ملفات خاصة

 
 
 

بارك تشان ووك يضلل جمهور "كان" وكروننبرغ يصدمه

الشرطي يعشق امرأة قتلت زوجها والأم تخنق طفلها آكل البلاستيك

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شهد مهرجان كان السينمائي (17 - 28 مايو - أيار) بعد ظهر أمس، عرض فيلمين في المسابقة لسينمائيين من العيار الثقيل، هما مشاكسان ومختلفان عن السائد: الكوري الجنوبي بارك تشان ووك والكندي ديفيد كروننبرغ الأشهر من أن يُعرّف. كل الأنظار كانت متوجهة إلى فيلمهما المنتظرين جداً، واللذين اكتشفنا تفاصيلهما في يوم واحد. لكل من ووك وكروننبرغ عالمه الخاص، هواجسه، تيماته المتكررة وأسلوبه في الحديث عن البشر. إلا أن ثمة ما يجمعهما: العنف والحاجة الدائمة إلى النهل من ينبوعه للحديث عن الطبيعة البشرية والدخول في أعماقها.

في "قرار المغادرة" لبارك تشان ووك الذي سبق أن فاز بجائزتين في "كان"، نتابع قصّة في منتهى الغرابة تحظى بسرد "مضلل" لدرجة أننا نتوه في تفاصيلها الكثيرة والمتكررة والشديدة التعقيد. من الصعب جداً زج الفيلم في تصنيف سينمائي جاهز، لا بل يتعذر إيجاد ما يشببه حتى إذا نبشنا في فيلموغرافيا المخرج نفسه. لا هو ثريللر نفسي كالذي اعتدناه ولا هو فيلم بوليسي من النوع الكلاسيكي. يدور الفيلم حول شرطي متمرس ومخضرم (بارك هاي إيل) يحقق في جريمة قتل رجل وقع من أعلى صخرة. هل هي حادثة أو انتحار أو قتل متعمد؟ بالرغم من تاريخه الطويل في كشف الملابسات ولو أحياناً على حساب صحته وراحته النفسية وسلامه الداخلي، فيجد نفسه أمام حالة جديدة ومعطيات غير مسبوقة. وتتعمق المشكلة عندما يقع في حب زوجة القتيل (تانغ وي) التي يشتبه بوقوفها خلف مقتل زوجها، لكونها لم تعبّر عن أي حزن عندما تلقت الخبر. لقطة بعد لقطة، نتعرف على هذه الزوجة التي تملك ماضياً هو مصدر للشكوك، علماً أنها صينية تعيش في كوريا ولا تتكلّم لغة البلد، وعليها أن تلجأ إلى برنامج ترجمة فورية على هاتفها، أي الجهاز الذي يحمل في داخله براهين إدانتها. 

اللغز الغامص

هذا كله سيتسبب للشرطي بحالة من الإرباك والإصرار على فك اللغز. لا يفهم ماذا يحل به وكيف يضع حداً لهذا الانجذاب الذي يقف عائقاً بينه وبين ضميره. هذه ليست المرة الأولى يغرم فيها شرطي بمشتبه بها في جريمة قتل لدرجة  أن يحاول طمس معالم الجريمة. هناك أفلام تتناول هذا الموضوع، خصوصاً في السينما السوداء الأميركية. لكن ما يفعل هنا ووك بالحكاية، مختلف على مستويات عدة. نراه يفكك كل شيء من الداخل والخارج في معالجة سينمائية بصرية وسردية فريدة تضع الاضطراب النفسي والقلق الوجودي والغموض في مقدمة الأحداث. أهمية الفيلم في إخراجه، لا في الفكرة، وفي قدرته على الإمساك بالمشاهد لا في الحبكة التي سرعان ما تغرق في التطويل والإعادة. في المقابل ثمة جماليات ورؤية أخرى للسينما تحمل خصوصية كورية. نحن الذين من خارج هذه الثقافة وهذه العادات وهذه الكودات الإجتماعية والأخلاقية، هناك ما يجعلنا ننجذب إلى الخصوصية الثقافية الكورية ونبتعد عنها في آن واحد.

كان العرض العالمي الأول لفيلم ووك في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر واستمر ساعتين ونصف ساعة، بعده بساعتين دخلنا إلى الصالة مجدداً لاكتشاف "جرائم المستقبل" لكروننبرغ. يحتاج المرء إلى قلب فولاذي ليتحمل كل ما يضعه مخرج "وعود شرقية" على الشاشة من دون أن يشيح بنظره بعيداً عنها. فهو كان حذّر قبل أيام أن كثراً سيغادرون الصالة بعد ربع ساعة فقط من بداية الفيلم. لم ألمح شخصاً غادر الصالة، لكن المَشاهد الأولى تحمل فعلاً جرعتها المعتادة من القسوة التي قد لا يتحمّلها البعض، ونرى فيها أماً تخنق ابنها بالوسادة للتخلص من هذا الذي تعتبره وحشاً بشرياً، بسبب أنه يلتهم كل شيء حتى البلاستيك. نعم، لقد قرأتم جيداً، فالولد يلتهم البلاستيك، وهذا ليس غريباً على جو كروننبرغ الذي يعود إلى سينما صنعت شهرته، مع أفلام مثل "فيديودروم" و"الذبابة" و"اكزيستنس" و"عنكبوت". بعد سلسلة أفلام كان ابتعد فيها عن غرائبياته الآثرة، يعود إلى نفسه، وهو على مشارف الثمانين من العمر، ليعانق من جديد سينما علم الخيال المقلقة التي لا تعرف أي حدود لأي شيء، وتأخذ من جسم الإنسان مادة للإختبار والتجارب الأكثر عنفاً وسقماً، مع هذا الميل الدائم إلى التحولات والأجساد المثقوبة والإنحرافات النفسية الحادة. هل هناك أكثر من قصة رجل يتحول إلى ذبابة؟ لقد سبق لكروننبرغ أن صوّرها. 

تحولات بيولوجية

المخرج الذي سبق أن صدم المهرجان برائعته "كراش" قبل نحو ثلاثة عقود، يمضي في ما يمكن تعريفه بحكاية وجودية فلسفية بيولوجية عن مصير الإنسان في المستقبل القريب، عبر الدخول إلى أحشائه والخروج منها. طبعاً، رؤية كروننبرغ لا تخلو من سياسة لكن ليس بشكل مباشر. شخصيتان يلعبان دوريهما فيغو مورتنسن وليا سايدو، هما محور الفيلم. إنهما فنانان يستئصلان الأعضاء البشرية ليحولا العملية إلى استعراض فني. هذا أقرب تعريف لما نراه على الشاشة، إذ ليس كل ما نشاهده يصلح للشرح. شيئاً فشيئاً، نفهم مشهد البداية القاسي: فالأحداث تجري في المستقبل، حيث البشر يعانون من تحولات بيولوجية. الألم والاصابة بعدوى باتا من الماضي. في المقابل، ظهرت عند ملايين الناس أعضاء جديدة. هذا الشيء يفتح المجال لممارسات جديدة بعضها يتسم بالراديكالية. "الجراحة نوع جديد من الجنس"، تقول كريستن ستيورات (التي تعمل في مجال الأعضاء) لفيغو مورتنسن في واحد من أظرف مشاهد الفيلم، فيسألها الأخير: "هل نحتاج إلى نوع جديد من الجنس؟"، فترد عليه: "أجل، لقد آن الآوان". 

سرد فيلم لكروننبرغ مع وضع الكلمات على صور، يختلف جذرياً عن مشاهدته. فالمخرج الكبير، رغم دخوله العقد التاسع من العمر، لا يزال طليعياً في أفكاره عن الإنسان، ومبتكراً في نظرته للمستقبل. قد تحرك سينماه فينا مشاعر متضاربة أو نبقى لامبالين تجاهها، لكن من الصعب التجاهل أننا أمام رجل يعرف دروسه السينمائية وقد حفظها عن ظهر قلب. إتقانه لكل مراحل صناعة العمل لم يعد موضوع شك منذ زمن بعيد. من التأطير إلى التقطيع فالحفاظ على مستوى الإيقاع وإشاعة جو القلق… كل شيء مشغول بحرفة وصنعة معلّم. لا يوجد خلل واحد أو زلة أو شيء ليس في محله الصحيح. يبقى أن ننتظر لنرى إذا كانت لجنة التحكيم سترى في كروننبرغ أهلاً لـ"السعفة"، هو الذي لم ينلها يوماً رغم مشاركاته المتعددة في المهرجان.   

 

الـ The Independent  في

24.05.2022

 
 
 
 
 

شارون ستون نجمة متألقة على السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي

كتب علي الكشوطي

رصدت عدسات المصورين النجمة شارون ستون، وهي متألقة على السجادة الحمراء لفيلم Forever Young بمهرجان كان السينمائي في دورته الـ75، وكان مهرجان كان السينمائي قد شهد عرض فيلم المخرج الإيراني علي عباسي Holy Spider أو "العنكبوت المقدس" في مهرجان كان السينمائي، وهو فيلم الذي يستند إلى قصة حقيقية لسفاح في مدينة مشهد الإيرانية.

 ويدور الفيلم في ضواحي المدينة الإيرانية، حيث يقوم القاتل يدعى سعيد هاني، يؤدي دوره مهدي باجستاني، بمطاردة بائعات الهوى لقتلهن كنوع من التطهير وتلاحقه الصحفية الاستقصائية رحيمي، التي تلعب دورها زار أمير إبراهيمي، وعندما أُلقي القبض على القاتل، في عام 2001، وجد دعما لحجته بأنه كان يقضي على ما وصفه بالفساد الأخلاقي، على الرغم من إدانته وإعدامه في العام التالي، والفيلم واحد من 21 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية الأولى في المهرجان، وفاز عباسي بجائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان عام 2018 عن فيلمه "حدود".

مع عرض الفيلم ومع وصول صناع الفيلم قام أعضاء الحركة النسوية "Les Colleuses" بالدخول إلى السجادة الحمراء وهم يحملن لافتة عملاقة مكتوب عليها أسماء 129 امرأة قتلن نتيجة العنف الأسري وقاموا بإشعال ألعاب نارية "شماريخ" تصدر دخانا أسود وذلك للتنديد بالعنف ضد المرأة.

 

####

 

شاهد صناع فيلم The Natural History of Destruction فى مهرجان "كان"

كتب علي الكشوطي

شهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75، حضور صناع الفيلم الوثائقي The Natural History of Destruction، حيث خضع كل من المنتج جونار ديديو و المخرج سيرجي لوزنيتسا و ريجينا بوتشهري لجلسة تصوير للترويج للفيلم.

الفيلم يستند إلى كتاب للكاتب الألماني دبليو جي سيبالد، ويتناول معالجة ظاهرة الدمار الشامل للسكان المدنيين الألمان في الأدب الأوروبي بعد الحرب.

وكان مهرجان كان السينمائي قد شهد عرض فيلم المخرج الإيراني علي عباسي Holy Spider أو "العنكبوت المقدس" في مهرجان كان السينمائي، وهو فيلم الذي يستند إلى قصة حقيقية لسفاح في مدينة مشهد الإيرانية.

 ويدورالفيلم في ضواحي المدينة الإيرانية، حيث يقوم القاتل يدعى سعيد هاني، يؤدي دوره مهدي باجستاني، بمطاردة بائعات الهوى لقتلهن كنوع من التطهير وتلاحقه الصحفية الاستقصائية رحيمي، التي تلعب دورها زار أمير إبراهيمي، وعندما أُلقي القبض على القاتل، في عام 2001، وجد دعما لحجته بأنه كان يقضي على ما وصفه بالفساد الأخلاقي، على الرغم من إدانته وإعدامه في العام التالي، والفيلم واحد من 21 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية الأولى في المهرجان، وفاز عباسي بجائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان عام 2018 عن فيلمه "حدود".

 

####

 

12 صورة للمخرج الكبير يسري نصر الله في مهرجان كان الـ 75

كتب علي الكشوطي

رصدت عدسات المصورين المخرج الكبير يسري نصر الله، وذلك في جلسة تصوير خاصة بأعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والتي يترأسها يسري نصر الله ضمن فعاليات الدورة الـ 75 لمهرجان كان.وظهر المخرج الكبير يسري نصر الله بصحبة أعضاء اللجنة وهم الناقد جان كلود راسبينجياس والمخرجة لورا واندل والمخرجة الكندية منية شكري والممثل فيليكس مواتي

وكانت أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائى الدولى، تولى المخرج الكبير يسرى نصر الله رئيسا للجنة تحكيم الأفلام القصيرة بالدورة 75 من المهرجان، والتي انطلقت في 17 مايو وتستمر حتى يوم 28 من الشهر نفسه.

وقال يسرى نصر الله لــ"اليوم السابع" إنه سعيد باختياره رئيسا للجنة تحكيم الأفلام القصيرة فى مهرجان كان، مؤكدًا أن السينما المصرية موجودة فى المهرجانات والمحافل الدولية فى السنوات الأخيرة، وعدد من الأفلام المصرية نال جوائز عدة فى تلك المهرجانات.

وعبّر يسرى نصر الله عن احتياج السينما المصرية لقوانين تدفعها للأمام لنحافظ على استمرار وجودها فى المهرجانات الدولية وحصدها لكبرى الجوائز العالمية.

وكان مهرجان كان السينمائى اختار عرض فيلم كوميدى بعنوان  Final Cut، يتناول كوميديا الزومي، حيث يدور الفيلم عن طاقم تصوير سينمائى يصورون فيلما عن الزومبى بميزانية منخفضة ولكن تهاجمهم كائنات زومبى حقيقية، وهو الفيلم الذى يعرض خارج المنافسة بالمهرجان، وهو من بطولة بيرينيس بيجو ورومان دوريس وماتيلدا لوتز وإخراج ميشيل هازنافيسيوس.

 

####

 

كريستين ستيوارت في مهرجان كان احتفالا بمرور 75 عام على عرض The Innocent

كتب علي الكشوطي

رصدت عدسات المصورين النجمة كريستين ستيوارت، وهي على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75، وذلك لحضور عرض فيلم The Innocent ، احتفالا بمرور 75 عاما على عرضه في السينما.

وفي سياق متصل تشارك كريستين في مهرجان كان بفيلمها، Crimes of the Future، وهو فيلم من إخراج ديفد كروننبرج وبطولة فيجو مورتينسين، ليا سيدو، كريستين ستيوارت وسكوت سبيدمان.

وكانت كريستين ستيورات قدمت فيلم Spencer ، والذي تدور أحداثه خلال عطلة عيد الميلاد مع العائلة المالكة في مقاطعة ساندرينجهام في نورفولك بإنجلترا، حيث قررت ديانا سبنسر، التي تعاني من مشاكل في صحتها العقلية، إنهاء زواجها الذي استمر لمدة عام من الأمير تشارلز، وبالتالي يبرز العمل الصراعات التي واجهتها في طريقها لتحقيق ما تريد.

فيلم Spencer من بطولة كريستين ستيوارت، تيموثي سبال، جاك نيلن، فريدي سبري، جاك فارثينج، شون هاريس، ستيلا جونيت، ريتشارد ساميل، إليزابيث بيرينجتون، لور ستيفانيك، ايمي مانسون.

وقام المخرج بابلو لارين بإخراج فيلم السيرة الذاتية الجديدSpencer، ومن تأليف المؤلف ستيفن نايت.

كما أكدت الممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت أنها لا تبالى بـ ترشيحها إلى جوائز الأوسكار لأول مرة، وذلك وفقا للتقرير الذى نشر على موقع "variety"، حيث صرحت ستيوارت قائلة: "أنا لا أبالي بالترشيح لـ جائزة الأوسكار"، وذلك بعد أن توقع الكثير من النقاد حول العالم بـ ترشيحها عن دورها في الفيلم الجديد Spencer.

 

اليوم السابع المصرية في

24.05.2022

 
 
 
 
 

رسائل كان السينمائي... المساحة والهوية

سليم البيك

التفرّد يكمن هنا، تكسير المساحة المحدودة وإعادة تعريف الانتماء الوطني للشخصيات لا بصراخ ولا هتاف، بل بتثبيته في محليته ومدّه إلى إنسانيته، بهدوء كما يجب أن تكون.

وصلتُ أمس إلى مدينة كان ومهرجانها السينمائي، لسبب واحد هو مشاهدة فيلم «حمى البحر المتوسط» لمها حاج، والإخبار عنه، في "رمّان". تساءلتُ في الأيام الأخيرة عن السبب في ذلك. أمكن لي أن أشاهده في مكاني، أينما كنت، والكتابة أو التحرير عن الفيلم وحوله. لكني لم أجد سوى إجابة واحدة ولم أبحث من بعدها عن غيرها، كافية لتحريكي وإشغالي ثلاثة أيام لأجل فيلم واحد لي فيه توقّعات.

تساءلتُ وكانت الإجابة دائماً أنّها التجربة الخاصة والمتفرّدة لمها حاج، ما اتّضح من فيلمها الطويل الأول «أمور شخصية»، وكذلك فيلمها القصير، السابق له، «برتقال». فيلمان، أو فيلم طويل أوّل سبق فيلمها المشارك في مهرجان كان السينمائي هذه الأيام، يكفي للقول إنّ تجربة فلسطينية متفرّدة تتمثّل فيه، وتوحي باستمرارية خاصة. غداً، الأربعاء، يُعرض «حمى البحر المتوسط» مرجّحاً تلك الاستمرارية.

لا كلام الآن عن الفيلم الجديد قبل مشاهدته، إمّا أن يثبّت من تفرّد مها حاج ضمن السينما الفلسطينية، وإمّا أن يكون انعطافاً أو تغييراً في الشكل والمضمون والمستوى، وإن كان ما عُرف عن الفيلم حتى اللحظة يشي بصفّه إلى جانب سابقه في مراكمة تجربة سينمائية ناضجة تُخرج فلسطين بصفتها صورة متحرّكة، من تسيّد مَشاهد متشنّجة وحوارات متوتّرة متناقَلة من فيلم لآخر.

لا تبني مها حاج أفلامها على عناصر متداوَلة هنا وهناك في هذه السينما، ولا تَحدّ من حكايتها في السياق المُعطى مسبقاً لما هو فلسطيني. الهوية الوطنية في «أمور شخصية» هي من ناحية، محلية، وهي من ناحية أخرى، إنسانية، وهنا أبرز مفاصل هذا التفرّد. والحالة الوطنية لشخصياتها تتكشّف في علاقة المحلي (الناصرة ورام الله) بالإنساني (السويد)، وذلك بتكسير الحدود المكانية ومدّ المساحة بما يتلاءم مع علاقة المحلي بالإنساني. فكان لشخصيات الفيلم انتماءٌ محلّي وأهلي حملَه الفيلم إلى شؤون هي إنسانية بالأساس، ولا حدود لها فكانت بعيداً إلى السويد، وبعيداً في السويد.

لا مساحة محدودة في الفيلم، ولا هوية ضيقة. كلاهما، المساحة والهوية، أعطيا مفهوماً سينمائياً خاصاً لدى الفلسطينيين.

التفرّد يكمن هنا، في إعادة تشكيل المساحة الوطنية وإعادة تعريف الانتماء الوطني للشخصيات لا بصراخ ولا بهتاف، بل بتثبيته في محليته ومدّه إلى إنسانيته، بهدوء كما يجب أن تكون.

هذه الإضافة إلى السينما الفلسطينية، بحساسيتها وذكائها تجاه معنى أن تكون المساحة من ناحية والهوية من ناحية ثانية، فلسطينية، استحقّت انشغالاً، لفيلم غدٍ، لثلاثة أيام.

 

####

 

رسائل كان السينمائي... الفرد والمؤسسة

سليم البيك

اسم فلسطين نجده في مهرجانات السينما كما يجب أن يكون، تمثيل فلسطين كما يقدّمه الأفراد، والفِرق السينمائية بصفتها أفراداً، والمؤسسات الفلسطينية بمواقع الأفراد التي لها، مقابلَ المؤسسة الرسمية، هي الأقرب لتلك التي قدّمتها أسماء للعالم، أبرزها درويش وسعيد وسليمان.

إلى أي درجة، فعلاً، يمكن القول اليوم إنّ السينما الفلسطينية شغل أفراد؟ كما قيل مراراً على طول السنوات الأربعين من عمر السينما الفلسطينية ما بعد الثورة.

لعلّها بدأت كذلك، وهذا من طبيعة تلك البداية بعد انهيار المشروع الوطني الجمعي بانهيار الثورة أوائل الثمانينيات، وانهيار مؤسسات هذا المشروع، فحلّت الصناعة الفردية محلّ الجماعية، أو لنقل الريادة الجماعية، فالسينما في طبيعتها، أساساً، هي صناعة جماعية.

في الحديث عن السينما الفلسطينية، لا يصلح دائماً تكرار أسئلة وتناقلها كأنّها نصوص ثابتة غير قادرة على التغيّر مع السنوات، منها السؤال المُمل "هل هنالك سينما فلسطينية؟" ثم الإجابة الأشد مللاً "هنالك أفلام فلسطينية، لا سينما." ومن بين هذه الأسئلة "هل هذه السينما شغل أفراد أم جماعات؟"

لم يصل هذا السؤال، بعد، حد الملل، فمازال مشروعاً وإن طال لكل تلك السنوات. سيبقى مشروعاً مادام الظرف المحيط به، حاضراً. وهو غياب المؤسسات التي، بهذا الغياب، تعطي شرعية لسؤال سهلَت الإجابة عنه.

الإجابة، بكل الأحوال، لا تكون بنعم أو لا. فلا هي المؤسسات غائبة ولا هو دورها حاضراً بما يحسم الإجابة. وهذا كلّة يعود، أصلاً، إلى غياب الدولة ومؤسساتها.

صيغة غياب الدولة كبنية تحتية وفوقية، وحضورها،كبنية اجتماعية محافظة، ضيّقَ على الصناعة السينمائية الفلسطينية في شقّيها الفردي (سينمائيون من داخل فلسطين ومن خارجها) والجماعي (المؤسسات المعنية بالسينما)، فزاد منسوب الفردية في هذه الصناعة، واتّخذت المؤسسات لنفسها موقع الفردي، بمعنى أنّ عملها السينمائي عصاميّ وخاص ومبادِر في الصيغة الأقرب لأي عمل فردي، فلا بنية مؤسساتية متينة دون دولة (أو ثورة). للمؤسسات هنا صعوبة الأفراد في المضي والإنجاز.

من زاوية مقابلة، قد يكون هذا الغياب، للمؤسسة بشكلها الرسمي، ما منح المؤسسات القليلة الحاضرة، مساحتَها المستقلة وموثوقيتها ونشاطها الخاص والمؤسِّس في السينما الفلسطينية ("فيلم لاب فلسطين" مثلاً)، وقد يكون هذا الغياب لصالح صناعة سينمائية، وأفلام، تؤسس لحضور فلسطيني في العالم، غير ذلك المنهار على أصعدته السياسية والدبلوماسية، وهذا يكون بالفنون عموماً وبالسينما خصوصاً (مهرجان كان حالة واضحة هنا).

اسم فلسطين نجده في مهرجانات السينما كما يجب، عموماً، أن يكون. تمثيل فلسطين كما يقدّمه الأفراد، والفِرق السينمائية بصفتها أفراداً، والمؤسسات الفلسطينية بمواقع الأفراد التي لها، مقابلَ المؤسسة الرسمية، هي الأقرب لصورة فلسطين التي قدّمتها أسماء للعالم، أبرزها درويش وسعيد وسليمان.

من بين العمل الفردي والمؤسساتي المستقل، فيلم مها حاج، «حمى البحر المتوسط»، المعروض الأربعاء في "كان"، قد يكون واحداً من هذه المبادرات التي ستقدّم (أو ستبدأ بتقديم) فلسطين، والتي تمثّل اسم فلسطين في المهرجان، بما يتلاءم مع كثير المبادرات والإنجازات الرّافعة من هذا الاسم، وطنياً وإنسانياً وجمالياً، في فنون العالم وثقافاته.

 

رمان الفلسطينية في

24.05.2022

 
 
 
 
 

«عنكبوت مقدس» للإيراني علي عباسي:

استباحة دماء النساء «لتطهير» المجتمع

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: في فيلمه «عنكبوت مقدس» المتنافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان (17 إلى 28 مايو/أيار الجاري) يقدم المخرج الإيراني المولد علي عباسي فيلما موجعا مفجعا، عن مجتمع يستبيح دماء النساء ويرى فيها سبيلا لتطهير المجتمع «المؤمن» الذي يرى في النساء عارا يجب محوه.

يقدم عباسي فيلما متماسكا قويا بحبكة تخطف الأنفاس بقدر ما تثير فينا الغضب والألم. أحداث الفيلم مبنية على وقائع حقيقية عن سلسلة من جرائم قتل النساء في مدينة مشهد الإيرانية عام 2001، ارتكبها قاتل نصّب نفسه راعيا لقيم الدين والمجتمع. لا يقدم الفيلم مشاهدة سهلة، ولا يتوانى عن تصوير العنف الذي تشهده الضحايا. يريد لنا المخرج أن نكون شهودا على مدى التحقير والتعذيب والألم الذي تشهده النساء في مجتمع ذكوري يحقرهن ويستبيح دماءهن.

هن نساء بيع الهوى، نرى إحداهن تستعد للخروج ليلا من بيتها الفقير، بعد الاطمئنان على ابنتها الصغيرة. نراها تحاول إخفاء الكدمات التي تغطي جسدها وتحاول التزين بأدوات زينة رخيصة، قبل أن تحكم عباءتها لتخرج علها تجد ما تقات به بعد لقاء أحد الرجال. يتصيد القاتل سعيد هنائي (الذي يلعب دوره بإتقان واقتدار كبيرين الممثل الإيراني مهدي باجستاني). يرى هنائي في عاملات الهوى عارا على المجتمع، ويرى أنه يرضي الله ويعلي قيم الدين بقتلهن.

حين نرى هنائي في بيته، يبدو لنا رجلا ورعا تقيا، يتبتل في صلاته، ويحنو على زوجته وابنته الصغيرة وابنه. لا يبدو لنا أنه يقتل النساء بدم بارد. كان هنائي جنديا مقاتلا في الحرب الإيرانية العراقية، ونسمعه يقول لأحد أصدقائه إنه يشعر بغصة وألم أنه لم ينل شرف الشهادة كما نالها الكثير من زملائه الجنود. يشن هنائي جهاده بقتل عاملات الجنس، اللاتي عذب وقتل 16 منهن على مدار عام.

يصور الفيلم، الذي شارك عباسي في كتابته مع أفشين قمران بهرامي، ذلك الخلل الكبير في فكر وقيم المجتمع الذكوري، الذي يجعل كراهية النساء وتحقيرهن وقتلهن سبيلا لإعلاء قيم المجتمع والحفاظ على «شرفه». النساء المغدورات لسن مجرد أرقام لعدد ضحايا يرتفع كلما يرتكب الجاني جرائمه. هن نساء لهن حياتهن التي تسلب منهن على يد قاتل بدم بارد. في الفيلم نرى لمحات من حياتهن ونتعاطف مع عذاباتهن، قبل أن يفتك بهن القاتل. نرى سمية، إحدى القتيلات، تقبل ابنتها الصغيرة وتضع بعض المساحيق على وجهها المجهد قبل أن تخرج لتواجه عنف مجتمع لا يرحم، في شوارع مظلمة مخيفة تتعقبها فيها أعين الرجال. تنتظر على قارعة الطريق، ليقف سعيد بدراجته النارية، ويعرض عليها المال، وفور وصولها لمنزله تستشعر الخطر، لكنه يجهز عليها قبل إن تستطيع الإفلات.

يرتكب سعيد جرائمه في منزله، في الوقت الذي تزور فيه زوجته بصحبة طفليه منزل والدها. يتصل بصحافي معلنا جريمته الجديدة ومتفاخرا بها كعمل بطولي لتخليص المجتمع من الأدران، ومعلنا الموقع الذي تخلص فيه من الجثة.

نرى في الفيلم تقاعسا من السلطات في التحقيق في القضايا، نرى تكاسلا وتعاميا من الأجهزة الأمنية يخفي تعاطفا مع القاتل، فهو كما يراه رجال الدين والأمن، يخلص المدينة من أدرانها. ويستمر هذا الحال حتى قدوم صحافية من طهران، تدعى السيدة رحيمي (زار أمير إبراهيمي) ونشهد لديها إصرارا على معرفة القاتل وكشف تواطؤ السلطات معه. يتحول الفيلم إلى مطاردة تحبس الأنفاس بين سعيد ورحمة.

ينقل لنا الفيلم وجهة نظر المجتمع للجرائم، عبر تعليقات المارة والعابرين على عناوين الصحف التي تحمل أنباء جرائم القتل، وعبر تعليقات الناس في الأسواق. نرى في تعليقات الناس الكثير من التمجيد للقاتل ووصف الكثير من الرجال له بأنه بطل يخلص المجتمع من الرذيلة. ووسط مجتمع ذكوري نجد من النساء أيضا تعاطفا مع القاتل، حيث ترى النساء في الضحايا نساء منحلات يفسدن المجتمع.

رغم أن الفيلم يقدم جرائم القتل وتعقب القاتل، وسط إطار أعم وأشمل، وهو تقديم نقد لاذع لقيم مجتمع يحتفي بمثل هذا القاتل ويعتبره بطلا، إلا أنه يحافظ على العديد من سمات أفلام الإثارة والتشويق التي تتناول جرائم سفاح.

رغم أن الفيلم يقدم جرائم القتل وتعقب القاتل، وسط إطار أعم وأشمل، وهو تقديم نقد لاذع لقيم مجتمع يحتفي بمثل هذا القاتل ويعتبره بطلا، إلا أنه يحافظ على العديد من سمات أفلام الإثارة والتشويق التي تتناول جرائم سفاح. نرى القاتل يتحسس جسد إحدى ضحاياه بعد قتلها، ما يعطي بعدا جنسيا لجرائمه، نراه يفاضل وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة شيطانية بين استخدام مطرقة أو سكين للإجهاز على إحدى ضحاياه. نرى نظراته التي تنذر بالجنون عندما يغضب من ابنه إثر خلاف بسيط. هي مشاهد قد تكون مجدية بصورة أكبر في فيلم لا يحمل بعدا اجتماعيا، ولا يهدف إلا إلى تعقب قاتل، لكن مثل هذه المشاهد تأتي متناقضة مع تقديم المخرج لسعيد كرجل ليس بمجنون، رجل صاحب رسالة يصورها لنفسه على أنها إنقاذ البلاد من الفساد.

يقول لنا الفيلم إن جرائم سعيد ليست حادثا منفصلا، بل هي جزء لا يتجزأ من رؤية مجتمع بأسره للمرأة. منذ وصولها لمشهد، تواجه الصحافية رحيمي قدرا كبيرا من التعنت والعداء والتضييق لمجرد أنها امرأة. تواجه تعنتا من العاملين في الفندق الذي تود الإقامة فيه، لأنها ليست بصحبة وصي من الرجال، وتواجه التحرش من رجال الأمن. لكن أقسى مشاهد الفيلم وأكثرها إدانة للمجتمع هو المشهد الختامي، الذي يمثل فيه الصبي الصغير ابن سعيد جرائم والده بفخر شديد، مزهوا بتخليص والده للمجتمع من نساء فاجرات، بينما يحاول خنق أخته الصغيرة على غرار أبيه.

 

القدس العربي اللندنية في

24.05.2022

 
 
 
 
 

المخرج بريت مورجان ينافس نجمات مهرجان كان بالاستعراضات على الريد كاربت

كتب: ريهام جودة

طريقة طريفة عبّر بها مخرج الأفلام الوثائقية بريت مورجان عن سعادته بالمشاركة في فعاليات الدورة الـ75 لمهرجان «كان» السينمائي الدولي، فخلال مشاركته بعرض فيلمه «Moonage Daydream»، استعرض «مورجان» -53 عاما- لياقته في لقطات ظهر خلالها وهو يقفز ويقوم بحركات استعراضية على الريد كاربت قبل عرض فيلمه أمس.

وقدم «مورجان» فيلمه الأول عن أسطورة الروك المغني الشهير «ديفيد بوي»، إذ يوثق سيرته ومشواره من خلال جولاته الغنائية في العالم، وأغانيه وفيديوهات مصورة له، وتناول الأداء المميز له، وتحطيمه الأرقام القياسية في 12 جولة حول العالم من عام 2013 إلى 2018، واكتسب عناصر جديدة خاصة بعدد من تلك الوجهات على طول الطريق، وحتى موهبته الأقل شهرة في الرسم والرسم.

كما يصور المخرج بريت مورجان في فيلمه المغني «بوي» كإبداع مركب، كائنا فضائيا حرباء يتجاهل اللغز للتواصل مع العالم بنفسه فقط في العقدين الأخيرين من حياته وفقا لما أورده النقاد عن الفيلم عقب مشاهدته أمس.

تتواصل فعاليات الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الدولي حتى 29 مايو الجاري، ويتنافس في القسم الرسمي 21 فيلما.

 

####

 

يسري نصر الله في جلسة تصوير مع أعضاء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان كان (صور)

كتب: ريهام جودة

شارك المخرج المصري يسري نصر الله، اليوم، في جلسة تصوير مع أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الدولي.

ويواصل يسري نصر الله، عمله في مهرجان كان السينمائي الدولي، رئيسًا للجنة التحكيم بمسابقة الأفلام القصيرة.

يذكر أن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة برئاسة يسري نصر الله مهمتها منح جائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة من بين 9 أفلام تم اختيارها في المسابقة، و3 جوائز لأفضل 16 فيلمًا من مدارس السينما مقدمة هذا العام في لاسينف».

وتستمر الدورة 75 من مهرجان كان السينمائي الدولي حتى يوم 28 من مايو الجاري.

 

المصري اليوم في

24.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004