ملفات خاصة

 
 
 

العنكبوت المقدس”:

رعب الواقع وقسوة المقدس

أمير العمري- كان

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

هناك أوجه تشابه عديدة بين الفيلم الإيراني – السويدي “العنكبوت المقدس” Holly Spider والفيلم المصري- السويدي “ولد من الجنة” Bpy from Heaven. وقد استخدمت كلمتي “المصري” و”الإيراني” لتصنيف الفيلمين- رغم أنهما يعرضان تحت اسم السويد في مسابقة مهرجان كان السينمائي الـ75- وذلك التزاما بمفهومي الخاص بالانتماء الثقافي للفيلم: أصول مخرجه وموضوع الفيلم ومكان أحداثه ولغته.. إلخ

إذا كان الفيلم المصري يتناول موضوعا مصريا معاصرا يدور في مصر وينطق باللغة العربية وانتماء مخرجه “طارق صالح” الثقافي مصري رغم أنه ولد في السويد، فالفيلم الثاني هو للمخرج السويدي أيضا علي عباسي، من أصل إيراني، وتدور أحداثه في إيران، وجميع شخصياته إيرانية، تنطق باللغة الفارسية.

يجمع بين الفيلمين أيضا، خارج هذا التشابه الظاهري، أن كلا منهما يتناول موضوعا اجتماعيا- سياسيا يدور في قالب بوليسي مثير، وكلاهما يلمس، على نحو ما، المسألة الدينية والتطرف الديني حسب المفهوم السني (في الفيلم المصري) وحسب المفهوم الشيعي (في الفيلم الإيراني). ويجمع بين الفيلمين أن كلا المخرجين لم يستطع تصوير فيلمه في بلده الأصلي، بسبب حساسية الموضوع الذي يتناوله، وهو من المحظورات السياسية والدينية في كل من مصر وإيران، كما يجمع بينهما أنهما لن يعرضا في البلدين المعنيين لحساسية الموضوع الذي لا ترضى عنه السلطات العسكرية البلدين بطبيعة الحال. وبينما صور “ولد في الجنة” في اسطنبول وأماكن أخرى من تركيا بديلا عن القاهرة ومصر عموما، صور “العنكبوت المقدس” في عمان- الأردن بديلا عن مدينة مشهد الإيرانية، موقع الأحداث الأصلية.

أما الفيلم الإيراني (السويدي) الذي نحن بصدده هنا، فهو يتميز عن الفيلم المصري بأن جميع الممثلين الذين يقومون بالأدوار فيه من الإيرانيين، في حين أن الفيلم المصري يخلو من الممثلين المصريين، فيقوم بكل الأدوار الرئيسية فيه ممثلون من دول أخرى عربية. وبينما كان “ولد في الجنة” يقوم على سيناريو خيالي، يستند “العنكبوت المقدس” على قصة حقيقية وقعت فصولها بالفعل في مدينة مشهد، بين عامي 2000 و2001. وتعتبر أكثر المدن الإيرانية قداسة عند الشيعة ففيها مرقد (أو مشهد) الإمام علي بن موسى الرضا الذي يتردد اسمه كثيرا في الفيلم، فالشخصية الرئيسية تفعل كل ما تفعله بوحي من تعاليم الإمام الرضا- حسبما يتردد في الفيلم.

المخرج علي عباسي سبق أن أدهشنا بفيلمه السابق “الحد الفاصل” Border الذي كان من أفضل ما عرض في دورة مهرجان كان عام 2019. ولكن بينما كان “الحد الفاصل” عملا مغرقا في الخيال، يستخدم الموروث الشعبي أو الخيال الفولكلوري الاسكندنافي ويطوعه لخدمة موضوع يدور بين الواقع والخيال، يستخدم عباسي في فيلمه الجديد أسلوبا واقعيا صارما في سياق مثير وشيق، يتابع خلاله قصة القاتل المتسلسل (السفاح) الذي عهد إلى نفسه بمهمة تخليص المدينة “المقدسة” من العاهرات عن طريق استدراجهن وقتلهن، دون أن يخلو الفيلم رغم واقعيته، من لمسات سيريالية خاصة.

الشخصية الرئيسية لرجل تجاوز منتصف العمر يدعى “سعيد عزيزي” (مهدي باجستاني) هو المعادل الدرامي للفاعل الأصلي” سعيد هنائي” الذي قام بقتل 16 عاملة جنس من عاهرات الشوارع. هو عامل بناء، ورب أسرة مخلص لأسرته، محب لأولاده ولزوجته الجميلة “فاطمة”، وهو يخرج كل ليلة على دراجته النارية، يذرع شوارع المدينة، يبحث عن صيد جديد. ونحن نرى ثلاث حالات لبائعات الجنس، وكيف يقعن في قبضة الرجل، ونستطيع بوضوح أن نلمس الفقر المدقع الذي يدفعهن لبيع أجسادهن وتعريض أنفسهن لشتى أنواع المهانة. لكن الأخطر أنهن يقعن فريسة لهذا الوحش المستتر بالدين الذي يؤمن بأنه الله اختاره لهذه المهمة الجهادية المقدسة.

الصحف الإيرانية أطلقت عليه وقتها، “العنكبوت القاتل”، ولكن علي عباس المخرج الذي اشترك مع في كتابة السيناريو مع أفشين كمران بهرامي، اختار أن يطلق عليه “العنكبوت المقدس” لأنه لا يقتل بفعل اضطراب نفسي، بل بدافع الجهاد المقدس وتطهير المدينة المقدسة من العاهرات وتخليصها من الدنس. وهو يستند فيما يقوم به كما نرى في الفيلم، إلى فتاوى صادرة عن رجال الدين. لكن الأخطر أنه سيصبح بعد أن يقع في قبضة السلطات، بطلا شعبيا، تخرج حشود من الناس تطالب بإطلاق سراحه، فهو ينفذ إرادة الله. كما أنه معروف أيضا بأنه من أبطال الحرب الإيرانية- العراقية وبانتمائه لعائلة “استشهد” الكثير من أفرادها في الحرب. فهو إذن “بطل قومي” يعتقد انه يمتلك لدى النظام حصانة خاصة.

المدخل الأساسي إلى الموضوع هو شخصية “السيدة رحيمي” وهي صحفية تحقيقات تتمتع بشخصية قوية، تأتي من طهران لتغطية سلسلة الجرائم التي أثارت اهتمام الرأي العام، يساعدها عن بعد، زميلها مندوب الصحيفة التي تعمل لها في المدينة. ومن خلال هذه الشخصية يصور الفيلم كيف تهان المرأة في مجتمع ذكوري: يرفض مدير الفندق في البداية منحها غرفة لكونها غير متزوجة، ثم يوافق بعد أن تخبرهم بمهنتها الصحفية وما يمكنها أن تثيره، ثم تتعرض للتحرش من جانب ضابط الشرطة الذي يسخر من مهمتها، ولا يمد يد المساعدة لها، مما يجعلها تشك في أن هناك مؤامرة صمت مقصودة وراء هذا القاتل، وتقول لزميلها إن الشرطة لا تريد أن الإيقاع به، وهو ما سيكشف لنا الفيلم عنه مع تطور الأحداث لنصبح بالفعل على قناعة بأن هناك تضامنا خفيا مع “سعيد” كونه يقوم بتنظيف المدينة من العاهرات، فهو يستدرجهن الى شقته ويخنقهن باستخدام غطاء الرأس (الحجاب).

يتعمد عباسي تصوير مشاهد القتل مرات عدة، ولكن في كل مرة بطريقة مختلفة وأسلوب مختلف، تارة على سلم المنزل الذي يقيم فيه عندما تشك العاهرة الأولى التي يلتقطها “سمية” في نواياه فتحاول التراجع إلا أنه يعاجلها ويلقي بها على أرضية السلم القذرة ويضرب رأسها مرات عدة في الأرض قبل أن يخنقها، وتارة أخرى داخل شقته حيث يغري النساء بتدخين الأفيون الذي لا يقدمه لهن أبدا بل يعاجلهن وبكل قوة يقبض على رقابهن، وبعد القتل، يلف الجثة في الشادور الأسود ويحملها خلفه على الدراجة النارية ويلقي بالجثث في المكان نفسه في كل مرة، كما أنه يحرص بعد ارتاب جريمته، على الاتصال بمندوب الصحيفة ليطلعه على مكان الجثة الجديدة.

هناك تصوير للعري والجنس والعنف البالغ بكل تفاصيله كما لم نرى بالطبع من قبل في أي فيلم من الأفلام التي يسمح لها بالإنتاج في إيران، وكأن عباسي يتعمد أن يصفع بكل قوة، قواعد الرقابة الإيرانية، ويستخدم بجرأة ممثلات يكشفن عن أجسادهن، وينغمسن في مشاهد جنسية متعددة، مع الاستعانة بممثلات إيرانيات ممن يقمن خارج إيران بالطبع، على رأسهن جميعا الممثلة “زار أمير ابراهيمي” في دور الصحفية المستقلة، التي طردت من عملها في إحدى الصحف بسبب رفضها إقامة علاقة مع رئيس التحرير، كما تروي لضابط الشرطة الذي يحاول ابتزازها. وهي تزور عائلات بعض الضحايا ومن بينهم امرأة هي والدة واحدة منهن، تخبرها بأنها لمحت القاتل وأنه يستخدم دراجة نارية. ولا تجد الصحفية من وسيلة سوى التنكر في شخصية بائعة جنس، لكي يلتقطها الرجل ويكاد ينجح في خنقها لولا أنها تستخدم الحيلة وتفلت منه ثم ترشد إلى مكانه.

يسير الفيلم على مستويات عدة: أولا بائعات الجنس وحياتهن البائسة وهي صور مقتضبة إلى حد ما، ثم “سعيد العزيزي” الذي نراه أولا في عمله ثم في حياته مع أسرته، وكيف يعيش حياتين مثل دكتور جيكل ومستر هايد، زوجته لا تعلم شيئا عن جرائمه، وفي أحد المشاهد يكشف عن رغبة دفينة في مضاجعة جثة عاهرة قتلها عندما يرقد فوقها، يتشممها ويشعر بنوع من النشوة قبل أن يستفيق ويستغفر الله وهو يرتجف ثم ينهار في نوبة بكاء حادة. أما المفاجأة فهي تكمن قرب النهاية عندما نعرف أن هناك محاولة لتبرئة القاتل بدعوى أنه مضطرب نفسيا بفعل تجربته في الحرب مع العراق إلا أنه يتبرأ بنفسه من هذا الادعاء أمام المحكمة، معلنا أنه بكامل قواه العقلية وانه ارتكب كل ما ارتكبه، بدافع التطهير الديني وتنفيذ إرادة الله ووصايا الإمام الرضا، ولا يبدي المدم قط بل يؤكد أنه لو أطلق سراحه فسيكمل مهمته بقتل باقي المائتي عاهرة الموجودين في شوارع المدينة.

تصوير بديع في الحواري والأزقة والطرق الليلية المظلمة، وكاميرا ملتوية حينا، تهتز وهي تصعد الدرج أو تتابع الطريق من عيني الرجل وهو يقود دراجته النارية.. وبوجه عام يضفي التصوير على الفيلم طابعا يوحي بشبكة العنكبوت المتعددة الخيوط مع شريط صوت متميز يضفي على الصورة طابع الغموض والإثارة، مع دقات الطبول والإيقاعات السريعة، وأداء تمثيلي شديد التمكن والقوة من جانب طاقم الممثلين جميعا وعلى رأسهم الممثل الكبير مهدي باجستاني في دور سعيد.

نحن أمام عمل سينمائي متكامل، يطرح موضوعه في سلاسة ووضوح، متيحا مساحة كافية لكل أطراف الموضوع، مبتعدا بعض الشيء، مركزا بشكل أكبر على التحليل السياسي والاجتماعي. وهناك اهتمام خاص بتفاصيل الصورة، على نحو يذكرنا أحيانا ببعض لقطات من أفلام هيتشكوك: الرجل مثلا يتمكن أخيرا من قتل امرأة بدينة قوية قاومته كثيرا حتى أنها عضت يده وأصابتها بجرح سيلعب دورا في تحديد مصيره فيما بعد على يدي الصحفية. لكنه يتخيل أنها مازالت حية تضحك منه ساخرة كما كانت ضحكاتها تتردد في أرجاء المكان قبل أن يخنقها.. فيهرع إليها يركلها بقدمه في رأسها.. ليتأكد أنها ميتة. لكن فجأة تحضر زوجته بينما هو لم يتخلص بعد من الجثة بل قام فقط بلفها في السجادة ودسها تحت الكنبة:

ما الذي حدث؟

أبدا.. بعض تسرب المياه.. قمت بتجفيفه..

زوجته تغريه وتريه كيف أنها صففت شعرها تصفيفة جديدة مثيرة. يستجيب لها ويمارس معها الجنس على الأرض، وفجأة وهو في غمرة الاندماج، يلمح قدم القتيلة يبرز من لفافة السجادة!

الصحفية سوف تستغل الجرح الذي أصاب يده وتضغط عليه بحيث تتمكن من تخليص يده من حول عنقها ثم تتمكن أيضا من استعادة السكين وتهدده بها وتظل تصرخ وتستنجد والرجل يقف أمامها كالفأر المذعور.. لقد أصابته المقاومة العنيفة بالصدمة وجعلته يظهر على حقيقته: مجرد جرذ جبان يخشى الجيران ويستعطف الصحفية قائلا إنه رب أسرة وليده أبناء وزوجة.

يهتم عباسي كثيرا باختيار زوايا التصوير المنخفضة التي تجعل الرجل يبدو مهيمنا، واثقا ثقة أصحاب الرسائل في مهماتهم المقدسة، كما ينجح في مع مدير التصوير الدنماركي نديم كارلسن (هو نفسه مدير تصوير فيلم “الحد الفاصل”)، في خلق أجواء المدينة الإيرانية، فيختار بعض اللقطات لمساجدها الشهيرة في افتتاحية الفيلم، صورت غالبا على سبيل الترويج السياحي، ثم يتعاون مع فريق تصميم الإنتاج في إعادة تشكيل ملامح الأماكن التي استخدمت في التصوير الخارجي في عمان بحيث تمنح الفيلم طابع الأصالة. هناك مثلا اللقطة العامة الطويلة البارعة (الليلية) التي نراها بعد التخلص من الضحية الأولى في منطقة جبلية نائية، ثم تتطلع الكاميرا من أعلى الجبل إلى المدينة عبر الأفق وهي تتلالأ في الأضواء، تطوي في ضجيجها وأضوائها، الرعب والجريمة.

ولعل من أكثر مشاهد الفيلم إثارة للفزع، رغم ابتعاده عن القتل المباشر، المشهد الأخير حينما تقوم الصحفية بإجراء مقابلة مع “علي” ابن القتيل البالغ من العمر 12 عاما والذي يتحدث بسعادة وفخر عن أبيه وعن “بطولته” في قتل العاهرات، ويشرح للصحفية كيف كان والده يخنق ضحاياه، وكيف كان يتخلص من جثثهن فيطلب من شقيقته الصغيرة أن تتمدد على الأرض، ثم يهبط فوقها ويخنقها بيديه ثم يلف جسدها بالسجادة والفتاة مستجيبة تردد في خضوع أنا ميتة.. أنا ميتة!

صحيح أنها أقرب إلى لعبة، لكنها تعكس عقلية جيل سينشأ على العنف ضد المرأة بوجه خاص، وهي الرسالة الواضحة في الفيلم.

 

موقع "عين على السينما" في

24.05.2022

 
 
 
 
 

ثلاث إيرانيات من جيل الحرب في "كان"... لمّ الشمل

محمد صبحي

جيل الثمانينات في إيران موسوم بالحرب. هم الأطفال الذين ولدوا بعد الثورة (1979) وأثناء الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وذهبوا إلى المدرسة في فترة ما بعد الحرب. ساد جوّ مخيف في المجتمع، وانضباط عسكري في المدارس؛ اتسم وجودهم كله بالمحظورات والضوابط.

اليوم صاروا بالغين وبالغات، في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، بعضهم ما زال داخل إيران، لكن عدداً غير قليل منهم هاجر وترك البلد المخنوق بقوانين أصحاب العمائم. غولشيفته فرحاني، وتارانه عليدووستي، وزهرا أمير إبراهيمي، ثلاث نساء من هذا الجيل. تلتقي الممثلات الإيرانيات الثلاث، هذا العام، في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي في دورته الحالية (من 17 حتى 28 أيار/مايو). اثنتان منهن تعيشان حالياً في المنفى في فرنسا، والثالثة ما زالت في إيران. اتخذن طرقاً مختلفة لينتهي بهن المطاف مجتمعات في المكان نفسه اليوم، على منصة "كان". تحكي قصصهن الشخصية عن تمايزات واختلافات عميقة في بلدٍ قديم ومتنوع يفشل باستمرار في تقديم صورة متجانسة عن نفسه.

غولشيفته فرحاني.. الذهاب بعيداً

ولدت غولشيفته فرحاني، أشهر الفنانات الثلاث عالمياً إثر وصولها إلى هوليوود، في طهران العام 1983. لم تُرِد أن تصبح ممثلة، وارتادت في البداية مدرسة للموسيقى لعزف البيانو. لكنها، في سن الرابعة عشرة، لعبت دور البطولة في فيلم "شجرة الكمثرى" (1998) للمخرج داريوش مهرجویی، أحد أبرز الأسماء في ما سيُعرف لاحقاً بسينما الموجة الإيرانية الجديدة. منذ ذلك الحين، اختلفت حياتها، وأدت أدوار البطولة في 17 فيلماً آخر.

بحلول العام 2008، كانت بالفعل ممثلة ناجحة - بعدما عملت مع العديد من المخرجين الإيرانيين المشهورين - عندما حصلت على دور في الفيلم الأميركي "كتلة أكاذيب" للمخرج ريدلي سكوت، ولعبت دور البطولة أمام ليوناردو دي كابريو وراسل كرو. كانت تلك فترة الفورة لأفلام "الإرهاب" ما بعد 11 أيلول/سبتمبر، ومثّل هذا الفيلم الضخم إنتاجياً بداية اختراقها الدولي. كانت أول إيرانية تعمل في هوليوود منذ ثورة 1979، والسلطات الإيرانية لم تتحمّل ذلك ولا عرفت كيف تتعامل مع النجمة الإيرانية المتمرّدة. لم تمتلك يداً طائلة تسيطر بها على هذا الإنتاج الأميركي، وبالطبع لم يعجبها ذلك. ففي النهاية، كما في أي دولة استبدادية، كان الفن مسموحاً به فقط طالما امتلكت الدولة القدرة على تحديد إطاره. أخذ الأمر مساحة كبيرة في النقاشات المحلية، وراج ذلك الخلاف "المجتمعي" حول ما إذا كان يجب تصوير مشاهد فارحاني في هذا الفيلم الهوليوود بالحجاب أم من دونه. غير أن فرحاني ذهبت أبعد من ذلك.

لدى عودتها إلى إيران بعد تصوير الفيلم، صادرت السلطات الإيرانية جواز سفرها واستُجوبت مراراً وتكراراً لمدة سبعة أشهر. قالت لاحقاً في مقابلة صحافية: "في نظرهم، كان عملي في هوليوود مساوياً للتعاون مع وكالة المخابرات المركزية. وعندما نزل فيلم "كتلة أكاذيب" إلى الصالات، اتهموني بالتعاقد مع وكالة المخابرات المركزية لتدمير سمعة الإسلام".

بعد بضعة أشهر، تلقّت عرضاً لتمثيل دور البطولة في إنتاج هوليوودي آخر، وهو "أمير فارس: رمال الزمن" لمايك نيويل. عندما حاولتْ السفر إلى لندن من أجل تصوير دورها، مُنعت من مغادرة البلاد. "عرضتْ عليّ السلطات الحصول على جواز سفري لمدة 24 ساعة في مقابل تقديمي مبلغاً مالياً للسفر إلى لندن والعودة لإجراء اختبار الكاميرا. ذهبت معهم. لكني تأخرتُ ست ساعات. غادرَتْ الطائرة. ودوري في الفيلم ذهب لممثلة أخرى". أُطلق الفيلم في العام 2010، وبدلاً من غولشيفته فرحاني، لعبت الممثلة البريطانية جيما أرتيرتون دور الأميرة الفارسية تامينا إلى جانب جيك غيلنهال.

آخر فيلم مثّلته فرحاني في إيران هو "عن إيلي" لأصغر فرهادي. حاز العمل جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين 2009. على السجادة الحمراء وفي جلسة التصوير بعد عرض الفيلم في برلين، كان بالإمكان رؤية انفصالها (أو فصلها) عن بقية زملائها الممثلين الذين حاولوا إبعاد أنفسهم عن فارحاني، خوفاً من أن تشاركهم صورة تظهر في الصحف الإيرانية. كل شيء طغت عليه مشاركتها في هذا الفيلم الأميركي. لم تراع فرحاني العُرف الشائع والمُقنّن إيرانياً بأن تُظهر الممثلات الإيرانيات الصورة الرسمية للمرأة (بستر الجسم وتغطية الرأس بالحجاب) حتى خارج البلاد، وبالتالي أضحى ظهورها في بعض مشاهد فيلم "كتلة أكاذيب" بلا غطاء للرأس، فضيحة في إيران، لا سيما في وسائل الإعلام المحافظة. بالإضافة إلى ذلك، ذهبت إلى العرض الأول للفيلم في الولايات المتحدة، مرة أخرى بلا حجاب، وظهرت مشكوفة الذراعين في صور إلى جانب بطله ليوناردو دي كابريو. تكهَّن الجميع بالعواقب. اعتقد كثيرون أن السلطات ستحظر عرض "عن إيلي" في إيران بسببها. لم يحدث هذا لكن فرحاني غادرت البلاد بعد كل المضايقات والاستجوابات، ولجأت في البداية إلى الولايات المتحدة ثم فرنسا الحاصلة على جنسيتها. اختارت باريس لإقامتها منذ العام 2009.

في المنفى الفرنسي، بدأت من جديد، وتزوّجت من جديد، وتطلّقت مرة أخرى. منذ ذلك الحين، ظهرت في 24 فيلماً آخر، من بينها "باترسون" (2016، جيم جارموش) من بطولة آدم درايفر. مغادرتها إيران أكسبتها شجاعة أكبر في اختيار أدوارها، كما في مساراتها الحياتية، حتى إنها ظهرت أكثر من مرة في مشاهد عارية، وكالعادة نالتها الانتقادات. قالت لاحقاً: "كل ما قمت به منذ مغادرتي إيران أصبح بمثابة عمل سياسي، بينما هو ليس كذلك. لم أكن سياسية ولا ناشطة بل فقط ممثلة، امرأة ممثلة. لو كنت رجلاً لكان مساري مختلفاً".

في نسخة "كان" هذا العام، تظهر غولشيفته فرحاني إلى جانب ماريون كوتيار في فيلم الدراما الفرنسي "أخ وأخت" للمخرج أرنو ديبلوشان، المشارك في منافسات المسابقة الرسمية للمهرجان.

زهرا أمير إبراهيمي.. إرهاب باسم الأخلاق

زهرا (زار) أمير إبراهيمي ليست معروفة في الخارج بعد. ولدت في طهران العام 1981، كانت ممثلة تلفزيونية اكتسبت بعض الشهرة بفضل بطولتها لمسلسل تلفزيوني رائج بعنوان "نرجس" (2006)، عندما انتهى المطاف بظهور فيديو جنسي لامرأة، زُعم أنها إبراهيمي نفسها، في الإنترنت. بين عشية وضحاها، دُمّرت حياتها.

في غضون شهرين فقط، وُزّعت حوالى 100 ألف نسخة من الشريط الجنسي. بدأت الدولة التحقيق. استُجوبت هي وعائلتها ومعارفها وحتى صديقها في ذلك الوقت. واجهت اتهامات مختلفة، مثل أنها شاركت في إنتاج وتوزيع الفيديو. مجرد ممارسة الجنس مع صديقها الذي لم يتزوجها، يعتبر جريمة يُعاقب عليها القانون الإيراني. خوفاً من العواقب والعقوبات المختلفة، أنكرت في البداية أن تكون هي المرأة التي ظهرت في الفيديو، ووصفته بالمزيّف، مدعيةً بأن خطيبها السابق انتقم منها بتلفيقه مستخدماً تقنيات المونتاج والتعديل بهدف إلى تدمير حياتها المهنية.

مُنعت من السفر لبضع سنوات، وتعطّلت حياتها المهنية كممثلة، لكنها كانت أكثر قلقاً مما سيحدث لها في المقام الأول. كان عليها دفع كفالة لتتمكن من التنقل بحرية في أنحاء البلاد حتى صدور حكم المحكمة. كانت تخشى الخروج إلى الشارع بمفردها لأن المجتمع بأكمله لن يتركها ولن يدع حياتها الخاصة تمضي في سلام. باع الفيديو ملايين النسخ في السوق السوداء، في بلدٍ تُظهر مسلسلاته التلفزيونية التي تنتجها الدولة نساء يذهبن إلى فراشهن بالحجاب. تكالب الناس على التحديق في الحياة الجنسية لممثلة شابة، واحتفظوا لأنفسهم في الوقت ذاته بوضعٍ يمكّنهم من إدانتها أخلاقياً، والتنمُّر عليها، وإرهابها، وإشعارها بالذنب حيال عيشها واختياراتها. حتى أن صحفاً كتبت أنها حاولت الانتحار. كان سيناريو مثالياً يليق بمجتمع أبوي: مثل هذه "الفضيحة" يجب إنهاؤها بانتحار المرأة المذنبة، ومن الأفضل نسيانها على الفور، بحيث يمكن للمجتمع – بعد تغذيته وإشباع نهمه – الشعور بأنه "طبيعي" مرة أخرى بلا أدنى إحساس بالذنب.

في النهاية، غادرت إبراهيمي البلاد وذهبت إلى فرنسا. فقط في العام 2019، بعد 13 عاماً من تلك الحادثة، تحدثت علناً في مقابلة مع "الغارديان" عن حقيقة أن مقطع الفيديو إياه كان يخصّها فعلاً، وأنه تم تداوله على الإنترنت من خلال أحد معارفها، وهو ممثل مسرحي. كان الأخير معها في إحدى الحفلات، ووجد الفيديو على جهاز الكمبيوتر الخاص بها واحتفظ بنسخة منه سرّاً. اعترف الممثل المسرحي بأنه مذنب. حُكم عليه بالسجن ست سنوات، لكن أُطلق سراحه بعد بضعة أشهر واستمر في العمل كممثل في إيران. طوال هذه السنوات، لم تتحدث إبراهيمي علانية، ويرجع ذلك أساساً إلى والديها، اللذين ما زالا في إيران. لكن، الآن، بعدما سقطت "القضية" بالتقادم، كسرت صمتها.

في المنفى، تعلَّمتْ الفرنسية، ودرست مجدداً ومثّلت في عدد من الأفلام، بما في ذلك بعض الإنتاجات الألمانية مثل "طهران تابوه" (2017، علي سوزانده) و"غداً سنصبح أحراراً" (2019، حسين بورسيفي). وهي الآن في المنافسة في مهرجان "كان" كبطلة لفيلم "هولي سبايدر"، للمخرج الإيراني علي عباسي المقيم في السويد. شاركت السويد والدنمارك وألمانيا وفرنسا في الإنتاج. القصة مستوحاة من قضية قاتل متسلسل حقيقي قتل ما مجموعه 16 امرأة بين العامين 2000 و2001 في مدينة مشهد الدينية الإيرانية، موطن قبر الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة. القاتل، المعروف باسم "العنكبوت القاتل"، أعلن بنفسه مهمته "الأخلاقية": تطهير المدينة المقدسة من بائعات الهوى في الشوارع. اغتصب 13 امرأة قبل قتلهن. أُعدم في العام 2002. في الفيلم ، تلعب زهرا أمير إبراهيمي دور الصحافية الاستقصائية التي تحقّق في القضية.

تارانه عليدووستي.. نضال من الداخل

تعدّ تارانه عليدووستي حالياً واحدة من أبرز الممثلات الإيرانيات وأكثرهن شهرة. هي ابنة لاعب كرة القدم الدولي حميد عليدووستي، والنحّاتة نادرة حكيم الله، ولدت في طهران العام 1984. وحصل فيلمها الأول "أنا تارانه، عمري 15 عاماً" (2002، رسول صدرعاملي)، على جائزة "النمر البرونزي لأفضل ممثلة" في مهرجان لوكارنو السينمائي. تبع ذلك العديد من الأفلام الناجحة، أبرزها مع المخرج أصغر فرهادي، بما في ذلك "البائع" الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان "كان" 2016 وجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية العام 2017. ومع ذلك، قاطعت عليدووستي حفلة توزيع جوائز الأوسكار، بسبب قرارات الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب بخصوص الهجرة. غرّدت حينها "الحظر الذي فرضه ترامب على تأشيرات دخول الإيرانيين عنصري، واحتجاجاً عليه لن أحضر حفلة توزيع جوائز الأوسكار".

تعمل عليدووستي بشكل أساسي في إيران، وهي متزوجة ولديها ابنة. بالإضافة إلى حياتها المهنية كممثلة، فهي تكتب وتترجم أحياناً (تجيد الإنكليزية والألمانية، وترجمت إلى الإيرانية أعمالاً لأليس مونرو ونيكول كراوس). وتنخرط أيضاً في القضايا المتعلقة بحقوق النساء والرياضة النسائية، وتحاول إحداث فرق في بلدها. وهي معروفة أيضاً بالتعليق المتكرر على القضايا السياسية والاجتماعية على الشبكات الاجتماعية. وكانت هناك جدالات في المجتمع الإيراني حول بعض تصريحاتها أو أنشطتها، والتي ما زالت تؤدي إلى بعض المشاكل مع السلطات بين الحين والآخر. في مؤتمرٍ صحافي لأحد افلامها، وأثناء تعديلها الميكروفون أمامها، شُوهد على ساعدها وشم يحمل علامة قوة المرأة؛ ما أحدث نقاشاً نسوياً. رداً على ذلك، نشرت في "انستغرام" صورة لها وعلّقت: "اهدؤوا قليلاً! نعم، أنا نسوية!"

أصبحت عليدووستي واحدة من أهم الشخصيات في حركة "أنا أيضاً" (MeToo) في بلدها. في الآونة الأخيرة، أصدرت، ضمن مجموعة من 300 ممثلة في المشهد السينمائي في إيران، بياناً ضد العنف الجنسي في صناعة السينما، دان كافة أشكال العنف والتحرش الجنسي في مكان العمل. من بين أمور أخرى، أردن تشكيل هيئة مستقلة ومهنية للتعامل مع حالات ضحايا العنف الجنسي.

في مسابقة "كان" الرسمية هذا العام، تشارك عليدووستي في فيلم الدراما الإيراني "إخوة ليلى" للمخرج سعيد رستائي، والذي تؤدي فيه دور ليلى البالغة من العمر 40 عاماً، والتي تحاول انتشال والديها وإخوتها الأربعة من الفقر وتخطّط لبدء شركة عائلية، بعد أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

بعد الإعلان الرسمي عن أفلام المسابقة الرسمية، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الممثلات الثلاث معاً. وقيل إن ثلاث ممثلات إيرانيات سيتنافسن الآن على جائزة أفضل ممثلة. لكن رداً على ذلك، كتبت غولشيفته فرحاني في "إنستغرام": "عضوات الفريق الواحد لا يتنافسن مع بعضهن البعض. جائزة مهرجان كان بالنسبة اليّ هي مجرد صورة تضمّنا نحن الثلاث الآن في إطارٍ واحد بعد سنوات". شاركت الممثلتان الأخْرَيان أيضاً تلك الصورة المشتركة وتحدثتا عن "الأختية" التي تجمعهن ثلاثتهن.

قد يكون مهرجان "كان" مكاناً للظهور والترويج الذاتي للبعض، خصوصاً من "نجمات" ومشاهير العرب، لكنه بالنسبة لهؤلاء الإيرانيات الثلاث من جيل الحرب، يبدو مكاناً للتآزر ولمّ الشمل.

 

المدن الإلكترونبة في

24.05.2022

 
 
 
 
 

مهرجان كان: فيلم«ولد من الجنة» لطارق صالح…

جعجة كبيرة بلا طحين

نسرين سيد أحمد

كان ـ « القدس العربي» : ربما يبدأ الأمر بانزعاج طفيف، كسماع طنين يأتي من بعيد، وأنت تحاول التركيز في أمر من أمورك، لكن هذا الطنين الذي لا تعرف له مصدرا يحول بينك وبين ما تريد عمله، ويصرفك عما يعنيك، ليصبح هو شغلك الشاغل. قد تبدو تلك بداية غير منطقية عندما تبدأ الكتابة عن فيلم، لكن هذا الانزعاج الدائم المؤرق كان رفيقاً لنا طوال مشاهدة فيلم «ولد من السماء» للمخرج السويدي من أصول مصرية طارق صالح، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي (17 إلى 28 مايو/أيار الجاري).
مصدر هذا الانزعاج المستمر، إضافة إلى الكثير من النواقص والمنغصات في الفيلم، هو الحوار الركيك على لسان ممثلين ليسوا مصريين، لكنهم يتحدثون اللهجة المصرية بافتعال شديد وإخفاق تام في الحصول على النبرة الصحيحة للكلمات. ربما كان ينبغي على المخرج الاستعانة بمصحح للهجة أو للنطق لإعانة الممثلين، لكن حتى إن تغاضينا عن معضلة اللهجة تلك، سيبقى الحوار الركيك وسيبقى محتوى الفيلم، الذي كان بالإمكان أن يدخل في صلب النقاش الديني والقضايا الإيمانية والسياسية الجدلية الشائكة، ليقنع بتناول سطحي للقضايا المطروحة.

بعد تكرار حوادث حظر أفلام في مصر، وبعد الكثير من اللغط حول محتوى العديد من الأفلام، نتوقع أن يكون فيلم «ولد من الجنة» أحد تلك الأفلام المسببة للجدل، لكن لكل الأسباب الخاطئة. لا يحمل الفيلم فكرا ولا يقدم رؤية ولا يطرح طرحا فلسفيا أو دينيا، أو حتى سياسيا يمكن التعاطي مع ونقاشه، لكنه فقط يقارب الأمور بسطحية شديدة، لكنها تشمل كلمات تثير الكثير من البلبلة عند ذكرها مثل جهاز الأمن الوطني في مصر، والأزهر، الصرح الرئيسي للمؤسسة الدينية في مصر. تدور أحداث الفيلم حول صبي يدعى آدم (توفيق برهوم) وهو من أسرة رقيقة الحال تعمل في صيد الأسماك. آدم صبي نابه يتلقى منحة للدراسة في جامعة الأزهر. يبدو آدم لنا غرا ساذجا، ضائعا في متاهة القاهرة، التي يصلها للدراسة. فور وصول آدم لمقر إقامة الطلبة في جامعة الأزهر، وعند حضوره لقاء للإمام الأكبر شيخ الأزهر للترحيب بالطلبة الجدد، يصاب الشيخ بأزمة قلبية، يتوفى على إثرها. ويصبح بذلك انتخاب إمام أكبر جديد قضية كبيرة، لاسيما أنه منصب يدوم طوال الحياة، وكما تقول الأجهزة الأمنية في الفيلم «ما فيش منصب طول الحياة إلا الريس». يجد آدم نفسه ضمن مؤسسة تحمل بين جنباتها الكثير من التحالفات والتعاملات السرية. ويصبح آدم شاهدا على مقتل طالب في أروقة المسجد الأزهر. وتضيق الحلقة حول آدم ويجد ألا مناص له ولا مهرب إلا التعاون مع الأجهزة الأمنية، ليصبح عميلا وعينا لها داخل الصرح الديني العتيد. في نهاية الفيلم يسأل أحد أقارب آدم الفتى القادم من الأزهر، منارة العلوم الدينية، «اتعلمت إيه هناك يا آدم؟» فيجيب الصبي بنظرة مطرقة وصمت مطبق. لم يتعلم آدم علما دينيا أو فقهيا أو فلسفيا، لكنه علم بما يحاك في الأزهر والبلاد من مكائد، وبما فيها من فساد.

فضّل طارق صالح أن يبتعد عن القضايا الدينية ومعترك الفكر الإسلامي وما يتداول في أروقة الأزهر من أفكار، فجاء الفيلم ضحل التناول في صورة فيلم من أفلام التشويق التي نبحث فيها عن القاتل، مع إلقاء بعض الضوء على الأجواء السياسية والأمنية في مصر. ويأتينا في نهاية المطاف فيلم سطحي يتناول قشور القضايا ولا يتعمق فيها. يحمل الفيلم بعض التأثر بعدد من الروايات والأفلام التي تناولت دهاليز المؤسسات الدينية أو العلاقة بين الدين والسلطة، فنجد بعض ملامح رواية «شيفرة دافينشي» لدان براون، ورواية «اسم الوردة» لأمبرتو إيكو ومسلسل «البابا الشاب» للإيطالي بالو سورينتينو، الذي يدور في أروقة الفاتيكان ومعترك السلطة داخله، وبينما يقدم أمبرتو إيكو التشويق والحوار الفلسفي الرصين والمعرفة المتعمقة في قضايا الدين، وبينما يقدم دان براون رواية فيها من التشويق الكثير، لا يقدم طارق صالح إلا أمورا باهتة لا تحمل عمقا فلسفيا ولا دراية بمعترك الخلافات المذهبية والفقهية، ولا حتى يقدم عملا يحمل من التشويق ما يدفعنا إلى مواصلة المشاهدة. يمكن القول إن صالح لا يقدم إلا واجهة قد تروق لجمهور غربي يجد شجاعة في مخرج قرر أن يتناول السلطة والدين والمؤسسات الدينية المسلمة في عمله.

يمكننا القول إن مخرج الفيلم منقطع الصلة بمصر، فهو ينظر لها بعين سائح لا يرى منها إلا القشور: مقهى في شارع جامعة الدول في المهندسين، أحد فروع ماكدونالدز في المهندسين أيضا، وصورة السيسي المنتشرة في شوارع رثة. لا نرى روح مصر أو أي ملمح لجوهرها.

يمكننا القول إن مخرج الفيلم منقطع الصلة بمصر، فهو ينظر لها بعين سائح لا يرى منها إلا القشور: مقهى في شارع جامعة الدول في المهندسين، أحد فروع ماكدونالدز في المهندسين أيضا، وصورة السيسي المنتشرة في شوارع رثة. لا نرى روح مصر أو أي ملمح لجوهرها. حتى المسجد مسرح الأحداث هو أحد المساجد في إسطنبول في تركيا. تتحول مصر في يد صالح إلى أروقة مسجد عتيق وقباب، وتصور استشارقي لحد كبير لما قد يكمن في التصور الغربي لبلد شرقي مسلم. صورة استشراقية، وركاكة في الفكر والتناول والحوار، وضحالة ميل إلى السبل اليسيرة للإثارة، هذا ما نجده في الفيلم.

نشاهد الفيلم ونشعر بالأسى لأننا كنا نمني أنفسنا بفيلم ينفذ إلى عمق الأزهر كمؤسسة دينية وما تحمله من فكر، أو إلى أعماق الأجهزة السياسية والأمنية في مصر، لكننا نخرج صفر اليدين. ربما يلخص معضلة الفيلم، مشهد صغير قرب نهايته. عند عودة آدم إلى قريته بعد نهاية عام في الأزهر، يستقل الفتى حافلة ويطرق بنظره إلى الخارج. نرى من خلال عينيه نهرا وأشجارا عالية. النهر ليس نهر النيل، وضفته المنمقة ذات الأشجار الباسقة ليست ضفاف النيل. نعلم أن الفيلم صور في تركيا والسويد، وما قُدم على الشاشة لا يمكنه إقناعنا أننا في مصر. يقدم صالح فيلما يتشدق بقضايا كبرى، دون جهد كبير في العمل، ودون رؤية واضحة، ويتخبط بين الكثير من الخطوط دون أن يمسك بأي منها.

 

القدس العربي اللندنية في

23.05.2022

 
 
 
 
 

خاص بالفيديو: حلم التواجد وإلهامات جديدة..

رسائل النجمات السعوديات من مهرجان "كان"

سيدتي - سيد أحمد

حرصت مجموعة من النجمات السعوديات سواء فنانات أو ممن يشاركن في صناعة الأعمال الفنية، على توجيه رسائل أثناء تواجدهن في الدور الـ 75 من مهرجان "كان" السينمائي،وذلك من خلال كاميرا " سيدتي" التي حرصت على التواجد منذ بداية اليوم الأول للمهرجان لنقل فعالياته لحظة بلحظة .

حلم

تواجد أفلام سعودية خلال الدورات القادمة لمهرجان " كان " السينمائي العالمي، هو الحلم التي تمنت تحقيقه المنتجة رؤى المدني التي تشارك حاليا في فعاليات الدورة الحالية من المهرجان، حيث أكدت انها تحلم بأن ترى أفلاماً وأعمالاً سعودية مشاركة في المسابقات الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي خلال دورته القادمة.

وأشارت إلى أن التواجد السعودي خلال هذه الدورة هدفه أن يثبت للعالم أن السعودية بها الكثير من المواهب الفنية التي تستحق الفرص والتواجد.

جدير بالذكر، أن المنتجة رؤى المدني حصلت على تكريم خاص في ختام الدورة الـ 12 لمهرجان مالمو للسينما العربية، دورها في دعم السينما في السعودية وإنتاج الأفلام العربية وتوزيع الأفلام العربية في العالم العربي.
وبدأت رؤى مشوارها المهني في 2001 حيث عملت بمجال الدعاية، لتحقق نجاحات قوية كواحدة من الرائدات السعوديات في هذا الوقت، أسست شركة لإدارة الفعاليات – Event Management عام 2008، وفي 2013، انضمت إلى مجموعة قنوات MBC كرئيسة لقسم الإذاعة، وفي 2019 أصبحت المدير التنفيذي لشركة صدف للإنتاج
.

تواجد ودعم

أعربت الفنانة فاطمة البنوي عن سعادتها، بالدعم الكبير الذي يقدمه الركن السعودي بمهرجان "كان" للجهات الفنية المختلفة التي جاءت من السعودية ومعها مواهب حقيقية مختلفة .قائلة " مبسوطة جداً بهذا التواجد والدعم".
ونجحت الفنانة فاطمة البنوي في تسجيل حضورها خلال السنوات الماضية، من خلال مجموعة من الأدوار المهمة خلال رحلتها الفنية والتي من بينها دورها في فيلم "بركة يقابل بركة" الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي 2016.، وقدمت فيه دور بركة، ثم عادت وقدمت مجموعة من الأدوار المهمة والتي كانت من بينها "عالية" في مسلسل "أم القلايد"، وشخصية نرجس في مسلسل "ما وراء الطبيعة"، وكذلك دور سارة في مسلسل "60 دقيقة
".

إلهامات جديدة

بينما رأت الممثلة والكاتبة والمخرجة سمر ششة، أن التواجد في مهرجانات عالمية بها الكثير من الأفلام المختلفة مثل مهرجان "كان" أمر في غاية الأهمية، لأنه يجعل المشاركين به يكتسبون أشياء مختلفة ، أهمها الأفكار والإلهامات الجديدة التي تساعدهم في مشوارهم الفني قدمت الفنانة السعودية سمر شيشة العديد من الأعمال الفنية من أفلام ومسلسلات وغيرها، مثل فيلم " شمس المعارف " وفيلم " بعد منتصف الليل " و فيلم " مخرج5" .

 

####

 

تفاصيل مشاركته في فيلم Three Thousand Years of Longing..

نيقولا معوض: تعلمت الموسيقى من أجله

سيدتي - سيد أحمد

شارك النجم نيقولا معوض بفيلمه Three Thousand Years of Longing في الدورة الـ 75 من مهرجان كان السينمائي وذلك خارج المسابقة، ليحظى بعرضه العالمي الأول بالمهرجان.

الفيلم بطولة النجوم العالميين أدريس ألبا وتيلدا سوينتون، من إخراج العالمي الحاصل على الأوسكار جورج ميلر ويعتبر نيقولا هو الممثل العربي الوحيد المشارك في الفيلم .

وأعرب نيقولا معوض عن سعادته بمشاركته في مهرجان " كان" السينمائي بهذا الفيلم، وعلق قائلاً "كتير سعيد أن فيلم Three Thousand Years of Longing للمخرج العالمي جورج ميلِر رح يتم عرضه بمهرجان كان السينمائي و كتير فخور انّي واحد من ممثلي الفيلم من بطولة ادريس إلبا و تيلدا سوينتن
وأضاف نيقولا خلال لقائه بكاميرا برنامج " trending"، أن مشاركته بالفيلم كانت غريبة وجاءت بالصدفة، حيث تم مشاهدات الـ "شو ريل" الذي قام بنشره على موقع " IMDb" من قبل صناع الفيلم، وعقب ذلك تواصلوا معه من أجل مشاركته في الفيلم
.

واستطرد قائلاً، عقب ذلك أرسلوا له إيميل لعمل " أوديشن" ، وعقب مرور أسبوع أرسلوا له مرة أخرى لكي يستفسروا عن قدرته على العزف، لافتاً وقتها أنه لم يكن يجيد العزف على أي آلة موسيقية وأخبرهم بذلك، ثم قرر تعلم العزف على "الجيتار" ليقرر بعد ذلك إرسال فيديو لهم وهو يقوم بالعزف على الجيتار.

وأضاف، أن الفيلم تم تصويره قبل جائحة كورونا، وبعد حدوثها لم يكن يعرف مصيره هل سيتم عرضه أم لا، ولكنه كان يتواصل مع صناعه هاتفياً وعن طريق الإيميل.

وقد انتهى نيقولا معوض من تصوير فيلم الرعب "جدران" للمخرج محمد بركة ومن تأليف أحمد الدهان وهيثم الدهان، ويشارك معه عدد من النجوم وهم درة، أحمد بدير، فراس سعيد، هند عبد الحليم، وينتظر إطلاقه في دور العرض السينمائية خلال هذا العام، كما حقق فيلمه الأخير "ماكو" نجاحًا سينمائيًا كبيرًا على مستوى الجماهير والنقاد، كما تجاوزت إيراداته الـ 17 مليون جنيه مصري، ويعتبر الفيلم أولى بطولات نيقولا معوض في السينما المصرية

 

سيدتي نت في

23.05.2022

 
 
 
 
 

مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي يحتفي بدور المرأة في السينما في مهرجان كان السينمائي

سيدتي - ولاء حداد

في إطار الاحتفاء بدور المرأة في السينما، استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حفلاً حصريًا ضمن فعاليات الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، في فندق كاب إيدن روك المطلّ على شبه جزيرة كاب أنتيب الخلّابة.

رحلة تشكيل مستقبل صناعة السينما

يأتي هذا الحفل على ضوء الاعتراف بمكانة كلّ من صانعات الأفلام والممثلات، واحتفاءً بكلّ أعمالهن المذهلة، والتي يتم عرضها خلال المهرجان. وبينما يعزز هذا الحفل، من مسؤولية مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المتمثلة في تمكين النساء الموهوبات، أمام الكاميرا وخلفها، يتقدّم المهرجان بخطوات ثابتة وواثقة، في رحلة تشكيل مستقبل صناعة السينما، وإلهام الجيل القادم من المبدعات.

كان في ضيافة الحضور كلّ من: محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وشيفاني بانديا مالهوترا؛ المديرة التنفيذية، حيث استقبلا نخبة واسعة من المواهب السينمائية والتلفازية، ونجوم الموضة، بما في ذلك:

فاليريا غولينو؛ رئيسة لجنة تحكيم جائزة "نظرة خاصّة" التابعة لمهرجان كان السينمائي، وروسي دي بالما؛ رئيس لجنة تحكيم جائزة "الكاميرا الذهبية" التابعة لمهرجان كان السينمائي، ضمن دورته الحالية، ونعومي هاريس وليتيسيا كاستا وطاهر رحيم وكوثر بن هنية ونعومي كامبل وكميل رزات وساشا لوس وأنجا روبيك وليلي دونالدسون وسوكي ووترهاوس، بالإضافة إلى: فاطمة البنوي وعهد كامل وأليكس بيتيفر وتوني جارن وياسمين صبري وأليساندرا أمبروسيو وسارة سامبايو ونعمان أكار وتارا عماد وميلا الزهراني وكات جراهام وسلمى أبو ضيف.

واختتمت سوكي ووترهاوس الحفل بعرض موسيقي خاص، قدّمت من خلاله "دي جي فيونا"، الوجه الجديد الساطع في المشهد الموسيقي الإلكتروني الباريسي، مما ألهب حماسة الضيوف، ودفعهم صوب ساحة الرقص.

تمكين المرأة في مجال صناعة الأفلام

ومن جانبها، علّقت شيفاني بانديا، المديرة التنفيذية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائلةً: "يكرّس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جهوده من أجل تمكين المرأة في مجال صناعة الأفلام، حيث شملت دورتنا الأولى عرض 136 فيلم، احتلّت المخرجات النساء نصيب 38% من إجمالي نسبة العرض، ونأمل أن تزيد هذه النسبة في دروتنا القادمة. إن مهمّتنا تقوم على قيادة الصناعة لمكان يسمح بتسليط الضوء على العديد من القصص الفريدة، و الحكايات التي ترويها موجة جديدة من الأصوات النسائية عبر منطقتنا، مما يغذّي احتفاءنا بقوّة الحكايات النسائية الإيجابية، التي لا تلامس عالما العربي وحسب، بل العالم أجمع".

هذه فرصة ثمينة

كما علق محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قائلاً: "إن هذه فرصة ثمينة يبادر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باستغلالها، ليعبر عن احترامه وإعجابه للمواهب النسائية الاستثنائية، المتواجدة في مهرجان كان هذه العام. إذ أننا نلتزم من خلال منصّة مهرجاننا، بدعم وتقديم المواهب الجديدة البارزة القادمة من العالم العربي، مما يوفّر لهم فرصة التأثير على الجماهير والنقّاد على حدّ سواء، عبر أرجاء العالم".

 

سيدتي نت في

24.05.2022

 
 
 
 
 

السوشيال ميديا اداة لها تأثير على اختيارات صناع الأفلام

يسري نصر الله من مهرجان كان: تعلمت الكثير من «شاهين» وأصدقائي من الموهوبين

رانيا الزاهد

قال المخرج الكبير يسري نصر الله في حواره مع صناع الأفلام الشباب من جميع انحاء العالم في مهرجان كان، أنه لا يحب إعطاء النصائح للمخرجين الجدد فلا يوجد خط سير واحد يجب على الجميع اتباعه، وأن نصيحته الوحيدة هي أن يقدم كل مخرج قصته الخاصة وفيلمه بالطريقة التي ترضيه هو وليس الجمهور او المنتجين او اي شخص آخر

قال مدير الندوة الكاتب جان ميشيل فوردون، أن يسري نصر الله هو امتداد يوسف شاهين في مصر والعالم وذلك في الحوار المفتوح الذي اقامه مهرجان كان السينمائي الدولي اليوم، ضمن فعاليات دورته ال٧٥. واجاب نصر الله قائلا:" شاهين ليس مخرج عادي بل انه رجل تتعلم منه في كل وقت وعلى المستوى الشخصي أرى أنه كريم جدا ولا يبخل على تلاميذه بالخبرة والمعرفة، وما يميز يوسف شاهين من وجهة نظري أنه دائما يرى نفسه أصغر من الفيلم الذي يقدمه مهما بلغ من شهرة ونجاح، فكان دائما يتعامل مع اي فيلم على انه فيلمه الاول". 

وعن أحدث اعماله، قال نصر الله أن أخر فيلم قدمه كان "الماء والخضرة والوجه الحسن" وهو فيلم مقرب إلى قلبه لأنه يقدم فيه الأشياء التي يحبها وهي الطعام والحب والحياة، وأعرب ايضًا عن سعادته بتجربة العمل مع إحدى المنصات في مسلسل "منورة بأهلها" وقال أنه تحمس للمسلسل بسبب السيناريو الجيد الذى كتبه محمد أمين راضي.

وأضاف:"محمد أمين رضي مؤلف جيد جداً، وقام بكتابة مسلسل منورة بأهلها بشكل رائع ، وكلانا يجمعنا الشغف بحكايات بألف ليلة وليلة." 

وبسؤاله عن صعوبات التصوير في مصر بالنسبة للاعمال غير المصرية، قال نصر الله:" هناك صعوبات كثيرة وازمة حقيقية تتمثل في دوامة التصاريح اللازمة للسماح بالتصوير في مصر، بالاضافة للتكلفة الكبيرة والرقابة ايضًا، وهي في رأي ازمة كبيرة نحاول دائما ايجاد حلول لها حتى يستطيع صناع الافلام تصوير افلامهم في مصر". 

وعن اصدقائه المقربين وعلاقته بالمخرجين في مصر قال ضاحكًا :"سيئة للغاية".. وأضاف:" دائما تجد اصدقائي والمحيطين بي من الموهوبين ومن يمتلكون القدرة على الابداع والتميز وليس من استطاع تحقيق الشهرة الأكبر، واعتقد ان وصول عديمي الموهبة للشهرة أمر محزن". 

وأختتم يسري نصر الله حديثه مع صناع الأفلام بمهرجان كان قائلا:" ان المبدع الحقيقي يجب ان يقدم قصته الخاصة وبطريقته الخاصة بعيدا عن اي ضغوط، ولكن للأسف بطبيعة الحال والتقدم التكنولوجي أصبحت السوشيال ميديا ايضًا أداة للضغط والتأثير على صناع الافلام والمبدعين ولكن أتمنى ان تستطيعوا ايجاد طريقكم الخاص"، وذلك بقصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية

يذكر أن ادراة المهرجان اختارت يسري نصر الله لرئاسة لجنة تحكيم الافلام القصيرة بالدورة الـ 75، ويشترك معه في لجنة التحكيم المخرجة الكندية منية شكري والمخرجة البلجيكية لورا فانديل والمخرج والممثل فيليكس مواتي والناقد الفرنسي جان كلود راسبينجياس

اللجنة ستختار الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية من بين 9 أفلام تم اختيارها في المسابقة، وسيتم الإعلان عنها في الحفل الختامي يوم 28 من مايو المقبل وسبق للمخرج تانج لي من هونج كونج من الفوز بها العام الماضي عن فيلمه "كل الغربان". 

يذكر ان يسري نصر الله عمل كمساعد مخرج لمخرجين عالميين كبار منهم المخرج اﻷلماني فولكر شلوندورف في فيلم "المزيف"، الذي تم تصويره في بيروت والمخرج السوري عمر أميرالاي في الفيلم الوثائقي "مصائب قوم" عاد إلى مصر ليعمل مساعد مخرج مع المخرج الكبير يوسف شاهين وهو مدرسته الأولى في الإخراج في فيلمي "وداعا يا بونابرت" وفيلم "حدوتة مصرية" عام 1981.

 

####

 

في مهرجان «كان» حديث مفتوح مع المخرج يسري نصر الله ضمن فعاليات دورته الـ٧٥

رانيا الزاهد

يقيم مهرجان كان السينمائي الدولي اليوم، ماستر كلاس وحديث مفتوح مع المخرج يسري نصر الله وذلك ضمن فعاليات دورته ال٧٥.

يدير الندوة جان ميشيل فوردون وذلك بقصر المهرجانات بمدينة كان الفرنسية، للحديث مع نصر الله بعدما اختارته ادارة المهرجان لرئاسة لجنة تحكيم الافلام القصيرة بالدورة الـ 75، كما يشترك مع المخرج نصر الله في لجنة التحكيم المخرجة الكندية منية شكري والمخرجة البلجيكية لورا فانديل والمخرج والممثل فيليكس مواتي والناقد الفرنسي جان كلود راسبينجياس.

اللجنة ستختار الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية من بين 9 أفلام تم اختيارها في المسابقة، وسيتم الإعلان عنها في الحفل الختامي يوم 28 من مايو المقبل وسبق للمخرج تانج لي من هونج كونج من الفوز بها العام الماضي عن فيلمه "كل الغربان".

يذكر أن يسري نصر الله عمل كمساعد مخرج لمخرجين عالميين كبار منهم المخرج اﻷلماني فولكر شلوندورف في فيلم "المزيف"، الذي تم تصويره في بيروت والمخرج السوري عمر أميرالاي في الفيلم الوثائقي "مصائب قوم" عاد إلى مصر ليعمل مساعد مخرج مع المخرج الكبير يوسف شاهين وهو مدرسته الأولى في الإخراج في فيلمي "وداعا يا بونابرت" وفيلم "حدوتة مصرية" عام 1981.

 

####

 

«عنكبوت مقدس» يُشعل المنافسة فى مهرجان «كان»

هويدا حمدى

تشعر بثراء لا حدود له، ومتعة كبيرة  فى مهرجان كان العريق، بين العروض والمؤتمرات الصحفية والحوارات والجلسات النقاشية، حتى مع وجود أفلام متواضعة أحيانا لا تتوقع وجودها فى مهرجان كمهرجان كان ، لكن يبدو أن الحسابات مختلفة ومعقدة أحيانا وقد تسمح بما لا تتوقعه

غابت الأسماء الكبيرة خاصة الأمريكية، فلم يشارك معظم صناع السينما الأمريكية والاستوديوهات الضخمة فى هذه الدورة، ربما يفضلون المشاركة فى مهرجان ڤينيسيا الذى يقام فى نهاية أغسطس القادم ومنه إلى تورونتو المهرجان الرسمى لأمريكا الشمالية والأقرب للشركات الأمريكية والهوليوودية ونجومها الذين فى معظم الأحوال تنص عقودهم على التواجد بتورنتو للترويج لأفلامهم، ورغم حضور قوى للأفلام الأوروبية إلا أنها لم تنجح فى تعويض الغياب.

فى الأيام الأولى للمهرجان كان الإيقاع هادئا عدا ما أحدثه فيلم «زوجة تشايكوفيسكى «من إعجاب وتوقعات بأن ينال أحد الجوائز المهمة، وما أثاره الفيلم السويدى للمخرج السويدى من أصل مصرى طارق صالح « صبى من السماء « من جدل كان متوقعاً لدى المصريين والعرب فقط طبعا.

حتى كان اليوم السادس ، مساء الأحد .. عُرض الفيلم الإيرانى « عنكبوت مقدس» فقلب الموازين وأحدث صخبا هائلا وأشعل المنافسة على السعفة الذهبية.

قبل عرض « عنكبوت مقدس « أحسن الجمهور استقبال صناع الفيلم وعلى رأسهم المخرج على عباسى الذى يعود لكان بعد أربع سنوات حيث فاز فيلمه «حدود « بأفضل فيلم فى مسابقة نظرة ما - هذا العام ينافس فى المسابقة الرسمية بفيلمه الرائع المستوحى من أحداث حقيقية عن رجل قام بقتل ١٦ إمرأة من بائعات الهوى فى مشهد بإيران تألق فى تجسيده مهدى باجستانى.

يظل غامضا ، حتى تتبعه صحفية جريئة لعبت دورها ببراعة زار أمير ،كادت أن تكون ضحيته السابعة عشرة لولا أنها تغلبت عليه وكشفت سره وغموض جرائمه ، وكان الغريب تعاطف الناس مع الرجل الذى يفخر هو وأهله وحتى أبنائه الصغار بجرائمه التى زينت له نفسه المريضة أنها بدافع دينى ،ليخلص المجتمع من فساد ضحاياه ، والأكثر بؤساً كان تحايل بعض رجال الدين ،الذين حاولوا نصرته ودعمه، لكن يتم إعدامه وفقا للقانون واستغلالاً للقضية سياسيا قبل الانتخابات ، يتم إعدامه لكنه يتحول لبطل ديني!

قبل عرض الفيلم رفع مجموعة من النساء لافتات تندد بالعنف ضد المرأة ، يرفعن لافتات بأسماء ١٢٩ إمرأة من ضحايا العنف الأسرى.

وفى المؤتمر الصحفى الذى أقيم فى اليوم التالى والذى قوبل فيه صناع الفيلم بترحيب شديد استكمالا لعاصفة التصفيق التالية لعرض الفيلم، قال المخرج إنه حزين لتجاهل المجتمع للنساء اللاتى قتلهن السفاح منذ عشرين عاما فلم يذكرهن أحد باعتبارهن ضحايا وإنما فاسدات تطهر المجتمع منهن ! .

الجريمة التى تباطأت الشرطة فى تعقبها حتى أصرت الصحفية الشجاعة على تعقبها وقعت والمخرج على العباسى مازال طالبا جامعيا ، وهو الآن يشعر بارتياح لتقديم القضية والحقيقة التى قد لا يتقبلها الشعب الإيراني.

الفيلم تم تصويره فى الأردن ، وكما هو معروف لن يعرض فى إيران خاصة وبه مشاهد عرى غير مقبولة هناك، والمخرج نفسه غير مقبول وأفلامه ممنوعة وكلها تم إنتاجها خارج إيران حيث يقيم بالدانمارك .

المرأة خلف العدسة

يحاول مهرجان «كان» كباقى المهرجانات الأخرى دعم المرأة والحرص على التنوع والمساواة فى كل المسابقات والبرامج ، وقد يكون هذا من أسباب قبول أفلام متواضعة بعيداً عن المسابقة الرسمية ..

ونظمت أمس منظمة الصحفيين الأجانب بهوليوود ندوة بعنوان « المرأة خلف العدسة « أدارتها هيلين هوين رئيسة المنظمة وشارك فيها كل من المخرجة الفلسطينية مها حاج ويعرض لها « حمى البحر المتوسط « والمخرجة المغربية مريم توزانى والتى يعرض لها « القفطان الأزرق « ودار فيها النقاش حول التحديات التى تواجهها المرأة كصانعة أفلام فى ظل الظروف الحالية لصناعة السينما .

 

####

 

طارق الشناوي: «صبي من الجنة» لن ينافس بمهرجان كان

محمد طه

أكد طارق الشناوي الناقد الفني، أن فيلم "صبي من الجنة" يمثل السويد وليس مصر وإن كان أصول مخرجه من مصر، موضحا أن صناع السينما في دول أوروبا لديهم مساحات حرية تنتقد المؤسسات الدينية والمشكلة ليست في جراءة انتقاد الأزهر ولكن البناء الفني فيه سذاجة.

وأضاف طارق الشناوي، في تصريحات تلفزيونية، أن البناء الفني فيه سذاجة وليس مبنيا على دراسة صحيحة لحالة الأزهر طوال تاريخيه، متابعًا: "الأزهر له مواقف بطولية ويجب أن يكون في دراسة للأزهر".

واستكمل: "الأزهر دائما كان داعما للدولة وفيلم صبي من الجنة يهاجم الدستور الذي ينظم اختيار شيخ الأزهر والمخرج لم يدرس القضية جيدا، وتناول الفيلم للأجهزة الامنية يذكرك بأفلام الستينات والمعالجة الدرامية مليئة بالسذاجة السياسية، والفيلم ضعيف فنيا ولن يستطيع المنافسة لأسباب فنية بحته".

وقصة فيلم "صبي من الجنة" تدور حول شاب ريفي يدعى آدم الده صياد سمك، ويتلقى منحة للدراسة في جامعة الأزهر، وخلال أول يوم دراسي له يلتقي الطلاب الجدد بالإمام الأكبر، ولكن فجأة يموت شيخ الأزهر أمام طلابه، لتبدأ معركة أخرى بين مساعديه ومعاونيه ليرثوا منصبه الذي يمثل أعلى سلطة دينية إسلامية "سُنية" في العالم.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

24.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004