ملفات خاصة

 
 
 

يوميات فينيسيا (1):

“ستيلا دالاس” عرض ما قبل الافتتاح

أمير العمري

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لو كان الأمر يقتصر فقط على مشاهدة الفيلم الذي يعرض في اليوم الذي يسبق الافتتاح الرسمي لمهرجان فينيسيا، طبقا للتقليد البديع الذي يتبعه المهرجان العريق منذ سنوات، ويميزه عن غيره من المهرجانات، بعرض إحدى تحف السينما الصامتة بمصاحبة أوركسترا تقدم عزفاً موسيقياً حيا يصاحب الفيلم، لكان هذا وحده، سببا كافيا عندي للذهاب إلى فينيسيا. أو أن هذا على الأقل شعوري الشخصي باعتباري من عشاق الكلاسيكيات السينمائية، وأرى أنها أصل وأساس (الفن) السينمائي. وقد وضعت كلمة (الفن) بين قوسين لأنني أعنيها، وأقصد التأكيد على أن الأفلام الروائية كانت تٌعامل عند ظهورها في أوائل القرن العشرين، باعتبارها أعمالا فنية تماثل أعمال الفن الرفيع.

أتاح لنا مهرجان فينيسيا خلال السنوات الأخيرة مشاهدة نماذج من التعبيرية الألمانية وغيرها من الكلاسيكيات، بعد أن تكون هذه الأفلام قد خضعت لعمليات الترميم والإنقاذ والتنقية ثم تحويلها إلى نسخ رقمية عالية النقاء 4k. وهي جهود تشارك فيها مؤسسات عديدة من بينها معامل مدينة السينما في روما.

هذا العام عرض قبل يوم الافتتاح في الثلاثين من أغسطس، الفيلم الأمريكي الكلاسيكي الصامت “ستيلا دالاس” Stella dallas الذي أخرجه هنري كنج وعرض عروضا عامة عام 1925. ويعود الفضل في ترميم وطباعة هذه النسخة الرائعة إلى متحف الفن الحديث في نيويورك بالتعاون مع مؤسسة الفيلم التي يشرف عليها المخرج الكبير مارتن سكورسيزي.

عرض الفيلم في مسرح “دارسينا” الكبير في جزيرة الليدو، الذي يستوعب نحو 1500 متفرج، وامتلأت مقاعده عن آخرها ليلة هذا العرض الاحتفالي الذي أحيته بالطبع وكانت من معالمه الأساسية، أوركسترا مكونة من 13 عازفا، يستخدمون الآلات الوترية والنحاسية، الناي إلى جانب التشيللو، والبوق، بالإضافة الى قائدها والى العازف الرئيسي على البيانو. وهي فرقة الأمريكية المتعددة الأعراق، وطبيعي أن قائد الفرقة يعرف بشكل دقيق المواقف المختلفة من الفيلم، ومتى يشير بالانتقال الى النغمة التالية علما بأن الموسيقى المصاحبة للعرض تستمر من بداية الفيلم الى نهايته من دون أي توقف، فهي تحل بديلا عن الحوار في معظم الأجزاء. ورغم ظهور بعض عبارات الحوار مكتوبة على الشاشة، إلا أن العبء الأكبر يقع على عاتق الموسيقى في التعبير عن المشاعر ونقلها لنا مباشرة. ولم المح في أي لحظة من لحظات هذ العرض البديع، أي ارتباك أو فوات للتطابق بين الصوت والصورة، أو بين الموسيقى والمواقف المختلفة.

الفيلم نموذج دال على حضور المرأة في صناعة السينما من البدايات الأولى، فقد كتبت له السيناريو الكاتبة “فرانسيس ماريون” مستندة إلى رواية المؤلفة “أوليفيا هيجنز براوتي”، وفي قلب الفيلم أي بطلته، امرأة هي شخصية “ستيلا” التي قامت بدورها “بيللي بينيت”، بينما قامت بدور ابنتها “لوريل” في مراحلها العمرية الثلاث من الطفولة الى الشباب ببراعة كاملة، الممثلة الشابة “لويس موران”.

ويروي الفيلم قصة ذا طابع ميلودرامي، عن فتاة (ستيلا) تنتمي للطبقة الفقيرة، تطمع في الزواج من رجل ثري، فتنجح في إغواء المهندس المحترم “ستيفن دالاس” (يقوم بدوره رونالد كولمان)، وتتزوجه ويعيش الاثنان معا حياة سعيدة وينجبان طفلة هي “لوريل”، لكن الأم “ستيلا” لا يمكنها التخلي عن حياة التصعلك والتدني فهي تتشبث بصداقتها مع رجل من محترفي سباق الخيل، لكنه أصبح الأن مدمنا للخمر، غريب الأطوار، يفرض نغسه عليها ولا يبدي أي احترام لها أو لابنتها، ومع ذلك فهي لا تريد أن تتخلى عنه، رغم ميله للمشاغبة والمشاكسة، وتنهار علاقتها بزوجها بعد أن ترفض أن تذهب معه الى نيويورك بعد أن حصل على ترقية كبيرة من الشركة التي يعمل لها، وتفضل البقاء بالقرب من صديقها المشاغب السكير “إد مان”.

لوريل ترفض وجود هذا الرجل في حياة أمها، فهي مرتبطة عاطفيا بوالدها الذي استجاب لوالدتها وتركها في رعايتها. وتمضي سنوات، وتكبر لوريل وتتفوق في دراستها، ولكن أمها أصبحت تمثل عائقا اجتماعيا أمامها فهي لا تستطيع اللحاق بالطبقة الاجتماعية الأرقى بسبب سلوكيات أمها المتدنية، لكن لوريل لا تتخلى أبدا عن أمها رغم المواقف الحرجة التي تضعها فيها أمام صديقاتها، ورغم ان خطيبها تخلى عنها بسببها. وأخيرا تدرك ستيلا ما سببته من مشاكل لابنتها فتوافق على الطلاق بعد ان كانت ترفضه بشدة، لكي تتيح الفرصة لزوجها للزواج من حبيبته القديمة من نفس طبقته، “هيلين” التي أصبحت أرملة لديها ثلاثة أبناء. ثم تذهب وتقنع هيلين بقبول لوريل كإبنة لها بديلة عنها.

لا أريد أن أكشف تفاصيل الفيلم النهائية وهو بالمناسبة متوفر على قناة يوتيوب ولكن في نسخة أخرى ليست بالطبع هي النسخة الحديثة الرائعة التي عرضت في فينيسيا، كما أن موسيقاه ليست نفس الموسيقى التي كتبها خصيصا بتكليف من متحف الفن الحديث، المؤلف الموسيقي الإنجليزي المتخصص في موسيقى الأفلام الصامتة “ستيفن هورن”. وهو شخصية جديرة بمتابعة أعمالها الموسيقية وهي متعددة ومدهشة فعلا.

إخراج هنري كنج مبهر، يجعلك لا تصدق أن هذا الحس البديع بحياة الطبقة العاملة، وحياة التشرد والبطالة، وتصوير الفروق الطبقية في المجتمع الأمريكي، والصدق في تصوير التفاصيل، والاتقان في كل مشهد من توزيع الإضاءة إلى حركة الكاميرا، إلى الانتقال بين الداخل والخارج، واستخدام الفلاش باك كثيرا في سياق السرد، كل هذا كان يمتلكه وينفذه بكل هذه البراعة في السينما عام 1924. ولابد أنك ستدهش أيضا لبراعة التمثيل وسيطرة كنج على الأداء التمثيلي، وتفوق مجموعة الممثلين جميعا الذين يظهر بينهم أيضا “دوجلاس سيرك” الصغير.

حقق هذا الفيلم في زمنه، نجاحا تجاريا هائلا رغم أن انتاجه تكلف 700 ألف دولار وهو رقم ضخم بمقاييس الفترة، مما أدى إلى إعادة إنتاجه عام 1937، في فيلم جديد، ناطق هذه المرة، من إخراج كنج فيدور، قامت ببطولته باربره ستانويك وحصلت على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فيه، ثم في فيلم آخر عام 1990 من إخراج جون إيرمان.

والطريف أن صامويل جولدوين الذي أنتج الفيلم الأول قال إنه اختبر 77 ممثلة قبل أن يقع اختياره على بيللي بينيت، وهو الذي سيعود وينتج طبعة 1937، وعاد ابنه صامويل جولدوين الإبن، لكي ينتج نسخة 1990.

ومن الطريف أن مجلة فاريتي نشرت تقييما مقتضبا للفيلم في ديسمبر 1924 وصفت فيه الفيلم بأنه “فيلم أم” عظيم، وقالت أن “هنري كنج يروي قصته بسلاسة ومباشرة من دون تعقيدات درامية”. ومع نجاح الممثلة بيللي بينيت في دور الأم، قامت بعد ذلك بدور الأم في أفلام كثيرة.

متعة مشاهدة الأفلام مع الموسيقى وسط جمهور من النخبة التي تحترم العرض، متعة لا تضاهيها متعة أخرى. وكان مهرجان لندن السينمائي هو أول من ابتكر هذا النوع من العروض. وأتذكر أنني شاهدت في الثمانينيات في قاعة كوين اليزابيث خول، عرضا رائعا بمصاحبة أوركسترا أمستردام، لفيلم “نوسفيراتو” الكلاسيكي الصامت لإدوارد مورناو، وعرضا آخر لفيلم “المدمرة بوتمكين” لايزنشتاين.

طوبي للسينما ولمن يقدرون الكلاسيكيات.

 

موقع "عين على السينما" في

11.09.2022

 
 
 
 
 

تكريم خاص للإيراني جعفر بناهي المسجون في بلده بجائزة من لجنة التحكيم

في مهرجان البندقية... فوز سوري والأسد الذهبي من نصيب فيلم تسجيلي

البلاد/ مسافات

فازت المخرجة السورية "سؤدد كعدان" بجائزة الجمهور في مسابقة "آفاق آخرى" في مهرجان البندقية السينمائي عن فيلمها ”زوح“ ويحكي قصة الأُسر التي تعيش في حي هرب منه أغلب سكانه نتيجة الدمار وفي خضم ذلك يرفض رب أسرة أن يترك بيته.

وفاز الفيلم التسجيلي (أول ذا بيوتي أند بلودشيد) “كل الجمال وإراقة الدماء” عن المصورة الأميركية نان جولدن وصراعها مع أسرة ساكلر الثرية بجائزة الأسد الذهبي الرئيسية في مهرجان البندقية السينمائي،
ويمزج الفيلم الذي أخرجته الصحافية الاستقصائية لورا بويتراس القصة المشهودة عن حياة جولدن بالحملة التي شنتها لتحميل أسرة ساكلر وشركة الأدوية التي تملكها المسؤولية عن أزمة المواد الأفيونية الأميركية. وهذه هي المرة الثانية في تاريخ المهرجان السينمائي الممتد منذ 79 عاماً التي تذهب فيها جائزته الرئيسية إلى فيلم تسجيلي. ويعتبر المهرجان في الغالب منصة انطلاق لأعمال الطامحين للفوز بجوائز الأوسكار.

وفازت بجائزة أحسن ممثلة الأسترالية كيت بلانشيت عن دورها في فيلم “تار” في حين فاز بجائزة أحسن ممثل الأيرلندي كولين فاريل عن دوره في فيلم الكوميديا المأساوية (ذا بانشي أوف إينيشيرين).

وذهبت جائزة المركز الثاني، وهي جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الأسد الفضي)، إلى الدراما الفرنسية المعقدة “سانت أومير” للمخرجة أليس ديوب وهو أول عمل سينمائي لها بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية.

وتفوق فيلم (أول ذا بيوتي أند بلودشيد) على سلسلة من الأفلام المنافسة التي حظيت باهتمام كبير ومن بينها رباعية لعملاق البث الأميركي نتفليكس وأفلام دراما أوروبية.

ويدور الفيلم التسجيلي حول الكثير من صور جولدن المأخوذة من عرض الشرائح الخاص بها وعنوانه “أغنية التبعية الجنسية” والذي يوثق الثقافات الفرعية في نيويورك في الفترة من العام 1979 إلى العام 1986.

لكن جولدن تقول إن مسيرتها المهنية انتهت تقريباً في العام 2014 عندما أدمنت عقار أوكسيكونتين المسكن للآلام الذي تنتجه شركة بورديو فارما المملوكة لعائلة ساكلر والذي تناولته بعد عملية جراحية.

وهناك زعم بأن بورديو فارما هونت من شأن مخاطر إدمان أوكسيكونتين مما ساعد في اشتعال أزمة صحية تسببت في وفاة أكثر من نصف مليون شخص بجرعات زائدة من المواد الأفيونية على مدى عقدين. وطلبت الشركة إشهار إفلاسها في العام 2019.

ونفت أسرة ساكلر ارتكاب أي خطأ لكنها قالت في مارس إنها “تأسف بصدق” لأن أوكسيكونتين صار “بشكل غير متوقع جزءاً من أزمة مواد أفيونية”.

وخاضت جولدن معركة استمرت سنوات لجعل المتاحف تتوقف عن قبول أموال من الأسرة قائلة إنها يجب ألا يُسمح لها بأن تشتري الاحترام عبر “التبرعات المسمومة”.

وقالت المخرجة بويتراس وهي تتسلم جائزة الأسد الذهبي “عرفت في حياتي الكثير من الأشخاص الذين يتسمون بالجرأة والشجاعة لكني لم أقابل أحداً مثل نان، الإنسانة التي استطاعت أن تتخذ قرار مواجهة أسرة ساكلر صاحبة المليارات”.

واختتم حفل الختام من ماراثون الأفلام والذي جذب إلى السجادة الحمراء في البندقية كوكبة من النجوم من بينهم: تيموتي شالامي، آنا دي أرماس، سايدي سينك، هاري ستايلز، بينيلوبي كروز، وكريستوف والتز.

ومن بين الجوائز الأخرى الممنوحة جائزة خاصة من لجنة التحكيم لفيلم (نو بيرز) “لا أعباء” للمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي يقضي عقوبة السجن ست سنوات في بلاده، وحصد المخرج الغائب قسراً عن الحدث، تصفيقاً طويلاً من الجمهور في البندقية، بعد الإعلان عن جائزته، وكان بناهي (62 عاماً) الذي بدأ مسيرته المهنية كمساعد لعباس كيارستمي، فاز بجائزة الأسد الذهبي في البندقية العام 2000 عن فيلم "الدائرة"، وجائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي بالعام 2018 عن فيلم "ثلاثة وجوه"، بعد ثلاث سنوات من نيله جائزة الدب الذهبي في برلين عن فيلمه "تاكسي طهران".

وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى الإيطالي لوكا جوادانيينو عن فيلمه (بونز اند أول) “العظام وكل شيء” الذي يحكي قصة حب أحد طرفيها من آكلي لحوم البشر، وحصلت نجمته الشابة تيلور راسل على جائزة أفضل ممثل أو ممثلة ناشئين. ونال مارتن ماكدونا جائزة أفضل سيناريو عن فيلم (ذا بانشي أوف إينيشيرين) الذي أخرجه أيضاً.​

 

البلاد البحرينية في

11.09.2022

 
 
 
 
 

بعد جوائزه فى فينسيا.. فيلم Saint Omer يشارك بالدورة المقبلة من مهرجان القاهرة

ذكى مكاوى

حصد فيلم Saint Omer للمخرجة الفرنسية ذات الأصول السنغالية أليس ديوب جائزتي الأسد الفضي (جائزة لجنة التحكيم الكبرى) وأسد المستقبل من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي.

وهو الفيلم الذى استقر عليه القائمون على مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ليكون ضمن الأفلام المعروضة في فعاليات الدورة المقبلة للمهرجان من 13 لـ 22 نوفمبر

جدير بالذكر أن تلك لن تكون المشاركة الأولي للمخرجة ذى الأصول السنغالية فى فعاليات مهرجان القاهرة لأنها سبق وشاركت بفيلمها التسجيلي We في فعاليات الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

من ناحية أخرى سبق وصرح المخرج أمير رمسيس، المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى بأن أول تحدى واجهته إدارة المهرجان فى الدورة الـ44 المقبلة يعد عامل التوقيت، إذ تسلم الإدارة فى أواخر شهر مارس الماضى، قبل الانطلاق بفترة قصيرة، وهو أمر صعب نظرا لحجم المهرجان ومكانته وسط المهرجانات السينمائية العالمية الكبرى.

وأضاف أمير رمسيس، فى حوار للقناة الرسمية للمهرجان: يعد مهرجان القاهرة واحدا من المصنفين فى الترتيب ضمن المهرجانات السينمائية العالمية، لذا بدأنا العمل على تحضير الدورة المقبلة منذ اللحظة الأولى، وقبل الانطلاق بـ7 أشهر فقط.

وقال أمير رمسيس: كان أمامنا عامل الوقت الضيق بالإضافة إلى الرغبة فى الظهور بشكل مميز، خصوصا أن المهرجان يحقق نجاحا ملحوظا منذ عام 2014 عندما تولى الناقد الراحل سمير فريد إدارته، وذلك عقب فترة من الصعود والنزول فى مستوى الدورات قبل هذا العام، نظرا لما شهدته البلاد من أحداث.

 

اليوم السابع المصرية في

12.09.2022

 
 
 
 
 

يوميات فينيسيا (2):

ضجيج أبيض ودخان سام!

أمير العمري

31 أغسطس. اليوم الأول فعليا من أيام المهرجان.. يوم الافتتاح. والمهرجان مازال يحترم النقاد والصحفيين ويلتزم بالتقليد القديم، أي عرض فيلم الافتتاح في الصباح، أي قبل عرضه رسميا في المساء بحضور الضيوف والفنانين والسينمائيين في قصر المهرجان (أو ما يعرف بصالة جراندا) الذي بني خصيصا لإقامة المهرجان عام 1936.

وقبل سنوات، قررت إدارة المهرجان أن تعيده إلى حالته التي كان عليها عند افتتاحه عام 1937 في الدورة الخامسة من المهرجان الذي انطلق علم 1932. فأسندت عملية استعادة القصر والقاعة الرائعة الى رونقها وصورتها الأصلية، وديكوراتها القديمة وألوانها وجدرانها بل ونوعية الإضاءة داخلها، إلى طاقم متخصص من المهندسين والمصممين، الذين نجحوا نجاحا عظيما.

عرض فيلم الافتتاح للصحافة يكون عادة في الثامنة والنصف صباحا. وكل أفلام المسابقة يبدأ عرضها فعلا في هذا التوقيت وتستمر العروض الى ما بعد منتصف الليل (لا مجرد عرض واحد في الصباح الباكر وانتهى الأمر كما فعل أحدهم ذات مرة، في مهرجان عربي من قبل!!).

هذا العام فرض المهرجان أيضا نظام حجز التذاكر الكترونيا لحضور العروض وبالتالي كان يتعين أن يستيقظ الجميع قبل السابعة صباحا مع فتج باب الحجز على موقع المهرجان، مما كان يؤدي- بكل أسف- إلى تعطل النظام، وتأخر الدخول إلي الموقع المخصص للتذاكر. وقد أدركت مبكرا، أنك يمكنك أن تعثر على كل ما تريده إن دخلت على الموقع بعد عرض الفيلم الأول، أي حوالي الحادية عشرة ولا داعي إطلاقا لإضاعة الوقت في الانتظار (في طابور الكتروني) لمدة 27 دقيقة أو أكثر في الصباح الباكر والتأخر عن حضور العرض الأول خصوصا وأن الحجز يكون مسبقا ليومين!

المهم.. نأتي إلى فيلم الافتتاح.

شخصيا أحرص عل  حضور أفلام الافتتاح، وفي كل مرة، أشعر بإحباط شديد، فإن لم يكن فيلم الافتتاح من أفلام وودي ألين مثلا (كما فعل مهرجان كان أكثر من مرة) لا أجد أن المهرجانات الكبرى تحرص على الحصول على عمل سينمائي فني رفيع للعرض في الافتتاح رغم ان معظمها أيضا ابتدع تقليدا خاطئا تماما، يتمثل في ضم فيلم الافتتاح إلى المسابقة الرسمية، وهو خطا لأنك تميزه عن غيره من الأفلام، وتحيطه باهتمام إعلامي خاص، وبالتالي تجعله يحظى أكثر من غيره بتسليط الأضواء، وهو ما يخل بفكرة التوازن والحيادية بين جميع الأفلام المتنافسة.

على أي حال، فيلم الافتتاح هذا العام وهو فيلم “ضجة بيضاء” White Noise للمخرج الأمريكي نواه بومباك، لم يكن استثناء. صحيح أنه يناقش موضوعا معاصرا رغم ان أحداثه الغريبة يفترض أن تدور في ثمانينيات القرن الماضي (هو مقتبس عن رواية للكاتب الأمريكي ذي الإسم الغريب “دون دوليلو” صدرت عام 1985) إلا أنه لا يمثل علامة سينمائية أو عملا يبقى طويلا في الذاكرة، بل عن هناك أفلاما ناقشت الموضوع نفسه على صعيد أكثر تميزا من الناحية السينمائية.

الشخصية الرئيسية لأستاذ جامعي متخصص في تدريس تاريخ ألمانيا النازية أو بالأحرى، التاريخ الشخصي لأدولف هتلر، في تنويعة مقصودة- ربما- للإشارة إلى المتغيرات التي يشهدها العالم والتي يمكن أن تؤدي إلى صعود اليمين المتطرف (وهو ما حدث فعلا في الولايات المتحدة مع دونالد ترامب). إلا أن هذا الأستاذ الجامعي “جاك” الذي يقوم بدوره الممثل آدم درايفر (الذي تعاون بنجاح كبير مع المخرج بومباك في فيلمهما السابق “قصة زواج” A Marriage Story)، لا يخشى من صعود الفاشية بل يعاني من وسواس قهري يرتبط بالخشية من الموت.

هو متزوج من “بابيتا” (جريتا جيرويج) ولديهما 4 أبناء معظمهم من زيجات سابقة. وطبعا سيكثف الفيلم التناقض بين عقليات الجيل القديم والجيل الجديد، والمشاكل التي تنشأ عن اختلاف المشارب والأهواء، واللغو الكثير والثرثرة الاتي تميز التشاحن بين الأبناء بعضهم البعض، وبين الآباء والأبناء، في مساحة معتبرة من القسم الأول من الفيلم..

المشكلة الكبرى تقع عندما ينفجر قطار شحن مليء بمواد كيميائية قرب البلدة، فتنتشر الأبخرة أو الدخان الأسود السام، وتطلب السلطات من جميع السكان مغادرة البلدة بأسرع وقت ممكن. وفي مكان آخر يتم عمل اختبارات للجميع، وسيعرف “جاك” أنه تعرض للأبخرة السامة وأنه مقضي عليه لا محالة، ولكن متى؟ لا أحد يعرف. يقال له إنه ربما لو عاش 15 سنة أخرى لامكن معالجة إصابته. إذن أصبح من يخشى الموت هو الوحيد الذي تقرر موته (يعني على غرار المثل القائل “اللي يخاف من العفريت يطلع له”!

أما الزوجة فهي أدمنت على تعاطي عقار تعتقد أنه يساعدها في التغلب على الخوف المرضي من الموت أيضا وهو عقار كان جاك يحاول أيضا العثور عليه في السوق السوداء، ولكنها اضطرت لدفع الثمن، لأن هذا العقار غير متوفر، والرجل الذي أتى لها به طالبها بدفع رشوة جنسية فاستجابت واعترفت لزوجها بعد ذلك بأنها فعلت ذلك وهي في حالة شبه غيبوبة.. ولابد أن لهذا العقار أيضا أعراض جانبية خطيرة (فكرة أخرى عن الأدوية السرية).

طبعا الفيلم يلعب على فكرة المخاطر المحيطة بكوكبنا، على نحو يذكرنا بالأسرة الأمريكية النووية أو الـ NUCLEAR FAMILY التي رأيناها كثيرا في أفلام الخمسينيات، فالأبناء مثلا، يترقبون طوال الوقت، نبأ سقوط طائرة أو مذنب من الفضاء، والأب يخشى الموت لأي سبب غامض، والزوجة تهرب إلى عقار مخدر للتغلب على شعورها بخطر الموت. إلا أن هناك فرقا كبيرا بين هذا الفيلم وبين فيلم لارس فون ترايير البديع “ميلانكوليا” (2011) الذي كان يناقش موضوعا مماثلا ولكن بعبقرية ومن خلال أسلوب خلاب ومقتصد ومركز وبعيد عن الثرثرة.

كل هذه أفكار جيدة ولكنها مصاغة في قالب كوميدي يعتمد على الثرثرة الكلامية أي الجوار الذي لا يتوقف، وعلى التصوير في الموقع الواحد داخل منزل الأسرة، لمدة طويلة من زمن الفيلم (البالغ ساعتان و16 دقيقة)، كما أنك تشعر أيضا بأن الهوس الموجود في الفيلم هو أساسا، هوس أمريكي، وأن مشاكل الاسرة تجسد مشكلة عائلات الطبقة الوسطى الأمريكية “البيضاء”، رغم وجود شخصية رجل أسود (مدير السوبرماركت) صديق لجاك، يدفعه دائما للتفاؤل والمرح، وكأن السوبرماركت أيضا، أصبح الجنة التي ينشدها الذين يرغبون في الفرار من الواقع الأليم كما نرى في المشهد الأخير.

لم أتفاعل أبدا مع هذا الفيلم، أولا بسبب محليته الأمريكية الخالصة، وفقدان الكوميديا أثرها بعد مرور اقل من نصف ساعة، وأيضا بسبب غلبة الحوار إلى حد مزعج، خصوصا وأن الفيلم يخرج كثيرا عن الموضوع ويسقط في التكرار- أي تكرار الفكرة- والرتابة، مع بعض المبالغات التي أضعفت من الحبكة وأخلت بها، خصوصا ما يتعلق بشخصية الرجل الذي ضاجع زوجة جاك لمدها بالعقار المهديء، وكيف يذهب إليه جاك لكي يقتله، وما يدور بينهما من حوار لا معنى له، فهو مجرد لغو يضفي أيضا طابعا ميتافيزيقيا على الشخصية دون أي تفسير أو مبرر.

ليس هناك معنى لأن يكون جاك متخصصا في تاريخ هتلر، أو أن هذا على الأقل غير واضح في الفيلم، كما أن الخوف من الموت يبدو كخوف مجرد تماما أي يخلو من أي تأملات فلسفية في مغزى الحياة ومعنى الموت وما بعد الموت، وكثرة الأبناء في الأسرة تسبب ارتباكا بدلا من أن تخدم هدفا دراميا.

اما المستوى التقني للفيلم فهو متميز كعادة أفلام الإنتاج الأمريكي الكبير. ولابد أنه سيقابل باهتمام من جانب جمهور شبكة نتفليكس عندما يعرض في ديسمبر القادم، فالفيلم من انتاج نتفليكس مثل الفيلم السابق “قصة زواج” (2019) الذي كان يعتمد أيضا على الديكور الواحد وعلى الحوار الممتد إلى ما لا نهاية، ولطن في حبكة أكثر اتقانا، وشخصيتين رئيسيتين، وتركيز على الموضوع، وتمثيل أكثر إقناعا وتميزا. وقالت بعض المصادر أن نتفليكس انفقت عليه 140 مليون دولار. وسخر أحد النقاد عندما قال (14- مليون دولار من أجل الحوار المستمر بين آدم درايفر وجريتا جيرويج”!

ويبدو أن هذا الإفراط في الاعتماد على الحوار في الأفلام، من تأثيرات نتفليكس وأخواتها من شبكات البث الرقمي. إلا أن السينما بهذا الشكل، ترتد إلى تمثيليات الراديو، أو تردنا إلى بدايات الفيلم الناطق في أوائل الثلاثينيات. وسنجد هذا التأثير في أفلام أخرى كثيرة من أفلام المهرجان التي أحتفى بها النقاد ثم حصلت على جوائز رئيسية!

 

موقع "عين على السينما" في

12.09.2022

 
 
 
 
 

استبشرت السعودية هناء العمير بمشاركة هيئة الأفلام في مهرجان البندقية السينمائي الـ 79

طارق البحار

استبشرت الكاتبة والمخرجة السعودية هناء العمير رئيس مجلس ادارة جمعية السينما السعودية بمشاركة هيئة الأفلام في مهرجان البندقية السينمائي الـ 79، والذي يهدف لفتح قنوات التواصل التي تُسهم في تعزيز حضور صنّاع الأفلام السعوديين في المنصات الدولية، ومناقشة مستقبل صناعة الأفلام في المملكة والعالم،

وأشارت العمير لموقع المدينة السعودي إلى أن المشاركة الفعالة من قبل الوفد السعودي في المهرجان، تسعى لاستقطاب كبرى الشركات العالمية للإنتاج والتصوير داخل المملكة، ودعم الإنتاج المحلي من خلال احتكاكه بالصناعة العالمية للأفلام.

وأضافت: «هناك تفاعل كبير من قبل صناع السينما بالعالم، مع برنامج الهيئة الذي يركز على التعريف بما تملكه المملكة من تضاريس متنوعة من جبال وسهول خضراء وصحراء وبحار وجزر، إضافة للمناخ المتنوع والأجواء في مختلف مناطق المملكة، مع توفر المواقع الأثرية المغرية والجاذبة لصناع السينما والمنتجين العالميين التي يمكن بناء القصص عليها».

وتابعت: «حضور صناع الأفلام السعوديين ضمن الوفد المشارك بمهرجان البندقية السينمائي الدولي، يساهم بلا شك في التعريف بالمواهب المحلية، بعد اتاحه المجال لهم لتقديم تجربتهم وأعمالهم، وخلق فرص شراكات مع المؤسسات والشركات الدولية، لإبراز القصص السعودية للعالم من خلال السينما».

 

الـ FaceBook في

12.09.2022

 
 
 
 
 

وثائقي عن أزمة الأفيونيات الأميركية يفوز بـ"الأسد الذهبي" في البندقية

المهرجان يمنح جائزة خاصة لجعفر بناهي تنديدا بتشدّد الرقابة في إيران.

اختتم مهرجان البندقية السينمائي فعاليات دورته التاسعة والسبعين التي طغى عليها هذا العام الالتزام بالقضايا الإنسانية، فبعد تخصيصها حفل الافتتاح لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، كان الاختتام وبعض جوائز الدورة الحالية من نصيب مخرجين يتطرقون إلى مواضيع شائكة في بلدانهم تعرّض حياتهم للخطر.

البندقية – سلط مهرجان البندقية السينمائي في ختام دورته التاسعة والسبعين الضوء على أزمة الأفيونيات في الولايات المتحدة من خلال منح جائزة الأسد الذهبي لوثائقي عن المصورة نان غولدن وكفاحها ضد هذه الفضيحة الصحية التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأميركيين.

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان برئاسة الممثلة الأميركية جوليان مور هذه المكافأة الأرفع في المهرجان للمخرجة والمصورة الصحافية لورا بويتراس (58 عاما)، في ثالث تتويج على التوالي يُمنح لمخرجة، بعد الفرنسية أودري ديوان المتحدرة من أصل لبناني العام الماضي عن فيلم “ليفنمان”، والصينية – الأميركية كلويه جاو عن “نومادلاند” في 2020.

وبذلك يكون المهرجان قد كرّم مخرجة شغوفة بعملها تستكشف بلا هوادة المواضيع الغامضة في الولايات المتحدة؛ فبعدما تطرقت في وثائقياتها إلى الاحتلال الأميركي للعراق ثم إلى سجن غوانتانامو أصبحت بويتراس كاتمة أسرار إدوارد سنودن الذي أبلغ عن تجاوزات الأجهزة الأمنية الأميركية، وأنتجت معه سنة 2015 “سيتزن فور” الذي نال جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي.

◙ المهرجان يكرم خصوصا لورا بويتراس، وهي مخرجة شغوفة بعملها تستكشف بلا هوادة المواضيع الغامضة في الولايات المتحدة

ولا يكشف الوثائقي الفائز السبت، بعنوان “أول ذي بيوتي أند ذي بلودشد” (كل الجمال وإراقة الدماء) ويحكي قصة المصورة الأميركية نان غولدن وصراعها ضد أسرة ساكلر الثرية، أي معلومات مدوية لكنه يغوص في سيرة المصورة البالغة 68 عاماً والمعروفة بتصويرها للأوساط الاجتماعية المهمشة في نيويورك. وقد قاومت غولدن الموت مرارا لأسباب مختلفة؛ بدءا من الإيدز وصولا إلى معركتها الأخيرة ضد إدمان الأفيونيات.

فقد خاضت نان غولدن، التي غادرت البندقية قبل إعلان الفائزين بالجوائز، معركة شرسة غير متكافئة ضد منتجي الأفيونيات، وهي مسكّنات تسببت في إدمان قاتل أودى بحياة نصف مليون أميركي على مدى العقدين الماضيين.

ويمزج الفيلم بين القصة المشهودة عن حياة غولدن والحملة التي شنتها لتحميل أسرة ساكلر وشركة الأدوية التي تملكها مسؤولية أزمة المواد الأفيونية الأميركية.

ويتطرق الفيلم الوثائقي إلى هذه الأزمة بشكل مستفيض؛ فقد كرّست المصورة التي كادت تموت بسبب إدمانها شهرتها في خدمة الكفاح ضد عائلة ساكلر الثرية التي كانت تنتج أفيونيات الأوكسيكودون بموازاة رعايتها لأبرز المؤسسات الثقافية العالمية.

وقالت المخرجة الأميركية خلال تسلمها جائزتها “عرفتُ أشخاصا كثيرين يتمتعون بالشجاعة خلال حياتي، لكن لم أعرف أبداً أحداً مثل نان غولدين التي كافحت ضد هذه العائلة ذات النفوذ الواسع”.

وخلال السنوات السبع الماضية شهدت الولايات المتحدة وكندا أزمة صحية بسبب انتشار الأفيونيات. وتفيد إحصائيات رسمية بأن ثلث الأميركيين يعانون من آلام مزمنة، دفعت الأطباء إلى وصف 289 مليون مرة من هذه الأفيونيات في عام 2016 فقط.

وفي العام نفسه كان عدد الوفيات الناجم عن استهلاك جرعة زائدة من الأدوية الأفيونية أو المواد الأفيونية غير القانونية في الولايات المتحدة ما يعادل تقريبا عدد القتلى على الطرقات العامة، وأعلى بكثير من ضحايا الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، مما دفع الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أن يعلن في عام 2017 أن الأزمة الأفيونية “حالة وطنية طارئة”.

وغير بعيد عن القضايا الهامة وجه مهرجان البندقية السينمائي رسالة سياسية ضد تشدد الرقابة في إيران، من خلال منح جائزة خاصة من لجنة التحكيم للمخرج الإيراني جعفر بناهي، وذلك تأكيداً على الرغبة في عدم ترك المخرج المسجون منذ يوليو يواجه مصيره وحده.

ويعرض بناهي (أحد أبرز الأسماء في السينما الإيرانية)، في فيلم “الدببة غير موجودة” الذي تعذر عليه تقديمه شخصياً في “الموسترا” بسبب وجوده في السجن، قصة مبدع محتجز في بلاده بما يتماهى مع واقعه للتنديد -بشكل أفضل- بالقمع.

وكان بناهي (62 عاماً)، الذي بدأ مسيرته المهنية كمساعد لعباس كيارستمي، قد فاز بجائزة الأسد الذهبي في البندقية عام 2000 عن فيلم “الدائرة” وجائزة السيناريو في مهرجان كان السينمائي عام 2018 عن فيلم “ثلاثة وجوه”، بعد ثلاث سنوات من نيله جائزة الدب الذهبي في برلين عن فيلمه “تاكسي طهران”.

غير أن المهرجان الإيطالي، الذي غالباً ما يُنظر إليه كمنصة إطلاق لسباق الأوسكار بعد “قصص النجاح” لأفلام مثل “نومادلاند” لكلويه جاو المتحصلة على جائزة الأسد الذهبي سنة 2020 أو “روما” لألفونسو كوارون في 2018، لم يبتعد عن أجواء البهرجة التي يُعرف بها عادة.

فقد منح القائمون على هذا الحدث السينمائي جائزتيْ التمثيل لنجمين هوليووديين معتادين على السجادة الحمراء، هما كايت بلانشيت عن دورها في فيلم “تار” وكولين فاريل عن دوره في “ذي بانشيز أوف إينشرين”.

الفيلم يمزج بين قصة حياة نان غولدن والحملة التي شنتها لتحميل أسرة ساكلر مسؤولية أزمة المواد الأفيونية

كما نال الإيطالي لوكا غوادانينو جائزة الأسد الفضي في فئة أفضل مخرج عن فيلمه “بونز أند أول”.

في المقابل يسدد سجل الجوائز صفعة لشبكة نتفليكس العملاقة في مجال البحث التدفقي، التي كانت تسعى للحصول على اعتراف بجدارتها في الإنتاج السينمائي خلال “الموسترا”؛ فقد خرجت المنصة، التي حُرمت هذا العام من المنافسة في مهرجان كان بسبب عدم عرض أعمالها في الصالات الفرنسية، خالية الوفاض من المهرجان الإيطالي حيث قدّمت ما لا يقل عن أربعة أفلام.

ولم تقتنع لجنة التحكيم بأداء أنا دي أرماس لشخصية مارلين مونرو في فيلم السيرة “بلوند” الذي ستبدأ نتفليكس عرضه في نهاية الشهر الجاري، ولا بالسرد المضخم لوقائع عملية تمرد في إحدى الضواحي ضمن فيلم “أتينا” للمخرج الفرنسي رومان غافراس.

والأمر نفسه ينطبق على المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو الذي ضيّع الجمهور في متاهات فيلمه “باردو”، والأميركي نواه بومباك الذي لم يسترجع سحر أفلامه السابقة مع عمله الجديد “وايت نويز”.

ويعد مهرجان البندقية واحدا من أهم المهرجانات السينمائية. ويرجع جزء من شهرة هذا المهرجان إلى الجانب التاريخي؛ إذ يعد أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة، حيث أقيم أول احتفال على الإطلاق بالفن السابع في عام 1932. كما ساهم موقع المهرجان في شهرته الواسعة، فمدينة البندقية (فينيسيا) لها طابع مميز من كافة النواحي، فهي مدينة قديمة البناء لكن لديها إيقاع المدينة الحديثة.

 

العرب اللندنية في

12.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004