ملفات خاصة

 
 
 

ثلاثة أفلام عُرضت في كانّ 75: ماركسية وفقدان براءة وشغف مدمّر

المصدر: "النهار" - كانّ - هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

روبن أوستلوند عاد إلى مسابقة #مهرجان كانّ ال#سينمائي (17 - 28 أيار) بعمل جديد، بعد خمس سنوات من نيله "السعفة" عن "المربّع" (أو "الميدان"). فبعد المربّع لا بد من مثلّث، وليس أي مثلّث بل "مثلّث الحزن"، وتحلو لي ترجمته أيضاً بالتعاسة، لأن العالم الذي يصوّره المخرج السويدي محوط بالتعاسة ولو أرادت الشخصيات اثبات عكس ذلك بالكثير من التخبط الذي يتحول إلى سلسلة مهازل.

وقاحة، لؤم، جرأة، سخرية. هذه بعض صفات الأفلام التي قدّمها أوستلوند في السنوات الماضية، من "سائح" إلى "الميدان". منذ اطلالته، بدا ابناً شرعياً للسينما الاسكندينافية التي تلسع ولا ترحم. مع ذلك، هو أقرب إلى لويس بونويل وميشائيل هانكه منه إلى مواطنه إنغمار برغمان. يمكن القول انه يحمل مزيجاً من هوية سويدية على مستوى الحرية التي يسبح فيها، وفوضوية تذكّرنا بماركو فيريري.

الدخول إلى فيلم لأوستلوند لا يتم بسوى وعود. الوعد الأكبر هو اننا سنتسلى كالمجانين. ولو لم يعجبنا الفيلم، أو كانت لنا في شأنه تحفظات، نتوقع على الأقل اننا سنتلقى في وجوهنا نسمة هواء منعش. أوستلوند يعرف كيف يخرج المُشاهد من رتابته، وهذا ما حدث تماماً عندما انتهينا من مشاهدة أفلام عدة في كانّ، ثم دخلنا إلى "مثلّث الحزن". هذا لا يعني ان الأفلام الأخرى ليست على المستوى المطلوب، بالعكس، لكن أوستلوند يجيد الدفع بالابتكار والاختلاف إلى حدّهما الأبعد.

يبدأ "مثلّث الحزن" بزوجين أو حبيبين (الفيلم لا يحدد العلاقة) يعملان في عرض الأزياء. كلّ شيء بينهما يشي ان العلاقة على شفير الانهيار أو على حافة الانفجار. فالرجل يطالبها بأن تتحمّل بعضاً من نفقات خروجهما معاً. في هذا الفصل الأول الذي يحمل اسم هذين الشخصين، يباشر أوستلوند رسم بورتريه شديد التوتر لثنائي عصري، مع قدر من التوتر والنيات المبيتة العزيزة على قلبه منذ "سائح". فجأةً، من دون أي علاقة بين الفصل السابق والفصل المقبل، نجد أنفسنا على متن يخت لكبار الأثرياء الروس وغيرهم من أصحاب الثروات التي لا تحرقها النيران، لكن قد تكون قابلة للغرق! سنتعرّف إليهم جميعاً، واحداً تلو الآخر. من اطلع سابقاً على سينما أوستلوند، لا بد ان يتكهّن ماذا يعني ان يبحر على متن سفينة مع مجموعة من رؤوس الأموال. بلى، رؤوس أموال، فهو لا يرى فيهم سوى مادة لصراع طبقي. فما بالك اذا كان قبطان السفينة نفسه (وودي هارلسون) ماركسيا…

لأكثر من نصف الفيلم، سنكون أسرى هذه السفينة التي ستبدو كأن لويس بونويل خطفها ليصوّر فيها "السحر الخفي للبورجوازية"، أو كأنه نسخة بحرية لـ"الوليمة الكبرى" لماركو فيريري، من دون ان يبلغ نزعات فوضوية تخريبية مشابهة. هذا كله يتحوّل تدريجاً إلى استعارة لعالمنا المعاصر، ويبحر في مكان ما بين تايتانيك وسفينة نوح. وبما ان الفيلم ساعتان ونصف الساعة ويحتاج بالتالي إلى مادة، فمصيبة تحدث (لن نكشفها) يضطر المسافرون على اثرها للجوء إلى الجزيرة. هناك يضعف الفيلم ويتعثّر ويفقد شيئاً من بريقه، نصّاً وإخراجاً وتمثيلاً وخطاباً، خصوصاً ان لعبة أوستلوند تصبح مكشوفة: تبديل الأدوار. فمن كان خادماً على متن اليخت يصبح سيداً والسيد يصبح خادماً عندما تتساوى الحاجات البيولوجية بين البشر، والجميع يصبح عبارة عن أفواه.

***

المواجهة بين الفرد ومحيطه لا يكاد أحد في السينما المعاصرة يتحدّث عنها كما يفعل ذلك جيمس غراي، بالرومنطيقية اليائسة التي ترينا كلّ شيء هباءً بهباء. مع ذلك هناك دائماً مكان ينبع منه الأمل. جديده "يوم هرمغدون" (مسابقة) يعيدنا إلى طفولته المشاغبة في نيويورك خلال عهد رونالد ريغن، أي في مطلع الثمانينات، في لحظة سياسية مصيرية وصعبة، مستعيراً عبارة تخرج من فم الرئيس الراحل، للاشارة إلى صراع الخير والشر، لعنونة فيلمه. كما هي الحال في أعماله السابقة، يروي فصلاً من فصول الاختلاف، من خلال الطفولة التي تشق طريقها إلى عالم الكبار فتفقد براءتها كلما عاشت وشاهدت واتجهت صوب الخيارات.

كما في معظم أفلامه، اليهودية حاضرة بقوة، هنا في الأحاديث على الطاولة عندما تجتمع العائلة والأقارب لعشاء صاخب، وأيضاً في الهوية التي يحملها مَن ينتمي إلى أقلية دينية تحدده إلى الأبد. في عائلة تعاني من أزمة بل أزمات، ينشأ الصبي بول غراف (الأنا الأخرى لجيمس غراي - مايكل بانكس ريبيتا) وفي داخله ميلٌ إلى الفن، الشيء الذي سيضعه في مواجهة مع أهله، لا سيما مع الوالد القاسي، في اعادة تدوير ناجحة للتيمة الأساسية التي يدور عليها معظم أفلام غراي: العلاقة الاشكالية بالأب. واذا كان النزوع إلى الفن الذي يكتشفه وهو يزور متحف غوغنهايم يولّد نزاعاً بينه وبين الأهل، خصوصاً انه تلميذ غير مجتهد، فلا يمكننا الا ان نتخيّل بقية الحكاية بمفردنا، كونه لا يقولها لنا: حكاية إنقاذ إنسان على يد الفنّ.

عشق غراي للموجة الفرنسية الجديدة ليس سراً، لذلك غير مستغرب ان يشبّه بعض النقّاد فيلمه هذا بـ"الحياة الماجنة" لتروفو. هناك الدرب نفسه المحفوف بالتحديات الذي سيحمل إلى السينما صبيا مصنوعا من المعاناة ومعجونا بالقسوة. آه، نسينا ان نذكر أيضاً ان ضوء مدير التصوير داريوس خونجي "فرجة" ترفع من شأن الفيلم.

***

في دورة منعت الادارة الوفود الرسمية الروسية من المشاركة في المهرجان دعماً لأوكرانيا، تربّع الفيلم الروسي "زوجة تشايكوفسكي" للمخرج كيريل سيريبرينيكوف، أجمل الأفلام وأروعها. سيريبرينيكيوف المنشق عن نظام بوتين سبق ان عرض في كانّ فيلمين نالا ما نالا من اهتمام، لكن المسألة مختلفة هذه المرة. فالرجل بعد فترة من الاقامة الجبرية، غادر روسيا للعيش في برلين. معاينة فيلم روسي قبل الغزو ليست كما قبله، على الأقل في نظر الغرب الذي بدا يرى حتى في ضم فيلم مخرج روسي معارض عانى من ظلم النظام إلى المسابقة قرارا غير مقبول، كما جاء في تصريح للمخرجة البولندية الكبيرة أنييشكا هولاند. في أي حال، جاءنا سيريبرينيكوف بعمل جبّار. ساعتان ونصف الساعة من سينما خالصة، مشبّعة بجماليات لا يقدر عليها الا الروس أو مَن يحمل روحا روسية. نحن أمام عمل أصيل في أدق تفاصيله. الحكاية عن زوجة تشايكوفسي (يلعب دوره أودين بيرون). نعم كان للموسيقار الروسي زوجة عاش معها لفترة، وهي تُدعى أنتونينا ميليوكوفا (أيلونا ميخايلوفا) بالرغم من انه كان مثلياً. هذا الزواج كان للتغطية على ميوله الجنسية في مجتمع أرثوذكسي لا يرحم. فنحن في روسيا أواخر القرن التاسع عشر. المجتمع لا يزال يتدخّل في حياة البشر، أما المرأة فهي لم تنل بعد كامل حقوقها، ولا تستطيع ان تطلّق بسهولة اذا ارادت. اذا كان تشايكوفسكي لا يتحمّل حتى ان يقبّل زوجته، فأنتونينا في المقابل عشقته حتى الجنون. حب نشأ بسرعة، منذ أول اللقاءات بينهما، وهي تلميذة موسيقى.

الفيلم لا يغرق في السنتيمانتالية ولا في ادانة ظروف عيش المرأة كما لو كان مموّلاً من جمعية لتمكين المرأة، بل هو عن الشغف والحبّ ولحظة بلوغ الجنون وتحوّل الحب إلى تعلّق والاهتمام إلى هوس. يرينا الفيلم كيف ينزلق هذا الزواج إلى كارثة تدمّر حياة أنتونينا، ومع ذلك تغدو مصدر إلهام لتشايكوفسكي. معالجة الفيلم البصرية شديدة الرومنطيقية وشديدة القسوة في آن واحد. يعتمد المخرج اسلوباً فيه الكثير من التفخيم ومشبّع بالموسيقى (دون استخدام أي موسيقى لتشايكوفسكي). نجد أنفسنا في قلب الاضطراب العاطفي لتنتج منه لقطات تحلّق بنا إلى السماء السابعة، وهي لقطات ستبقى حتماً في ذاكرتنا لفترة، تصوّر عذابات أنتونينا ومعاناتها لحظة انفصالها عن الواقع والدخول في عالم مواز.

 

النهار اللبنانية في

23.05.2022

 
 
 
 
 

السجادة الحمراء لمهرجان كان تتحول لمناهضة الحرب فى أوكرانيا والعنف ضد المرأة

كتب علي الكشوطي

انطلق مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75، وهو المهرجان الذي يعد الأضخم والأكبر ويلتفت أنظار العالم إليه بكل ما يعرض فيه وكل من يسير علي سجادته الحمراء التي تعتبر أحد أهم المناسبات التي تستعرض عليها النجمات أحدث صيحات الموضة وتتبارى كل منهن بارتداء أجمل الفساتين، ولكن بنفس قدر أهمية السجادة الحمراء للنجوم، تأتي أهميتها لدى النشطاء وخاصة الحركات النسوية التي تتخذ دوما من مهرجان كان وسجادته الحمراء مكانا لتوجيه صرخاتهن للعالم أجمع.

البداية كانت من التنديد بالعنف الجنسي الذي تتعرض له النساء الأوكرانيات في سياق الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا حيث تفاجئ الحضور علي السجادة الحمراء ممن جاءوا لحضور عرض فيلم Three Thousand Years of Longing، بطولة إدريس ألبا وتيلدا سوينتون واللبناني نيقولا معوض للمخرج الحاصل علي الأوسكار جورج ميلر، بسيدة عارية تماما رسمت علي جسدها ألوان علم أوكرانيا، وتصرخ علي السجادة الحمراء طلبا لوقف العنف ضد النساء الأوكرانيات، قائلة كفى اغتصابا للنساء وذلك باعتبار أن النساء هن أول من يدفعن ثمن الحرب.

وعلى جانب آخر، حظى المخرج العالمى جورج ميلر، بتصفيق وحفاوة استمرت لأكثر من 6 دقائق فى عرض فيلمه الجديد Three Thousand Years of Longing .

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة فارايتي، فإن جورج ميلر، عاد من جديد بفيلمه Three Thousand Years of Longing، بعد ابتعاده للمشاركة فى كان السينمائى منذ طرحه لفيلمه Mad Max: Fury Road.

الواقعة الثانية كانت مع عرض المخرج الإيراني علي عباسي Holy Spider أو "العنكبوت المقدس" في مهرجان كان السينمائي وهو فيلم الذي يستند إلى قصة حقيقية لسفاح في مدينة مشهد الإيرانية، ويدور الفيلم في ضواحي المدينة الإيرانية حيث يقوم القاتل يدعى سعيد هاني، يؤدي دوره مهدي باجستاني، بمطاردة بائعات الهوى لقتلهن كنوع من التطهير وتلاحقه الصحفية الاستقصائية رحيمي، التي تلعب دورها زار أمير إبراهيمي، وعندما أُلقي القبض على القاتل، في عام 2001، وجد دعما لحجته بأنه كان يقضي على ما وصفه بالفساد الأخلاقي، على الرغم من إدانته وإعدامه في العام التالي، والفيلم واحد من 21 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية الأولى في المهرجان، وفاز عباسي بجائزة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان عام 2018 عن فيلمه "حدود".

مع عرض الفيلم ومع وصول صناع الفيلم قام أعضاء الحركة النسوية "Les Colleuses" بالدخول إلى السجادة الحمراء وهم يحملن لافتة عملاقة مكتوب عليها أسماء 129 امرأة قتلن نتيجة العنف الأسري وقاموا بإشعال ألعاب نارية "شماريخه" تصدر دخان أسود وذلك للتنديد بالعنف ضد المرأة، ويأتي ذلك في الوقت الذي قام فيه المهرجان نفسه بفتح مساحة للتعبير عن الرأي خاصة بعدما فتح الطريق لظهور رئيس أوكرانيا، حيث شهد مسرح حفل انطلاق مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75 ظهور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي ألقى خطابًا مفاجئًا بالفيديو عبر الأقمار الصناعية، وقال فولوديمير إنه في النهاية ستختفى الكراهية ويموت الطغاة، وأشار إلى قوة السينما خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك فيلم تشارلي شابلن "الدكتاتور العظيم" الذي سخر من الزعيم النازي أدولف هتلر.

وقال زيلينسكي: "نحتاج إلى تشابلن جديد ليثبت اليوم أن السينما ليست صامتة، وتساءل هل ستبقى السينما صامتة أم ستتحدث؟ هل يمكن أن تبقى السينما خارج ما يحدث في أوكرانيا، ولقي خطابه ترحيبا حارا من الجمهور.

وشهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75 منح النجم الأمريكي فورست ويتكر السعفة الذهبية الفخرية، تقديرا لمشواره الفني، وتفاجئ حضور المهرجان بمنح النجم توم كروز نفس الجائزة، وذلك قبل عرض فيلمهTop Gun: Maverick  بالمهرجان وسط حضور عدد من المشاهير.

الفيلم تدور أحداثه حول شخص بعد قضائه لأكثر من ثلاثين عاماً في القوات الجوية، حيث كان مافريك ضمن أفضل الطيارين، ولكنه يتفادى التقدم في الرتبة التي ستضعه في مكانة مختلفة كما يستمر في تطوير إمكانياته، يجد مافريك نفسه مكلفاً بتدريب كتيبة من خريجي Top Gun للقيام بمهمة محددة لم يقم بها طيار حي من قبل.

وبالإضافة لتوم كروز يشارك في بطولة الفيلم كتيبة ضخمة من النجوم منهم ميليس تيلر، جنيفر كونيلي، جون هام، مونيكا باربارو، إد هاريس وفال كيلمر، وهو من تأليف جيم كاش، جاك إيبس جونيور، إريك وانر سينجر، كريستوفر ماكواير وإهرن كروجر، وإخراج جوزيف كويزينيسكي.

وقررت القوات الجوية الفرنسية توجيه تحية على طريقتها الخاصة للنجم العالمي توم كروز، بمناسبة عرض فيلمه الأخير "Top Gun: Maverick" في مهرجان كان السينمائي، حيث أطلقت تسع طائرات في سماء المهرجان لتوجيه تحية للنجم العالمي الكبير لحظة وصوله للسجادة الحمراء من المهرجان وافتتاح فيلمه.

وشهد المهرجان عرض فيلم النجمة الفرنسية العالمية ماريون كوتيار، Brother And Sister  وتدور أحداثه حول أخ وأخت يقتربان من الخمسينيات لم يعودوا يتحدثون إلى بعضهم البعض وتجنبوا بعضهم البعض لأكثر من عشرين عامًا، لكن موت والديهما سيجبرهما على عبور مسارات أخرى.

استمرار لدعم مهرجان كان لـ أوكرانيا شهد مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75، عرض الفيلم الروسي Tchaikovsky's Wife، وهو الاستثناء الوحيد من قرار مهرجان كان السينمائي بمنع مشاركة السينمائيين الروس أو الوفود الرسمية الروسية بالمهرجان علي إثر الحرب الروسية الأوكرانية، ويأتي ذلك الاستثناء باعتبار أن مخرج الفيلم كيريل سيريبرينيكوف هو مخرج معارض للنظام الروسي وسبق وأن جمعتهما مشكلات كثيرة.

وشهد حضور فيلم Tchaikovsky's Wife، حضور مخرج الفيلم كيريل سيريبرينيكوف، وبطلي الفيلم أليونا ميخايلوفا و أودين لوند بيرون.

وكان شهد مهرجان كان في عام 2018 حمل أبطال فيلم Summer على السجادة الحمراء للفيلم بمهرجان كان لافتات داعمة للمخرج كيريل سيريبرينيكوف والذى وضع قيد الإقامة الجبرية لحين محاكمته فى روسيا معتبرين أن هذا التصرف هو حملة قمع حكومية على الفن.

فيما شهد مهرجان كان السينمائي تنظيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لحفل استقبال بسوق الفيلم على هامش الدورة الـ 75، وخلال الحفل الذي أقيم بمدينة كان الفرنسية، استقبل الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والمخرج أمير رمسيس، مدير المهرجان، عدد كبير من النجوم والسينمائيين وممثلي المهرجانات العربية والدولية.

وبدأ حفل الاستقبال بكلمة لرئيس المهرجان حسين فهمي، أعرب من خلالها عن حزنه الشديد لفقد صديقه وزميله الفنان الكبير سمير صبري، الذي يعد أحد أهم فنانين السينما المصرية، والذي كان له دورا بارزا في تأسيس ودعم المهرجان منذ عام 1976.

ويعد ذلك اللقاء الذي جمع عدد كبير من السينمائيين حول العالم، بمثابة لقاء تعريفي بالدورة الـ 44 من المهرجان، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل، والتي من المنتظر أن يتم الكشف عن تفاصيلها خلال الفترة المقبلة.

كما سعى المهرجان من خلال ذلك الحفل إلى التعرف على العديد من السينمائيين من مختلف الثقافات للتحدث عن مستجدات صناعة السينما حول العالم، ولفتح مزيد من سبل التعاون بين المهرجان والمهرجانات العربية والدولية والعالمية.

 

####

 

موديل إيرانية تلفت الأنظار فى مهرجان كان بإطلالة أنيقة من ماركة أوكرانية "صور"

كتبت ريهام عبد الله

ظهرت الموديل الإيرانية الأمريكية، مهلقا جابرى، بإطلالة جريئة، على السجاد الحمراء فى مهرجان كان السينمائى الدولى، فى دورته الـ75، وأطلت مهلقا على الجمهور بفستان أنيق باللون الأسود.

وقالت في تدوينة عبر حسابها على موقع "إنستجرام": "أنا فخورة بارتداء فستان من ماركة "ميلا ملانوفا" فى عشاء شوبارد جالا، وهى علامة تجارية أوكرانية للعرائس، غيرت تركيز علامتها التجارية لإنشاء إمدادات واقية وطبية لبلدهم، خلال خضم الحرب مع روسيا".

ومن جهة أخرى، رصدت عدسات المصورين النجمة شارون ستون، وهى متألقة على السجادة الحمراء لفيلم Forever Young بمهرجان كان السينمائى فى دورته الـ75، وكان مهرجان كان السينمائى قد شهد عرض فيلم المخرج الإيرانى على عباسى Holy Spider أو "العنكبوت المقدس" فى مهرجان كان السينمائي، وهو فيلم الذى يستند إلى قصة حقيقية لسفاح فى مدينة مشهد الإيرانية.

ويدور الفيلم فى ضواحى المدينة الإيرانية، حيث يقوم القاتل يدعى سعيد هاني، يؤدى دوره مهدى باجستاني، بمطاردة بائعات الهوى لقتلهن كنوع من التطهير وتلاحقه الصحفية الاستقصائية رحيمي، التى تلعب دورها زار أمير إبراهيمي، وعندما أُلقى القبض على القاتل، فى عام 2001، وجد دعما لحجته بأنه كان يقضى على ما وصفه بالفساد الأخلاقي، على الرغم من إدانته وإعدامه فى العام التالي، والفيلم واحد من 21 فيلمًا تتنافس على جائزة السعفة الذهبية الأولى فى المهرجان، وفاز عباسى بجائزة قسم "نظرة ما" فى مهرجان كان عام 2018 عن فيلمه "حدود".

مع عرض الفيلم ومع وصول صناع الفيلم قام أعضاء الحركة النسوية "Les Colleuses" بالدخول إلى السجادة الحمراء وهم يحملن لافتة عملاقة مكتوب عليها أسماء 129 امرأة قتلن نتيجة العنف الأسرى وقاموا بإشعال ألعاب نارية "شماريخ" تصدر دخانا أسود وذلك للتنديد بالعنف ضد المرأة.

 

اليوم السابع المصرية في

23.05.2022

 
 
 
 
 

فيلم أر. إم. إن .. العنصرية تتفجر في رومانيا!

كان – عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج الروماني كرستيان منجيو أحد أبرز الرهانات السينمائية الرومانية والأوروبية بالذات بعد تألقه في تقديم فيلم اربع اشهر وثلاثة اسابيع ويومين الذي نال عنه السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي العام 2017 ليحقق قفزة كبرى عبر لغته السينمائية والاحترافية العالية التي تعامل بها مع موضوع يتناول بالنقد العميق لمرحلة الرئيس الروماني الاسبق اندريه تشوتسكو .

واليوم حينما يعود كرستيان منجيو الى كان فإنه يقدم لنا تجربة سينمائية لا تقل أهمية ومكانة عن جملة تجاربه السابقة ومنها – حكايات العصر الذهبي – و – جاف التلال – و – التخرج من البكالوريا – .

فيلمه الجديد يحمل عنوان – أر . أم . أن – وهو اختصار لمصطلح – الاشعة السينية للدماغ – حيث يقدم لنا منجيو فيلم محكم الصنعة متماسك كما تكشف لنا الاشعة السينية فانها يعمل على التركيز على الحالة الراهنة لرومانيا ولا يتردد في الكشف عن عناصر الخلل في التحول الاجتماعي والنقد الصريح للعنصرية الواضحة تاره اتجاه الغجر واخري اتجاه العماله الاجنبية القادمة من اسيا على وجه الخصوص التى يرفضها المجتمع الروماني كما يرفض العرب والمسلمين وكل الملونيين .

تجري الاحداث فبيل ايام قليلة من اعياد الميلاد حيث يفترض ان تتجمع وتتوحد الاسرة الرومانية او الاوروبية بشكل عام . حيث نتابع حكاية ماثيو الروماني الذي يفقد عمله في احدي مذابح الاغنام في المانيا حينما يصفة احد زملاءه في العمل ب – الغجري – مما يضطره الى ضربة والهروب عائدا الى احدي مدن رومانيا بعيد عن العاصمة بوخارسيت . وهي مدينة ترانسلفينان المليئة بعدد الطوائف والاديان . في البداية يواجه حادثة غريبة تعرض لها ابنه الصغير خلال توجهه لمدرسته جعلته عاجز عن النطق والخوف من العودة الى ذات الطريق الذى يسير به يوميا ويحاول ماثيو مرافقة طفله يوميا للعودة التدريجية للمدرسة . كل ذلك على خلفية توتر العلاقة من زوجته ومحاولته لعودة العلاقة مع حبيبته السابقة والتى انفصلت عن زوجها وهذة الاخيرة تدير احد المخابز الالكترونية التى تامن الخبر للمنطقة والتى تضطر امام الحاجة للعمالة ان تستعين بعمالة قادمة من سيرلانكا امام الكلفة المرتفعة للايادي العاملة الرومانية او تلك القادمة من اوروبا .

ولكن القرية تشتعل عضبا عنصريا رافضه العمالة التى جاءت من سيرلانكا بحجج واهية تاره بالاتهام بانهم مسلمون وبعد الاكتشاف بانهم مسيحون تاتى الاتهامات بانهم ليسوا من اوروبا وايضا الاتهام الكاذب بانهم لا يتمتعون بالنظافة وغيرها من التهامات التى تظل تحاصر العماله في كل مكان عبر طرح عنصري شوفني اعمي لا يري التغيير والمنطق والتطور الحقيقي واحتياجات كل بلد من اجل النهوض .

تتداخل الاحداث طفل فقد النطق لا نعرف حيثيات الحادثة فهل تعرض للتحرش او شاهد دبا وهو يقطع الغابة الى مدرسة ورجل بلا عمل وقسيس يحاول ان يسترضى سكان القرية على حساب القيم الدينية والانسانية الكبري وشابة تحاول ان تساعد بلاده من خلال المصنع الذي تديره والمجهز تقنيا وبموصفات صحية وانتاجية عالية الجودة .

حتى ياتى المشهد الاكثر اهمية والمدهش الثري حيث يلتقي ابناء القرية بجميع اطيافهم عبر مشهد ثابت لاكثر من ربع ساعة وحوار يبدا منذ اللحظة الاولي وهو يعزف على اوتار العنصرية البحته التى تغرق بها رومانيا والكثير من دول العالم ضد كل ما هو اجنبي وملون ومختلف .

مشهد سينمائي يعرفنا عن حالة الاقتدار العالي المستوى الذى يتمتع به هذا المبدع الروماني الرصين كرستيان منجيو الذى قام ايضا بكتابة السيناريو والحوار من خلال لغة تحمل التصادم والمواجهة والكشف الصريح للذات المتطرفة والتى لا ترضي بالحوار او التفاهم .

سينما كرستيان منجيو سينما تذخنا الى التحليل الصادم والدخول في التباسات يظل محورها الاساس تسليط الضوء على القضية المحورية . ففي عالم العنصرية ستسكت الاجيال ولن تستطيع المضي الى المستقبل وستكون هناك عزله بين الاجيال والطوائف وقبل كل هذا وذلك لن تكون البلد قادرة على المضي قدما وتلبية احتياجات عبر الاستعانه بالعمالة المتخصصة من انحاء العالم .

وفي المشهد يبلغ ماتيو عن انتحار والده وفي مشهد يعمل على كشف الكثير من الغموض ومن بينها ان مشاهدة ابنه وهو في الطريق الى المدرسة حلما عن رجل منتحر وكانه يري المستقبل وحينما يحاول ماثيو للحماية ابنه يكتشف بانه الغابة مليئة بالدببة التى تمثل التوحش الذي يحيط به وبالتالي بلاده ومستقبله وعلاقاته الانسانية والاجتماعية .

قدم شخصية ماثيو – مارين جريجور – باداء عال ومفهم كبير للشخصية والاشكاليات التى تعانى منها والظروف التى تحيط به ومن بينها العنصرية المكتومة والعلاقة المزدوجة بين زوجته وحبيبته وايضا غضب اهل القرية وعنصريتهم الصريحة .

مدير التصوير تيدور فلاديميير باندرو واحد من الرهانات الايجابية للفيلم عبر الحلول البصرية التى قدمها بالذات في مشهد الاجتماع الذى انتقل من الكنسية الى المركز الثقافي وكان المؤسسة الدينية والسياسية والاجتماعية بكاملها متطرفة عنصرية رافضة للاخر حتى الغجر من ابناء البلد الروماني .

كرستيان منجيو يدق ناقوسا كبيرا .. احذروا العنصرية لانها انتحار للاجيال وصمت للجيل المستقبل ودمار سياسي واجتماعي شامل.

هكذا تكون السينما حينما تذهب الى الحقيقة.

 

####

 

فيلم تحت الشجر.. السينما التونسية تعزف على نغمة الحب والأرض

كان – عبد الستار ناجي

ضمن انتاج تونسي – سويسري – فرنسي – قطري – يأتي فيلم – تحت شجر التين – والعنوان الفرنسي – تحت شجر التين – للمخرجة التونسية اريج السخيري ضمن العروض الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي وضمن تظاهرة – اسبوعا المخرجين – . قصيدة سينمائية هي البساطة والعمق وهي الكتابة الخالية من التكلف والمتن المحوري الى مجموعة من الحكايات والحوارات تعزف على ايقاع الحب والأرض والتين والأمل .

فيلم – تحت شجر التين – حكايات العمالة التى تذهب الى تجميع التين في موسم الحصاد وهى تحمل معها حكاياتها والمها وايضا البحث عن الحب والدفء الانساني والعلاقات التى تمتد جيل بعد اخر .

فتيات شابات نسين الحلم من اجل مساعدة الاسرة التى تعيش على حافة الفقر . وهكذا هم مجموعة من الشباب الذين يحملون معهم الحلم المؤود تحت ظلال التين الذين يشكل موسم حصاده فرصة للتلاقي مع احلام الامس والغد وايضا الحصول على اجر يومي يغطي تكاليف الحياة .

سينما بلا تكلف او حتى شعارات بقدر ما هو تقرير عن حالة الوضع الراهن في تونس بعيدا عن السياسة قريبا من الضغوط الاقتصادية . الى حيث جيل يظل يراهن على امل قريب بعيد التحقيق .

تحت اشجار التين حيث يتحول الحقل الى مسرح كبير من الاحاسيس والالم والصور والشخوص التى تظل تتمحور حول هدف اساسي هو الحلم والحب والغد وهى معطيات ومفردات تظل بمثابة الرهان البعيد المنال .. فموسم الحصاد قصير سريع لا يحقق الحلم حتى في بناء علاقة جديدة او استعاده قديمة .

ولكن الموسم يبدا مع الحلم وينتهي مع زغاريد العودة الى الاهل تركين خلفهم احلامهم وذكرياتهم وايضا ظلالهم التى ارتسمت على تلك الاشجار الشامخة والباسقة والتى تظل تعطي وتثمر رغم الالم .. وهكذا هو الانسان تحت تلك الظلال والانحاء .

سينما عذبة .. سينما ثرية تلك التي تقدمها اريج السخيري يظل محورها الانسان وتونس .

وهي دعوة للمشاهدة والتأمل ..

 

####

 

الفيلم الإيراني العنكبوت المقدس.. لماذا يعتبر قاتل العاهرات بطلا!

كان – عبد الستار ناجي

قدم المخرج الايراني المعارض علي عباسي فيلمه الروائي الثاني – العنكبوت المقدس – في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الخامسة والسبعون 2022 .

وهو الفيلم الثاني لهذا المخرج المتميز بعد فيلمه الاول – حدود – الذي اثار كثيرا من الجدل حينما قدمه عام 2018 . وفي – العنكبوت المقدس – يذهب الى حكاية شهيرة شهدتها مدينة مشهد المقدسة حينما قام احد الاشخاص بتصفية مجموعة من العاهرات ( بائعات الهوى ) ضمن فتوى الجهاد ضد الفساد . وتمكن ذلك الرجل من اغتيال 16 امراة . وقد تم انجاز فيلم عنه منذ عامين .

واليوم يقوم المخرج الايراني علي عباسي بصناعة فيلم جديد عن حكاية وظروف تلك الشخصية عبر معالجة سينمائية عالية الجودة . وقد قام بتصوير الفيلم بالكامل في عدد من المدن الاردنية .بناء على طلب شركات الانتاج خوفا على حياته .

الفيلم يرحل بنا الى حكاية صحفية شابة تقرر السفر من طهران الى مشهد لمتابعة ملابسات الاغتيالات التي راحت ضحيتها مجموعة من السيدات يمتهن أقدم مهنة في التاريخ في تلك المدينة المقدسة.

وقد حمل ذلك القاتل في الصحف التي تصدر في ايران يومها اسم – العنكبوت المقدس – وذلك لتفاعل الكثير من اهل مشهد على وجه الخصوص واعتبار ما يقوم به هو تحقيق للعدالة وان ما يقوم به هو بطولة من اجل التخلص من الفساد المتمثل بتلك العاهرات التي ياخذنا الى عوالمهن وظروفهن الاجتماعية والاقتصادية الصعبة والقاسية .

لقد كان ( سعيد ) القاتل ينطلق من منظور ورغبة في تنظيف مدينة من تلك الفاسدات وهو يحقق القانون بيده وفي المقابل يلمس يوميا ردود الافعال من الشارع والعامة التى تتحدث عن بطولات وشرف ذلك القاتل الذى لا يعرفه احد حتى ضحاياه اللواتي يذهبن الى قدرهن بحثا عن الفتات المدى.

تمضي الصحفية في رحلتها للبحث بمساعدة زميل صحفي يعمل في صفحات الجريمة يمتلك علاقات مع العديد الضباط يمهدون الطريق له ولزميله لمشاهدة جثث الضحايا حيث كان ذلك القاتل بخنقهم .

وخلال تلك الرحلة نلاحظ تحرش احد الضباط بالصحفية التى ترده . لتواصل بحثها الدؤوب حتى تقرر ذات يوم الان تنزل الى الساحة التى تقف بها بائعات الهوي بعد مراقبة حثيثة ومعرفة بان القاتل يستخدم الدراجة النارية ويقوم زميلها الصحفي بالمراقبة من اجل حمايتها حتى اللحظة التى ترافق بها القاتل الذى يتمكن من الهروب من المراقبة واخذ الصحفية الى منزله وتبدا لعبته الا انه يواجه الرافض وايضا الرد على العنف بقوة حيث تقوم باستخراج سكينه والهروب بعد ان راحت تصرخ ليحضر الجيران .. وفي المشهد التالى مباشرة يتم القبض عليه .

خلال تواجدة في السجن وعملية التحقيق والمحاكمة تزوره عدة شخصيات نافذة تؤكد له بانه بطل وستقف خلفة ولكن هنالك ضغوط سياسية من العاصمة طهران لتنفيذ العادلة رغم خروج المظاهرات المؤيده لما قام به ( سعيد القاتل ) وتصاعد الدعم الاجتماعي حيث يقوم احد الشخصيات باحضار التموين لاسرة سعيد وهكذا راح جميع اهل الحي واصحاب المحلات باعطاء ابن سعيد واسرته كافة احتياجاتهم لانه بالنسبة للجميع بطل شريف .

حتى يأتى القرار بالجلد والاعدام .. وفي مشهد الجلد نجده واقفا بينما الجلاد يضرب على الحائط وهو يمثل وكأن احد يضربه ما اجل اقناع الصحفية التى تقف خارج الغرفة .

وحينما تأتى لحظة الاعدام يتم التنفيذ ليس لسبب الا ان العاصمة بضغوطها السياسية واقتراب موعد الانتخابات اذن لابد من ضحية حتى لو كان بطلا في عيون الجماهير .

اهمية هذا الفيلم بانه يعري اولا نظام الشرطة الفاسد وايضا التغيير في النظرة الاجتماعية للقانون والعدالة. التى تصور قاتل بانه بطل بحجة انه ينظف المدينة من الفاسدات بلا قانون وبلا مرجعية قانونية او محاكمة او محاسبة .

وخطوره هذا العمل ايضا ان تلك النظرة الاجتماعية تنتقل للابناء حيث نشاهد الصحفية وهى في طريق عوداتها وهي تشتهد للقاء مصور مع ابن القاتل وهو يمثل ما كان يقوم به وكانه تقليد لوالده البطل الذة سيسير على نهجه واسلوبه .

ان تغييب القانون الشرعي والاعتماد على الفتاوي والاجتهادات هو المحور الاساسي الذى اشتغل عليه الفيلم وكانه المخرج علي عباسي يصرخ باعلي صوته متحدثا عن غياب القانون الذى يتم استحضاره حينما تريد العاصمة والظروف السياسية .

في الفيلم مع علي عباسي كل من مهدي باجستانى وزار امير ابراهيمي بدور الصحفية .

خلف العمل مدير التصوير نديم كارلسون بحترافية عالية المستوى منحت الفيلم ابعاد اضافية بصرية عالية الجودة . وهناك الموسقار مارتن دريكوف الذى صاغ واحدة من التجارب السينمائية العالية الجودة وكانت موسيقاه ثرية وعميقة ولافته وجزء اساسي من تركيبة ذلك المنجز السينمائي الهام للسينمائي الايراني علي عباسي .

ويبقي ان نقول .

في فيلم – العنكبوت المقدس – قاتل العاهرات يصبح بطلا قوميا .

 

####

 

فيلم ارماجيدون تايم.. الأمريكي جيمس غراي يحتفي بالأسرة

كان – عبد الستار ناجي

تعود المخرج الاميركي جيمس غراي ان يحط رحاله في مدينة كان ومهرجانها السينمائي الدولي حيث تم تعميده عبر مجموعة من الإنتاجات السينمائية التي رسخت حضوره وأكدت بصمته ومن أبرز الأعمال التي عرضت له في كان نشير الى افلام – الاوديسا الصغيرة – و ذا ياردز – و- نحن نمتلك ليالينا – وغيرها وصولا الى فيلمه الجديد – ارماجيدون تايم – والارماجيدون حسب المصطلح التوراتي هي المعركة الكبرى . وهنا نحن أمام مفهوم أكبر للمعركة الكبرى التي تتمثل برحيل احد اكبر افراد الاسرة .

ودعونا نذهب الى الفيلم الذي كتبه واخرجه جيمس غراي معتمدا على ذاكرته الاسرية مؤكدا على اهمية ودور الاسرة ككيان وقوة ومستقبل . من خلال ذاكرة الطفل ( جيرمي سترونج ) الذى يعيش في كنف والده ووالدته ويدرس في مدرسة عامة تجعله يقترب كثيرا من صبي اسود تنشأ بينها علاقة ود وصداقة عالية تتحفظ عليها الاسرة لذا تقوم بنقله الى مدرسة خاصة الى جوار شقيقة ولكن العلاقة مع الصبي الاسود لا تتوقف يجمعهما احلام مشتركة هو بالتحاقة بالفنون الجميلة والصبي الاسمر لان يصبح رائد فضاء .

ومن اجل تحقيق ذلك الحلم والهروب من الاسرة يقرر الصبي سرقة احد اجهزة الكمبيوتر من مدرسة بمشاركة صديقة الاسمر والهروب الى فلوريدا . الا ان الشرطة تلقي القبض عليهما اثناء بيع الجهاز .

في تلك اللحظات الحاسمة يعترف الصبي الاسود بانه من قام بالسرقة من اجل حماية صديقة الابيض فيلما يحاول الصبي تبرءه صديقه ولكن علاقة والد الصبي مع احد رجال الشرطة تعمل على اخراجه من الحبس فيما يتم الحكم علي الصبي الاسود .

كل ذلك على خلفية الحالة الصحية التى راحت تتردي للجد ( انتوني هوبكنز ) الذى قدم كعادته اداء استثناء عميق وثري ومؤثر . وايضا علاقته مع والدته ( انى هاثوي ) ووالده القاسي الصارم المتوتر .

فيلم بسيط وحكاية تقليدي هادئة تظل تعزف على اوتار الاحتفاء بالاسرة واهميتها كونها تمثل القوة والدعم والاسناد لتحقيق الطموح والهدف . حتى لو كان ذلك علي حساب المصالح والعلاقات الانسانية التى انهارت امام رغبة الاهل تاره من خلال الامر لالنتقال الى مدرسة جديدة واخري بالتضحية بالصديق فقط لانه ملون .

سينما جيمس غراي الانسان حاضر اساسي به والاسرة تظل شاخصه ونابضه بالحياة ومتناقضاتها المها .

سينما ثرية رغم البساطة .. هكذا هي سينما جيمس غراي .

 

####

 

فيلم ثلاثة آلاف عام من الشوق.. جورج ميلر يستحضر الجن!

كان – عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج الأسترالي جورج ميلر واحدا من اهم الحكائين السينمائيين الذين يدهشوننا بأعمالهم وابداعاتهم والذي بدأ مشواره السينمائي مع فيلم – ماد ماكس – 1979 الى جوار مواطنه النجم ميل جيبسون . لتمضي المسيرة عبر سلسلة من افلام المغامرات التي اخذت منحى فلسفي عميق يدعو المشاهد الى الحوار ومن اعماله الجزء الثاني من – ماد ماكس – و – تولايت زون – و – بيبي بيج ان ذا سيتي – و – هابي فيت – جزءين – واخيرا تحفته – ماد ماكس طريق الحرية – الذى عرض في مهرجان كان السينمائي عام 2015 .

وهو يعود مجددا الى كان والى السينما من خلال فيلم – ثلاثة الاف عاما من الشوق – الذى يروي باختصار شديد علاقة الدمتورة اليثا ( تيلدا سونتون ) مع جنى خرج لها من قنينه قديمه اشترتها من احد الاسواق التركية القديمة جسد شصخية الجنة النجم البريطاني الاسمر ادريس البا .

دكتورة مرموقه نشطة ولكن بدون حياة اجتماعية او علاقات وجنى يسرد قصته على مدي ثلاثة الاف عاما عاشها متنقلا بين مجموعة من العلاقات من النساء اللواتي عمل على خدمتهن وعاش معهن قصصة رائعة يظل يحن اليهن ولكن الطلب الثالث ياتى دائما بالذهاب مجددا الى القنينة ليظل حبيسا . وحينما يظهر من جديد هي تريد ان تصنع تاريخا وعلاقة وهو يريد ان يكمل تاريخه وحكايته المقطوعة في رحلة سينمائية مشبعة بالدهشة الابهار والقراءة الذكية للتاريخ والازمنة والامكنة .

سينما من نوع مختلف تلك التى يقدمها جورج ميلر تحمل التقنية العالية والدهشة والابهار وقبل كل ذلك العمق الفلسفي . لا شي مجاني عند هذا المخرج والقامة السينمائية الكبري . يقرن دائما اشتغلاته بالبحث والتحليل والحرفة السينمائية المشبعة بالثراء والتجديد .

يعرض الجنى على صاحبته الجديدة ثلاث طلبات مقابل الحصول على حريته وهنا الفلسفة الجديدة والمنحي الجديدة حيث الجنى يقدم خدماته مقابل حريته التى ظلت حبيسة وبحكم الانسان وقرارته .ولكنها تريده لها وهي تعلم جيدا بان جميع الطلبات السابقة التى صدرت من الشخصيات السابقة كان خاطئة اما لاسباب مادية او صراع علي السلطة او غيرها . هي تريدها لتمضي بقية الزمان معه بعد ان راح يروي حكايته التى تمتد على مدي ثلاثة الاف عاما مشبعة بالشخوص والصراع والالم .

علاقة بين باحثة وجنى تذهب الى ما هو ابعد من العلاقة التقليدي بين انسانه تجد الجنى لينفذ طلباته الى علاقة بحث عن الحرية لجنى يريد الخلاص والامان النفسي بعد حسب طويل وخدمات يقدم لاسياده.

وفي النهاية ياتى الطلب الاخير .. اذهب فانت حر ..وياتى الجواب .. ساظل اعود اليك .. وهكذا ياتى المشهد الاخير حيث تلتقي به مصادفة وهى تتجول في احدي الحدائق .. مؤكدا بانه سيظل قريبا حبيبا .

سينما من نوع مبهر ممتع مسلئ وعميق هكذا هي سينما الحكاء المخرج الاسترالي جورج ميلر الرائع .

 

موقع "كيوسك24" في

23.05.2022

 
 
 
 
 

مركز السينما العربية يعلن عن الفائزين بجوائز النقاد في "كان"

البلاد/ مسافات

في حفل أقيم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، أعلن مركز السينما العربية في حفل أقيم بالشراكة مع مؤسسة IEFTA، عن الفائزين بجوائز النسخة السادسة من جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2021، وشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم تتكون من 167 ناقداً من 68 دولة، يشاهدون الأفلام عبر الشريك الرقمي Festival Scope.

وتعلق ديبورا يانغ مدير جوائز النقاد "رغم التنوع الكبير في ترشيحات هذا العام، فاز الفيلم المصري ريش للمخرج عمر الزهيري بثلاث جوائز، وهو فيلم أصيل وينبئ بمخرج يمتلك عيناً قادرة على التقاط القضايا الاجتماعية بذكاء، مبروك لريش والفائزين في الفئات الأخرى، ونشكر أعضاء لجنة التحكيم على مساهمتهم القيمة معنا".

قائمة الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية:

أفضل فيلم: ريش | إخراج: عمر الزهيري | مصر | تسلَّمت الجائزة المنتجة شاهيناز العقاد

أفضل ممثل: علي سليمان | فيلم: أميرة | فلسطين | تسلَّمت الجائزة الفنانة ميساء عبد الهادي

أفضل ممثلة: ميساء عبد الهادي | فيلم: صالون هدى | فلسطين | تسلَّمت الجائزة الفنانة ميساء عبد الهادي

أفضل مخرج: عمر الزهيري | فيلم: ريش | مصر | تسلَّمت الجائزة المنتجة شاهيناز العقاد

أفضل سيناريو: أحمد عامر وعمر الزهيري | فيلم: ريش | مصر | تسلَّم الجائزة المؤلف أحمد عامر 

أفضل فيلم وثائقي: فلسطين الصغرى | إخراج: عبد الله الخطيب | فلسطين ولبنان | 

 

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 167 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 68 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2021، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

مركز السينما العربية مؤسسة غير ربحية تأسست في 2015 على يد MAD Solutions بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

 

####

 

(إثراء) يشارك في "كان" السينمائي بأفلام جديدة لدعم المواهب

البلاد/ مسافات

للعام الثاني على التوالي، يشارك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ 75، المقامة حاليًا، على اعتبار أنه أكبر منتج للأفلام السينمائية في المملكة العربية السعودية، حيث يعرض فيلمين جديدين من إنتاج إثراء، سعيًا لإظهار المواهب السينمائية الوطنية في هذا الحدث العالمي.
وتأتي مشاركة إثراء ضمن الجناح السعودي في المهرجان، الذي تشرف عليه هيئة الأفلام، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مثل: وزارة الاستثمار، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وفيلم العلا، وشركة نيوم، ومجموعة
MBC، ومجموعة من شركات الإنتاج والتوزيع ونخبة من المواهب السعودية الواعدة.

وأوضح مدير المسرح والفنون الأدائية في (إثراء) ماجد زهير سمان، أن المشاركة الرسمية الثانية للمركز في مهرجان كان السينمائي؛ تعكس دور إثراء الفاعل في صناعة السينما المتنامية في المملكة، وتعزيز إنشاء المحتوى السينمائي الرائد. وأشار سمان إلى أن إثراء لديه حاليًا ثلاثة مشاريع سينمائية على وشك الانتهاء، إلى جانب مواصلته دعم صناعة الأفلام السعودية من خلال مبادرات التمويل والإنتاج، وتقديم التجربة المحلية للعالم عبر أهم المحافل الدولية.

وأضاف سمان "مركز إثراء يعمل على رعاية المواهب الوطنية وصقل التجارب السينمائية، بالنظر لكونه يعد مُنتجًا مستقلًا رائدًا على مستوى المملكة". والفلمين سيتم عرضهما في ركن الأفلام القصيرة، التي تعد من أهم منصات التوزيع للأفلام القصيرة في المهرجان، وهما "رقم هاتف قديم" للمخرج والكاتب السينمائي علي سعيد، وفيلم "الأرجوحة" للمخرجة رنيم المهندس. كما يشارك إثراء، بجلسة نقاشية حول تطوير المواهب السعودية، مع نيوم وأكاديمية MBC.

ويعمل إثراء على إنتاج فيلمين روائيين، الأول "بحر الرمال" للكاتب السينارست والمنتج المصري محمد حفظي وإخراج أبوبكر شوقي، والثاني "طريق الوادي" للمخرج السعودي خالد فهد، ومن المقرر إطلاق كلا الفيلمين العام المقبل 2023. كما يستعد إثراء لاحتضان مهرجان أفلام السعودية بنسخته الثامنة، الذي يأتي بتنظيم جمعية السينما بالشراكة مع إثراء، وبدعم هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، في الفترة من 2 إلى 9 يونيو 2002م.​
ومن الجدير بالذكر أن إنتاج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصل إلى 20 فيلمًا سعوديًا، حازت 15 منها على جوائز محلية وعالمية، وعُرض مجموعة منها في عدة محافل عالمية، وذلك بدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، التي تقف إلى جانب إثراء في العمل على توفير الفرص للمبدعين في صناعة الأفلام، للارتقاء بصناعة السينما السعودية، كجزء مهم من رسالة المركز الذي يحرص على إثراء المحتوى الثقافي والإبداعي وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة.

 

البلاد البحرينية في

23.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004