ملفات خاصة

 
 
 

"بلفاست" كينيث براناه.. نوستالجيا هروبية تناسب الأوسكار

محمد صبحي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

منذ فيلم الدراما التاريخية من العام 1989، "هنري الخامس"، قبل أكثر من ثلاثين عاماً، اعتاش كينيث براناه على سمعته باعتباره – ربما - أعظم ممثل شكسبيري منذ لورانس أوليفييه. يجسّد براناه في الفيلم، الذي أخرجه أيضاً، دور الملك الشاب النبيل الذي يخوض الحرب ضد فرنسا لانتزاع التاج الفرنسي، أو على الأقل للمطالبة بالعرش بعد أن ينال غنيمته الكبرى متمثلة في ابنة الملك الفرنسي. انتصر هنري في معركة أجينكور (1415) واستطاع أيضاً غزو فرنسا، مستفيداً من الانقسامات السياسية داخل البلاد، رغم تفوق الفرنسيين عددياً، ما أعطى الإنكليز تلك الصورة البطولية عن أنفسهم باعتبارهم أسوداً تقاتل مثل الرجال بغض النظر عن وضعهم.

كان براناه ماهراً في الترويج لشكسبير وشعْبَنته، لكن لا "الكثير من اللغط حول لا شيء"، ولا "عطيل"، ولا "هاملت"، ولا أي من اقتباساته الشكسبيرية اللاحقة، استطاعت منافسة "هنري الخامس". انتقل براناه إلى هوليوود وأضوائها الباهرة، ثم عاد إلى "بي بي سي" بصفته المفوض والاندر في مسلسل بوليسي حقق نجاحاً وانتشاراً جماهيرياً واسعاً. في الآونة الأخيرة، حوَّل تركيزه إلى إعادة إنتاج روايات أغاثا كريستي المسليّة والخفيفة، وآخرها فيلمه الممنوع من العرض في لبنان "موت على ضفاف النيل". لكنه في فيلمه الأكثر صخباً لهذا العام، "بلفاست"، يرنو إلى مزيد من الاهتمام والتقدير، بما في ذلك جوائز الأوسكار.

وُلد براناه وترعرع في بلفاست، حتى غادر والديه أيرلندا الشمالية للعمل في إنكلترا. "بلفاست" فيلم بيوغرافي، لكنه بالأحرى تكريم للسينما والطفولة، رثائي أحياناً، وعاطفي أحياناً أخرى، ونوستالجي على الدوام.

يفتتح الفيلم حكايته بأغنية لأسطورة الموسيقى الأيرلندية فان موريسون (واحدة من عشر أغنيات له تتناثر بطول الفيلم) وبلقطة عُلوية من "درون" حائمة فوق بلفاست كما نعرفها اليوم، ميناء حديث ومدينة صناعية لم تعد تحمل أي تشابه مع المكان الذي شهد في أواخر ستينيات القرن الماضي "الاضطرابات"(*) الشبيهة بالحرب الأهلية والإرهاب وعنف الشرطة والظلم الاجتماعي والأصولية الطائفية. لكن بعد ذلك، يفتح الفيلم كوة في حائط التاريخ، ويتحوّل من الألوان إلى الأبيض والأسود، ويأخذنا إلى شارع عادي في بلفاست في العام 1969، يبدو كديكور استديو سينمائي أكثر منه شارعاً حقيقاً: بادي (جودي هيل)، الأنا المستعارة لكينيث براناه نفسه، ابن السنوات التسع، يعيش في أحد تلك المنازل المتجاورة والمتشابهة، حيث يلعب دور قاتل التنين في الخارج مع أطفال الحيّ، بينما في الداخل تقوم الأمهات بإعداد الشطائر لتناول الشاي. يعمل الأبّ في إنكلترا، ويعود إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع كل أسبوعين. ما زال الكاثوليك والبروتستانت يعيشون جنباً إلى جنب في سلامٍ نسبي، أبناء الطائفتين يتحدثون بلهجة مضحكة، ويشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية مقارنة بالإنكليز: يشفق بعضهم على بعض بعدما استعبدهم دين الخوف.

بالطبع، يقتحم العنف هذا المكان الشاعري الوادع أيضاً. ينزل حشد بروتستانتي في الشارع لطرد الأقلية الكاثوليكية من منازلها، ثم تُرفع الجدران والأسلاك الشائكة، وتتقدَّم الدبابات، ويتحكّم الحرّاس في المداخل والمخارج. يصبح الحي منطقة محظورة، وتتولّى المليشيات القيادة. يريد الأب (جيمي دورنان) مغادرة بلفاست، وإنكلترا تعرض عليه فرصة مواتية أقرب مما تقترحه الهجرة إلى أستراليا البعيدة، وتعارضه الأم (كاترينا بالف): "لا يمكننا أن نغادر جميعاً، فلا يغادر إلا المجانين". "لكن كيف لبقية العالم الحصول على حانات إذا لم يهاجر الأيرلنديون؟!"، تردّ صديقتها في مشهدٍ تالٍ. الشيء الرئيسي هو أن تصاحب تلك اللحظات موسيقى حزينة جنائزية.

لا يدرك بادي ما يحصل حوله. كيف يمكن لطفل في عمره أن يفهم "الاضطرابات"؟ يعيش حياة طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، يسمح لنفسه بمجاراة تحريض صديقته الشقية على سرقة الحلويات من متجر البقالة الهندي، وقلبه معلّق بزميلته الجميلة في المدرسة (بالضبط كما توقعت، هي كاثوليكية). مشاهد مألوفة في الأفلام أكثر من كونها مألوفة في حياة حقيقية. عندما تذاع الأخبار، تقوم الأم بإطفاء التلفزيون. طاقم التمثيل الرباعي الرئيسي، يبدو مُحبِطاً بعض الشيء، رغم ترشّح اثنين منهم لجائزتي أوسكار (كيران هايندز وجودي دانش).
مثل حكايات الطفولة السينمائية، تندلع لحظات قوية بين الحين والآخر في عالم الأفلام النمطي هذا: على سبيل المثال، عندما يسأل بادي صديقته الشقية عن كيفية التعرّف على الكاثوليك (من خلال أسمائهم، إذ يتسمّون بأسماء بعينها مثل شون وباتريك). أو بماذا يجيب عندما تسأله المليشيا عما إذا كان بروتستانتياً أم كاثوليكياً (يقول الحقيقة أم يخادع؟). عندما يعطيه "رجل الحليب" المليشياوي رسائل ليوصلها إلى أخيه الأكبر. عندما تسأل الأمّ مكتب الضرائب عما إذا كان زوجها قد سدّد بالفعل جميع ديونه الضريبية، فيبدأ المكتب على الفور في التنقيب عن ديون مستحقة جديدة. أو عندما يعلّمه الجدّ أن يكتب الأرقام في مسائل الرياضيات بطريقة أكثر تشويشاً لزيادة فرصه في الحصول على إجابة صحيحة: "لكن هناك إجابة واحدة صحيحة"، يعترض بادي، فيعاجله جدّه الحكيم بالإجابة: "إن كان ذلك صحيحاً لما فَجَّر الناس بعضهم البعض
".

في المقابل، تدخل السينما دائماً إلى عالم الطفل ذي التسع سنوات. نهبُ أحد المتاجر في أحداث الشغب ينتقل بسلاسة إلى مشهد المبارزة من فيلم "عزّ الظهيرة" (1952، فريد زينمان)، وتبدو سعادة العائلة في ظهيرة يوم أحد أثناء مشاهدة فيلم عائلي كوميدي، وأخيراً يدعو براناه والدي بادي - بعد جنازة الجدّ - إلى أداء راقص على أنغام "الحب الأبدي". لا اعتراض مطلقاً ضد "الفَنفَنة" في الجنازات، لكن روح الدعابة التي يفرضها كينيث براناه على فيلمه هنا تناقض قصته الشخصية، إن لم تكذّبها. في النهاية، قد يشعر الجميع بأنهم أخذوا واجبهم وأكرمت وفادتهم، إذ يُهدي براناه فيلمه إلى "أولئك الذين بقوا، والذين غادروا، والذين فُقدوا".

ما يتبقّى هو قصةّ لطيفة وخفيفة بأبيض وأسود ديجيتال أنيق ولامع، تلوّنه مشاهد الأفلام الكلاسيكية، كحيلة رخيصة نسبياً لإبراز تأثير هذا الشكل من الهروب. وإذا كان براناه يرى السينما كمجرد هروب من الواقع، فإن ذلك من شأنه على الأقل أن يفسّر المنظور المحبِط لفيلمه، أو بالأحرى غياب هذا المنظور من أساسه. يبدو أن "بلفاست"، المرشَّح لسبع جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم، يهدف في المقام الأول إلى إرضاء أوسع قدر ممكن من الجمهور. فهو فيلم لا يتخذ موقفاً من أجل الإساءة لأقل عدد ممكن من الناس، ولكن من خلال القيام بذلك يبدو أنه ليس لديه الكثير ليقوله.

نال "بلفاست" جائزة الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي، وهي جائزة تنالها عادةً أفلام بارزة في سباق الأوسكار، ليست بالضرورة الأفضل، لكنها تخاطب المشاعر المجانية للمشاهدين. والحال إنه فيلم محدود للغاية بالنسبة إلى طموحاته، وكاريكاتوري بحيث لا يصحّ اعتباره مذكرات شخصية. لا تكمن مشكلته بالضرورة في أنه لا يريد أن يتسخ في الساحات السياسية الأكثر تعقيداً في التاريخ، رغم أن رواية أحداثه لا تقتصر على وجهة نظر الطفل. لكن بسبب سيادة النوستالجيا وأجواء الإشادة بمرونة سكان المدينة في أكثر مراحلها تعقيداً، نادراً ما يفلت من إطار كونه مجرد كتيب سياحي حديث يقول بأنه، قبل عقود، لم تكن الأمور جيدة كما هي الآن، "لكننا نعرف كيف نتدبر أمورنا". لا يحتاج الطفل إلى فهم أن الأشياء كانت أكثر تعقيداً مما يظهر هنا، لكن يجب أن يتولّى براناه (61 عاماً) مسؤولية ذلك. المنظور الذي يمنحه له الوقت (يفتح الفيلم ويختتم بصور وادعة ومغازلة لبلفاست اليوم) يضيف إلى انفصاله عن الواقع.

هذا فيلم أوسكاري بامتياز، بسنتماليته وخفته واستسهالة وتهويمه وميوعته، فهنيئاً للأكاديمية اختيارها، وهنيئاً لكينيث براناه رقمه القياسي الجديد.

(*) كانت الاضطرابات نزاعاً عرقياً قومياً في أيرلندا الشمالية استمر نحو 30 عاماً من أواخر الستينيات إلى العام 1998. يُعرف أيضاً دولياً باسم صراع أيرلندا الشمالية، ويوصف أحياناً بأنه "حرب غير نظامية" أو "حرب منخفضة المستوى". ورغم أن الاضطرابات وقعت في الغالب في أيرلندا الشمالية، فقد امتد العنف في بعض الأحيان إلى أجزاء من جمهورية أيرلندا وإنكلترا وأوروبا.

 

المدن الإلكترونية في

28.02.2022

 
 
 
 
 

الاقتباس السينمائي لقصص موراكامي

نجاح الجبيلي

الكاتب الياباني هاروكي موراكامي هو بلا شك من بين أبرز الشخصيات في الأدب العالمي. مكّنت ترجمات أعمال موراكامي العديد من الأشخاص حول العالم من الاهتمام بفنه ، والمساهمة في زيادة الوعي بالأدب الياباني بشكل عام وتشجيع الآخرين على استكشاف المزيد.

أدت محاولات موراكامي في مختلف الأنواع الأدبية ودمجه للواقعية السحرية إلى تكوين تركيبة غامضة من المؤلفات. على مر السنين ، كان هناك عدد قليل من الاقتباسات من قصصه وكان أبرز اقتباس من موراكامي ظهر العام الماضي عندما أخرج ريوسوكي هاماغوتشي تحفة فنية حديثة هي «سِق سيارتي» - Drive My Car.

من بين الاقتباسات التي كانت موجودة قبل فيلم “سق سيارتي” Drive My Car ، جرى تنفيذ اقتباس واحد رائع حقاً في عام 1983. على عكس فيلم هاماغوتشي الذي مدته ثلاث ساعات ، يقع تأويل نواتو ياماكاوا Naoto Yamakawa الجميل لقصة موروكامي القصيرة ضمن فئة الفيلم القصير حيث يبلغ طوله اثنتي عشرة دقيقة فقط ولكن ضمن ذلك الوقت القصير للتشغيل، فإنه يحقق الكثير من الأشياء.

باستخدام تقنيات بصرية رائدة ، ينطلق ياماكاوا للتعبير عن الوحدة المتأصلة في الحب التي اكتشفها موراكامي في قصته القصيرة بعنوان “عند رؤية الفتاة المثالية في صباح نيساني جميل”. كما يوضح العنوان، فإنه يجسد انعكاسات الحب المستوحاة من مقابلة صديقتك الحميمة من اللامكان.

يعتمد الكثير من السرد الفيلمي مباشرة على قصة موراكامي القصيرة ، لكن المونتاج الرائع هو ما يلفت الأنظار. الفيلم بالإضافة إلى القصة يستكشفان معنى الوقوع في حب شخص ما في لحظة معينة في الزمان والمكان، وبلورته إلى الأبد. ولكن مع مرور الوقت، يصبح هذا التوافق حتماً غير دائم.

تحتفظ كلمات موراكامي بقوتها: “لكن وهج ذكرياتهما كان واهناً للغاية ولم تعد أفكارهما واضحة كما كانت قبل أربعة عشر عاماً. دون أن ينبسا ببنت شفة، مر أحدهم بالآخر، واختفيا وسط الحشد. إلى الأبد. قصة حزينة، الا تعتقدين؟ نعم ، هذا كل شيء ، هذا ما كان يجب أن أقوله لها”.

 

المدى العراقية في

02.03.2022

 
 
 
 
 

صامويل جاكسون: كان يجب أن أفوز بالأوسكار عن فيلم PULP FICTION

«سينماتوغراف» ـ متابعات

وجه الفنان صامويل جاكسون رسالة لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بعيدة عن الحديث الدائر حاليًا بخصوص البث التلفزيوني رقم 94 لجوائز الأوسكار بعد إعادة تنسيقه.

قال جاكسون وفقًا لتصريحاته  لـ “VARIETY”، على الناخبين أن يعرفوا أنه يجب أن أحصل على جائزة الأوسكار في هذه المرحلة من حياتي المهنية”. 

على الرغم من تكريم جاكسون بجائزة الأوسكار الفخرية هذا العام ، إلا أنه حصل على ترشيح واحد فقط لجائزة الأوسكار في فئة أفضل ممثل مساعد في عام 1995 عن دوره في فيلم Pulp Fiction لكوينتين تارانتينو.

قال جاكسون مؤخرًا لصحيفة The Times عن ترشيحه لجائزة أوسكار عن فيلم  “Pulp Fiction”: “كان يجب أن أفوز بهذه الجائزة”.، مشيرا إلي  أنه غاب عن جائزة أوسكار أخرى عن فيلم “Jungle Fever” عام 1991، والذي لم يتم حتى ترشيحه عنه في الأساس، وفاز في هذا العام اثنان من فريق عمل فيلم “Bugsy” ولم يصدق  جاكسون ذلك.

وقال جاكسون: “ذهبت أنا وزوجتي لمشاهدة فيلم” باجسي “. “لقد تم ترشيحهم وأنا لا، وأعتقد أن الفنانين السود عادة ما يفوزون بسبب قيامهم بتقديم “القرف الحقير” على الشاشة، مثل دينزل واشنطن فنال الأوسكار لتقديمه دورا مروعا لشرطي  في فيلم “يوم التدريب”، وكأن كل الأشياء الرائعة التي قام بها دينزل في أدوار رفيعة المستوى مثل فيلم  “مالكولم إكس؟” لا تؤهله للأوسكار، . لذلك ربما كان علي الفوز بواحدة“.

وأضاف جاكسون أن حفل توزيع جوائز الأوسكار يجب أن يسلط مزيدًا من الضوء على الأفلام التي تحصل على أعلي مشاهدة بالسينما.

 وقد حاولت الأكاديمية وفشلت في تقديم فئة للفيلم الأكثر رواجًا في عام 2018 ، لكن جاكسون يدعم الفكرة تمامًا.

 وأقترح الممثل أن يحصل الفيلم الأكثر ربحًا في أي عام على جائزة الأوسكار، وقال: “يجب أن يكون لديهم أوسكار للفيلم الأكثر شعبية، وجوائز الأوسكار ينبغي أن تمنح جائزة  لفيلم “سبايدر مان: نو واي هوم” هذا العام لإيراداتها 1.8 مليار دولار والتي حققها بالعرض في جميع أنحاء العالم”.

 ويتسلم جاكسون جائزة الأوسكار الفخرية في حفل توزيع جوائز المحافظين لعام 2022 في 25 مارس ، قبل يومين من بث حفل توزيع جوائز الأوسكار.

 

####

 

بوتان تأمل تحقيق الحلم بنيل أول جائزة أوسكار في تاريخها

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

يسعى فيلم من بوتان للمرة الأولى إلى الفوز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، ويتناول “Lunana: A Yak in the Classroom” الذي صور في هذا البلد الشديد العزلة الواقع في جبال الهيمالايا مسألة “السعي إلى السعادة”، على ما يقول مخرجه باو شوينينغ دورجي.

وتدور أحداث الفيلم الذي رُشح في يناير ضمن القائمة النهائية للمنافسين على جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي دولي، في مدرسة بقرية لونانا في بوتان حيث تم تصوير الفيلم على علو 3400 متر فوق سطح البحر، والتي لا يعيش فيها سوى حوالى خمسين شخصاً ويتطلب بلوغ أقرب طريق إليها حوالى عشرة أيام من المشي.

ويزخر سيناريو الفيلم بالتصوف البوتاني والإشارات إلى إحترام الطبيعة. وتجري الأحداث في بيئة طبيعية لم يمسها أحد مع مساحات شاسعة من الأراضي البكر وقمم مكسوة بالثلوج.

وتتناول القصة الصعوبات التي يواجهها مجتمع يمر بمرحلة إنتقالية يرمز إليه أوغيين، وهو مدرّس مستاء من نقله إلى قرية لونانا المنعزلة التي يعيش فيها رعاة حيوانات الياك وقاطفي الفطر، بعدما كان يحلم بأن يصبح مغنياً محترفاً في أستراليا.

وقال المخرج البالغ 38 عاماً لوكالة فرانس برس “إنها قصة إنسانية عالمية عن بحث المرء عما يريد وعن مكانه (في العالم) وسعادته“.

عند وصوله إلى القرية، كان أوغيين سلبياً إلى حد ما، لكن لطف السكان الذين أدّى دورهم قرويو لونانا الحقيقيون الذين لم يشاهد أكثريتهم فيلماً في حياتهم على الأرجح، دفعه إلى إجراء مراجعة ذاتية.

وعندما أدرك بدفع من تلامذته الصغار أن المدرّسين “يحاكون المستقبل”، بدأت وجهة نظره في التحول.

ويحظى المدرّسون باحترام كبير في بوتان، إذ إنهم إلى جانب الأطباء وموظفي الخدمة المدنية يتقاضون بعضا من أفضل الأجور في البلاد. مع ذلك، يستقيل المئات منهم كل عام.

بوتان، المشهورة عالميا باعتمادها مؤشر السعادة القومية الإجمالية، تعطي الأولوية لرفاهية شعبها على نموها الاقتصادي. وفي المشاهد الافتتاحية للفيلم، يرتدي أوغيين قميصا ذا تصميم يذكر بهذه السمعة.

مع ذلك، غادر آلاف البوتانيين البلاد في السنوات الأخيرة بحثا عن فرص اقتصادية وتعليمية أفضل.

يقول دورجي “يبدو أن الكثير من البوتانيين يغادرون ما يسمى ببلد السعادة بحثا عن السعادة في مكان آخر”، مضيفا “لا حرج في ذلك، هذه هي الحياة“.

وتشكل أستراليا، حيث فتحت بوتان سفارة لها في أكتوبر، الوجهة المفضلة لهؤلاء المهاجرين، حتى بات يُحكى في بوتان عما يُسمى “الحلم الأسترالي“.

وتجسد لونانا هذا التغيير المجتمعي. فقد تم ربط القرية بشبكة الجيل الثالث من الاتصالات تزامنا مع مراحل إنتاج الفيلم النهائية.

ويقول دورجي إن الطالبة الشابة بيم زام وهي نجمة المدرسة والفيلم، ترسل له رسائل على فيسبوك. حتى المدرّس في القرية ينشر صوراً جميلة على إنستغرام.

الشتاء طويل وقاس في بوتان حيث يتم إنتاج الكهرباء فقط من خلال الطاقة الشمسية، لذا فإن التحديات اللوجستية المتعددة كبيرة.

ولنقل المعدات والمواد اللازمة لتصوير الفيلم، كان من الضروري استخدام 75 بغلا. وتمت الاستعانة بطوافة أكثر من سبعين مرة لنقل الممثلين وطاقم العمل.

أما قطاس (ياك) المدرسة فنفق طبيعياً بحكم الشيخوخة بعد مدة من التصوير.

ويذكّر المخرج بأنه “كان أحد نجوم الفيلم”. ويقول “نشعر بالحزن لرحيله، لكننا سعداء لأنه عاش طوال الفيلم“.

ويوضح أن إدراج اسمه مع أسماء الآخرين ضمن قائمة ممثلي الفيلم في الجنريك هو “الطريقة التي تحصل بها الأمور في بوتان“.

ويضيف “حيواناتنا ليست مجرد حيوانات، بل لها أسماء وشخصيات“.

وهذا الفيلم هو الثاني من بوتان يسعى إلى دخول سباق الأوسكار، بعد “ذي كاب” لخيينتسي نوربو، معلّم دورجي ومرشده. ونال هذا الفيلم استحسان النقاد عام 1999 ولكن ليس إلى درجة تتيح له أن يبلغ النهائيات ويكون بين المرشحين الخمسة المتنافسين على التمثال الصغير.

وسبق لفيلم “لونانا: إيه ياك إن ذي كلاسروم” أن فاز بـ 18 جائزة في المهرجانات الدولية ، لكن دورجي يحرص على أن يبقى حذراً في شأن إمكان تتويجه بأوسكار الشهر المقبل.

وبين البوتانيين كثر لم يسمعوا قطّ بجوائز الأوسكار قبل اليوم. ويؤكد أحد الرهبان للمخرج أنه قدّم كيلو غراماً من الزبدة المحلية الصنع و 50 نولترم بوتاني (0,60 دولاراً) كقربان لأحد المعابد للصلاة من أجل الفوز بالأوسكار.

ويلاحظ دورجي أن “موازنات كبيرة توافرت للأفلام الأخرى لدعم حملتها ” للفوز بالأوسكار، وهو ما لم يحظ به فيلمه. ويقول “حملتنا قوامها آمال بلد بأكمله وتطلعاته ودعواته“.

 

####

 

فيلم DUNE يتصدر القائمة.. أبرز الفائزين بجوائز جمعية نقاد هوليوود 2022

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

عقدت جمعية نقاد هوليوود جائزتها السنوية الخامسة في أفالون هوليوود في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، حيث تم تكريم أفضل الأعمال الفنية، وأفضل الممثلين عن أدائهم المتميز.

حاز فيلم “CODA” للمخرجة سيان هيدر على الجائزة الأولى لأفضل فيلم، كما فازت سيان هيدر على جائزة أفضل سيناريو مقتبس وفاز تروي كوتسور بجائزة أفضل ممثل مساعد، كما كرمت جمعية نقاد هوليوود طاقم الفيلم، في حين ذهبت جائزة أفضل فريق تمثيل لنجوم فيلم “Belfast” للمخرج كينيث براناغ، وتصدر فيلم “Dune” الأمسية بأربع جوائز، بما في ذلك جائزة فئة أفضل إخراج للمخرج دينيس فيلنوف مع جين كامبيون مخرجة فيلم “Power of the Dog”.

وتضمنت جوائز فيلم “Dune” الإضافية، أفضل موسيقى وأفضل تصوير سينمائي وأفضل مؤثرات بصرية، ومن بين الفائزين البارزين الآخرين أريانا ديبوز عن فيلم “West Side Story”، كما فازت كريستين ستيوارت بجائزة عن أدائها في فيلم “Spencer” وأندرو جارفيلد عن أدائه في فيلم “Tick, Tick … Boom”، وحصل فيلم “Last Night in Soho” على جائزة أفضل فيلم رعب.

من جانبه، قال سكوت مينزل، مؤسس جمعية نقاد هوليوود: “كان عام 2021 عامًا مليئًا بالتغيير في عالم السينما مع عدد محدود من الأفلام التي تم طرحها في دور العرض وتحول كبير في مشهد صناعة السينما، مما خلق فرصة لكثير من الأفلام لمشاهدتها في جميع أنحاء العالم”، تابع: “تتشرف جمعية نقاد هوليوود بمنح جوائز هذا العام، حيث نأمل أن نمضي قدمًا مع الوضع الطبيعي الجديد، تهانينا لجميع الفائزين، وشكرًا على قدمتموه لنا هذا العام“.

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.03.2022

 
 
 
 
 

بوتان تقدّم القرابين للفوز بالأوسكار!

عاصم ناصر

رام الله - "منصة الاستقلال الثقافية":

يسعى شريط من بوتان للمرة الأولى إلى الفوز بأوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق بالإنجليزية)، ويتناول "لونانا: ثور الياك في غرفة الفصل" (Luanana: A Yak In The Classroom)، الذي صور في هذا البلد شديد العزلة الواقع في جبال الهيمالايا مسألة "السعي إلى السعادة"، وفق ما يقول مخرجه باو شوينينغ دورجي.

وتدور أحداث الفيلم الذي رُشح في كانون الثاني (يناير) ضمن القائمة النهائية للمنافسين على جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي دولي، في مدرسة بقرية لونانا في مملكة بوتان، على علو 3400 متر فوق سطح البحر، وتحديداً في منطقة لا يعيش فيها سوى حوالى خمسين شخصاً، ويتطلب بلوغ أقرب طريق إليها حوالى عشرة أيام من المشي.

ويزخر سيناريو الفيلم بالتصوف البوتاني والإشارات إلى احترام الطبيعة.. وتجري الأحداث في بيئة طبيعية لم يمسها أحد مع مساحات شاسعة من الأراضي البكر وقمم مكسوة بالثلوج.

وتتناول القصة الصعوبات التي يواجهها مجتمع يمر بمرحلة انتقالية يرمز إليه "أوغيين"، وهو مدرّس مستاء من نقله إلى قرية لونانا المنعزلة التي يعيش فيها رعاة حيوانات الياك وقاطفو الفطر، بعدما كان يحلم بأن يصبح مغنياً محترفاً في أستراليا.

وقال المخرج البالغ 38 عاماً، في تصريحات لوكالة فرانس برس: "إنها قصة إنسانية عالمية عن بحث المرء عما يريد، وعن مكانه في العالم، وسعادته".

عند وصوله إلى القرية، كان "أوغيين" سلبياً إلى حد ما، لكن لطف السكان الذين أدّى دورهم قرويو "لونانا" الحقيقيون الذين لم يشاهد أكثريتهم فيلماً في حياتهم على الأرجح، دفعه إلى إجراء مراجعة ذاتية.

وعندما أدرك بدفع من تلامذته الصغار أن المدرّسين "يحاكون المستقبل"، بدأت وجهة نظره في التحول.

ويحظى المدرّسون باحترام كبير في بوتان، إذ إنهم إلى جانب الأطباء وموظفي الخدمة المدنية يتقاضون بعضاً من أفضل الأجور في البلاد، ومع ذلك، يستقيل المئات منهم كل عام.

بوتان، المشهورة عالمياً باعتمادها مؤشر السعادة القومية الإجمالية، تعطي الأولوية لرفاهية شعبها على نموها الاقتصادي.

وفي المشاهد الافتتاحية للفيلم، يرتدي "أوغيين" قميصاً ذا تصميم يذكر بهذه السمعة، ومع ذلك، غادر آلاف البوتانيين البلاد في السنوات الأخيرة بحثاً عن فرص اقتصادية وتعليمية أفضل.

يقول دورجي: "يبدو أن الكثير من البوتانيين يغادرون ما يسمى ببلد السعادة بحثاً عن السعادة في مكان آخر"، مضيفاً "لا حرج في ذلك، هذه هي الحياة".

وتشكل أستراليا، حيث فتحت بوتان سفارة لها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، الوجهة المفضلة لهؤلاء المهاجرين، حتى بات يُحكى في بوتان عما يُسمى "الحلم الأسترالي".

وتجسد "لونانا" هذا التغيير المجتمعي. فقد تم ربط القرية بشبكة الجيل الثالث من الاتصالات تزامنا مع مراحل إنتاج الفيلم النهائية.

ويقول دورجي إن الطالبة الشابة بيم زام، وهي نجمة المدرسة والفيلم، ترسل له رسائل على "فيسبوك".. "حتى المدرّس في القرية ينشر صوراً جميلة على إنستغرام".

الشتاء طويل وقاس في بوتان حيث يتم إنتاج الكهرباء فقط من خلال الطاقة الشمسية، لذا فإن التحديات اللوجستية المتعددة كبيرة.

ولنقل المعدات والمواد اللازمة لتصوير الفيلم، كان من الضروري استخدام 75 بغلاً، بحيث الاستعانة بطوافة أكثر من سبعين مرة لنقل الممثلين وطاقم العمل.

أما "ياك" القطاس البري المستأنس، وهو نوع من الثيران، فنفق طبيعياً بحكم الشيخوخة بعد مدة من التصوير.

ويذكّر المخرج بأنه "كان أحد نجوم الفيلم".. ويقول "نشعر بالحزن لرحيله، لكننا سعداء لأنه عاش طوال الفيلم".

ويوضح أن إدراج اسمه مع أسماء الآخرين ضمن قائمة ممثلي الفيلم، هو "الطريقة التي تحصل بها الأمور في بوتان"..

ويضيف "حيواناتنا ليست مجرد حيوانات، بل لها أسماء وشخصيات".

وهذا الفيلم هو الثاني من بوتان الذي يدخل السباق النهائي للأوسكار، بعد "القبعة" (The Cap) لخيينتسي نوربو، معلّم دورجي ومرشده.

ونال هذا الفيلم استحسان النقاد في العام 1999 ولكن ليس إلى درجة تتيح له أن يبلغ النهائيات، أو أن يكون بين المرشحين الخمسة المتنافسين على التمثال الصغير.

وسبق لفيلم "لونانا" أن فاز بـ 18 جائزة في المهرجانات الدولية ، لكن دورجي يحرص على أن يبقى حذراً في شأن إمكان تتويجه بالأوسكار.

وبين البوتانيين كثر لم يسمعوا قطّ بجوائز الأوسكار قبل اليوم.. ويؤكد أحد الرهبان للمخرج أنه قدّم كيلو غراماً من الزبدة المحلية الصنع و 50 نولترم بوتاني (0,60 دولاراً) كقربان لأحد المعابد للصلاة من أجل الفوز بالأوسكار.

ويلاحظ دورجي أن "موازنات كبيرة توافرت للأفلام الأخرى لدعم حملتها " للفوز بالأوسكار، وهو ما لم يحظ به فيلمه.. ويقول "حملتنا قوامها آمال بلد بأكمله وتطلعاته ودعواته".

 

منصة الإستقلال الثقافية في

03.03.2022

 
 
 
 
 

«قوّة الكلب».. ما وراء أقنعة الصلابة والهشاشة

«سينماتوغراف» ـ يوسف الشايب

ثمة فيلم وراء الفيلم، فقد تمكنت المخرجة الأسترالية المتميزة، نيوزيلندية المولد، جين كامبيون، من تقديم مشاهد موازية عبر ملامح الممثلين والممثلات المحوريّين والأقل محورية في فيلمها الأحدث “قوة الكلب” (The Power Of The Dog)، بحيث كانت الكثافة النفسية من بين “أبطال” الفيلم، وهو ما أدارته باقتدار وموهبة، لدرجة يمكن وصف المشاهد بأنها مقتطفات من مشاعر، وكثير من الإيماءات الجسدية، وخاصة في تعبيرات الوجوه.

والفيلم المرشح لـ 12 جائزة “أوسكار”، يقدم أطروحات جديدة على مستوى مفاهيم عدّة، منها: القوة، والذكورة، والسطوة، والسحر، والهشاشة، والاستبداد، والذكاء، والحب، وغيرها من المفاهيم، بل على مستوى تقديم مقترحات فنيّة جديدة لجهة أفلام “الويسترن”، حتى يمكن القول أنها قدمّت فيلم “ويسترن” جديد (New Western Movie)، كما أنه مغاير على أكثر من مستوى، شكلاً ومضموناً.

في التوظيف الحاذق والأنيق لرواية توماس سافاج وتحمل عنوان الفيلم ذاته، فإن المخرجة جعلت من الطبيعة مرتكزاً لا يمكن تجاهله، فهو أداة للإبهار للانبهار علاوة على كونها مسرحاً للعنف.

في العام 1925، قام الأخوان الثريّان “بربانك”: “فيل” (بنديكت كومبرباتش)، و”جورج” (جيسي بليمونز) بإدارة مزرعة ماشية في مونتانا.

جورج” الأرستقراطي الأشقر شكلاً ومضموناً إلى حدّ ما، يتحمل عدوانية شقيقه “فيل” الذي تلقى تعليمه الجامعي، لكنه يجد نفسه بين الماشية ورفقة مجموعة من رعاة البقر ومربّيها.. يتزوج “جورج” من “روز” (كيرستين دانست)، الأرملة مالكة النزل القريب، والتي استقرت وابنها بيتر (كودي سميث – ماكفي) في “قصر بوربانك” الريفيّ، ما أثار حفيظة “فيل” وازدرائه.

ثمة الكثير مما يمكن الحديث عنه في الفيلم، فهو مبهر لجهة المحتوى، والرسائل، كما التصوير، وأداء الممثلين، وخاصة “فيل” الذي تألق بنديكت كومبرباتش بتجسيد دوره باقتدار، وأيضاً “روز” التي تفوّفت كريستين دانست على نفسها عند تقديم دورها بما يحمله من أداء جوّاني بالأساس، وكذلك “بيتر” الهشّ، أو الذي يبدو هشّاً، وقدم الدور ببراعة وهدوء الشاب كودي سميث – ماكفي، الذي يكتشف العوالم السريّة لـ”فيل”، الرجل الأقوى في “مونتانا“.

كما يظهر الفيلم الشخصية الخفيّة في “بيتر” نفسه، وكان مشهد تشريحه للأرنب، الذي خال الجميع أنه سيحنو عليه، نقطة تحوّل خفيّة وعلنيّة في آن، وباعتقادي كانت المحرك لأحداث تالية، خاصة في النهاية التراجيدية للفيلم، والتي هشّمت فيها كامبيون كل القوالب الجاهزة، أو المُتوقع عند ومِن المُشاهد.

وكان لافتاً ذلك المزيج الفريد بصرياً ما بين تصوير المناظر الطبيعية (Landscape) بتسارع تارة وببطء تارات، وبما يعبّر عن دواخل الشخوص، ولاسيما آلامهم المستترة، عبر توظيف النوافذ والمداخل لتصوير تلك المشاهد الطبيعية الرحبة، وهو ما عكست المخرجة من خلالها دواخل الشخصيات، ولا سيما “روز”، كما كشفت بشكل جليّ أكثر عن طبيعة العلاقة المتغيّرة ما بين “فيل” و”بيتر”، وهو تعبير عن جدلية الصلابة والهشاشة.

ويعيد فيلم “قوة الكلب” المخرجة التي صوّرت الفيلم في مسقط رأسها إلى الأضواء، فهو الثامن لها، لكن يأتي بعد غياب تواصل لاثني عشر عاماً، ومع ذلك فإن من يسدل الستار على الفيلم مع مشهده الأخير، يتأكد أن غياب جين كامبيون لم يكن ذا تأثير كبير، فهي عادت، وفي فيلم واحد، وبعد طول غياب، لتؤكد أنها واحدة من أهم المخرجين المعاصرين عالميّاً.

عبر هذا الفيلم تضعنا كامبيون أمام أكثر من مرآة، في الجغرافيات، مهما ضافت أو اتسعت، وعلى اختلاف الأزمنة، لنبقى محاصرين بين ما كان وبين ما يحدث، وبين ما سيكون، وكأنها تؤكد، أنه على الرغم من السياقات المختلفة لحيوات متباينة، تبقى الأسرة، سواء البيولوجية أو المُختارة، هي وسيلة البقاء على قيد الحياة معنوياً وفسيولوجياً، مع أن مصدر الحماية هذا (الأسرة) قد تبدو ضرورة وعبئاً في آن، فعوالم متعددة تسكن ذات الحيّز المكاني، ما يوّلد أكثر من صراع، وتحالفات تتقلّب كما علاقات الدول، بحيث تتصاعد أحياناً حدّ التطرّف، وتتصاعد أحياناً أخرى حدّ الاحتواء، أو حدّ الانحياز إلى الإنسانيّ فينا، بخيره وشرّه.

مع الحضور الطاغي للموسيقى المرافقة، ومع الإدارة الذكية للصورة في التعاطي مع المناظر الطبيعية، ومع الأداء الجسدي للممثلين حين تتحدث حدقات عيونهم، وتحركات عضلات وجوههم، وارتجافات أجسادهم، وانقباض العضلات وحتى القلوب، نجد أن كامبيون، تطرقت، من بين ما تطرقت إليه في فيلمها “قوة الكلب”، إلى فكرة “الصراع على السلطة”، وإن كان في إطار العائلة الواحدة أو التي باتت واحدة، وإن غير موحدّة.

الحرب النفسية غير الضبابيّة ما بين تكوينات أسرة “بربانك” بعناصرها الأساسيّة والمُستجدّة، تكشف عن دراما تضرب طبول إيقاعاتها بمزيد من الصخب والهدوء، ما يدفع المشاهد، رغم الإيقاع البطيء للفيلم في عدّة أحايين، وإن كان موظفاً في إطار السياق الدرامي، إلى انتظار القادم، والتفاعل مع الحدث حدّ التقمّص، بحيث يتم تبادل السطوة العليا التي كانت في جلّ الوقت بيد “فيل” راعي المشاة العنجهي والقاسي في إحدى ضفتي الجغرافيا، وهو غيره في الضفة الأخرى.

وهذا ينطبق على جلّ شخصيات الفيلم، وإن كانت تلك السطوة لا تبقى حكراً على أحد، فقد تكون الهشاشة، كما أظهر الفيلم، هي مصدر القوة، فالجسد النحيل قد يحوي دماغاً تفوق القنابل النووية!

 

موقع "سينماتوغراف" في

04.03.2022

 
 
 
 
 

مع 5 نجوم.. ليدي غاغا تعوض عدم ترشيحها بتقديم حفل جوائز الأوسكار 2022

«سينماتوغراف» ـ متابعات

ليدي غاغا، النجمة الأمريكية، أصبحت أولى مفاجآت حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022، بعدما أعلن عن مشاركتها في الحفل ضمن عدد من المقدمين، وذلك في الحفل المقرر إقامته في يوم 27 مارس الجاري.

وكشفت الشركة المنتجة لحفل الأوسكار عن تجهيزها عدة مفاجآت في حفل توزيع الجوائز في مسرح دولبي في 27 مارس الجاري، إذ من المتوقع أن يشارك عدد من النجوم والمشاهير في حفل توزيع الدورة 94 للجوائز، وكشفت عن بعض النجوم المشاركين وعلى رأسهم النجمة ليدي غاغا، والتي تعوض غيابها عن ترشيحات أفضل ممثلة عن فيلمها house of gucci، بالمشاركة في تقديم الجوائز، ولم يعرف إذا ستقدم ليدي جاجا فقرة غنائية أم لا في الحفل.

وتشارك ليدي غاغا مع خمسة نجوم آخرين في تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 94 في 27 مارس، وتشمل القائمة النجم كيفن كوستنر، الذي فاز بجائزتي أوسكار عن الإخراج والمشاركة في الانتاج، والنجمة الكورية يون يوه جونغ، الفائزة بجائزة الأوسكار الدورة الماضية، بالإضافة إلى روزي بيريز وكريس روك، الذي شارك في تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار مرتين من قبل، وأخيراً النجمة زوي كرافيتز، نجمة فيلم “The Batman” الأخير.

وكانت أكاديمية الصور المتحركة والفنون والعلوم  قد أعلنت اختيار واندا سايكس وريجينا هول وإيمي شومر لتقديم الدورة الـ 94 من حفل توزيع جوائز الأوسكار، لأول مرة منذ ثلاث سنوات، بعد تنحي كيفن هارت بسبب نشر تغريدات ينتقد فيها فئة معينة في المجتمع، وكشفت الأكاديمية في برنامج “صباح الخير يا أمريكا” عن تكليف واندا سايكس وريجينا هول وإيمي شومر بتقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي تراجعت نسب تقييماته في السنوات الأخيرة، حيث انخفضت نسبة المشاهدة لحفل العام الماضي الذي أقيم في محطة يونيون بلوس أنجلوس، بأكثر من النصف عن العام السابق ووصلت إلى أدنى مستوى قياسي، وتعتبر تلك هي المرة الأولى في تاريخ جوائز الأوسكار التي تستضيف فيها ثلاث نساء العرض، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تكليف أكثر من شخص واحد لتقديم الحفل.

 

####

 

اعتراضاً على تنظيم حفل الأوسكار..

استقالة توم فليشمان من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة

«سينماتوغراف» ـ متابعات

كشف تقرير جديد نشره موقع hollywoodreporter عن وجود بعض الخلافات بين هيئة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة حول تنظيم حفل توزيع جوائز الأوسكار القادم المقرر إقامته في 27 مارس الجاري، فبحسب ما نشره علي موقع ديدلاين، استقال توم فليشمان، مهندس الصوت الحائز على جائزة الأوسكار، والذي اشتهر بتعاونه على مدى عقود مع المخرج مارتن سكورسيزي، من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بسبب خطتها لتجنب البث التلفزيوني المباشر لثماني فئات في حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام، لكن تعرضت خطط الأوسكار التليفزيونية لانتقادات شديدة من قبل الأعضاء والنقابات المرتبطة بها، ما أدى إلى استقالة توم فليشمان.

في حين صرحت الأكاديمية بأنها ستقدم جوائزها في فئات الأفلام الوثائقية القصيرة، تحرير الأفلام، الماكياج وتصفيف الشعر، النتيجة الأصلية، تصميم الإنتاج، الرسوم المتحركة القصيرة، الحركة الحية القصيرة، والصوت داخل مسرح دولبي Dolby في الساعة التي تسبق بدء البث في 27 مارس ، وتسجيلها وتحريرها في البث المباشر اللاحق، لكن قوبلت بانتقادات ورفض شديد، ومن هنا حدث خلاف بين أعضاء الأكاديمية، حيث أفاد الأعضاء أن قرار أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بالاحتفال ببعض الفئات بشكل مختلف عن البعض الآخر ينقل في نهاية المطاف التحيز وعدم الواقعية للفنون الإبداعية.

 

موقع "سينماتوغراف" في

06.03.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004