ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح مهرجان فينيسيا الـ79: الأميركي مُخيّب للآمال والإيطالي واللبناني مهمّان

البندقية/ محمد هاشم عبد السلام

فينيسيا السينمائي الدولي التاسع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

فيلمٌ مخيّبٌ جداً للتوقّعات، بعنوان "ضوضاء بيضاء" للأميركي نواه بومباك، افتتح، مساء الأربعاء، 31 أغسطس/آب 2022، الدورة الـ79 لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"، والتي تنتهي في 10 سبتمبر/ أيلول 2022.

ويبدو أن المهرجان العريق أبى، في هذه الدورة، أنْ يحيد عن سلسلة أفلام الافتتاح الضعيفة والمُحبطة جداً، التي وسمت المهرجانات الكبرى في دورات هذا العام. إذْ اتسمت أفلام افتتاح "مهرجان فينيسيا"، أقلّه في الأعوام القليلة الماضية، بالفنيّة والمتعة والعمق. هذا كلّه غاب نهائياً عن "ضوضاء بيضاء"، الذي لا علاقة له بالضوضاء، ولا بأي شيء أبيض.

ركاكة وسطحية أميركيتان

بعد ثلاثة أعوام على مشاركته في المسابقة الرئيسية، بفيلمه الرومانسي الاجتماعي النفسي "قصة زواج" (تمثيل آدم درايفر وسكارليت جوهانسن ولاورا ديرن)، الذي كان اكتشافاً رائعاً في تلك الدورة؛ والذي حظي بإقبال جماهيري، ونال ترشيحات عدّة، وفاز بجوائز مُستحقّة؛ عاد بومباك إلى المسابقة الرئيسية لـ"مهرجان فينيسيا" بجديدٍ، لا يتقاطع لا مع الكوميديا السوداء أو البيضاء، ولا بالرعب، ولا بالغنائيّ الراقص أو الاستعراضي، وفقاً لما أُعلِنَ عنه، قبل عرضه. الفيلم، المُقتبس عن رواية بالعنوان نفسه (1985) للكاتب الأميركي دون دليلّو، والفائزة بجائزة "الكتاب الوطني للرواية"، يخلو من كل ما سبق، بما فيه العمق الفلسفي، والتأمّل الوجودي، اللذان بَدَوا على قدر كبير من الركاكة والسطحية، رغم الجهد الإخراجي الملموس.

هل العيب في الأصل الروائي، واختيار المخرج للعمل؟ أم في رؤية نواه بومباك للنص الأدبي سينمائياً؟ أم عدم صلاحية الرواية للاقتباس أصلاً؟ أم، ببساطة، إخفاق المخرج في اقتباسه الرواية؟ إذْ يندر أنْ يلجأ بومباك، في أفلامه، إلى الاقتباس من أصل أدبي، فهو يكتب قصة وسيناريو وحوار أفلامه بنفسه. من ناحية أخرى، يصعب تخمين أسباب اختيار الفيلم لافتتاح المهرجان.

لا علاقة للنجوم بالأمر، فالمهرجان يزخر هذا العام بنجوم عديدين، أهمّ وأكثر جاذبية من أبطال "ضوضاء بيضاء". كما يُستبعد أنْ تكون هناك شبهة انصياع أو رضوخ لمطالب "نتفليكس"، مُنتجة الفيلم، وأفلام أخرى في المسابقة وخارجها، إذْ لم يتسرّب، حتّى اللحظة، أيّ شيء بهذا الخصوص. إذاً، لعلّ الأمر ببساطة شديدة مردّه برمجة المسابقة الرئيسية، المنوط بها دائماً المدير الفني ألبيرتو باربيرا، المعروف بذوقه الفني المتميّز، وباختياراته الرفيعة.

تدور أحداث الفيلم (136 دقيقة) في ثمانينيات القرن الماضي، مع أسرة البروفيسور جاك غْلادني (آدم درايفر)، الجامعي المرموق، والمعروف بتخصّصه النادر في الدراسات الهتلرية. زوجته بابِتْ (غريتا غُرويغ) ربّة منزل، ومُدرِّبة رياضية أحياناً. لديهما أربعة أولاد في أعمار مُختلفة. تحيا الأسرة حياة نموذجية ونمطية وسعيدة وهانئة، باستثناء بعض وسواس الأمراض، وهواجس مُرتبطة بالحياة وماهيتها، والخوف من أشياء كثيرة، خاصة الموت، رغم الإدراك المُسبق للزوجين بأنْ لا مفرّ منه، ويستحيل تجنّبه.

مع تطور الأحداث، والتعريف بالشخصيات وخلفياتها، تحدث صدمةٌ كبرى، تتمثّل باصطدام شاحنة كبيرة، مُحمّلة بمواد قابلة للاشتعال، بقطار بضائع ضخم، مُحمّل أيضاً بمواد كيميائية قابلة للاشتعال، ما يؤدّي إلى انفجارات ضخمة، وانبعاث سحابة كبيرة وشديدة الخطورة من الغازات الكيميائية، المهدِّدة لحياة البشر في المنطقة، فيُنفَّذ إخلاء عاجل للسكّان إلى مخيّم، ريثما يتمّ احتواء الوضع، والسيطرة عليه. كارثةٌ، من شأنها زعزعة حياة أسرة مهووسة ومرعوبة، أصلاً، من أمور كثيرة، لا وجود لها أساساً.

عوضاً عن تطوير الحبكة وتعقيدها أكثر، بناء على تلك الكارثة المفصلية، وتمحور الأحداث حول حياة الشخصيات وردود أفعالها المختلفة إزاء ما حدث لهم ولبلدتهم وجيرانهم، يتجاهل "ضوضاء بيضاء" الحادثة كلّياً، تقريباً، كأنّها لم تقع. من منتصفه إلى نهايته، يتفرّع الفيلم إلى حبكات أخرى جانبية غريبة، وغير مهمّة، ولا تفيد في تطوير الحبكة، وخلق غموض وتشويق واستمتاع سينمائي، من أي نوع، ولا في تطوير الشخصيات وعوالمها، اجتماعياً ومرضياً ونفسياً، ما انعكس على نمطية ورتابة وضعف أداء الشخصيات الرئيسية.

ينتهي "ضوضاء بيضاء" ـ الفارغ من كلّ جديد وفنّي، ومن كل ما يحثّ على التفكير، ويحضّ على المتابعة والاستمتاع ـ برقصة استعراضية طويلة، لـ10 دقائق تقريباً، لا صلة لها به وبأحداثه، تدور في سوبرماركت ضخم، بين الممرّات والأرفف المحمّلة بالبضائع والسلع، بينما تتسوّق الشخصيات، وآخرين. المُثير في تلك الخاتمة أنّها، كوريغرافياً، ليست مُمتعة وجذّابة وفنّية، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مخرج، تجلّت بصماته سابقاً في أفلامٍ أهمّ وأعمق وأجمل فنياً بكثير من "ضوضاء بيضاء".

"آفاق" و"أيام المؤلّفين"

في اليوم نفسه (31/ 8/ 2022)، افتُتح أيضاً قسم "آفاق"، بالفيلم الإيطالي "برنسيس"، لروبيرتو دي باوْلِس. يهتمّ هذا القسم، الثاني في الأهميّة بعد المسابقة الرئيسية، بعرض الأفلام الأولى والثانية لمخرجيها، وكثيرٌ منها يستحقّ التوقّف والتأمّل والتقدير. مقارنةً سريعة بين "برنسيس" و"ضوضاء بيضاء" للأميركي نواه بومباك، فيلم افتتاح المسابقة، ستكون نتيجتها، بالتأكيد، لصالح الفيلم الإيطالي، ومخرجه الشاب، الذي كشف سابقاً عن موهبته كسينمائيّ واعدٍ، بـ"قلوب بيضاء" (2017).

يبدو أنّ القائمين على "آفاق" أرادوا أنْ يكون فيلم الافتتاح على قدرٍ كبير من الإنسانية والعمق، ويمسّ بشدة، ويضرب عميقاً في جذور إحدى المشكلات الإنسانية العويصة، والطارئة حديثاً، على المجتمع الإيطالي: شابّة نيجيرية، مهاجرة غير شرعية، تُدعى برنسيس (كَفِن غلوري) تبيع جسدها للمارين على الطرق السريعة، ووسط الغابات، وفي الأحراج، رفقة أربع فتيات تشاركهنّ حياة الخفاء، والإقامة غير الشرعية، والخوف، والهروب من كلّ شيء. الشرطة ليست أكبر المخاوف بالنسبة إليها، وإنْ كانت على رأسها. أساساً، يصعب عليها الاحتكاك الطبيعي والتواصل الإنساني مع البشر، أو هناك تحفّظات كبيرة بشأنهما. فالغرض الأساسيّ الذي يحكم أيّ تعامل لها كامنٌ في حصولها على المال، فقط.

في المسار الدرامي كلّه، تُلمَس حيوية برنسيس وبساطتها وعفويتها وخجلها وسذاجتها. وعندما يتقرّب منها كورّادو (لينو موزيلاّ)، الخجول والطيّب، تستجيب لصحبته بصعوبة بالغة، رغم مصارحتها إياه بكرهها للبشر، وتفضّل الحيوانات والطيور على صحبتهم والتعاطي معهم. وعندما يحاول الدخول إلى حياتها وإدخالها إلى حياته تدريجياً، ترفض لأكثر من سبب، مُفضّلةً حياة الأحراج والطرقات، ومواجهة الخطر اليومي، بما يحمله من قيود وأغلال ومذلّة.

في "برنسيس"، تجنّب روبيرتو دي باوْلِس، قدر الإمكان، الشخصيات والمعالجات المُستَهْلَكة، مبتعداً عن المعتاد والمألوف في تناول مواضيع كهذه، ما كان له أثر كبير على مستوى الفيلم. وأيضاً، اختيار أماكن التصوير في الغابة والأحراج والطرقات السريعة، والابتعاد عن حياة المدن والبشر، وهذا أبرز، بقوّة، ما أراد باوْلِس تقديمه. لكنْ، يسبق هذا، أداء قوي جداً لكَفِن غلوري.

في السياق نفسه، افتُتحت مسابقة "أيام المؤلّفين"، التي تشرف عليها وتنظّمها "جمعية المُؤلّفين السينمائيين والمُنتجين المُستقلّين" منذ 19 عاماً. والافتتاح معقودٌ على الفيلم اللبناني "حديد نحاس وبطاريات"، لوسام شرف، ثاني روائي طويل له، بعد أفلامٍ قصيرة عدّة. عنوانه بالإنكليزية "قذر صعب وخطر"، ويطرح عناوين إنسانية مختلفة، كالقمع والاضطهاد والعنصرية والفقر والهجرة والحبّ المستحيل والحرب، وغيرها. عناوين، لو اجتمعت في عمل واحد، تُضعفه عادةً، أو لا تكون بالقوة نفسها، أو تسقط في المُباشَر والتكرار والملل. ذكاء وسام شرف أنّه استطاع صهر كلّ هذا معاً، بمنتهى الاحترافية، وبفنّية لافتة للانتباه، وبسخرية ملحوظة، من دون ملل أو تكرار أو كليشيهات محفوظة. والأهم، هناك تشويق واستمتاع، وقوّة في رسم الشخصيات والحبكة، ومنطق في تسلسل الأحداث، ما يُرشّح الفيلم للمنافسة على جائزة التظاهرة.

بمهارةٍ، تمزج أحداثه بين الكوميديا السوداء والعبث، مع شيءٍ من الفانتازيا، يسهل التفاعل معها وتصديقها، تتعلّق بجسد البطل، الذي يُفرز الحديد من جروحه. يتطوّر الأمر إلى أكثر من هذا، لاحقاً، في استعارة جعلها وسام شرف مفتوحة على احتمالات وتأويلات عدّة، كالإحالات المواربة أو شبه الصريحة عن الواقع المُعاصر في لبنان.

الشاب سوري لاجئ يُدعى أحمد (زياد جلاد)، يعمل في جمع الخردة، من حديد ونحاس وبطاريات، لقاء مبلغ زهيد من المال. أساساً، هذا مصدر للمال غير مُنتظم. يحبّ أحمد الشابة الإثيوبية مهدية (كلارا كوتوريت)، التي تبادله حبّاً صادقاً، لكنّ حياتها ومصيرها ليسا مُلكاً لها، إذْ تعمل خادمةً عند عائلة الجنرال الطيب، المختلّ عقلياً، إبراهيم (رفعت طربية)، وزوجته المتحكّمة والصارمة ليلى (دارينا الجندي).

تتعقّد الأمور بينهما، وتُصبح قصّة حبهما مُدانة. فالعلاقة غير مُحبّذة من الأطراف كلّها، أصدقاء وزملاء أحمد في العمل، وصديقات مهدية الإثيوبيات. وعندما تكتشف ليلى علاقتها بأحمد، صدفةً، تحبسها في المنزل، وتُصادر هاتفها، وتمنعها من الخروج إلى الشارع. فتنقطع علاقتها بأحمد تماماً. هذا لم ينجح إلى حدّ كبير، إذْ تُدفع مهدية إلى التطرّف في ردّ فعلها، من دون أن تبكي على شيء، طالما أنّها ستكون في حماية حبيبها أحمد، رغم المشاكل والصعاب والمستحيلات البادية في الأفق.

 

العربي الجديد اللندنية في

01.09.2022

 
 
 
 
 

«ضوضاء بيضاء».. يفتقد العمق رغم جهد نواه بومباخ الإخراجي

فينيسيا ـ «سينماتوغراف» :  محمد هاشم

بعد ثلاثة أعوام على مشاركته في المسابقة الرئيسية، بفيلمه الرومانسي الاجتماعي النفسي “قصة زواج” (تمثيل آدم درايفر وسكارليت جوهانسن ولاورا ديرن)، الذي كان اكتشافاً رائعاً في تلك الدورة؛ والذي حظي بإقبال جماهيري، ونال ترشيحات عدّة، وفاز بجوائز مُستحقّة؛ عاد نواه بومباخ إلى المسابقة الرئيسية لـ”مهرجان فينيسيا” بجديدٍ، لا يتقاطع لا مع الكوميديا السوداء أو البيضاء، ولا بالرعب، ولا بالغنائيّ الراقص أو الاستعراضي، وفقاً لما أُعلِنَ عنه، قبل عرضه. فيلم «ضوضاء بيضاء ـ White Noise»، المُقتبس عن رواية بالعنوان نفسه (1985) للكاتب الأميركي دون دليلّو، والفائزة بجائزة “الكتاب الوطني للرواية”، يخلو من كل ما سبق، بما فيه العمق الفلسفي، والتأمّل الوجودي، اللذان بَدَوا على قدر كبير من الركاكة والسطحية، رغم الجهد الإخراجي الملموس.

هل العيب في الأصل الروائي، واختيار المخرج للعمل؟ أم في رؤية نواه بومباخ للنص الأدبي سينمائياً؟ أم عدم صلاحية الرواية للاقتباس أصلاً؟ أم، ببساطة، إخفاق المخرج في اقتباسه الرواية؟ إذْ يندر أنْ يلجأ بومباخ، في أفلامه، إلى الاقتباس من أصل أدبي، فهو يكتب قصة وسيناريو وحوار أفلامه بنفسه. من ناحية أخرى، يصعب تخمين أسباب اختيار الفيلم لافتتاح «فينيسيا السينمائي».

لا علاقة للنجوم بالأمر، فالمهرجان يزخر هذا العام بنجوم عديدين، أهمّ وأكثر جاذبية من أبطال “ضوضاء بيضاء”. كما يُستبعد أنْ تكون هناك شبهة انصياع أو رضوخ لمطالب “نتفليكس”، مُنتجة الفيلم، وأفلام أخرى في المسابقة وخارجها، إذْ لم يتسرّب، حتّى اللحظة، أيّ شيء بهذا الخصوص. إذاً، لعلّ الأمر ببساطة شديدة مردّه برمجة المسابقة الرئيسية، المنوط بها دائماً المدير الفني ألبيرتو باربيرا، المعروف بذوقه الفني المتميّز، وباختياراته الرفيعة.

تدور أحداث الفيلم (136 دقيقة) في ثمانينيات القرن الماضي، مع أسرة البروفيسور جاك غْلادني (آدم درايفر)، الجامعي المرموق، والمعروف بتخصّصه النادر في الدراسات الهتلرية. زوجته بابِتْ (غريتا غُرويغ) ربّة منزل، ومُدرِّبة رياضية أحياناً. لديهما أربعة أولاد في أعمار مُختلفة. تحيا الأسرة حياة نموذجية ونمطية وسعيدة وهانئة، باستثناء بعض وسواس الأمراض، وهواجس مُرتبطة بالحياة وماهيتها، والخوف من أشياء كثيرة، خاصة الموت، رغم الإدراك المُسبق للزوجين بأنْ لا مفرّ منه، ويستحيل تجنّبه.

مع تطور الأحداث، والتعريف بالشخصيات وخلفياتها، تحدث صدمةٌ كبرى، تتمثّل باصطدام شاحنة كبيرة، مُحمّلة بمواد قابلة للاشتعال، بقطار بضائع ضخم، مُحمّل أيضاً بمواد كيميائية قابلة للاشتعال، ما يؤدّي إلى انفجارات ضخمة، وانبعاث سحابة كبيرة وشديدة الخطورة من الغازات الكيميائية، المهدِّدة لحياة البشر في المنطقة، فيُنفَّذ إخلاء عاجل للسكّان إلى مخيّم، ريثما يتمّ احتواء الوضع، والسيطرة عليه. كارثةٌ، من شأنها زعزعة حياة أسرة مهووسة ومرعوبة، أصلاً، من أمور كثيرة، لا وجود لها أساساً.

عوضاً عن تطوير الحبكة وتعقيدها أكثر، بناء على تلك الكارثة المفصلية، وتمحور الأحداث حول حياة الشخصيات وردود أفعالها المختلفة إزاء ما حدث لهم ولبلدتهم وجيرانهم، يتجاهل “ضوضاء بيضاء” الحادثة كلّياً، تقريباً، كأنّها لم تقع. من منتصفه إلى نهايته، يتفرّع الفيلم إلى حبكات أخرى جانبية غريبة، وغير مهمّة، ولا تفيد في تطوير الحبكة، وخلق غموض وتشويق واستمتاع سينمائي، من أي نوع، ولا في تطوير الشخصيات وعوالمها، اجتماعياً ومرضياً ونفسياً، ما انعكس على نمطية ورتابة وضعف أداء الشخصيات الرئيسية.

ينتهي “ضوضاء بيضاء” ـ الفارغ من كلّ جديد وفنّي، ومن كل ما يحثّ على التفكير، ويحضّ على المتابعة والاستمتاع ـ برقصة استعراضية طويلة، لـ10 دقائق تقريباً، لا صلة لها به وبأحداثه، تدور في سوبرماركت ضخم، بين الممرّات والأرفف المحمّلة بالبضائع والسلع، بينما تتسوّق الشخصيات، وآخرين. المُثير في تلك الخاتمة أنّها، كوريغرافياً، ليست مُمتعة وجذّابة وفنّية، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مخرج، تجلّت بصماته سابقاً في أفلامٍ أهمّ وأعمق وأجمل فنياً بكثير من “ضوضاء بيضاء”.

 

####

 

أليخاندرو إيناريتو في «فينيسيا السينمائي» : «باردو» أشبه بـ «لقاء صديق قديم»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

ظهر المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليز إيناريتو في مؤتمر صحفي اليوم الخميس ضمن فعاليات الدورة الـ79 لـ فينيسيا السينمائي، حيث رفض المخاوف من أن الجماهير لن تكون قادرة على تجربة فيلمه الأخير«Bardo ـ باردو»، الذي يحمل عنوان فرعي (سجل كاذب لحفنة من الحقائق ـ  False Chronicle of a Handful of Truths)، وسيتم إصداره على نتفليكس في وقت لاحق من هذا العام.

قال إيناريتو عندما سُئل عن تجربة فيلمه: “لقد شاهد جيلي أفلامًا لكتاب عظماء وعندما كنت أدرس السينما، إلى جانب المعارض والمهرجانات، ومشاهدة أعمال لـ برغمان وبونويل وفليني، شاهدت جميع أفلامهم على التلفزيون بجودة رهيبة (في إتش إس)، وكنت إذا اضطررت للذهاب إلى المرحاض، أوقفت الفيلم. لذلك نحن مجبرون على وقف العروض. لكن ما تبقى هو أفكارنا. الفيلم هو فيلم. إنها مجرد وسيلة. كاتدرائية للسينما. إنه مكان يولد فيه الأطفال “.

واصل المخرج قوله “لا يمكنك أن تتعارض مع التيار السائد” ردًا على شعبية اللافتات بعد تسليط الضوء على أن باردو سيستمر في الحصول على عروض داخل صالات السينما بشكل محدود في المكسيك والولايات المتحدة.

هذا شيء أقدره حقًا. ليس فقط لأنني تلقيت الدعم، لكنهم في نتفليكس كانوا كرماء للغاية في السماح للناس بتجربة هذا الفيلم في صالات السينما، وأضاف: “هذا شيء مهم بشكل خاص بالنسبة لي وهو لفتة استثنائية من نتفليكس، لأنني أعتقد أن باردو ينتمي إلى هذا النوع من الخبرة “.

كتب سيناريو «Bardo ـ باردو» كلاً من أليخاندرو غونزاليز إيناريتو  و نيكولاس جياكوبون ، ووُصف الفيلم بأنه كوميديا حنين إلى الماضي في مواجهة رحلة شخصية ملحميةيروي قصة صحفي مكسيكي شهير مخرج أفلام وثائقية يعود إلى وطنه ويعمل من خلال أزمة وجودية وهو يتصارع مع هويته وعلاقاته العائلية وحماقة ذكرياته بالإضافة إلى ماضي بلاده. إنه يبحث عن إجابات في ماضيه للتوفيق بين من هو في الوقت الحاضر.

وأكد إيناريتو إنه لم يشرع من خلال باردو أبدًا في كتابة سيرته الذاتية. “لم يكن هذا هدفي. فكرة استكشاف كل هذه المشاعر ومحاولة منحها معنى، واكتشاف وكشف أشياء كثيرة عن نفسي ومشاركتها .. كان هذا هدفي “.

يصادف الفيلم عودة إيناريتو إلى المكسيك. لم يصور المخرج أي فيلم في وطنه منذ عام 2000 عندما قدم «أموريس بيروس»، بطولة جايل غارسيا برنال. قال إيناريتو إن الأول من سبتمبر يصادف أيضًا الذكرى السنوية لليوم الذي غادرت فيه عائلته المكسيك لأول مرة متوجهة إلى لوس أنجلوس منذ أكثر من 20 عامًا.

وتابع المخرج “المكسيك بالنسبة لي حالة ذهنية، فهي لم تعد مجرد دولة”. “كل بلد في النهاية هو حالة ذهنية. لقد قيل لنا القصص عن أنفسنا. ولكن عندما تبتعد عن هذا المكان وعندما يضاف إلى ذلك الوقت، فإن هذه الحالة الذهنية تتلاشى وتتغير. وكان هذا جزءًا من البحث الذي يعتني به هذا الفيلم. تفسير هذا الشوق”.

وأضاف أن العودة إلى البلاد كانت بمثابة “أن تكون في المرآة” و “إعادة لقاء صديق قديم” كان مختلفًا تمامًا.

باردو هو أيضًا أول فيلم روائي طويل لإيناريتو منذ فوزه بجائزة الأوسكار لإخراج فيلم The Revenant، والذي حصل من خلاله ليوناردو دي كابريو لأول مرة على أوسكار لأفضل ممثل.

يلعب بطولة الفيلم الجديد النجم دانيال جيمينيز كاتشو، جريسيلدا سيسيلياني، خيمينا لامادريد، وإيكر سولانو، ماري بارنت وكارلا لونا كانتو منتجان تنفيذيان. والعمل من إنتاج إيناريتو وستايسي بيرسكي كانيس.

وسيُعرض «Bardo ـ باردو» لأول مرة في 16 ديسمبر بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسبا السينمائي، وقبل عرضه على منصة البث نتفليكس، سيتم عرضه في دور السينما في المكسيك بدءًا من 27 أكتوبر بالإضافة إلى صالات سينما مختارة في أمريكا الشمالية في 4 نوفمبر.

 

####

 

مع فيلمي «كارول، وتار».. كيت بلانشيت تؤكد عدم اهتمامها بلعب أدوار مثليات مبدعات

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

واحد من أكثر العناوين التي طال انتظارها في مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام هو فيلم Tár، دراما مظلمة من بطولة كيت بلانشيت في دور ليديا تار، قائدة الأوركسترا والملحنة الرائدة، وأول أنثى قائدة على الإطلاق لأوركسترا ألمانية كبرى.

الفيلم، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي 2022، ويمثل العودة الأولى للمخرج تود فيلد منذ فيلم أطفال صغار Little Children عام 2006 ، وقد صاغه خصيصًا لبلانشيت، وقال فيلد في المؤتمر الصحفي للفيلم: “لم يكتب مع كيت بلانشيت في الاعتبار – لقد كتب لكيت بلانشيت”.

يستكشف “تار” جميع جوانب حياة المايسترو، بما في ذلك علاقاتها العاطفية مع موسيقيتين تحت قيادتها. هذه هي المرة الثانية في الآونة الأخيرة، بعد فيلم كارول 2015، التي تلعب فيها بلانشيت دور لامرأة مثلية الجنس.

وعندما سُئلت بلانشيت في المؤتمر الصحفي عن أهمية بث الحياة في النساء المثليات على الشاشة في وقت يتعرضون فيه للهجوم، شرعت في شرح مطول للسبب، وقالت: “شعرت بأن الأمر عاجل، وأنه لا يمكن إنكاره. لكن الغريب أنني لم أفكر في جنس الشخصية – أو حياتها الجنسية – على الإطلاق، وأعتقد أنني أحب ذلك في الفيلم. انها مجرد صورة إنسانية للغاية، وأعتقد أننا ربما نضجنا بما يكفي لمشاهدة فيلم مثل هذا النوع دون جعل هذا الموضوع هو العنوان الرئيسي”.

ووصفت تار بأنها “قصة خيالية”، نظرًا لأنه لا يوجد حتى الآن قائدة تقود أيًا من الفرق الموسيقية الألمانية العظيمة، شددت على ذلك، “ولم أفكر في فيلمنا على أنه مهم. فكرت في الأمر على أن بطلته إنسانه ولا يمكن إنكارها “.

وتحدث بلانشيت بعد ذلك عن التأثير الثقافي لكارول تود هاينز، والذي يُعتبر الآن أحد أعظم صانعي أفلام مجتمع الميم على الإطلاق.

كارول، عندما صنعناها، الآن أعود إليها – لم يتم إنتاج أفلام أخرى مثل هذه، وكانت قصة باتريشيا هايسميث هي القصة الأولى حيث لم يتم استبدال امرأة تحب النساء الأخريات بحب الرجل، ولكن في الوقت الذي تم فيه صنع كارول، أدركت لاحقًا مدى أهميتها للناس، وفي وقت صنعه، كان مجرد شيء علينا أن نصنعه، ولذا فأنا لست مهتمة بـ عالم المثلية في حين أن هناك الكثير من الموضوعات الساخنة التي تظهر فيTár، ولا يتم التركيز على هذا الأمر بالذات، وأرفض مبدأ المؤامرة الجاهزة “.

 

####

 

نظرة أولى.. TÁR أداء استثنائي لـ بلانشيت وعودة ثقيلة للمخرج تود فيلد

فينيسيا ـ خاص «سينماتوغراف»

منذ فيلم «الأطفال الصغار»، من الصعب القول إن شيئًا ما كان يستحق الانتظار لمدة 16 عاماً، للمخرج تود فيلد، وعلى الرغم من ذلك، من الجيد جدًا أن يعود هذا المخرج الرائع إلى الساحة مع دخول فيلمه الجديد Tár مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي، وهو دراما جديدة ثقيلة تخلق صورة مفصلة بشكل استثنائي  عن ليديا تار، قائدة الأوركسترا والملحنة الرائدة، وأول أنثى قائدة على الإطلاق لأوركسترا ألمانية كبرى.

الجماهير الذكية المتعطشة لدراما راقية مليئة بالحيوية حول مائدة لامعة قد تكون أسوأ عدو لها، هذا الشعور ينتابك عند رؤية هذا العمل الموسيقي الكلاسيكي،  الذي ربما لم يكرس فيلمًا أمريكيًا تجاريًا نفسه من قبل بهذا الاهتمام الشامل لتشكيل صورة متعددة الطبقات لما تفعله الموسيقي المعاصرة في واقع الحياة.

يستغرق الأمر بعض الوقت لهذه الرحلة التي تستغرق على الشاشة ما يقرب من ثلاث ساعات لتحقيق الإقلاع، ولكن عندما يحدث ذلك، فإنها تحلق. إنها أكثر من جديرة باهتمام أي مشاهد جاد، وسيستقر محبو الموسيقى الكلاسيكية بسعادة لفترة طويلة على عكس أي شيء رأوه من قبل، حيث تحقق كيت بلانشيت مسيرة استثنائية أخرى عالية في أداء مبهر يأخذ العمل إلى تميز مع كل مشهد.

في البداية، قد يشك بعض المشاهدين في أنهم يعرضون الفيلم بترتيب خاطئ؛ لأن هناك افتتاحية طويلة جداً، يظهر من خلالها جميع العاملين التقنيين والجهات الدولية المشاركة في الإنتاج، لكن على المتفرج أن يلتقط الأنفاس مع بداية مكشوفة إلى حد ما ولكن في النهاية تصعد الأحداث بوتيرة وسرعة عالية وتبقى  على ذلك.

الافتتاحية الفخمة تعرض ليديا تار من بلانشيت تتحدث مطولاً مع آدم جوبنيك في نقاش مهرجان نيويوركر، حيث يتم تقديم المايسترو بشكل أساسي على أنها تجسيد أنثى لحبيبها ليونارد بيرنشتاين – معجزة بيانو في شبابها، إنها ذكية، فائقة التواصل، تقيم كل ما تفعله. من كل النواحي، وهي نجمة تستحق ذلك.

تتمتع Tár أيضًا بحياة شخصية كاملة؛ رفيقتها هي شارون جودنو (نينا هوس)، ولديهما ابنة سورية شابة بالتبني تعيش في برلين، حيث تعمل تار كقائدة لأوركسترا سيمفونية رائدة (وهي تشير إلى نفسها بفضول على أنها “مثلية”)، ويشعر المرء على الفور أن بلانشيت قد جعلت هذه الشخصية تحت سيطرتها بالكامل، لنشاهد بعد ذلك أحد العروض التي لا تمحى طوال الوقت.

ما يتضح في البداية هو أن فيلد سيستغرق وقته الجميل ليغمرك في العالم النادر الذي يعيش فيه هؤلاء الفنانون من الطراز العالمي. وغني عن القول أن تار ومن هم في فلكها مواهب استثنائية والفيلم يعرض بإسهاب عاداتهم، ومظاهر أسلوب حياتهم، ومواهب تار التي لا تعد ولا تحصى، ورادارها الدائم التنبيه للأشياء المثيرة والجديدة، والسفر الدائم حول العالم وفضولها الشره.

هناك فترات ممتدة في ما يقرب من ثلاث ساعات للفيلم تكون إعلامية وغنية بالألوان أكثر من كونها درامية، ولكن يمكن للمشاهد أن يجادل عن حق في أن عددًا قليلاً من الفنانين المحترفين، إن وجد، قد تم تقديم صورة كاملة عن حياتهم المعقدة – من الناحية النفسية بالطريقة ذاتها. ويجب العلم أيضاَ أن إنجاز بلانشيت يتمثل في تقديم هذه الشخصية بجنون، وكذلك إجادتها للغة الألمانية، والتي يُزعم أن بلانشيت لم تتحدثها على الإطلاق قبل تولي هذا الدور.

نرى تار تستجيب ليس فقط لأشخاص آخرين وتحديات وظيفتها، ولكن للحظاتها اليومية الصغيرة، للمفاجآت والأفكار التي يقدمها الآخرون. ويرجع ذلك جزئيًا إلى اهتمام الآخرين بإبقائها مهتمة بهم، حيث تتعرض شخصية بارزة مثل تار للعديد من الأشخاص، والأفكار الجديدة، والفرص، والتحديات والتجارب أكثر من الأشخاص العاديين في العادة. ويوضح الفيلم ما يمكن أن تبنيه مثل هذه السماحة حياة كاملة ورائعة لنفسها، على الرغم من أنها تتطلب منهم البقاء في أعلى مستوى، وخالية من الفضيحة أو الإهمال، للبقاء على القمة.

نشهد تسلسلات ممتدة في الفصول الدراسية وفي البروفة، وتعتبر مثل هذه المشاهد بشكل عام مملة. لكن فيلد يعطي على الأقل طعم لما يفعله الفنانون الحقيقيون، وكيف يمكنهم من خلال مزيج من المواهب الطبيعية والعمل الجاد للغاية تقديم شيء قوي لا يُنسى حقًا.

وعلى الرغم من ذلك، يأخذ الثلث الأخير من الفيلم تار في اتجاه مختلف ومزعج ينبع من الأجزاء العامة والخاصة في حياة المرأة. تتزامن تياراتها بشكل كبير مع الأحداث التي كان من الممكن في الماضي اجتياحها بسهولة، وهي تصبح قبيحة بالفعل، مما يؤدي إلى خاتمة غريبة لن يتوقعها أحد.

ليس هناك شك في أن فيلم Tár طويل ومتشابك تمامًا لكنه يمثل انغماسًا جريئًا وشاملًا في عالم نادر ويتميز بأداء رئيسي لا يأتي مثله كثيرًا، ولأي شخص مهتم بجدية بالموسيقى الكلاسيكية، فإنه عمل يستنشقه بعمق مرارًا وتكرارًا.

 

موقع "سينماتوغراف" في

01.09.2022

 
 
 
 
 

أبرز الأفلام العربية التي نافست على جوائز مهرجان فينيسيا عبر التاريخ وهذه هي الجائزة الخليجية الأهم

محمود صلاح

مهرجان فينيسيا في إيطاليا إنطلقت فعاليات دورته الـ79 والتي تشهد مشاركة عدد كبير من الأعمال السينمائية من مختلف دول العالم بسبب الشعبية التي يمتلكها المهرجان على المستوى الأوروبي والعالمي والذي جعلته في قائمة أهم المهرجانات السينمائية، ولقد كان للسينما العربية مشاركات مميزة طوال الدورات السابقة عبر تاريخ المهرجان وحقق بعضها جوائز مهمة تعد أبرزها خليجية وتحديد الفيلم الكويتي "بس يا بحر" في عام 1972، كما كان هناك حضور سعودي ملفت.

فيلم "بس يا بحر" صاحب الإنجاز العربي الأبرز في فينيسيا

الفيلم الكويتي "بس يا بحر" يعد من الأعمال السينمائية العربية التي حققت نجاحا كبيرا في مهرجان فينيسيا عام 1972 بعدما حصل على جائزة النقاد "FIPRESCI" وهي جائز تحظى باهتمام كبير، ويعتبر فيلم "بس يا بحر" العمل الروائي الطويل الأول الذي تقدمه دولة الكويت للسينما وتدور قصة الفيلم حول حياة الصيادين والبحث عن اللؤلؤ، وسعى بطل العمل مساعد "محمد المنصور" في خوض رحلة في البحر مع رفقائه من أجل الحصول على اللؤلؤ الذي سوف يمكنه عند بيعه من أن يتزوج حبيبته، لكن تنتهى رحلته في النهاية بوفاته لكن بعدما استطاع الحصول على اللؤلؤ الذي تعيده والدته "حياة الفهد" للبحر مرة ثانية وتطلب منه أن يكف على قتل أحبابها، الفيلم سيناريو وحوار خالد الصديق، وعبدالرحمن الصالح، وإخراج خالد الصديق.

أبرز الأعمال السينمائية العربية التي حصدت جوائز مهرجان فينيسيا

فيلم "44 أو أسطورة الليل" العمل السينمائي المغربي الأبرز حصل في مهرجان فينيسيا على جائزة "فينيسيا جينتي" لأفضل فيلم روائي طويل عام 1985، وهو العمل الذي قام بإخراجه أحمد البوعناني بنجاح، بينما فاز فيلم "سجل اختفاء" بجائزة أسد المستقبل المقدمة من المهرجان في عام 1996 وهو من إخراج إيليا سليمان.

فيلم "بنت فاميليا" التونسي  يعتبر من الأعمال السينمائية التي حصدت أيضا على تنويه خاص في المهرجان خلال عام 1997 كما حصد كذلك على جائزة "إلفيرا نوتاري" في عام 2003، أما الفيلم اللبناني "طيارة من ورق" للمخرجة اللبنانية رندة الشهال، فنال جائزة مهمة في مهرجان فينيسيا وهي جائزة السينما من أجل السلام ولجنة التحكيم و"لاتيرنا ماجيكا"، كما أنه كان من ضمن الأفلام التي رشحت لجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم، كما حصد العمل الأردني "ذيب" جائزة أفضل مخرج في مسابقة "آفاق" والذي توج بها ناجي أبو نوار.

الفيلم الأردني "ذيب" حصد جائزة أفضل مخرج في مسابقة "آفاق"

نجاحات مميزة للسينما السعودية في فينيسيا

فيلم "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور حصد أيضا جائزة مهمة من المهرجان عام 2012، حيث فاز بجائزة "سينما فانير"، والاتحاد الدولي للسينما الفنية، فضلا عن ترشيحه لجائزة أفضل فيلم في مسابقة "آفاق"، ولم يكن هذا الفيلم هو الوحيد الذي قدمته المخرجة هيفاء المنصور للمنافسة في فعاليات مهرجان فينيسيا بل استطاعت أيضا من خلال فيلم "المرشحة المثالية" عام 2019 أن تنافس عل جائزة الأسد الذهبي لأفضل عمل سينمائي، وكان الفيلم من بطولة كل من ميلا الزهراني، وخالد عبدالرحمن.

نجاحات مميزة للسينما السعودية في فينيسيا

أفلام عربية مهمة رشحت لجائزة الأسد الذهبي في فينيسيا

فيلم "رجل في حياتي" للمخرج المصري يوسف شاهين يعتبر من أولى الأفلام المصرية التي نافست في المهرجان على جائز الأسد الذهبي في فينيسيا عام 1961، وقد شارك في بطولة الفيلم كل من سميرة أحمد وشكري سرحان، وتأليف عبدالرحمن الشرقاوي وجيه نجيب، فيلم "بيروت اللقاء" للمخرج برهان علوية ورشح الفيلم لنفس الجائزة عام 1981، أما فيلم "حدوتة مصرية" للمخرج يوسف شاهين والذي يتناول سيرته الذاتية فقد رشح لنفس الجائزة أيضا عام 1982 والعمل من بطولة نور الشريف.

أفلام عربية مهمة رشحت لجائزة الأسد الذهبي في فينيسيا

الصور من حسابات أبطال وصناع الأفلام المذكورة على "انستجرام" وفيديوهات الأعمال على "يوتيوب".

 

مجلةهي السعودية في

01.09.2022

 
 
 
 
 

درة تتحدث عن المرأة في السينما على هامش مهرجان فينيسيا

كتب: سعيد خالد

أقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي حفل غذاء مساء اليوم على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الـ ٧٩، لمناقشة المرأة في السينما، بحضور النجمة التونسية درة، التي نشرت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك صور من اللقاء مع إدارة البحر الأحمر، بحضور من الشخصيات العربية والعالمية، مؤكدة أنها فخورة بتلك المشاركة.

درة يعرض لها حاليًا فيلم «جدران» إخراج محمد بركة وقصة ياسر صلاح وسيناريو وحوار هيثم وأحمد الدهان، يشارك في بطولته نيقولا معوض وأحمد بدير وفراس سعيد وهند عبدالحليم وحنان سليمان، وينتمي الفيلم لنوعية الفيلم السيكودراما والرعب الاجتماعي.

وتنتظر عرض مسلسلها الجديد المتهمة بمشاركة اللبناني عادل كرم والفنان محمد دياب وعلى الطيب ورشدي الشامي ومها نصار، ويتكون من 10 حلقات فقط، وهو من تأليف وإخراج تامر نادي.

وتقول درة: المسلسل حالة خاصة بالنسبة لي على مستوى الفكرة والتنفيذ، وتقنيات الاخراج، ويصنف على انه عمل سيكودراما- اكشن- ساسبنس، دراما نفسية، فيها مساحة كبيرة من التمثيل، ووصفت العمل فيه بأنه مسلسل صعب جدًا، ودورها فيه تطلب منها مجهود ضخم حتى يخرج بشكل واقعي وتتمنى أن يحقق نجاح جماهيري كبير.

 

المصري اليوم في

01.09.2022

 
 
 
 
 

«باردو».. نقلةً نوعية لـ «إيناريتو» تقربه من أسد فينيسيا الذهبي

فينيسيا ـ «سينماتوغراف» : عرفان رشيد

لم يُخطئ من ترقب الكثير من المخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إيناريتو، ولم يُخيّب هو آمال المترقبين لفيلمه “باردو: سجلٌ زائف لحفنة من الحقائق”، المعروض داخل المسابقة الرسمية للدورة الـ79 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

ورغم أن المهرجان ما يزال في أيامه الأولى، فإن التوقع السائد بين صفوف النقاد الذين شاهدوا الفيلم هو أن إيناريتو قد وضع يده على جائزة الأسد الذهبي، ومن شبه المؤكّد بأنّه سيحمله إلى أكثر من منصّة للجوائز، إذ يبدو أنه واحدٌ من أقوى المرشّحين لحمل “الأسد الذهبي” إلى الأعلى مساء 10 سبتمبر.

وبعد 8 سنوات من عرض فيلمه “The Revenant” في مهرجان فينيسيا، وفوز بطله ليوناردو دي كابريو بأوسكار أفضل ممثل، عاد المخرج المكسيكي إلى هذا المهرجان بفيلمٍ هو الأكثر خصوصيّةً من بين أعماله في المطلق.

وبصرف النظر عن الجوائز، فإن إيناريتو يُنجز بهذا الفيلم نقلةً نوعية يُبدي فيها مقدرته الكبيرة على التأكيد بأنّه الأفضل من بين المخرجين الذين تمكّنوا من استقراء عالم المخرج الإيطالي الراحل فيديريكو فيلّيني، وتمثّل ذلك العالم بشكلٍ رائع دون الوقوع في هوّة التقليد أو حتى محاولته، لأن فيليني فريدٌ وعصيٌ على التقليد.

يقول إيناريتو: “فيديريكو فيلّيني هو شفيعي، إنّه مثل لويس بونويل وروي أندرسون وجودوروفسكي“، ويُضيف: “لا يوجد صانع أفلام لم يُصب بتأثيرات فيلّيني كما لا يمكن لأيّ موسيقي أن يتجاهل موتزارت أو باخ، سينماه هي الوسيط الأقرب إلى الحلم.  وآمل أن يكون (القديس) فيلّيني قد بسط حمايته على رأسي هذه المرة أيضًا”.

باردو: سجلٌ زائفٌ لحفنة من الحقائق” فيلمٌ عن الحلمِ في الحاضر وحنينٌ إلى الماضي، فبطله يبدو كما لو كان في منتصف البرزخ الذي يعيش فيه المرء في بعض من مراحل حياته، بالضبط كما هي حال المخرج نفسه الذي قرّر في مطلع الألفية الجديدة ترك المكسيك والانتقال إلى لوس أنجلوس. ويجعل إيناريتو بطل فيلمه يعيش في المنتصف ما بين عالم الأحياء والموتى.

يقول إيناريتو: “أنا أيضاً في المنتصف. ففي الولايات المتحدة يعتبرونني مكسيكيّاً، وفي المكسيك يرونني كمن لم يعد واحداً منهم“.

والمخرج هو مبدع روائع “Amores Perros” و”21 جرام” و”بيوتيفُل” و”بابل” و”بيردمان”، ويعرض في هذا العمل الجديد الذي يدوم لأكثر من 3 ساعات حياة سيلفيرير جاما، “المهاجر من الدرجة الأولى”، الذي يعمل صحافيّاً وكاتباً ومخرج وثائقيّات يجد نفسه في لحظة حاسمة وفي منعطف من حياته يتزامن مع منحه جائزة تقديرية هامّة.

ليس هذا الفيلم سيرة ذاتيّة، لكنّ فيه الكثير من ملامح حياة المخرج نفسه، وليس صدفةً أن يولد هذا الفيلم في هذه اللحظة بالذات.

يقول إيناريتو: “أنا الآن على أعتاب الستين من العمر، وهو ما يدعوني إلى إعادة نظر إلى الأشياء في حياتي، وأشعر بأنّني مستعد لأدراك مآلات ذلك، وذلك لأنّني أمارس منذ عام 2012 طقوس التركيز والاسترخاء برفقة راهبٍ فيتنامي، وهو ما يُتيح لي رؤية الأشياء باستقلاليّة ودون الخوف من أحكام الآخرين أو قبولهم ورفضهم لي“.

ويُضيف إيناريتو: “طعم النجاح مُرّ ورغم أنّه يوفّر لك موقعاً متميّزاً، فهو يزيد من ترقّبات ومُطالبات الآخرين منك ويُثقل كاهلك بالواجبات. النجاح يُفضي إلى تضحيات كثيرة، كالتضحيات التي تقع على عاتق أفراد عائلتك”.

ومع تأكيده على أن الآلاف يُضطرّون إلى الهجرة لأنها الخيار الوحيد أمامهم، فإن في الفيلم انتقاداً ذاتياً لقراره بالهجرة، وإعادة نظرٍ في ظروف من يقرّرون النأي عن بلادهم. ويقول إيناريتو: ”بالذات اليوم (أمس) الأول من سبتمبر، يمثّل بالنسبة لي تاريخاً فارقاً، ففي مثل هذا اليوم من عام 2001 تركت المكسيك برفقة عائلتي وذهبنا للعيش في لوس أنجلوس”.

ويضيف: “كنّا نُفكّر بأنّنا سنُمضي هناك عاماً واحداً، لكنّنا لم نغادرها أبداً، هذا الغياب عن المكسيك يُلاحقني في كل يوم، وتُصبح المكسيك لديّ بالتدريج حالة ذهنيةً، وما الحكايات التي أرويها في فيلمي (باردو: سجلٌ زائف لحفنة من الحقائق) إلاّ تفسيراً لذلك الغياب“.

 

####

 

شالاميت : فيلم BONES AND ALL يعكس حالة الاغتراب والشعور بالوحدة مع هجمات وسائل التواصل الاجتماعي

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

التقى المخرج الإيطالي لوكا جوادانيينو وممثلو قصة حب آكلي لحوم البشر، (Bones and All ـ العظام والجميع)، بما في ذلك تيموثي شالاميت وتايلور راسل  بالصحافة الدولية في مهرجان فينيسيا السينمائي اليوم الجمعة قبل العرض العالمي الأول للفيلم في ليدو.

يمثل الفيلم لقاء لم شمل شالاميت وجوادانيينو بعد أن أطلق تعاونهما في Call Me by Your Name مسيرة الممثل الشاب كنجم هوليوودي في عام 2017.

فيلم الرعب الرومانسي Bones and All، يتبع مراهقين منفصلين، مارين (راسل) ولي (شالاميت)، اللذان يجدان صلة في حب مشترك للجسد خلال رحلة برية عبر الغرب الأوسط الأمريكي في الثمانينيات.

يشمل طاقم الممثلين الداعمين مارك ريلانس ومايكل ستولبارغ وأندريه هولاند وكلوي سيفيني وجيسيكا هاربر والمخرج ديفيد جوردون جرين. الفيلم مقتبس من ديفيد كاجانيتش، ويستند إلى رواية تحمل الاسم نفسه لكاميل دي أنجليس.

عند سؤاله عن قرار لم شمله مع جوادانيينو خلال فترة الاستراحة بين مقاطع تصوير فيلمه الرائج Dune، قال شالاميت إنه انجذب إلى Bones and All من خلال فرصة العمل على دراسة شخصية أكثر حميمية.

وأوضح أن “هذه القصة تدور حول شخص في حالة نبوءة – على طريق – ولا يمكنه النزول عنها”. “كنت أتشوق للعمل مع لوكا مرة أخرى لأحكي قصة تستند إلى القصة الأولى التي رواها، هذه المرة فقط في الغرب الأوسط الأمريكي في الثمانينيات، وعن الأشخاص المحرومين بكل طريقة ممكنة.”

قال الممثل إنه يعتقد أن شخصيات Bones and All، التي تعزلهم ميولهم الفريدة عن الحياة الاجتماعية العادية، ستتردد صداها مع الشعور بالوحدة الذي شعر به الكثيرون خلال وباء كوفيد -19،  ومع الاغتراب الذي يشعر به العديد من الشباب في كل مكان وسط هجمة وسائل الإعلام الاجتماعية وثقافة الإنترنت.

وتابع تشالاميت: “أن أكون شابًا الآن، وأن أكون صغيرًا في أي وقت – يمكنني فقط التحدث باسم جيلي – يجب أن يتم الحكم عليك بشكل مكثف”. “لا أستطيع أن أتخيل كيف يكون الحال مع هجمة وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من المريح لعب الشخصيات التي تصارع معضلة داخلية في غياب القدرة على الاستمرار في (رديت أو تويتر أو إنستجرام أو تيكتوك) ومعرفة المكان المناسب لهم “.

وتابع: “بدون إصدار حكم على ذلك – لأنه يمكنك العثور على عائلتك هناك – لكني أعتقد أنه من الصعب أن تكون على قيد الحياة الآن. أعتقد أن الانهيار المجتمعي في الهواء – تنبعث منه رائحته – وبدون التظاهر، لهذا السبب نأمل أن تكون الأفلام مهمة “.

تم تصوير الفيلم في ذروة وباء كورونا، وعلق على ذلك شالاميت إن الانفصال الذي حدث في تلك اللحظة كان مفيدًا لمقاربته لشخصيته في Bones and All .

وأضاف: “جزء كبير منه كان انعدام العائلة، وكان الانقطاع عن الاتصال الاجتماعي الذي يساعدنا على فهم مكانتنا في العالم”. “لا يعني ذلك أننا ننتبه إلى كائنات نرجسية جائعة، ولكن مع ذلك تحتاج إلى هذا الاتصال لفهم مكانك وشعرت بخيبة أمل مماثلة أعتقد أن بكل الفيلم كان يشعر بها في النص في تلك المرحلة.”

تمتلك MGM حقوق توزيع محلية ودولية لفيلم «العظام والجميع»، باستثناء إيطاليا، حيث ستصدره شركةVision Distribution ، وسيصدر عالمياً عالميا في أواخر نوفمبر.

 

موقع "سينماتوغراف" في

02.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004