ملفات خاصة

 
 
 

خاص مهرجان كان 75:

"زمن الفناء".. أو اعترافات جيمس جراي

أحمد شوقي

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شهدت الأعوام القليلة الماضية موجة من الأفلام ذات الطبيعة الخاصة، التي يصنعها مخرجون ينتمون إلى صناعة السينما الهوليوودية الضخمة، لكنهم يقررون دخول مساحات شخصية بتقديم أفلام سيرة ذاتية مستلهمة من طفولتهم، فشاهدنا المكسيكي الشهير ألفونسو كوران يعود إلى طفولته في عاصمة بلاده ليرويها في فيلمه البديع "روما Roma" عام 2018، ثم يأتي الممثل والمخرج كينيث براناه ليسترجع ذكريات نشأته وسط اضطراب عاصمة أيرلندا الشمالية في فيلمه الذي حمل اسم المدينة "بلفاست Belfast" العام الماضي.

اسم جديد ينضم إلى نفس الموجة هو الأمريكي جيمس جراي، والذي يترك دراما الفضاء ضخمة الإنتاج التي قدمها في فيلمه السابق "آد أسترا Ad Astra"، ليُقدم حكاية إنسانية مستوحاة من طفولته بعنوان "زمن الفناء Armageddon Time"، احتفى بها مهرجان كان السينمائي واختارها للتنافس في المسابقة الدولية، أكبر منافسة سنوية في عالم الأفلام.

عالم صاخب وتحدي الأقلية

المكان حي كوينز بمدينة نيويورك، الزمان مطلع ثمانينات القرن العشرين، وقت صعود نجم رونالد ريجان ومعه النزعات اليمينية في المجتمع الأمريكي، وريجان هو صاحب مصطلح "زمن الفناء" خلال حملته الانتخابية التي يبدو أنها من الذكريات المؤسسة في حياة المخرج.

البطل طفل يتفتح وعيه على الحياة ليدرك حقائق تتعلق بنفسه وأسرته والعالم الذي يعيش فيه. الصبي بول هو النسخة الدرامية من جيمس جراي نفسه، ابن العائلة اليهودية التي هاجرت إلى العالم الجديد قبل الحرب العالمية الثانية فنجت من ويلات النازي وإن تابعتها عن بُعد، والتي تمكن أفرادها من تحقيق بعض النجاح المادي والاجتماعي في وطنهم الجديد، لكنه نجاح مشروط بما تسميه الجدة "إيجاد مقعد ملائم على الطاولة"، أن يدرك اليهودي اختلافه ويندمج في المجتمع الأمريكي على طريقته متفاديًا ألغام العنصرية.

جدير بالذكر هنا أن اسم عائلة المخرج الأصلي كان جرايفسكي، لكن جده قرر تغييره إلى "جراي" كي يتفادى وقع الاسم اليهودي على الأسماع، وهو الموقف الذي يتكرر بحذافيره عندما يسأل شخص متعجرف في المدرسة الصبي بول عن أصل اسم عائلته، قبل أن ندرك أن السائل هو فريد ترامب، امبراطور المال ووالد الرئيس ترامب. العائلة الثرية التي تظهر في الفيلم عدة مرات تبدو جميعها مأخوذة من ذكريات المخرج الحقيقية.

طبيعة العالم تجعل نجاح الأطفال الدراسي مسألة حياة أو موت، لذلك فالتحدي الأكبر لعائلة بول، والممثلة في والدته التي تلعبها النجمة آن هاثاواي، ووالده الذي يجسده ببراعة جريمي سترونج، هو تمكن ابنيهما من الحصول على تعليم جيد يكفل لهما مستقبل ناجح، حتى لو أدّى هذا إلى بعض القسوة والقرارات الراديكالية. مشاهد اجتماع العائلة مع الأجداد والخالات ومناقشة الماضي والمستقبل تقدم هنا عرضًا ذكيًا لكيفية عمل ثقافة الأقليات في كل مكان بغض النظر عن هوية الأقلية، فالتميز هنا فعل نجاة قبل كل شيء.

مشاعر متراكبة ونضج في الطرح

وسط معركة الوجود سابقة الذكر يصعب أن يجد صبي مثل بول يحلم بأن يكون رسامًا الدعم الكافي لأحلامه، سواء من عائلته الطامحة للأمان الاجتماعي، أو من مدرسته العامة التي تعاني من تدهور في المستوى ومشكلات متراكبة، أو حتى عندما ينتقل إلى مدرسة نخبة باهظة المصاريف، فيجد أن عرّاب المدرسة ومثلها الأعلى هو فريد ترامب، بكل ما يمثله النموذج من تصورات حول النجاح والثراء وقيمة أشياء مثل الفن والموهبة.

في المسافة بين الأحلام والواقع يكمن أفضل ما في الفيلم، وهو تعبيره عن المكوّن الذي يكاد يشكل شخصية أغلب الرجال في كل مكان بالعالم: أزمة التوقعات المتبادلة مع الآباء. ليس فقط والد بول من يريده أن ينجح ويتفوق، ويندفع في فرض رغبته فيصير وحشًا مختلًا عندما يشعر بإمكانية ضياع هذا الحلم الذي لا يملك الصبي أدوات تحقيقه، لكن بول هو الآخر لديه توقعاته المفرطة حول أهله، فيقول لصديقه مثلًا أن أسرته "فاحشة الثراء" بينما نكتشف أنهم مجرد أسرة عادية لديها بعض المدخرات.

من علامات النضج، الإنساني والفني، هي تلك المصارحة التي يقدم بها جيمس جراي الأمور كما يراها حاليًا وليس كما عاشها آنذاك. فرغم من أن الحكاية تروى من عيني البطل الصغير، إلا أن النص كُتب بتفهم للصورة الأكبر، صورة ترى عيوب الأب والأم التي يعد بعضها بمقاييس يومنا هذا جرائم يمكن أن تنزع حضانة الأبناء منهم، لكنها تضع تلك العيوب في سياقها وتتفهم كونها ناتجة عن حب ممزوج بخوف دائم من فقدان المكانة (راجع كتاب آلان دو بوتون)، أو حتى فقدان فرصة بلوغها.

هروب واكتشاف

بول الفنان الحالم الذي لا يجد من يتفهم موهبته، بل والذي تجبره أسرته على الانتقال إلى مدرسة النخبة التي يزداد شعوره بالاغتراب داخلها؛ فالانتقال من مدرسة ليس لديها زيّ موحد ويمكن فيها للأطفال التوقيع مكان أولياء أمورهم دون أزمة إلى مدرسة يُعد طلابها كي يكونوا قادة العالم الجدد أمر ليس بالهيّن. الوضع الذي يدفع بول لوضع خطة للهروب مع صديقه جوني، الصبي الأسود الذي يعيش أزمة مرحلة انتقالية خاصها المجتمع النيويوركي من العنصرية المعلنة إلى العنصرية المبطنة.

خطة بول تبدو طفولية ساذجة يمكن توقع فشلها قبل أن تبدأ، لكنها أيضًا خطيرة من الممكن أن تودي بمستقبل الصبيين، أو للدقة يمكن أن تقضي على مستقبل أحدهما، وهو بالطبع الطفل الأسود الفقير الذي يكتشف بول من خلاله ميزان العدالة المختل، فيعرف أن ما سمعه طيلة حياته عن معاناة أسرته اليهودية قد يكون صحيحًا، لكنهم في النهاية امتلكوا "مقعدًا على الطاولة"، بينما هناك فئات أخرى لا يُسمح لها أن تحلم بهذا المقعد!

يبدو الفصل الأخير من الحكاية أشبه باعترافات جان جاك روسو عن طفولته التي ارتكب فيها خطايا أصبح من خلالها إنسانًا أفضل، مع فارق طفيف هو أن بول هنا حاول بالفعل أن يبرئ ساحة صديقه فلم يستطع. هل هذا ما حدث فعلًا أم أن المخرج لم يمتلك نفس شجاعة روسو في المكاشفة؟ لا يشكل ذلك فارقًا كبيرًا في ظل الثقل النفسي والتحليل الاجتماعي الذي تضعنا نهاية الفيلم أمامه.

تبقى الإشارة إلى نجاح جيمس جراي الواضح في اختيارات عمله الفنية، سواء من إحكام رسم عالم كوينز الثمانينيات، بما فيها من متناقضات وأزمات مجتمعية تنتظر الاشتعال، أو في اختيار فريق المثلين الرائع وعلى رأسه الطفلان بانكس ريبيتا وجايلين ويب، وبالطبع النجم الأسطوري أنطوني هوبكنز الذي قد يكون أداءه لشخصية الجد في حدود المتوقع، لكنه يظل من الفنانين القلائل الذين يعطي مجرد حضورهم على الشاشة ثقلًا لا يمكن مقاومته.

 

موقع "في الفن" في

22.05.2022

 
 
 
 
 

رسالة مهرجان كان السينمائي.. أفلام ضد العنصرية وللمشاهدة و السخرية!

من كان: عبدالستار ناجي

R.M.N. ..

العنصرية تتفجر في رومانيا!

يعتبر المخرج الروماني كرستيان منجيو احد ابرز الرهانات السينمائية الرومانية والاوروبية بالذات بعد تالقه في تقديم فيلم ”اربع اشهر وثلاثة اسابيع ويومين“ الذي نال عنه السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي العام 2077 ليحقق قفزة كبري عبر لغته السينمائية والاحترافية العالية التى تعامل بها مع موضوع يتناول بالنقد العميق لمرحلة الرئيس الروماني الاسبق اندرية تشوتسكو . 

واليوم حينما يعود كرستيان منجيو الى كان فانه يقدم لنا تجربة سينمائية لا تقل اهمية ومكانة عنه جملة تجاربة السابقة ومنها حكايات العصر الذهبي و جاف التلال و التخرج من البكالوريا. 

فيلمه الجديد يحمل عنوان R.M.N. وهو اختصار لمصطلح ”الاشعة السينية للدماغ“ حيث يقدم لنا منجيو فيلم محكم الصنعة متماسك كما تكشف لنا الاشعة السينية فانها يعمل على التركيز على الحالة الراهنة لرومانيا ولا يتردد في الكشف عن عناصر الخلل في التحول الاجتماعي والنقد الصريح للعنصرية الواضحة تاره اتجاه الغجر واخري اتجاه العماله الاجنبية القادمة من اسيا على وجه الخصوص التى يرفضها المجتمع الروماني كما يرفض العرب والمسلمين وكل الملونيين . 

تجري الاحداث فبيل ايام قليلة من اعياد الميلاد حيث يفترض ان تتجمع وتتوحد الاسرة الرومانية او الاوروبية بشكل عام . حيث نتابع حكاية ماثيو الروماني الذي يفقد عمله في احدي مذابح الاغنام في المانيا حينما يصفة احد زملاءه في العمل بالغجري  مما يضطره الى ضربة والهروب عائدا الى احدي مدن  رومانيا بعيد عن العاصمة بوخارسيت . وهي مدينة ترانسلفينان المليئة بعدد الطوائف والاديان . في البداية يواجه حادثة غريبة تعرض لها ابنه الصغير خلال توجهه لمدرسته جعلته عاجز عن النطق والخوف من العودة الى ذات الطريق الذى يسير به يوميا ويحاول ماثيو مرافقة طفله يوميا للعودة التدريجية للمدرسة  . كل ذلك على خلفية توتر العلاقة من زوجته ومحاولته لعودة العلاقة مع حبيبته السابقة والتى انفصلت عن زوجها وهذة الاخيرة تدير احد المخابز الالكترونية التى تامن الخبر للمنطقة والتى تضطر امام الحاجة للعمالة ان تستعين بعماله قادمة من سيرلانكا امام الكلفة المرتفعة للايادي العاملة الرومانية او تلك القادمة من اوروبا . 

ولكن القرية تشتعل عضبا عنصريا رافضه العمالة التى جاءت من سيرلانكا بحجج واهية تاره بالاتهام بانهم مسلمون وبعد الاكتشاف بانهم مسيحون تاتى الاتهامات بانهم ليسوا من اوروبا وايضا الاتهام الكاذب بانهم لا يتمتعون بالنظافة وغيرها من التهامات التى تظل تحاصر العماله في كل مكان عبر طرح عنصري شوفني اعمي لا يري التغيير والمنطق والتطور الحقيقي واحتياجات كل بلد من اجل النهوض . 

تتداخل الاحداث طفل فقد النطق لا نعرف حيثيات الحادثة فهل تعرض للتحرش او شاهد دبا وهو يقطع الغابة الى مدرسة ورجل بلا عمل وقسيس يحاول ان يسترضى سكان القرية على حساب القيم الدينية والانسانية الكبري وشابة تحاول ان تساعد بلاده من خلال المصنع الذي تديره والمجهز تقنيا وبموصفات صحية وانتاجية عالية الجودة . 

حتى يأتي المشهد الاكثر اهمية والمدهش الثري حيث يلتقي ابناء القرية بجميع اطيافهم عبر مشهد ثابت لاكثر من ربع ساعة وحوار يبدا منذ اللحظة الاولي وهو يعزف على اوتار العنصرية البحته التى تغرق بها رومانيا والكثير من دول العالم ضد كل ما هو اجنبي وملون ومختلف . 

مشهد سينمائي يعرفنا عن حالة الاقتدار العالي المستوى الذى يتمتع به هذا المبدع الروماني الرصين كرستيان منجيو الذى قام ايضا بكتابة السيناريو والحوار من خلال لغة تحمل التصادم والمواجهة والكشف الصريح للذات المتطرفة والتى لا ترضي بالحوار او التفاهم . 

سينما كرستيان منجيو سينما تذخنا الى التحليل الصادم والدخول في التباسات يظل محورها الاساس تسليط الضوء على القضية المحورية . ففي عالم العنصرية ستسكت الاجيال ولن تستطيع المضي الى المستقبل وستكون هناك عزله بين الاجيال والطوائف وقبل كل هذا وذلك لن تكون البلد قادرة على المضي قدما وتلبية احتياجات عبر الاستعانه بالعمالة المتخصصة من انحاء العالم . 

وفي المشهد يبلغ ماتيو عن انتحار والده وفي مشهد يعمل على كشف الكثير من الغموض ومن بينها ان مشاهدة ابنه وهو في الطريق الى المدرسة حلما عن رجل منتحر وكانه يري المستقبل وحينما يحاول ماثيو للحماية ابنه يكتشف بانه الغابة مليئة بالدببة التى تمثل التوحش الذي يحيط به وبالتالي بلاده ومستقبله وعلاقاته الانسانية والاجتماعية . 

قدم شخصية ماثيو ”مارين جريجور“ باداء عال ومفهم كبير للشخصية والاشكاليات التى تعانى منها والظروف التى تحيط به ومن بينها العنصرية المكتومة والعلاقة المزدوجة بين زوجته وحبيبته وايضا غضب اهل القرية وعنصريتهم الصريحة . 

مدير التصوير تيدور فلاديميير باندرو واحد من الرهانات الايجابية للفيلم عبر الحلول البصرية التى قدمها بالذات في مشهد الاجتماع الذى انتقل من الكنسية الى المركز الثقافي وكان المؤسسة الدينية والسياسية والاجتماعية بكاملها متطرفة عنصرية رافضة للاخر حتى الغجر من ابناء البلد الروماني . 

كرستيان منجيو يدق ناقوسا كبيرا، احذروا العنصرية لانها انتحار للاجيال وصمت للجيل المستقبل ودمار سياسي واجتماعي شامل.. هكذا تكون السينما حينما تذهب الى الحقيقة.

”مثلث الحزن“:

السويدي روبين اوستلاند يسخر من عالم الاثرياء!

فاز المخرج السويدي روبين اوستلاند في العام 2017 بجائزة السعفة الذهبية عن فيلمه ”المربع“ الذي وصف خلاله حكاية مدير المتحف الوطنى السويدي الذى يجد نفسه في متاهه حينما يفقد هاتفه عبر حكاية ترحل به الى عوالم عدة من بينها الم ومعاناه الاجئين في السويد . 

واليوم يعود اوستلاند بفيلم هو السخرية في صنامها وعلوها عبر فيلم ”مثلث الحزن“ وهي منطقة بين الحاجبين تمثل اول الاشارات للحزن يلاحظها كل من يتعامل مع التصوير واختبار عرضوا الازياء حيث لا يتم اختيار تلك العناصر مهما كانت مواصفاتها اذا كانت ذلك المثلث حاضرا لانه يؤثر على صورة وشكل العارض او العارضية . 

فيلم ”مثلث الحزن“ يرحل بنا من خلال حكاية الموديل كارل وصديقته العارضة يايا الى عوالم الثراء والشهرة . حيث يتم توجية لهما دعوة على احدي السفن البحرية (الكروز) للقيام بجوله مع مجموعة من كبار الاثرياء . في تلك السفينة كل شي محكوم ومرتب ومعد بطريقة مرتبة حتى اللحظة التى تهب بها عاصفة بالذات في حفل العشاء الذي يقيمة الكابتن والذى نكتشف ادمانه . عنده يفلت العيار كما يقول المثل الدراج. عاصفة جديدة تميل بالسفينة الضخمة من لم يسكر سيسكر ومن لم يشرب سيدور راسة ويعلو الحوار الساخر بين الركاب بالذات بين الثري الروسي والقبطان الاميركي وغيرهم من الاثرياء . في الحين الذى نشاهد به العمال من العديد من دول العالم الثالث يقضون عملهم بصمت في السرداب .. وفي تلك الاثناء تهاجم مجموعة ارهابية السفينة وتفجرها.

المشهد الثاني بعد السفينة في الجزيرة حيث تسيطر على الجزيرة والمتبقين من ركاب السفينة عاملة تنظيف الحمام الفلبينية لانها تعرف ان تصيد وصناعة النار وغيرها بنما الاثرياء لا يعرفون اي شي .. 

ونعود الى المشهد الاول الخاصة بالسفينة حيث تتزامن العاصفة مع كمية كبيرة من الاستفراغ وايضا انفجار المراحيض في تزامن غريب ساخر من كل عوالم الثراء والنجومية والموضة والعنصر البشري الذى يتصور نفسه فوق الاخرين . مشهد يمتد لاكثر من نصف ساعة يحلل طبيعة العلاقات التى تجمع القوي العظمى ونوعية الاختلاف والهوة الواسعة والانهيار المجلجل في تلك السفينة ودلالاتها وعدم القدرة للوفاء بالالتزامات العملية لاحقا الا من خلال العناصر الاضعف في السفينة وهم العمال من دول العالم الثالث الذين يتحملون اعباء الحياة في الجزيزة بعد انفجار السفنية وغرقها . 

في الفيلم مجموعة من النجوم من بينهم الاميركي وودي هارلسون بدور القبطان المدمن ودولي دي يليون بدور اباجيل العاملة الفلبينية التى تكون لها القيادة لاحقا وهناك ايضا الجميلة شارلبي دين بدور العارضة وبدور صديقها كاري الممثل السويدي هاريس ديكنسون.

حكاية رمزية الا ان دلالاتها الساخرة جعلت نقاد العروض الصحفية في مهرجان كان السينمائي يغرقون بالضحك والقهقة وهم يعلمون جيدا بان تلك السخرية هو احدي مفردات اوستلاند السينمائية الساحرة والذكية والعمية، حيث السخرية من عالم الاثرياء والموضه وايضا التذكير بان الغد للعمالة المتخصصة التى تظل دائما في الادوار السفلي ولكنها تظل قادرة للذهاب الي المستقبل . 

”تحت شجر التين“:

السينما التونسية تعزف على نغمة الحب والأرض

ضمن انتاج تونسي ”سويسري وفرنسي وقطري“ ياتى فيلم ”تحت شجر التين“ والعنوان الفرنسي ”تحت شجر التين“ للمخرجة التونسية اريج السخيري ضمن العروض الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي وضمن تظاهرة – اسبوعا المخرجين - . قصيدة سينمائية هي البساطة والعمق وهي الكتابة الخالية من التكلف والمتن المحوري الى مجموعة من الحكايات والحوارات تعزف على ايقاع الحب والارض والتين والامل. 

فيلم ”تحت شجر التين“ حكايات العمالة التى تذهب الى تجميع التين في موسم الحصاد وهى تحمل معها حكاياتها والمها وايضا البحث عن الحب والدفء الانساني والعلاقات التى تمتد جيل بعد اخر . 

فتيات شابات نسين الحلم من اجل مساعدة الاسرة التى تعيش على حافة الفقر . وهكذا هم مجموعة من الشباب الذين يحملون معهم الحلم المؤود تحت ظلال التين الذين يشكل موسم حصاده فرصة للتلاقي مع احلام الامس والغد وايضا الحصول على اجر يومي يغطي تكاليف الحياة . 

سينما بلا تكلف او حتى شعارات بقدر ما هو تقرير عن حالة الوضع الراهن في تونس بعيدا عن السياسة قريبا من الضغوط الاقتصادية . الى حيث جيل يظل يراهن على امل قريب بعيد التحقيق . 

تحت اشجار التين حيث يتحول الحقل الى مسرح كبير من الاحاسيس والالم والصور والشخوص التى تظل تتمحور حول هدف اساسي هو الحلم والحب والغد وهى معطيات ومفردات تظل بمثابة الرهان البعيد المنال. فموسم الحصاد قصير سريع لا يحقق الحلم حتى في بناء علاقة جديدة او استعاده قديمة. 

ولكن الموسم يبدا مع الحلم وينتهي مع زغاريد العودة الى الاهل تركين خلفهم احلامهم وذكرياتهم وايضا ظلالهم التى ارتسمت على تلك الاشجار الشامخة والباسقة والتى تظل تعطي وتثمر رغم الالم .. وهكذا هو الانسان تحت تلك الظلال والانحاء، سينما عذبة، سينما ثرية تلك التى تقدمها اريج السخيري يظل محورها الانسان وتونس، وهي دعوة للمشاهدة والتامل.

 

####

 

مركز السينما العربية يصدر قائمة لأكثر تأثيراً في السينما العربية

البلاد/ مسافات

ضمن جدول مكثف من الأنشطة في مهرجان كان السينمائي، أطلق مركز السينما العربية عبر موقعه الرسمي قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية، التي تتواجد أيضاً في العدد الجديد من مجلة السينما العربية. القائمة تحتفي بالأكثر تأثيراً في السينما العربية خلال العام الماضي، وتسلط الضوء عليهم.

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، يطلقها سنوياً مركز السينما العربية، وتضم أسماءً يمثلون أنفسهم أو جهات ينتمون إليها، وقد وقع الاختيار عليهم وفقاً للأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية خلال الـ12 شهراً الأخيرة.

للاطلاع على قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية: http://acc.film/cannes-100.php

وقد جاءت القائمة كالتالي: 15 مخرجاً، و13 منتجاً (9 جهات)، و4 أسماء من فريق العمل خلف الكاميرا، و13 ممثلاً، و28 موزعاً في دور العرض (20 جهة)، و14 شخصاً مؤثراً في الهيئات الحكومية العربية (6 جهات)، و15 من مديري المنصات (7 جهات)، وإعلاميتين، و19 رئيساً ومديراً للمهرجانات (13 جهة)، و6 ممولين (5 جهات)، 7 من مسؤولي المبيعات (6 جهات).

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية تمثل 26 دولة، 13 دولة عربية و13 دولة غير عربية، تتصدر مصر القائمة برصيد 28 اسماً، ثم لبنان (18)، والسعودية (16)، والإمارات (11)، والأردن (11)، وتونس (8)، وفلسطين (7) وسوريا (4)، والمغرب (3)، والعراق (3)، والسودان (2)، ثم الكويت وقطر باسم واحد لكلٍ منهما.

الدول غير العربية، تصدرتها فرنسا بالنسبة الأكبر برصيد 9 أسماء، ثم الولايات المتحدة الأميركية (5)، والمملكة المتحدة (3) وإيطاليا (2)، وجنوب إفريقيا (2)، ثم اسم واحد لكل من سويسرا وهولندا وأستراليا والسويد والهند وموناكو وألمانيا واليونان.

مركز السينما العربية هو مؤسسة غير ربحية تأسست في 2015 على يد MAD Solutions بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفعاليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.​

 

####

 

البحر الأحمر السينمائي الدولي يحتفي بدور المرأة في السينما في "كان"

البلاد/ مسافات

في إطار الاحتفاء بدور المرأة في السينما، استضاف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حفلاً حصريًا يوم امس، وذلك ضمن فعاليات الدوره الخامسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، في فندق كاب  إيدن روك  المطلّ على شبه جزيرة كاب أنتيب الخلّابة. 

يأتي هذا الحفل على ضوء الاعتراف بمكانة كلّ من صانعات الأفلام والممثلات، واحتفاءً بكلّ أعمالهن المذهلة، والتي يتم عرضها خلال المهرجان. وبينما يعزز هذا الحفل، من مسؤولية مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، المتمثلة في تمكين النساء الموهوبات، أمام الكاميرا وخلفها، يتقدّم المهرجان بخطوات ثابتة و واثقة، في رحلة تشكيل مستقبل صناعة السينما، وإلهام الجيل القادم من المبدعات.

كان في ضيافة الحضور كلّ من: محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي،  وشيفاني بانديا مالهوترا؛ المديرة التنفيذية، حيث استقبلا نخبة واسعة من المواهب السينمائية والتلفازية، ونجوم الموضة، بما في ذلك:

فاليريا غولينو؛ رئيسة لجنة تحكيم جائزة "نظرة خاصّة" التابعة لمهرجان كان السينمائي، و روسي دي بالما؛ رئيس لجنة تحكيم جائزة "الكاميرا الذهبية" التابعة لمهرجان كان السينمائي، ضمن دورته الحالية، ونعومي هاريس وليتيتيا كاستا وطاهر رحيم وكوثر بن هنية ونعومي كامبل وكميل رزات وساشا لوس وأنجا روبيك وليلي دونالدسون وسوكي ووترهاوس، بالإضافة إلى: فاطمة البنوي وعهد كامل وأليكس بيتيفر وتوني جارن وياسمين صبري وأليساندرا أمبروسيو وسارة سامبايو ونعمان أكار وتارا عماد وميلا الزهراني وكات جراهام وسلمى أبو ضيف.

واختتمت سوكي ووترهاوس الحفل بعرض موسيقي خاص، قدّمت من خلاله "دي جي فيونا"، الوجه الجديد الساطع في المشهد الموسيقي الإلكتروني الباريسي، مما ألهب حماسة الضيوف، ودفعهم صوب ساحة الرقص.

ومن جانبها، علّقت شيفاني بانديا، المديرة التنفيذية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قائلةً: "يكرّس مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي جهوده من أجل تمكين المرأة في مجال صناعة الأفلام، حيث شملت دورتنا الأولى عرض 136 فيلم، احتلّت المخرجات النساء نصيب 38% من إجمالي نسبة العرض، ونأمل أن تزيد هذه النسبة في دروتنا القادمة. إن مهمّتنا تقوم على قيادة الصناعة لمكان يسمح بتسليط الضوء على العديد من القصص الفريدة، و الحكايات التي ترويها موجة جديدة من الأصوات النسائية عبر منطقتنا، مما يغذّي احتفاءنا بقوّة الحكايات النسائية الإيجابية، التي لا تلامس عالما العربي وحسب، بل العالم أجمع".

كما علق محمد التركي؛ الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، قائلاً: "إن هذه فرصة ثمينة يبادر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باستغلالها، ليعبر عن احترامه وإعجابه للمواهب النسائية الاستثنائية، المتواجدة في مهرجان كان هذه العام. إذ أننا نلتزم من خلال منصّة مهرجاننا، بدعم وتقديم المواهب الجديدة البارزة القادمة من العالم العربي، مما يوفّر لهم فرصة التأثير على الجماهير والنقّاد على حدّ السواء، عبر أرجاء العالم".

 يذكر ان الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ستقام في مدينة جدة من 1 إلى 10 ديسمبر 2022.

 

البلاد البحرينية في

22.05.2022

 
 
 
 
 

مهرجان كان 2022: «الجبال الثمانية»…

صداقة شامخة كقمم الألب التي يصورها الفيلم

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: الصداقة الحقة لا تتوثق عراها سريعا. إنها رحلة لشخصين ينضجان معاً، يواجهان الحياة ويعركانها، ربما يختلفان أو تنفصم عرى العلاقة بينهما ليعودا معاً وقد صقلتهما التجارب والحياة. يتناول فيلم «الجبال الثمانية» للمخرجين البلجيكيين فيليكس فان غرونينغين وشارلوت فانديرميرش، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين (17 إلى 28 مايو/أيار الجاري) مثل هذه الصداقة. «الجبال الثمانية» فيلم رحب ممتد مهيب مثل جبال الألب في إيطاليا، التي تدور وسط قممها أحداث الفيلم، التي شهدت مولد الصداقة بين الصبيين بييترو وبرونو واحتضنتها.

الفيلم مقتبس عن رواية ذائعة الصيت بالاسم نفسه للإيطالي باولو كونييتي، وهو فيلم ينفذ إلى أعماقنا ويتغلغلنا، وينقلنا إلى عالم رحب من التلال والوديان والقمم وجبال الجليد، التي تحتضن صبيين يحاولان فهم ذواتهما واكتشافها كما يكتشفان الجبال المحيطة بهما. طبيعة خلابة، قاسية أحيانا، رحبة في الكثير من الأحيان تجذبنا لها كاميرا روبين أمبين مدير تصوير الفيلم، الذي جعل من جبال الألب لوحة بصرية ممتدة.

يبدأ الفيلم بصوت راوٍ، يتضح لنا لاحقا إنه صوت بييرو (لوكا مارينيلي) متذكرا طفولته وأبويه وماضيا جمعه بصديق طفولته برونو. نسمع كلمات الراوي فنستشعر حنينا وحزنا، حنينا إلى ماضٍ ذهب، وحزنا يبدو كرثاء لعزيز. لا نعلم منذ البدء مصير تلك الصداقة بين الصبيين، لكننا نستشعر رثاء وحنينا في صوت الراوي. إنها صداقة بدأت في ثمانينيات القرن العشرين، في صيف بلدة صغيرة تحتضنها جبال الألب في إيطاليا، بين صبي يأتي من مدينة تورينو ليمضي عطلة مع والدته بينما يمضي والده جلّ وقته في العمل في المدينة ويأتي لزيارتهما حينما يتمكن من ذلك. بييترو صبي وحيد يلتقي في تلك القرية النائية، التي هجرها سكانها سعيا للرزق في المدينة، صبيا وحيدا آخر، هو برونو، الذي هجره والده للعمل في دولة أخرى. تتوثق عرى الصداقة بين الصبيين على اختلافهما، أو بسبب ذلك الاختلاف. بييترو، الطفل الوحيد القادم من المدينة، أكثر ميلا للقراءة والسكون، بينما برونو، الذي نشأ وسط الطبيعة، يتمتع بقدرة أكبر على التعامل مع الجبال الواعرة والحياة البرية، لكن هذا الاختلاف لا يمنع الصبيين من التقارب والانغماس معا في الطبيعة المحيطة بهما.

يأتي والد بييترو، وهو مهندس يتولى إدارة مصنع في تورينو، إلى القرية الجبلية ليمضي عدة أيام مع زوجته وابنه وسط الطبيعة، وليمارس هوايته المفضلة في استكشاف قمم جبال الألب المحيطة. يتعرف الوالد على برونو صديق ابنه، ليكتشف فيه صبيا نابها ذكيا، فيعرض على أسرته أن يتكفل به ويستضيفه في تورينو مع ابنه وأن يتولى مصاريف ومتطلبات تعليمه. رغم حب بييترو لبرونو، إلا أنه يغضب من سعي والديه لنقل الصبي من قريته إلى المدينة في صحبتهما، فهو يعلم أن صديقه نشأ وسط الطبيعة والجبال، وأن روحه رحبة صلبة كتلك الجبال التي يعيش وسطها، لكن المدينة ستسجنه وتحطم روحه. تمر أعوام على ذلك الصيف في الثمانينيات، ولا يلتقي الصبيان على مدار أعوام. يشب بييترو (الذي يلعب دوره باقتدار كبير لوكا مارينيلي) ليحاول أن يكتشف ذاته في مدينة لا يجد فيها ما يستهويه، فينتقل من عمل بسيط لآخر، فيعمل في حانة تارة وفي مطعم تارة أخرى. وعلى حين غرة، تجمعه الصدفة ببرونو (أليساندرو بورغى) فيتذكر وجه صديق الطفولة على الفور، ويكتشف أنه يعمل وسط الجبال والغابات، يرعى الأبقار أو يبني البيوت من الخشب. ربما تكمن المفارقة في الفيلم في أنه بينما يحاول كل من بييترو وبرونو فهم ذاتيهما ومكانيهما في الحياة، فإن ما يعيد لم شملهما هو الموت. يتوفى والد بييترو، تاركا وصية لبرونو أن يبني بيتا وسط الجبال بالتعاون مع صديق صباه. يعود الصديقان لينفذا وصية والد بييترو. ولم يكن المنزل الذي يبنيانه معا مجرد عمل، بل رحلة اكتشف فيها كل منهما نقاط قوته وضعفه. وسط الجبال والمهام الشاقة التي يتطلبها بناء البيت تعود صداقتهما لتزدهر وسط فهمها لبعضهما بعضا. هما شخصان يكملان بعضهما بعضاً ويتعلمان من بعضهما بعضاً. وكالجبال التي تصمد وسط الأنواء والتقلبات والتي قد تجرف الرياح بعض صخورها، إلا أنها تظل شامخة، تبقى الصداقة بين بييترو وبرونو. إنه فيلم ممتد، تقارب مدته ثلاث ساعات، لكن تحت إدارة فان غرونينغين، صاحب «دائرة الانهيار المحطمة» (2012) الذي أبكانا وأدخلنا وسط عالم من الألم والحزن لأب وأم فقدا صغيرهما، بالاشتراك مع فاندرميش في هذا الفيلم، نجد أنفسنا منغمسين وسط هذه الصداقة ومع محاولات كل منهما لفهم ذاته والعالم، فنشعر أن مدة الفيلم تمضي في لمح البصر.

وما كان الفيلم ليكون بمثل هذا التأثير الكبير دون الأداء الملهم لمارينيلي وبورغي للشخصيتين الرئيسيتين. مارينيلي بنظرته المتأملة المطرقة الحزينة، بهدوئه المتفكر، وبعزمه على اكتشاف العالم والعثور على ذاته وسط رحلته في جبال العالم، هو الشق الثاني المكمل للمهارة اليدوية والقوة الجسدية لبورغي. إنها صداقة تقوى وتستمر رغم اختلاف الشخصيتين، أو ربما يمكننا القول إن ما يثريها هو هذا الاختلاف في الشخصيات والنزعات والقدرات. ربما يمكننا القول إن «الجبال الثمانية» هو الحياة بقممها ووديانها وأنهارها، هو ذرى البهجة التي لا يمكن أن نشعر بها إلا بعد هوة سحيقة من الحزن، بينما تمضي الحياة في مجملها كالوديان التي تحيط بها تلك القمم الشامخة.

 

القدس العربي اللندنية في

22.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004