ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (5)

آن هاثاواي: ما زلت صغيرة على أدوار الأم

كان: محمد رضا

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

انصرف عدد من الأفلام المشتركة في مسابقة الدورة الـ75 الحالية لمحاولة هز أركان شخصيات ومؤسسات اجتماعية في بحثها عن الجديد. أفلام مثل «مثلث الحزن» للسويدي روبِن أوستلوند و«ليلة خارجية» لماركو بيلوكيو (خمس ساعات من العرض) حول اغتيال رئيس الوزراء الإيطالي ألدو مورو في عام 1978، «زوجة تشايكوفسكي» لكيريل سيربربنيكوف و«العنكبوت المقدّس» لعلي عبّاسي، تواجه المسلّمات، فلا الأثرياء فاعلون اجتماعياً، بل هم لاهون غير مكترثين حسب فيلم أوستلوند، ولا تشايكوفسكي كان المبدع الذي نستطيع التمايل إعجاباً بإنجازاته، ولا ألدو مورو كان ركيزة الثبات السياسي كما أوحى ما جعل اغتياله من قبل اليسار المتشدد أمراً حتمياً.

طارق صالح ينتقد وعلي عبّاسي ضد إيران ونظامها وكلاهما عبر توليفة تشويقية تسهّل عليهما جذب المشاهدين الغربيين.

فوق كل ذلك، هناك فيلمان يحذّراننا من الغرباء: فيلم «الأخوين» جان - بيير ولوك داردين «توري ولوكيتا» يدور حول الغرباء الذين، في نهاية المطاف يشكلون ضغطاً على المجتمع كذلك يفعل البولندي كريستيان مانجو في فيلمه البولندي الجديد R.M.N.

وسط ذلك وسواه، ينبري فيلم جيمس غراي الجديد «زمن القيامة» صوب مدار مختلف. الفيلم هو الوحيد الذي يسرد حكاية ذاتية - بيوغرافية حول نشأة الفتى الذي هوى السينما وخط لنفسه مساراً بعيداً عن تقاليد العائلة التي نشأ عليها.

الفيلم من بطولة آن هاثاواي وجسيكا شستين وأنطوني هوبكنز وجيريمي سترونغ. وهي لفتت النقاد بأدائها السلس والمقنع، وخلبت كاميرات الصحافيين بظهورها في ذلك الرداء الأبيض الذي تحوّل إلى حديث مواقع الأزياء والمجتمع.

- دور مثالي

في حجرة مخصصة للمقابلات في فندق ماجستِك فزنا بلقاء يحرسه الوكيل الإعلامي الذي بدأ ينظر إلى ساعته حتى من قبل السؤال الأول. حين قلت له مازحاً: «لم أبدأ أسئلتي بعد» أجاب: «أعرف لكنها العادة».

في الثمانينات لم تكن آن هاثاواي خبرت الحياة بعد. ولدت سنة 1982 ودخلت مدرسة ميلبورن لتكتشف أنها تريد أن تصبح ممثلة كما وعدت نفسها حين كانت لا تزال في السنوات العشر الأولى من حياتها. آنذاك كانت شاهدت والدتها كايت ماكولي تمثل على خشبة المسرح فقررت أن تصبح ممثلة، لكن والدتها لم ترد لها ذلك وتخلّت عن طموحاتها كممثلة لتبقى لجانبها وجانب أفراد عائلتها.

في أواخر التسعينات مثّلت هاثاواي على المسرح، وفي عام 2001 دلفت إلى التمثيل أمام الكاميرا في فيلم «مذكرات الأميرة». من تلك اللحظة بلورت لنفسها أسلوب عمل يكشف عن موهبتها كما عن إدراكها بما تختاره من أدوار. وفيما يلي نص الحوار:

·        تلعبين دور أم الصبي الذي يبحث عن شيء في الحياة وأنت الوحيدة في العائلة التي تشعرين بحاجته لجانب جدّه أنطوني هوبكنز. إلى أي مدى أتاح لك هذا الدور تشخيصاً جديداً لآن هاثاواي التي عرفناها سابقاً في أدوار مختلفة كليّاً؟

- إلى حد بعيد فعلاً. كل شيء كان واضحاً في سيناريو جيمس (المخرج جيمس غراي) لأنه يتحدّث فيه عن نفسه وعن عائلته عندما كان لا يزال صغيراً. دوري كان في نظري مثالياً لأنه يعكس شخصية أم عليها أن تلبّي حاجة العائلة لكي تصون وحدتها وهي تبعاً لكونها عائلة يهودية فإن الرجل يملك الكلمة الأولى. إذن هي في موقف حرج بين تطلعات ابنها وبين زوجها الذي يرى أن ابنه عليه أن يكون نسخة منه.

·        ما موقعك الخاص من الثمانينات؟

- (تضحك) ليس خاصّاً إلى هذا الحد. لم أكن على وعي بالأجواء الاجتماعية والسياسية للبلاد. يقترب «زمن القيامة» من هذه الأجواء لكن على نحو شخصي. في الفيلم كان لا بد لي أن أعرف المزيد لكن لم يكن مطلوباً مني أن أغرف الكثير من المعلومات حول تلك الفترة.

·        لسبب ما أشعر بأن دورك هنا هو نقيض حياتك العائلية. هل كان عليك استعارة أي سلوكيات أمومة من والدتك لكي تمثلي هذا الدور؟

- بالفعل هناك بعض ما استوحيته من والدتي. كانت محبّة وعطوفة وغيورة على مستقبل كل منا. لكن الموضوع الذي تدور فيه أحداث «زمن القيامة» مختلف ولم يتطلب الكثير من الاستعارات. كما ذكرت دوري كان واضحاً والسبب هو أن المخرج كان يعرف تماماً ما يريد وهذا ساعدنا كثيراً. أنت تبحث جدّياً في الدور وهذا جيّد، لكنه في الواقع لا يعكس أكثر مما هو متمثّل على الشاشة. الشخصية المعقّدة إذا شئت هي شخصية الصبي بول الذي يمثل جيمس.

·        والدتك عارضت التوجه إلى التمثيل. لماذا؟

- أعتقد أنها وجدت التمثيل فخاً. أذكر أنها حذرتني من أن أقع في حب التمثيل لأنه يعد وقلما يفي. لكن تجربتها مختلفة عن تجربتي. والدتي أحبت التمثيل بالفعل وذكرياتي عما شاهدته لها على خشبة المسرح تؤكد ذلك. كانت مندمجة دوماً فيما تقوم به.

·        لكنها في النهاية آثرت بدورها ترك التمثيل والاعتناء بالأسرة. هل فعلت ذلك لكي تجنّبك المزيد من حب التمثيل؟

- هذا كان أحد الأسباب. السبب الأهم هي أنها كانت تريد أن تعتني بنا وربما أدركت أنها لن تستطيع فعل ذلك والتمثيل في وقت واحد.

- بداية تغيير

·        قرأت أنك دقيقة في اختيار أدوارك. ما هي الشروط التي تختارين من خلالها ما تقومين به؟

- لا أرى أن هناك فعلاً سحرياً أو خاصّاً جداً. أقصد ليس هناك لغز في المسألة التي تسأل فيها. قناعاتي تتألف من رغبتي في أداء الدور المعروض علي وأتطلّع للتأكد من أن عناصر الفيلم وخاماته من المواهب المشتركة متوفرة. أعطيك مثلاً حين عرض علي بطولة Locked Down لم يخالجني شك في أنني بين يدي مخرج جيد (دوغ ليمان) وممثل موهوب (تشيويتل إيجيفور).

·        «لوكد داون» كان فيلماً صعباً من حيث إن مدة التصوير لم يرد لها أن تتجاوز 18 يوماً. أليس كذلك؟

- نعم. اشتغلنا عليه ليل نهار. كانت تجربة خاصّة لكني سعدت بها.

·        هل تعتقدين أن اختياراتك لأدوار تعكس البراءة كما الحال في معظم ما تمثلينه إلى اليوم له سبب مباشر في ذلك؟

- ربما. أذكر أن ناقداً كتب ذلك عندما لعبت دوري في «الشيطان يرتدي برادا» وتعجبت لأني لم ألحظ ذلك بنفسي. في الصميم، هناك لقاء يحدث دوماً بين شكل الممثل وبين موهبته يؤدي به إلى النجاح. لا أعتقد مثلاً أني أريد أن أكون في فيلم رعب أو في فيلم يتطلب بحثاً في الوجود أو أي مسألة لا تهمّني كثيراً. أستلم الكثير من العروض واختار أفضل ما يمكن لي أن أدلف إليه من دون الرغبة في تلوين مواقفي أو تغيير تعابيري وشخصياتي المحببة إليّ.

·        هل تعتبرين لعب دور الأم في «زمن القيامة» بداية تغيير؟

- هذا دور أحبه ويعني لي الكثير، لكني أعتقد أنني ما زلت أستطيع لعب أدوار الفتاة المحبوبة (تضحك).

·        معظم هذه الأفلام وردت في مرحلة تأسيسية بالنسبة إليك، أقصد في السنوات العشر الأولى من المهنة. ما سر نجاحك السريع خلال تلك الفترة؟

- لا أستطيع أن أقول أن العالم كان ينتظرني (تضحك) لكني أعتقد أن الأفلام التي مثلتها في ذلك الحين مثل «راتشل تتزوج» و«الشيطان يرتدي برادا».

·        تذكرت شيئاً. والدتك لعبت على المسرح دور فانتين في «البؤساء» (Les Misérables) وأنت لعبت الدور ذاته في نسخة توم هوبر السينمائية سنة 2012، هل توقفت عند هذه المفارقة؟

- نعم. الدور التي أدته والدتي في تلك المسرحية هو الذي شجعني على الرغبة في التمثيل كانت رائعة.

·        هو الدور الذي نلت عنه الأوسكار.

- صحيح.

·        لسبب ما «البؤساء»، من بين أشياء كثيرة، يبدو مثل فانتازيا موسيقية وهناك أفلام أخرى فانتازية قمت بتمثيلها. أعتقد آخرها «أليس في ووندرلاند» قبل عشر سنوات كذلك في الجزأين الأول والثاني من «مذكرات أميرة»، هل لديك ميل صوب هذه الأفلام أكثر من سواها؟

- ملاحظتك في محلها وتجعلني أفكّر في أنني بالفعل أبحث عن أعمال من هذا الصنف الخيالي الذي يجمع بين الأسطورة والفانتازيا والتاريخ. لو سألتني لماذا لقلت إن هناك الكثير من الحب لارتداء فساتين من زمن مضى (تضحك) والكثير من الإعجاب بالأفكار الخارجة عن الحياة الحاضرة.

 

####

 

«أرجيحة» يشدّ اهتمام شركات إنتاج عالمية في «كان»

يروي قصة طفلة سعودية والدها من جنود «الحد الجنوبي»

الظهران: «الشرق الأوسط»

لقي فيلم «أرجيحة» للمخرجة السعودية رنيم المهندس (27 عاماً) اهتماماً بالغاً ولفت أنظار أكثر من 10 شركات عالمية متخصصة بالإنتاج السينمائي، وذلك خلال المشاركة في «مهرجان كان» السينمائي، فالفيلم الذي عُرض خلال الدورة الــ75 للمهرجان حظي بالرعاية والاهتمام ولقي دعماً من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الأمر الذي قاد لحبك قصة استحوذت على إعجاب كبار المنتجين العالمين.

رنيم التي ترافقها بمشوارها أختها دانة المهندس، والمتخصصة في صناعة الأفلام من «جامعة الأميرة نورة»، تدرك أن ثمة تقاطعات أكاديمية وعلمية بين شغفها في صناعة الأفلام وتخصصها الدراسي في العلوم الطبية التطبيقية، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً في طريقها، فأكملت دراستها في جامعة نيويورك بتخصص كتابة موسيقى الأفلام والمسرحيات الموسيقية، وانخرطت في الكثير من الدورات التدريبية، التي كانت بمثابة محطات ساهمت في تشكيل ملامح مسيرتها السينمائية. تقول ريم المهندس إنها خلال بحثها عن جهات داعمة في أثناء عرضها الفيلم على الشركات والمنتجين، توقعت أن يتبدد حلمها، ولكن عادت لها الآمال من جديد، عندما حوّل مركز «إثراء» الحلم إلى حقيقة فخلال حضورها لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في مدينة جدة التقت مع مدير المسرح والفنون الأدائية في «إثراء» ماجد زهير سمّان الذي قدّم لها ما يمكّنها من صناعة فيلمها، وعلى أن يسهم المركز في دعمها بعد تحويل فيلمها الطويل «أرجوحة» إلى فيلم قصير بعنوان «أرجيحة»، وهو فيلم خيالي موسيقي (غنائي).

تدور أحداث الفيلم حول طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، تودّع والدها في كل مرة يتوجه بها إلى عمله في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وكانت في كل مرة تطلب منه التردد إلى مكان بداخله «أرجيحة»، لكنّ هذه المرة سيتوجّه والدها إلى عمله لكنه لن يعود، حينها تبدأ الطفلة رحلة بحث عن والدها مسترجعة شريطاً من الذكريات. ورغم محاولات المخرجة رنيم لكي تنهي الفيلم دون اغتيال للسعادة، لكن أحداث القصة تفرض نفسها، فالمشاعر بين الآباء وأبنائهم ولحظات وداع الأب لابنته راسخة وستجعل الابنة وفيّة لذكرى والدها وعلى الرغم من مرورها بفترات الحزن عقب سماعها نبأ استشهاده فإنها في البداية أصرت على إنكار ذلك، وسط حالة عارمة من الغضب عاشتها لأعوام، أُصيبت على أثرها بالاكتئاب استدعت خضوعها لجلسات علاجية تساعدها في التأقلم والتكيّف مع الواقع.

الجدير بالذكر أنه للعام الثاني على التوالي، يشارك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ75 المقامة حالياً، على اعتبار أنه أكبر منتج للأفلام السينمائية في المملكة العربية السعودية، حيث يعرض فيلمين جديدين من إنتاج «إثراء»: «رقم هاتف قديم» للمخرج والكاتب السينمائي علي سعيد، وفيلم «أرجيحة»، للمخرجة رنيم المهندس؛ سعياً لإظهار المواهب السينمائية الوطنية خلال الحدث العالمي.

 

الشرق الأوسط في

25.05.2022

 
 
 
 
 

«باتمان» على الطريقة الإيرانية..

«العنكبوت المقدس».. يفضح الفساد ويتجاوز الخط الأحمر!

طارق الشناوي

«باتمان» على الطريقة الإيرانية «العنكبوت المقدس».. يفضح الفساد ويتجاوز الخط الأحمر!.

لأول مرة تشاهد فيلما إيرانيا به كل هذه المشاهد التي نصفها عادة بالجريئة، في تصوير العلاقة الحميمة بين المرأة والرجل. قائمة الممنوعات في إيران متعددة ولا تسمح بخلع الحجاب حتى لو كان المشهد المطلوب هو تقديم امرأة في منزلها ومع أبنائها، كما أن العنف والدماء عليهما خطوط حمراء.

المخرج الإيرانى عندما يقدم عملا فنيا، حتى خارج حدود بلاده، يلتزم عادة بـ(الكود) الأخلاقى المعمول به في الدولة.. ومن نعتبرهم معارضة، لا يضعون أنفسهم في مرمى نيران الدولة، لأنه بمجرد عودته سيتعرض للمساءلة.. سبق قبل نحو 25 عاما أن واجه المخرج الراحل عباس كيروستامى سيلا من الانتقادات لمجرد أن رئيسة لجنة التحكيم في (كان) إيزابيل أدجانى عام 1997 قبلته بعد حصوله على جائزة السعفة الذهبية عن فيلمه (طعم الكرز)، وتناسوا أنه حقق واحدة من أهم الجوائز طوال تاريخ إيران، انتقدوه لأنه لم يرفض قبلة (أدجانى).

فيلم (العنكبوت المقدس) الذي يمثل السينما الإيرانية في (كان) هذا العام إنتاج مشترك مع الدنمارك، حيث إقامة المخرج على عباسى، الذي شارك في الكتابة والإنتاج، ومن المؤكد أن كل فريق العمل من الممثلين يقيمون في الخارج، فلا يمكن افتراض أن فنانا إيرانيا يشارك في فيلم يحمل توقيع مخرج معارض، محطما كل الاعتبارات المعمول بها هناك، ويعود بدون محاكمة.

أغلب المهرجانات الكبرى لا تقدم في برامجها- إلا فيما ندر- سوى الأفلام التي تقدمها الأسماء المستقلة عن الدولة.. إيران لا تسمح بالعمل إلا لمن ترضى عنه، كما أنها تتعنت كثيرا في التصريح بالتصوير، ولدينا أكثر من مخرج، مثل جعفر بناهى ومحمد رسولوف، ممنوعون من السفر خارج الحدود، بل ممنوع عليهم أيضا ممارسة المهنة، رغم أنه بين الحين والآخر تسافر أفلامهم للمهرجانات، بينما هم لا يسمح لهم بالمغادرة.

فيلم (العنكبوت المقدس) حالة مختلفة، واضح من العنوان أنه مستوحى من الفيلم الأمريكى الشهير متعدد الأجزاء (الرجل العنكبوت)، الفيلم الأمريكى يدفعك للتعاطف مع العنكبوت، لأنه يتدخل عادة لتحقيق العدالة، العنكبوت الإيرانى، مؤكد أن أغلب من يشاهده لن يتعاطف مع قاتل، مهما كانت له من مبررات، إلا أنه داخل إيران هناك من انحاز إليه وتبنى موقفه، وهذا هو تحديدا سر تقديم الفيلم بعد أكثر من عشرين عاما مضت على الواقعة الحقيقية، ولهذا منحه المخرج على عباس صفة (المقدس) لأنه يشنق النساء تحت غطاء من القدسية والمباركة الدينية كما يفهمها هو، فهو يطبق ما يرى أنه يعبر عن شرع الله، من خلال مفهومه للدين، يطهر المجتمع من بنات الليل، ولهذا يستقل (موتوسيكل) ويتفق مع عاهرة على الأجر، يذهب معها إلى شقته، وهناك يشنقها مستغلا تفوقه الجسدى، ثم يضعها داخل سجادة ويلقى بها في مكان مهجور، ويعاود نفس السيناريو أكثر من مرة كلما واتته الفرصة، وقتل 16 ضحية.. ونأتى للضحية رقم 17، التي كشفت غموض الجريمة، إنها الصحفية التي قررت أن تمسك بخيوط الجريمة، تذهب لقسم الشرطة وتقرأ كل الملابسات، ويفضح الفيلم تواطؤ رجل الشرطة الذي يحاول أن يراودها عن نفسها، وتهدده بالاتصال بالشرطة فيرد عليها متبجحا: (هل تشكين الشرطة للشرطة؟).

يقدمها المخرج على طريقة أفلام التشويق الأمريكية، تتقمص شخصية فتاة الليل، وتضع مكياجا صارخا، ويلتقط الطعم (العنكبوت المقدس)، ويتم إلقاء القبض عليه، عاقبه القضاء بالشنق وقبلها بـ 100 جلدة، شاهدنا تمثيلية عندما أغلقت عليه حجرة وبدأ يتصنع الألم ويصرخ طالبا الرحمة بينما كل الضربات يتلقاها الحائط، اتفقوا معه من الباطن أن يحصل على البراءة في نهاية الأمر، (الملالى) في إيران، يؤيدون موقفه وعليه أن يتحمل قليلا السجن ولا يشى لأحد بالاتفاق، ولم تكن تلك سوى أيضا خدعة حتى يخففوا عنه كوابيس انتظار الإعدام، يقدم كشخصية متدينة يصلى كل الفروض وكثيرا ما يداعب ابنته التي تعتلى ظهره أثناء الصلاة، كما أنه مخلص لزوجته، وهو مقتنع تماما أن الله يبارك كل جرائمه، فهو يقدِم عليها فقط لمرضاته.

تأتى نهاية الفيلم محذرة من أن القادم أسوأ عندما نرى فيديو ابنه وابنته يعيدان تقديم الجريمة بأداء تمثيلى يملأهما الإحساس بالفخر، دلالة مباشرة على أن المجتمع أو قطاعا منه يعتبر القتل في هذه الحالة فعلا مقدسا تباركه السماء.

الفيلم سينمائيا لا يمتلك الكثير من الطموح، لجأ للإطار التقليدى في رحلة الصحفية لكشف الغموض، المخرج نجح في ظل تلك الدائرة (الكلاسيكية) في أن يقدم أحداثه في إطار التشويق، كما أنه نجح في فضح المؤسسة الدينية، لا بل إن في التقييم الفنى ينبغى أن تملك ما هو أبعد من ماذا تقول إلى كيف تقول، ولا أجد إضافة أو خصوصية في أسلوب التناول.

أهم ما كشف عنه الفيلم قدرته على قراءة عميقة للمجتمع، مشيرا إلى أن الجيل الجديد المتمثل في ابن وابنة القاتل مقتنعان وفخوران بأبيهما البطل، كما أنه قدم القاتل في لمحات إنسانية محبا لطفليه ولزوجته، مقتنعا بأن ما يفعله هو عمق الإيمان، ولهذا نراه يمارس الجنس مع زوجته بكل سعادة وفخر، بينما جثة إحدى الضحايا بالغرفة مغطاة بالسجادة.

الحالة السينمائية لا تحمل ومضات إبداعية تفتح الباب للجان التحكيم لمنح جائزة، وأتصور أيضا أن تواجد المخرج الإيرانى الشهير أصغر فرهدى كعضو لجنة تحكيم ربما يلعب دورا عكسيا، لأنه في حالة حصول (العنكبوت المقدس) على جائزة قد تعتبر في إيران سلاحا يطعن به فرهدى، فهو من المخرجين الذي يقفون بعيدا عن الدولة، ولكنه قطعا لا يعاديها، وأفلامه في السنوات الأخيرة تنتج خارج الحدود، إلا أنه لا قيود تواجهه، فهو يقدمها في أغلب تفاصيلها طبقا (للكود) الإيرانى، بينما على عباسى حطم هذا الكود وذهب بعيدا عن كل الممنوعات بـ(العنكبوت)!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

25.05.2022

 
 
 
 
 

«نوستالجيا» للإيطالي ماريو مارتون.. معنى الموت على يد صديق

كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي

المخرج ماريو مارتون يعد أحد الرهانات السينمائية المتجددة للسينما الإيطالية، عبر نتاجات تمتاز بالعمق والثراء في المضامين الاجتماعية، وهو يحتفي في فيلمه الجديد «نوستالجيا» أو «حنين» بمدينة نابولي على خلفية عودة «فيليس» إلى نابولي بعد 40 عاماً قضاها في بيروت ثم الاستقرار في القاهرة والزواج واتقان العربية بطلاقة، يرجع لرعاية والدته التى تعيش أيامها الأخيرة ويلاحظ بأن المدينة لم تتغير، حيث الصبية يتحركون ليلاً على الدراجات النارية للصراع فيما بينهم من خلال عصابات ظلت عبر التاريخ تحكم شوارع ومدن وأزقة نابولي.

يبدأ بالتحرك من أجل التواصل مع صديقه الصبي الذى تركه هارباً من جريمه كانا قد إرتكباها سوياً وظلت تحاصرة في حلمه ويقظته، وحينما يصل للمدينة يعلم بأن صديقة أصبح أهم زعماء المافيا ويدير عصابة كبيرة تأتمر بأمرته وتخاف سطوته، خلال تواجدة تنشأ بينه وبين أحد القساوسه في كنيسة القرية علاقة وطيدة نتيجة معرفة القسيس بوالدته واحترمه لها، ويقوم هذا القسيس بدور اجتماعي عالي من خلال تأهيل الأطفال والشباب ومزجهم بالمجتمع والخدمات الاجتماعية، ويحاول القسيس تعريف «فيليس» بجميع عناصر الحي وتحذيره من لقاء صديق الأمس الذى أصبح ذئب منفلت ومجرم مطلوب . ولكنه يصر على لقاءه . فإذا به إنسان آخر غير الذى عرفة وصداقه، حيث أصبح مجرم متهور أرعن مريض.. يقوم في المشهد الختامي بإغتيال فيليس رغم أنه يعثر على صورة في جيبة تجمعها سوياً.

«نوستالجيا» يصل ببطل الفيلم إلى الموت، أو بمعنى أصح حنينه إلى الأمس يذهب به إلى الموت، اشتياق إلى النهاية التى تأجلت أكثر من 40 عاماً، وكأنه يعود إلى قدره المؤجل في تلك المدينة المحكومة بالموت .. أو البقاء على حافة الموت في ظل هيمنه الجريمة والعنف الذى يعصف في كل ليله، قام بدور فيليس النجم الإيطالي المتميز بيير فرانشيسكو فافينو، والذى يبدو الأقرب إلى جائزة أفضل ممثل هذا العام نظراً لأداءه العالي ومقدرته على تطوير الشخصية والذهاب إلى مراحلها حتى اللحظة الأخيرة وهي الموت على يد صديق الأمس.

المخرج ماريو مارتون اسم كبير في السينما الايطالية اليوم، لأنه يقدم أفلام تحمل بصمته وخصوصيته حيث السينما بلا زيف.

 

####

 

«توري ولوكيتا»..  تكريم للإنسان والمهاجرين بتوقيع الأخوين دردان

كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي

يعتبر البلجيكيان الأخوين جان بيار ولوك درادان من أهم صناع السينما في بلجيكا وأوروبا، لما تمتاز أعمالهما من خصوصية عالية وتحليل للمجتمع الأوروبي والعلاقات الاجتماعية خصوصاً العلاقة مع المهاجرين، حيث ظل هذا الموضوع هو المحور الأساسي الذى أشتغل عليه هذا الثنائي بعمق أكبر وثراء فني وبساطة في استخدام السينما لإيصال تلك القضايا الكبري.

بدايتهما كانت مع فيلم «فلاش» 1987، وتوالت الأعمال حتى جاء فيلم «روزيتا» 1999 الذي نالا عنه جائزة السعفة الذهبية، وتمضي المسيرة ليأتى فيلم «الأبن» ثم «الطفل» ويتوالى حصاد سعفة ثانية، وصولاً إلى فيلمها الجديد «توري ولوكيتا» الذى عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ75، وكالعادة نفس الموضوع، ونفس القضية ولكن بسحر سينمائي أعمق وصدمته أكبر في التغيير، سينما الأخوين دردان من نوع مختلف، سينما بلا فذلكة، كل ما هناك موضوع يتم إثراءه بالتكثيف عبر الأحداث والأداء البسيط، لأن الجميع في خدمة الموضوع والقضية.

تجري أحداث الفيلم في بلجيكا اليوم، حيث حكاية الصبي الأفريقي توري وشقيقته الصبية لوكيتا، وتضطرهما ظروهما من أجل تأمين إرسال المال إلى والدتهم في بلادهم للعمل في الخدمة تاره وأيضاً في توزيع المخدرات لطباخ يحول مطبخ أحد المطاعم التى يعمل بها إلى محطة لتوزيع المخدرات، تعاني الصبية لوكيتا من حجز أوراقها ورفض الشرطة إعطاءها الأوراق الرسمية للإقامة، وترضخ لطلبات الطباخ تاره من أجل الحصول على المال وأخري لكي تظل إلى جوار شقيقها الذى يدرس، وطلبات ذلك الطباخ تذهب بعيداً ودائماً بحجة إستعاده أوراقها الرسمية، وهو يكرر دائماً (إذا كنت تريدين الأوراق .. أفعلي .. وأفعلي ..)، في إبتزاز جسدي لصبية فقيرة معدمة قادمة من أفريقيا حتى يتم إرسالها إلى أحد المزارع النائية لزراعة الحشيش وأنواع أخري من المخدرات..

أخوة وصداقة حميمية تربط توري مع لوكيتا، لذا يظل يبحث عنها ـ وفي الحين ذاته يواصل عملية إيصال المخدرات إلى الزبائن، من أجل تحويل المال لوالدتهم لتأمين احتياجات مدراس أخوتهم وأدوية أمهم ـ حتى يصل إليها ويعثر عليها، وحينما يقررا الهرب، تأتى رصاصة أحد الشركاء في المزرعة والذى لا يريد أن ينكشف أمره ليتم إغتيال لوكيت..

وفي المشهد الأخير يقول توري كلمته أثناء الجنازة .. الأوراق الرسمية هي التى اغتالت لوكيتا، لأنها ظلت تنظر الحلم والخلاص ليأتى الموت، وسأظل وحيداً في الغربة .. وكأن الفيلم يفتح النهاية على كارثة أخري سيذهب إليها هذا الصبي.

السينما هي الصدمة، والنقد الاجتماعي والسياسي والإقتصادي لمعاناه وألم وغربة وعذابات المغتربين من كافة الجنسيات، والذين لايتم تصويرهم أبرياء أو ملائكة بل متورطين في الجرائم مهما صغرت من أجل البقاء والعيش والحصول على الأوراق الرسمية، ولكن تلك الأوراق تكون طريقهم إلى الموت تحت نظر القانون.

أداء بسيط وثري ذلك الذى يقدمة لنا الثنائي جولي ماباندو بدور (لوكيتا) وبلبلو سيشلز بدور (توري)، مع الأخوين دردان، ومدير التصوير بانوا دريفو الذى كان الشريك الدائم لجمله أعمالهما ونتاجاتهما الإبداعية الرائعة، التى ظلت تتمحور حول الإنسان المغترب والتنازلات الكبري التى يقدمها من أجل البقاء في أوروبا. وهي كذلك سينما الصراخ الرافض لممارسات التى يتعرض لها الكثير من المهاجرين، بل إن الفيلم يذهب بعيداً حينما يوجه النقد العنيف للكنيسة الراعية للفتاة لوكيتا، حينما يتم إجبارها على التبرع رغم احتياجها إلى المال لإرسالة لأسرتها ووالدتها المريضة، وفي مشهد مقزز حيث يتم البحث عن المال في ملابسها وأماكنها الحساسة وهي أمام دهشة لا توصف.

الأخوين دردان ليسا مجرد أسماء بل قامات سينمائية كبري تأخذنا إلى حيث عوالمها وعذابات شخصياتها، وهى تظل تعزف على إيقاع الغربة والهجرة والألم والتعسف الأوروبي لمن هم في أمس الحاجة للدعم والرعاية والأخذ باليد والحماية، تحفة جديدة إضافية تضاف إلى رصيد السينما العالمية والأوروبية والبلجيكية من توقيع الأخوين جان بيار ولوك درادان.. فهل تكون تلك التحفة طريقهما إلى سعفة إضافية .. تكريماً للإنسان والمهاجرين في أعمال هذا الثنائي؟.

 

####

 

كان 2022 | المخرج الإيطالي باولو سورنتينو يرفض تكرار التعاون مع «نتفليكس»

«الوكالات» كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

أنهى المخرج الإيطالي باولو سورنتينو رحلته مع نتفليكس، إذ أعلن خلال مناظرة أقيمت أمس الثلاثاء في مدينة كان الفرنسية بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لانطلاق مهرجانها السينمائي أنه لم يعد يرغب في التعاون مع منصة البث التدفقي، مشدداً على أهمية حضور الأفلام على الشاشات الكبيرة في دور العرض.

وقال سورنتينو الحائز جائزة أوسكار عام 2014 عن فيلمه «لا غراندي بيليتسا» خلال حلقة نقاشية عن «مستقبل السينما» أقيمت الثلاثاء وشارك فيها إلى جانب مخرجين كبار آخرين كغييرمو ديل تورو وكوستا غافراس وكريستيان مونغيو «أعتقد أن (إخراج فيلم لنتفليكس) ليس شيئاً سأفعله مرة أخرى».

وكان فيلمه «إي ستاتا لا مانو دي ديو» («يد الله») الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر 2021، ويتناول فاجعة شخصية هي وفاة والديه متسممين بأول أكسيد الكربون، عُرض على نتفليكس ولم يُطرح في دور السينما في فرنسا.

وقال سورنتينو الذي أخرج أيضاً مسلسل «ذي يانغ بوب» من بطولة جود لو «لقد جرّبت وسائل عرض عدة، وأخرجت أفلاماً للسينما وللتلفزيون، ولكن ما أفضّله في المحصلة هو إخراج الأفلام بالطريقة التي كنت أفعل بها ذلك في البداية، إذ لا نشعر بكل قوة قصّة ما إلا على شاشة كبيرة».

واعتبر أن «التلفزيون ليس المكان المناسب» لأعمال «كبيرة وجميلة». وتوقّع أن «يتعب الناس من مشاهدة الأفلام في منازلهم» وأن «يعاودوا الذهاب إلى دور العرض».

أما المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو الذي يتعاون مع نتفليكس في عدد من المشاريع، فأكد أنه «متصالح مع التغيّرات الحاصلة في ما يتعلق بطريقة عرض الأفلام»، مشدداً على أن المهم هو «سرد القصص»، وسأل «هل نناقش حجم الشاشة أم حجم الأفكار؟».

ورأى المفوض العام للمهرجان تييري فريمو أن «المعركة التي سيخوضها الجميع تتمثل أيضاً في إتاحة عرض الأفلام التي تنتجها المنصات في دور السينما»، علماً أن أنظمة مهرجان كان لا تتيح للأفلام التي لم تطرح في دور السينما الفرنسية المشاركة في المسابقة.

وأعرب فريمو مراراً عن تمنياته بتغيير هذه القاعدة وخصوصاً أن أهم المخرجين ما عادوا يترددون في التعاون مع المنصات، كمارتن سكورسيزي وجين كامبيون مع نتفليكس وقريباً ريدلي سكوت مع آبل، وأن عادات المشاهدين تشهد تحوّلاً، إلا أن دعواته لا تزال تلقى معارضة أصحاب دور السينما الفرنسيين الأعضاء في مجلس إدارة المهرجان.

 

####

 

«ماستر كلاس» | نصائح المخرج يسري نصرالله للجيل الجديد في مهرجان كان السينمائي 2022

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

شهدت فعاليات الدورة الـ 75 لمهرجان كان السينمائي، “ماستر كلاس” أو محاضرة، للمخرج يسري نصر الله رئيس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، أدارها الكاتب چان ميشيل فوردون، وتحدث خلالها نصر الله عن السينما مع صناع الأفلام الشباب، حيث حرص على إعطاء نصائح لهم من خلال مشواره الفني، المليء بالعديد من المحطات الفنية الثرية بالأفلام السينمائية، مؤكداً أنه لا يفضل إعطاء النصائح بالمعنى المتعارف عليه لأنه لا يوجد  خط واحد يجب الالتزام به، فالإخراج وطريقته تختلف من مخرج لآخر، ولكن تبقى النصيحة الأهم هو أن يقدم المخرج العمل الفني سواء سينمائياً أو تلفزيونياً برؤيته ووجهة نظره وليس على حسب ما يطلبه الجمهور أو المنتجين لأنه هنا سيضطر لتغيير أفكاره والسير عكس ما يحب.

وتابع يسري قائلاً: “إن تصوير الأعمال الفنية أيضاً اختلف كثيراً حيث يتطلب كثير من الأمور ليتم بالشكل المتعارف عليه، وأهمها هو استخراج التصاريح، بالإضافة لارتفاع قيمة أماكن التصوير في مصر، مما جعل عدد من المنتجين والمخرجين يلجئون للتصوير بالخارج حتى لا ترتفع ميزانية العمل عما هو محدد لها، إضافة إلى ضرورة التحرر من بعض القيود لأن العمل الفني يعني الإبداع”.

وأضاف أنه تعلم كثيراً من المخرج يوسف شاهين، فهو مخرج مميز ذو نظرة ثاقبة يعلم جيداً ما يحدث وقادر على تكوين صورة فنية خلابة لا مثيل لها، تجعل المشاهد يعرف أنه هذا العمل من إخراجه منذ المشهد الأول، كما أن لديه كم كبير من المعلومات التي لا يبخل بها على أحد، ودائماً ما يعلّم من حوله، ويريد من الجميع أن يتطوروا، والدليل على ذلك تخرج عدد كبير من المخرجين من مدرسته.

أما بالنسبة لأخر أعماله السينمائية فكشف يسري: هو فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” الذي يعتبره من أقرب الأعمال إلى قلبه لأنه قدّم فيه العديد من المعاني التي يحبها وهي الطعام والحب والحياة، معرباً عن سعادته بردود الفعل التي تلقاها على مسلسله الأخير “منورة بأهلها” حيث رأى أنها تجربة ممتعة جعلته لا يشعر بإرهاق التصوير، وذلك لأن المؤلف محمد أمين راضي استطاع كتابة سيناريو محكم من جميع الأطراف.

 

####

 

حمّى إلفيس بريسلي تشعل مهرجان كان السينمائي الـ 75

الوكالات : كان ـ «سينماتوغراف»

أهتز مهرجان كان في دورته الـ 75 اليوم الأربعاء على وقع العرض العالمي الأول لفيلم “إلفيس”، في المهرجان السينمائي العريق في المدينة الساحلية الفرنسية، والذي يستحضر هذا العام أسماء كبيرة في تاريخ الموسيقى.

الفيلم الجديد المرتقب هو الأحدث للأسترالي باز لورمان، صاحب أعمال ناجحة، من بينها “روميو وجولييت” و “مولان روج”.

ويؤدي النجم الصاعد أوستن بتلر، البالغ 30 عاماً، شخصية إلفيس بريسلي، مع تكهنات من المتابعين بأن مهرجان كان سيرفعه إلى مصاف كبار النجوم.

ويشارك في الفيلم أيضاً النجم توم هانكس، بدور مدير أعمال بريسلي، السيئ السمعة، الكولونيل توم باركر.

ولقي العمل ترحيبا حارا من عائلة بريسلي، الذي توفي عام 1977 عن عمر يناهز 42 عاما، بعد انزلاقه في عالم الإدمان على المخدرات.

وأفادت حفيدته رايلي كيو، التي صودف تواجدها في مهرجان كان لتقديم أول فيلم من إخراجها بعنوان “وور بوني” الأسبوع الماضي، أنها شاهدت الفيلم مع والدتها ليزا ماري بريسلي، وجدّتها بريسيلا بريسلي.

وقالت للصحافيين إن الفيلم زاخر بـ”الكثير من الصدمات العائلية والصدامات بين الأجيال. لقد كانت تجربة قوية للغاية”.

وأصبح لورمان من بين الأسماء المفضلة في مهرجان كان السينمائي، بعد أن أذهل النقاد بظهوره الأول من خلال فيلم “ستريكتلي بالروم” عام 1992، كما افتتح المهرجان مرتين مع “مولان روج” و”غاتسبي”.

واحتفالاً بنسخته الخامسة والسبعين، قدّم المهرجان وجبة دسمة لعشاق الموسيقى هذا العام.

فقد حصد فيلم وثائقي جديد عن ديفيد بووي، بعنوان “مون ايج دايدريم” أصداء إيجابية، وهو جزء من موجة حديثة من الأفلام المبتكرة حول أساطير الموسيقى.

وقال مخرج الفيلم بريت مورغن لوكالة فرانس برس إن العمل “ليس سيرة ذاتية” بل “من المفترض أن يكون راقيا ومتنوعا”.

كما حضر إيثان كوين، أحد الأخوين المحبوبين في مجال صناعة الأفلام، في مهرجان كان لتقديم فيلم وثائقي عن رائد موسيقى الروك أند رول جيري لي لويس.

تجنب كلا الفيلمين الاعتماد على الخبراء لصالح تجربة أكثر انغماسا في سيرة الفنانين المعنيين.

وقال كوين لوكالة فرانس برس في المهرجان “لا يهمني ما يقوله الخبراء”، مضيفا “جيري لي فنان، لذا أريد أن أرى أداءه، وليس ما يعتقده بعض الخبراء حوله.”

ونظرا لكونه المهرجان السينمائي الرائد في العالم، يسعى مهرجان كان إلى تقديم مجموعة أعمال توازن بين الدراما القوية، والتجريب الفني، والأعمال التجارية الضاربة.

وكان سحر الإنتاجات الهوليوودية حاضرا بقوة خلال الحدث هذا العام، إذ سبق عرض فيلم “إلفيس” إطلاق فيلم “توب غن: مافريك” الأسبوع الماضي بحضور نجم العمل توم كروز، على وقع استعراض لسلاح الجو الفرنسي.

 

####

 

«حَرقة».. فيلم عن بؤس الحياة التونسية في تظاهرة «نظرة ما»

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

تتقاطع أحداث الفيلم التونسي “حَرقة”، للمخرج المصري الأميركي لطفي ناثان (1987)، المولود في بريطانيا لأبوين مصريين، المعروض في تظاهرة “نظرة ما”، مع شخصية الشاب التونسي الراحل، مُفجّر ثورة الياسمين، محمد البوعزيزي، الذي أشعل النار في جسده، في قرية سيدي بوزيد، عام 2010. “حرقة”، أول روائي للمخرج الوثائقي ناثان، ليس تجسيداً للبوعزيزي تحديداً، لكنّه يُذكِّر به، وبآخرين أقدموا على المصير نفسه، بعد يأسهم من أي تغيير في أوضاع سياسية ـ اجتماعية ـ معيشية، في المجتمع التونسي.

حَرقة”، كلمة تونسية تعني الحريق أو الاحتراق. كما تصف، بشكلٍ عام، الشباب الذين يُبحرون سرّاً، بقوارب غير آمنة غالباً، إلى أوروبا، إذْ يحرقون البحر وراءهم. في الفيلم، يعمل الشاب العشريني علي (آدم بيسا) كثيراً، ليُدخر مالاً كثيراً، إذْ يرغب في مغادرة البلد، بعدما أعيته الحياة، وحطّمته صعوبات العيش. بهذا، يُجسّد التأرجح بين صعوبة البقاء وبؤس الرحيل، ويصوّر خير تصوير مأزق شباب تونسيين وعرب كثيرين.

يعمل علي السوداوي، المتهكّم والساخط واليائس والمُنهك من كلّ شيءٍ وأحدٍ حوله، بجدّ في شوارع مدينته، كلّ يوم. يبيع البنزين الممنوع في السوق السوداء، ما يُعرّضه دائماّ لتحرّشات رجال الشرطة، فيضطرّ إلى دفع رشاوي يومية لهم، للسماح له بالبقاء في المكان، وبيع ما معه من حصّة يومية. استنزافٌ متكرّر، يأكل أحياناً ما يكسبه طوال اليوم، ويُراكم فيه حقداً وسخطاً وغضباً إزاء ما يتعرّض له.

تتعقّد حياة علي مع وفاة والده. تُسحق جهوده كلّها، عبر مزيج من الالتزامات العائلية والمأساة الشخصية، والعالم حوله لا يهتمّ أبداً بحقوقه الفردية. لعلي شقيقتان، الصغرى أليسا (سليمة معتوق) وسارا (إقبال حربي)، إلى شقيق أكبر منه، إسكندر (خالد إبراهيم). يضطرّ الأخير إلى مغادرة المدينة للعثور على عمل في أحد المنتجعات، تاركاً لعلي رعاية الشقيقتين، تعويضاً لهما عن الأعوام التي ترك فيها المنزل، من دون أنْ يتحمّل أي مسؤولية. رعاية الشقيقتين، رغم صعوبته، ليس كارثياً.

تحلّ الكارثة الفعلية مع اكتشاف علي أنّ منزلهم مرهون للمصرف، بسبب الديون التي تركها الأب تتراكم، ما يُنذر بمصادرته عند انتهاء المهلة الممنوحة.

يؤدّي آدم بيسا شخصية علي بشكل قوي، وبصدقيّة وحِرَفية كبيرتين. الصراعات الخارجية الصاخبة، وتلك الداخلية المكبوتة، خاصة عندما ينقلب العالم ضده، هذا يُلمس فعلياً، ويُتفَاعل معه بشدّة، وإنْ أدرك المُشاهد العربي مُسبقاً ما سيقدم عليه علي، وكيف ستكون نهايته.

 

موقع "سينماتوغراف" في

25.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004