى الشكل والمضمون والذائقة الجمالية ووسائل التعبير عن مدارس متعددة وعن مراحل زمنية مختلفة فى أبعادها الفكرية والسياسية، ابتداءً من جيل يوسف شاهين حيث تعاون معه فى أربعة أفلام هى «المهاجر، المصير، الآخر، إسكندرية نيويورك». وكذلك حسين كمال ونادر جلال وأحمد يحيى وسمير سيف وعلى بدرخان ورأفت الميهى. ثم مع جيل لاحق يحمل شعار «السينما الجديدة» ممثلًا فى محمد خان وخيرى بشارة وعاطف الطيب.

البطولة الأولى

نقطة الانطلاق أو الاستهلال الجيد أو «المقدمة المنطقية» بلغة الدراما أو البداية الحقيقية لمحمود حميدة فى مشوار نجوميته، التى تبرز من خلالها إمكانياته التعبيرية الحافلة التى تشى بجواهر ثمينة لموهبة كبيرة فى فن الأداء التمثيلى،  جاءت بعد ظهوره فى عدة أفلام فى أدوار متنوعة كممثل مساعد منها فيلم «الإمبراطور» الذى لعب بطولته أحمد زكى.

جاءت فرصة محمود حميدة لاعتلاء عرش البطولة فى توقيت حرج للسينما المصرية التى تحفل بنجوم كبار يسيطرون على الشاشة الكبيرة، فأحمد زكى كان مرشحًا لبطولة فيلم «فارس المدينة» لكنه اعتذر للمخرج محمد خان، فرشح له كاتب السيناريو والحوار للفيلم فايز غالى،  محمود حميدة، الذى لم يكن محمد خان يعرفه أو شاهده على الشاشة، وطلب أن يلتقى به، ووافق على الفور بمجرد رؤيته، ليصبح حميدة بطلًا لأول مرة فى فيلم «فارس المدينة». ورغم أن السينما كانت تبحث عن نجم جديد ينضم إلى نجومها الراسخين، فإن محمد خان خاض تجربة إنتاجية قاسية حين فرض أباطرة صناعة السينما من المنتجين والموزعين قيودًا صعبة فى التمويل وميزانية الفيلم وأجور الممثلين وشروطًا مجحفة فى التوزيع، مما دفعه إلى المغامرة والقيام بإنتاج الفيلم، واستطاع من خلال الاستدانة من بنك التنمية تمويل الفيلم، ليقدم محمود حميدة كبطل للعمل على مسئوليته الشخصية، وبالفعل ينجح حميدة فى القيام بالدور البطولى الأول الذى يبرهن فيه المخرج على جدارته وتفوقه فى تجسيد شخصية فارس، ويقبض بامتياز على اهتمام المشاهد وإعجابه.

ومن هنا يبدأ الكاتب عاطف بشاى فى التحليل النقدى للشخصيات التى قدمها محمود حميدة خلال مشواره منذ قدم «فارس المدينة» عام 1993 وهو بمثابة نقطة الانطلاق، مرورا بـ«الغرقانة»، و«حرب الفراولة». وكذلك تعاونه الأهم مع رأفت الميهى فى عدد كبير من الأعمال المهمة مثل «قليل من الحب.. كثير من العنف»، خاصة أن الميهى لم يكن مجرد مجرد كاتب سيناريو وحوار لا يتكرر، ولا مخرج كبير يقدم أفلامًا مميزة، ولا منتج جيد يحقق رؤية راقية لتلك الأفلام، ولكنه كان مفكرًا سينمائيًا يصوغ رؤية فلسفية تمتد من واقع اجتماعى وسياسى متغير إلى أطروحات بالغة الغور والعمق والتعقيد، تشمل الإنسان والكون والوجود فى إطار من السخرية المريرة من ذلك الواقع.

معادلة حميدة

تحدث الكاتب عاطف بشاى عن إحدى العلامات المضيئة فى حياة هذا الفنان الاستثنائى المخلص لثقافته وفنه والمؤمن بكل ما هو صادق وبكل ما يشبهه، موضحًا أنه من أنصع صفحات تجربة محمود حميدة السينمائية وأخصبها وأكثرها عطاءً وقيمةً فى مشواره الفنى المضيء، والذى يمثل حصادًا فريدًا هو حماسه واندفاعه الخلاق لمساندة هذا الجيل من المخرجين السينمائيين الرائعين الذين شكلوا ملامح سينما مصرية جديدة، بحيث نشعر أنه ينتمى إليهم، يشاركهم فى رؤيتهم الفنية ويتسق معهم فى جموح أحلامهم، وعذابات معاناتهم، وطموحات خيالهم، وشطحات تمردهم الفنى،  وجسارتهم فى طرح أفكارهم.

تجاوز «حميدة» كل ما هو تقليدى ومألوف وسائد إلى أشكال فنية مختلفة ومغايرة أكثر تطورًا وشمولًا. وهو أيضًا يشارك مشاركة رائعة مع الجيل اللاحق المعاصر المتمرد، الذى يقود حركة جودة فى تدشين اتجاهات السينما البديلة والتغريب والفانتازيا والتجريد والرمزية والعدمية والكوميديا السوداء، وتجلت هذه السينما فى أميز صورها بالتعاون مع أسامة فوزى فى ثلاثة أفلام من أهم أفلام تلك المرحلة، وتعتبر أيضًا من أهم الأفلام التى قام محمود حميدة ببطولتها، وهى «جنة الشياطين» و«عفاريت الأسفلت» و«بحب السيما»، وكذلك مع كاملة أبو ذكرى فى «ملك وكتابة» و«يوم للستات»، وهالة خليل فى «نوارة» وخالد مرعى فى «آسف على الإزعاج»... وغيرهم الكثير.

الفنان المستقل

والحقيقة التى تفرض نفسها فى مسيرة محمود حميدة وتجعل منه استثناءً فريدًا ووجهًا مضيئاً ومشرقًا فى تاريخ الفن السينمائى المصرى،  أنه ليس مجرد ممثل قدم للسينما العديد من الأدوار المميزة، بل إنه يمثل بمفرده مؤسسة سينمائية رائعة تسير على قدمين، فقد استطاع فى مشواره المرهق المثير والوثاب والطموح أن يؤسس لكيان شمولى يجمع بين التمثيل والإنتاج والتوزيع فى بوتقة بدأت بالدراسة الأكاديمية والعملية، حيث سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية فى سنوات متتالية لتعلُّم فن أداء الممثل،  وعاد لتطبيقه عمليًا فقام بإنشاء «ستوديو الممثل» مستعينًا بأهم المتخصصين من الأساتذة والمحاضرين، بهدف أن يكون مركزًا لتدريب وصقل المواهب الشابة، إيمانًا منه بضرورة امتزاج الموهبة والمنهج العلمى،  ليكون نتاج ذلك تمويل هذه الصناعة بكوادر فنية لمسايرة التطور السريع والهائل لهذه الصناعة فى أوروبا وأمريكا ودول العالم المختلفة.

كما قام بتأسيس شركة البطريق للإنتاج الفنى والخدمات السينمائية فى عام 1996، والتى قدمت العديد من الأعمال الفنية، سواء من إنتاجها الخاص أو القيام بأعمال المنتج المنفذ لجهات أخرى. ويعتبر فيلم «جنة الشياطين» الذى قامت الشركة بإنتاجه من أهم الأعمال السينمائية التى أنتجت فى مصر، والذى اعتبره النقاد واحدًا من أهم مائة فيلم منذ قيام صناعة السينما فى مصر حتى يومنا هذا. وفى عام 1997 قام بتأسيس وإصدار مجلة «الفن السابع» وهى أول مجلة سينمائية متخصصة بصناعة السينما فى الشرق الأوسط.

 

####

 

الإسكندرية فى دورة محمود حميدة

ملخـص مشاهـدات الأيـام الستـة

الإسكندرية - مى الوزير

الإسكندرية المحطة السينمائية الأولى فى العالم، على أرضها تم عرض أول فيلم سينمائى فى التاريخ للأخوين لوميير، كانت وما زالت منارة للفكر والفن والثقافة، على مدار 6 أيام كان محبو وعشاق الفن السابع فى حضرة عروس البحر المتوسط، فى دورة متميزة من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، كانت فعالياتها لا تنطق سوى بالوفاء والامتنان لكل عشاق السينما من صناعها أمام الكاميرا أو خلفها.

انتهت دورة استثنائية بكل المقاييس حملت اسم النجم الكبير محمود حميدة، وتحت شعار «اضحك للسينما»، وهى سابقة أن يحتفى مهرجان سينمائى بالكوميديا التى تكاد تكون منسية فى المهرجانات الفنية.

 لذلك نرصد فيما يلى مشاهدات مجلة «صباح الخير» لتفاصيل الدورة 38 من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط..

الافتتاح بـ«فيلم قديم»

تبدأ ملامح الدورة بفيلم الافتتاح «برسوم يبحث عن وظيفة»، وهو أول فيلم روائى مصرى صامت فى تاريخ السينما المصرية، من تأليف وإخراج محمد بيومى وإنتاج عام 1923، وهى تكاد تكون المرة الأولى فى تاريخ المهرجانات السينمائية بأن تشهد الفعاليات عرض فيلم قديم فى الافتتاح.

تكريمات نجوم السينما

أما فيما يتعلق بتكريم صنّاع السينما، فكان أبرزهم المخرج سعيد حامد صاحب الطفرة الكبيرة فى السينما المصرية فى الألفية الجديدة، والذى قدم عددًا كبيرًا من نجوم الكوميديا، وكذلك المخرج صاحب التاريخ الكبير محمد عبدالعزيز، بالإضافة لعقد ندوة لتكريم أسماء عدد كبير من صنّاع السينما والنجوم الراحلين، مثل إسماعيل ياسين، وسمير غانم، وسمير صبرى،  وفطين عبدالوهاب، ومديرة التصوير أبية فريد والموسيقار على إسماعيل.

وكرم الناقد أمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى،  نجل مديرة التصوير أبية فريد مدير التصوير شريف شيمى،  وكذلك حفيد المونتير سعيد الشيخ.

كما كرمت إدارة المهرجان اسم إسماعيل ياسين بحضور أحفاده «سارة وسلمى»، لتتحدث الأولى عن جدها موضحة أن «الإسكندرية السينمائى» أول مهرجان يكرّم الفنان الكبير إسماعيل ياسين. كذلك تم تكريم اسم الموسيقار الراحل على إسماعيل بحضور ابنته.

أيضًا أقيمت ندوة للاحتفاء بالمخرج محمد عبدالعزيز، والذى تم تكريمه فى حفل افتتاح المهرجان، حيث يعد واحدًا من أهم المخرجين فى تاريخ السينما المصرية وصاحب اتجاه خاص فى الكوميديا ذات المضمون الاجتماعى والسياسى،  حيث قدم 67 فيلمًا روائيًا و3 مسرحيات و20 مسلسلا.

كذلك الإذاعى الكبير إمام عمر  والذى تم تكريمه فى حفل افتتاح المهرجان، وعلى هامش التكريم أقيمت ندوة عرض فيها أهم محطات مشواره الإذاعى الذى بدأ مع برنامج السينما عام 1976، وكيف أن بداياته فى الإذاعة وانطلاقته الحقيقية كانت من خلال رسائل مهرجان الإسكندرية.

نجم المهرجان.. محمود حميدة

أما ماستر كلاس للنجم محمود حميدة عن فن التمثيل فكانت أحد أهم الفعاليات المتميزة خلال المهرجان، حيث تخللها أسئلة مهمة من الحضور، تحت إدارة رئيس المهرجان الناقد الأمير أباظة. وبدأ الماستر كلاس بفيلم تسجيلى عن حياة محمود حميدة وأعماله، ثم قدّم محاضرة عن فن التمثيل استهلها بحديثه عن انتمائه لجيل يعتبر صناعة الفيلم عملًا جماعيًا يقوده رب العمل وهو المخرج، والجمهور الآن أصبح واعيًا للغاية فى معرفة صنّاع السينما وليس الممثل فقط.

كما يؤكد حميدة حرصه الدائم على أن تكون علاقته بكل صنّاع العمل جيدة، لأن الفن ليس تمثيلًا فقط، فهناك كثيرون يغفلون هذه العلاقات.

الدولة ضيف الشرف

على هامش تكريم السينما التونسية، أقيمت ندوة أدارتها الناقدة ماجدة موريس، بحضور المنتج التونسى حسن دلدول، والسفير التونسى محمد بن يوسف، والمخرج محمد عبدالعزيز، والمخرج عمر عبدالعزيز، ومدير التصوير سمير فرج، والسيناريست عاطف بشاى، والنجمة نورا أرمانى،  ومستشار وزير الثقافة الدكتور خالد عبدالجليل، تم فيها مناقشة الأفلام التونسية التى قدمت العديد من القضايا المهمة، خاصة قضايا المرأة.

جوائز الدورة 38

شهدت الدورة الـ 38 من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، والتى تحمل اسم الفنان محمود حميدة، عددًا كبيرًا من الأفلام من 23 دولة من دول البحر المتوسط، وعرض ما يقرب من 90 فيلمًا.

ترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل المخرج خيرى بشارة، وضمت فى عضويتها المخرج ميروسلاف مانديتك (البوسنة والهرسك)، والمخرج بريس كوفين (فرنسا)، والمخرجة جوليانا جامبا، والفنان أحمد الأحمد (سوريا).

وحصد جائزة أحسن فيلم بالمسابقة فيلم «سولا» للمخرج صلاح إسعاد الجزائر. بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «عمود رئيسى» من إخراج ماتيو تورتونى، سيناريو ماثيو جرانير، ماتيو تورتونى، وبطولة جوس لويس نازاريوس كامبيوس، داميان سيجوندو فوسباى،  ماكسيميليانا كامبيوس جوزمان.

كما فاز بجائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو فيلم «القلعة البيضاء» إخراج إيجور درلجاكا، وبطولة بالفى سميركيك، سوميجا دارداجان، جاسمن جيلجو .

ومنحت اللجنة جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل مناصفة بين بافل سيمريكيتش عن فيلم «القلعة البيضاء» وديلان تيرنى عن الفيلم الكرواتى «المحادثة» إخراج دومينيك سيدلر، وبطولة كاسبر فيليبسون، دايلان تيرنر، دوريس بيكنيك.

وذهبت جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة إلى الفنانة سامايا دارداجان عن فيلم «القلعة البيضاء»، والفيلم إخراج إيجور درلجاكا، وبطولة بالفى سميركيك، سوميجا دارداجان، جاسمن جيلجو.

وفاز بجائزة رمسيس مرزوق أفضل تصوير فيلم «سولا» للمخرج صلاح إسعاد من الجزائر. أما جائزة كمال الملاخ لأفضل عمل أول فيلم «الكوكب» سيناريو وإخراج أماليا أولمان، وهو بطولة أماليا أولمان، إلى أولمان، ساويرس بيرترام، زو شن، نيكو فيجالوندو.  

 

صباح الخير المصرية في

19.10.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004