ملفات خاصة

 
 
 

جوائز مهرجان برلين السينمائي الـ72

أمير العمري- برلين

برلين السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أعلنت مساء الأربعاء جوائز الدورة 72 من مهرجان برلين السينمائي، وفاز بجائزة الدب الذهبي لافضل فيلم الفيلم الاسباني “الكاراس” Alcarràs لكارلا سيمون.

وفاز الفيلم الكوري الجنوبي “فيلم الروائية” للمخرج هونغ سانج سو بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم (الدب الفضي)، كما حصل الفيلم المكسيكي “فستان الجواهر” للمخرجة نتاليا لوبيز، بجائزة الأسد الفضي الثانية.

ونال الفيلم الفرنسي “بالحب والقسوة” للمخرجة كلير دونيس جائزة الدب البرونزي لأفضل مخرجة.

وهكذا ذهبت ثلاث من الجوائز الرئيسية لمخرجات.

وفازت الممثلة التركية- الألمانية ملتم قبطان بجائزة أفضل تمثيل عن دورها في فيلم “ربيعة قورناظ تقاضي جورج بوش الإبن”. ولم تمنح لجنة التحكيم جائزة للتمثيل الرجالي اكتفاء بمنح جائزة واحدة لممثلة عن مجمل الأداء التمثيلي وهي احدى الأشياء المبتدعة التي ابتدعتها الإدارة الجديدة التي تريد في الاعلاء من شأن أفلام النساء بغض النظر عن مستواها الأمر الذي انعكس على المستوى الهزيل للمسابقة بشكل عام.

أما جائزة أفضل ممثلة مساعدة فنالتها الممثلة لالورا باسوكي عن فيلم “نانا” الاندونيسي.

وذهبت جائزة الدب البرونزي لأفضل سيناريو الى الكاتبة ليلى شتيللر عن “ربيعة قورناظ تقاضي جورج بوش الإبن”.

وحصل المخرج الكمبودي ريثي بان على جائزة أفضل انجاز فني في فيلمه “كل شيء سيكون على ما يرام”.

وأخيرا منحت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الهندي الأمريكي م. نايت شايمالان، تنويها خاصا للفيلم السويسري “قطعة من السماء” للمخرج مايكل كوخ.

وهكذا يخرج أفضل أفلام المسابقة وهو الفيلم الصيني “عد إلى الرماد” كما توقعت بالضبط، من المسابقة من دون أي جائزة، كما يخرج فيلم باولو تافياني “ليونورا وداعا” الذي توقعت أن يمنح جائزة تقديرا لمسيرته في السينما وهو في التسعين من عمره، دون ولا مجرد تنويه خاص.

 

####

 

الوصية الأخيرة للمعلم الكبير: تحفة باولو تافياني في برلين

أمير العمري- برلين

تحفة أخرى في مهرجان برلين السينمائي الـ 72 بعد التحفة الصينية، تمثلت في فيلم “ليونورا.. وداعا” Leonora Addio، الفيلم الثاني الذي يخرجه بمفرده، باولو تافياني وهو في التسعين من عمره (مواليد نوفمبر 1931)، بعد وفاة شقيقه التوأم “فيتوريو” عام 2018، وهو الذي اعتاد مشاركته العمل في كل ما قدماه معا من أفلام، وكانت تحمل دائما اسميهما معا، فمثل هذا الانسجام النادر في الفن، هو الذي يظل باقيا، وينسب لهما معا.

بدأ الأخوان تافياني العمل في السينما في ستينيات القرن الماضي، لكنهما أصبحا في بقعة الضوء، بعد أن حصول فيلمهما الذائع الصيت “الأب السيد”Padre Padrone على “السعفة الذهبية” في مهرجان كان السينمائي عام 1977.  ومن أشهر أفلامهما بعده، “ليلة سان لوزنرو” و”صباح الخير يابابل” و”فوضى” و”قيصر يجب أن يموت”، والأخير فاز بالدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2012. وهو آخر ما أخرجاه معا.

جاء التأثير الأكبر على سينما تافياني، من مدرسة “الواقعية الجديدة”، وتتخذ أفلامهما المليئة بالدراما، طابعا تسجيليا، لكنهما نجحا في تطوير الأسلوب بحيث أصبحا يمزجان بين الواقعية النقدية التي تهتم بإبراز الجانب الاجتماعي، وسينما الحداثة التي تدور بين الذاتي والموضوعي، وبين الاجتماعي والتاريخي والفلسفي. ورغم اعتمادهما في الكثير من أفلامهما على الاقتباس من الأدب، إلا أن أفلامهما تحمل بصمة خاصة هي تلك التي تميز عمل المخرج- المؤلف، فنان السينما المبدع، الذي يكتب أدبه الخاص.

وقد يكون القاسم المشترك الذي يجمع بين الفيلم الجديد لباولو تافياني، والتحفة الصينية التي شاهدناها (وقد قدمت تحليلا لها في مقال سابق) رغم اختلاف المكان والموضوع، ذلك الاهتمام الواضح بموضوع الموت.. فالموضوعة الرئيسية في كليهما، هي موضوعة الموت.. غموض الموت، وتفاهة التعامل مع الموت من جانب البشر. في الفيلم الصيني مثلا، بعد أن يختار بطله الذهاب إلى الموت بعد وفاة زوجته التي أحبها كثيرا ولم يعد يمكنه العيش وحيدا من بعدها، يأتي مسؤولو البلدية لإزالة منزله، ويكون كل ما يقوله قريبه الذي قبض ثمن الإزالة: “لعلها تكون بداية لحياته الجديدة”!

يقتبس باولو تافياني عنوان فيلمه “ليونورا وداعا” من عنوان رواية قصيرة للكاتب الإيطالي بيرانديللو، الذي عرفه جمهور المسرح في العالم العربي منذ الستينيات، من خلال مسرحيته “ست شخصيات تبحث عن المؤلف” التي أصبحت درسا في الدراما الجديدة أو الواقعية الساخرة، وهي مسرحية “طليعية” رغم أنها صدرت عام 1921. وكذلك عرف الجمهور العربي أفلام الأخوين تافياني مع فيلمهما “فوضى”Kaos. والمفارقة أن هذا الفيلم كان يستند إلى خمس قصص قصيرة لبيرانديللو. أما الفيلم الجديد فلا صلة له برواية بيرانديللو بل هو فقط اقتبس العنوان على سبيل التحية والتذكير بعالم هذا الكاتب الكبير الذي لعب دورا بارزا في تاريخ الأدب الإيطالي الحديث.

وبيرانديللو المولود في صقلية، هو محور فيلم تافياني. ويتكون الفيلم الذي يقع في 92 دقيقة، من جزئين. يدور الجزء الأول في روما وهو مصور في مدينة السينما الشهيرة (شينشيتا) التي صور فيها فيلليني معظم أفلامه، ويدور الجزء الثاني في صقلية، موطن بيرانديللو. وبينما يعتبر الجزء الأول عن بيرانديللو نفسه وعبثية ما بعد موته، فالجزء الثاني عن عبثية الموت نفسه بشكل عام من خلال استلهام آخر قصة قصيرة كتبها بيرانديللو قبل وفاته عام 1936 وتحمل عنوان “المسمار”. وبيرانديللو الذي كتب 40 مسرحية ومئات القصص القصيرة، وحصل على جائزة نوبل عام 1933، كا هو الذي وضع الأسس الأولى لما عرف فيما بعد، بـ “مسرح العبث”.

يهدي باولو فيلمه إلى شقيقه الراجل، فيتوريو، ويسيطر موضوع الموت على الفيلم كما لو أن باولو يرثي شقيقه ويرثي نفسه أيضا، أو يتنبأ بموته، وكما يبدو وكأنه يرد وصيته الشخصية عندما يستعير عبارة بيرانديللو وهو يقول إنه لا يريد أن تقام له جنازة رسمية. وقد تحقق لبيرانديللو مطلبه بالفعل رغم اعتزام الديكتاتور الفاشي موسوليني في البداية، إقامة مثل هذه الجنازة.

ويبدأ الجزء الأول من الفيلم الذي يستغرق نحو ساعة، بمشهد عبقري يبدو في تكوينه سيريالياً، يجسد الموت. فداخل غرفة فسيحة من خلال إضاءة يشيع فيها الضوء الأبيض الساطع، هناك سرير في المنتصف يتمدد عليه بيرانديللو العاجز تماما الذي لا نرى وجهه. على اليمين أرفف للكتب، وعلى اليسار منضدة صغيرة فوقها شمعة مضيئة. ويأتينا صوت بيرانديللو من خارج الصورة، يستغرب أن يكون الموت قد أصبح وشيكا، وأنه يبدو كما يراه الآن، ويتساءل عن تلك الحياة الطويلة الصاخبة التي عاشها، وعن مغزاها. ثم يتذكر أبنائه الثلاثة وهم أطفال، يدخلون إلى الغرفة صغارا يافعين، ثم كيف انهم كبروا وأصبحوا عجائز لهم شعر أبيض، وهنا تتغير الصورة عن طريق المزج، لنرى الأبناء الثلاثة: رجلان وامرأة، كبارا كهولا، يقتربون ويتحلقون حول الفراش المسجى عليه. اللقطة الأخيرة في المشهد، من الخلف، من زاوية مرتفعة، تطل على جسد بيرانديللو المسجى الصامت لنعرف أن روحه قد فاضت.

بعد ذلك مباشرة، تظهر عناوين الصحف تنشر خبر وفاة الكاتب العظيم. ويعيد المخرج العظيم استخدام الأسلوب شبه التسجيلي عندما يستخدم الوثائق المصورة التي تستعرض التاريخ الإيطالي الحديث، ويمزجها بلقطات سريعة من أفلام السينما الإيطالية في عصرها الذهبي في سنوات ما بعد الحرب، كما ينتقل من الأبيض والأسود إلى الألوان، وإن كان معظم الجزء الأول يظهر بالأبيض والأسود.

إننا نعود مثلا في لقطات تسجيلية إلى الخطاب الأصلي الذي يعرب فيه بيرانديللو عن قبوله لجائزة نوبل في الآداب، ثم حفل تسليم الجائزة بحضور ملك السويد، ثم يخلق تافياني مشاهد يحاكي فيها مسرح بيرانديللو وشخصياته الغريبة التي تعكس فلسفته الساخرة في الحياة.. كل هذه المشاهد تتعاقب بسرعة كما لو كانت تتدفق من خيال رجل موشك على الموت، يستعرض شريط حياته كلها في زمن قصير جدا، يلهث وراء أحداث الحياة.

تعيش إيطاليا أجواء الحرب العالمية الثانية ثم مرحلة ما بعد زوال الفاشية، ودخول الأمريكيين الذي يقول أحد الرجال في الفيلم إنهم “يتعاملون معنا باعتبارهم الغزاة.. وهم ليسوا مخطئين تماما في هذا”. ويبدي مندوب بلدية موطن بيرانديللو تشككه في قبول الأمريكيين نقل رماد جثمان بيرانديللو تحقيقا لوصيته لدفنها في البلدة التي ولد بها وهي “أغريجينتو” في صقلية. لكن زميله يقول له إن الأمريكيين، يحترمون المشاهير والناجحين. يتم استخراج الآنية الفخارية اليونانية التي وضع فيها رناد بيرانديللو من المكان الذي وضعت فيه بعد وفاقته في بناية من بنايات روما التي حفرت فيها فتحات تشبه الصناديق تستخدم في هذا الغرض، أي دفن الرماد.. ثم تحمل سيارة عسكرية أمريكية يقودها سائق أمريكي مجنون يريد المرور بسرعة غير مبال بالعمال الايطاليين من راكبي الدراجات، صندوقا خشبيا وضع المندوب في داخله الآنية الفخارية التي تحتوي رماد جثمان بيرانديللو.

تصل السيارة الى قاعدة عسكرية، يوضع الصندوق داخل طائرة صغيرة، ومعه حارسه الأمين المتشكك، يركب بعض الإيطاليين الذاهبين الى صقلية الطائرة لكن ما أن يعرف الجميع أن هناك “رجلا ميتا” على متن الطائرة يسارعون بالهبوط منها واحدا وراء الآخر، فهي عندهم أصبحت بمثابة نذير شؤم. فيمكن أن تسقط الطائرة كما يشير أحدهم بطريقة كوميدية. ولكت الغريب أن عدوى الخوف من المجهول تنتقل أيضا إلى الطيار الأمريكي الذي يرفض مواصلة المهمة.

يتعين على مندوب بلدية المدينة القادم من صقلية، حمل النعش إلى القطار حيث يستعرض تافياني ببراعة، الوجوه والشخصيات المختلفة لراكبي القطار من الإيطاليين بحيث يمنحنا لمحة أخاذة في سياق شاعري، عن الحياة في إيطاليا بعد الحرب: فتاة ترقص مع فتاها على أنغام البيانو، جندي سابق التقى بفتاة ألمانية جميلة وتزوجها وأتت للعيش معه في إيطاليا، وامرأة تغني على نغمات الأوبرا، والمشهد بأسره تشيع فيه أجواء الحلم، ويبرز التناقض بين الأبيض والأسود، وبين الضوء والظل، ويتهادى على إيقاع شاعري، ويعكس الأسلوب التأثيري. ولابد هنا من القول إن تافياني يمزج في فيلمه عامدا، بين أساليب عدة مختلفة، فهو يريد أن يحتفي بالسينما كلها.

في القطار سيختفي الصندوق الثمين، ويجن جنون حارسه الأمين ويظل يبحث عنه بين عربات القطار إلى أن يعثر عليه وقد حوله بعض الرجال الذين يقضون الوقت في لعب الورق، إلى طاولة وضعوا فوقها أوراق اللعب. المسألة بالطبع جاءت على نحو بريء، فقد وجدوا الصندوق من دون صاحب، وكان صاحبه أو حارسه المفترض قد ذهب الى دورة المياه. المهم أن الصندوق يصل الى البلدة الصقلية، لكن الأسقف يرفض أن يقيم الصلوات عليه، بدعوى أن رماد الكاتب المرموق، موضوع داخل أية يونانية (الكنيسة اليونانية أرثوذوكسية بينما الكنيسة الإيطالية كاثوليكية). ولكن مساعده الذكي يجد له مخرجا، فيقترح نقل الرماد إلى إحدى المزهريات التابعة للكنيسة، لكن هذه كلها قد نفدت، ولم يعد هناك سوى مزهريات صغيرة للأطفال. ولكن ما باليد حيلة. يضعون ما يتيسر داخل واحدة منها، أما ما يفيض فيلفه صحفي شاب في جريدة ورقية ويذهب لينثره فوق البحر. ولكن خلال الجنازة التي تعبر شوارع البلدة، يشاهد الأطفال من الشرفات كيف أن المهرية صغيرة.. هل هي لطفل؟ تنهرهم الأم. لكن أحدهم يستنتج أنها لابد أن تكون لقزم.. وتنتشر العبارة وتنتشر حمى الضحك بين الجميع!

لن ينتهي أمر رماد جثة بيرانديللو وتنفيذ وصيته سوى بعد 15 سنة من وفاته حينما يضعون المزهرية أخيرا داخل كتلة صخرية محفورة بشكل فني، في إحدى الحدائق العامة. وبذلك تنتهي رحلة بيرانديللو بعد الموت. فهل كان الأمر يستحق كل هذه المعاناة والمتاعب؟! وهل يملك المرء من أمره شيا بعد موته، وكيف يتعامل الناس مع الموت على هذا النحو؟ ولماذا يبدو الجميع كالمهرجين في خيمة كبيرة للسيرك؟ كلها تساؤلات تسري من تحت جلد الصور، تردنا إلى فكرة الموت وما بعده، وتحمل سخرية مريرة من تشبث الكنيسة بالمظاهر السطحية، ونفاق الناس الذين لا يعرفون من هو برانديللو مع ادعاء المعرفة، وكيف يظهر الفيلم الأمريكيين الذي يعتبرون أنفسهم، سادة براجماتيين، مؤمنين بالخرافات، مثل فلاحي صقلية.

الجزء الثاني من الفيلم الذي يدور في نيويورك، تشيع فيه الألوان الحارة التي تشبه ألوان الباستيل، وكأننا أمام لوحة من اللوحات الفنية. هناك صبي لا يتجاوز الثانية عشرة من عمره، انتزعه أبوه من كنف أمه في صقلية وجاء به ليعمل معه في المطعم الإيطالي الذي افتتحه في حي بروكلين. الولد يعاني بالطبع من مرارة الفقدانـ فقدان الأم، والضياع في بيئة ثقافية لا يمكنه فهمها أو التعايش معها. وذات يوم بينما يشاهد فتاتين يتشاجران في عنف ولا يريدان التوقف عن الاشتباك بالأيدي. يلتقط مسامرا ضخما سقط على ما يبدو من إحدى المركبات، ويضرب به الفتاة الأصغر المشاكسة فيقتلها على الفور. وأمام الشرطة يؤكد أن فعلته هذه كانت (عن عمد).. لكنها بالطبع جاءت من وحي شعوره بالألم الشخصي.

 وموت الطفلة هنا هو الموت العبثي أيضا الذي يشبه قتل المستوطن الفرنسي الرجل الجزائري في رواية “الغريب” لألبير كامي. لكن الطفل “ويدعى باستيانيدو) لا يمتلك فلسفة كامي ولا مشاعر بطله، بل هو فقط كان يعبر غالبا، عن شهور بالاحتجاج والغضب، وقد أراد أن يصرخ: كفى هذا العبث. وبعد أن فعل ما فعله، تعهد أمام قبر الفتاة أنه لن يتخلى عنها قط، بل سيأتي بعد خروجه من السجن، لزيارتها كل سنة. ونحن نراه بالفعل، من خلال لقطات تتعاقب عن طريق المزج، وهو يركع أمام قبرها في صور مختلفة مع مرور الزمن، إلى أن يصبح كهلا طاعنا في السن.

الفكرة التي يمكن أن يكتشفها المطلعون على مسرح بيرانديللو أن كل ما نشاهده هو في الواقع، من وحي مسرحه، فالأداء ليس مقصودا أبدا أن يحاكي الأداء الواقعي، ومنذ خطبة بيرانديللو الأولى وهو يتسلم جائزة نوبل، تبدو الحياة بأسرها، فصولا من مسرحية عبثية. وهذا ما يؤكده تافياني في نهاية الفيلم عندما ينتهي بتصفيق من الجمهور، وكأن كل ما شاهدناه كان فصولا من مسرحية.

يقول تافياني: الاستنتاج الأخير من القصتين سيذكر المشاهدين بأن الحياة ما هي سوى مسرح، وأن كل شيء ليس سوى عرض مسرحي”.

من الواضح كما ذكرت من قبل، أن تافياني يودع السينما بصنع عمل ذات صلة وثيقة بالسينما باعتبارها وسيلة للخيال، وبالمسرح باعتباره الأب الذي خرجت منه السينما، وبالتصوير الفوتوغرافي بالعودة إلى جذوره الأولى الكامنة في “الأبيض والأسود”، وبلوحات الفن التشكيلي التي تغذي الخيال السينمائي، كما تتمثل في ذلك الاحتفاء الكبير بالألوان الصريحة المنافية للواقعية. إننا أمام احتفاء كبير بالفن وسحر الفن الذي لا يموت.

عاش بيرانديللو. وعاش تافياني.. وعاشت السينما الجميلة!

 

موقع "عين على السينما" في

16.02.2021

 
 
 
 
 

«الخط» لأورسولا ماير: علاقة عاصفة شائكة بين أم وابنتها

نسرين سيد أحمد

برلين ـ «القدس العربي»: يبدأ فيلم «الخط» للمخرجة الفرنسية/السويسرية أورسولا ماير، المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي من (10 إلى 20 فبراير/شباط الجاري) بوجه غاضب شرس لامرأة يبدو أنها على استعداد للانقضاض على شخص يهاجمها أو لمواجهة عدو يتربص بها.

يتضح لنا بعد برهة قصيرة، الشجار العنيف الدامي بين الابنة الثلاثينية مارغريت (ستيفاني بلانشو) وأمها الخمسينية، كريستينا (فاليريا بروني تديسكي)، لا نعرف أسباب هذا الشجار العنيف، الذي يخلف مارغريت بإصابة في جبهتها تتطلب غرزا في المشفى، ويخلف الأم مطروحة أرضا، وفاقدة للسمع في إحدى أذنيها. نرى رأس الأم يرتطم بالبيانو، ونرى كتبا للموسيقى، فيتكون لدينا الانطباع أن هذا الشجار يدور في منزل يهتم بالموسيقى، ولكن الدقائق الأولى لا تمنحنا المزيد من التفاصيل أو التفسيرات. يأخذنا الشجار على حين غرة، ونتساءل تُرى ما هو الدافع لهذا العنف الأسري ولهذه العلاقة المتوترة بين الأم وابنتها.

تصحبنا ماير طوال الفيلم في رحلة تفكك فيها أسباب الشجار وأسباب العلاقة المحطمة بين الأم وابنتها. تضعنا ماير منذ بداية الفيلم وسط الصراع العائلي، ذلك الصراع الذي يسعى الفيلم أن يوصلنا إلى أسبابه والسبيل إلى حله. يتكشف لنا أن هذا الغضب العارم، الذي يحطم كل ما في طريقه هو سلوك ليس جديدا لدى مارغريت، فقد سبق أن تحطمت علاقتها بصديقها السابق، بسبب ثورات الغضب والعنف العارم. وبعد الشجار الأخير الذي تسبب في فقدان أمها للسمع، أصدرت الشرطة أمرا بعدم التعرض وبعدم اقترابها من منزل في حيز مئة متر عن المنزل. الخط إذن هو الخط الذي رسمته ماريوت، أخت مارغريت الصغرى، وهو خط طوله مئة متر يجب لمارغريت أن لا تتخطى حدوده لتقترب من المنزل. ولكن للخط بعدا آخر، فهو الحاجز النفسي بين مارغريت وأمها، وهو أيضا الخط الذي يجمع أفراد الأسرة رغم ما يعتمل داخلهم من خلاف.

تبدو لنا ماريون كما لو أنها الأكثر حكمة وتعقلا في تلك الأسرة المعطوبة. فعلى الرغم من أنها الابنة الصغرى إلا أنها الأكثر فهما وتفهما للموقف، والأكثر حساسية بما تمر به اختها الكبرى من أزمات.

لا تقدم لنا ماير تفسيرا لنوبات الغضب والعنف التي تعصف بمارغريت ومن حولها، ولا تقدم تاريخا طبيا أو نفسيا لها. يتعامل الفيلم مع هذه الشابة، التي أفقدها غضبها الكثير من العلاقات، وأثر بصورة كبيرة في موهبتها في الموسيقى والغناء، بحساسية وتعاطف كبيرين، ويسعى إلى إيجاد خلاص لها. وعلى الرغم من تحذيرات الشرطة ومن احتمال تعرضها للسجن إذا ما تجاوزت حاجز المئة متر، لا تستطيع مارغريت الابتعاد عن أسرتها. يشدها حبها لأختها الصغرى ماريون، التي تغني بصوت ملائكي، وتعلمها أختها الكبرى الغناء. تحاول أن تجد منفذا لقلب أمها وتحاول إصلاح ما أفسده الشجار والغضب والعنف. يتكشف لنا في الفيلم بعض ما يثير حنق مارغريت وغضبها تجاه أمها، ومن بينها انخراط الأم في علاقات عاطفية متكررة تضر باستقرار الأسرة. ثمة شق روحاني، أو ربما ديني، في تصوير ماير للسبيل للخلاص من هذا الصراع العائلي. فماريون الابنة الصغرى، تنشد التراتيل الكنسية، وتدعو وتصلي وتتضرع للرب أن يحدث معجزاته ويمنح مارغريت السكينة ويمنح أمها الهدوء النفسي والحب الحقيقي، الذي يجنبها الدخول في علاقات متكررة. ربما تود ماير أن تخبرنا بأن لحظات السكينة في حياة هذه الأسرة لا تأتي إلا بالبراءة التي تصورها ماريون.

تبدو لنا ماريون كما لو أنها الأكثر حكمة وتعقلا في تلك الأسرة المعطوبة. فعلى الرغم من أنها الابنة الصغرى إلا أنها الأكثر فهما وتفهما للموقف، والأكثر حساسية بما تمر به اختها الكبرى من أزمات. وعلى حداثة سنها، تعرف ماريون بحدسها وحسها كيف تقرب بين أمها واختها.

وما كان للفيلم أن يكون بهذا التأثير النفسي الكبير دون بلانشو في دور مارغريت. ثمة مزيج من الغضب والهشاشة، العنف والضعف في اختلاجات وجه بلانشو، ولولا هذه القدرة الكبيرة على التعبير، لما كان للفيلم هذه القدرة على التغلغل إلى أعماقنا. وكما تبرع بلانشو في دور الابنة، تبرع برونو تديسكي في دور الأم، بما تمثله من حنين لمجد سابق كعازفة للبيانو، وأنانية، ورغبة في الشعور بأنها لا تزال أنثى مرغوبة. ربما يسعى الفيلم إلى أن يجعلنا نرى أن النزاعات الأسرية تحتاج في حلها إلى القرب والفهم والتفاهم، وليس إلى الخطوط والحواجز والبعد.

 

القدس العربي اللندنية في

16.02.2021

 
 
 
 
 

القائمة الكاملة لجوائز مسابقة مهرجان برلين

خالد محمود

كشف مهرجان برلين السينمائي عن جوائز الدورة ٧٢ مساء اليوم، حيث فاز فيلم "الكاراس" إخراج كارلا سيمون، وإنتاج ماريا زامورا وستيفان شميتز، وتونو فولغيرا، وسيرجي مورينو، بجائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم.

وفاز بجائزة الدب الفضي الكبرى للجنة التحكيم فيلم "So-seol-ga-ui yeong-hwa"، إخراج "Hong Sangsoo"، وفاز وبجائزة لجنة تحكيم الدب الفضي

فيلم "رداء الجواهر" لناتاليا لوبيز غالاردو.

وذهبت جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج إلى المخرجة كلير دينيس عن فيلمها "بالحب والعزم"، وفاز بالدب الفضي لأفضل أداء رائد ميلتيم كابتان في فيلم "ربيع كورناز جيجن جورج دبليو بوش"، إخراج أندرياس دريسن.

وفاز بالدب الفضي لأفضل أداء داعم

لورا باسوكي في فيلم "نانا" إخراج كاميلا أنديني، وجائزة الدب الفضي لأفضل سيناريو ليلى ستيلر عن فيلم "ربيع كورناز جيجن جورج دبليو بوش"، وبالدب الفضي للمساهمة الفنية البارزة ليلى ستيلر عن فيلم "ربيع كورناز جيجن جورج دبليو بوش".

وفازت جائزى الدب الفضي للمساهمة الفنية البارزة إلى ليلى ستيلر عن "ربيع كورناز جيجن جورج دبليو بوش".

 

الشروق المصرية في

16.02.2021

 
 
 
 
 

«ألكاراس» نجم «برلين»

نجوم/ الأخبار

فاز فيلم «ألكاراس» للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون بأكبر جوائز الدورة الثانية والسبعين من «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، أمس الأربعاء.

يتناول الشريط انقسامات عصفت بأفراد عائلة متماسكة من المزارعين في كتالونيا عندما تعرّضوا للطرد من أرض أجدادهم.

كانت سيمون نفسها قد نشأت في مزرعة خوخ في قرية ألكاراس، واعتمد فيلمها على ممثلين هواة من تلك المنطقة قامت باختيارهم من أسواق بالقرية وتدريبهم على أداء أدوار عدة أجيال من عائلة من أصحاب الحيازات الصغيرة.

ولدى إعلان رئيس لجنة التحكيم، نايت شياملان، عن جائزة أفضل فيلم، في أول نسخة للعروض المباشرة في المهرجان بعد إغلاق العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا، أشاد بمهارة المخرجة في  تنظيم الأداء القوي من فريق من الممثلين من أعمار تراوح بين الطفولة والثمانين عاماً.

من ناحيتها، قالت سيمون بعد ذلك وهي تقف على البساط الأحمر محتفيةً بالاهتمام العالمي التي تتطلّع أن يحوزه فيلمها بفضل الجائزة: «هذا رائع حقاً لأنّه قصة صغيرة عن مزارعين وعائلتي من المزارعين وقرية صغيرة، ولأنه محلي تماماً، يخلق انتشاره دولياً شعوراً طيباً».

ووصفت فيلمها بأنه دراسة في التوتّر بين الأجيال وكيف يمكن لهذا التوتر والشقوق الأخرى أن تتعمق بسبب صدمة رؤية أسلوب حياة يتلاشى بعدما كان يسود اعتقاد بأنه أبدي.

وفي مراسم مفعمة بالمشاعر كرس فيها عدد من الفائزين بأفضل فيلم وثائقي جوائزهم لأصدقاء توفوا بكوفيد-19، وهي الجائزة التي حصل عليها فيلم «ميانمار دياريز» (يوميات ميانمار)، وهو وثائقي أعده عشرة مخرجين غير معروفين وجرى تهريب المواد التي صوروها للخارج وتوليفها لتقديم صورة للحياة في ميانمار منذ الانقلاب في العام الماضي.

ووسط التوتر والمساعي الدبلوماسية الحثيثة التي تتمحور حول نوايا روسيا تجاه أوكرانيا، عبّرت بعض الجوائز عن الدور التقليدي لـ «مهرجان برلين السينمائي الدولي» باعتباره المهرجان السياسي الوحيد الذي أقيم في الخمسينيات في مدينة مقسمة على خطوط المواجهة في الحرب الباردة.

وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لفيلم «تراب» للمخرجة حديثة التخرج، أناستاسيا فيبر، وهو عمل مدّته 20 دقيقة يصوّر حياة مجموعة من المراهقين الصغار في روسيا يقيمون حفلات ليلية يطاردون المتع ويحاولون الإفلات من قيود الشرطة.

ونال فيلم «ربيعة كورناز فيرسس جورج بوش» (ربيعة كورناز ضد جورج بوش) جائزتي أفضل سيناريو وأفضل بطولة التي ذهبت للممثلة الألمانية من أصل تركي ميلتيم كبتان لأدائها دور أم ينحني العالم لإرادتها من خلال قوة الحب المطلق.

 

الأخبار اللبنانية في

17.02.2021

 
 
 
 
 

"بشتقلك ساعات" فيلم مصري يثير ضجة لجرأته في طرح قضية المثلية

عمل فني جديد يكسر القيود ويثير جدلا واسعا داخل الوسط الفني في مصر.

القاهرةلم تكد الضجة حول فيلم “أصحاب ولا أعز” تخفت حتى عادت من جديد مع فيلم “بشتقلك ساعات” حيث يتعرض منتجو الفيلم إلى حملة انتقادات واسعة من قبل وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للجرأة الكبيرة التي طرح بها قضية المثلية الجنسية.

وتدور أحداث الفيلم الذي عرض مؤخرا ضمن الدورة الثانية والسبعين لمهرجان برلين السينمائي حول قصة حب بين شابين، تتوتر في ما بعد بسبب غيرة أحدهما من الآخر بسبب علاقاته المتعددة التي اعتبرها خيانة له. والعمل من إخراج محمد شوقي حسن، وهو مخرج مصري يعيش في ألمانيا.

وتم تصوير الفيلم الذي تصل مدته إلى 66 دقيقة بالكامل في برلين، وهو من بطولة أحمد الجندي، ويشاركه في العمل الفنانة دنيا مسعود التي تقوم بدور الراوي على طريقة “شهرزاد” في حكايات “ألف ليلة وليلة”، والممثلين سليم مراد وحسن ديب وأحمد عوض الله ونديم بحسون وريتشارد جبريال جرش.

ويصف المخرج فيلمه بأنه عابر للتصنيف يبحث في الطرق التي يمكن أن تخرج خطابا جديدا عن المثليين، انطلاقا من أساليب الحكاية التقليدية ومستويات اللغة المختلفة المتجذرة في الثقافة العربية الشعبية.

بمجرد طرح البوستر الرسمي للفيلم، هاجم الجمهور المخرج المصري معتبرين أن فيلمه يهدم قيم المجتمع العربي

و”بشتقلك ساعات” إنتاج مصري لبناني ألماني مشترك، وشارك في إنتاجه كل من محمد شوقي حسن، ماكسيميليان هاسلبرجر، هشام مارولد، كريم مارولد، بالتازار بوسمان. وهو الفيلم العربي الوحيد الذي عرض في الدورة الحالية لمهرجان برلين السينمائي.

ورغم ذلك، فقد رأى نشطاء مصريون أنه فيلم مصري ويتحدث عن حالات من المجتمع المصري كون أغلب أبطاله مصريين، فضلا عن أن الفيلم من تأليف وإخراج مصري، وتم الاستعانة بأكثر من أغنية مصرية للمطربين عمرو دياب وأنغام.

وكعادة الجدل الحاصل منذ فترة على الأعمال الفنية، انقسمت آراء الجمهور بين الرفض للتطرق لمثل هذه الموضوعات في السينما المصرية، في حين يرى بعض النقاد أن تجسيد مثل هذه القضايا فنيا أمر إيجابي.

وتقدم المحامي المصري أيمن محفوظ بإنذار لرئاسة الوزراء المصرية يطالب فيه بإسقاط الجنسية المصرية عن مخرج العمل، متهما إياه بالترويج للشذوذ الجنسي.

كما ندد الشاعر الغنائي عماد حسن بالفيلم وهو مؤلف أغنية “بشتقلك ساعات” للفنانة المغربية سميرة سعيد والتي اقتبس منها عنوان الفيلم.

وشدد على أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد منتجي الفيلم بسبب اقتباس كلمات من أغنيته دون إذن منه، مؤكدا أنه لن يوافق على الصلح “المالي” ولن يسمح لهم باستخدام إبداعه في عمل غير أخلاقي.

ورغم أن الفيلم لم يشاهده سوى عدد قليل حضروا العرض الأول في 11 فبراير الحالي ضمن فعاليات مهرجان برلين الدولي، إلا أنه بمجرد طرح البوستر الرسمي للفيلم، هاجم الجمهور المخرج المصري معتبرين أن فيلمه يهدم قيم المجتمع المصري والعربي، ومنددين بتوجه فني عام يهدف للترويج إلى مثل هذه القضايا الغربية داخل المجتمعات العربية.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي إن “بشتقلك ساعات” لن يعرض في مصر، مشيرا إلى أن الفيلم ليس مصريا وإن كان مخرجه مصريا درس في الولايات المتحدة، لكن الفيلم يتبع جهة إنتاج تابعة لشركة ألمانية.

فيلم "بشتقلك ساعات" يتعرض إلى حملة انتقادات واسعة من قبل وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للجرأة الكبيرة التي طرح بها قضية المثلية الجنسية

وأضاف الشناوي في تصريحات تلفزيونية أن الفيلم يعرض علاقة مثلية بين شخصين لكنه لا يناقش قضية المثلية الجنسية بالسلب أو الإيجاب وهو لا يدافع ولا يروج للمثلية.

وأوضح أنّ هيئة الرقابة على المصنفات الأدبية والفنية لم تقرأ نص الفيلم، وأن التصوير لم يكن في مصر من الأساس، كما أن الفيلم يعدّ فيلما ألمانيا وليس مصريا طبقا لرواية مخرج العمل.

ودرس مخرج فيلم “بشتقلك ساعات” محمد شوقي حسن الإخراج السينمائي في أكاديمية الفنون وتكنولوجيا السينما في القاهرة، ثم انتقل للدراسة في ألمانيا، وفي حصيلته العديد من الأفلام المتنوعة بين الأفلام الوثائقية الطويلة والقصص القصيرة، ومن بين أعماله فيلم “يالي بتسأل عن الحياة” و”دنيا تانية”.

وعلق شوقي حسن على الهجوم الذي طال فيلمه قائلا إن قضية المثلية الجنسية ليست هي المحور الرئيسي للفيلم، بل إن ما قصده في الفيلم هو التعرض لتجربة الزمان والمكان والعلاقات المتوازية بنفس الوقت.

وأضاف أنه بدأ العمل على الفيلم منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتم تصويره في عامين، واستوحى فكرته من المجموعة القصصية الشهيرة “ألف ليلة وليلة”، حيث يعتمد على السرد في الخلفية.

وبالرغم من إثارته للجدل إلا أن “بشتقلك ساعات” ليس الفيلم المصري الأول من نوعه الذي يتطرق لنفس القضية ويتناول أحوال المثليين، فقد سبق لدور السينما أن عرضت أفلاما تجارية تتناول هذه الثيمة منها فيلم “أسرار عائلية”(2013) وفيلم “المزاج” (1991) وفيلم الملاطيلي” (1973).

 

العرب اللندنية في

17.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004