ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح "نصف شهر المخرجين" و"نظرة ما" في كانّ: حبّ في أجواء حرب وعنف

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

افتُتحت صباح الأربعاء الدورة الـ54 لتظاهرة "نصف شهر المخرجين" التي تنتهي في 27 مايو/ أيار الحالي، والمقامة في الدورة الـ75 (17 ـ 28 مايو/ أيار) لمهرجان كانّ السينمائي الدولي، والمُنظَّمة من نقابة المخرجين الفرنسيين.

تضمّ التظاهرة التي يُشرف عليها هذا العام الناقد السينمائي باولو موريتي 23 فيلماً طويلاً، علماً أنّها تُركِّز على الأفلام الأولى للمُخرجين، وتهتمّ أساساً باكتشاف الوجوه الجديدة لتقديمها وإطلاقها. في برنامج هذا العام، هناك 11 فيلماً لمخرجات، وثلاثة أفلام عربية: "السدّ" للّبناني علي شري، و"أشكال" للتونسي يوسف شبي، و"تحت شجرة التين" للتونسية أريج السحيري.

في حفلة الافتتاح، قُدِّم الفيلم الفرنسي الإيطالي "اللون القُرمزي"، أو "التحليق" وفقاً للعنوان الفرنسي، للإيطالي بياترو مارتشيلو، في عرضه العالميّ الأول. إنّه ثالث فيلمٍ طويل له، بعد أفلامٍ وثائقية وقصيرة مهمّة، وروائي طويل أبرز موهبته، "مارتن إيدن"، عن رواية بالعنوان نفسه، للأديب الأميركي جاك لندن.

"اللون القُرمزي" مُستوحى من رواية "الأشرطة القرمزية"، للأديب والكاتب الروسي ألكسندر غرين (1880 ـ 1932)، المشهور برواياته وقصصه الرومانسية التي تجاوز عددها 400، أحداث معظمها دارت في أجواء السحر والخيال. تُعتَبر الرواية، ذات الأجواء السحرية، أحد أشهر مؤلّفاته. نُشرت عام 1923، وتُرجمت إلى لغاتٍ عدّة، كما صدرت ترجمتها العربية، تحت عنوان "الأشرعة القرمزية"، عام 2020 (الدار العربية للعلوم، ناشرون، بيروت). يُذكر أنّ السوفييتي ألكسندر بْتوشكو (1900 ـ 1973) اقتبسها في فيلمٍ بالعنوان نفسه.

يسرد فيلم مارتشيلو، الناطق باللغة الفرنسية، قصّة حبّ رومانسية بسيطة، شبه موسيقية وتاريخية وسحرية، ترصد رحلة نضوج فتاة في 20 عاماً (1919 ـ 1939). في قرية ريفية صغيرة، شمال فرنسا، تنشأ الطفلة اليتيمة جولييت (جولييت جوان) برعاية الجارة المخلصة أدُلين (نُوِمِي لفوفسكي)، بعد الوفاة المفاجئة لوالدتها، التي تتكشّف تفاصيلها البشعة والمأساوية لاحقاً. يعود والد جولييت، النجّار الماهر رافاييل (رافاييل تييري)، بعد نجاته من جحيم الحرب العالمية الأولى، ويُفاجأ بولادتها، وبوفاة زوجته، فتُعينه أدُلين على تربية جولييت، إلى أنْ تنضج. تدريجياً، يزداد شغف جولييت بالغناء والموسيقى، وبالعزف على البيانو.

بعد تحرّشات شباب القرية بها، ما يُخضعها لعذاباتٍ مختلفة، تلتقي جولييت، الخجولة والمنعزلة، ذات نهار صيفي، بطيار ساحر الجمال يُدعى جان (لوي غاريل) الذي تتعطّل طائرته الشراعية في جوار القرية، فتُغرم به، ويبادلها الحبّ. هذا يجعل كلام العرّافة، التي أخبرت جولييت عن مصيرها، أقرب إلى التحقّق. لكنّ جان يغادر القرية، بعد وعدٍ لها بعودة قريبة، على متن طائرة شراعية، ذات أشرطة قرمزية اللون، ليأخذها بعيداً عن قريتها. أمرٌ يُكذِّبه الأقرباء والأصدقاء الذين يُحذّرونها من خطورة التعلّق بالأحلام الوردية.

إخراج "اللون القرمزيّ" بسيطٌ للغاية. الجهد الأكبر كامن في اختيار مكان التصوير، والأزياء التاريخية، إضافة إلى قليل من مواد وثائقية ملوّنة للريف الفرنسي، ولبعض المدن، في فترة الحرب. هذه تقنيات معهودة، "يُغرم" بياترو مارتشيلو بتضمينها، ببراعة وحِرفية، في أفلامه الروائية الطويلة.

في اليوم نفسه، افتُتحت تظاهرة "نظرة ما" أيضاً، التالية بأهميتها للمسابقة الرسمية. أسّسها الرئيس السابق لمهرجان كانّ السينمائي الدولي جيل جاكوب، عام 1978، لعرض الأفلام الأولى أو الثانية للمخرجين. في دورة عام 2022، تضمّ التظاهرة 20 فيلماً، بينها فيلمٌ من باكستان، "أرض المرح" لصايم صادق، للمرّة الأولى في تاريخها.

أمّا الافتتاح، فمعقودٌ على فيلمٍ من السنغال، "أب وجندي"، للفرنسي ماتيو فادوبييه، وهذه المرّة الأولى أيضاً التي تُفتتح التظاهرة فيها بفيلمٍ من هذا البلد الأفريقي. يتناول "أب وجندي"، أو "مناوشات" بحسب العنوان الفرنسي، المُشارك في مسابقة التظاهرة، فترة الحرب العالمية الأولى، عندما كانت السنغال مُستعمرة فرنسية. مع احتدام الحرب، والمصاعب التي يواجهها الجيش الفرنسي في معاركه ضد الجيش الألماني، تحشد فرنسا الشباب من كلّ مستعمراتها، وتدفعهم إلى المعارك الطاحنة، بعد تدريبات بسيطة وسريعة.

في قرية فقيرة، يعيش المزارع وراعي الأبقار بكاري ديالو (عُمر سي) مع أسرته، بهدوء وسلام. تيَرنو (الحسن ديونغ)، ابنه البكر، يبلغ 17 عاماً، وهذا يعني استدعاءه إلى التجنيد الإجباري، خاصة أنّه يُتقن الفرنسية، لتعلّمه إياها في المدرسة الفرنسية في القرية. يحاول والده مراراً تجنيبه التجنيد، والرحيل من البلد، لكنّه يفشل، فيذهب معه إلى الحرب، ليكون برفقته، ويحافظ على حياتهما، إلى أنْ يعودا معاً إلى الديار.

تنتقل بقية الأحداث إلى الجبهة: أجواء الحرب، وقسوة الحياة، وشدّة المعارك. في الجبهة أيضاً، كمّ هائل من الأفارقة الذين جُلبوا إليها من المستعمرات الفرنسية، وجميعهم في سنّ المراهقة. مرة أخرى، يحاول بكاري إيجاد وسيلة للهروب عبر ميناء "لوهافر"، على متن سفينة، لكنّ جهده هذا يفشل بدوره، فيُكرِّس كلّ طاقته لحماية ابنه من رعونة الملازم الفرنسي المراهق شامبرو (يوناس بلوكي) الذي يدفع الجنود إلى الخطوط الأمامية، في مغامرة هوجاء، من دون تخطيطٍ أو تدريب.

مُقارنةً بأفلام الحروب عامة، يُعتبر "أب وجندي" على قدر كبير من الجودة، وسخاء التمويل، وحِرفية التنفيذ. هذا ينسحب أيضاً على التصوير، والأداء التمثيلي، إلى حدّ كبير. إجمالاً، الحبكة جيدة وغير مُستهلكة، نجحت في تصوير أجواء الحرب وبشاعتها، ونقلت/فضحت جانباً من الأهوال المنسية، التي تعرّض لها شبابٌ أفارقة مُستعبدين، دفاعاً عن "الوطن الأم"، فرنسا، كما كان يطلق عليها آنذاك

 

العربي الجديد اللندنية في

20.05.2022

 
 
 
 
 

فاطمة الرميحي لكيوسك24: عشرة أفلام بدعم قطري في مهرجان كان السينمائي

كتب من كان : عبد الستار ناجي

عبرت الرئيس التنفيذى لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي عن سعادتها الغامرة بأن يكون في المسابقات والاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعون عشرة أفلام من انتاج قطري تحت مظلة مؤسسة الدوحة للافلام .

كما أكدت بأن السنوات الأحد عشر الماضية من عمر المؤسسة رسخت حضورها وبصمتها عبر مجموعة من الانشطة والفعاليات والتعاونيات والانجازات الكبرى التي راحت تحتفي بالمبدعين الشباب من انحاء العالم .

وقالت فاطمة الرميحي في تصريح خاص بكيوسك24 بأن وسام الشرف الذي حصلت عليه من الحكومة الفرنسية هو في حقيقة الأمر وسام للجهود المبذولة من أجل خدمة الثقافة والسينما وما كان مثل هكذا امر ان يتحقق لولا الفريق الرائع والانجازات التي تحققت والاثار الايجابية للجهود المبذولة من قبل جميع عناصر المؤسسة من أصغر كادر الى اكبرهم .

صحيح انا في الصورة ولكننا امام جهد جماعي مشترك ونحن سعداء ان نسير على ركب الشيخة المياسة وايضا توجيهات سمو الامير حفظة الله .

وعن مسيرة السنوات الاحد عشر من تاريخ ورحلة مؤسسة الدوحة للافلام قالت الرميحي : انجازات ايجابية نفتخر بها ونعتز ومسيرة رسخت مكانة قطر في هذا المجال الابدعي خليجيا وعربياى ودوليا وامامنا للمرحلةالمقبلة الكثير من الطموحات والامال المعقودة دائما على جيل الشباب.

وعن الرهان على جيل الشباب تقول الرئيس التنفيذى لمؤسسة الدوحة للافلام : انهم الامل دائما ومن الانجاز التى تم حصدها الحضور العالي للشباب وفي مقدمتهم الشباب القطري الذى راح يشارك في المهرجانات الدولية ويحصد الجوائز . ونحضر حاليا لست افلام روائية قطرية جديدة.

وتنتقل الرميحي للحديث عن مهرجان اجيال بقولها :

اتحدث هنا كأم وليس كرئيس تنفيذى حيث بات ابنائي يسالونني عن موعد مهرجان اجيال بعروضه وتقاليده واجواءه وهو مناخ متفرد وملتقي ذو خصوصية عالية من لجان التحكيم الى نوعية العروض الى القضايا المطروحة نحن امام برناج متكامل خاص بجيل الشباب واليوم سعادتنا اكبر حينما راح عدد من الشباب نتقلون من لجان التحكيم الى الانتاج والمشاركة والدخول في اجواء ومناخات صناعة الفن السابع .

وحول مهرجان قمره تقول الرميحي :

مهرجان قمره هو جوهرة مؤسسة الدوحة للافلام لما يتمتع به من خصوصية عالية فنحن لسنا امام مهرجان اعتيادي تقليدي بل حوار وتعاون ومناخ استثنائي يجمع بين الشباب الصناع والقطاعات الانتاجية والحرفيين من كول حدب وصوب من اجل الانطلاق عالميا وبدورنا نعمل على تامين كافة الظروف والاحتياجات من اجل ان تمضي مسيرة الانتاج السينمائي.

وحول التواجد في كان قالت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: نتواجد في كان من خلال عشرة افلام من انتاج قطري عبر مؤسسة الدوحة للافلام وبالتعاون مع قطاعاته انتاجية متعددة وهذة الافلام تاتى ضمن الاختيارات والمسابقات الرسمية للمهرجان السينمائي الاهم دوليا بالاضافة للمشاركة في الورش وعندنا ايضا ثلاثة افلام ضمن المشاريع وغيرها من الانشطة والفعاليات ضمن جدول مزدحم على مدى أيام مهرجان كان السينمائي الدولي.

وفي ختام كلمتها قالت فاطمة الرميحي تجربتنا شهد يوميا الكثير من التاقلم والتطور مع كافة المتغيرات التى تحيط بنا لانه لا حدود للعالم والتغيير والابداع .. وتحركنا وتاقلمنا وتطورنا دائما صوب الابعد والاكبر والاعمق من اجل حضور يليق بالسينما ويليق بالانسان المبدع القادم من منطقتنا وعالمنا وخصوصيتنا.

 

####

 

فيلم حرقة.. السينما في زمن القهر!

كتب من كان : عبد الستار ناجي

المشهد الختامي في فيلم حرقة للمخرج الأميركي المصري الأصل لطفي ناثان والذي تجري احداثه في تونس نتابع واحدا من افضل المشاهد التي قدمتها السينما العربية خلال السنوات الخمس الاخيرة حيث الشاب علي يقرر ان يحرق نفسه في وسط الشارع امام مبنى الولاية وتشتعل به النيران التي تلتهمه بالكامل بينما المارة يسيرون من امامه دون ان يحركوا اي ساكن في مشهد صادم قاس موجع يعري زمن القهر والالم .

ياخذنا فيلم – حرقة – الى حكاية الشاب علي الذي يعمل عند أحد موزعي البترول الذي يتم تهربيه من الحدود التونسية – الليبية . حتى اللحظة التي تحضر اليه احدى شقيقاته لتخبره بان والدهم قد توفي وعليه ان يحضر الى البيت ليجد نفسه امام مجموعة من الالتزامات لعل اقلها الوفاء بديون والدهم اتجاه احد البنوك الذي يهدد بأخذ منزلهم المرهون لدى البنك .

كمية من الضفوط اليومية التي تبدأ بالمعاناة في الوقوف طويلا لبيع البترول المهرب وأيضا دفع الاتوات الى رجال الشرطة في المنطقة التي يقف بها والتي تكاد تلتهم كل ما يكسب يوميا.

شاب بلا مستقبل يحاول ان يطور نفسه فيطلب من التاجر بان يقوم بنفسه بالذهاب للحدود ولكنه سرعان ما يجد نفسه مطاردا بعد ان يتم الهجوم عليهم من قبل شرطة الحدود .

مشاهد تذهب بنا الواحد تلو الآخر الى نهاية محتومة هي الانتحار او الانفجار وكلاهما مواجهة مع القدر يعيشها اليوم الكثير من دولنا العربية على وجه الخصوص . وهنا نشيد بالجرءة العالية للرقابة التونسية في منح الاذن لتصوير هذا العمل الذي يمارس لغة نقدية عالية من النادر ان يتم الموافقة عليها في اي بلد عربي سوى تونس ولربما لبنان او المغرب .

المواجهة والاتهام ضد الشرطة التونسية ليس بمستغرب عن السينما التونسية فقد شاهدناه من ذي قبل من خلال التونسية – كوثر بن هنية – في فيلمها – على كف عفريت – الذي بشر بميلاد مخرجة عالية الكعب وجدت طريقها لترسخ بصمتها في حرفتها وتعمد اسم بلادها في ارفع المحافل ولعل الترشيح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي خير دليل عن فيلمها – الرجل الذى باع جلده – .

الاداء العالي الذي قدمه الممثل التونسي ادم بيسا يؤكد باننا امام موهبة فنية عاشت الشخصية وفكت رموزها وشفراتها لذا راح ياسرنا وهو يذهب بعيدا في تحليل الشخصية ومعايشة عذابتها اليومية القاسية .

ادم قدم شخصية الشاب علي الذي كان عليه ان يتحمل مسؤوليات شقيقتيه لذا ترك لهما كل ما جمعه ليذهب الى قراره وكانه بذلك القرار لا يذهب الى الانتحار بقدر ما يفجر بركان من التحدي الا ان جثته ظلت تحترق في مشهد ساحر خلاب نفذ بعناية وتقنية سينمائية عالية ليقول بانه لا امل في كل شي .. حتى الحريق الذي خلف ذات يوم ربيعا عربيا كانت انطلاقته من تونس .

الا ان الحريق اليوم لم يعد قادرا على التحريك والتحفيز لأن الربيع تم اختطافه وأن الثورة لم تعد تجدي نفعا امام حالة من الفوضى والفساد والتلوث الذي يذكرنا بحكاية استهال بها الفيلم عنه بحيرة ظهرت ذات يوم فرح بها الجميع وراحوا يسبحوا حتى راح لون تلك البركة يتغير يوما بعد اخر لتصبح سوداء بعد الاكتشاف بان تلك المياة جاءت من منجم للفسفات لتصبح المياة سامة ملوثة لوثت الجميع .

في الفيلم ايضا بالاضافة الى ادم بيسا كل من سليمة معتوق واقبال حربي ونجيب العجوي . وعلينا ان نتوقف طويلا عند الحلول الموسيقية الذكية التي قدمها الموسيقار ايلي القصير وايضا مدير التصوير مكسميليان بيتنر الذي قدم مجموعة من الحلول البسيطة وأن ظل المحور دائما شخصية علي بشرودها الذي قدمه الرائع علي بيسا.

خلف فيلم – حرقة – للمخرج لطفي ناثان خبرة تونسية عريضة على صعيد المساهمة في السيناريو والحوار وفي هذا الجانب بالذات فان اللغة واللهجة المستخدمة لا يمكن أن تتحق الا بخبرات تونسية في الكتابة .

فيلم – حرقة – فيلم كبير وعميق وثري وقبل كل هذا فيلم ينتمي الى سينما زمن القهر والالم والانتحار .

 

####

 

فيلم اي او .. حكاية حمار تعري بالبشرية!

كتب من كان : عبد الستار ناجي

المخرج البولندي جيزي سكولوموفيسكي واحد من القامات السينمائية الهامة الشامخة في تاريخ السينما البولندية والأوروبية والعالمية بالذات على صعيد سينما المؤلف لذا ظل لسنوات وعقود طويلة يفضل بأن يذهب بأفلامه الى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي حيث الاحتفاء بالسينمائي المؤلف الذي ينحرك خارج سيطرة وهيمنة شركات الانتاج والتوزيع ولربما الجمهور وحتى النقاد .

مبدع سينمائي كبير ولذا يكون اللقاء مع جديده بمستوى تلك الخبرة والانجازات الطويلة التي تجعلنا نعمل العقل ونشاهد سينما من نوع مختلف ومغاير لكل ما هو دارج ومستهلك وتقليدي .

في فيلمه – اي يو – وهو اسم لحمار يعمل في احد العروض الاستعراضية في السيرك بالاشتراك مع لاعبة ترعاه وتهتم به وتتعامل معة بشكل به الكثير من الدفئ . حتى اللحظة التى تتظاهر به احدى المجموعات الخاصة بالرفق بالحيوان وتدعو الجهات الرسمية الى وقف استخدام الحيوانات في السيرك مما يجعله ينقل مع مجموعة اخرى من الحيوانات الى مكان اخر لرعاية الحيوانات حيث يبدا – اي يو – بالشعور بالحزن والوحدة . ولكن شريكته في الالعاب تذهب لزيارته للحظات وتضطر للعودة لمرافقة صديقها الذي يعمل معها في السيرك . عندها تبدا رحلة ذلك الحمار الى الضياع والانتقال من مكان الى اخر . وصولا الى النهاية القاسية التى لا تقل قسوة عن الحياة المعاشة .

فيلم بجميع احداثه يأتي من منظور وعين ذلك الحمار المسكين الذي تسوقه الاقدار من مكان الى اخر ومن عنف الى شيء ما اكثر عنفا ومن قسوة الى ما هو اشد منها وهكذا .

حمار رمادي ( تم استخدام ستة حمير ) لتصوير الفيلم بالكامل تحمل عيناه الالم وهي عين الشاهد على كل ما يدور حوله من تصرفات وممارسات عدوانية اتجاة الحيوانات اولا واتجاه الانسانية ضد بعضها البعض . رحلة قاسية الحاضر الاساسي هو ايقاع الالم ومقام الوجع ونغم العدوانية التي تمارسها البشرية ضد الحيوانات بكافة اصنافها ومن بينها الحمير والكلاب والخيول والاغنام وحتى الطيور .

في كل مشهد من مشاهد الفيلم هنالك المزيد من التعرية لعدوانية وبشاعة الانسان ضد كل شيء . ففي السيرك يتعرض للضرب والتحميل وفي بقية المشاهد هو الشاهد على سلخ جلود الكلاب وتحنيطها وهو ايضا هناك حيث يختلف المشجعون في ملاعب كرة القدم ليتحول الخلاف الى اقتتال مميت . ولا تنتهي المشاهد وصول الى المشهد النهائي مرورا بالمواقف عند الحود والتهريب .

اما المشهد النهائي حيث يساق مع مجموعة من الابقار الى الذبح . مع اشارة في مشهد سابق الى ان لحوم الحمير تتحول في اوروبا وفي ايطاليا بالذات الى – سلامي – !

الفيلم لا يبكي على الحمار و الحيوان بل يعري الانسان وتوحشه وعدوانيته وفتكه بكل شيء حتى ذاته .

سينما جيري او يرزي سكولوموفيسكي من النوع المختلف انه لا يقدم النساء ليغري المشاهد او يقدم العري او حتى المغامرات بل يذهب بنا الى حكاية حمار ومن خلال عيونه يورطنا في متاهات من التحليل والعمق وابواب ودهاليز كل منها صراخ محتوم والم محبوس ودموع لا نعرفها وكلمات لا نفهمها وصراخ لا نعلم مكنونه واسراره .

فيلم – اي او – ليس بالفيلم التقليدي الذي تشاهده وتفارقه بل هو فيلم تذهب الية ليسكنك .. يأسرك .. يوجعك بالمه .. يدعوك لان تتامل حولك لمن هم معك في هذا الكون .. شركاء وليسوا مجرد وجبة سريعة .

برافو كبيرة نقولها للمبدع البولندي جيرزي سكولوموفسكي علي تحفته التى ستكون حديث العالم خلال هذا العام والى مسيرته الحبل بالانجازات والتفرد ونشير لابرزها ومنها افلام – الاقلاع – و – نهاية عميقة – و – مغامرة جيرارد – و – الملم والملكة والسكين – و الايادي للاعلى – و – ضوء القمر – و اربعة ليالي مع ايما – وغيرها من الابداعات السينمائية البولندية الخالدة .

انها سينما من نوع مغاير .. تدعونا لمزيد من الحوار .. والتامل .

 

موقع "كيوسك24" في

20.05.2022

 
 
 
 
 

فيلم "اي او" حكاية حمار تعري بالبشرية في كان السينمائي

من كان عبدالستار ناجي:

المخرج البولندي جيزي سكولوموفيسكي واحد من القامات السينمائية الهامة الشامخة في تاريخ السينما البولندية والاوروبية والعالمية بالذات على صعيد سينما المؤلف، لذا ظل لسنوات وعقود طويلة يفضل بان يذهب بافلامة الى مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي حيث الاحتفاد بالسينمائي المؤلف الذي يتحرك خارج سيطرة وهيمنة شركات الانتاج والتوزيع ولربما الجمهور وحتى النقاد .

مبدع سينمائي كبير ولذا يكون اللقاء مع جديدة بمستوى تلك الخبرة والانجازات الطويلة تجعلنا نشاهد سينما من نوع مختلف ومغاير لكل ما هو دارج ومستهلك وتقليدي .

في فيلمة "اي او" وهو اسم لحمار يعمل في احد العروض الاستعراضية في السيرك بالاشتراك مع لاعبة ترعاه وتهتم به وتتعامل معة بشكل به الكثير من الدفء، حتى اللحظة الى تتظاهر به احدي المجموعات الخاصة بالرفق بالحيوان وتدعو الجهات الرسمية الى وقف استخدام الحيوانات في السيرك مما يجعله ينقل مع مجموعة اخرى في مكان اخر لرعاية الحيوانات حيث يبدأ "اي او" بالشعور بالحزن والوحدة . ولكنه شريكته في الالعاب تذهب لزيارته للحظات وتضطر للعودة لمرافقة صديقها الذى يعمل معها في السيرك، عندها تبدا رحلة ذلك الحمار الى الضياع والانتقال من مكان الى اخر . وصولا الى النهاية القاسية التى لا تقل قسوة عن الحياة المعاشة.

فيلم بجميع احداثه يأتي من منظور وعين ذلك الحمار المسكين الذي تسوقه الاقدار من مكان الى اخر ومن عنف الى شيء ما اكثر عنفا ومن قسوه الى ما هم اشد منها وهكذا .

حمار رمادي (تم استخدام ستة حمير) لتصوير الفيلم بالكامل تحمل عيناه الالم وهي عين الشاهد على كل ما يدور حوله من تصرفات وممارسات عدوانية اتجاة الحيوانات اولا واتجاة الانسانية ضد بعضها البعض. رحلة قاسية الحاضر الاساسي هو ايقاع الالم ومقام الوجع ونغم العدوانية التى تمارسها البشرية ضد الحيوانات بكافة اصنافها ومن بينها الحمير والكلاب والخيول والاغنام وحتى الطيور .

في كل مشهد من مشاهد الفيلم هنالك المزيد من التعرية لعدوانية وبشاعة الانسان ضد كل شيء، ففي السيرك يتعرض للضرب والتحميل وفي بقية المشاهد هو الشاهد على سلخ جلود الكلاب وتحنيطها وهو ايضا هناك حيث يختلف المشجعون في ملاعب كرة القدم ليتحول الخلاف الى اقتتال مميت. ولا تنتهي المشاهد وصول الى المشهد النهائي مرور بالمواقف عند الحود والتهريب.

اما المشهد النهائي حيث يساق مع مجموعة من الابقار الى الذبح، مع اشاره في مشهد سابق الى ان لحوم الحمير تتحول في اوروبا وفي ايطاليا بالذات الى "سلامي"!

الفيلم لا يبكي على الحمار و الحيوان بل يعري الانسان وتوحشته وعدوانيته وفتكة بكل شي حتى ذاته .

سينما جيري او يرزي سكولوموفيسكي من النوع المختلف انه لا يقدم النساء ليغري المشاهد او يقدم العري او حتى المغامرات بل يذهب بنا الى حكاية حمار ومن خلال عيونه يورطنا في متاهات من التحليل والعمق وابواب ودهاليز كل منها صراخ محتوم والم محبوس ودموع لا نعرفها وكلمات لا نفهمها وصراخ لا نعلم مكنونه واسراره.

فيلم "اي او" ليس بالفيلم التقليدي الذي تشاهده وتفارقه، بل هو فيلم تذهب الية ليسكنك، ويأسرك ويوجعك، ويدعوك لأن تتامل حولك لمن هم معك في هذا الكون، شركاء وليسوا مجرد وجبة سريعة.

"برافو" كبيرة نقولها للمبدع البولندي جيرزي سكولوموفسكي علي تحفته التي ستكون حديث العالم خلال هذا العام والى مسيرته الحبل بالانجازات والتفرد، انها سينما من نوع مغاير، تدعونا لمزيد من الحوار، والتامل.

"حرقة"

المشهد الختامي في فيلم "حرقة" للمخرج الاميركي المصري الاصل لطفي ناثان والذي تجري احداثة في تونس نتابع واحد من افضل المشاهد التي قدمتها السينما العربية خلال السنوات الخمس الاخيرة، حيث الشاب على يقرر ان يحرق نفسه في وسط الشارع امام مبني الولاية، وتشتعل به النيران بالكامل بينما المارة يسيرون من امامه دون ان يحركوا اي ساكن، في مشهد صادم قاس موجع يعري زمن القهر والالم .

ياخذنا فيلم "حرقة" الى حكاية الشاب علي الذي يعمل عند احد موزعي البترول، ويتم تهربية من الحدود التونسية – الليبية .

حتى اللحظة التي تحضر الية احدى شقيقاته لتخبره بان والدهم قد توفي وعلية ان يحضر الى البيت، ليجد نفسه امام مجموعة من الالتزامات لعل اقلها الوفاء بديون والدهم اتجاه احد البنوك الذى يهدد في اخذ منزلهم المرهون لدي البنك.

كمية من الضفوط اليومية التي تبدأ بالمعاناة في الوقوف طويلا لبيع البترول المهرب وايضا دفع الاتوات الى رجال الشرطة في المنطقة التب يقف بها والتي تكاد تلتهم كل ما يكسب يوميا .

شاب بلا مستقبل يحاول ان يطور نفسه فيطلب من التاجر بان يقوم بنفسه في الذهاب للحدود ولكنه سرعان ما يجد نفسه مطاردا بعد ان يتم الهجوم عليهم من قبل شرطة الحدود.

مشهديات تذهب بنا مشهد بعد اخر الى نهاية محتومة هي الانتحار او الانفجار وكلاهما مواجهة مع القدر يعيشها اليوم الكثير من الشعوب، وهنا نشيد بالجرءة العالية للرقابة التونسية في منح الاذن لتصوير هذا العمل الذي يمارس لغة نقدية عالية من النادر ان يتم الموافقة عليها في اي بلد عربي .

المواجهة والاتهام ضد الشرطة التونسية ليس بمستغرب عن السينما التونسية، فقد شاهدناه من ذى قبل من خلال التونسية كوثر بن هنية في فيلمها "على كف عفريت" الذي بشر بميلاد مخرجة عالية الكعب وجدت طريقها لترسخ بصمتها في حرفتها، وتعمد اسم بلادها في ارفع المحافل ولعل الترشيح لاوسكار افضل فيلم اجنبي خير دليل عن فيلمها "الرجل الذى باع جلده" .

الاداء العالي الذي قدمه الممثل التونسي ادم بيسا يؤكد باننا امام موهبة فنية عاشت الشخصية وفكت رموزها وشفراتها لذا راح ياسرنا وهو يذهب بعيدا في تحليل الشخصية ومعايشة عذابتها اليومية القاسية .

ادم قدم شخصية الشاب علي الذي كان علية ان يتحمل مسؤوليات شقيقتيه لذا ترك لهما كل ما جمعه ليذهب الى قراره وكانه بذلك القرار لا يذهب الى الانتحار بقدر ما يفجر بركان من التحدي الا ان جثته ظلت تحترق في مشهد ساحر خلاب نفذ بعناية وتقنية سينمائية عالية ليقول بانه لا امل في كل شيء!

حتى التلوث يذكرنا بحكاية استهال بها الفيلم عنه ببحيرة ظهرت ذات يوم فرح بها الجميع وراحوا يسبحوا حتى راح لون تلك البركة يتغير يوما بعد اخر لتصبح سوداء بعد الاكتشاف بان تلك المياة جاءت من منجم للفسفات لتصبح المياة سامة ملوثه لوثت الجميع.

في الفيلم ايضا بالاضافة الى ادم بيسا كل من سليمة معتوق واقبال حربي ونجيب العجوي . وعلينا ان نتوقف طويلا عند الحلول الموسيقية الذكية التى قدمها الموسيقار ايلي القصير وايضا مدير التصوير مكسميليان بيتنر الذى قدم مجموعة من الحلول البسيطة وان ظل المحور دائما شخصية علي بشرودها الذى قدمه الرائع علي بيسا .

خلف فيلم "حرقة" للمخرج لطفي ناثان خبرة تونسية عريضة على صعيد المساهمة في السيناريو والحوار وفي هذا الجانب بالذات فان اللغة واللهجة المستخدمة لا يمكن لا ان تتحق الا بخبرات تونسية في الكتابة .

فيلم "حرقة" فيلم كبير وعميق وثري وقبل كل هذا فيلم ينتمي الى سينما زمن القهر والالم والانتحار .

 

####

 

السد للمخرج علي شري هو المشاركة اللبنانية الوحيدة بكان السينمائي

البلاد/ مسافات

يسر شركة أم سي للتوزيع أن تقدم أحد افلامها المشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام "السد" إخراج علي شري.

يستمر الفنانون اللبنانيون بالتألق والنجاح رغم كل شيء، وهذه المرة المخرج اللبناني علي شري وهو فنان تشكيلي معروف حاز مؤخراً على جائزة في البينالي  في ايطالي، يقوم بإخراج اول فيلم سينمائي طويل له "السد" ويشارك فيه في مهرجان كان السينمائي الدولي عن فئة أسبوعا المخرجين حيث يتم العرض الأول يوم 24 مايو (أيار 2022).

تم تصوير الفيلم في السودان ويتناول قصة ماهر، الذي يعمل بالقرب من سد مروي، في معمل كمينة للطوب التقليدي الذي تغذيه مياه النيل. كل مساء يتجول ماهر سراً في الصحراء لتشييد بناء غامض مصنوع من الطين. وبينما ينتفض الشعب السوداني للمطالبة بحريته، بدأت الحياة تنبعث تدريجياُ في ذلك البناء الغامض.

 

####

 

مهرجان كان السينمائي.. بوصلة السينما العالمية

من كان: إكرام مؤمن

على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي، عرض أمس الفيلم الأمريكي Armageddon Time للمخرج جيمس جراي، حيث ينافس في المسابقه الرسميه  للمهرجان على السعفة الذهبية. و يعد هذا الترشيح هو خامس ترشيح للمخرج في كان، حيث لم يحالفه الحظ في نيل الجائزه الكبرى منذ 2000 وكان آخر ترشيح له سنه 2013 بفيلم المهاجر.

فيلم Armageddon time هو شبه السيرة الذاتية للمخرج جيمس جراي في كوينز نيويورك في الثمانينات عهد الرئيس ريغان، و يسرد قصة طفولته في هذه الحقبة، حيث تخبطت حياته بمشاكل الطبقية والعنصرية.
الفيلم من بطوله
Anna Hathaway و Anthony Hopkins و Jeremy strong
.

ووسط تصفيق حار بعد عرض الفيلم لأول مرة في قصر السينما كان، صرح المخرج جيمس جراي أنه سعيد بأنه تمكن من الانتهاء من عمليه المونتاج فقط قبل أيام قليله ل التمكن من عرضه في المهرجان و فخور بقدومه بعد آخر ترشيح لفيلمه السابق المهاجر قبل عشر سنوات وسيعود مجددا حيث يعتبر مهرجان كان هو بوصلة السينما العالمية.

 

البلاد البحرينية في

20.05.2022

 
 
 
 
 

مهرجان كان.. حضور عربي مميز، لكن بلا تنافس على"السعفة الذهبية"

محمد فرحان

رغم غياب الأفلام العربية عن المشاركة في المسابقة الرسمية في مهرجان كان، إلا أن الأفلام العربية سجلت حضورا مميزا في مسابقات أخرى، كيف يبدو الحضور العربي على صعيد الأفلام ومدى مشاركة السينمائيين العرب؟

انطلاق مهرجان كان في دورته الـ 75 بمشاركة عربية مميزة خارج حلبة التنافس في المسابقة الرئيسة

في خضم تطورات متسارعة وحرب دائرة في أوكرانيا وأزمات اقتصادية تعصف بالكثير من دول العالم، افتتح مهرجان كان في نسخته الـ 75 فيما غابت الأفلام العربية عن المشاركة في المسابقة الرسمية والرئيسية في المهرجان للفوز بـ "السعفة  الذهبية". ورغم هذا الغياب، إلا أن الأفلام العربية سجلت حضورا مميزا في مسابقة "نظرة ما" وهي غير رسمية، لكنها هامة، كما حضرت أيضا في تظاهرة المسابقة الموازية  التي يُطلق عليها "نصف شهر المخرجين".

حضور عربي مميز للأفلام

تنقسم الأفلام العربية التي تُعرض في مهرجان كان إلى قسمين: الأول يضم الأفلام المشاركة في مسابقة "نظرة ما" وهي ثلاث أفلام، أما القسم الثاني فيضم الأفلام المشاركة في مسابقة "نصف شهر المخرجين" وهي أيضا ثلاثة أفلام. كذلك تبرز المشاركة العربية في أفلام تُعرض خارج المسابقة الرسمية حيث يتواجد فيلمان عربيان لمخرجين من أصول مهاجرة مثل فيلم "صبي من الجنة" المثير للجدل للمخرج السويدي من أصل مصري طارق صلاح وأيضا فيلم "المتمرد" من إخراج عادل العربي وبلال فرح وكلاهما بلجيكيان من أصل مغربي.

وفي تعليقه على المشاركة العربية، قال الناقد السينمائي المصري محمد سيد عبد الرحيم إن المهرجان بات "ينظر إلى الأفلام العربية بشكل مختلف في ظل اهتمام شخصيات عالمية بالسينما العربية وهي شخصيات لديها تواصل جيد مع السينمائيين العرب وتعمل على إدخال أفلام عربية إلى المهرجان".

وفي مقابلة معDW  عربية، أضاف عبد الرحيم وهو المدير الفني السابق لمهرجان شرم الشيخ السينمائي، أن السنوات السابقة من المهرجان شهدت تواجد عربي "بشكل متزايد". وقال "إن هذه المشاركة تعد انجازا رائعا للسينما العربية حيث وجدت موطئ قدم لكي تعرض إنتاجها في أحد أهم وأكبر المهرجانات في العالم بأسره وهذا لا يقتصر على مهرجان كان، ويشمل ايضا مهرجاني برلين والبندقية".

يشار إلى أن الفيلم المصري "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، حاز العام الماضي على جائزتين في المهرجان أحدهما الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد الدولي في الدورة الـ 74، وهي أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان. ورغم تتويجه في المهرجان، إلا أن الفيلم أثار الكثير من الجدل في مصر عند عرضه في مهرجان الجونة السينمائي العام الماضي حتى وصل الأمر إلى مغادرة بعض الفنانين العرض.

حضور عربي غير مسبوق في التحكيم

وبالعودة إلى مهرجان كان الحالي،  يعد حضور المخرجين العرب واضحا في بعض لجان التحكيم فعلى سبيل المثال اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان المخرجة التونسية كوثر بن هنية لترأس لجنة "أسبوع النقاد". ولا يتوقف الأمر على تونس بل أيضا تمتلك مصر تمثيلا متميزا في التحكيم إذ يترأس المخرج يسري نصر الله "لجنة الأفلام القصيرة"، بينما يتولى مواطنه الناقد أحمد شوقي قيادة لجنة تحكيم "الاتحاد الدولي للنقاد" السينمائيين.

بدوره، يرى الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم أن المشاركة العربية في التحكيم هذا العام "غير مسبوقة". وقال إن "المشاركة العربية في التحكيم تعد الأبرز خاصة مع وجود ثلاث رؤساء تحكيم لثلاث لجان مختلفة ولم يحدث هذا من قبل في مهرجان كان". وأضاف "هذا يشكل نظرة مختلفة تماما للمنطقة العربية من قبل أهم مهرجان سينمائي في العالم".

رفع قيود كورونا

يشار إلى أن صناع السينما وعشاقها استطاعوا تنفس الصعداء بعودة مهرجان كان بقوته المعتادة بعد عامين من الصعوبات بسبب جائحة كورونا.

كذلك، قررت الإدارة المنظمة للمهرجان إلغاء القيود المرتبطة بجائحة كورونا إذ اقتصر الأمر على ارتداء كمامات عند حضور عروض الأفلام.

زيلينسكي وإطلالة كان

وسجّل مهرجان كان السينمائي في نسخته لهذا العام تضامنه مع أوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي حيث استبعدت إدارة المهرجان الممثلين الرسميين الروس وصانعي الأفلام الروس، لكن تم قبول المخرج كيريل سيريبنيكوف، الذي يعيش في ألمانيا، في المسابقة.

وأعلن منظمو المهرجان في بيان الثلاثاء "ما لم يتوقف العدوان بشروط ترضي الشعب الأوكراني، فلن تتم استضافة وفود رسمية من روسيا أو قبول وجود أي هيئة مرتبطة بالحكومة الروسية".

وأضاف البيان "من ناحية أخرى، نريد أن نحيي شجاعة كل الذين جازفوا بالتظاهر في روسيا ضد العدوان وضد غزو أوكرانيا متوجهين إلى الفنانين والمهنيين في صناعة السينما الذين لا يمكن ربطهم بهذه الأعمال غير المقبولة ولا بأولئك الذين يقصفون أوكرانيا".

وعند افتتاح المهرجان، تفاجأ كثيرون بإلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة عبر الفيديو وهي الكلمة التي لاقت إشادة كبيرة من الحضور، قائلا: في النهاية، ستزول الكراهية ويموت الطغاة".

وعلى حساب المهرجان بموقع تويتر جاء في تغريدة: "إنه بالسينما يتحدد مستقبلنا".

أبزر الأفلام العربية المشاركة

"أشكال"

يعد الفيلم أول عمل روائي للمخرج التونسي يوسف الشابي، فيما تدور أحداثه حول قصة غامضة في تونس ما بعد الثورة، حيث يعثر ضابط وضابطة في الشرطة على جثة محترقة في أحد مواقع البناء المهجورة في قرطاج.

"تحت شجرة التين"

وكما فيلم "أشكال" أول أفلام الشابي، فإن فيلم "تحت شجرة التين" يعد الفيلم الروائي الأول للمخرجة التونسية أريج السحيري. وتدور قصة الفيلم حول علاقات المراهقين والمراهقات خلال موسم جمع التين فيما يشارك في الفيلم عدد من الممثلين الهواة.

"القفطان الأزرق"

تدور أحداث الفيلم وهو من إخراج المغربية مريم توازني، حول قصة زوجين يديران متجرا لبيع القفاطين المغربية في أحد أقدم الأسواق في مدينة سلا، بيد أن حياتهما تتغير عندما يوظفان شابا للعمل معهما.

"الحرقة"

وبهذا الفيلم، كتبت السينما التونسية حضورا مميزا إذ يعد فيلم "الحرقة" عملا تونسيا آخر يشارك في المهرجان. يعد الفيلم العمل الروائي الأول للمخرج التونسي والمقيم في أمريكا لطفي ناثان. تدور أحداث الفيلم حول قصة شاب في العشرينات من عمره يكسب قوت يومه بالكاد عبر بيع الوقود المهرب في السوق السوداء، لكنه حياته تتغير عندما يموت والده فجأة ويتركه لرعاية شقيقتين أصغر سنا منه.

"السد"

تدور أحداث الفيلم وهو من إخراج اللبناني علي شاري حول قصص حقيقية مستمدة من تواصل شاري المباشر مع عمال مصانع الطوب على مدى سنوات.

"حمى المتوسط"

أخرجت الفيلم الفلسطينية مها الحاج فيما تدور أحداثه حول وليد وهو كاتب يعيش في حيفا يعاني من الاكتئاب فيما تجمعه الصدفة بالتعرف على جاره ليشرعا في تنفيذ مخطط يساعده على الخروج من حالة الاكتئاب.

"صبي من الجنة"

رغم أنه يعرض خارج المسابقة الرسمية، إلا أن الفيلم وهو من إخراج السويدي من أصل مصري طارق صلاح أثار الكثير من الجدل. تدور أحداثه في جامعة الأزهر حول شخصية الشاب آدم ويومه الأول في جامعة الأزهر، الذي يصادف موت شيخ الأزهر وما يُسفر عنه من صراع على السلطة بين النخبة الدينية والسياسية في مصر.

 

دويتشه فيه الألمانية في

20.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004