ملفات خاصة

 
 
 

البندقية 79 – "حديد نحاس بطاريات": إليكم لبنان وسام شرف!

البندقية - هوفيك حبشيان

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في ثاني أفلامه الروائية الطويلة بعد "من السماء"، يناقش المخرج اللبناني وسام شرف مسائل مهمة بلغة #سينمائية تتراوح بين الحزن والخفّة، تكريساً لنمط كان باشره مع عمله السابق. في حين انكبّ كثر من السينمائيين على مصير ناسهم ومَن يشعرون بالإنتماء اليهم همّاً ومصيراً في بلاد المهجر والاغتراب (لا كما يسمّيها أحد رجال السياسة في لبنان بـ"الانتشار" كذباً وتضليلاً)، حاول هذا المخرج أن يذهب في الاتجاه المعاكس، فتناول هؤلاء الغرباء الذين يعيشون بيننا، في العالم العربي، وتحديداً في لبنان.

الحكاية هي في الأساس عن علاقة غرامية، لكن الفيلم يتحمّل أكثر من هذا ويذهب إلى أبعد من مجرد ما هو مرسوم على الشاشة. العلاقة هي بين أحمد (زياد جلاّد)، نازح سوري يبيع "حديد نحاس بطاريات" (عنوان الفيلم)، وفتاة أثيوبية (كلارا كوتوريه) تعمل خادمة عند عائلة متوسطة الحال تحتاج إلى مَن يهتم بشؤون البيت، خصوصاً ان الزوج يعاني من حالة مرضية معينة تجعله يتقمّص دور مصّاص دماء في أنصاف الليالي. فهو كولونيل متقاعد، وقد اختار المخرج لهذا الدور الممثّل رفعت طربيه ذا الأفكار اليمينية المحافظة، والدور يلبسه كقفازات على مقاس يديه تماماً.

لا شيء يصوّره شرف بحوارات تقليدية متكررة لاكتها الألسنة إلى درجة صارت وجوهاً مختلفة لشخص واحد. فهو أصر ان ينظر إلى الموضوع من زاوية جديدة، مختلفة تماماً. مَن شاهد فيلمه السابق الذي مر في أحد أقسام كانّ الموازية ("أسيد")، ما كان يتوقّع منه أقل من هذا النوع من المعالجة الخفيفة لموضوع كان تحوّل أمام كاميرا مخرج آخر إلى بكائيات مرهقة واستغلال، ربما غير مقصود ولكن مزعج… وما أكثر هذه الأفلام! يبقى شرف هنا في اطار السينما المحض. على كلّ شيء في الفيلم ان يخدم السينما عنده. المقصود انه لا يهمل الفنّ في سبيل قضية مهما تكن مهمة. الضوء الذي يتسلل بين أغصان الشجر في الغابة هو بأهمية المأساة التي يعيشها المهمشون في الفيلم، أكانوا غرباء أم من أبناء البلد نفسه. في أي حال، احدى المرجعيات الكبرى التي يستند الفيلم اليها واضحة لا تحمل لبساً: انها سينما الفنلندي آكي كوريسماكي الذي يضع السينما عنده فوق كلّ اعتبار، مهما يكن الموضوع الذي يتحدّث عنه. حتى عندما صوّر لاجئاً سورياً يحاول بناء حياته في فنلندا، فعل ذلك عبر استدراج الأخير إلى عالمه وألوانه وأجوائه كلها.

افتتح "حديد نحاس بطاريات" قسم "أيام السينمائيين" وهو أحد الأقسام التنافسية الموازية داخل مهرجان البندقية (31 آب - 10 أيلول)، ولاقى استحساناً من الذين شاهدوه. يقول شرف ان هذا الفيلم خطر في باله حينما كان في البندقية قبل عشر سنين، وقد صوّره في فترة انتشار الوباء بين لبنان وجزيرة كورسيكا، واستعان بالممثّلين الرئيسيين بعدما أمضى وقتاً طويلاً وهو يبحث عنهما ضمن اختبارات كاستينغ. عمل شرف مراسلاً وصحافياً لمحطة "آرتي" الفرنسية الألمانية، وغطى شؤوناً سياسية كثيرة، ما جعله ملمّاً بقضية اللاجئين، حد انه عندما انكب على كتابة السيناريو مع شريكتيه في الكتابة، لم يكن ورقة بيضاء، بل صفحة مشبعة بتجربة طويلة تُرجمت على الشاشة بشكل واضح.

تجري أحداث الفيلم في سجن كبير يُدعى لبنان، حيث الكلّ سجين شيءٍ ما. المرض، الماضي، الخوف من الآخر، الخ. والتهميش يطال اللبنانيين مثلما يطال الغرباء المغشوشين، نزلاء هذه الجنّة الزائفة. صحيح أن الفيلم يكشف جانباً غير ايجابي من البلد الصغير المحتل، لكنه يفعل ذلك بسخريةٍ متلفعةٍ بحنان ودفء، وعلى نحو يرتقي به الفنّ اللبناني. ذمُّ البعض أكثر نبلاً من المديح. فلدى الكثير من الأعمال الدعائية للوطن، القدرة على تمريغنا في الوحل أكثر من نصوص نقدية. والشخصية الفنية التي استطاع الفيلم ابتكارها، هي رصيده وأهمّ ما فيه، وهي التي منعته من ان يكون فيلماً أشبه ببيانات الجمعيات غير الحكومية التي تحوّل القضايا إلى متاجرة. ألقى شرف نظرة مختلفة على الواقع اللبناني وبحسب تقييمه له؛ نظرة لم يسبق ان حضرت بهذا الشكل في السينما اللبنانية. حرص على وضع الإنسان ومشاعره فوق كلّ الاعتبارات السياسية والأخلاقية، وذلك بعيداً من النمطية، ومن خلال معاملة أحمد ومهدية كسائر البشر، بما لديهما من رغبات وأحلام وطموحات، وأيضاً حين يقعان في الحبّ كغيرهما من الناس، وهذا ما ليس عند بعض اللبنانيين القدرة على تقبّله. "لم أرد فيلماً اجتماعياً عن عذابات الناس"، قال شريف في مقابلة صحافية، وهو يعي ان الصيغة التي لجأ اليها، حيث القليل من العبثية والخفّة والهجرة إلى عناصر الجانر السينمائي، لها الكلمة الفصل في أفلام مماثلة.

 

####

 

البندقية 79 – "الأرجنتين، 1985": عندما تسقط الديكتاتورية بالكلمة!

#البندقية - هوفيك حبشيان

بعد "لا كوردييرا" الذي كان فيلماً سياسياً واضح التوجّه، يعود المخرج #الأرجنتيني الشاب #سانتياغو ميتري إلى ال#سينما بـ"الأرجنتين، 1985"، فيلم جماهيري عريض، حاملاً قضية مهلمة. بعد كانّ، يحط في موسترا البندقية التي ضمت فيلمه إلى مسابقة الدورة التاسعة والسبعين (31 آب - 10 أيلول). الفيلم يتناول فصلاً من فصول التاريخ الأرجنتيني، ذاك الذي كان للعسكر السلطة المطلقة فيه، فتحولت إرهاب دولة ضد المدنيين المعارضين بعد استيلاء أصحاب البزات الزيتية على مقاليد الحكم نتيجة الانقلاب على إيزابيل بيرون المنتخبة ديموقراطياً. انها الديكتاتورية العسكرية التي أغرقت الأرجنتين، كما العديد من دول أميركا اللاتينية، في البطش والعسف والظلم طوال ثماني سنوات، من 1976 إلى 1983، وأطلق عليها المجلس العسكري آنذاك تعبيراً يخفف هول الجريمة هو "عملية اعادة التنظيم الوطنية".

تلك الحقبة التي ولد فيها ميتري ونشأ، تركت خلفها ضحايا ومآسي عائلية كبيرة: آلاف المفقودين والمقتولين رمياً بالرصاص والمنفيين والمسجونين. هذا فضلاً عن أطفال انتُزعوا من أهاليهم، لتربيتهم في عائلات مقربة من السلطة التي حكمت بالعذاب والقهر. صفحة سوداء يعود اليها ميتري اليوم في فيلم ملمّ بالتفاصيل يستند إلى معطيات، ويرد الاعتبار إلى الضحايا رافعاً شعاراً قريباً من شعار ذكرى الحرب اللبنانية، "تنذكر وما تنعاد"، مع الفرق ان الأرجنتين سلكت بعد تلك الحقبة درب الديموقراطية ولا يبدو ان العودة إلى الخلف ممكنة.

يعرف ميتري دور الذاكرة في تمكين ثقافة الشعوب ووعيها. في حديث لي مع المخرج التشيلياني باتريسيو غوزمان، كان يقول ان الذاكرة في التشيلي معدومة. ميتري أكثر حظاً منه. نعود إلى غوزمان الذي يقول: "في بلادنا، لا نتكلّم عن الماضي إطلاقاً. الماضي لا يشهد أيّ نقاش، كأنه غير موجود أو لم يحصل. هناك نكران رهيب في هذا الصدد. المرتكبون لم يعترفوا يوماً بمسؤولياتهم تجاه كلّ ما حصل في الحقبة الديكتاتورية. هناك ما يشبه "عُرْف الصمت" (يستعمل كلمة "أوميرتا" الخاصة بالمافيا). مثلاً: مئات المدنيين شاركوا في الفصل الذي أصوّره حيث نرى انتشال الجثث التي رُميت في قعر البحر. لا أحد من هؤلاء المدنيين تم اقتياده إلى القضاء أو محاسبته لاحقاً".

بناءً على كلام غوزمان الذي عاش تحت رحمة بينوشيه، كانت الأرجنتين أكثر حظاً من التشيلي في هذا الصدد. في العام 1985، أقيمت محاكمة للعسكر فتمت ادانتهم بجرائم حرب وابادات جماعية. الفيلم يعود إلى تلك المحاكمات. لا يجسّد الحقبة الدامية وما جرى فيها من ممارسات شنيعة، فهو لا يهمّه تأكيد المؤكد، انما يعرض مفهوم المحاسبة والعدالة والتداعيات السلبية لغيابه في المجتمع، الأمر الذي يدركه جيداً بعض اللبنانيين المقيمين في بلد لا يحاسَب فيه المسؤولون عن خرابه. ما سنتابعه طوال ساعتين وثلث الساعة هو العدالة التي ستأخذ مجراها رغم أنف التهديدات والتحالفات والعراقيل. آلاف الضحايا سيتكلّمون أخيراً بعد منحهم منبراً للكلام، وذلك بعد سنوات من الصمت. ستسقط الأقنعة عن وجوه الكثيرين ممّن كانوا متعاطفين مع العكسر، من فاشيين صغار إلى فاشيين كبار. لن يتم اللجوء إلى العنف والضغينة والتصفية الجسدية المضادة، بلّ سيتم انتزاع الحق تحت سقف القانون وأمام عيون الجمهور المندهش من الشهادات التي ستكشف جرائم الطغمة العسكرية الحاكمة المتمثّلة في تسعة من أصحاب القرار وعلى رأسهم خورخي فيديلا.

هذا كله يحتاج إلى شخصية كاريزماتية، يتوحد معها المُشاهد. والفيلم يجدها في المدعي العام خوليو ستراسيرا (ريكاردو دارين) الذي سيعمل ليل نهار في سباق محموم مع الزمن لجمع الأدلة والمعلومات وفتح الملفات بهدف رمي المتهمين في السجن، علماً ان بعضهم لن ينال العقوبة التي يستحقها. ستراسيرا شخصية يعاينها الفيلم طولاً وعرضاً، فيدهم بيته لنرى تعامله مع أسرته ونكتشف شؤونه الصغيرة التي ترسم بورتريهاً لرجل نزيه، لديه شكوكه ومخاوفه بلا شك، لكنها تختفي أمام اصراره وتعنته ونظافة كفّه. في البدء يرفض الحماية، لكن عندما تزداد وتيرة التهديدات لتطال أفراد عائلته، يذعن للأمر الواقع. لستراسيرا أيضاً مساعد شاب طموح يُدعى لويس مورينو (خوان لانزاني) سيشكّل دعماً معنوياً استثنائياً له، وسيكون ذا فائدة كبيرة لتجاوز عدد كبير من التحديات، أبرزها محاولات احالة المتهمين على المحكمة العسكرية بدلاً من المدنية، وهذا مطلب العسكر أنفسهم الذين يعلمون جيداً ان الأمور ستمشي هناك على هواهم. ومع ان إتجاه الرياح يعاكسه، سينتصر ستراسيرا على الشر، وذلك رغم تغلغل الفاشية في كلّ مفاصل النظام القائم.  

لحظتان بديعتان تعبران الفيلم: شهادة أم تروي في أي ظروف وضعت مولودها، والمرافعة الأخيرة لستراسيرا التي يمكن اعتبارها بياناً تأسيسياً لقيمة العدالة. بالكلمة والكلمة وحدها، يخوض الفيلم احدى أشرس المعارك ضد العنف والظلم، مؤكداً ان تأثيرها لا يزال كبيراً في المتلقي. صحيح ان الفيلم يغازل ما يريده المشاهدون، من لغة سهلة فمحاولات كثيرة (ناجحة) لبثّ الروح في البطل على طريقة بعض الأفلام الهوليوودية، لكن هذا كله يخدم نصّاً متماسكاً إلى حد كبير يقول ما لا يختلف عليه إثنان عن العدالة والقيم الإنسانية. 

 

النهار اللبنانية في

05.09.2022

 
 
 
 
 

"الحوت" يأسر جمهور البندقية في غرفة بلا جدران

البطل السمين في فيلم دارن أرونوفسكي ذو هوية جنسية مزدوجة وابنته تكرهه

هوفيك حبشيان

خلال المؤتمر الصحافي الخاص بفيلمه "الحوت" المشارك في مسابقة مهرجان البندقية السينمائي في دورته الحالية، سئل المخرج الأميركي دارن أرونوفسكي عن رسالة الفيلم فكان رده بأن رسالته تدعو إلى التمسك بالحب. لوهلة، يبدو السؤال سمجاً، من ذلك النوع الذي كان أجاب عنه قطب من أقطاب هوليوود بـ"إذا كانت لديك رسالة فابعثها بالبريد"، لكن بعد تفكير، ندرك أنه قد ينطوي على بعض المنطق. لم علينا أن نتعب أنفسنا ونصاب بالصداع كي نتكهن خلفيات العمل ونياته إذا كان ممكناً أن تحل الأزمة بمجرد سؤال بسيط موجه إلى صاحب العمل؟ فيرد بكلمات واضحة وصريحة تشرح ما لم نفهمه من المشاهدة! أياً يكن، فالساعتان من التعذيب السينمائي اللتان نعيشهما ونحن نشاهد "الحوت" لا يمكن التوقع منهما إيصالنا إلى نتيجة ركيكة، مفادها أن الحب شيء يجب أن نتمسك به. هذه رسالة ساذجة ومجانية لفيلم لن أقول إنه مجاني فقط، احتراماً لتاريخ هذا السينمائي الذي أحببنا بعض أعماله الماضية.

سبق "الحوت" بعض الترويج الذي تم التخطيط له بإتقان، ويلوح بأن ممثله براندن فرايزر، العائد بعد سنوات غياب (كان نجماً في أواخر التسعينيات)، يقدم فيه أداء العمر، مما يتيح له ولادة جديدة، هذا يعني أنه يجب الاستعداد لفيلم "عودة"، كذاك الذي قدمه أرونوفسكي هنا قبل 14 سنة بعنوان "المصارع"، وفاز عنه يومذاك بـ"الأسد الذهبي"، وكان أعاد عبره ميكي رورك بعد خيبات سينمائية متكررة إلى الضوء. من الواضح أن أرونوفسكي أراد تكرار التجربة، لكن بنتيجة غير مرضية هذه المرة، علماً بأن "المصارع" لم يكن في الأصل تحفة سينمائية. 

غرفة ودروس أونلاين

"الحوت" ليس الفيلم الأميركي الشعبي الذي نشاهده وفي يدنا علبة بوبكورن. أولاً، يستند النص المقتبس من مسرحية لصامويل هانتر، إلى كثير من الحوارات التي ليست دائماً لماحة أو ذكية، وثانياً الكاميرا لا تخرج من بين الجدران الأربعة لأحد المنازل. داخل البيت سيتم حشرنا طوال ساعتين، لنتعرف إلى رجل سمين يدعى تشارلي (فرايزر)، يصل وزنه إلى نحو ٣٠٠ كيلوغرام. تشارلي يعطي دروساً عبر أونلاين على تطبيق "زووم" متخفياً خلف الشاشة. عدا ذلك لا يفعل شيئاً لافتاً سوى تناول وجبات سريعة كالبيتزا والمقالي إلى حد التقيؤ. في أوقات فراغه يتخيل نفسه أنه الحوت في رواية "موبي ديك" لملفيل. الحوت الذي لا أحد يرغب فيه على حد اعتقاده. يعاني أوجاعاً وارتفاعاً في الضغط، نتيجة حالته الجسدية التي تمنعه من التحرك بشكل سليم، ومع ذلك لا يقصد المستشفى للعلاج.

ربما يترك نفسه على هذا النحو ليجد حتفه. صديقته الممرضة تحذره من عواقب وخيمة، لكن لا حياة لمن تنادي. في هذا الجو المليء بالتعاسة الذي ينذر بقدوم الأسوأ يخطر في بال تشارلي أن يستعيد العلاقة بابنته لعلها تعود إلى مجراها الطبيعي. ابنته المراهقة المتمردة التي لا تطيقه والتي كان فقد التواصل معها لسنوات طويلة. فهو تخلى عن أمها (زوجته) حين كانت في الثامنة، ليعيش علاقة مع… رجل! لكن بعد وفاة الأخير، آن الأوان كي يحاول بناء ما دمره بعد أن بدأ يأكله الندم. وهكذا يغرقنا الفيلم في كثير من الهموم المتداخلة، وهذا كله داخل الأمتار القليلة للبيت (ثاني فيلم لأرونوفسكي داخل بيت بعد "أم")، والذي يتحول مسرحاً لأحداث مهمة وغير مهمة. 

مجدداً، إن التشابه الكبير بين "المصارع" و"الحوت" يفرض العودة إلى الفيلم الأول. فالفيلمان عن الجسد، جسد يخون، يرزح تحت وطأة السنين، جسد يصبح عبئاً، مرضاً، سجناً للإنسان. وهو ما كان يعانيه ميكي رورك في "المصارع". وهذه أيضاً حالة تشارلي في "الحوت"، هذا الرجل الذي لا يخرج من البيت بسبب ما آلت إليه حالته الجسدية. وفي الحالتين ثمة توظيف صريح لماضي الممثلين، بصفتهما بطلين تدهورت حالتهما الجسدية عبر السنوات، ومن هذا الماضي يستمد الدور شرعيته، ليحدث حوار بين الممثل والشخصية التي يضطلع بها.

جهد وافتعال

كل هذا ليس فيه أي لبس. في المقابل، ما سيصنعه أرونوفسكي من المواد التي بين يديه، سيبقى محيراً للبعض ولغزاً للبعض الآخر، وهذا لا يعني أن ليس هناك من سيشيد بعبقرية المخرج الأميركي الشهير. فطبيعة التلقي تختلف بين حساسية مشاهد وآخر، لكن ما هو أكيد أن خيارات المخرج التصويرية، وعناصر التأثير التي يلجأ إليها من موسيقى طاغية وغيرها لا تترك مجالاً واسعاً للتفاعل مع الأحداث. الجهد الكبير الذي يبذله فرايزر لتقمص دور كهذا يبقى جهداً من دون أن يتحول إلى عبقرية يختفي خلفها الممثل. وهذا ينسحب على كل شيء آخر في فيلم شديد الإمعان في الزيف والافتعال، وهو فيلم رأسه في الجدية وقدمه في شيء من السخرية، قد لا تكون متعمدة.

لم أفقه، ولست وحيداً في هذا، ما يريده الفيلم ليس منا فحسب، بل من الشخصية نفسها. هناك خطوط عريضة مفقودة أو غائبة تماماً، وكأن أرونوفسكي أراد أن يبني شقة بلا غرف، ناهيك بأن السيناريو يمنح إحساساً بالفوضى. فالنحو الذي يمدنا به بالمعلومات سيئ وغير مقنع، ثم السؤال الذي يلح فعلاً: ماذا لو لم يكن تشارلي سميناً، ماذا كان تغير في الفيلم؟ هل الفيلم هو فعلاً عن السمنة؟ وإذا كان لا، فعم يتحدث هذا الفيلم في نهاية المطاف؟ كل هذا ليس واضحاً ويحتاج إلى أجوبة، بل يزداد غموضاً عندما يحول أرونوفسكي الفيلم إلى ميلودراما لانتزاع الدموع بحيث يسمح لنفسه بكل شيء، من استحضار الذكريات فالغمزات إلى الأدب. نعلم أن هذا المخرج يحب إحاطة أفلامه بهالة من الغموض، لكن تلك التقنية لا توصل العمل إلى حيز الأمان في كل مرة، إذ يحتاج إلى مادة تصلح للتأويلات، في حين أن التسطيح هنا هو سيد الموقف. يبقى أداء فرايزر الذي لا بد من الإشارة إليه، فقد نال الممثل دقائق تصفيق طويلة عندما ظهر اسمه في ختام الفيلم، خلال عرضه الرسمي، علماً بأنه كان من الممكن أن يتحفنا أكثر لو لم يكن غارقاً في الخدع البصرية. 

 

الـ The Independent  في

05.09.2022

 
 
 
 
 

في فينيسيا ... نشاط مكثف لحسين فهمي وفريق مهرجان القاهرة السينمائي

محمد سلطان محمود | فى سينما وتلفزيون

يواصل فريق عمل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة الفنان حسين فهمي، نشاطه في أروقة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

ويتواجد حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي في فينيسيا مع المخرج أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان والناقد أندرو محسن مدير المكتب الفني، لحضور فعاليات الدورة 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

وشهدت الأيام الماضية نشاط سينمائي وإعلامي مكثف لفريق مهرجان القاهرة في فعاليات الدورة الحالية لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، من بينها حضور حفل Producers Without Borders، ولقاءات مع مختلف المنتجين وصناع الأفلام للاتفاق على عروض ستعلن قريبا ضمن الدورة 44، وكذلك اجراء مقابلات مع وسائل اقليمية وعالمية.

وبدأت الدورة الحالية من مهرجان السينمائي الدولي يوم 31 أغسطس وتستمر حتى 10 سبتمبر الجاري.

فيما ينظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الـ44 في الفترة من 13 حتى 22 نوفمبر 2022.

 

موقع "في الفن" في

05.09.2022

 
 
 
 
 

بريندان فريزر: دوري في فيلم «الحوت» علمني أن أصحاب السمنة المفرطة أقوياء بشكل لا يصدق

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

قال الممثل بريندان فريزر إن لعب دور رجل يعاني من السمنة المفرطة علمه أن أولئك الذين لديهم أجسام متشابهة هم أشخاص أقوياء «بشكل لا يصدق»، عقليًا وجسديًا.

أثار فيلم «The Whale ـ الحوت» الذي عُرض اليوم الأحد لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي، ضجة كبيرة بالتكهنات بأنه أحد الأفلام التي ستنافس بقوة على جائزة الأوسكار 2023.

الفيلم من إخراج دارين أرونوفسكي، الحائز على جائزة الأسد الذهبي للمهرجان في عام 2008 عن فيلم The Wrestler، ويستند «الحوت» إلى مسرحية صموئيل د هنتر التي تحمل الاسم نفسه، تتبع قصة تشارلي – مدرس اللغة الإنجليزية المنعزل بالقرب من نهاية حياته، والذي يحاول أعادة الاتصال بابنته المراهقة المنفصلة عنه للحصول على فرصة أخيرة للخلاص.

في حديثه في مؤتمر صحفي على هامش فعاليات المهرجان، قال فريزر – أحد نجوم التسعينيات وأوائل القرن العشرين – إن الدور كان بمثابة منحنى تعليمي بالنسبة له. “لقد أعطاني تقدير لأولئك الذين أجسادهم متشابهة. لقد تعلمت أنك بحاجة إلى أن تكون شخصًا قويًا بشكل لا يصدق، جسديًا وعقليًا، لتعيش في هذا الكائن، وأضاف: “تنحصر حركة تشارلي الجسدية في مساحة منزله، وهي أريكته، وتُروى قصته خلف الأبواب المغلقة. إنه نور في مكان مظلم، وأعتقد أن صدمته التي يحملها تتمثل في الوزن الزائد لجسده”.

وتابع، قائلاً: “كنت بحاجة إلى تعلم كيفية التحرك بطريقة جديدة تمامًا، لقد طورت عضلات لم أكن أعرف أنني أمتلكها، حتى أنني شعرت بإحساس بالدوار في نهاية اليوم عندما تمت إزالة جميع الأجهزة التي تزيد من حجمي”.

وقال المخرج دارين أرونوفسكي إنه شعر بـ “تأثر عميق” عندما شاهد مسرحية هانتر لأول مرة في نيويورك، لكنه أشار إلى إنه استغرق 10 سنوات أخرى لإنتاج هذا الفيلم ، وتابع قائلاً : “كان اختيار تمثيل تشارلي بطل الفيلم تحديًا كبيرًا لعدة أسباب مختلف، فكرت في جميع الممثلين لكن لم يحركني أو يجذبني أحد، وقبل عامين، التقطت مقطعًا دعائيًا لفيلم برازيلي منخفض الميزانية، ورأيت بريندان فيه ومن هنا انطلق ضوء الفيلم”.

وفي حديثه عن حياته المهنية، قال فريزر، المعروف بأدواره في أفلام المومياء، جورج الأدغال، والآلهة والوحوش، إن هذا الدور يمثل أكبر تحد له.. “بدوت مختلفًا في تلك الأيام، وكانت رحلتي إلى حيث أنا الآن هي استكشاف أكبر عدد ممكن من الشخصيات، وهذا يمثل التحدي الأكبر بالنسبة لي”.

ويسترسل: “أعتقد إلى حد بعيد أن تشارلي هو الرجل الأكثر بطولية الذي لعبته على الإطلاق، لأن قوته الخارقة هي رؤية الخير في الآخرين، وإبراز ذلك فيه”.

يتذكر هانتر، الذي قام بكتابة السيناريو، أنه عندما كتب المسرحية في الأصل قبل 12 عامًا كان مدرسًا جامعيًا يتوسل لطلابه أن يكتبوا شيئًا صادقًا. “من هذا كنت أحصل على هذه الأشياء الرائعة والمدهشة، وكنت مثل الذي يريد كتابة قصة عن مدرس اللغة الإنجليزية الذي يسعى بشدة للتواصل مع شخص أصغر سنًا، وأعتقد أن الأدب كان دائمًا مشبعًا به، لذلك لخصت شخصية تشارلي في كونه رجل أدب وقارئ شره”.

وأضاف أرونوفسكي: “في السنوات القليلة الماضية، خسر الكثير منا الكثير. وكان هناك مثل هذا الفصل في الاتصال البشري. السينما تدور حول الاتصال البشري. يتعلق الأمر بفرصة الانزلاق إلى حذاء شخص ثاني والحصول على ساعتين من التعاطف وعقل شخص آخر، وأعتقد أن هذا هو بالضبط ما يحتاجه العالم “.

 

####

 

بينيلوبي كروز: أعيش مشاعر الأمومة للمرة السابعة في فيلم «ليمينسيتا»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

اسُتقبلت بينيلوبي كروز اليوم الأحد في «فينيسيا السينمائي» بترحيب كبير لدى وصولها إلى المؤتمر الصحفي لفيلم “ليمينسيتا” للمخرج الإيطالي إيمانويل كرياليزي، والذي تلعب فيه دور الأم للمرة السابعة بين الواقع والتمثيل، وقد صورته كثيرًا في مسيرتها كممثلة ولكنه دائمًا ما يكون مختلفًا.

وقالت الممثلة المولودة في مدريد: “لقد لعبت دور العديد من الأمهات”، مضيفة أن من بين الأفلام السبعة التي أخرجها بيدرو المودوفار لعبت دور الأم خمس مرات”.

هذا شيء لا يزعجها، ولكنه تحبه لسببين، كما تؤكد، لأنها تعترف بأن لديها غريزة أمومة “قوية جدًا”، وتعلق بابتسامة “منذ أن كان عمري خمس سنوات قلت إنني أريد أن أصبح أماً في أسرع وقت ممكن “.

وأيضًا لأنها كانت دائمًا “مفتونة بما يحدث داخل الأسرة”، والتي تشعر أنها مادة غنية جدًا (نظرًا لأن) أي فيلم حول أي موضوع يكون دائمًا قادرًا على الدوران حول العائلة.

وأضافت كروز أنها الآن أماً، فهي تعتقد أن هذا “أهم شيء” في حياتها. مشيرة إلى أن كل هذه الأشياء جعلتها تقع في حب سيناريو “ليمينسيتا” منذ اللحظة الأولى التي قرأته فيها.

إنها قصة، في رأي كروز، لها طبقات عديدة وتحكي، إلى حد ما، طفولة المخرج، التي تجسده الفتاة الصغيرة التي تريد أن تُدعى “أندريا” (اسم ذكر بالإيطالية) والتي تشعر أنها في الواقع فتى.

تعيش أدريانا مع عائلتها بالقرب من الفاتيكان، وهي منطقة شهدت نموًا حضريًا هائلاً خلال السبعينيات، وهو تطور انعكس في الفيلم.

والدتها هي كلارا، امرأة إسبانية متزوجة من إيطالي يخونها. لهذا السبب يركز الفيلم كثيرًا على عزلة الفتاة وكذلك على عزلة الأم.

قالت كروز إن دور كلارا “يمثل الكثير من حقائق اليوم. هناك العديد من النساء في العالم المحاصرات في منازلهن ويتظاهرن لأطفالهن بأن الأمور ليست سيئة كما هي بالفعل “.

العنف المنزلي والجنس والمشاكل العقلية والعلاقات بين الأم والطفل هي بعض القضايا التي تم تناولها في الفيلم، والتي تضيء مواضيعها الجادة بالعديد من الأغاني التي تحول فيها كروز نفسها إلى رافاييلا كارا أو باتي برافو.

وتسترسل كروز : “عندما قرأت السيناريو، حطم قلبي.. وشعرت بالحاجة إلى القيام بهذا الفيلم مع إيمانويل”، وأكدت مضيفة أن شخصيتها ليست مجنونة بل هي ناجية تتصل بابنتها لأن كلاهما يشعر بأنه محاصر.

من أكثر الأشياء التي أحبتها الممثلة الإسبانية في الفيلم هي الطريقة التي “ينقل بها إيمانويل كرياليزي للجمهور المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الأطفال عندما يعانون من العزله”.

وقال كرياليزي إنه فيلم “عن الذاكرة”، يبحث من خلاله على ذكرياته  لبناء “قصة عالمية”.

وهو فيلم تعود فيه كروز إلى صناعة الأفلام الإيطالية، والتي تربطها بها علاقة رائعة. في عام 2004، قامت بتصوير فيلم “لا تحرّك” تحت إشراف سيرجيو كاستيليتو، والذي حصل على جائزة ديفيد دي دوناتيلو الأولى والوحيدة لأفضل ممثلة وجائزة الفيلم الأوروبي.

وقالت الممثلة الإسبانية، التي أشارت إلى أنها بدأت في صنع أفلام باللغة الإيطالية عندما كانت صغيرة: “لقد كنت محظوظة لكوني درست الفرنسية قبل الإنجليزية، على الرغم من أن ذلك جعلني لا أفقد كل لهجتي عندما أعمل باللغة الإنجليزية”.

وتعتبر اللهجات واللغات شغفًا بالنسبة لها، ويساعدها العمل بلغة أخرى على الاقتراب من شخصياتها، على الرغم من أنها في بعض الأحيان “مرهقة عقليًا”.

لكنها أضافت: “أشعر أنني محظوظة لأنني تمكنت من العمل بأربع لغات.”

 

####

 

نظرة أولى.. «الحوت» مخيب للآمال رغم براعة بريندان فريزر

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

من الصعب أن لا تشعر بالتعاطف الشديد مع مدرس اللغة الإنجليزية الذي يعاني من السمنة المفرطة، والذي يؤدي دوره الممثل بريندان فريزر في عودته المرتقبة، ولكن ما قدمه فيلم «The Whale ـ الحوت» مخيب للآمال.

يعد فيلم المخرج دارين أرونوفسكي، والذي تم كتابته سينمائياً بواسطة صموئيل هنتر من مسرحيته الخاصة في عام 2012، أكبر خيبة أمل في مهرجان فينيسيا السينمائي وأكثرها إثارة للدهشة؛ السرد مفتعل وغير مقنع والفيلم بأكمله له لغة جسد غريبة، كما لو كان يتعامل مع موضوعه المؤلم مستخدماً قفازات أطفال ويطلب منا أن نفعل الشيء نفسه.

بريندان فريزر هو (تشارلي)، مدرس اللغة الإنجليزية المسؤول عن دورة دراسية عبر الإنترنت، يتم تدريسها عبر برنامج زووم، و يدعي للمجموعة أن كاميرا اللاب توب الخاصة به لا تعمل، وهذا هو السبب في أن المربع الموجود على الشاشة يظهر دائماً وجهه فارغًا. لكنه في الواقع لا يريدهم أن يروا كيف يبدو، فهو يعاني من السمنة المفرطة، وبالكاد قادر على ترك مقعده والمشي بصعوبه بالغة كي يصل إلى المرحاض، وكل ما يفعله من مجهود هو التهام البيتزا، والدجاج المقلي، مع قطع من الشوكولاتة الموجودة دائماً فى درج مكتبه، ويبلغ ذروة إيقاعه الثابت بنوبة قلبية كادت تقتله، وهو يمارس العادة السرية على مشهد إباحي مثلي الجنس.

بالطبع، لا يُفترض أن تكون هذه كوميديا ​​سوداء ساخرة، ولا يُفترض أن يكون تشارلي جشعًا أو كسولًا أو أنانيًا، وملخص ما نعرفه من الأحداث، أنه يشعر بالاكتئاب بعد وفاة شريكه، وهو طالب سابق من فصل دراسي للكبار، ترك تشارلي زوجته وابنته الصغيرة من أجله؛ ومن أجل هذا الهجر لا يزال يشعر بالذنب ويحاول أن يتواصل مع ابنته فيما تبقى له من أيام يعيشها وكأنها محاولة للخلاص.

صديق تشارلي الوحيد الآن هي أخت شريكه الراحل ليز (هونغ تشاو)، الممرضة المتشددة الغاضبة من رفضه الذهاب إلى المستشفى. تصبح حياته الهشة والوحيدة أكثر تعقيدًا مع وصول الشاب الغريب توماس (تاي سيمبكينز) إلى بابه، وهو مبشر مسيحي من الكنيسة التي كان شريك تشارلي عضوًا فيها. يبدو أن ابنة تشارلي الغاضبة، إيلي (سادي سينك)، ترغب أيضًا في إعادة الاتصال بوالدها.

إلى جانب كل ذلك، هناك حب تشارلي للأدب، وخاصة موبي ديك لملفيل، وتشارلي يدرك بشكل كئيب أنه الحوت، الكيان الضخم المتضخم الذي لا يريد أحد مطاردته أو الاستحواذ عليه أو حتى التفكير فيه على الإطلاق، أو ربما أن تشارلي يبحث عن المعنى المراوغ لحياته المحطمة، فيدفن نفسه في أعماق محيط الوحدة.

يجلب بريندان فريزر لطفًا واضحًا وانفتاحًا على دور تشارلي، بأداء مميز وواعي، يتفوق فيه على كل الإضافات والمؤثرات الخاصة التي تمنحه حجما أكبر، وكأنها مزيد من الإثارة التي تستدر الرعب والتعاطف والحب في موسم الجوائز.

هناك لمعان جميل جدًا لدرجة يصعب تصديقها على قداسة تشارلي ومحاولة الخلاص من ذنبه تجاه ابنته في أيامة الأخيرة، ما يجعل مفهوم هذا الفيلم عن الموت عاطفي وحتى متدين بشكل خفي. لكن حتى هذه ليست المشكلة بالضبط – إنها الحبكة المعقدة التي تحيط بتشارلي: الخدع الغريبة وغير المعقولة حول خلفية شريكه وتعاسة إيلي وموقفها السيئ، كل ذلك تم الكشف عنه بشكل غير مباشر وغير متقن. يؤمن تشارلي بخير إيلي الأساسي حتى النهاية، لكن أي غموض مفترض حول نواياها وسلوكها هو أمر غير مُرضٍ وغير مثير للاهتمام.

يقدم بالفعل بريندان فريزر براعة صادقة في دور تشارلي، وتضفي هونغ تشاو شراسة وترحبًا على الدراما، لكن يبقى السرد الضعيف وغير المقنع نقطة ضعف فيلم «The Whale ـ الحوت».

 

####

 

أوليفيا وايلد تغلق شائعات «لا تقلق ياحبيبي» وسط جدل ما حدث وراء كواليس تصويره

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

أصبح فيلم أوليفيا وايلد الجديد «لا تقلق ياحبيبي» حديث المدينة في البندقية، كانت كل الأنظار على المخرجة وهي تواجه الصحافة العالمية، قبل العرض الأول للفيلم المشارك في المسابقة الرسمية للدورة الـ79 لمهرجان فينيسيا السينمائي،  وبعد أيام من الجدل حول انسحاب شيا لابوف من المشروع، وإحجام فلورنس بوغ عن المشاركة في أي مؤتمرات صحفية.

وتم انهاء الشائعات بسرعة، بعدما كررت وايلد جملة أن كل شيء على ما يرام تمامًا، وأغلقت مديرة المؤتمر الصحفي للمهرجان أي أسئلة محرجة أخرى من قبل الصحفيين.

«فلورنسا قوة»؛ قالت وايلد ردًا على سؤال حول غياب بوغ: “نحن ممتنون جدًا لأنها تمكنت من حضور العرض الليلة، رغم انشغالها بتصوير فيلم (ديون)،

 أما بالنسبة للثرثرة والضوضاء التي لا نهاية لها في الصحف الشعبية، فإن الإنترنت يغذي نفسه. ولا أشعر أنني بحاجة إلى المساهمة فيه “.

هل يمكنني طرح سؤال حول شيا لابوف ؟” سأل صحفي ثان. لا ، قالت مديرة المؤتمر الصحفي للمهرجان جوليا دي أنولو فالان، لقد تم بالفعل تناول هذا الموضوع.

كانت التوقع بشأن المؤتمر الصحفي قد وصلت إلى ذروتها في وقت سابق اليوم الاثنين، حيث أشارت التقارير إلى أن فلورنس بوغ لم تكن حاضرة لأن رحلتها من بودابست التى تصوره فيها فيلم (ديون) لم تهبط إلا في وقت لاحق من بعد الظهر. ومن المتوقع أن تسير الممثلة على السجادة الحمراء في عرض الليلة.

من جانبه، أقر الموسيقي، الذي قام بأول بطولة له في الفيلم  “هناك الكثير من الجوانب السلبية. من الواضح جدًا أن يراها أي شخص. لكن من المهم دائمًا أن نتذكر أن هناك أشياء إيجابية تحدث في العالم بسبب ذلك أيضًا”.

كما أثنى ستايلز على معجبيه لتزويده “بمكان لأكون فيه على طبيعتي”. قال عن تحوله المهني: “الموسيقى والتمثيل هما عكس ذلك من نواح كثيرة. إن صنع الموسيقى أمر شخصي حقًا وهناك جوانب من التمثيل تستمدها من التجربة ، ولكن في معظم الأحيان تتظاهر بلعب دور شخص آخر. هذا ما أجده أكثر متعة فيه. ما أحبه في التمثيل هو أنني أشعر أنه ليس لدي أي فكرة عما أفعله”.

تتابع قصة الإثارة النفسية المصممة على طراز منتصف القرن قصة أليس (بيو) وجاك (ستايلز) اللذين يعيشان في المجتمع المثالي لـ Victory، وهي مدينة شركة تجريبية تضم الرجال الذين يعملون في مشروع سري للغاية وعائلاتهم.

التفاؤل المجتمعي في الخمسينيات من القرن الماضي الذي تبناه رئيسهم التنفيذي، فرانك (كريس باين) – مدرب حياة ذو رؤية مشتركة وتحفيزية – وزوجته شيلي (جيما تشان)، يرسخ كل جانب من جوانب الحياة اليومية في اليوتوبيا الصحراوية المتماسكة. ولكن عندما تبدأ الشقوق في حياتها المثالية في الظهور، لا تستطيع أليس أن تساعد في التشكيك في وجودها بالكامل.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، أصبح السؤال عما حدث بالضبط في موقع التصوير مصدرًا لمؤامرات عالمية. كانت الشائعات حول كل شيء من رحيل لابوف عن الفيلم في وقت مبكر، إلى افتقار بوغ الملحوظ للدعم العام للمشروع.

وأصبحت أوليفيا وايلد نفسها أيضًا لاعباً في الصحف الشعبية بعد أن اكتشف المصورون علاقتها خارج الشاشة مع ستايلز. ثم كانت هناك لحظة سينماكون ، حيث حصلت وايلد على أوراق الحضانة من قبل زوجها السابق ، جيسون سوديكيس ، خلال عرض تقديمي عن فيلمها على خشبة المسرح أمام الآلاف من المتخصصين في الصناعة وأصحاب المسارح.

فيلم« لا تقلق يا حبيبي» يشق طريقه إلى دور العرض في 23 سبتمبر.

 

موقع "سينماتوغراف" في

05.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004