ملفات خاصة

 
 
 

بين الماضي والحاضر.. السينما المصرية في أخبار "كان"

وائل سعيد

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في دورته الـ75، يُسجل مهرجان "كان" السينمائي عامًا جديدًا من عمره. ولأنها دورة استثنائية "يوبيل"، فقد حظي برنامجها بالعديد من الفعاليات والأحداث الخاصة احتفالًا بهذه المناسبة. وعلى مدار 12 يومًا، من 17 إلى 28 من مايو/ أيار، يجتمع "السينيفيليون" من أنحاء العالم لمعايشة الحدث بعد تأجيل وإلغاء على مدار العامين الماضيين جراء الوباء الكوروني.

شهدت السنوات الأخيرة ازدهار المشاركات العربية في المهرجان، ربما يأتي في مقدمتها حدثان فارقان بالنسبة للسينما العربية والمصرية بالأخص، حين حصل الفيلم القصير "16: أخاف أن أنسى وجهك"، لسامح علاء على السعفة الذهبية عام 2020، وانضم إليه في العام الماضي الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج عمر الزهيري "ريش". وكانت السينما المصرية في هذا العام على موعد مع مفاجأة جديدة، تُعد إضافة هامة للتواجد العربي والمصري.

وبالرغم من أنها لا تمت بصلة للأفلام، إلا أنها تحدث لأول مرة في تاريخ الجائزة، وهي رئاسة المخرج يسري نصر الله للجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، فيما يترأس الناقد الشاب أحمد شوقي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد "فيبرسي".

"بدأت المشاركة المصرية منذ الدورة الأولى للمهرجان عام 1946، وفي ما بعد، وتحديدًا بعد نصف قرن من هذا التاريخ، عام 1997، سجل المخرج العالمي يوسف شاهين هدفًا هامًا لسينماه خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي للمهرجان"

بدأت المشاركة المصرية منذ الدورة الأولى للمهرجان 1946، وفي ما بعد، وتحديدًا بعد نصف قرن من هذا التاريخ 1997، سجل المخرج العالمي يوسف شاهين هدفًا هامًا لسينماه خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي للمهرجان. تبلغ حصيلة الأفلام المصرية المُشاركة حتى الآن 27 فيلمًا. تنوعت عروض هذه الأفلام بين برامج: "نظرة خاصة"، أو "نصف شهر المخرجين"، و"المسابقة الرسمية"، أو "خارج التنافس".

ويمكن لمن يريد إضافة فيلم آخر إلى القائمة هذا العام، هنالك فيلم "صبي من الجنة"، إلا أن الفيلم لا يحمل من مصر في هويته سوى أن مخرجه السويدي طارق صلاح من أصول مصرية، بجانب أن قصة الفيلم تدور داخل الأزهر، وبمُحرك للأحداث يبدأ بموت الإمام الأكبر بين طلابه، وهو ما سيُثير كثيرًا من الجدل في مصر والعالم الإسلامي في الفترة المقبلة.

دنيا الدورة الأولى

التف السينمائيون من جميع أنحاء العالم حول أقدم المهرجانات، "البندقية" في إيطاليا، إلى أن بدأ المهرجان يمارس لدى بعضهم وسائل ترويج للفاشية، وتحالفات هتلر وموسوليني. وقتها، قررت فرنسا الغاضبة تنظيم مهرجان بديل يضع الفن نصب عينيه، لا الدعاية السياسية. إلا أن اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 حالت دون ذلك، ولم يتسن لأولى دورات "كان" أن تخرج إلى النور إلا بعد انتهاء الحرب بعام تقريبًا، في سبتمبر/ أيلول 1946، بمشاركة أفلام من 18 دولة، كان من بينها، "نهاية الأسبوع المفقود" للمخرج الأميركي النمساوي بيلي وايلدر، و"روما.. مدينة مفتوحة" للإيطالي روبرتو روسيليني، ومن فرنسا اشترك المخرج رينيه كليمنت بفيلم "معركة القضبان"، أما المشاركة المصرية فتمثلت في فيلم "دنيا" سيناريو وإخراج محمد كريم، وبطولة سليمان نجيب، وراقية إبراهيم، ودولت أبيض.

على أن التمثيل المصري في المهرجان لم يقف عند حد فيلم "دنيا" فقط؛ حيث اشترك الفنان الكبير يوسف وهبي كعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والقصيرة برئاسة المؤرخ الفرنسي جورج هويسمان، وهي الطريقة التي اتبعتها إدارة المهرجان في تشكيل اللجنة باختيار ممثل واحد عن كل بلد من البلدان المشاركة. لم تخلُ الدورة الأولى من بعض المشكلات الفنية ربما يأتي على رأسها عرض بكرات أحد أفلام هيتشكوك بترتيب عكسي.

أجنبي.. وواقعي.. وهيتشكوك المصري

ليس من الغريب أن يكون للمخرج العالمي يوسف شاهين نصيب الأسد من الأفلام المشاركة في كان، أو "جو"، كما كان المقربون والأصدقاء ينادونه. وإذا بحثت أكثر ربما تجده يملك أكبر عدد من المشاركات في المهرجانات العالمية أيضًا، وهو ما أشار إليه في فيلم "حدوتة مصرية" (1982)؛ أحد أجزاء رباعية سيرته الذاتية السكندرية، حيث نرى مُخرجًا مهتمًا بمشاركة أفلامه في المهرجانات الدولية حد الولع، دفع هذا بعضهم، إلى جانب المواضيع المختلفة، وأجواء معظم أفلامه، إلى اعتباره مُخرجًا أجنبيًا بالمعنى الأيديولوجي.

"قدمت تحية كاريوكا في "شباب امرأة" أعظم أداء لها، "شفاعات"، كإشارة إلى كافة ضروب المغويات التي بوسعها أن تعرقل الشباب البريء في مستهل طريقه"

بدأ شاهين رحلته في مهرجان "كان" مع فيلم "ابن النيل" (1951)، ثالث أفلامه، وعبر 52 عامًا تقريبًا، شارك في دورات المهرجان بعشرة أفلام، منها "وداعًا بونابرت"، "اليوم السادس"، "إسكندرية كمان وكمان"، "إسكندرية نيويورك"، وفي احتفالية المهرجان بدورة اليوبيل الذهبي 1997، عُرض لشاهين فيلم "المصير"، وحصل على الجائزة الكبرى عن مُجمل أعماله.

حينما تُذكر الواقعية، فلا بد من أن يبرز اسم المخرج الكبير صلاح أبو سيف. ولا عجب في ذلك، فقد بدأ حياته كمساعد مخرج لرائد الواقعية المصرية، كمال سليم. قدم أبو سيف عشرات الأفلام خلال فترة تزيد على نصف قرن، أدرج عدد كبير منها في قوائم أهم الأفلام على مر تاريخ السينما، وأدرج ثلاثة في مهرجان "كان" عبر دورات مختلفة، أولها فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" (1948)؛ رابع أفلامه. بعد ذلك بالتوالي "الوحش" (1954)، و"شباب امرأة" (1956)، قصة وسيناريو أمين يوسف غراب، والبطولة لشادية، وشكري سرحان، وتحية كاريوكا. قدمت كاريوكا في "شباب امرأة" أعظم أداء لها، "شفاعات" كإشارة إلى كافة ضروب المغويات التي بوسعها أن تعرقل الشباب البريء في مستهل طريقه.

منذ أول أفلامه "المنزل رقم 13" (1952)، اختار المخرج كمال الشيخ منطقة الإثارة والتشويق مسرحًا لأفلامه؛ حتى أنهم نعتوه بـ"هيتشكوك المصري"، وذلك بعد رحلة طويلة من عمله بالمونتاج في عشرات الأفلام الكلاسيكية. شارك الشيخ في مهرجان "كان" مرتين؛ الأولى عام 1955 في المسابقة الرسمية بفيلم "حياة أو موت"، تأليف علي الزرقاني، وبطولة عماد حمدي، ومديحة يسري، ويوسف وهبي، وبرغم الوتيرة العادية لأحداث الثلث الأول من الفيلم، تمكن الثلثان المتبقيان من حبس وشحذ أنفاس الجماهير في متابعة الطفلة التي تحمل في يدها دواء مميتًا لوالدها المريض، والشجن المصاحب للنداء الشهير الذي تم بثه بشكل عاجل عبر الراديو، والذي راح يتكرر على نحو ملح وصارم بين شوارع وحارات العاصمة، محفزًا الحضور في القاعة "السيد أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس.. لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه.. الدواء فيه سم قاتل". يعد الفيلم من أوائل الأفلام التي نزلت بالكاميرا إلى الشارع، كأرض مفتوحة للواقع، بدلًا من جدران الاستوديوهات المصمتة.

الفيلم الثاني للشيخ في مهرجان "كان" جاء في عام 1963 "الليلة الأخيرة" عن قصة الكاتب يوسف السباعي، بطولة سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، ومحمود مرسي، وهو فيلم من الأفلام النفسية التي يكون فيها المُتفرج على علم بما يُدبره البطل، ولكنه يتابع بغرض انكشاف الحقيقة في النهاية.

الطيب وخان.. وجيلهما

يرى الناقد سمير فريد أن الواقعية الجديدة في السينما المصرية بدأت سنة 1982، بفيلم "العوامة 70" لخيري بشارة، مُستعيدًا في طرحه "بداية الدافعية المصرية في السينما" بفيلم "العزيمة 1939" للمخرج كمال سليم. وفي الحقيقة لم يبتعد فريد بهذا الطرح كثيرًا عن أرض الواقع؛ فبشارة واحد من خمسة أسماء لمخرجين شباب قدموا أفلامهم الروائية الأولى في مقتبل الثمانينيات، وهم بترتيب عروض الأفلام: محمد خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة، وعاطف الطيب، وداود عبد السيد. هؤلاء الخمسة شكلوا مرحلة هامة وفارقة في تاريخ السينما المصرية أُطلق عليها "الواقعية الجديدة"، وليس من المغالاة اعتبار خان والطيب، الأكثر موهبة في هذا الجيل عن جدارة.

تعرض عاطف الطيب لفشل ذريع عقب عرض فيلمه الأول "الغيرة القاتلة" (1982)، كان كفيلًا بتحطيم آمال الشاب الذي كانه آنذاك، إلا أنه وفي العام نفسه، وبمساعدة من محمد خان، استطاع حفر اسمه كواحد من أهم مخرجي السينما المصرية بفيلمه "سواق الأتوبيس".

اهتم الطيب بالشخصيات المصنوعة من دم ولحم الظهير الشعبي للمجتمع، لذلك نرى الشخصيات عنده تحارب حتى آخر نفس، ولا تركن إلى الاستسلام؛ إلا أن معظم هذه الشخصيات، أو أغلبها، يُمثلون تطبيقًا حرفيًا للإذعان لتصاريف القدر، حتى مع وجود مقاومة، وبالتالي فهم يرسخون لفكرة الانهزامية الحتمية للمهمشين، أو للمظلومين في العموم، المُعبر عنهم بالمواطن الضعيف.

عُرض للطيب في الدورة 34 من "كان" فيلم "الحب فوق هضبة الهرم"، القصة لنجيب محفوظ، والسيناريو والحوار لمصطفى محرم، من بطولة أحمد زكي، وآثار الحكيم، وفيه يجنح الطيب إلى منهجه في تتبع ممارسات القهر على المحبين "علي ورجاء"، اللذين يتم الزج بهما في قضية فعل فاضح في الطريق العام، أثناء محاولتهما المستميتة أن يمارسا حقوقهما الشرعية في ظل ظروف اقتصادية لا تسمح بذلك.

"محمد خان، ورأفت الميهي، وخيري بشارة، وعاطف الطيب، وداود عبد السيد، هؤلاء الخمسة شكلوا مرحلة هامة وفارقة في تاريخ السينما المصرية أُطلق عليها "الواقعية الجديدة""

أما محمد خان، فمن الصعب حصر اسمه في تيار سينمائي بعينه، رغم طابع السينما الواقعي الذي ارتبط بأفلامه.. إلا أننا سنلمح هاجسًا يلح على مشروع خان طوال الوقت عبر مشواره الفني وهو التجديد. لا يعتمد خان كثيرًا على القصة، أو الحكاية، في أفلامه، فكما قال يبدأ برسم الشخصية، ومنها تخرج الحكاية.. السيناريو عند خان لا يحمل مساحات طويلة من الحكي المعتاد سينمائيًا؛ حيث السرد المشهدي ينمو ويتطور بنمو الأحداث، وبتبدل مصائر الشخصيات. حجر الأساس هو الإنسان، وبالتالي معظم أفلامه تحمل من روح القصة القصيرة الكثير؛ الجزء المنُقطع من الحياة ليس إلا.

يلحق خان بالطيب في الدورة التالية من المهرجان مشاركًا بفيلم "عودة مواطن" وهو من أميز أفلامه، وأكثرها خصوصية. القصة لعاصم توفيق، والبطولة ليحيى الفخراني، وميرفت أمين. يعود البطل بعد سنوات من العمل في الخليج، متوهمًا أنه سيجد الحال كما هو عليه، وأن أخوته لم يتغيروا، فيصطدم بهوة كبيرة بين ما تخيله وبين ما يطرحه الواقع الجديد لحال المواطن المصري وتبعات عصر الانفتاح.

التسجيلي الوحيد.. وثلاثة مخرجين

هنالك فيلم تسجيلي واحد في قائمة الأفلام المصرية شارك في الدورة 59 (خارج المسابقة)، وهو "البنات دول" للمخرجة الحقوقية تهاني راشد، التي تعيش في كندا. هوجم الفيلم كالعادة من بعض المتابعين، واتُّهم بالإساءة لسمعة مصر، لما يطرحه السيناريو من تتبع لحياة فتيات النفايات اللاتي يقضين معظم حياتهن في الشوارع يبحثن عن قوتهن بين أكوام مخلفات المنازل.

في عام 1949، اشترك المخرج والناقد أحمد كامل مرسي بفيلم "البيت الكبير"، من تأليفه، بالمشاركة مع الفنان عبد الوارث عسر، الذي شارك سليمان نجيب، وأمينة رزق، البطولة.

وبعد ذلك بعامين يشترك المخرج أحمد بدرخان بفيلم "ليلة غرام"، عن قصة لمحمد عبد الحليم عبد الله، وبطولة مريم فخر الدين، وتحية كاريوكا. وإذا كان الفيلمان لا يعدان الأفضل فيما قدمه المخرجان، وخصوصًا بدرخان؛ فإن المخرج غزير الإنتاج هنري بركات يُشارك في عام 1965 بواحد من أهم وأعظم أفلامه "الحرام"، من بطولة فاتن حمامة، وزكي رستم، عن رواية الأديب يوسف إدريس.

أفلام ما بعد الثورة

شهدت فترة التسعينيات ظهور تيار من الأفلام يمكن أن نُطلق عليه سينما المثقف، قدمت هذه الموجة موضوعات ليست بعيدة عن المشاهد العادي كليًا؛ لكنها خاطبت فئة المثقفين على نحو خاص. يُعد المخرج يسري نصر الله واحدًا من هؤلاء، رغم بدايته أواخر الثمانينيات بفيلم "سرقات صيفية" (1988)، شارك فيه للمرة الأولى في مهرجان "كان"، وهو أيضًا خريج مدرسة يوسف شاهين السينمائية؛ حيث عمل معه كمساعد مخرج، ومخرج منفذ، في فيلمي "الوداع يا بونابرت"، و"إسكندرية كمان وكمان".

"هنالك فيلم تسجيلي واحد في قائمة الأفلام المصرية شارك في الدورة 59 (خارج المسابقة)، وهو "البنات دول" للمخرجة الحقوقية تهاني راشد، التي تعيش في كندا. هوجم الفيلم كالعادة من بعض المتابعين، واتُّهم بالإساءة لسمعة مصر!"

المشاركة الثانية لنصر الله في المهرجان تأتي بعد غياب عن السينما لعشر سنوات بفيلم "بعد الموقعة" (2012)، ومثلما يناقش في المشاركة الأولى تبعات ثورة يوليو 1952، يطرح في الثانية المستويات الجديدة من العالم الذي انفضح فجأة عقب ثورة 25 يناير. وهو ما يُكمله المخرج محمد دياب في فيلمه "اشتباك" (2016)، الذي اشترك في الدورة 69 من المهرجان. الفيلم بطولة نيللي كريم، وأحمد داش، وأحمد مالك، وسيناريو محمد دياب، وفيه يستعيد دياب أجواء 30 يونيو، وخلع جماعة الإخوان.

أما الفيلم الأخير في مشاركات "كان" قبل الجائزتين، فهو "يوم الدين" (2018)، من تأليف وإخراج أبو بكر شوقي. ويُحسب للفيلم أنه برغم انتمائه إلى السينما الخاصة، أو المستقلة، فقد حقق إقبالًا جماهيريًا لافتًا للأنظار يدل على أن الفن الخاص الذي احتكرته الصفوة على نفسها لسنوات طويلة استطاع أخيرًا أن يشق طريقه إلى الجماهير.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

22.05.2022

 
 
 
 
 

«تحت الشجرة» فيلم تونسي يعزف على نغمة الأحلام وحب الأرض

كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي

ضمن إنتاج (تونسي – سويسري – فرنسي – قطري)، يأتى فيلم «تحت الشجرة» والعنوان الفرنسي «تحت شجر التين» للمخرجة التونسية أريج السخيري ضمن العروض الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في تظاهرة «أسبوعا المخرجين»، قصيدة سينمائية في البساطة والعمق والكتابة الخالية من التكلف والمتن المحوري، إلى جانب مجموعة من الحكايات والحوارات تعزف على إيقاع الحب والأرض والتين والأمل والأحلام.

فيلم «تحت شجر التين» يرصد العمالة التى تذهب إلى تجميع التين في موسم الحصاد وهى تحمل معها حكاياتها وألمها، وأيضاً البحث عن الحب والدفء الإنساني والعلاقات التى تمتد جيل بعد آخر، فتيات شابات نسين الحلم من أجل مساعدة الأسرة التى تعيش على حافة الفقر، بخلاف مجموعة من الشباب الذين يحملون معهم أيضأ أحلامهم المؤودة تحت ظلال التين، ويشكل موسم حصاده فرصة للتلاقي مع أحلام الأمس والغد، وكذلك الحصول على أجر يومي يغطي تكاليف الحياة .

سينما بلا تكلف او حتى شعارات بقدر ما هو تقرير عن حالة الوضع الراهن في تونس بعيداً عن السياسة وقريباً من الضغوط الاقتصادية، إلى حيث جيل يظل يراهن على أمل قريب بعيد التحقيق، تحت أشجار التين حيث يتحول الحقل إلى مسرح كبير من الأحاسيس والألم والصور والشخوص التى تظل تتمحور حول هدف أساسي هو الحلم والحب والغد، وهى معطيات ومفردات تظل بمثابة الرهان البعيد المنال.. فموسم الحصاد قصير سريع لا يحقق الحلم حتى في بناء علاقة جديدة أو استعاده قديمة، ولكن الموسم يبدأ مع الحلم وينتهي مع زغاريد العودة إلى الأهل تاركين خلفهم أحلامهم وذكرياتهم أيضا ظلالهم التى ارتسمت على تلك الأشجار الشامخة والباسقة والتى تظل تعطي وتثمر رغم الألم .. وهكذا هو الأنسان تحت تلك الظلال والانحاء وكل الأماكن.

سينما عذبة.. سينما ثرية تلك التى تقدمها أريج السخيري يظل محورها الإنسان وتونس.. وهي دعوة للمشاهدة والتأمل ..

 

####

 

«مثلث الحزن».. سينما الدلالات الساخرة والساحرة للمخرج السويدي روبن أوستلوند

كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي

كان المخرج السويدي روبن أوستلوند قد فاز في العام 2017 بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه «المربع»، الذى وصف خلاله حكاية مدير المتحف الوطنى السويدي الذى يجد نفسه في متاهه، حينما يفقد هاتفه عبر حكاية ترحل به إلى عوالم عدة من بينها ألم ومعاناه اللاجئين في السويد، واليوم يعود أوستلوند إلى مهرجان كان السينمائي الـ 75 بعمل ساخر عبر فيلم «TRIANGLE OF SADNESS ـ مثلث الحزن» وهي منطقة بين الحاجبين تمثل أول الإشارات للحزن يلاحظها كل من يتعامل مع التصوير واختبار عرضوا الأزياء، حيث لا يتم اختيار تلك العناصر مهما كانت مواصفاتها إذا كان ذلك المثلث حاضراً لأنه يؤثر على صورة وشكل العارض أو العارضية .

فيلم «مثلث الحزن» يرحل بنا من خلال حكاية الموديل كارل وصديقته العارضة يايا إلى عوالم الثراء والشهرة، حيث يتم توجيه دعوة لهما على إحدي السفن البحرية (الكروز) للقيام بجوله مع مجموعة من كبار الأثرياء، في تلك السفينة كل شي محكوم ومعد بطريقة مرتبة حتى اللحظة التى تهب بها عاصفة بالذات في حفل العشاء الذي يقيمة الكابتن والذى نكتشف إدمانه، عندها يفلت العيار كما يقول المثل الدراج، عاصفة جديدة تميل بالسفينة الضخمة من لم يسكر سيسكر ومن لم يشرب سيدور رأسه، ويعلو الحوار الساخر بين الركاب وبين الثري الروسي والقبطان الأميركي وغيرهم من الأثرياء.

وفي الوقت الذى نشاهد خلاله العمال من العديد من دول العالم الثالث يقضون عملهم بصمت داخل سرداب.. تهاجم مجموعة إرهابية السفينة وتفجرها .. المشهد الثاني بعد السفينة في الجزيرة حيث تسيطر عليها مع المتبقين من ركاب السفينة عاملة تنظيف الحمام الفلبينية لأنها تعرف كيف تصيد وتصنع النار، بينما الأثرياء لا يعرفون أي شي .. ونعود إلى المشهد الأول الخاص بالسفينة حيث تتزامن العاصفة مع كمية كبيرة من الاستفراغ وأيضاً انفجار المراحيض في تزامن غريب ساخر من كل عوالم الثراء والنجومية والموضة والعنصر البشري الذى يتصور نفسه فوق الأخرين.. مشهد يمتد لأكثر من نصف ساعة يحلل طبيعة العلاقات التى تجمع القوي العظمى ونوعية الاختلاف والهوة الواسعة والإنهيار المجلجل في تلك السفينة، ودلالاتها وعدم القدرة للوفاء بالالتزامات العملية لاحقاً إلا من خلال العناصر الأضعف، وهم العمال من دول العالم الثالث الذين يتحملون أعباء الحياة في الجزيزة بعد انفجار السفنية وغرقها .

في الفيلم مجموعة من النجوم من بينهم الأميركي وودي هارلسون بدور القبطان المدمن، ودولي دي يليون بدور أباجيل العاملة الفلبينية التى تكون لها القيادة لاحقاً، وهناك كذلك الجميلة شارلبي دين بدور العارضة ويقوم بدور صديقها كاري الممثل السويدي هاريس ديكنسون ..

حكاية رمزية إلا أن دلالاتها الساخرة جعلت نقاد العروض الصحفية في مهرجان كان السينمائي يغرقون بالضحك والقهقة، وهم يعلمون جيداً بأن تلك السخرية هي إحدي مفردات أوستلوند السينمائية الساحرة والذكية والعمية .. حيث السخرية من عالم الأثرياء والموضه وأيضا التذكير بأن الغد للعمالة المتخصصة التى تظل دائماً في الأدوار السفلي ولكنها تبقى قادرة على الذهاب إلى المستقبل .

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» يحتفي بدور المرأة في السينما بمهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف»

في إطار الاحتفاء بدور المرأة في السينما، استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حفلاً حصريًا يوم أمس، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي.

يأتي هذا الحفل على ضوء الاعتراف بمكانة كلّ من صانعات الأفلام والممثلات، واحتفاءً بكلّ أعمالهن المذهلة، والتي يتم عرضها خلال المهرجان، وبينما يعزز هذا الحفل، من مسؤولية مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المتمثلة في تمكين النساء الموهوبات، أمام الكاميرا وخلفها، يتقدّم المهرجان بخطوات ثابتة و واثقة، في رحلة تشكيل مستقبل صناعة السينما، وإلهام الجيل القادم من المبدعات.

كان في ضيافة الحضور كلّ من: محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي،  وشيفاني بانديا مالهوترا؛ المديرة التنفيذية، حيث استقبلا نخبة واسعة من المواهب السينمائية والتلفازية، ونجوم الموضة، بما في ذلك:

فاليريا غولينو؛ رئيسة لجنة تحكيم جائزة “نظرة خاصّة” التابعة لمهرجان كان السينمائي، و روسي دي بالما؛ رئيس لجنة تحكيم جائزة “الكاميرا الذهبية” التابعة لمهرجان كان السينمائي، ضمن دورته الحالية، ونعومي هاريس وليتيتيا كاستا وطاهر رحيم وكوثر بن هنية ونعومي كامبل وكميل رزات وساشا لوس وأنجا روبيك وليلي دونالدسون وسوكي ووترهاوس، بالإضافة إلى: فاطمة البنوي وعهد كامل وأليكس بيتيفر وتوني جارن وياسمين صبري وأليساندرا أمبروسيو وسارة سامبايو ونعمان أكار وتارا عماد وميلا الزهراني وكات جراهام وسلمى أبو ضيف.

واختتمت سوكي ووترهاوس الحفل بعرض موسيقي خاص، قدّمت من خلاله “دي جي فيونا”، الوجه الجديد الساطع في المشهد الموسيقي الإلكتروني الباريسي، مما ألهب حماسة الضيوف، ودفعهم صوب ساحة الرقص.

ومن جانبها، علّقت شيفاني بانديا، المديرة التنفيذية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائلةً: “يكرّس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جهوده من أجل تمكين المرأة في مجال صناعة الأفلام، حيث شملت دورتنا الأولى عرض 136 فيلم، احتلّت المخرجات النساء نصيب 38% من إجمالي نسبة العرض، ونأمل أن تزيد هذه النسبة في دروتنا القادمة. إن مهمّتنا تقوم على قيادة الصناعة لمكان يسمح بتسليط الضوء على العديد من القصص الفريدة، و الحكايات التي ترويها موجة جديدة من الأصوات النسائية عبر منطقتنا، مما يغذّي احتفاءنا بقوّة الحكايات النسائية الإيجابية، التي لا تلامس عالما العربي وحسب، بل العالم أجمع”.

كما علق محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قائلاً: “إن هذه فرصة ثمينة يبادر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باستغلالها، ليعبر عن احترامه وإعجابه للمواهب النسائية الاستثنائية، المتواجدة في مهرجان كان هذه العام. إذ أننا نلتزم من خلال منصّة مهرجاننا، بدعم وتقديم المواهب الجديدة البارزة القادمة من العالم العربي، مما يوفّر لهم فرصة التأثير على الجماهير والنقّاد على حدّ السواء، عبر أرجاء العالم”.

يذكر ان الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ستقام في مدينة جدة من 1 إلى 10 ديسمبر 2022.

 

####

 

كان 2022 | «العنكبوت المقدس» فيلم يرصد كراهية النساء المتفشية في إيران

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

صنف نقاد السينما أحدث أفلام المخرج الإيراني “علي عباسي” بأنه أكثر فيلم إيراني مستفز عرض في مهرجان كان السينمائي.

الفيلم الذي يحمل عنوان “العنكبوت المقدس” وتم تصويره بالكامل في الأردن، يعرض في المسابقة الرسمية للدورة 75 من مهرجان كان، ويعتبر فيلماً حساساً، عمل عليه عباسي وهو يشعر بالخطر نظراً لمدى حساسية موضوع الفيلم الذي يدور حول قاتل متسلسل إيراني سيئ السمعة، ففي عام 2001، ألقت السلطات الإيرانية القبض على سعيد هاني، الملقب بـ “قاتل العنكبوت” في وسائل الإعلام المحلية، وذلك بعد أن قتل 16 امرأة في مدينة مشهد الشرقية. وتحمل الرجل المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل، مدعياً أنه استهدف البغايا من أجل حماية دينه. وتم إعدامه في نهاية المطاف على الجرائم، ولكن ليس قبل أن تحوله وسائل الإعلام الإيرانية المحافظة والسكان المحليون المتطرفون إلى نوع من البطل الشعبي والدفاع عن قضيته المعلنة.

كان المخرج علي عباسي وقتها طالبًا جامعيًا في طهران في ذلك الوقت وكان يشعر بالحيرة تجاه مجتمعه الذي دعم قاتلا، فيقول لموقع (fr.postsus): لقد كان الأمر جنونياً والأكثر إثارة للدهشة هو المدة التي استغرقتها الشرطة للقبض على هاني، على الرغم من أن جرائم القتل التي ارتكبها اتبعت نمط واضح يشير إلى أنه كان من الممكن إيقافه في وقت أقرب بكثير.

عباسي الذي يعيش حالياً في الدنمارك وينتج أفلامه من هناك، قال: عشت عشرون عاماً تقريباً مشغولاً بهذا الموضوع وفي كيفية معالجته وتقديمه، وعبر فيلما دراميا حاولت تجسيد جانبًا مزعجًا من الحياة الإيرانية لم تكن لتسمح به وزارة الثقافة القوية أبدًا في ايران، بما في ذلك رصد روتين العاملات في الجنس الذين قتلهم هاني، فالفيلم يعرض ويحلل كراهية النساء المتفشية في المجتمع، والتي من المحتمل أن تكون قد لعبت دورًا في تأخير القبض عليه.

ولم يخف عباسي شعوره بالقلق رغم إنه متحمس لعرض فيلمه الأول في مهرجان كان، كون الفيلم يجلب مخاطر جدية على طاقم العمل الإيراني. خاصة وأنه أثار جدلاً في إيران بسبب اختيار الفنانة “زار امير إبراهيمي” لبطولته وهي التي كانت ذات يوم نجمة تلفزيونية كبيرة في ايران قبل فضيحة شريط جنسي في عام 2006 عرضتها إلى إذلال علني وقرار بالهجرة والاستقرار في فرنسا.

وختم عباسي تصريحه، قائلاً : لا أعتقد أن الجماهير الإيرانية ستصاب بالصدمة من فيلم “العنكبوت المقدس” إذا سنحت لهم الفرصة لرؤيته، فالكثير من الناس في إيران تمكنوا من الوصول إلى وسائل الإعلام الغربية وقنوات الكابل التلفزيونية منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكذلك الإنترنت. الأمر ليس كما لو أن أحدا لم ير نجوم البوب أنصاف عراة. فقد اعتاد الناس على رؤية جوليا روبرتس وهي تتجاذب أطراف الحديث مع جورج كلوني مرات عديدة.

 

####

 

«أر. أم. أن».. صرخة ضد العنصرية للفائز بالسعفة الذهبية كرستيان منجيو

كان ـ «سينماتوغراف» : عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج الروماني كرستيان منجيو  أحد أبرز الرهانات السينمائية الرومانية والأوروبية، خصوصاً بعد تألقه في تقديم فيلم «أربع أشهر وثلاثة أسابيع ويومين» الذى نال عنه السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي العام 2007، ليحقق قفزة كبرى عبر لغته السينمائية والاحترافية العالية التى تعامل بها مع موضوع يتناول بالنقد العميق لمرحلة الرئيس الروماني الأسبق اندرية تشوتسكو، واليوم حينما يعود كرستيان منجيو إلى «كان» فإنه يقدم لنا تجربة سينمائية لا تقل أهمية ومكانة عن جملة تجاربة السابقة ومنها «حكايات العصر الذهبي» و «جاف التلال» و «التخرج من البكالوريا».

فيلمه الجديد يحمل عنوان «RMN ـ أر. أم. أن» وهو اختصار لمصطلح (الأشعة السينية للدماغ)، حيث يقدم لنا منجيو عمل محكم الصنعة متماسك يركز على الحالة الراهنة لرومانيا ولا يتردد في الكشف عن عناصر الخلل في التحول الاجتماعي، والنقد الصريح للعنصرية الواضحة تاره تجاه الغجر وأخري تجاه العماله الأجنبية القادمة من آسيا التى يرفضها المجتمع الروماني كما يرفض العرب والمسلمين وكل الملونيين .

تجري الأحداث قبيل أيام قليلة من أعياد الميلاد، حيث يفترض أن تتجمع وتتوحد الأسرة الرومانية أو الأوروبية بشكل عام، ونتابع حكاية ماثيو الروماني الذي يفقد عمله في إحدى مذابح الأغنام في المانيا، حينما يصفة أحد زملاءه في العمل بـ «الغجري»، مما يضطره إلى ضربه والهروب عائداً إلى إحدى مدن رومانيا بعيدة عن العاصمة بوخارسيت، وهي مدينة ترانسلفينان المليئة بعدد الطوائف والأديان .

في البداية، يواجه حادثة غريبة تعرض لها ابنه الصغير خلال توجهه لمدرسته جعلته عاجز عن النطق، والخوف من العودة إلى ذات الطريق الذى يسير به يومياً، ويحاول ماثيو مرافقة طفله يومياً للعودة التدريجية للدراسه، كل ذلك على خلفية توتر العلاقة من زوجته ومحاولته لعودة العلاقة مع حبيبته السابقة، والتى انفصلت عن زوجها، وهي تدير أحد المخابز الألكترونية التى تؤمن الخبز للمنطقة، والتى تضطر أمام الحاجة للعماله أن تستعين بعماله قادمة من سيرلانكا، أمام الكلفة المرتفعة للأيادي العاملة الرومانية أو تلك القادمة من أوروبا، ولكن القرية تشتعل عضباً عنصرياً بحجج واهية تاره الإتهام بأنهم مسلمين، وبعد الاكتشاف بأنهم مسيحيين تأتى الاتهامات كونهم ليسوا من أوروبا ولا يتمتعون بالنظافة، وتظل تحاصر العماله في كل مكان عبر طرح عنصري لا يري التغيير والمنطق والتطور الحقيقي واحتياجات كل بلد من أجل النهوض .

تتداخل الأحداث، طفل فقد النطق ولا نعرف حيثيات الحادثة، فهل تعرض للتحرش أو شاهد دباً وهو يقطع الغابة إلى المدرسة، ورجل بلا عمل، وقسيس يحاول استرضاء سكان القرية على حساب القيم الدينية والإنسانية، وشابة تحاول مساعدة بلادها من خلال المصنع الذي تديره والمجهز تقنياً بموصفات صحية وانتاجية عالية الجودة، حتى يأتى الموقف الأكثر أهمية والمدهش، حيث يلتقي أبناء القرية بجميع أطيافهم عبر مشهد ثابت لأكثر من ربع ساعة وحوار يبدأ منذ اللحظة الأولي وهو يعزف على أوتار العنصرية البحته التى تغرق بها رومانيا والكثير من دول العالم ضد كل ما هو أجنبي وملون ومختلف.

مشهد سينمائي يعرفنا عن حالة الاقتدار العالي المستوى الذى يتمتع به هذا المبدع الروماني  كرستيان منجيو ، والذى قام أيضاً بكتابة السيناريو والحوار من خلال لغة تحمل التصادم والمواجهة والكشف الصريح للذات المتطرفة والتى لا ترضي بالحوار أو التفاهم .

سينما منجيو تأخذنا إلى التحليل الصادم والدخول في إلتباسات يظل محورها الأساسي تسليط الضوء على القضية المحورية .. ففي عالم العنصرية ستسكت الأجيال ولن تستطيع المضي إلى المستقبل، وستكون هناك عزله بين الأفراد والطوائف وقبل كل هذا وذلك لن تكون البلد قادرة على المضي قدماً، وتلبية احتياجاتها عبر الاستعانه بالعمالة المتخصصة من أنحاء العالم، وفي المشهد يبلغ ماتيو عن انتحار والده ويعمل على كشف الكثير من الغموض، ومن بينها أن مشاهدة ابنه وهو في الطريق إلى المدرسة حلماً عن رجل منتحر، وكأنه يري المستقبل وحينما يحاول ماثيو حماية ابنه يكتشف بان الغابة مليئة بالدببة التى تمثل التوحش الذي يحيط به، ويعكس ذلك على بلاده ومستقبله وعلاقاته الإنسانية والاجتماعية .

قدم شخصية ماثيو «مارين جريجور» بأداء عال ومفهم كبير للشخصية والإشكاليات التى تعانى منها، والظروف التى تحيط بها ومن بينها العنصرية المكتومة، والعلاقة المزدوجة بين زوجته وحبيبته، وأيضاً غضب أهل القرية وعنصريتهم الصريحة، مدير التصوير تيدور فلاديميير باندرو واحد من الرهانات الإيجابية للفيلم عبر الحلول البصرية التى قدمها بالذات في مشهد الاجتماع الذى انتقل من الكنيسة إلى المركز الثقافي، وأظهر المؤسسة الدينية والسياسية والاجتماعية بكاملها متطرفة عنصرية رافضة للآخر حتى الغجر من أبناء البلد الروماني

 كرستيان منجيو  يدق ناقوساً كبيراً.. احذروا العنصرية لأنها انتحار للأجيال وصمت تجاه المستقبل، ودمار سياسي واجتماعي شامل، هكذا تكون السينما حينما تذهب إلى الحقيقة.

 

####

 

كان 2022 | عرض فيلم «إخوانيا» لرشيد بوشارب بقسم «العروض الأولى»

كان ـ «سينماتوغراف» : منى حسين

عرض اليوم، في قسم “العروض الأولى” بمهرجان كان السينمائي الذي يحتفل هذا العام بدورته الـ 75، ويتواصل إلى 28 مايو الجاري، فيلم “نو فرانجان” (اخواننا) للمخرج الجزائري رشيد بوشارب.

ويتناول الفيلم الذي يشارك في أداء أدواره كل من رضا كاتب، لينا خوذري، سمير قاسمي، وشاركت في كتابة سيناريو الفيلم الكاتبة كوثر عظيمي، قصة الطالب الجزائري الأصل الشاب ماليك أوسكين، الذي سبق وأن تناولها مسلسل عالمي من إنتاج شركة ديزني، يحمل عنوان “أوسكين”، وحقق نسبة مشاهدة عالية، كأحسن مسلسل في فرنسا لسنة 2022، وتحكي القصة قضية مقتله بوحشية من طرف الشرطة الفرنسية سنة 1986، وقد أثار مقتله استياء واسعاً، وتضامنا كبيراً من طرف الطلبة، سرعان ما أصبحت قضية رأي عام، ترتبت عنها تداعيات أمنية وسياسية في فرنسا، فقد أصبح ماليك أوسكين منذ ذلك الوقت، يمثل رمزاً لمحاربة عنف الشرطة الفرنسية.

ويعد المخرج رشيد بوشارب، واحد من أهم المخرجين الجزائريين، وأشهرهم عالمياً، في رصيده إلى الآن 12 فيلماً سينمائياً، وقد استطاع بفضل موهبته تحويل مادة تاريخية جزائرية إلى تحفة سينمائية رفيعة القيمة والمستوى، تحقق مشاهدة واسعة وتنال جوائز سينمائية معتبرة، من بين أشهر أفلامه، “أنديجان” و”خارجون عن القانون” و”الطريق إلى إسطنبول”، ويعتبر المخرج العربي الوحيد الذي تمكن من الوصول للقائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، ثلاث مرات.

وتعد تجربة رشيد بوشارب من التجارب المميزة في السينما العربية والعالمية على حد سواء، أثبتت وجودها في الفضاء السينمائي العالمي، من خلال حضوره في المهرجانات وجوائز ومتابعات نقدية وترحيب جماهيري.

 

موقع "سينماتوغراف" في

22.05.2022

 
 
 
 
 

مركز إثراء يشارك في مهرجان كان السينمائي لدعم المواهب السعودية

خالد محمود

يشارك مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ75، المقامة حاليًا، كونه أكبر منتج للأفلام السينمائية في المملكة، حيث يعرض فيلمين جديدين من إنتاج إثراء، سعيًا لإظهار المواهب السينمائية الوطنية في هذا الحدث العالمي.

وتأتي مشاركة إثراء ضمن الجناح السعودي في المهرجان، الذي تشرف عليه هيئة الأفلام، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية والخاصة، مثل: وزارة الاستثمار، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وفيلم العلا، وشركة نيوم، ومجموعة MBC، ومجموعة من شركات الإنتاج والتوزيع ونخبة من المواهب السعودية الواعدة.

وقال ماجد زهير سمان، مدير المسرح والفنون الأدائية في "إثراء"، إن المشاركة الرسمية الثانية للمركز في مهرجان كان السينمائي؛ تعكس دور إثراء الفاعل في صناعة السينما المتنامية في المملكة، وتعزيز إنشاء المحتوى السينمائي الرائد، مشيراً إلى أن إثراء لديه حاليًا ثلاثة مشاريع سينمائية على وشك الانتهاء، إلى جانب مواصلته دعم صناعة الأفلام السعودية، من خلال مبادرات التمويل والإنتاج، وتقديم التجربة المحلية للعالم عبر أهم المحافل الدولية.

وبين أن مركز إثراء يعمل على رعاية المواهب الوطنية وصقل التجارب السينمائية، بالنظر لكونه يعد مُنتجًا مستقلًا رائدًا على مستوى المملكة"، والفيلمان سيعرضان في ركن الأفلام القصيرة، التي تعد من أهم منصات التوزيع للأفلام القصيرة في المهرجان، وهما "رقم هاتف قديم" للمخرج والكاتب السينمائي علي سعيد، وفيلم "الأرجوحة" للمخرجة رنيم المهندس، ويشارك إثراء، بجلسة نقاشية حول تطوير المواهب السعودية، مع نيوم وأكاديمية MBC.

ويعمل إثراء على إنتاج فيلمين روائيين، الأول "بحر الرمال" للكاتب السيناريست والمنتج المصري محمد حفظي وإخراج أبو بكر شوقي، والثاني "طريق الوادي" للمخرج السعودي خالد فهد، ومن المقرر إطلاق الفيلمين العام المقبل 2023، ويستعد لاحتضان مهرجان أفلام السعودية بنسخته الثامنة، الذي يأتي بتنظيم جمعية السينما بالشراكة مع إثراء، وبدعم هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، في الفترة من 2 إلى 9 يونيو 2002.

يذكر أن إنتاج مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) وصل إلى 20 فيلمًا سعوديًا، حازت 15 منها على جوائز محلية وعالمية، وعُرض مجموعة منها في عدة محافل عالمية، وذلك بدعم من هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، التي تقف إلى جانب إثراء في العمل على توفير الفرص للمبدعين في صناعة الأفلام، للارتقاء بصناعة السينما السعودية، كجزء مهم من رسالة المركز الذي يحرص على إثراء المحتوى الثقافي والإبداعي وتعزيز الحراك السينمائي في المملكة.

 

الشروق المصرية في

22.05.2022

 
 
 
 
 

فيلم "ولد من الجنة" في مهرجان "كان" يغضب القاهرة

كان (فرنسا)- سعد المسعودي

الحفاوة التي استقبل بها مهرجان "كان" السينمائي فيلم "ولد من الجنة" قابلها استهجان وغضب مصري من داخل المهرجان، لاسيما أن العمل اعتبر دخيلا على خصوصية الأزهر، وصور بعيون غربية وبلهجات غير مصرية وفي بيئة غير مصرية استعيض عنها بمواقع تركية.

ففيلم "ولد من الجنة" الذي يتمحور حول شخصية آدم التي لعب دورها توفيق برهوم، يروي قصة ابن الصياد الذي يساعد أسرته الفقيرة، فيما تربطه علاقة جيدة بشيخ الجامع الذي اعتاد الصلاة فيه.

تتغير حياته

لكن يوم يبلغ آدم بأنه تم ترشيحه إلى الدراسة في جامعة الأزهر، تتغير حياته مع بدء الانتقال إلى القاهرة.

ومنذ اليوم الأول له في الجامعة بدا تائها ومكتشفا لعوالم مذهلة داخل هذا الصرح الديني الكبير، مع بداية صادمة تجسدت في موت شيخ الأزهر أمام عينه وهو يستمع لخطبته.

لكن ما أراد توصيله المخرج طارق صالح في الفيلم، هو محاولة إقحام الرئاسة والأمن الوطني في اختيار شخصية شيخ الأزهر.

لتظهر أحداث الفيلم طلب الأجهزة الأمنية من آدم التعاون معها وهو الفقير والجاهل بدهاليز السلطة السياسية، لكنه وافق مجبراً ولم يتوقع الأحداث الدرامية التي رافقت مهمته المهنية التي كادت تودي بحياته.

العودة إلى الصيد

ليجد نفسه لاحقا ضائعا بين واقعه المزري الفقير وصخب القاهرة وكواليس السياسة والدين والصراع بينهما، لينتهي الفيلم بعودة آدم إلى مهنة الصيد إلى جانب والده بنفس المشهد الذي بدأ به الفيلم وهو داخل زورق مع والده في عرض البحر يبحثان عن قوتهما اليومي.

يشار إلى أن "ولد من الجنة" من بطولة 5 فنانين من خارج مصر، وكانت اللهجة واضحة على أداء الممثلين منهم "3" ممثلين فلسطينيين، وهم توفيق برهوم، ومحمد بكري، ومكرم خوري، وممثل لبناني هو فارس فارس، والممثل المصري عمرو مسعد، والسوري شروان حاجي، والتركي يونس البايرك، بالإضافة إلى الممثل التونسي مهدي دهبي الشهير في مسلسل "مسيح".

 

العربية نت في

22.05.2022

 
 
 
 
 

"سيدتي" تنقل الوقائع بالصور والفيديو..

طموحات ورؤى مستقبلية بالجناح السعودي في مهرجان "كان"

سيدتي - سيد أحمد

شهد الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ 75 إقبالاً كبيراً من قبل الزوار حيث كانت "سيدتي" حاضرة، ويقدم الجناح مجموعة من العروض والندوات التي تستمر حتى انتهاء المهرجان.

حيث نظمت إدارة فيلم " العلا" التابعة للهيئة الملكية لمحافظة " العلا" ورشة عمل من أجل تسليط الضوء على المملكة بوصفها مركزاً عالمياً لصناعة الأفلام.

والتقطت كاميرا " سيدتي" التي حرصت على التواجد منذ بداية اليوم الأول للمهرجان لنقل فعالياته لحظة بلحظة بعدد من المتواجدين بالورشة.

وقال عبد الله آل عياف " الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية"، من الأشياء الهامة للغاية، هو تواجد قطاع الأفلام بالممكلة العربية السعودية في أحد أهم مهرجانات العالم وهو مهرجان " كان"، بحيث يكون هذا المكان هو منصة للتواصل مع صناع الأفلام حول العالم، سواء مع الشركات أو القطاع العام أو المهرجانات.

ورأى الفنان براء عالم، إن الجناح السعودي في مهرجان " كان" بمثابة البيت،معرباً عن سعادته وامتنانه بالقائمين على هذا الجناح موجهاً لهم كل الشكر على هذه الدعوة التي سمحت له ولغيره بالمشاركة بأفكارهم ومواهبهم في مهرجان " كان ".

وأعربت أيضاً الفنانة فاطمة البنوي، عن سعادتها بالتواجد السعودي في المهرجان.. قائلة " وجود جهات من السعودية ومعها مواهب مختلفة في هذا الجناح شيء يسعدني جداً".

وقال فيصل بالطيور، إن الجناح السعودي بمهرجان " كان" من أكثر الأجنحة زيارة من جميع أنحاء العالم سواء دول أوربية أو أسيوية.

بينما طمحت المنتجة رؤى المدني، بتواجد أفلام سعودية خلال السنوات القادمة في مهرجان " كان بأفلام رسمية، لافتة إلى أن مشاركة السعودية في المهرجان هدفها هو أن يرى العالم أن السعودية بها الكثير من المواهب التي تستحق فرصة كبيرة.

واتفق كل من سمر ششة وياسر السقاف في الرأي حول أن التواجد بمثل هذه المهرجانات العالمية ، سيساهم في معرفة كل ماهو جديد وتعلم أفكار جيدة ومختلفة ، خاصة لوجود خبراء في صناعة السينما والدراما.

 

سيدتي نت في

22.05.2022

 
 
 
 
 

طارق صالح مخرج “ولد من الجنة”: “الغرب لا يفهم الإسلام

عن وكالة فرانس برس

اعتبر المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح الذي يسعى فيلمه “صبي من الجنة” إلى الفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي في حديث لوكالة فرانس برس السبت أن “الغرب مهووس بالإسلام وفي الوقت نفسه لا يفهم هذا الدين إطلاقاً”.

بعد نحو خمس سنوات على فيلمه “حادث النيل هيلتون”، عاد المخرج البالغ 50 عاما، والمولود في ستوكهولم لأم سويدية وأب مصري، بعمل تشويقي سياسي ديني ينتقد أداء السلطات المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويغوص في عالم أبرز المؤسسات المعنية بالإسلام السني.

ويذكّر الفيلم برواية “اسم الوردة” للكاتب الإيطالي اومبيرتو إكو التي تدور أحداثها في أحد الأديرة خلال العصور الوسطى، وتم اقتباس فيلم سينمائي منها.

وقال صالح لوكالة فرانس برس “كنت أعيد قراءة هذا الكتاب عندما سألت نفسي: + ماذا لو أخبرت قصة من هذا النوع ولكن في سياق إسلامي؟ +”.

وأضاف صالح الذي يقدّم في فيلمه لمحة من الداخل عن جامعة الأزهر في القاهرة التي تمثّل أهم مؤسسة متخصصة في العلوم الإسلامية السنّية “أعتقد أن الغرب لا يفهم أي شيء إطلاقاً عن الإسلام”.

غير مرغوب فيه

وعلى غرار “حادث النيل هيلتون” الذي صوّر في المغرب، لم يصوّر “صبي من الجنة” في مصر بل في تركيا.

وقال صالح “لم أعد إلى مصر منذ تصوير +حادث النيل هيلتون+ عام 2015 ، عندما أمرتنا أجهزة الأمن المصرية بمغادرة مصر. منذ ذلك الحين، أصبحت شخصاً غير مرغوب فيه سيتم توقيفه حتماً إذا وطأت قدمه الأراضي المصرية”.

وثمة قدر كبير من السيرة الذاتية في هذا الفيلم الروائي وغير الوثائقي. وأوضح صالح أن جدّه، “كما الشخصية الرئيسية” في الفيلم، “من قرية صيادي سمك صغيرة ودرس في جامعة الأزهر”.

وشدد على أن فيلمه “بمثابة رسالة حب إلى مصر” و”تحية” إلى أجداده.

وأكّد صالح الذي تعرّف إلى بلد والده وهو في العاشرة، أن لمصر مكانة خاصة في حياته. وقال “أحب المصريين ولغتهم … وهي كالموسيقى بالنسبة لي عندما أسمعها، مع أن مستواي في اللغة العربية كارثي! “.

ولم يكن طارق صالح دائماً مخرجاً، إذ بدأ حياته المهنية كفنان شارع ، ثم اتجه إلى الأفلام الوثائقية. وفي العام 2005 ، فاز الفيلم الوثائقي الذي أنتجه عن سجن غوانتانامو العسكري بجوائز في الولايات المتحدة وأوروبا.

ورداً على سؤال وكالة فرانس برس عن مسيرته كمخرج قال بجدية “أكره أن أكون مخرجا”. وأضاف “لقد جئت من عالم الفن والرسم وأحب أن أكون وحدي. أكره أن أكون مع 200 شخص في موقع تصوير، فهذا أمر يزعجني كثيراً مع أني أحب السينما”.

وأوضح أنه يرتاح أكثر إلى أن يكون “كاتباً”. فعلى غرار هارلان كوبن وجون غريشام اللذين يُعتبران من أبرز كتّاب الروايات البوليسية، يغذي صالح كل سيناريو يؤلفه بحبكات متشابكة ومعقدة. وقال “في كل مرة يُطلب مني التبسيط، وإلا فلن يفهم أحد”.

وقال الممثل اللبناني المقيم في السويد فارس فارس الذي يؤدي دور ضابط الشرطة في “صبي من الجنة” لوكالة فرانس برس “طارق في نظري مخرج وكاتب سيناريو رائع بالإضافة إلى كونه صديقي المفضل”.

 

####

 

الحضور العربي في الدورة 75 بمهرجان كان

حتى وإن غابت عن المسابقة الرسمية، تسجل السينما العربية مشاركتها في مهرجان كان في دورته 75، للتنافس على الجوائز بصفة رئيسية ضمن الاختيارات الرسمية لمسابقة “نظرة ما” وفي القسم الموازي “نصف شهر المخرجين”. ووقع هذه الأفلام مخرجون من تونس والمغرب ولبنان، إضافة لمخرجة فلسطينية. ويعتبر مهتمون بالشأن السينمائي أن هذه المشاركة تبقى متميزة، لأن مجرد اختيار هذه الأفلام للدخول في السباق هو “نجاح” في حد ذاته. وينضاف إلى هذه الأسماء مخرجون عرب آخرون يحضرون على مستويات أخرى من التظاهرة

كانت السينما العربية حاضرة دائما في مهرجان كان السينمائي على مستويات مختلفة من المشاركة، واستطاع مخرجون عرب أن يتركوا بصمة خاصة في تاريخ هذا العرس السينمائي العالمي، الذي دخل دورته 75 هذا العام، ما أكسبهم شهرة دولية في عالم الفن السابع

وينظر للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين كأحد أبرز هؤلاء، إذ ارتبط اسمه بأعمال جابت ليس الوطن العربي بل حتى دول العالم الأخرى من خلال أفلام متنوعة، لم تحصر نفسها في أسلوب فني معين، وتناولت قضايا ذات اهتمام لصيق بالإنسان المصري والعربي، سواء تعلق الأمر بالأوضاع الاجتماعية أو السياسية أو الأسئلة البالغة التعقيد التي تشغل العقل العربي دون أن يتمكن من إيجاد أجوبة شافية لها. وشارك المخرج المصري الكبير الذي توفي في 2008 لأول مرة في مهرجان كان سنة 1951 بفيلم “وادي النيل”، ليتم اختياره للمنافسة في الدورة الموالية أي 1952، ويبقى هذا الفيلم من بين أجود الأعمال المصرية في تاريخ سينما بلاد الفراعنة. واستمر حضور مخرج “المصير” في هذه التظاهرة السينمائية الدولية في مناسبات متعددة، كان آخرها في 2004

أما اليوم فتفتح الأبواب تدريجيا أمام وجوه جديدة وشابة من المخرجين العرب عبر مختلف الدورات وتتسع مشاركتهم فيها.

حضور السينما العربية في هذه الدورة 75 من مهرجان كان جاء بوجوه لا يعرف عنها الشيء الكثير الجمهور وأخرى استطاعت في السنوات الأخيرة أن تحجز لنفسها موقعا خاصا في اهتماماته السينمائية

وتسجل السينما التونسية حضورا بارزا في هذه الدورة. فزيادة على مشاركتها في “نظرة ما” و”أسبوعا المخرجين” عبر ثلاثة أفلام، ارتأت اللجنة المنظمة اختيار المخرجة التونسية كوثر بن هنية على رأس لجنة “أسبوع النقاد”. وعلى مستوى المخرجين دائما، فالسينما المصرية ممثلة في هذه النسخة الجديدة من المهرجان بالمخرج يسري نصر الله الذي يترأس لجنة الأفلام القصيرة، والتي تشارك فيها المخرجة الكندية من أصل تونسي منية شكري كعضو.

وعلى غرار نصر الله، يقود مواطنه الناقد أحمد شوقي، لجنة تحكيم “الاتحاد الدولي للنقاد” السينمائيين. كما يشارك مخرج مصري آخر، ويتعلق الأمر بأحمد فوزي، في “أتيلييه” (الورش) بمشروع فيلم بعنوان “هملت من عزبة الصفيح” المقتبس من رواية “هاملت” لشكسبير

ونحاول هنا نحاول التعرف على بعض الوجوه أكثر، خاصة تلك التي اختيرت أعمالها للمشاركة في المسابقتين “نظرة ما” و”نصف شهر المخرجين”، علما أن السينما العربية تغيب عن المسابقة الرسمية في هذه النسخة، وإن كانت تجدر الإشارة إلى سويدي من أصل مصري أيضا وهو طارق صالح الذي يخوض السباق نحو السعفة الذهبية.

 

سيدتي نت في

22.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004