ملفات خاصة

 
 
 

جماعات الضغط على البساط الأحمر

بولانسكي المغيّب... وتوم كروز المحتفى به بحرارة

كان: محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

إذا ما سُلّمت الأمور لجماعات الضغط المدنية والاجتماعية، فالنتيجة قد تكون وبالاً على مدعي السينما والأسواق التجارية والمهرجانات على حد سواء.

قائمة الممنوعات ترتفع: هنا توجد نغمة معادية للتاريخ، هنا تشخيص رأي يناهض المثلية. هناك عدد غير كافٍ من الأفلام النسائية، وماذا عن التموضع السياسي؟ هل نسمح للمهرجان بعرض كل فيلم جيد بمنأى عن مصدره ورسالته لأنه خير وسيلة لتبادل الأفكار والتعريف بأساليب التعبير؟ أم نقيم حواجز ونمارس الرقابة من حيث نرفضها عند سوانا؟ رومان بولانسكي يجد نفسه في صورة سلبية بسبب سلوكه الجنسي والقضايا العالقة حالياً في بعض المحاكم الفرنسية. جماعات الضغط نجحت في إقصائه عن الفوز بجائزة سيزار الفرنسية، التي تمنحها «أكاديمية الفنون الرفيعة». في العام الماضي عندما تقدّم بفيلمه «ضابط وجاسوس» للمنافسة في سباق جوائزها (تعادل الأوسكار فرنسياً). والخوف من الإخفاق التجاري حرم الجمهور خارج فرنسا وبلجيكا وبضع أسواق أوروبية أخرى، من التمتع بفيلم ذكي وجيد التنفيذ حول قضية درايفوس الشهيرة.

في أي زمن آخر، كان يمكن لهذا الفيلم أن ينجز عشرة أضعاف ما أنجزه تجارياً (10 ملايين - 11 مليون دولار فقط في فرنسا)، لكن كيف والفيلم لم يتمتّع بما تمتّعت به أفلام أخرى لبولانسكي، بل ولم يُعرض في أي سوق ناطقة بالإنجليزية (بريطانيا، والولايات المتحدة، ونيوزيلاندا، وأستراليا... إلخ).

- مظاهرات

مهرجان «كان» في ورطة الرغبة على استحواذ كل جديد لمخرج كبير، وعدم قدرته على قبول ما قرر الفرنسيون مقاطعته. لذلك، وحسب المنتج الفرنسي لوكا بارباريشي، لم يتم اختيار فيلم بولانسكي الجديد «القصر»، في عداد الأفلام المشتركة رسمياً لا داخل المسابقة ولا خارجها.

ما سيحدث تبعاً لذلك، هو أن هذا الإنتاج التي وصلت تكلفته إلى نحو 18 مليون دولار، قد يواجه ما واجهه الفيلم السابق من عزلة وصد. يقول بارباريشي لـ«الشرق الأوسط»: «إنه أمر محزن ألا يُفرق بين الإبداع والسلوك الشخصي. لا أنفي أن لبولانسكي مشاكل سابقة ولم أسمعه ينفي ذلك بنفسه، لكن أن يحمل البعض كل تلك النيّة المبيّتة لمنعه من العمل، هذا أكثر مما يمكن تحمّله. لا يجوز».

يرفض بارباريشي التأكيد على أن فيلم «القصر» سيتوجه إلى مهرجان «فينيسيا»، كما حدث سابقاً مع «ضابط وجنتلمان» قبل عامين.

هناك قامت مظاهرة ضد الفيلم مطالبة بسحبه، لكن مدير المهرجان الإيطالي لم يذعن، وعرض الفيلم رغم الاحتجاجات. هذه المرة يجد البعض أن بولانسكي سيتوجه بفيلمه إلى «فينيسيا» مرة أخرى، ولو أن منتجه لا يود نفي أو تأكيد ذلك.

والحال في «كان» لا يتوقف عند حد. السجادة الحمراء التي يهوى كل صناع السينما السير فوقها (بعضهم كان يأخذ الصور ويدّعي أن فيلمه شهد عرضاً رسمياً إلى أن تدخلت الإدارة ووضعت حداً لذلك)، باتت منصّة سياسية. قبل يومين دهنت فتاة أوكرانية جسدها العاري بالعلم الأوكراني لتعلن موقفها من الحرب الدائرة.

يوم أول من أمس، عرضت مجموعة من النساء بياناً طويلاً مطبوعاً بلفافة طولها نحو 30 متراً، تنتقد ما سمته «انتحار أنثوي» وموقع، حسب ما أتت عليه الصحافة الفرنسية، من 129 امرأة وجدن أن المناسبة قد تعزز فيلماً سيعرض في الليلة نفسها بعنوان Riposte، الذي يعرض نضال الناشطات الفرنسيات في مجال انتزاع حقوقهن.

كلا الحادثتين، الفتاة المحتجة ضد «اغتصاب الروس للأوكرانيات» حسب وصفها، وهذه المظاهرة التي لم تستمر طويلاً لكنها، كسابقتها جمعت حولها عشرات الكاميرات الجائعة لتصوير أي حدث على تلك السجادة الحمراء، تستوحيان من حقيقة أن «كان» حدث عالمي لإيصال رسالتهما، وهي تنجح في هذه الغاية، لكن لفترة قصيرة تلغيها فترة أخرى لأن الأحداث لا تتوقف عن حالة معيّنة إلا لتستبدل بها أخرى.

- بلا أقنعة

والأكثر وقعاً بالتأكيد، هو الاستقبال الكبير الذي حظي به الممثل والمنتج توم كروز. لم يسجل التاريخ قيام الحكومة الفرنسية بتخصيص ثماني طائرات لتطير فوق المدينة، تحية لممثل بألوان العلمين الفرنسي والأميركي. وعلى السجادة نفسها، وقف المندوب العام للمهرجان تييري فريمو على بعد خطوتين أو ثلاث من توم كروز وكلاهما، ومن معهما، ينظران إلى السماء حيث مرّت تلك التحية العسكرية تاركة الدهشة على الوجوه وابتسامة عريضة على وجه كروز.

بعده أم توم كروز «ماستر كلاس»، حيث عُرضت مشاهد من أفلامه المختلفة (بما فيها فيلمه الوحيد مع ستانلي كوبريك Eyes Wide Shut)؛ ومن ثَمّ عرض مشهد واحد من فيلمه الجديد «Top Gun: Maverick»، تمهيداً للعرض في السادس والعشرين من الشهر الحالي.

خلال مواجهته جمهور الصالة تحدّث عن كيف أن فيلمه الجديد هذا، تأخر عن الوصول بسبب «كورونا» وقال ملاحظاً: «هنا ليس من أقنعة. أريد رؤية كل الوجوه. أشكركم. لقد صنعتم حياتي».

لكن «كان» ليس فقط ما يقع في الشارع والردهات وعلى السجادة الحمراء. أهم ما فيه ما يقع على الشاشات. وإذ تتوالى الأفلام، يتبلور حرص المهرجان الفرنسي على أن يكون قائداً في كل ما يهدف إليه وهو كثير. من السوق العاجقة إلى الإعلام الذي يجول في أنحائها، ومن الصفقات المعقودة إلى الأفلام نفسها، وهي تنتشر في كل صالة ممكنة.

- صراع مؤسسات

كثيرة هي الأفلام التي شهدت عروضها بنجاح واهتمام إلى الآن، ومنذ أن انطلقت الدورة الـ75 قبل ثمانية أيام؛ من «زمن القيامة» لجميس غراي، إلى الدراما المدروسة من المخرجة ميا هانن - لوف «صباح يوم ممتاز»، ومن «الليلة الثالثة عشرة» للفرنسي دومينيك مول، إلى فيلم «3000 سنة من الشوق» للأسترالي جورج ميلر، تتبدّل الصور وتبقى الحكايات. وكل حكاية تعكس عملاً مهمّاً أو خلاّقاً.

وسط ما شوهد من أفلام، يبرز عمل رُصد من عدد كبير من الحضور. مخرجه مصري وإنتاجه سويدي - دنماركي - ألماني وموضوعه الإسلام والدولة. صُور في تركيا (باستثناء لقطات مسجلة ومستخدمة في حدود) لأن تصويره في أماكنه الطبيعية بالقاهرة أمر مستحيل.

المخرج هو طارق صالح الذي كان لفت الانتباه قبل أربعة أعوام، عندما أخرج «The Nile Hilton». الفيلم الجديد هو «ولد من الجنة»، «Boy From Heaven»، وهو فيلم شائك على صعيد الموضوع، تماماً كما كان حال الفيلم السابق، بل أكثر.

يبحر المخرج هذه المرّة في موضوع كتبه بنفسه عن العلاقة ما بين الأمن الوطني وبالتالي الدولة المصرية، وبين الأزهر ويدفع باتجاه تصوير، أن الأول هو من يقرر من سيقود الأزهر الشريف مؤسسة دينية. بل يقترح أنها مستعدة للتضحية بالإمام قتلاً لأجل تعيين إمام تثق به، إلى جانب ارتكاب حالات قتل بالتعاون مع شراذم مسلّحة للغاية.

الطريق التي يختارها المخرج لطرح حبكته متعرّجة. هناك الصراع حول الخلافة بين الحكومة والإخوان المسلمين داخل الأزهر. ومن ثَمّ هناك جريمة قتل تقع داخل الأزهر نفسه، حيث يُصفّى جاسوس أول، عيّنته الحكومة، وتوكيل شاب آخر بأن يكون الجاسوس الذي يعيل الأمن، لكي ينقل أخبار الأزهر وما يموج فيه.

لا يكيل الفيلم ضد الحكومة فقط، بل ضد الأزهر كذلك، متحدثاً عن فساد مستشرٍ. يكفي أنه مصوّر على أنه مقر مؤامرات وجرائم وتنافس قوى شرسة. نتيجة كل ذلك أن الفيلم لديه حنكة الفيلم التشويقي منفّذة بدرجة لا بأس بها، لكنه قائم على تبسيط قضايا هي بالقدر ذاته صعوبة الطرح. ما يحاول المخرج طرحه هو إعلان موقف من الحكومة المصرية ومن الأزهر في الوقت نفسه، كوجهين لعملة واحدة. لكن الفيلم يفلت من يدي صاحبه ليتحوّل إلى عمل يأمل في جذب الانتباه كفيلم تشويقي. هذا يذكر بفيلمي رون هوارد «ذا دافينشي كود» (2006)، و«ملائكة وشياطين» (2009). ما وراء هذا الفشل عاملان: كثرة المتعرّجات والمسائل المطروحة من جهة، وعدم دخول المخرج صلب القضايا بل توقفه عند ظواهرها ما يجعل الفيلم سرداً حكائياً مصنوعاً باعتدال لا أكثر.

 

الشرق الأوسط في

24.05.2022

 
 
 
 
 

المخرج الروسى المعارض يستحق الحفاوة لرؤيته الفنية قبل السياسية!

طارق الشناوي

امرأة شبه عارية تقتحم المهرجان وترسم علم أوكرانيا على جسدها، الإجراءات الأمنية شديدة الصرامة جدًا فى (كان)، ولا يمكن لمن حضر المهرجان طوال السنوات الأخيرة أن يصدق أن امرأة عارية تستطيع التسلل ببساطة إلى سلم (لوميير)، وهى تقدم إشارة مباشرة لاغتصاب النساء من قبل الجنود الروس فى أوكرانيا، الأقرب للمنطق أنها تحمل معها بطاقة الدعوة، ولا ترتدى ما يثير حفيظة أو توجس الأمن، كما أنها تمكنت من التخلص من ملابسها، بعد نجاحها فى كل مراحل التدقيق المعمول بها.

هل هى أوكرانية أم مجرد متعاطفة مع أوكرانيا؟، الأمر غير محسوم تمامًا ولا يعنينا فى شىء، ما هو محسوم أن المهرجان غلفته تمامًا السياسة، لدرجة أننا نتابعها على جسد امرأة لم تحتفظ سوى بورقة التوت.

دعنا الآن من النساء لنتحدث عن الأفلام التى ستقرأ أيضا سياسيًا، هذا الشريط الذى يحمل الجنسية الروسية، وهو الوحيد الذى سمح له بالعرض فى المسابقة الرئيسية للمهرجان (زوجة تشايكوفسكى)، طبعا الموسيقار الروسى الأعظم فى تاريخ الأوبرا تشايكوفسكى للمخرج الروسى كيريل سيريبريكوف، الفيلم يستحق الحفاوة، ليس لأن مخرجه ممن يقفون على الجانب الآخر للرئيس بوتين، حتى من قبل غزو أوكرانيا، ولكن لأهميته فى أسلوب السرد التاريخى والخيط الرفيع النفسى الذى تبناه الفيلم.

رغبة امرأة ثرية فى الزواج من هذا الموسيقار العظيم، ولا تستطيع أن تقف على الحياد المطلق وتحدد لمن تنحاز فى نهاية الأمر؟، المخرج ترك للمتلقى إصدار الحكم، فهو يقدم حالة الفيلم الفنية الموضوعية (السردية)، من خلال تتابع اللقطات، والنفسية كإحساس من خلال عيون المرأة ومشاعرها، حيث يتداخل ما هو مواقعى بما هو خيالى، المخرج سبق له أن عرض له فى (كان) فيلم (إنفلونزا بيتروف)، فهو ليس غريبًا قطعًا عن المهرجان، كما أنه فى نفس الوقت يعيش حاليًا طبقًا لما هو متاح من معلومات فى ألمانيا بسبب النظام، ولهذا لم يجد صعوبة فى التواجد بالمهرجان، وسيظل هناك حسبة ما أو قراءة خاصة أراها بعيدة عن الحقيقة، باستثناء الفيلم الروسى بالعرض لأنه معارض لبوتين، وإلى عهد قريب كان غير مصرح للمخرج بالسفر خارج الحدود. الفيلم بعيدًا عن أى حسابات أخرى، يستحق المنافسة فى المسابقة على الجائزة ضمن نحو 21 فيلما، ويبقى سؤال استباقى يتردد فى ذهن كثيرين، ماذا لو أعلنت لجنة التحكيم منحه جائزة، هل يتم التعامل معها ببساطة لكونها جائزة فنية؟، مع الأسف سيصبح أول سكين ينال من المخرج فى مقتل هو التحليل السياسى للجائزة مما سيظلم قطعًا الشريط السينمائى.

تشايكوفسكى، الموسيقار العظيم، تحتفظ الإنسانية له بالكثير من أعماله، وهو المولود فى منتصف القرن التاسع عشر، ولا نزال ننتعش فى كل الدنيا بإبداعه (بحيرة البجع) و(كسارة البندق) و(الجمال النائم) و(روميو وجولييت) وغيرها.

حياته يملؤها الغموض ما بين مثليته الجنسية وإحباطه الشخصى، الفيلم لا يدخل فى قالب السينما الموسيقية رغم أن البطل موسيقى، ولكن الرؤية الأكثر عمقًا هى الجانب الاجتماعى فى الحكاية، ميوله الجنسية كانت هى نقطة الضعف التى نالت منه، وكثيرًا ما تعرض للعنف، خاصة أنه كان يستمد من هذه العلاقات الشاذة العديد من أعماله.

التاريخ لا يحسم الكثير من القضايا، وتعودنا على أن العمل الفنى الذى يتناول فنانًا يصبح الهدف هو إنجاز الفنان وليس ما يثار حوله، ولكن تلك الإطلالة من المخرج الروسى مختلفة تمامًا ولن أضيف هذه المرة صفة المعارض لبوتين حتى لا أفسد عليكم الرؤية الإبداعية، ولا أفسد أيضًا ملامح الجمال فى الفيلم.

منذ اللقطات الأولى مساحة من الخيال تبدأ من الزوجة التى تتخيل الكثير من المواقف، مثل حوارها مع زوجها بعد الرحيل، أو أن هناك من يعرض عليها ممارسة الجنس ويقدم لها مجموعة من الرجال، وبدلا من أن تختار واحًدا يقع اختيارها عليهم جميعا.

إنها طبقا لقانون الفيلم مجرد خيال يسكن مشاعر الزوجة ولا يعبر بالضرورة عن الحقيقة، هذا هو مفتاح الفيلم، إلا أن المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، لم يكن مخلصًا فى نسيج الفيلم، لتضفير الخطين المتوازيين، ترك للمتلقى دائمًا حرية الحركة بين التعامل معه كخيال أو واقع مباشر، كل التفاصيل فى بناء الفيلم، تحتمل أكثر من قراءة، فهو لا يقدم الموسيقى فى مقدمة (الكادر) على عكس مثلًا فيلم (أماديوس) الذى تناول حياة العبقرى موتزارت من خلال سالييرى الموسيقار المعاصر له، والذى كان يشعر بالغيرة وهو يرى تلك الومضات الإبداعية لمنافسه الشاب، الذى استحق تلك المكانة ورحل وهو فى مطلع الثلاثينيات تاركا هذا الإرث العظيم، بينما أماديوس، وهو ما ينطبق عليه توصيف (ميديوكر)، أى متوسط الموهبة، مثل هؤلاء يشعرون بالجمال الفنى أكثر من الجمهور العادى، ويتذوقون الإبداع، أكثر حتى من مبدعه الأصلى، إلا أنهم غير مؤهلين لتقديم شىء مماثل أو مقارب له، (أماديوس) ستجد فيه الروح الموسيقية غالبة، بينما مع زوجة تشايكوفسكى ستتراجع الموسيقى كثيرًا لخلفية (الكادر) حتى حياة هذا الموسيقار الكبير بكل تناقضاتها لن تحتل مقدمة (الكادر)، سيظل المسيطر على المشهد وروح الفيلم هى زوجة الموسيقار ومعاناتها بكل التفاصيل التى عاشتها واقعيًا أو خياليًا.

الزمن يطل بكل أبعاده على المشهد، صار للزمن فى خيال جمهور السينما درجات محددة فى كل شىء، الملابس الألوان حتى أسلوب التعبير، وهو ما نجح فى تقديمه المخرج الروسى.

السؤال هل مع كل تلك السياسة التى سيطرت على المهرجان منذ حفل الافتتاح حتى شاهدنا الفتاة التى تسللت إلى سلم المهرجان وتخلصت من ملابسها لتعلن موقفها ضد الغزو الروسى، هل يجوز بعدها أن نصدق رؤية محايدة للفن بدون أى إضافات سياسية؟، مع الأسف عندما تدخل السياسة من الباب، تكتشف أن الكثير من المنطق والجمال الإبداعى يهرب من الشباك!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

24.05.2022

 
 
 
 
 

الفيلم الكوري القرار بالانفصال.. محقق يعشق متهمة!

كان – عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج الكوري الجنوبي بارك شين ووك واحدا من أهم صناع السينما في كوريا الجنوبية ولد في سيول 1963 ويمتلك تاريخ سينمائي رصين ومتفرد ومن ابرز اعماله افلام سيدة الانتقام – و – الفتي والعجوز – و – متعاطف مع السيد المنتقم – و – المنطقة الامنية المشتركة – فاز بجائزة الكبري في كان عن فيلمه – الفتي والعحوز – 2004 وبجائزة الاسد الذهبي عن – سيدة الانتقام – 2005 وكم اخر من الجوائز التى رسخت حضورة وبصمته ومكانته الفنية الرفيعة .

درس الفلسفة لذا ظلت اعماله تاتى مقرونه بابعاد فلسفية عميقة تمنح البناء الدرامي ثراء وعمقا اكبر .

في فيلمه – القرار بالانفصال – يذهب الى حكاية علاقة محقق كوري شهير مع احدي المتهمات . حيث نتابع حكاية رجل سقط من اعلي احد القمم المرتفعة مما ادي الى وفاته وعندها يكلف المحقق – هاو جون – التحري والتحقيق ويلتقي مع ارمله الضحية ويتوقف المحقق عند جملة تقولها الارملة الجميلة وهي ( قلقت حينما لم يعود من الجبل وفكرت لعله مات اخيرا ) .ولم تظهر الارملة – سو راي اي تاثر او حزن على موت زوجها .

وتبدا التحقيقات حينما يوجه المحقق لها الاتهام بالتقل . وتبدا التحقيقات واللقاءات والحوارات حيث يبدي المحقق مساحة من الاهتمام بالمتهمة وهى تكتشف بخبرتها بانه يحبها .

روغم الحب والاهتمام يظل المحقق يحمل الشك في عقله وبحثه الدؤوب لتفكيك رموز تلك القضية . وفي خط متوزاي نتابع حكاية علاقة المحقق مع زوجته ولكن علينا ان نعود الى البداية والحيثيات التى انطلقت منها تلك الجريمة . فنحن امام زوجة تعرف بان زوجها يخونها فتقرر الانتقام منه . بينما المحقق في الطرف الاخر يعيش مع زوجته التى هي الاخري ترتبط بعلاقة مع رجل اخر يكتشف المحقق خيوطها .

زوجة قاتله لان زوجها يخونها . ومحقق يعيش مع زوجته التى تخونه والتى تؤمن بانه لا حياة زوجية بدون جنس . لذا نحن امام علاقات تجهة كل منها في الاتجاة المعاكس . حتى تلك العلاقة الجديدة محكوم عليها بالنعاية لانها متهمة وهو محقق يعلم جيدا بانها مجرمة وقاتله .

سيناريو محكم الكتابة واخراج ذو جودة وسوية سينمائية عالية جدا . انها سينما المخرج بارك شين ووك الذى لا يرضي بانصاف الحلول لذا يكلل بالجوائز ونشير هنا الى واحد من اهم اعماله وهو – اولد بوي – 2003 وايضا فيلمه – خادمة المنزل – 2016 الذى حصد عنه جائزة مهرجان كان السينمائي . وفاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلم – عطش – 2009 .

ونعود للفيلم – القرار بالانفصال – انه ليس مجرد حكاية تقليدية انها الحكايات المحكوم عليها بالانفصال والنهاية ورغم انها تعلم جيدا بام المحقق يحبها الا انها تقرر الانتحار مستفيدة من جملة قالها المحقق لرمي هاتفها في البحر حتى لا يعثر علية احد وتختفي اسرارها لذا تفضل ان تختفي هي وتنتحر في البحر لتنتهي اسرارها واخبارها والاتهامات التي تحيطها .

وهو المحقق يظل يجتهد للبحث عنها بعد ان تاكد من حبه لها وخساره زوجته التى ذهبت الى حيث تلبي رغباتها .

سينما من نوع مختلف تلك التى يقدمها لنا بارك شين ووك وهو في فيلمه الجديد يتعاون مع كاتب السيناريو شونج سو كينج . بالاضافة للتعاون المتجدد مع مدير التصوير كيم جي يونج .

على صعيد التمثيل معه نجمته المفضلة تانج وي التى شاركته بطولة فيلم – خادمة المنزل – ومعهم النجم الكوري بارك اي الذى عرفة العالم من خلال فيلم – قار بوسان – الشهير.

ويبقي ان نقول سينما بارك شين ووك سينما تدهشنا بمضامينها وتسحرنا بالرؤيا البصرية والاحترافية السينمائية العالية الجودة التى يقدمها .. انها سينما العقل قبل اي شي اخر .

 

####

 

فيلم جرائم المستقبل.. السينما على طريقة دايفيد كرونينبيرغ

كان – عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج الكندي دايفيد كرونينبيرغ واحدا من اهم صناع السينما الكندية واكثرهم غزاره وتفردا في الاشتغال على سينما المولف والسينما من اجل السينما ضمن مواصفات انتاجية عامرة بالبحث المستقبلي والتجديد .

لذا فان نسبة كبيرة من الجمهور ولربما النقاد يخروجون من افلام كرونينيبيرغ كم دخلوا لانه ذات بعد فلسفي تعمد التعامل مع السينما بمنظر يتجاوز المولف . حيث لا قصة تقليدية ولا اخراج تقليدي مستعاد .

يتحدث الفيلم عن مرحلة من تاريخ البشرية حيث يقوم احد الفنانيين ( سول ) فيجو مارتينز بالاشتراك مع صديقته ( كابريس ) ليا سيدو في تقديم عروض تعتمد على سبر الجسد ومعرفة اسراره عبر عمليات معقدة وفي خط متوازي نتابع عملية التحقيق من اجل الوصول الى مجموعة تسير على نفس النهج ولكن بمنظر مختلف وتتداخل الاحداث والعلاقات والمحور هو الجسد والاسلوب هو تمزيق كل شيء.

تبدا الاحداث بعد تطور حالة طفل راح ياكل كل شي حولة من حجارة وبلاستيك وهو ما يمثل نقله في الجينات تضطر معه والدته الى قلته . مما شكل علامة استفهام من قبل الباحثين الذين يروحون في عملية القتل نوع من الردة امام التطور الكبير الذى شهدته علميات السيطرة على الجسد ومشاكلة وايضا اسراره بالذات على صعيد الرغبة .

سينما هذا المبدع الكندي سنما مستقبلية تحتاج الى الكثير من التامل وكثير من الببحث والدراسة العميقة.

في عام 1985 قدم كرونينيبيرغ فيلما بعنوان – فيديو روم – كان سابقا لعصرة وزمانه احتاجات البشرية سنوات طويلة للتعرف لاحقا على الفيديو وصناعته وتطوره .

وهكذا هو في النسبة الاكبر من اعماله السينمائية ومنها افلام – خارطة النجوم – و- المعادلة الخطرة – و – تاريخ العنف – وغيرها من خلال عناوين افلامة نتعرف مقدرته على الذهاب الى مناطق فكرية وفلسفية عالية وبعيدة تتطلب عندها الذهاب الى مشاهدة افلام قراءه الكثير من المراجع والبحوث لفك رموز وشفرات حواراته وقضاياه واسلوبه.

الكتابة عن كرونينيبيرغ تتطلب الكثير .

وعند الاختصار نقول باننا امام مبدع مستقبلي اضاف الكثير لفن السينما وايضا السينما كفن ابداعي متطور

 

####

 

فيلم اخوتنا.. دم جزائري يلطخ تاريخ فرنسا!

كان – عبد الستار ناجي

يعود المخرج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بوشارب الى الفيلم السياسي والى تفكيك التاريخ الفرنسي عبر فيلمه الجديد – اخوتنا – بعد مسيرة سينمائية حافلة بالانجازات التي تطرزت دائما بالعزف على ايقاع الالم ومقام العلاقات الجزائرية – الفرنسية ومن بين تلك الافلام نشير الى – زر احمر – و – شيب – و – السنغال الصغيرة – و اندوشين – و – خارج القانون – و – والبلديون – و شرطي بلفيل – و – مثل النساء – وغيرها .

وهو هنا في – اخوتنا – ياخذنا الى احداث الخامس من ديسمبر 1986 حينما اجتاحت فرنسا تظاهرات طلابية خاصة بطلبة الجامعات والكليات . في تلك الليلة قتل الطالب الفرنسي الجزائري الاصل عبدل بن يحي وهو يشارك في التظاهرات .. وبعد لحظات قليلة من ذلك الحادث يتعرض شاب جزائري الاصل اخر للاغتيال وهو في طريق عودته من احدي السهرات الموسيقية وليس له اي علاقة بالتظاهرات والمتظاهرين الذين اشعلوا باريس والضواحي . يأتى اغتياله بعد تعرضه للعنف المجاني على يد ما سمي يومها – شرطة الموترسيكل.

يكلف ضابط الامن دانييل ماثيو بالتحقيق ومتابعة الحادث وتفاصيلة حتى يصل الى القاتل من رجال الشرطة ويتم الحكم عليه بسبعة اعوام من السجن . وتظل احداث الفيلم تتحرك في محور اساسي هو التفاصيل الدقيقة لذلك الحادث الذى تعرض له شاب اعزل يعشق فرنسا وينتمي اليها وهو من اسرة جزائرية هي الاخري عاشت وتاقلمت واصبحت جزءا اساسيا من مكونات المجتمع الفرنسي .

فيلم يجمع بين ما هو وثائقي ودرامي في قراءة وتفكيك ذكي عميق وثري وبحث سينمائي عال المستوي قام به رشيد بوشارب على صعيد الكتابة بمساعدة كوثر اديمي حيث الاستعانة بالارشيف التلفزيون الفرنسي والتصريحات الخاصة بتلك الحادثة بالذات من قبل الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ورئيس الوزراء يومها جاك شيراك .

كتابة سينمائية لا تهادن وقراءة متاملة وتحيل ثري للتاريخ واستعاده عميقة للحادث التى هز المجتمع والشارع الفرنسي حيث اغتيال ذلك الشاب الجزائري الاصل الاعزل .

اخوتنا ليس مجرد فيلم بل وثقية الدم الذى شوه دور وممارسات الشرطة الفرنسية والاعتداءات الصريحة والواضحة بل ان الفيلم يذهب بعيدا حينما يشير الى ان تلك الفرقة – شرطة الموترسايكل – التى كانت قد اوقفت بعد تلك الحادثة تم استعادتها واستخدمها مجددا في احداث – الستر الصفراء – منذ ثلاثة اعوام .

مع رشيد بوشارب على الصعيد التقني مدير التصوير – جويلمو دوفونتين والموسيقي لامين بوحافة وان ناخذ علية الاستخدام المجاني والغير مبرر لمقدمة موسيقي اغنية – بتونس فيك – لوردة الجزائرية . وهو استخدام غير مبرر بالذات في المشهد الذى استخدم خلاله وهو المواجهة .

وفي التمثيل هناك كل من بدور الاب سمير جوسمي و لدور مالك ادم عماره ولدور الاخ الاكبر محمد الممثل رضا كاتب ولدور الشقيقة ساره لينا خودري . وتميز متالقا سمير جوسمي بدور الاب وهكذا الامر بالنسبة رضا كاتب .

عودة متميزة للسينما السياسية حيث تظل الحادثة هي المحور والاساس بعيدا عن كل الهوامش التى عودتنا السينما ان تزدحم بها . حكاية الاغتيال وادق التفاصيل الخاصة بالاسرة وافرادها وايضا وظروف تلك الليلة سياسيا واجتماعيا .

سينما لا تهادن كما هو شان افلام رشيد بوشارب الذى يظل يمثل شوكة في البلعوم حينما تعلق الامر بقضايا الانسان بالذات الانسان الجزائري والعربي والافريقي وفي فيلمه حضور لتلك الشخصيات يتجلي السنغالي الذي يعمل في ثلاجة الموتى والذى توقف عنده العمل بكثير من الاحتفاء .

رشيد بوشارب من تلك النوعية من المبدعين التى امنت بدورواهمية حرفته في التحول الى سلاح مواجهة وتعرية ضد ملامح العنف الارعن الذى قامت به الشرطة الفرنسية في تلك الاحداث .

دم جزائري يلطخ تاريخ الشرطة الفرنسية وفرنسا عبر احداثيات ذلك الفيلم الذي يعمل على تبيان تفاصيل تلك الحادثة وتلك الايام الذى ذهبت ولا تزال اثارها ندب سوداء في تاريخ الشرطة الفرنسية .

فيلم – اخوتنا – بعنوانه يقول الكثير .. ولكن هل تبيح الظروف مهما بلغت وعصفت ان نغتال اخوتنا .. وهم جزء اساسي منا . انها اشارات ودلالات مخرج نزق لا يري السينما الا مخرز في العين من اجل تبيان الحقيقة بكل تفاصيلها واسرارها الموجعة .

ويبقي ان نقول .. سينما رشيد بوشارب منذوره لقضاياه ومجتمعه وشخوصه التى تظل تعانى من الاضطهاد والظلم الاجتماعي لذاى تظل اعماله تمثل لسان حال الانسان ذو الاصول الجزائرية والعربية والافريقية في بلادهم فرنسا .. ومن هنا تأتى اهمية اعمال هذا مبدع السينمائي الفرنسي الجزائري الاصل رشيد بوشارب.

 

موقع "كيوسك24" في

24.05.2022

 
 
 
 
 

"العنكبوت المقدس" فيلم يكشف وجه إيران الخفي

الفيلم يتناول قصة حقيقية عن قاتل سفّاح تستهدف سلسلة جرائمه بائعات الهوى في مدينة مشهد والتي ينفذها باسم الدين بتأييد السكان.

باريسمهما تضيّق السلطات الإيرانية على حرية النشر والتعبير، وتمنع كل المحاولات لنقل صورة واقعية عن المجتمع والظواهر التي تنخره، تجد السينما منفذا ضيّقا لتكون صوت نماذج الكثير من الإيرانيين، كل حسب مشكلته، لكنها في الأخير مشاكل تأتي من قلب إيران “الحقيقية” وتسلط الضوء على الوجه الخفي للجمهورية الإسلامية.

ومن هؤلاء المخرج الدنماركي من أصل إيراني علي عباسي الذي يقدّم في فيلمه “العنكبوت المقدس” المشارك في مهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين صورة مختلفة عن الجمهورية الإسلامية، إذ يتناول قصة حقيقية عن قاتل سفّاح تستهدف سلسلة جرائمه بائعات الهوى في مدينة مشهد، وتحظى عملية “التنظيف” التي ينفذها باسم الدين بتأييد السكان.

وقال عباسي إن “العنكبوت المقدس” الذي عُرض ضمن المهرجان الأحد ويشبه بأجوائه الأسلوب التشويقي للمخرج الأميركي ديفيد فينشر، “من الأفلام الإيرانية النادرة التي تبيّن الواقع الحقيقي”.

علي عباسيالمخرجون الموجودون في إيران لا يظهرون الواقع

واستلهم المخرج في فيلمه قصة سلسلة جرائم حصلت قبل عشرين عاماً في مشهد، إحدى أبرز المدن المقدّسة لدى الشيعة، ويروي قصة مرتكبها الذي برر قتله 16 بائعة هوى بأنه أراد تطهير شوارع هذه المدينة من الرذيلة .

في الفيلم، يجوب القاتل الملقّب بـ”العنكبوت” على دراجته النارية شوارع مشهد التي تبدو أشبه بـ”مدينة الخطيئة” في فيلم “سِن سيتي” الشهير، إذ تنشط فيها الدعارة وتنتشر المخدرات نظراً إلى أنها تقع على طرق التهريب الرئيسية من أفغانستان. وغالباً ما يكون مصير بائعات الهوى اللواتي يركبن معه الموت خنقاً في شقته.

وبعد أن يرمي جثثهن على قارعة الطريق، يتصل السفّاح هاتفياً بصحافي هو نفسه في كل مرة ليعلن مسؤوليته عن جريمته. ولا تبدو الشرطة مستعجلة لتوقيفه، إلى أن تقرر صحافية شابة من طهران تعقّب “العنكبوت” بنفسها وجعله يدفع ثمن جرائمه.

وقال عباسي “لا أشعر بأنه فيلم مناهض للحكومة أو فيلم لناشط، فالصورة التي ينقلها ليست بعيدة من الحقيقة”. وأضاف “إذا كانت لدى أي شخص مشكلة مع الفيلم الذي يُظهر بشكل صريح واقع الجنس والمخدرات وكراهية المجتمع للمرأة، تكون مشكلته مع الواقع، لا معي”.

وبطبيعة الحال، لم يتمكن مخرج فيلم “بوردر” (“الحدود”) الذي برز من خلاله في مهرجان كان عام 2018، من تصوير عمله الجديد في المدينة المقدسة، ولا حتى في إيران، إذ لم يتلق أي رد على طلباته للحصول على إذن التصوير، بحسب ما أوضح.

وروى عباسي أن طاقم الفيلم الذي اختار التصوير في تركيا، أُبعِد منها لاحقا نزولاً عند ضغوط السلطات الإيرانية، فانتقل إلى الأردن حيث أعاد تكوين الديكورات.

وقال المخرج الشاب الذي ينافس مع مخرج إيراني آخر هو سعيد روستايي على السعفة الذهبية، فيما تضمّ لجنة التحكيم مواطنهما المخرج الحائز جوائز عدة أصغر فرهادي “من السهل جداً في رأيي القول إن المخرجين الموجودين في إيران لا يظهرون الواقع”، رافضاً “الحكم عليهم لأن كل فيلم يُصنع في إيران هو معجزة”.

ويؤدي الممثل الإيراني مهدي بجستاني دور القاتل في “العنكبوت المقدس”، وهو شخصية ذات وجهين، إذ أنه رب عائلة متدين وهادئ نهاراً، في حين أنه مضطرب نفسياً ليلاً. واستعان المخرج في فيلمه بالممثلة التلفزيونية زار أمير إبراهيمي التي غادرت إيران ولجأت إلى فرنسا بعدما أفسد فيديو “فاضح” لها حياتها المهنية.

ولا ينتهي الفيلم بتوقيف السفّاح، بل يبرز أيضاً القسم الثاني منه المتعلق بمحاكمته التي يُبرر خلالها أفعاله بدوافع دينية. ويتناول الفيلم موقف القضاة المُحرَجين نظراً إلى تأييد كثر لجرائم “العنكبوت” واعتبارهم إياها “تضحية”، وصولاً إلى حكم الإعدام.

وشبّه المخرج “النظام القضائي في إيران” بأنه “مسرحية سخيفة”، وبـ”برنامج تلفزيوني يستطيع فيه كتاب السيناريو الحصول على النتيجة التي يريدونها للشخصيات”.

 

العرب اللندنية في

24.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004