ملفات خاصة

 
 
 

«بيتر فون كانت» لفرانسوا أوزن…

افتتاح مهرجان برلين بتحية للمخرج الألماني راينر فيرنر فاسبندر

نسرين سيد أحمد

برلين السينمائي الدولي

الدورة الثانية والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

برلين ـ «القدس العربي»: افتتح مهرجان برلين دورته الثانية والسبعين (10- 20 فبراير/شباط الجاري) بفيلم «بيتر فون كانت» للمخرج الفرنسي غزير الإنتاج فرانسوا أوزون. يمكننا القول إن الفيلم اقتباس أو إعادة إنتاج لفيلم «الدموع المريرة لبيترا فون كانت» فيلم المخرج الألماني الكبير الراحل راينر فيرنر فاسبندر، الذي أنجزه عام 1972. لكن البون شاسع بين الفيلمين، فبينما يكاد يكوينا فيلم فاسبندر، الذي تدور أحداثه عن علاقة حب مريرة مدمرة بين امرأتين، بناره، ويبقى تأثير مشاهدته معنا على مرّ أعوام طويلة، يقدم أوزون فيلما يحاكي أحداث فيلم فاسبندر، مع تبديل قصة الحب المعذَبة المعذِبة بين امرأتين إلى قصة حب بين رجلين. يحاول أوزون إعادة إنتاج فيلم فاسبندر ومحاكاة حياته الشخصية في الفيلم، لكن دون أثر كبير.

تدور أحداث فيلم فاسبندر في منزل مصممة أزياء شهيرة، تدعى بيترا فون كانت، تشغف حبا وجنونا بفتاة جميلة لا تبادلها الحب، وتعبث بفؤادها. يبدل فاسبندر الشخصيات الرئيسية من النساء بشخصيات من الرجال، وقصة حب بين مخرج ألماني شهير وفتى وسيم يُفتن به ويجعل منه ممثلا ونجما شهيرا.

بينما نجفل حين نتذكر الألم والحب والعذاب والجنون في فيلم فاسبندر، يقدم أوزون فيلما لا يباعد السطح كثيرا، لا يتعمق فيه في قصة الحب، ولا في المقاربات والمقارنات التي يحاول أن يعقدها مع حياة فاسبندر ذاته. ربما يكون العنصر الأقوى في الفيلم هو أداء الفرنسي المخضرم، دوني مينوشيه، للشخصية الرئيسية في الفيلم، الشخصية التي تحاكي فاسبندر ذاته. يحاول الفيلم أن يرسم لنا العلاقة الشائكة بين المخرج والممثل الذي يصنعه ويحوله نجما. يستخدم بيتر شهرته ونجاحه ونجوميته كوسيلة للإغواء، ويستخدم الكاميرا لسبر أغوار أمير، ذلك الشاب الصغير شرقي الملامح الذي يُفتن به. في لقائه الثاني بأمير يحمل بيتر الكاميرا ويسلطها على وجه أمير، وهو يحكي عن حياته وعن أبيه. الكاميرا في آن واحد تصل إلى أعماق أمير وتغويه. نرى بيتر أمامنا رجلا يعلم سطوة نجاحه وشهرته وتأثيرهما، لكنه رجل أيضا يستلذ شهواته ويعشق حتى العذاب والجنون. ربما يكون ذلك العذاب الذي يستعذبه في الحب، ويسعى له سعيا في علاقات متعددة هو وقوده الإبداعي كمخرج. قبل مشاهدة «بيتر فون كانت» كنا نأمل في فيلم يرقى لعمق فيلم فاسبندر وجنونه، وتأثيره الذي لا يُمحى، لكن فيلم أوزون اقتبس المظاهر الخارجية لفيلم فاسبندر، ولم يرق إلى جوهره أو تأثيره. لم تؤثر فينا عذابات بيتر ولا دموع حبه، ولا تحطيمه لتحف منزله غضبا. ينتهي الفيلم ونحن نرجو خلسة أن نعاود مشاهدة فيلم فاسبندر، لنشهد بأعيننا ونستشعر بقلوبنا البون الشاسع بين الأصل والنسخة المقلدة.

 

القدس العربي اللندنية في

14.02.2021

 
 
 
 
 

فيلم «ريميني» للنمساوي أورليش سيدل:

عن الاستغلال والبؤس الذي لا نراه في عالم اليوم

نسرين سيد أحمد

برلين ـ «القدس العربي»: في فيلمه «ريميني» الذي يتنافس على الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في دورته الثانية والسبعين (10 إلى 20 فبراير/شباط الجاري) الذي تدور أحداثه في المدينة الإيطالية التي تعد من أشهر المنتجعات الصيفية في البلاد، يقدم المخرج النمساوي الكبير المدينة المشهورة بشمسها وصيفها وبحرها، كما لم نشهدها من قبل، يقدم ما يعتمل تحت سطحها المشرق الأنيق من تعاسة وحقارة.

عندما تطرأ على أذهاننا ريميني، نتذكر على الفور الصيف والشمس والبهجة، لكن سيدل، كما عهدناه في أفلامه، لا يقدم لنا ما نتوقعه، ويقدم كل ما تعتمل به النفس البشرية من شرور وحقارات. كما عهدناه دوما، يقدم لنا سيدل ما يصدم وما يوجع وما يصيب بالتقزز.

البؤس في شتى صوره هو ما نشاهده في الفيلم. تلك المدينة المشرقة صيفا تتحول إلى مشهد بائس حقير شتاء، بعد أن تغلق الفنادق أبوابها ويهجرها المصطافون وتغلق المحال التجارية، وتصبح المدينة خاوية إلا من أعداد ضئيلة من السياح، الذين جاءوا في رحلات زهيدة الثمن للمدينة بعيدا عن موسمها السياحي.

الاستغلال هو سيد الموقف في الفيلم.. ريتشي برافو، الشخصية الرئيسية في الفيلم، يعتاش على هذا الاستغلال، ربما لا نجده تجسيدا للشر، لكنه تجسيد للحقارة والاستغلال، قد نرى منه بعض اللفتات الإنسانية، كما نرى دموعه في جنازة أمه، لكن الجشع والدناءة لا يغيبان عن سلوكه. لا يتوانى سيدل عن تسليط الضوء على ما في العالم من بشاعة. يأتينا سيدل في «ريميني» في أوج صنعته السينمائية، ولا يهادن، ولا يتوانى في عزمه على أن يكشف لأعيننا ذلك البؤس الذي نتعامى عن وجوده. أجواء ريميني الموحشة المقبضة شتاء، حيث يكسو الجليد والصقيع المدينة، ويسكن شوارعها وشواطئها المشردون واللاجئون، هي مسرح ريتشي برافو، الذي يؤدي دوره باقتدار كبير المخضرم ميشايل توماس، الذي تعاون مع سيدل في العديد من أفلامه. ريتشي مغن، كان في سابق عهده وسيما صاحب جسد جميل وصوت يشدو الأغاني العاطفية، لكن الأعوام مرت وفقد ريتشي شهرته ووسامته، ولم يبق له من شهرته السابقة إلا معاقرة الكحول وجسد تهدل وصوت ما زال يجذب بعض النساء في منتصف العمر، اللاتي يذكّرهن ريتشي بصباهن، واللاتي يأتين إلى ريميني شتاء من ألمانيا، بحثا عن بعض الدفء المفقود في ريميني. لكن الغناء لحفنة من السائحات لا يكفي ليعتاش ريتشي من ورائه.

ولذا فهو يبيع جسده وخدماته الجنسية لبعض النساء اللاتي يجدن فيه عودة لذكريات شبابهن. غرف مقفرة مظلمة في فنادق مغلقة باردة مظلمة شتاء، هي الأماكن التي يلتقي فيها ريتشي بالنساء اللاتي يمارس معهن الجنس مقابل المال.

يصور لنا سيدل أن الاستغلال يحدث في دوائر تؤدي إلى بعضها بعضا. فالمنتجع الإيطالي الصيفي الشهير يقتات على استغلال جهد اللاجئين الذين يفترشون شواطئه وشوارعه المكسوة بالثلوج شتاء. وريتشي يستغل الجميع، خاصة النساء اللاتي يفترض إنه يسعى لتقديم بعض البهجة لهن، لكنه أيضا يجد من يستغله ردا على استغلال سابق. إذ فجأة وعلى حين غرة تعود ابنة ريتشي، التي هجرها هي وأمها وتخلى عنهما منذ أعوام طويلة، تعود شابة تسعى بكل الطرق للحصول على حقها من أب تخلى عنها. تطالبه ابنته، التي تترصده في الطرقات، بكل المال الذي لم ينفقه عليها في صغرها، ربما نرى بعض مشاعر الأبوة تستيقظ لدى ريتشي حينا، لكنه لا يبتعد عن دائرة الحقارة والاستغلال، فكيف له أن يأتي بالمال الذي يرضي به ابنته، دون أن يستغل الآخرين ويبتز من وثقن فيه في لحظة ضعف إنساني. في أفلام سيدل لا نرى نهاية سعيدة زائفة تخفف من وطأة الألم والظلام الذي يخيم على العالم والنفس البشرية. الألم هو سيد الموقف، والتقزز من دناءة البشر هو ما يبقى معنا بعد نهاية الفيلم.

 

القدس العربي اللندنية في

15.02.2021

 
 
 
 
 

«أبجدية الحب السريعة».. امرأة فى الستين ومراهق دون العشرين!

طارق الشناوي

آخر مهرجان سينمائى عالمى حضرته قبل تطبيق الاحتراز هو برلين 2020، كانت بعض الدول فى شهر فبراير فى ذلك العام بدأت تستشعر الخطر، ووضعت القيود، إلا أنه لا وجود للكمامة فى الشارع، كما أن الزحام أمام دور العرض وفى الطرق المؤدية للسجادة الحمراء وقتها لم يتوقف، أيام قلائل على انتهاء تلك الدورة، وأصبح العالم رهن إجراءات استثنائية، واختلفت الدرجة بين دولة وأخرى، وكانت ألمانيا من أكثر دول العالم احترازا، وأكثرها أيضا نجاحا فى مواجهة الجائحة وأثبتت أن نظامها الطبى راسخ ويستطيع مواجهة الكوارث الطبيعية المفاجئة، بينما كشفت الجائحة عن ضعف أنظمة طبية فى دول أخرى أوروبية، القاعدة المطبقة أن الرعاية الصحية للجميع، ولهذا تكثر أماكن الكشف عن الفيروس فى الشوارع لكل من يعيش على الأرض زائرا أو مقيما وبالمجان، هذا هو الطريق الوحيد للمواجهة، أن تحمى نفسك بحماية الآخرين أيضا.

زيادة معدلات الاحتراز باتت أقرب (للنفخ فى الزبادى) من فرط الصرامة التى يتم تطبيقها، ولايزال الأمر قائما فى كل تفاصيل مع هذه الدورة من عمر المهرجان، مثلا فى المركز الصحفى، بات العدد مقننا، ولا يسمح بزيادته، تم إلغاء المقاعد، حتى لا تشجع الزملاء على البقاء مدة أكبر داخل المكان المغلق، وألغيت ماكينات احتساء القهوة لنفس السبب، تابعت من بعيد السجادة الحمراء ووجدت عددا ضئيلا جدا من الجمهور سمحت له سلطات الأمن بالتواجد على الجانبين فى الشارع المؤدى لقصر المهرجان، وكأنها بروفة للسجادة، وكما هو واضح فإن الصوت الذى كان يرفض أساسا إقامة المهرجان لم يتراجع بسهولة، إلا بعد وضع كل شروطه التى تبدو فى الكثير منها تعجيزية، ورغم ذلك وافقت إدارة المهرجان على التحدى وخوض التجربة.

إلا أن كل ذلك قطعا ليس مبررا لكى تتضاءل عدد الأفلام الجيدة فى الفعاليات خاصة فى المسابقة الرسمية، صناعة السينما فى العالم كله تأثرت سلبا وتراجعت، كما أن ضخ الأموال لتقديم أفلام ضخمة لم يعد يستهوى شركات الإنتاج الكبرى بسبب تراجع إقبال الجماهير، وأثر هذا الأمر سلبا على كل من هو متاح من أفلام عالمية أمام إدارة المهرجان، ومن الممكن أن تتجسد أمامك تلك المعاناة، ومن بينها هذا الفيلم الألمانى الفرنسى المشترك (أبجدية الحب السريعة).

الذى يشعرك بأنك شاهدته من قبل، ما الذى يحدث عندما تكتشف وأنت تتعاطى مع الفيلم أن خيالك يسبق الكاتب والمخرج، هذا ليس دليلا للمتفرج على التفرد والألمعية بالضرورة، كما يعتقد كُثر، الوجه الآخر للصورة هو فقر خيال شديد يصل إلى حد القحط لدى صانع العمل الفنى، تكتشف أن الشريط المعروض أمامك يكرر المقرر الذى قدمته السينما العالمية، مثلما حدث مع (أبجدية الحب) وكأنه أبجدية محفوظة، الفيلم إخراج نيكوليت كريبيتز بطولة صوفيا روز، مستوى أفلام هذه الدورة داخل المسابقة الرسمية مهما كانت الأسباب، والتى فى جزء منها خارج عن مسؤولية إدارة المهرجان، حيث إنه يعبر عن تراجع سينمائى عالمى امتد نحو عامين رغم أن الخيال يسبق الإمكانيات، المفروض أنه قادر أيضا على الوصول إلى مناطق أبعد، فى الرؤية، أكرر المفروض، لأن الشاشة لم تنجح فى تقديم أى شىء.

الفكرة جريئة بينما المعالجة سطحية وبليدة لا تعثر فيها على لمحة مختلفة، ولا تسعى للبحث فى التفاصيل النفسية لتلك المرأة التى تقف على مشارف الستين وتقع فى حب مراهق من عمر أحفادها فى الثامنة عشرة من عمره، تعمل أستاذة لمادة الإلقاء الدرامى، ومن هنا جاء عنوان الفيلم (الأبجدية)، تبدأ الأحداث بلمحة سريعة، شاب يخطف حقيبة تلك المرأة ويهرب وتتم مطاردته حتى يعيدها.

ويتركونه يمضى فى أمان، وهذا لا يحدث فى الشارع الأوروبى فلا مجال فى مثل هذه الأمور مثلما يحدث عندنا لترديد مقولة (المسامح كريم)، حيث إن استدعاء الشرطة يحدث تلقائيا، المراهق لديه رغبة فى تعلم التمثيل ولهذا يبدأ فى التواصل مع الأستاذة، وهى قطعا لا تدرك أنه اللص.

نكتشف أنها أيضا مريضة بداء السرقة، وذلك عندما تتسوق فى السوبر ماركت تدس أشياء فى حقيبتها الخاصة، الفارق أنها تمارس السطو كمرض بينما هو بالنسبة له احتياج من أجل مواجهة الحياة.

تتطور العلاقة سريعا ويقرران السفر إلى فرنسا لقضاء أيام هناك، ويمارس الشاب كعادته فعل السرقة ويهدى المرأة أحد العقود الثمينة التى سطا عليها مؤخرا، وعندما ترتديه يصبح هو الدليل الذى تمسك به الشرطة من أجل القبض على الجانى، وتؤكد فى التحقيقات أنها لا تدرى من هو السارق وبعد أيام يعرض عليها أسماء المشتبه فيهم، وهو بينهم، ولا تبوح باسمه.

وتعود إلى ألمانيا، وعندما تفتح باب شقتها تجد العاشق المراهق فى انتظارها، نهاية متوقعة لفيلم لم يملك سوى شىء من خيال كسيح، لا توجد لمحة فى السرد، تحاول الخروج عما هو مألوف بل ومحفوظ!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

«أبجدية الحب السريعة»..

امرأة فى الستين ومراهق دون العشرين!

طارق الشناوي

آخر مهرجان سينمائى عالمى حضرته قبل تطبيق الاحتراز هو برلين 2020، كانت بعض الدول فى شهر فبراير فى ذلك العام بدأت تستشعر الخطر، ووضعت القيود، إلا أنه لا وجود للكمامة فى الشارع، كما أن الزحام أمام دور العرض وفى الطرق المؤدية للسجادة الحمراء وقتها لم يتوقف، أيام قلائل على انتهاء تلك الدورة، وأصبح العالم رهن إجراءات استثنائية، واختلفت الدرجة بين دولة وأخرى، وكانت ألمانيا من أكثر دول العالم احترازا، وأكثرها أيضا نجاحا فى مواجهة الجائحة وأثبتت أن نظامها الطبى راسخ ويستطيع مواجهة الكوارث الطبيعية المفاجئة، بينما كشفت الجائحة عن ضعف أنظمة طبية فى دول أخرى أوروبية، القاعدة المطبقة أن الرعاية الصحية للجميع، ولهذا تكثر أماكن الكشف عن الفيروس فى الشوارع لكل من يعيش على الأرض زائرا أو مقيما وبالمجان، هذا هو الطريق الوحيد للمواجهة، أن تحمى نفسك بحماية الآخرين أيضا.

زيادة معدلات الاحتراز باتت أقرب (للنفخ فى الزبادى) من فرط الصرامة التى يتم تطبيقها، ولايزال الأمر قائما فى كل تفاصيل مع هذه الدورة من عمر المهرجان، مثلا فى المركز الصحفى، بات العدد مقننا، ولا يسمح بزيادته، تم إلغاء المقاعد، حتى لا تشجع الزملاء على البقاء مدة أكبر داخل المكان المغلق، وألغيت ماكينات احتساء القهوة لنفس السبب، تابعت من بعيد السجادة الحمراء ووجدت عددا ضئيلا جدا من الجمهور سمحت له سلطات الأمن بالتواجد على الجانبين فى الشارع المؤدى لقصر المهرجان، وكأنها بروفة للسجادة، وكما هو واضح فإن الصوت الذى كان يرفض أساسا إقامة المهرجان لم يتراجع بسهولة، إلا بعد وضع كل شروطه التى تبدو فى الكثير منها تعجيزية، ورغم ذلك وافقت إدارة المهرجان على التحدى وخوض التجربة.

إلا أن كل ذلك قطعا ليس مبررا لكى تتضاءل عدد الأفلام الجيدة فى الفعاليات خاصة فى المسابقة الرسمية، صناعة السينما فى العالم كله تأثرت سلبا وتراجعت، كما أن ضخ الأموال لتقديم أفلام ضخمة لم يعد يستهوى شركات الإنتاج الكبرى بسبب تراجع إقبال الجماهير، وأثر هذا الأمر سلبا على كل من هو متاح من أفلام عالمية أمام إدارة المهرجان، ومن الممكن أن تتجسد أمامك تلك المعاناة، ومن بينها هذا الفيلم الألمانى الفرنسى المشترك (أبجدية الحب السريعة).

الذى يشعرك بأنك شاهدته من قبل، ما الذى يحدث عندما تكتشف وأنت تتعاطى مع الفيلم أن خيالك يسبق الكاتب والمخرج، هذا ليس دليلا للمتفرج على التفرد والألمعية بالضرورة، كما يعتقد كُثر، الوجه الآخر للصورة هو فقر خيال شديد يصل إلى حد القحط لدى صانع العمل الفنى، تكتشف أن الشريط المعروض أمامك يكرر المقرر الذى قدمته السينما العالمية، مثلما حدث مع (أبجدية الحب) وكأنه أبجدية محفوظة، الفيلم إخراج نيكوليت كريبيتز بطولة صوفيا روز، مستوى أفلام هذه الدورة داخل المسابقة الرسمية مهما كانت الأسباب، والتى فى جزء منها خارج عن مسؤولية إدارة المهرجان، حيث إنه يعبر عن تراجع سينمائى عالمى امتد نحو عامين رغم أن الخيال يسبق الإمكانيات، المفروض أنه قادر أيضا على الوصول إلى مناطق أبعد، فى الرؤية، أكرر المفروض، لأن الشاشة لم تنجح فى تقديم أى شىء.

الفكرة جريئة بينما المعالجة سطحية وبليدة لا تعثر فيها على لمحة مختلفة، ولا تسعى للبحث فى التفاصيل النفسية لتلك المرأة التى تقف على مشارف الستين وتقع فى حب مراهق من عمر أحفادها فى الثامنة عشرة من عمره، تعمل أستاذة لمادة الإلقاء الدرامى، ومن هنا جاء عنوان الفيلم (الأبجدية)، تبدأ الأحداث بلمحة سريعة، شاب يخطف حقيبة تلك المرأة ويهرب وتتم مطاردته حتى يعيدها.

ويتركونه يمضى فى أمان، وهذا لا يحدث فى الشارع الأوروبى فلا مجال فى مثل هذه الأمور مثلما يحدث عندنا لترديد مقولة (المسامح كريم)، حيث إن استدعاء الشرطة يحدث تلقائيا، المراهق لديه رغبة فى تعلم التمثيل ولهذا يبدأ فى التواصل مع الأستاذة، وهى قطعا لا تدرك أنه اللص.

نكتشف أنها أيضا مريضة بداء السرقة، وذلك عندما تتسوق فى السوبر ماركت تدس أشياء فى حقيبتها الخاصة، الفارق أنها تمارس السطو كمرض بينما هو بالنسبة له احتياج من أجل مواجهة الحياة.

تتطور العلاقة سريعا ويقرران السفر إلى فرنسا لقضاء أيام هناك، ويمارس الشاب كعادته فعل السرقة ويهدى المرأة أحد العقود الثمينة التى سطا عليها مؤخرا، وعندما ترتديه يصبح هو الدليل الذى تمسك به الشرطة من أجل القبض على الجانى، وتؤكد فى التحقيقات أنها لا تدرى من هو السارق وبعد أيام يعرض عليها أسماء المشتبه فيهم، وهو بينهم، ولا تبوح باسمه.

وتعود إلى ألمانيا، وعندما تفتح باب شقتها تجد العاشق المراهق فى انتظارها، نهاية متوقعة لفيلم لم يملك سوى شىء من خيال كسيح، لا توجد لمحة فى السرد، تحاول الخروج عما هو مألوف بل ومحفوظ!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

طارق الشناوي: «بشتقلك ساعات» لا يناقش المثلية الجنسية (فيديو)

كتب: محمد رأفت

قال طارق الشناوي الناقد الفني، إن فيلم بشتقلك ساعات، الذي يتناول المثلية الجنسية للمخرج المصري محمد شوقي، والمقرر عرضه ضمن فعاليات الدورة 72 لمهرجان برلين السينمائي، لن يعرض في مصر، مشيرا إلى أن الفيلم ليس مصريا، وإن كان مخرجه مصريا، درس في الولايات المتحدة، لكن الفيلم يتبع جهة انتاج تابعة لشركة المانية.

وأضاف الشناوي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «حديث القاهرة» مع الإعلامي خيري رمضان، وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أن فيلم «بشتقلك ساعات» هو عبارة عن علاقة مثلية بين شخصين لكن الفيلم لا يناقش قضية المثلية بالسلب أو الايجاب وهو لا يدافع ولا يروج للمثلية.

 

المصري اليوم في

15.02.2021

 
 
 
 
 

من يفوز بالدب الذهبى فى برلين؟

محاسن الهواري

مازالت الأنظار تتوجه إلى مهرجان برلين السينمائى الدولى لمعرفة الفيلم الذى سيفوز بالدب الذهبى الليلة فى الدورة الثانية والسبعين المثيرة للجدل والتى عقدت فعالياتها وسط تزايد عدد حالات كورونا التى بلغت أكثر من 50 حالة بين الضيوف فى أول ٣ أيام فقط للمهرجان!!.

وبعيدا عن الانتقادات التى طالت المهرجان بسبب عقده حضوريا فى وقت الوباء تعتبر هذه الدورة مميزة فنيا من ناحية الأفلام المعروضة وحظت رغم كل شيء بإقبال جماهيرى كبير دفع إدارة المهرجان لأن تعد الجماهير بعروض أخرى للأفلام بعد إعلان الجوائز.

ويتنافس على جائزة الدب الذهبى هذا العام 18 فيلما من 15 دولة، وقد حظت مجموعة من أفلام المسابقة الرسمية بإشادات نقدية وجماهيرية واسعة، كان أولها فيلم الافتتاح «Peter von kant» للمخرج الفرنسى الشهير فرانسوا أوزون والذى أحدثت تصريحات مخرجه صدى عالميا كبيرا حيث تحدث صراحة عن السيطرة والسطوة التى يمارسها المخرجون على كل العاملين معهم فى الفيلم مؤكدا أن الصراحة تقتضى الاعتراف بأن هذا الأمر يستدعى التوقف والمناقشة.

والفيلم بطولة إيزابيل أدجانى ودينيس مينوشيت.

كما حظى الفيلم الألمانى الفرنسى «A E I O U - A Quick Alphabet of Love» إخراج نيكوليت كريبيتز بإشادات واسعة حيث وصف النقاد الفيلم بأنه تناول بنعومة وكوميديا قصة حب بين سيدة فى الستين من عمرها ولص صغير واستعانت المخرجة بممثلين من فئات عمرية مختلفة عن جيل الشباب الذى تفضله سينما هوليوود فى أغلب الأحيان.

وكالمتوقع حظى فيلم «على جانبى النصل» إخراج الفرنسية المخضرمة كلير دينيس على إشادات كبيرة حيث كان الفيلم بمثابة مباراة تمثيلية بين نجومه الذين يقدمون الأدوار الرئيسية الثلاثة التى تدور فى فلك الحياة العاطفية حيث سيدة متزوجة تقابل فجأة حبها القديم وبسبب حياتها المعقدة تبدأ فى التساؤل عن حياته.
 
ومن الأفلام التى أحدثت صدى أيضا فيلم دراما وجريمة الإيطالى «Leonora addio» للمخرج المخضرم باولو تافيانى والذى يبلغ من العمر91 سنة والذى استوحى قصة الفيلم من قصة قصيرة وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الجنائز لعدة أشخاص قتلهم نفس الشخص
.

كما حظى الفيلم الأندونيسى «Before٫Now&then» أيضا بإشادات كبيرة والفيلم من إخراج كاميلا أندينى وتدور أحداثه حول سيدة تعيش حياة تقليدية إلى أن تقع فجأة فى فخ الحنين لحياتها القديمة وماضيها والفيلم تمتزج فيه السياسة بالحب فالأحداث تقع فى عام ١٩٦٠ فى الفترة التى حصلت فيها إندونيسيا على استقلالها وقد وصف الفيلم بأنه «استطاع أن يقدم فيلما جميلا لفترة عرفت بأن السعادة فيها كانت قليلة للغاية لكثرة الأحداث الحزينة التى وقعت فيها».

وقد حظى فيلم الدراما الفرنسى «Passengers of the night» بالكثير من الثناء وتدور أحداثه حول إليزابيث التى تركها زوجها وحيدة، تربى طفلها بمفردها وتستطيع بصعوبة الحصول على وظيفة فى برنامج إذاعى ليلى حيث تلتقى بسيدة مشردة تأخذها لتعيش معها وتصبح جزءا من الأسرة والفيلم يدور فى باريس فى ثمانينات القرن الماضى وهو من إخراج ميخائيل هيرس ويسرد بعمق ما يمكن أن يقدمه كل للآخر من خلال المشاعر والدعم.

أما فى قسم العروض الخاصة فقد لقى فيلم «Good luck to you leo grand» من إخراج صوفى هايد صدى واسعا نظرا للتصريحات الجريئة التى أدلت بها النجمة إيما تومسون والفيلم تدور أحداثه حول صورة الجسد وكيفية نظر النساء إلى أجسامهن بعد سن الخمسين وحكم المجتمع على شكل الجسد الأنثوى بصفة عامة مما يدفع العديد من السيدات لعدم حب وتقدير أجسادهن.

وقالت إيما تومسون إنها خرجت فى هذه السن من المنطقة المريحة فى حياتها ولأول مرة تنظر إلى شكلها بدون أحكام داخلية سلبية وبدون خوف.

وفى نفس القسم أيضا عرض فيلم النجمة إيزابيل أوبير «About Joan» من إخراج رولان لا ريفيير وحظى الفيلم بحضور كبير وكتابات صحفية لا حصر لها.

والفيلم تدور أحداثه حول جوان فيرا التى تسرد قصتها للجمهور وهى تقود سيارتها فى ليلة ممطرة بينما تغادر أيرلندا متجهة إلى فرنسا التى التقت فيها بحب عمرها وأنجبت منه طفلها قبل أن تتحول فيما بعد لأم بين يديها طفل تواجه الحياة وحدها.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

15.02.2021

 
 
 
 
 

عرض فيلم "يوميات ميانمار" عن الرعب بعد الانقلاب في مهرجان برلين

(رويترز)

تكتشفين أن جنيناً يتكون في رحمك، لكن هل يجب أن تخبري صديقك بالخبر السعيد، وهو الذي يتوجه خلال ساعات إلى الأحراش ليتدرب مع القوات التي تقاتل المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، بعد أن داهمت الشرطة بيته الآمن؟

اعتدت الشرطة على محتج بالضرب أمام منزلك. هل تملك جرأة الاستمرار في تصوير المشهد وتعرض نفسك للعواقب لو لاحظوك، ليحل عليك غضب النظام وعلى كل من تحب؟ أم أنك ستلين أمام مناشدات أسرتك للابتعاد عن النافذة والاختباء؟

هذان مجرد مشهدين لبعض السيناريوهات في "يوميات ميانمار"، وهو فيلم وثائقي من إعداد مجموعة ميانمار، التي تضم عشرة من صناع الأفلام الذين لم يكشفوا أسماءهم ليظلوا مجهولين بعد أن شرعوا في رسم صورة للحياة في البلاد منذ الانقلاب العسكري العام الماضي.

ويوثق الفيلم، الذي يُعرض لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي، القمع المتزايد منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في بداية فبراير/ شباط 2021، في أعقاب نصر ساحق لقوى المعارضة في الانتخابات الوطنية.

وقال أحد أعضاء المجموعة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته: "كنا مضطرين للارتجال، ذلك لأننا لم نكن نملك وسيلة تجعلنا قادرين على توقع إلى أي مدى ستسوء الأمور".

وأضاف "في أول أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من الانقلاب كانت الأجواء تشبه الاحتفالات"، لكن: "عندما اتخذ المجلس العسكري العنف وسيلة للرد، أصبح الوضع أشد خطراً... تعين علينا تطوير أساليبنا في صناعة الأفلام".

تضافر الخطر والحاجة الشديدة للتخفي في صالح عمل مفكك على أجزاء مدته 70 دقيقة، بعض مقاطع وثائقية، في حين أن مقاطع أخرى عبارة عن أعمال درامية مصغرة أو في شكل تركيب فني.

وقالت المنتجة الهولندية كورون فان إيجيرات، التي نسقت العمل مع زوجها: "أشرك صناع أفلام مختلفون رواة مختلفين.. لكننا صنعنا العمل الكلي من خلال التواصل هنا وهناك حول طريقة جمع كل ذلك معا".

 

العربي الجديد اللندنية في

15.02.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004