ملفات خاصة

 
 
 

خاص "هي"- مهرجان كان 2022:

فيلم "EO".. تجربة تذكرنا بأن مساحة التعبير في السينما بلا حدود

أندرو محسن - مهرجان كان

كان السينمائي الدولي

الخامس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

من بين الأفلام المشاركة في مسابقة مهرجان السينمائي في دورته الخامسة والسبعين، يظهر "EO" "إيو" للمخرج جيرزي سكوليموفسكي كأحد أكثر التجارب تفردًا واختلافًا، فهو من الأفلام التي تذكرنا أكثر من غيرها باتساع مساحة التعبير في فن السينما، وعدم وجود نهاية لما يمكن تقديمه على الشاشة. فبعد أن شاهدنا في مسابقة العام الماضي الفيلم الحاصل على السعفة الذهبية "Titane" (معدني) بقصة غير مألوفة، نشاهد في "إيو" فيلمًا من بطولة حمار!

من يقرر مصير الحمار؟

الفيلم من إنتاج بولندي وإيطالي مشترك، وخلال أحداثه نتابع الحمار إيو صاحب العينين الحزينتين دائمًا، والذي يقدم عرضًا مع فرقة سيرك، لكن نتيجة مطالبة الكثيرين بوقف استغلال الحيوانات في عروض السيرك، تُضطر الفرقة إلى التخلص من جميع الحيوانات التي لديها، لتبدأ رحلة إيو الطويلة في عالم البشر غير الآمن على الإطلاق.

يتبنى سكوليموفسكي الشكل الخاص بأفلام الطريق في بناء العمل، إذ نشاهد إيو ينتقل من محطة إلى أخرى ومن مالك إلى آخر بشكل مستمر. أحد الجوانب المهمة في أفلام الطريق، هي أنها تسلط الضوء بشكل تدريجي على الشخصية الرئيسية، فإما تعرفنا على جوانب جديدة فيها مع كل محطة، أو تتحول كل محطة إلى نقطة تحول طفيفة في هذه الشخصية، تمهيدًا للتحول الأكبر بحلول النهاية.

لما كان بطلنا هو حمار صامت، فإننا من الصعب مراقبة التحولات عليه أو معرفة طيات شخصيته من هذه المحطات، لكن المخرج استخدم الأمر بشكل عكسي، فبدلًا من أن تصبح المحطات هي المؤثرة على الشخصية، بتنا نشاهد هذه المحطات من خلال وجهة نظر الشخصية.

اختيار الحمار تحديدًا ليصبح بطلًا للفيلم هو أمر شديد الذكاء، إذ أن هناك الكثير من الحيوانات الأخرى التي ربما تبدو أكثر ذكاءً، أو يفضلها البشر عن الحمير، مثل القطط والكلاب مثلًا، أو حتى الخيول. لكن الحمار من الحيوانات المستضعفة، فرغم كونه مساعدًا حقيقيًا للكثير من البشر في الأرياف، فإنه لا يحظى عادة بالتقدير، حتى إنه يُستخدم كسبة للتقليل من الأشخاص. يستغل المخرج هذا الحضور غير الملحوظ للحمار في جعله يراقب العالم من حوله، ويتأمل كيف يتعامل البشر سواءً معه أو مع بعضهم بعضًا.

يختار سكوليموفسكي المحطات التي يتوقف فيها حماره بعناية وتنوع كبيرين، أبرزها بالتأكيد هي عندما توقف إيو لمتابعة مباراة كرة قدم مهمة حتى إننا شاهدنا تفاعله مع ضربة الجزاء التي مُنحت لأحد الفريقين، قبل أن يتحمس مشجعي الفريق الفائز ويأخذونه معهم في احتفالاتهم كتميمة حظ، وهم لا يعرفون من أين جاء ولا يهتمون بمعرفة ذلك أيضًا.

من الممتع مشاهدة كيف اختلف تعامل البشر خلال الفيلم مع إيو، بين من حاول مساعدته باهتمام حقيقي في أحد ملاجئ الحيوانات، وبين من قرر خطفه تمهيدًا لبيعه ليُستخدم بشكل غير قانوني بالطبع في مصنع لحوم معاد تصنيعها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعامل معه السارقون على أنه حصان لإضافته للصفقة بأي شكل. لكن التعامل الأمر كان من الفتاة التي تعرفنا عليها في أول مشاهد الفيلم، مدربته في السيرك، والتي كانت تعتني به وكأنه من أهلها، وليس لمجرد أنه مهم في الفقرة التي تقدمها.

الرابط بين إيو وهذه الفتاة أصبح خلال الأحداث هو المحرك الرئيسي له لمواصلة البقاء وللانتقال من نقطة إلى أخرى. لكن هذه العلاقة تثير تساؤلًا، هل كان يجب للحمار أن يبقى في السيرك، أم أنه يجب أن يتحرر من تلك القيود؟ وإن كان الغرض من تحرير الحمار هو منحه معاملة أفضل، فلماذا لا يُترك له أيضًا حق تحديد مصيره؟ فيختار إلى أين يذهب وإلى من ينتمي، حتى لو عاد إلى مالكته الأولى.

مملكة الحيوان

يذكرنا هذا الفيلم بأحد أشهر أعمال المخرج الفرنسي روبريت بريسون "Au hasard Balthazar"، والذي فيه كان الحمار أيضًا أحد الأبطال، وكنا نتابع تنقلاته كذلك أحداث الفيلم. لكن "إيو" أخذ الفكرة إلى حد أبعد، إذ أن فيلم بريسون كانت فيه شخصية فتاة لديها خط رئيسي يتوازى مع خط الحمار وبالتالي كان العنصر البشري حاضرًا ويمكن من خلاله التحكم في الخطوط الدرامية للفيلم بشكل أكثر وضوحًا، بينما في "إيو" نشاهد البشر كضيوف شرف، فحتى صاحبة الحمار الأولى لا تظهر سوى في مشاهد قليلة مرتبطة بظهوره هو، لكننا لا نشاهدها بعيدًا عنه.

ربما كان هذا البناء أكثر صعوبة، إذ أننا في مرحلة من الفيلم سنشعر أننا لا نقترب من نهاية محددة، فيمكن للحمار أن يظل ينتقل من مكان إلى آخر لعدة سنوات، لكن المخرج استطاع أن يمنح الفيلم نهاية جيدة، قبل أن يسقط الفيلم في فخ الملل، موفرًا ظهورًا خاصًا للنجمة إيزابيل أوبير قبل النهاية بقليل، لتمنح الفيلم حيوية جديدة قبل تتابعات النهاية.

قد لا يكون هذا الفيلم مناسبًا لكل المشاهدين، فنحن نتحدث عن فيلم بلا حوار أو شخصيات بشرية تقريبًا، لكنه بالتأكيد تجربة متفردة، وإنجاز من صناع الفيلم يستحق المشاهدة.

كاتب وناقد سينمائي

 

####

 

‏من مهرجان كان.. فيلم "بسمة" محطة فاطمة البنوي الجديدة بعد مغامرة "بلوغ"

فاطمة البنوي تستعد لمغامرة سينمائية جديدة

محمود صلاح

فاطمة البنوي تعيش حالة من النشاط الفني المتواصل خلال هذه الفترة حيث تتواجد في فرنسا لحضور مهرجان كان السينمائي في دورته الـ75، وتلتقي بشكل مستمر مع صناع السينما حول العالم، لكنها كشفت كذلك عن مغامرة سينمائية جديد تخوضها خلال الفترة المقبلة.

مغامرة سينمائية جديدة للفنانة فاطمة البنوي

فاطمة البنوي سجلت حضورا ونجاحا في السنوات الماضية على مستوى مشاركتها في الأعمال الفنية كممثلة والتي بدأتها مع فيلم "بركة يقابل بركة" الذي حقق وقت عرضه ردود فعل إيجابية، الفنانة السعودية حسب إعلانها عبر حسابها على "انستجرام" أنها تستعد خلال الشهور القادمة لبداية تصوير أحدث عمل سينمائي لها وهو فيلم "بسمة" الذي يعد أحد أبرز مشروعاتها لكونها كاتبة العمل وكذلك مخرجته وبطلته.

فيلم فاطمة البنوي الجديد من المقرر أن يتم تصويره في شهر أكتوبر القادم بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، وتدور قصته حول شابة في الـ26 من عمرها تحاول مساعدة والدها المريض بجنون العظمة وذلك بعد عودتها من الولايات المتحدة الأمريكية، كما شارك في كتابة وإنتاج الفيلم المنتج محمد حفظي.

تجربة ثانية لفاطمة البنوي بعد فيلم "بلوغ"

فاطمة البنوي تعد تجربتها في فيلم "بسمة" هي الثانية لها في الإخراج السينمائي بعد تجربتها الأولى في فيلم "بلوغ" الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي، وشارك في إخراج الفيلم كذلك مجموعة من المخرجات السعوديات، وقد عرض في افتتاح فعاليات أفاق السينما العربية خارج المسابقة، وتحضر الفنانة السعودية خلال هذه الفترة فعاليات الدورة  الـ95 من مهرجان كان السينمائي كما أنها ظهرت كذلك في العديد من الفعاليات التي أقامها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي على هامش مهرجان كان والتي شهدت حضور عدد من صناع السينما العربية.

أدوار مؤثرة لفاطمة البنوي في السنوات الماضية

فاطمة البنوي شاركت كذلك في فيلم "أبطال" أحد الأفلام السعودية المهمة التي عرضت في الفترة الماضية ولاقت ردود أفعال إيجابية من قبل الجمهور والنقاد، فيلم "أبطال" عرض في فعاليات الدورة الثانية لليلة السينما السعودية في العاصمة الفرنسية باريس وكذلك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وتدور قصة الفيلم حول خالد مدرب كرة القدم المحترف والمغرور، الذي يتم إلحاقه في تدريب فريق من أصحاب الاحتياجات الخاصة كجزء من خدمة مجتمعية عقابًا له على سلوكه السيئ، وهو من بطولة ياسر السقاف، فاطمة البنوي.

فاطمة البنوي قدمت أيضا مجموعة من الأدوار المهمة خلال رحلتها الفنية والتي من بينها دورها في فيلم "بركة يقابل بركة" الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي 2016.، وقدمت فيه دور بركة، ثم عادت وقدمت مجموعة من الأدور المهمة والتي كانت من بينها "عالية" في مسلسل "أم القلايد"، وشخصية نرجس في مسلسل "ما وراء الطبيعة"، وكذلك دور سارة في مسلسل "60 دقيقة".

 

مجلة هي السعودية في

21.05.2022

 
 
 
 
 

شهادات جريئة وملهمة للجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي

كتب ــ خالد محمود:

·        الوقت مناسب لصانعى الأفلام المسئولين لإطعام خيالنا من أجل الذين يقاتلون فى العالم للبقاء على قيد الحياة.

·        فينسينت ليندون يتساءل هل يمكننا فعل شىء آخر غير استخدام السينما سلاح المشاعر لإيقاظ الضمائر وزعزعة اللامبالاة؟

·        المخرج الإيرانى فرهادى: صورة شعبى القاتمة تفسد فرحة وجودى هنا

·        لادج لى: مهرجان كان يمنح الأمل لشبابنا..وأتمنى أن تكون خياراتنا جيدة

·        الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون: لسنا هنا لنحكم على الأفلام أو ننتقدها. أهم شىء هو الاستمتاع بها.

شهادات سينمائية حية ومهمة وملهمة وجريئة أدلت بها لجنة تحكيم الأفلام الروائية لمهرجان السينمائى الدولى فى دورته الـ75، التى تشهد منافسات قوية بين الأعمال.

قال النجم الفرنسى فينسينت ليندون رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية فى مهرجان كان السينمائى:
إنها مسئولية هائلة، فكرت فيها كثيرا،و الطريقة الوحيدة لتحملها بنجاح هى العودة إلى كونك المشاهد الذى كنت عليه عندما كنت طفلا، ومحاولة القيام بأشياء من القلب. أحب أن أفكر فى الأمر على أنه يصفى ذهنى ليقترب من الأشياء بعقل خالٍ من التحيزات، مع إرادة حب وقبول جميع الانتاجات السينمائية فى العالم
.

وأضاف:لن أنكر سعادتى لوجودى هنا سأحقق أقصى استفادة من كل ثانية.

والحقيقة أنا متأثر للغاية وفخور لقيادة هيئة التحكيم الاستثنائية هذه، المشبعة بالامتنان العميق، التى اختارها بيير ليسكيور وتيرى فريمو، المسؤلان عن المهرجان من بين كثيرين آخرين.

سيكون من المنطقى بلا شك، أو على أى حال إنسانيا، أن أفرح فرحتى عندما أكون هنا، لترأس الدورة 75 لمهرجان استثنائى، أكبر مهرجان سينمائى فى العالم، للاحتفال بهذا الحدث والتمتع بالشرف الممنوح لى دون عائق. لكن ألا ينبغى أن نستحضر، من هذه المنصة التى تركز لفترة من الزمن، كل أعين العالم، عذابات كوكب ينزف ويتألم ويختنق ويشتعل فى لامبالاة القوى؟ ربما نعم. لكن ماذا يمكننى أن أقول، إن لم يكن جديدا، أو على الأقل مفيدا؟

هذا سؤال واجهه جميع الفنانين وما زالوا وسيواجهونه. هل يجب أن نستخدم سمعتنا، مهما كانت متواضعة، لنقل أصوات من لا صوت لهم بصوت عال وواضح، أو على العكس من ذلك، نرفض التعبير علنا عن موقف فى مناطق ليس لدينا فيها شرعية ولا مهارة خاصة؟

ليس لدى الجواب !

فى محاولة للتصالح مع مصير محتوم، غالبا ما كنت أخاطر بالتحدث علانية، أحيانا بسذاجة، للتنديد بالألم التى يشعر به الآخرون.

الالتزامات الوحيدة التى لا جدال فيها لفنان، ولا سيما صانع أفلام، هى بلا شك الأعمال التى يقدمون دعمهم لها.

انا ممثل بسيط، أقوم بعبور الشخصيات التى تحمل أسماء أخرى غير اسمى، وأمارس مهن أخرى، وأحيانا تكون قوية، وفى كثير من الأحيان مهزومة، لأنهم هم من يحركونى ويلهموننى لمحاولة لمس القلب. إنها وظيفتنا. لقد أكسبنتى الكثير من الأوسمة التى أستحقها، فأنا أدرك ذلك تماما. لكننى أعلم أنه، مثل كل أولئك الذين تمتعوا بسعادة غير عادية بالقدرة على العيش من فنهم، فى وجود حر، نحن مكون صغير من كل عظيم، أساسى، والذى يسمى الثقافة. لأن الثقافة ليست زائدة لطيفة، ولا زينة عقيمة للمجتمع، فهى ليست على الهامش، إنها المركز. ستكون بقايا ذلك.

ماذا سيبقى من عهد جوزيف الثانى بدون موتسارت، لويس الرابع عشر بدون موليير، راسين أو كورنى، لبابوية جول الثانى بدون مايكل أنجلو؟

إن مكانتهم فى التاريخ، والدول وقادتها، مدينون بذلك أولا وقبل كل شىء للروابط التى تمكنوا من نسجها مع المبدعين الذين تُسقِط أعمالهم العبقرية البشرية.

يواصل مهرجان كان السينمائى الدولى هذا التقليد القديم. الذى ولد من الرغبة فى محاربة الفاشية، والتى شوهت السينما الأوروبية، ولم يتوقف أبدا عن الترحيب بأعظم صانعى الأفلام فى عصرهم وحمايتهم وجمعهم معا فى صالات مفتوحة لجميع الثقافات، لا تتطلب سوى معايير عالية، وقد احتفظت اختياراته بالأفلام التى لم يقتصر طموحها على ملء دور العرض.

هذه هى وظيفة مهرجان كان السينمائى. إنه مجده. إن هذا الخط غير المرن والفنى والمدنى هو الذى يجعل ما يمكن أن يكون فاحشا أمرا ضروريا: عرض صور مشعة متراكبة على تلك البغيضة، والتى تصل إلينا من أوكرانيا البطولية والشهيدة، أو دفن تحت لحن السعادة، مذابح صامتة.

هل يمكننا فعل أى شىء آخر غير استخدام السينما، سلاح المشاعر الهائلة، لإيقاظ الضمائر وزعزعة اللامبالاة؟»

لا أستطيع أن أتخيل!

قد لا تؤثر قوة وعمق أعمال صانعى الأفلام العظماء على طريقة عمل العالم لكننا سنحاول، فإن قوتنا هى أننا نؤمن به، وأن أعمالنا خالدة.

حتى لو فى بعض الأحيان، عندما تسحقنا الأخبار ويغمرنى الإحباط، أتساءل عما إذا كنا لا نرقص على تيتانيك.
هذا هو الوقت المناسب للفنانين، صانعى الأفلام المسئولين، ليحملونا، لإطعام خيالنا، ومساعدتنا، على تكرار أنفسنا فى أنفسنا، كلما أمكننا ذلك، تكريما لكل الذين يعانون والذين يقاتلون فى العالم من اجل البقاء على قيد الحياة
.

فيما وصف المخرج الايرانى اصغر فرهادى عضو لجنة التحكيم سعادته بالمشاركة فى هذه النسخة الخامسة والسبعين كجزء من لجنة التحكيم، وقال :

أنا سعيد للغاية. لم أتردد عندما أتيحت لى الفرصة للمشاركة فى هذه التجربة الملهمة. إنها المرة الثالثة التى يتم فيها الاتصال بى للانضمام إلى لجنة التحكيم بالمهرجان، وكان الوقت مناسبا هذا العام. لكن هذه الفرحة التى أشعر بها ليست عميقة كما أرغب، بسبب ما يعيشه بلدى اليوم. النظرة قاتمة بالنسبة للشعب الإيرانى: إنهم مرهقون. ويجب أن أعترف أن هذا يفسد قليلا من سعادتى لوجودى هنا.

وحول أهمية مهرجان «كان» لآفاق الفيلم قال المخرج الفرنسى لادج لى عضو لجنة التحكيم: يغير مهرجان كان حياة الفيلم وصانعة ولا شك فى ذلك. هنا ذهب فيلمى «البؤساء» فى رحلة لم نحلم بها أبدا. عندما عُرض على مكان فى لجنة التحكيم هذا العام، لم أصدق ذلك. أعتقد أنه يمنح الأمل لشبابنا، الذين يمكنهم أن يقولوا لأنفسهم أن كل شىء ممكن. أنا سعيد جدا وآمل أن نتخذ خيارات جيدة معا.

وقالت الممثلة الهندية ديبيكا بادوكون حول مسئوليتها كعضو لجنة تحكيم:

لقد وعدنا أنفسنا عندما وصلنا ألا نشعر بأن المسئولية تغمرنا. لكن من الصحيح أن السينما أداة قوية. يمكن أن تؤثر على حياة الناس. لسنا هنا لنحكم على الأفلام أو ننتقدها. أهم شىء هو الاستمتاع بها.

واشار المخرج النرويجى يواكيم ترير إلى المهمة التى تنتظر لجنة التحكيم قائلا:

لدى إيمان بهذه المجموعة وأعتقد أننا سنجرى مناقشات ستكون ممتعة بقدر ما هى صعبة من أجل اتخاذ خياراتنا. يمثل مهرجان كان أكثر الأساليب تعقيدا فى السينما. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا.

وتصف الممثلة الإيطالية ياسمين ترينكا عضو لجنة التحكيم توقعاتها من النسخة الخامسة والسبعين للمهرجان:

بدأت مسيرتى المهنية فى مدينة كان عام 2001، مع فيلم غرفة الابن La Chambre du fils لنانى موريتى، كنت فى الثامنة عشرة من عمرى. لم يكن لدى أدنى فكرة عن الجانب الساحر للأشياء. لقد عدت عدة مرات منذ ذلك الحين ويمكننى أن أقول إننى نشأت مع المهرجان. حتى أجد نفسى هنا مرة أخرى أمر مؤثر للغاية بالنسبة لى. سأشاهد الأفلام باحترام وإعجاب. أريد أن أفاجأ بنظرة.

لا يمكننا أن نضع الوقت الذى نعيشه جانبا تماما. بالطبع قد يكون لها بعض التأثير اللا واعى على الطريقة التى ننظر بها إلى الأفلام. يرتبط بعضها ارتباطا وثيقا بهذه القضايا والبعض الآخر بعيدا. سنصلب أنفسنا لنبقى مستحقين، للأشخاص الذين كانت أيامهم أصعب من أيامنا.

 

####

 

اعترافات توم كروز فى مهرجان كان: لن أشارك فى أفلام تنتجها منصات

خالد محمود

·        حلمت بصناعة الأفلام وكتابة القصص منذ سن الرابعة

·        كنت محاطا بأشخاص كرماء سمحوا لى بالتعلم بلا كلل.. ومحظوظ لعملى مع المخرجين والفنيين الرائعين

·        تمسكت بحلمى وقلت لنفسى «يمكنك أن تفعل ذلك»

·        عندما كنت أصور أخذت دروسا فى الرقص والغناء.. وتعلمت قيادة طائرة هليكوبتر لخلق تجربة فريدة للجمهور

·        أشعر بالخوف عندما أقوم بحركاتى المثيرة لكننى دائما أفكر فى القصة والمشاهد وكيف يمكن أن تثير إعجابهم

·        أقول دائما لأعضاء الفريق: هذا ليس فيلمى.. هذا فيلمنا

تحت عنوان «موعد مع توم كروز»، حرصت إدارة مهرجان كان السينمائى الدولى الـ75، على إقامة حوار جماهيرى على طريقة «ماستر كلاس» مع النجم الامريكى العائد إلى «مدينة كان» بعد ثلاثين عاما، ومنذ عرض فيلمه «Far and Away»، فى 18 مايو 1992، حيث يحضر هذا العام مع العرض الأول لفيلمه الأخير «توب جان.. مافيريك «Top Gun: Maverick»، إخراج جوزيف كوسينسكى ​​وتسلّمه السعفة الذهبية الفخرية تكريما لمسيرته المهنية الكبيرة.

قدم توم كروز شهادته على المشوار لتشكل مصدر إلهام كبير كشهادة للتاريخ من البدايات ولحظة ميلاد الموهبة، والإلهام بالآخرين، وكيف أنه عشق السينما منذ كان طفلا فى الرابعة من عمره، وطريقة عمله كممثل، ومخاوفه وجرأته والتى حملت العديد من المفاجآت.

قال توم كروز:عندما كنت طفلا فى الرابعة من عمرى، كنت أرغب فى صناعة الأفلام، وأردت المغامرة فى حياتى، وأردت تسلق الأشجار بسرعة.. كنت أكتب القصص باستمرار، وفيما بعد بعت البطاقات البريدية من باب إلى باب، وذهبت بما أملكه إلى السينما لأعيش عالما جديدا.

واستطرد: أنا لا أريد أن آخذ الأشياء كأمر مسلم به.. كلنا عندنا حلم وهذا كان حلمى.

«البدايات والإلهام»

عندما كان عمرى 18 عاما، حصلت فجأة على دور صغير بعد الاختبار الثانى. منذ ذلك الحين، قررت أن أدرس كل شىء على الإطلاق فى صناعة السينما وأن أعلّم نفسى. كنت دائما مهتما بالناس، وأردت التعرف على الثقافات، تمسكت بحلمى وقلت لنفسى: «يمكنك أن تفعل ذلك».

كان لى هذا الدور الصغير عام Taps فى فيلم 1981، وكان المخرج هارولد بيكر يدعونى لمراقبة الأشياء، لفهم الضوء، كان يأخذنى لرؤية اللقطات، وكان يقول لى: «حاول أن تتخيل ما قد يشعر به الجمهور». وأود أن ألاحظ وألاحظ كيف يمكن للضوء أن يغير كل شىء. لقد كنت محاطا بأشخاص كرماء سمحوا لى بالتعلم بلا كلل؛ لأنه يوجد لدى حب كبير لمجموعة كبيرة من الأفلام. لقد نشأت مع باستر كيتون وتشارلى شابلن وهارولد لويد.

«طريقة العمل»

قال توم كروز حول طريقته للعمل «أحاول استخدام كل الخبرات التى أمتلكها، فكل قسم فى الفيلم مهم، وعليك أن تخلق بيئة معينة لتشعر بقصة ملهمة للبشر لا تكتفى بما هو مكتوب فيها.

وأنا تعجبنى فكرة الفريق، خلق الأشياء معا، لتبدو القصة رائعة، أقول دائما لأعضاء الفريق الآخرين: هذا ليس فيلمى، هذا فيلمنا.

كل شخص لديه فكرته الخاصة عن التفسير، أفضل شىء يمكنك القيام به هو معرفة كل تفاصيل كيفية صنع الفيلم للفهم. وأنا محظوظ، لقد عملت مع بعض المخرجين والفنيين الرائعين.

«الشاشة الكبيرة»

وقال توم كروز تختلف كتابة الفيلم اختلافا كبيرا اعتمادا على ما إذا كان مكتوبا للسينما أو التلفزيون، أذهب دائما إلى السينما بمجرد عرض الفيلم، أرتدى قبعتى وانطلق، وأكون فى حالة اختبار للمناخ العام حول الفيلم، والواقع لن تكون أفلامى على المنصات أبدا، أقصد لن أشارك فى أفلام تنتجها منصات، فالمشاهدة فى دور العرض تختلف.

وفى حديثه عن التمثيل قال كروز: أعرف اللقطات عن ظهر قلب، وأتذكر كل شىء.

بالنسبة للمشاهد فى فيلم «عيون مغلقة Eyes Wide Shut عام 1999، دعانا المخرج ستانلى كوبريك للحديث عن الضوء، نظرنا إلى الإطار، وتحدثنا عن العدسات. كان الأمر كما لو كان علينا اكتشاف شىء ما. تكتشف وفجأة تعرف متى يكون ذلك صحيحا.

التحضير هو كل شىء.. حتى لو تخلصت من كل شيء

وعند محطة أخرى جاب فيها توم كروز عوالم فنية أخرى كى يواصل الحلم قال:

لا أحد يسأل جين كيلى: لماذا ترقص؟ بالنسبة لفيلم مهمة مستحيلة Mission Impossible، وهو أول فيلم أنتجته، سألت نفسى: كيف يمكننى الترفيه عن الجمهور. لقد طورت الموهبة بمرور الوقت، عندما كنت أصور، أخذت دروسا فى الرقص، ودروسا فى الغناء، وتعلمت قيادة طائرة هليكوبتر.. لخلق تجربة فريدة للجمهور.

ونعم، أشعر بالخوف عندما أقوم بحركاتى المثيرة، لكننى دائما أفكر فى القصة، والجمهور، وكيف يمكن أن تثير إعجابهم. كيف تصنع هذا التأثير على جمهورك؟ إنها رحلة. لطالما صنعت أفلامى لهم، وأعود إلى المنزل وأسأل نفسى عما يمكننى تقديمه لهم. لا أريد أن أخيب ظنهم.

ومن الأفضل أن تفعل ذلك حتى لو فشلت، بدلا من عدم المحاولة. أكرس حياتى للتصوير لأننى أشعر بامتياز كبير لفعل ما أفعله.

جدير بالذكر ان لقاء توم كروز أداره الصحفى ديدييه علوش.

وقد استقبل جمهور المهرجان عرض فيلم Top Gun: Maverick للنجم العالمى توم كروز، بحفاوة كبيرة وأعدت إدارة مهرجان كان استقبالا واحتفاء خاصا بتوم كروز وفريق الفيلم، بعد العرض الاستثنائى له فى قصر باليه، بحضور رئيس المهرجان تيرى فريمو.

الفيلم تدورأحداثه بعد قضائه لأكثر من ثلاثين عاما فى القوات الجوية حيث كان مافريك ضمن أفضل الطيارين، ولكنه يتفادى التقدم فى الرتبة التى ستضعه فى مكانة مختلفة، كما يستمر فى تطوير إمكانياته، يجد مافريك نفسه مكلفا بتدريب كتيبة من خريجى Top Gun للقيام بمهمة محددة لم يقم بها طيار حى من قبل.

وبالإضافة لتوم كروز، يشارك فى بطولة الفيلم كتيبة ضخمة من النجوم منهم: ميليس تيلر، جنيفر كونيللى، جون هام، مونيكا باربارو، إد هاريس وفال كيلمر، وهو من تأليف جيم كاش، جاك إيبس جونيور، إريك وانر سينجر، كريستوفر ماكواير وإهرن كروجر.

 

الشروق المصرية في

21.05.2022

 
 
 
 
 

كانّ 75 - “ولد من الجنّة”: الأزهر وجبة إكزوتيكية!

المصدر: "النهار" - كانّ

هوفيك حبشيان

كانّ: "ولد من الجنّة” المعروض في مسابقة الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كانّ السينمائي (17 - 28 أيار) خيّب ظننا بشدّة، ومن المرجح ان يخيب ظن الكثيرين، لأسباب مختلفة. هذا، وبرغم التصفيق الطويل الذي ناله بعد عرضه الرسمي في حضور مخرجه والممثّلين وطاقم العمل. لكن هذه مظاهر احتفالية يجب ألا تغرينا وتذر الرماد في العيون. فالعروض الرسمية (لا العروض الصحافية) كلها تصفيق بتصفيق من ناس يشعرون بالغبطة لوجودهم في هذا الصرح السينمائي، وكثر منهم يعجبهم أي شيء وكلّ شيء. 

هذا الفيلم الذي أخرجه المصري السويدي طارق صالح هو الفيلم "العربي" الوحيد المشارك في مسابقة تتضمن 21 فيلماً. لكن، كانت مفاجأة ان نكتشف اننا أمام عمل ضحل، مفتعل، متهافت، ذي بنية درامية مهزوزة، يحتاج إلى اعادة صوغ، والأسوأ انه لا يفتح أي باب للسجال من داخل الموضوع نفسه (قد يحدث سجالاً عقيماً بين الأعداء في السياسة). ربما كان الخطأ اننا توقّعنا عملاً يفتح ملف السلطة الدينية في مصر من منظور فنان يعيش في الغرب، لينبش في الصفحات التي لا تقترب منها السينما العربية كثيراً. تسنت لطارق صالح فرصة ان ينجز أول فيلم تدور أحداثه بالكامل في الأزهر، وهو المعقل الديني التاريخي الأبرز في العالم لنشر الإسلام وتعاليمه، لكن ما كان يمكن ان يكون مشروعاً يلقي الضوء على تفاصيل هذا العالم تمهيداً لقول أشياء لا نعلمها أو نطمح إلى رؤيتها على الشاشة، من مثل الصراعات العقائدية بين المتعصبين والمعتدلين في هذه المؤسسة التي بحسب الكثيرين تصنع الأصولية الدينية، حوّله صالح إلى فاصل ترفيهي على شكل ثريللر تجسسي يفتقر إلى الصدقية. نخال أنفسنا في نسخة سيئة لـ"اسم الوردة". هناك شيء من "شيفرة دافينتشي" أيضاً. لكن طارق صالح ليس دان بروان. الأكثر تأكيداً من ذلك انه ليس أومبرتو إيكّو. فلا يستطيع أكثر من تأسيس حبكة درامية على خلفية صراع بين الأجهزة الأمنية من جانب والمؤتمنين على موضوع الإيمان من جانب آخر (وبينهما مجموعات من المتطرفين والأخوان) صراع من أجل بسط النفوذ والتحكم بالسيطرة على عقول البؤساء، ليخلص بإدانة ممارسات جهاز الأمن الوطني المصري. قد لا تتوافق توقّعاتنا مع ما كان يطمح اليه المخرج في الأصل، لكن ما قدّمه في فيلمه هنا هو صراع على السلطة في منتهى التسطيح والسطحية، فاقداً كلّ الشروط التي تجعل منه فيلماً قابلاً للتصديق.  

هكذا يبدأ كلّ شيء: آدم (توفيق برهوم) شاب ينتقل من الأقاليم إلى القاهرة ليتابع دراسات في جامعة الأزهر بعد حصوله على منحة. لن يمر الكثير من الوقت قبل ان يدرك ان المكان لا يوفّر ما كان يحلم به. سيكتشف انه وكر لشد حبال خفي بين السلطتين الدينية والسياسية. بعد موت الإمام الأكبر في الدقائق الأولى، تُرتكب جريمة يشهد عليها آدم فيضطر على أثرها إلى التعاون مع عناصر من الأجهزة لضمان وصول مرشحهم المفضّل إلى منصب الإمام الأكبر. دور الإمام مهم ويجب ان يقدّم الولاء للحكومة. لكن آدم هو لا أحد. ضائع في هذه المتاهة. تدريجاً يقحمنا الفيلم في ألاعيب قذرة مع حلول سريعة في آخر النفق. السينما ليست مجبرة على تقديم ما هو واقعي طالما انها قادرة على الاقناع. مشكلة "ولد من الجنّة" انه يحاول الاقناع بلا جدوى، فكلّ شيء يتسرب من بين أصابعه بلا انتباه، إلى درجة يصعب ان نعرف وجهة نظره. هذا كله لأنه يتعثّر فنياً وغير متماسك. لم أصدّق للحظة ان الممثّلين الثلاثة (توفيق برهوم وفارس فارس ومحمد بكري) مصريون! ثم ان أداءهم ضعيف يفتقر إلى ادارة حسنة. والعائق ليس على مستوى اللكنة فحسب، بل يتأتى من غياب الروحية المصرية في الفيلم. حتى في محاولاته لجعل الشخصيات أكثر تعقيداً ممّا هي عليه في الحقيقة، يفشل فشلاً مدوياً.

يقدّم الفيلم وجبة إكزوتيكية قد تسد جوع كثر في الغرب. لأن المسألة في الأساس مسألة تصوّرات خاطئة تغذي سوء الفهم بين الشرق والغرب. المُشاهد الغربي الذي ينتمي إلى معسكر سياسي معين سيعتقد ان الفيلم يروي صراعاً بين النور والظلام وان العسكر يحمون بلادهم من شر الأصوليين. مُشاهد غربي ينتمي إلى معسكر سياسي آخر سيتعاطف حتماً مع المتدينين باعتبارهم ضحايا ابتزاز ومساكين مضطهدين. النتيجة: الجميع يخرج رابحاً من هذا المشروع الذي يخلط الأوراق. الا السينما.   

 

النهار اللبنانية في

21.05.2022

 
 
 
 
 

"ولد من الجنة" الفيلم الممنوع يكشف هفواته في "كان"

معالجة سطحية لقضية العلاقة بين الأزهر والسلطة في مصر والجمهور الغربي سيرحب به

هوفيك حبشيان

مباشرةً فور إعلان برنامج الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي (17 - 28 مايو - أيار)، احتفت بعض الشخصيات العامة في مصر بمشاركة "ولد من الجنة"، فيلم المخرج السويدي من أصل مصري طارق صالح، في المسابقة. اليوم، بعدما شاهدنا هذا الفيلم المصري ودخلنا في تفاصيله المتشعبة بعيداً من العناوين العريضة التي أُدرج تحتها، واكتشفنا ما ينطوي عليه من إدانة للأجهزة الأمنية وما يتضمنه من نقد لاذع يتوجه به المخرج إلى السلطة الدينية والسلطة السياسية، نسأل: هل مسألة وقت قبل أن يتراجع هؤلاء عن المديح والاحتفاء؟ أياً يكن، فهذا التسرع قد يعلّم بعضهم درساً في عدم التحمس لإنتاجات فقط من باب أنها تأتي من أوطانهم أو تحمل شيئاً منها. فالسينما ليست المنتخب الوطني والمهرجانات ليست مبارة كرة قدم، وجميعنا يعلم أن ما تصوّره الأفلام وتنقله وتقوله أعقد من ذلك بكثير، كي لا نقول "أخطر".  

فيلم طارق صالح سيثير الكثير من النقد والمهاترات، عندما سيبدأ العرب والمصريون في مشاهدته عبر المنصات الشرعية والمقرصنة، خصوصاً أنه يتعرض لموضوع دقيق وحسّاس (الدين والايمان)، فيدخلنا إلى الأزهر، المؤسسة الدينية التي تُعتبر معقل الإسلام السني في العالم، وكلنا نعرف كم أن الدين لا يزال التطرق له من المحرمات عند معظم العرب، وإن ساهم "الربيع العربي" إلى حد معين في كسر هذا المحرم. 

في الدهاليز

الشخصية المحورية التي يدور عليها كل شيء ومنها تتناسل كافة الأحداث، هي آدم (توفيق برهوم) شاب متدين من بيئة فقيرة يتلقى منحة تخوله الالتحاق بالأزهر والدراسة فيه. هو الذي يبدو ضعيفاً وقليل الثقة في ذاته، سيتوه أكثر في دهاليز هذا الصرح الديني المهيب. منذ اللحظة الأولى لوصوله، يموت الإمام الأكبر، فيصبح انتخاب إمام جديد ضرورياً، ويتزامن هذا مع جريمة قتل أحد الطلاب التي يشهد عليها آدم. كل هذه المفارقات تضع آدم في فخ يطبق عليه شيئاً فشيئاً. فيضطر للتعاون مع الأجهزة التي تحاول فرض مرشح جديد لمنصب الإمام الأكبر كي يبقى الأزهر في دائرة السيطرة الحكومية، وعلى آدم ان يساعدهم. يجد الشاب الفقير الذي لا سند له سوى أحلامه المسلوبة منه، وقد أصبح "فرق عملة" وضحية صراعات على السلطة. مذذاك تبدأ حرب على النفوذ وتفتتح معركة ممارسة تأثير كبيرة بين المراجع الدينية من جهة والأمن والسياسة من جهة أخرى. طوال الفيلم سيبدو آدم مصدوماً من المنحى الذي ستأخده الأحداث، هو الذي جاء إلى القاهرة للعلم والنور والتخلص من الجهل، سيغرق في ظلام أشد وهو يكتشف كواليس الأزهر، حيث التداخل بين السياسة والدين لا يؤتي ثماراً جيدة. 

طارق صالح الذي يعتبر أنه قدّم فيلماً عن السياسة والإيديولوجيا وصراع الأفكار أكثر منه عن الدين، يقول: "كان في نيتي ان أفتح علبة الباندورا وان أجر معي المُشاهد فأدخل في عالم ضخم لم تتسلل اليه الكاميرا بعد. وددتُ فيلماً عن كيف أن المعرفة والتربية تصنعان الفرق الموجود بين الحياة والموت". فضّل المخرج الذي سبق أن أحدث جدلاً بفيلم "حادثة النيل هيلتون" (2017) قبل أن يتم منعه في مصر، ثريللر يأخذ من الفيلم التجسسي نموذجاً له. إلا أن طارق صالح ليس جون لو كاريه أو أومبرتو إيكو، وهذا الصراع بين الدين والسياسة داخل مؤسسة دينية الذي صنع أهمية "اسم الوردة" مثلاً، يعطي هنا عملاً سطحياً يهتم بالمظاهر لا بالجوهر، ويكتفي بتقديم صورة عن الجو العام الذي يهمين على مصر، من دون طرح أسئلة ذات قيمة. لا الدين يعالَج كما يجب بل هو مجرد ديكور حيث أننا نسمع بعض الآيات القرآنية المنزوعة من سياقها، ولا السياسة التي تُختزَل بصورة السيسي معلقة في المصالح الحكومية.

شعارات مصرية

الفيلم يصول ويجول طويلاً في هذه المنطقة المريحة عند مخرج يبدو أنه ليس متمكناً من الشأن المصري، فيستعير من عناصر مصر الأيقونية ليحولها شيئاً إكزوتيكياً بلا روح يتوجه به إلى المُشاهد الغربي الذي يصدّق كل ما يراه عن العالم العربي مهما بلغ درجات من المبالغة والركاكة. وما التصفيق الذي ناله الفيلم في "كان"، حيث يصفق الجمهور لكل الأفلام، الا دليل على أنه سيُستقبل بحفاوة في الغرب، بل سيُعتبر مثالاً للعمل الفني الذي يحارب التعصب الديني بالنسبة للبعض، ويكشف عنف السلطة في نظر البعض الآخر. مع العلم أن الفيلم لا يدعي أي واقعية في التفاصيل التي يسردها، بل هي مجرد حكاية من نسج الخيال. هذا لا يعني أن التعصب والعنف غير موجودين في منطقتنا، ولكن على السينما أن تقنع المُشاهد بوجود الأشياء التي يعلم بوجودها في إطار الفيلم نفسه، والا لا قيمة للفيلم. 

وعليه، بعيداً عن عدم قدرة الفيلم في الإقناع والمرور سريعاً وبسطحية تامة على الصراعات العقائدية التي تسود أروقة الأزهر وعلاقته بالسلطة السياسية، إلا أن المشاكل الكبرى في الفيلم محض فنية. أولها أداء الممثّلين الذي يبدو باهتاً ومفتعلاً، هذا فضلاً عن أنه من الصعب علينا أن نصدّق أن توفيق برهوم وفارس فارس ومحمد بكري هم مصريون، فكيف سنصدق بالتالي أن الأخيرين ينتميان إلى منظومة يخدمانها من دون أن يشكّل أي من أفعالهما فرصة للتساؤل حول طبيعة الأشياء. أما على صعيد البنية الدرامية، فالفيلم مشتت كثيراً، يكاد ينهار في منتصفه، وهو يشكو من عيوب في الإيقاع والمونتاج. كان من الممكن عرض "ولد من الجنة" خارج المسابقة كنوع من اضاءة على وضع سياسي وديني معقّد يميل الغرب إلى الإطلاع عليه لأسباب ثقافية وأمنية، لكن دسّه بين أفلام تحمل مقداراً عالياً من الهم الجمالي ومشغولة بحرفية عالية، يظهر ضعفه لا تميزه. 

 

الـ The Independent  في

21.05.2022

 
 
 
 
 

" EO" في كان السينمائي.. رسالة لكل حيوان يعانى في الحياة من البشر

رسالة كان – إنجي سمير

·        حسين فهمي ينعى سمير صبري في حفل استقبال مهرجان القاهرة: فقدنا فنانًا لن يعوض رَسَم البسمة على وجه كل من قابله

شهدت فعاليات الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي الدولي، عرض الفيلم البولندي "E O" أو "إى أو" والذي يمثل عودة للمخرج جيرزى سكوليموفسكى إلى مهرجان كان، حيث كانت أشهر أعماله فيلم "نهاية عميقة" إنتاج عام 1971.

حاز الفيلم على إعجاب الحضور لفكرته التي أخذت منحنى جديدًا في السينما، خاصة بعدما كتب المخرج جملة تحمل العديد من المعاني وهي "هذا الفيلم لكل حيوان يعانى في الحياة من البشر"، حيث يتناول الفيلم رحلة حمار بعد أن ضل طريقه بسبب إغلاق السيرك الذي كان فيه، وقام باستكشاف العديد من المناطق في أوروبا بين الألم والسعادة، ومدى معاناته من البشر أثناء رحلته من بولندا إلى فرنسا، بعد أن افترقت عنه صديقته كاسندرا بسبب احتجاج بعض النشطاء من حقوق الحيوان على السيرك ويتم أخذه إلى مزرعة خيول، وبسبب رحلة الحمار الطويلة استعان سكوليموفسكى بستة حمير لتقديم الشخصية عندما يتعب أحدهم يقوم الآخر باستكمال الدور.

"إي أو" خلال رحلته الطويلة بحثا عن صديقته، أثبت عدم استيعاب البشر للحيوانات بشكل عام وما يعانون منه، نتيجة لعدم قدرتهم التعبير عن العذاب، وأكبر دليل على ذلك عندما تعرض للضرب المبرح من أحد فرق اللاعبين الخاسرة، لم يستطيع التعبير بمدى الألم، حتى نصل إلى مشهد النهاية عندما سار وسط قطيع من البقر بداخل مزرعة كبيرة إلى مكان لا عودة منه مصحوبا بصوت قوى يشبه صوت المقصلة.

الجدير بالذكر أن هذا الفيلم ليس الأول فى تاريخ السينما الذي يتناول قصة حمار، فهناك فيلم فرنسي بعنوان Au hasard Balthazar إنتاج 1966 للمخرج روبرت بريسون، وكان من أفضل ما أنتج عن الحمار ومختلف عن هذا العمل، فالفيلم الفرنسي استخدم الحمار كوسيلة لمراقبة الضعف والعنف البشري في المجتمع الفرنسى.

 كما شهدت الفعاليات حفل استقبال خاص نظمه مهرجان القاهرة بسوق الفيلم، على هامش مهرجان كان حيث تم الإعلان عن الدورة ٤٤ لمهرجان القاهرة السينمائي المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل، حيث تعد هذه الدورة هي الأولى بالهيكل الإداري الجديد، برئاسة الفنان حسين فهمي.

وحرص الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان على بدء الحفل بنعي الفنان الكبير الراحل سمير صبري، الذي وافته المنية صباح أمس حيث أكد على شعوره بالحزن الشديد لفقدانه فبخلاف أنه صديقه، هو فنان لن يعوض، مشيرا إلى أنه يمتلك أكثر من موهبة كالتمثيل والغناء وتقديم البرامج، وقادر على تجسيد جميع الأدوار، كما استطاع إضفاء البسمة على وجه كل من يشاهده لما يحمله من تلقائية وخفة ظل، وهو من أكثر الفنانين الذي كان يهتم بحضور الفعاليات والأفلام لثقافته السينمائية الواسعة.

حضر الحفل المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان، والناقد أندرو محسن مدير المكتب الفني، والمنتج محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السابق، والناقد طارق الشناوي، وانتشال التميمي رئيس مهرجان الجونة السينمائي، وعلاء الكركوتي أحد مؤسسي مركز السينما العربية، وسيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وعزة الحسيني مدير مهرجان الأقصر.

وقال المخرج أمير رمسيس مدير مهرجان القاهرة إنه أعجب بعدد من الأفلام المعروضة واستقر على بعضها للعرض في الدورة المقبلة من القاهرة السينمائي.

ومن ناحية أخرى شهدت الفعاليات عرض فيلم Three Thousand Years of Longing أو ثلاثة آلاف عام من الشوق، والذي يعرض خارج المسابقة، في عرضه العالمي الأول بالمهرجان، ويُشارك في بطولة الفيلم النجوم العالميون إدريس ألبا وتيلدا سوينتون.

ويعتبر الفنان نيقولا معوض هو الممثل العربي الوحيد المشارك في الفيلم، ومن المقرر عرضه خلال هذا العام، وإخراج العالمي الحاصل على الأوسكار جورج ميلر، ومن المقرر عرض الفيلم في دور العرض الأمريكية قريبا.

الفيلم يتناول قصة معلمة تتقابل بجن في رحلتها إلى اسطنبول ويعرض عليها 3 أمنيات في مقابل تحريرها له، ولكن الاتفاقية تأتي بعواقب غير متوقعة حيث يحبها في النهاية وتختار أنه تعيش حياتها معه.

 

الأهرام المسائي في

21.05.2022

 
 
 
 
 

بحضور ياسمين وتارا.. مهرجان البحر الأحمر يحتفي بالمرأة في السينما بمهرجان «كان»

كتب: سعيد خالد

عقد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ندوة للاحتفال بدور المرأة في السينما، ضمن نشاط الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي 2022، أمس، بمشاركة عدد كبير من النجوم في مقدمتهم الفنانة ياسمين صبري، تارا عماد وعدد من صانعات السينما.

وجاءت الندوة للاحتفال بما وصلت إليه المرأة من خلال مشاركتها في مجال صناعة السينما، وأيضًا تسليط الضوء على الاهتمام الكبير الذي يُقدمه المسؤولين في السعودية، والتعريف بالجهود المبذولة من أجل تمكين المرأة في كافة المجالات ومنها المجال الفني والسينمائي.

على جانب آخر، نظم فيلم «العُلا» ندوة تعريفية، خلال فعاليات كان، وشارك في ندوة السينما السعودية التي أقيمت داخل الجناح الأميركي، مدير عام تنمية وجذب الاستثمار، ومدير إدارة الأفلام في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، ورئيس قطاع الأفلام في نيوم، ومديرة استديوهات MBC، بالإضافة إلى منتج فيلم «شيري» الذي تم تصويره في المملكة.

 

####

 

مظاهرات في مهرجان كان السينمائي قبل عرض فيلم «Holy Spider» (صور)

كتب: محمود مجديريهام جودة

وقعت عدد من التظاهرات في مهرجان كان السينمائي في دورته الـ75 ليلة الأحد 22 مايو، حيث اقتحم عدد من المتظاهرات السجادة الحمراء قبل عرض فيلم Holy Spider وهن حاملات عوادم تطلق أدخنة ولافتة بها 129 اسمًا لنساء قُتلن بسبب التحيّز ضد المرأة، ولم يتدخل الأمن لفض التظاهرة.

يذكر أن هذه ثاني مظاهرة تقتحم مهرجان كان في عام 2022، إذ دخلت امرأة عارية إلى السجادة الحمراء قبل عرض فيلم Three Thousand Years of Longing وهي ملطخة بالطلاء الأحمر وعلى جسدها عبارة «توقفوا عن اغتصابنا» ولوني العلم الأوكراني لتسقط الضوء على الذين تعرضوا للاغتصاب على يد قوات الجيش الروسي.

 

المصري اليوم في

22.05.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004