ملفات خاصة

 
 
 

"أوسكار" 2022: عودة إلى السجادة الحمراء مع نقاشاتٍ لا تهدأ

نديم جرجوره

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

ارتباكات عدّة تعانيها إدارة حفلة توزيع جوائز "أوسكار" التي تمنحها سنوياً "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" (بيفرلي هيلز، كاليفورنيا)وباء كورونا سببٌ، لكنّ السياسة والتمييزين الجندري والعنصري في الأكاديمية، وانعكاس هذا على الجوائز، بالإضافة إلى طول مدّة الحفلة، وتراجع عدد مشاهديها في النسختين الفائتتين على الأقلّ، أسبابٌ تسعى تلك الإدارة إلى معالجتها، فتتوفّق في بعضها (التمييز وحضور النساء والأقليات مثلاً)، وتعجز عن ذلك في مسائل أخرى.

هذا مرتبطٌ بالوضع الأميركي العام، وبالاضطرابات الحاصلة في الإدارة السياسية والقيادات المختلفة للولايات المتحدّة الأميركية. فهوليوود غير محصّنة عن المشهد الأميركي العام، بل فاعلةٌ فيه، لامتلاكها نفوذاً مادياً ومعنوياً يُتيح لها التأثير في هذا المشهد.

لأعوام دونالد ترامب الـ4 في البيت الأبيض، كما لانتخابه ومغادرته المكتب البيضاوي، جمهور كبير ينفضّ عن مشاهدة الحفلة السنوية لتوزيع الجوائز، بسبب تحوّلها، في تلك الأعوام على الأقلّ، إلى منبرٍ لمهاجمته، وانتقاد كيفية إدارته البلد على المستويات كافة.

حفلة توزيع جوائز النسخة الـ93 (25 إبريل/نيسان 2021) غير متمكّنةٍ من جذب مشاهدين كثيرين، اعتادوا متابعة الحفلات السابقة في أعوامٍ ماضية. انخفاض عدد مشاهدي هذه النسخة بنسبة 51 في المائة مُقلقٌ لإدارة ABC، الشبكة التلفزيونية التي تبثّ الحفلة. الرقم مُثيرٌ لقلقٍ كهذا: 9 ملايين و230 ألف مُشاهد فقط، في مقابل 18 مليوناً و69 ألفاً في النسخة الـ92 (9 فبراير/شباط 2020). هذا واردٌ في تقريرٍ للأميركي كلايتون ديفيز منشور في "فرايتي" (22 فبراير/شباط 2022).

مدّة الحفلة (بضع ساعات)، ومُقدّمها الذي يُبالغ، أحياناً، في إلقاء نكاتٍ غير مُضحكة وغير مُحبّبة، سببان إضافيان. تعويضاً عن غياب عريفٍ للنسخة السابقة، هناك 3 نساء سيُقدّمن الحفلة مساء 27 مارس/آذار 2022 بتوقيت الساحل الغربي لأميركا: الفُكاهية واندا سايكس، وإيمي شومر (بطلة السلسلة التلفزيونية Inside Amy Schumer)، وريجينا هال (المُشاركة في Scary Movie). اختيار 3 نساء يبدو محاولة لمواجهة الاتهام بالتمييز ضد المرأة: "إنّها المرّة الأولى منذ عام 1987 يتمّ فيها اختيار 3 أشخاص لتقديم الحفلة" (الصحافية الفرنسية مانون أونْروت، "ماري كلير"، 9 فبراير/شباط 2022).

أما إحدى محاولات رفع نسبة المشاهدين، فتتمثّل بجائزة تُمنح لفيلمٍ يختاره المشاهدون في تصويت عبر "تويتر". لكنْ، في مقابل هذا، يُصرّ منظّمو الحفلة على إعلان جوائز فئات عدّة قبل بدء البثّ التلفزيوني للحفلة الرسمية التي تشهد عودة النجوم والمهتمّين إلى قاعة "مسرح دولبي" في هوليوود، مع الأضواء والسجادة الحمراء: "قرار يهدف إلى تنشيط الحفلة، وإتاحة مزيدٍ من الوقت للعروض الموسيقية والفُكاهية والتكريمات".

بحسب ديفيد روبن، رئيس أكاديمية الـ"أوسكار"، هناك 8 تماثيل (من أصل 23 فئة) ستُمنح "قبل ساعة على بداية البثّ التلفزيوني"، في الفئات التالية: المونتاج، والماكياج، والصوت (جائزة واحدة لميكساج ومونتاج الصوت)، والديكور، والموسيقى الأصلية، والأفلام القصيرة: الروائية والوثائقية والتحريك. قرارٌ كهذا معرّضٌ لنقاشٍ، بعضه حاد، على وسائل التواصل الاجتماعي وفي صحفٍ ومجلاّت سينمائية، يُلخّصه الصحافي الفرنسي ليون كاتّان (Les Inrockuptibles، في 25 فبراير/شباط 2022)، بقوله إنّ القرار يُزيد من نسبة حضور النجوم على حساب التقنيين "الذين من دونهم لن تُصنع الأفلام". يُذكِّر كاتّان بأنّ هذا القرار مسبوقٌ بشبيهٍ له، بهدف إفساح المجال أكثر فأكثر أمام عاملين/عاملات في التمثيل والإخراج تحديداً: "عام 2019، كانت هناك محاولة لمنح بعض الجوائز لحظة بثّ الإعلانات. لكنّ المحاولة فاشلة، بعد سلسلة احتجاجات صاخبة".

هذا نوعٌ من تمييز تمارسه الأكاديمية، لارتباطها (أيكون هذا خضوعاً؟) لمصالح الشبكة التلفزيونية الساعية إلى رفع الأرباح المالية بفضل الإعلانات. هذه الأخيرة، كما يبدو، "تُفضِّل" نجوماً معروفين على حساب عاملين/عاملات في فئاتٍ تُعتبر "أساسية" في صناعة السينما، لكنّ الشرط الاقتصادي التجاري يريد تهميشها.

إلى ذلك، يمنح الموقع الإلكتروني لـBBC قرّاءه بعض "المسائل البسيطة"، المتعلّقة بالنسخة الـ94، التي تبتعد عن صخب التحدّيات والمصالح والنقاشات المختلفة. أوّل تلك المسائل/المعلومات كامنٌ في أنّ الممثلة البريطانية جودي دانش ـ في حال فوزها بـ"أوسكار" أفضل ممثلة عن دورها في "بلفاست" لكينيث براناه ـ ستُصبح الفائزة الأكبر سنّاً في تاريخ الجوائز، إذْ تبلغ 87 عاماً (1934)، أي أكبر بـ4 أعوام من "حامل هذا اللقب" حالياً، البريطاني الأميركي أنتوني هوبكنز (1937)، الفائز بـ"أوسكار" أفضل ممثل عن دوره في "الأب" للفرنسي فلوريان زيلّر عام 2021.

أطول فيلم مُرشَّح لـ"أوسكار" أفضل فيلم في هذه النسخة، Drive My Car للياباني ريوسْكي هاماغوتشي، تبلغ مدّته 179 دقيقة، بينما تبلغ مدّة "ذهب مع الريح"، لفكتور فلمينغ، 238 دقيقة، الفائز بالجائزة نفسها عام 1940، فإذا به يُصبح "أطول فيلم حاصل على هذه الجائزة" في تاريخ الـ"أوسكار". أما "حرب وسلم" (المؤلّفٌ من 4 فصول)، للسوفييتي/الروسي سيرغي باندرتْشوك، فتبلغ مدّة نسخته القصيرة 403 دقائق، ونسخته الطويلة 484 دقيقة. لكنّه فائزٌ بـ"أوسكار" أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية.

في اللائحة نفسها، يكتب ستيفن ماكنتوش (24 مارس/آذار 2022) أنّ النيوزيلاندية جين كامبيون والأميركي ستيفن سبيلبيرغ "يستعدّان للانتقام". العنوان جاذبٌ، والنصّ المرفق به يوضح أنّ الانتقام "سيحصل" بينهما، لأنّ كامبيون، المرشّحة لـ"أوسكار" أفضل إخراج في النسخة الجديدة، "أول امرأة تُرشَّح مرّتين" في هذه الفئة، والمرّة الأولى حاصلة عام 1994 عن "البيانو"، لكنّها تخسر أمام سبيلبيرغ وفيلمه "لائحة شيندلر". يكتب ماكنتوش: "إنّها صدفةٌ أنْ يلتقيا هذا العام مجدّداً"، فكامبيون مرشّحة في هذه الفئة عن "قوّة الكلب"، الحاصل على 11 ترشيحاً آخر، وسبيلبيرغ مُرشّح في الفئة نفسها عن "قصّة الحيّ الغربي"، الحاصل على 6 ترشيحات أخرى

ستكشف حفلة النسخة الـ94 مسائل كثيرة، وستضع، أو بالأحرى يُفترض بها أنْ تضع، إدارة جوائز "أوسكار"، كما "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها"، مجدّداً، أمام تحدّيات، يجب عليهما (الإدارة والأكاديمية) حسمها بقرارات تؤدّي إلى تطوير الأداء والتنظيم، بهدف تحسين وضعهما، ورفع نسبة المُشاهدة التلفزيونية للحفلة السنوية، وإنهاء كلّ تمييز فيهما.

 

العربي الجديد اللندنية في

27.03.2022

 
 
 
 
 

تروي كوتسور.. صانع الدهشة الأصمّ!

يوسف الشايب:

حرفان فقط نطق بهما على مدار أدائه المُبهر في فيلم "كودا" (Coda)، أحد الأفلام المرشحة بقوّة لأوسكار أفضل فيلم روائي، لكنهما كانا كافيين ليحقّقا، ليس فقط تحوّلاً في مسيرة الفيلم ورحلة بطلته التي هي ابنته هنا، بل لنُصاب جميعنا، أي كل من شاهد الفيلم بدهشة بل ربما بصدمة.

(Go) بالإنجليزية، أو "انطلقي" كما تُرجِمت، هي الكلمة التي نطق بها الممثل الأصمّ تروي كوتسور في "كودا"، الذي جسّد فيه دور الأب الأصمّ "فرانك روسي"، ما جعلني أتساءل كم كان جسوراً حتى ينطقها، وكم تطلب الحرفان من الوقت والجهد والتدريب لينطق بهما؟! هل كان فخوراً بنفسه، أم كان يشعر بألم داخلي ما يلدغه، ليصدح بها دون أن يتمكن حتى من سماعها؟.. ولن يتمكن.

هو قال الكثير بإيماءاته، بلغة الإشارة، بابتساماته ودمعاته، وبحركات كل جزءٍ من جسده، من أعلاه إلى أسفله، فلم يكن الخمسينيّ ملهماً فحسب كأصمّ حقق عن دوره هذا جوائز مرموقة عدّة، بانتظار أوسكار أفضل ممثل مساعد كواحد من أبرز المرشحين لنيله، بل كان ساحراً في "كودا".

نعم، كانت لديه قوة خفيّة ما ليس فقط في عينيه، ليجرّك من مقعدك أو أريكتك أو سريرك إلى حيث هو، لا في حيّزه الزمكاني، بل الفلسفي، فيحشرك لبعض الوقت في دماغه، لعلك تشاركه أفكاره وهواجسه.

ببراعةٍ مطلقة، كان بإمكانه أن ينتزع منك قهقهة أو أكثر بتلقائية العبقري، أو جَعْلِكَ تلملم أحزانك التي اندلقت على الأرض، مع دمعة أو اثنتين أو أكثر على الوجنتين، تأثراً بما لم يقله.. يدفعك "تروي" أو "فرانك" إلى الأمل تارةً، ويرمي بك إلى ركنٍ أسود أو رماديّ داكن أحياناً، لكن المؤكَّد أنه يحبسك، لوقتٍ ما، في مركبه، فيجعلك تتمنّى لو كنت ترافقه رحلاته مع الأمواج، وابنه المزاجي، وأوغاد الميناء، أو حين تغنّي "روبي" الابنة الوحيدة التي تمتلك الحواس الخمس في العائلة، حتى وهو لا يسمعها، أو حين يقبض على نبض عروق حنجرتها برفقٍ وحنوٍّ لعله ينجح في نقل ذبذات صوتها إلى شرايين يده فقلبه حين غنّت له دون الجميع، أو (...)، أو (...).

نعم لقد شاركناه في "كودا" الفيلم، نجاحاته وخيباته، وكان آسراً بشكل استثنائي، هو الذي لطالما كان هاجسه في جُلّ لقاءاته التي شاهدتها أو قرأتها إن كان صوته جميلاً أو جيداً أو مناسباً لدوره حين نطق بالحرفين (Go)!

لا يزال الصدى يتردد، ليس صدى الصوت فقط، بل صدى تلك الخلطة التي قليلاً ما تتكرَّر لممثلٍ امتلك ما بعد الحواس الخمس، وإن كان أصمّ أو لا ينطق إلا نادراً. الصدى الذي انعكس قشعريرةً في الجسد، وصوراً ترافقك لكل مشهد جسّده. لم يكن يمثّل، كان يصرخ على ما يبدو ليسمع من ليس بهم صمم، بأن كلَّ من بهم صمم يستحقون حياة أفضل، وهم قادرون على أن يكونوا في مواقع مهمة جديرة بهم وهم جديرون بها. هي رسالته التي قالها بجسده، وهي رسالة "كودا" الفيلم أيضاً، الذي صنعت من خلاله الجهة المنتجة (Apple Tv+) والمخرجة سيان هيدر، وقبلهما الممثلون، وخاصة تروي كوتسور، تاريخاً لمجتمع الصمّ في هوليوود، وفي حفل الأوسكار على وجه الخصوص.

حين شاهدت ردود أفعاله المختلفة مع كل جائزة يتحصل عليها عن دوره هذا، كنت أشعر بأنني غير قادر على النطق مثله. فاز بـ"البافتا" جائزة الأكاديمية البريطانية لأفضل ممثل مساعد، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن ذات الفئة، وجائزة جمعية نقاد السينما، وجائزة الروح المستقلة، وقبلها جائزة مهرجان "غوثام" السينمائي للأفلام المستقلة. في "بافتا" مثلاً احتفل حتى سقط عن كرسيه، وفي "غوثام" أخبر مساعديه أنه ليس فقط غير قادر على الكلام بل على الحركة، وهو ما فعله فينا، مع عديد المشاهد في "كودا".

بدأ طريق كوستور منذ المرحلة الابتدائية، حين كان يعيد سرد "توم وجيري" بلغة الإشارة لزملائه في مدرسة الصُّمّ، وتحديداً في الحافلة، كما قال والده الشرطيّ ذات لقاء صحفي، مشيراً إلى أن ابنه درس التمثيل في جامعة "غالوديت"، ثم قام بجولة رفقة المسرح الوطني للصُّمّ، حيث وجد المتسع الرحب مع شحّ الفرص لمن لا يسمعون من الممثلين في الدراما التلفزيونية والسينما، لكنه تمكَّنَ من اختراق العالم المحصّن للشاشة التي كانت كبيرة، حتى لعب بطولة فيلم "الجاموس الأميركي" (American Buffalo)، وبعدها توالت الأدوار المتقطعة وصولاً إلى "كودا".

يتمتع كوتسور بمغناطيسية شديدة القوّة، وتشعر معه أنك في حضرة ساحر أو مجنون، في عالم خارج إطار التجسيد والسينما، وبعيداً عن كل الحواس، بما فيها السادسة وما بعدها، بلغة الإشارة ذات الأبعاد المتعددة أو دونها، ليبقى تأثير مغناطيسته لوقت طويل ما بعد إسدال الستار على الفيلم، الذي هو "كودا"، ليبقى الواحد فينا أسيراً لحضوره الطاغي، وجاذبيته التي تتواصل.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

27.03.2022

 
 
 
 
 

أفضل الأداءات الحائزة على الـ "أوسكار" خلال القرن الـ 21

بينما تستعد هوليوود لاستضافة النسخة الـ 94 من سباق جوائز الـ "أوسكار" ليل الإثنين، نستعرض لكم أفضل أداءات التمثيل التي استحقت هذا التكريم الرفيع على مدى الـ 22 عاماً الماضية

آدم وايت صحافي

لن نختلف على أن أكاديمية فنون وعلوم السينما تميل إلى ارتكاب الأخطاء، ومع ذلك فإن نظرة سريعة إلى الفائزين في سباق التمثيل خلال العقدين الماضيين تبين أن قراراتها لا تتسبب دائماً بإثارة الغضب.

في الحقيقة كافأت جوائز الـ "أوسكار" الأداءات الرائعة لنجوم سينمائيين أصيلين راحلين، واحتفت بزخم التمثيل القوي [واللافت]. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو وكأن الجوائز تمنح لأعمال السيرة الذاتية أو الأداءات الحزينة أو جهد الممثل في تغيير شكله من أجل الدور، لكن الأمور ليست على هذا المنوال دائماً.

بينما تستعد الأكاديمية لمنح مجموعة جيدة جداً من الممثلين بشكل عام تكريماتها يوم الإثنين، الذين سيكون براد بيت ولورا ديرن من بينهم على الأرجح، قمنا بتصنيف أفضل 20 أداء تمثيل حاز على جائزة الـ "أوسكار" منذ العام 2000، لكنها لا تتضمن رامي مالك أو إيدي ريدماين.

20. كاثرين زيتا جونز (جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد في فيلم شيكاغو عام 2003)

ربما لأن فيلم "شيكاغو" Chicago فاز بجائزة أفضل فيلم في دورة عام 2003 من سباق الـ "أوسكار"، فقد اكتسب سمعة سيئة نسبياً خلال السنوات الـ 17 التي تلت إصداره، وبات رمزاً للحظة التي فقدت فيها الأكاديمية عقلها بالكامل، لكن ليس كل ما تردد منصفاً. كان الفيلم على المقدار نفسه من الألق والإتقان المسرحي الموسيقي الذي ألهمه، كما أنه أضر بكاثرين زيتا جونز الحائزة على جائزة الـ "أوسكار". تتميز شخصية فيلما كيلي التي تؤديها بأنها درامية ومبالغ فيها وفاحشة، إذ تضع زيتا جونز كل إمكاناتها في واحدة من أكثر الشخصيات تألقاً في المسرح الغنائي الحديث. كان الدور يناسبها تماماً، واستحقت المكافأة.

19. جينيفر لورانس (جائزة أفضل ممثلة عن فيلم المعالجة بالسعادة عام 2013)

من النادر أن تكافئ جوائز الـ "أوسكار" قوة النجوم المطلقة، تلك الجاذبية التي لا يمكن تحديدها وجعلت أمثال كيانو ريفز وكاميرون دياز وجينيفر لوبيز يمتلكون مثل هذا الحضور المبهر على الشاشة. إنهم ليسوا رائعين على الدوام، وبالتأكيد ليس أداؤهم مذهلاً في كل أنواع الأدوار، لكنهم من طينة الوقوف أمام الكاميرا. فوز لورانس عن فيلم "المعالجة بالسعادة" Silver Linings Playbook هو جائزة "أوسكار" استنثائية. إنه أداء صاخب وجامح، لكنها مثيرة وتجسد المشاعر المتصاعدة وتخطف الفيلم من براثن أسماء أكبر منها بكثير (على الأقل في ذلك الوقت).

18. ريجينا كينغ (جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم لو استطاع شارع بيل التحدث عام 2019)

هناك قوة مذهلة للحظات التي تكون فيها كينغ صامتة في فيلم "لو استطاع شارع بيل التحدث" If Beale Street Could Talk، الأمر الذي اعترف به المخرج باري جينكينز. عندما يأخذ لها لقطات من كثب، بعد فترة وجيزة من قيامها بصباغة وجهها وتعديل باروكتها والاستعداد لمواجهة العالم، تنقل كينغ الألم والمسؤولية والقتال من خلال تغييرات بسيطة في تعابير وجهها. إنه أداء استثنائي في فيلم مليء بنجوم يجسدون أدواراً صغيرة، وفريق من الممثلين الذين يقدمون أفضل إمكاناتهم، وما يزيد من قوة الأداء حقيقة أن كينغ منحت أخيراً الدور الذي كانت تستحقه لفترة طويلة.

17. جيف بريدجز (جائزة أفضل ممثل عن فيلم قلب مجنون عام 2010)

قد يميل بعضهم هنا للقول إن كل ما فعله جيف بريدجز في فيلم "قلب مجنون" Crazy Heart هو أن يكون على سجيته، محافظاً على رجولته الخشنة ورباطة جأشه الباردة. هذا التحليل لا يخلو من الصحة أيضاً، لكن بغض النظر عن ذلك، إن مشاهدة أدائه رائعة جداً لدرجة أن هذا التفصيل يفقد أهميته. كانت هذه الجائزة تكريماً عن مسيرة مهنية كاملة، وواحدة من المرات القليلة التي لا يمكن فيها لأي كان أن يعترض على التكريم بشكل يعتد به.

16. أنجلينا جولي (جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "فتاة قوطعت [مبتسرة]" عام 2000)

من نواحٍ عدة، كان عمل جولي في فيلم "فتاة قوطعت" Girl, Interrupted هو اللمسة الأخيرة الطبيعية لصورتها كنجمة بعيداً من الشاشة في ذلك الوقت. على الفور يمكن التقاط أوجه التشابه بين تلك الشخصية الخيالية المعتلة اجتماعياً التي تلعبها في الفيلم، والفتاة السيئة التي تتعاطى المخدرات وترتدي في عنقها قارورة تحتوي دم شريكها [عربون وفاء وثقة وحب] التي كانت توصف بها جولي دائماً. على كل حال، لا يزال أداء رائعاً مفعماً بالقسوة وكراهية الذات والغضب.

15. كريستوفر بلامر (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم المبتدئون عام 2011)

فيلم "المبتدئون" Beginners عبارة عن فيلم يتكون من جزئين، أحدهما هو اكتشافات حلوة ومرة في مرحلة متأخرة من العمر، والآخر قصة حب مملة بشكل مخيف بين شخصين مملين للغاية. يقدم بلامر أداء رائعاً في النصف الأول. يتنقل في أدائه المذهل بين الفضول والشقاوة في دور رجل مسن يستكشف مثليته الجنسية للمرة الأولى.

14. لوبيتا نيونغو (جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم 12 عاماً من العبودية عام 2014)

نشاهد في فيلم "12 عاماً من العبودية" 12 Years of Slavery نيونغو تقدم أداء يبشر بولادة نجمة حقيقية. إنها تمثل في عملها الألم واليأس لملايين النساء المجهولات المهمشات اللواتي كن ضحية تجارة الرقيق، وكانت القلب المحطم للفيلم ومأساته الأكثر فظاعة.

13. فيولا ديفيس (جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم أسوار عام 2017)

لو أسند الدور الذي لعبته ديفيس في فيلم "أسوار" Fences لممثلة أقل موهبة، فمن المحتمل أن يكون مخيباً للآمال. شخصية الزوجة الصبورة المتزوجة من رجل ديكتاتوري التي تحاول بلا كلل تسوية [التعامل مع] تقلباته، وبدلاً من ذلك كان أداؤها عظيماً. كانت ديفيس تعرف هذا الدور حق المعرفة بعدما فازت بجائزة توني للمسرح الغنائي عن الشخصية نفسها قبل سنوات، لكنها كانت أكثر إثارة عن قرب، من خلال عدسة الكاميرا، صامتة ولكنها مدمرة عندما يتطلب الأمر، وتتفجر كبركان من العواطف في لحظات لا يمكن توقعها.

12. تشارليز ثيرون (جائزة أفضل ممثلة في فيلم وحش عام 2004)

من المحبط أن أداء ثيرون في فيلم "وحش" Monster أصبح في السنوات التي تلت فوزها نموذجاً للأدوار التي تكسب الممثل جائزة الـ "أوسكار". صحيح أنها شرعت في تحول جسدي مذهل، وصحيح أنها كانت ممثلة شقراء وجميلة "تقبح نفسها" لتحفز التقويمات الإيجابية، لكن اختزال عملها في الأدوات البصرية فقط يقوض العمق والعزيمة والمأساة العاطفية التي تضفيها على تجسيدها شخصية القاتلة المتسلسلة الواقعية أيلين وورنوس. فيلم "وحش" هو قصة حب معقدة للغاية في جوهره، وثيرون تتألق فيها.

11. خافيير بارديم (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم لا بلد للعجائز عام 2008)

في هذه التحفة التي أخرجها وأنتجها وألفها الأخوان كوين، غالباً ما يحول بارديم وجهه إلى شيء مشوه يكاد يكون عجيباً، مثل القناع الذي كان يرتديه القاتل المتسلسل مايكل مايرز، أو رسم أولي غير مشذب لإنسان. أداؤه في "لا بلد للعجائز" No Country for Old Men [بلد لا يليق بالمسنين] مربك. شخصيته هي قاتل مأجور في جزء منها، ومصاص دماء إن جاز التعبير، تعاني فراغاً أخلاقياً مخيفاً، وتحوّل كل تفاعل إلى معركة غير مريحة من الحذق الذي يضمن لها وحدها البقاء على قيد الحياة. إن مشاهدة ممثل ارتبط وجهه بشدة بالحيوية والتعبير، يلعب دور شخص بارد جداً، لا يمكن وصفها إلا بالعظيمة.

10. ماهرشالا علي (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم ضوء القمر عام 2017)

لم تكن معايير تقويم أداء الممثلين في "الأدوار المساعدة" ثابتة على مر السنين، لا سيما مع زيادة عدد الممثلين الذين تسند إليهم أي أدوار توفر لهم أفضل فرصة للفوز. مع ذلك، يعد ماهرشالا علي في فيلم "ضوء القمر" Moonlight التعريف المثالي لأفضل ممثل مساعد. إنه يظهر فقط في الفصل الأول من الفيلم، لكنه يقدم أداء مثيراً للتعاطف ورائعاً ودافئاً بشدة نشعر بأثره في الفيلم بأكمله. إنه الشبح الذي يحوم فوق "ضوء القمر" ويخطف الأنفاس نتيجة لذلك.

9. كريستوف والتز (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم أوغاد مجهولون عام 2010)

أصبح أداء والتز المخادع لتلك الشخصية المتفاخرة المضطربة اجتماعياً مرهقاً بعض الشيء خلال العقد الذي تلى فوزه بجائزة الـ "أوسكار" الأولى في رصيده. على كل حال، سيكون من الحماقة السماح لذلك بالاستخفاف بالقوة المرعبة لدوره في فيلم "أوغاد مجهولون" Inglourious Basterds. في هذا العمل، إنه الشر الخالص بعينه، مثير، شبيه بالقطط المشاكسة وخبيث، يتوافق مع روح الفيلم المرحة بقدر ما هي غاضبة.

8. ماريون كوتيار (جائزة أفضل ممثلة في فيلم الحياة الوردية عام 2008)

عندما يتمكن ممثل من تقديم أداء مؤثر يحرك مشاعر الشفقة [التعاطف] لدى الجمهور في فيلم غير موفق جداً، يكون الأمر أكثر إثارة للإعجاب نوعاً ما. من الأمثلة على ذلك الدور الذي حول ماريون كوتيار إلى نجمة في شخصية إيديث بياف في فيلم "الحياة الوردية" La Vie en Rose. كوتيار المقيدة بمقاطع مصورة وقصة تحمل القليل من المفاجآت مأخوذة من السيرة الذاتية للمغنية، كانت مذهلة بخلاف ذلك، إنها متمكنة من الإيقاعات الغريبة والتقلبات والقوة النجمية العالية وغير التقليدية التي جعلت بياف البطلة التي كانت عليها.

7. جي كي سيمونز (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم ويبلاش عام 2015)

في دور مدرس موسيقى مستبد ومسؤول عن التعذيب البطئ لطفلة صغيرة ذات موهبة خارقة، تقشعر الأبدان لأداء سيمونز، لكن عمله في "ويبلاش" Whiplash رائع بشكل خاص لأنه يتفهم الغموض في قلب شخصيته. إنه عنيف ويلوح بالتهديد، إضافة إلى كونه ملهماً وعطوفاً. إنه مزيج من عناصر غير مريحة مصممة لإبقاء الجمهور متيقظاً، وسيمونز يجسد كل ذلك بأداء مذهل متمكن.

6. دينزل واشنطن (جائزة أفضل ممثل عن فيلم يوم التدريب عام 2002)

لم يسبق لأي ممثل أن أظهر هذا القدر نفسه من الاستمتاع في دور الرجل المخيف. لا يزال أداء دينزل واشنطن الشرس لشخصية ضابط مكافحة مخدرات في شرطة لوس أنجيلس في فيلم "يوم التدريب" Training Day رائعاً، إذ لم يكن مجرد تحول في الأداء التمثيلي، لكنه مثال على الفعالية الشديدة للتفوق في التمثيل. كل جوانب الشخصية حادة وغير مشذبة، لكن واشنطن يبتكر أداء يشبه مصيدة الفئران، مدفوعاً بهذا الكم من الغضب المعقد والترهيب الذي لا يرحم، إنه لا يترك أي شخص يقف في طريقه سالماً.

5. ناتالي بورتمان (جائزة أفضل ممثلة عن فيلم البجعة السوداء عام 2011)

في هذا الفيلم نرى الممثلة ناتالي بورتمان، التي غالباً ما تسند إليها أدوار المرأة الضعيفة ذات الصوت الطفولي، تتحول إلى شخصية وحشية للغاية​​​​​​​

لو قدمت بورتمان هذا الأداء الهستيري والمعذب لشخصية راقصة باليه منفلتة العقال تتبدى في فيلم آخر غير "البجعة السوداء" Black Swan لكان أداء مبالغاً فيه. بكل الأحوال، بورتمان هي انعكاس دقيق لصورة البجعة السوداء، ويعود فوزها بشكل جزئي إلى المعايير التقليدية التي تتبعها الأكاديمية في منح جوائزها، فقدانها كثيراً من الوزن من أجل الدور والتدريب على الرقص وما إلى ذلك، لكن التحول الذي شهده أداؤها كان مؤثراً على القدر نفسه. في هذا الفيلم نرى ممثلة غالباً ما تسند إليها أدوار المرأة الضعيفة ذات الصوت الطفولي، تتحول إلى شخصية وحشية للغاية.

4. أوليفيا كولمان (جائزة أفضل ممثلة عن فيلم المفضلة عام 2019)

في فيلم تهيمن عليه أداءات تمثيلية مذهلة، تمكنت أوليفيا كولمان من سرقة الأضواء من خلال أدائها شخصية الملكة آن في فيلم "المفضلة" The Favorite، وكشفت عن الجوانب العديدة لمهاراتها التي كانت كلها مألوفة بالنسبة إلى جماهير المملكة المتحدة، ووظفتها جميعها في واحدة من أغنى الشخصيات في ذاكرة السينما الحديثة. إنها تتنقل بين كونها مضحكة مروراً بكونها مفجعة [مؤلمة] إلى مجنونة تماماً. كان فوز كولمان بجائزة الـ "أوسكار" مفاجأة كبيرة وأكمل روعة موسم شهد تكريم غلين كلوز أيضاً.

3. مونيك (جائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم ثمينة عام 2010)

مونيك التي اشتهرت لما يزيد على عقد من الزمان بكونها مؤدية "ستاند أب كوميدي"، وبقيامها ببطولة المسلسلات الهزلية التي قدمت في بدايات الألفية مثل "آل باركر" The Parkers، حصلت على إشادة كبيرة عن أدائها في فيلم "ثمينة" Precious بشكل جزئي، لأن مشاركتها فيه كانت مفاجئة للغاية، إضافة إلى أن أداءها كان مؤثراً بصورة مذهلة، مبنياً على الرعب والإساءة والدمار. بالكاد تم رسم الخلفية الدرامية لشخصيتها، لكنه أمر عديم الأهمية لأن مونيك تبث في الدور كثيراً من الألم والصدمة المكثفين، ومن المفارقة أنه لم يسند إليها بعد ذلك دور من هذا النوع.

2. دانييل داي لويس (جائزة أفضل ممثل عن فيلم ستسيل الدماء عام 2008)

دانييل داي لويس مذهل جداً في فيلم "ستسيل الدماء" There Will Be Blood لأنه يتكون في الأساس من 12 أداء مختلفاً مجموعين في دور واحد، ويبدأ بصمت تام قبل أن يتغير ويتحول إلى أمر مرعب ومخيف. إنه جامح وصاخب بشكل لا يصدق في بعض الأحيان، وفي لحظات أخرى دقيق وغني. يعتبر فيلم المخرج بول توماس أندرسون تحفة فنية بحد ذاته، لكن داي لويس هو روح العمل.

1. هيث ليدجر (جائزة أفضل ممثل في دور مساعد عن فيلم فارس الظلام عام 2009)

نوعاً ما كان يجب منح هذه الجائزة له، أليس كذلك؟ هناك كثير من الأسباب الواضحة بعيداً مما نراه على الشاشة التي تجعل عمل ليدجر في "فارس الظلام" The Dark Knight قوياً للغاية، وتحديداً أننا كنا نشاهد رجلاً يقدم أفضل أداء في حياته بعد وقت قصير من موته المأساوي.

لكن في الواقع، كل ما فعله في الدور كان يستحق احتراماً بالقدر نفسه. شخصية الجوكر التي أداها تعيش في ذلك البرزخ بين ما هو إنساني وما هو شبه خارق للطبيعة، صورة غير معروفة وغير متوقعة ومزعجة لجنون القصص المصورة التي تبقى عالقة في الأذهان حتى بعد انتهاء مشاهدة الفيلم، كما أنه يظل أحد أهم أداءات التمثيل في القرن الـ 21، وله دور في الطريقة التي نتحدث بها عن التمثيل، وما تقوله وسائل الإعلام عن التمثيل، وما نعتبره اليوم أداء يستحق الجوائز. في الحالات الجيدة والسيئة ليس من المستغرب أن كثيرين حاولوا تقليد أدائه خلال العقد الذي تلى تقديمه، لكن في كثير من الأحيان لم تكن نتائجهم أكثر من توليفات مقلدة. نعم، أقصد بكلامي هذا أيضاً أداء خواكين فينيكس للشخصية.

© The Independent

 

####

 

الـ "أوسكار" تطوي صفحة كورونا وتعود لهوليوود... وهؤلاء أبرز المتنافسين

ارتفعت أسهم فيلم "كودا" بوجه "ذي باور أوف ذي دوغ" و"بلفاست" والمنظمون يأملون باستقطاب المشاهدين

(أ ف ب

بعد تعديلات قسرية فرضتها جائحة "كوفيد-19" خلال السنتين الماضيتين، تعود حفلة الـ "أوسكار" الأحد لقاعتها التقليدية على جادة المشاهير في هوليوود، وسط منافسة محتدمة للغاية تبدو فيها أفلام "كودا" و"ذي باور أوف ذي دوغ" و"بلفاست" الأوفر حظاً لنيل المكافأة الهوليوودية الأبرز.

وبقي فيلم الويسترن السوداوي النفسي "ذي باور أوف ذي دوغ" عن رجال لا يتقبلون حياتهم الجنسية، متصدراً السباق فترة طويلة، بعدما أظهرت الترجيحات خلال الأشهر الماضية أنه الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل فيلم روائي طويل، مما سيشكل في حال حصوله فوزاً تاريخياً لشبكة "نتفليكس" العملاقة التي لم تحصد بعد أي جائزة في هذه الفئة الرئيسة.

تقدم "كودا"

لكن منذ بضعة أسابيع عادت أسهم فيلم "كودا" الكوميدي الدرامي المليء بالتفاؤل المقتبس من الفيلم الفرنسي الناجح "La Family Belier" إلى الارتفاع بقوة، فقد اكتسح هذا العمل الذي يروي قصة طالبة في المدرسة الثانوية ممزقة بين شغفها الجديد بالغناء وعائلتها التي يعاني جميع أفرادها الصمم ويعتمدون عليها للتواصل مع سائر العالم، جوائز النقابات السينمائية الأميركية واحدة تلو الأخرى.

وتصدر هذا الفيلم ذو الموازنة الإنتاجية المنخفضة، والذي بدأت رحلته في مهرجان "ساندانس" في يناير (كانون الثاني) 2021، الجمعة، للمرة الأولى توقعات الخبراء في هذا القطاع، متخطياً فيلم "ذي باور أوف ذي دوغ".

وحل في المرتبة الثالثة فيلم "بلفاست" الذي يسترجع مخرجه كينيث براناه بالأبيض والأسود طفولته في خضم موجة أعمال العنف في إيرلندا الشمالية مع نهاية ستينيات القرن الـ 20.

سباق بين عملين أو ثلاثة

وقال المتخصص في الجوائز السينمائية كلايتون ديفيس لمجلة "فاراييتي" المرجعية في المجال، إن "السباق يدور بين عملين أو ثلاثة".

وتحدث ديفيس عن "دينامية قوية" تصب في مصلحة فيلم "كودا"، وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "السنتين الأخيرتين كانتا صعبتين على الجميع، وفيلم كودا إيجابي ويعطي راحة نفسية. أظن أن المصوتين يرغبون في دعم فيلم يبث الإيجابية".

وكثر المديح لفيلم "ذي باور أوف ذي دوغ" للمخرجة جين كامبيون، لجمالية مشاهده وقوة أداء ممثليه الذين رُشح أربعة منهم (بنديكت كامبرباتش وكيرستن دانست وجيسي بليمونز وكودي سميث ماكفي) لنيل جوائز في هذه النسخة الـ 94 من الـ "أوسكار".

لكن آخرين انتقدوا العمل لما اعتبروه ضعفاً في المشاعر التي يثيرها. وقال الصحافي في مجلة "هوليوود ريبورتر" سكوت فينبرغ، إن هذا الفيلم "لا يروق للجميع".

وقد يكون ذلك عائقاً مع اعتماد أسلوب التصويت التفضيلي على دورات عدة في فئة أفضل فيلم روائي طويل، إذ يصب ذلك في مصلحة الأعمال التي تحصد أكبر قدر من الإعجاب لدى أكثرية المصوتين.

موازنة متواضعة

لكن المفاجآت ممكنة دائماً في الـ "أوسكار"، إذ إن المسابقة "لم تكن يوماً مفتوحة كما هي حالياً"، وفق ما قال مصدر له حق التصويت في أكاديمية فنون السينما وعلومها، وهي الجهة المسؤولة عن منح جوائز الـ "أوسكار"، طالباً عدم ذكر اسمه.

ومن المزايا التي تصب في مصلحة "كودا" هو أنه فيلم مستقل مع موازنة متواضعة (15 مليون دولار)، مما قد يشكل عاملاً إيجابياً بالنسبة إلى المصوتين، على الرغم من أنه يبث على "أبل تي في+".

وقال صاحب الحق في التصويت إن "بعض أعضاء الأكاديمية الذين أتحدث معهم لا يزالون مترددين في التصويت لفيلم من إنتاج (نتفليكس) في فئة أفضل فيلم طويل".

أفضل ممثل وممثلة

ولدى الممثلين يبقى الأوفر حظاً هذا العام أيضاً النجم ويل سميث الذي يتمتع بشعبية كبيرة، عن دوره كأب بطلتي التنس سيرينا وفينوس وليامس في فيلم "كينغ ريتشارد".

كما ينافس تروي كوتسور، أحد نجوم "كودا"، لنيل جائزة "أوسكار" أفضل ممثل في دور ثانوي، فهذا الممثل الأصم الذي يؤدي دور أب محب ولكن فاقد الحيلة أحياناً لمراهقة لا تعاني مشكلات سمعية، حقق نجاحاً كبيراً في مختلف مهرجانات الجوائز السينمائية هذا الموسم، لكن المنافسة أقوى بكثير في صفوف الممثلات.

ورأى سكوت فينبرغ أن "المرشحات الخمس لديهن جميعاً حظوظ فعلية للفوز" هذا العام، على الرغم من أن جيسيكا تشاستين التي تؤدي دور مبشرة تلفزيونية في "ذي أيز أوف تامي فاي"، تبدو "الأوفر حظاً".

وأقر كلايتون ديفيس بأن هذا الخيار يبدو الأقل مجازفة، لكنه أشار إلى أن حظوظ بينيلوبي كروث ليست ضعيفة، وهي قد تُحدث مفاجأة بفضل أدائها في فيلم "مادريس باراليلاس" لبيدرو المودوفار.

ويتوقع أن تفوز أريانا دوبوز بأوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن أدائها في النسخة الجديدة من فيلم "ويست سايد ستوري" لستيفن سبيلبرغ، لكن الأخير يواجه صعوبة في التغلب على جين كامبيون التي تملك حظوظاً قوية للفوز بثاني "أوسكار" في مسيرتها الإخراجية بعد جائزتها الأولى عن فيلم "ذي بيانو".

ومن المتوقع أن يتمايز فيلم "دون" في فئات تقنية كثيرة، بينها التصوير الفوتوغرافي والصوت والمؤثرات الخاصة.

استقطاب المشاهدين

ويأمل المنظمون وقناة "إيه بي سي" الناقلة للحدث بأن تستعيد المناسبة جمهورها بعد التراجع الكبير في أعداد المشاهدين خلال السنوات الأخيرة، فقد استقطبت نسخة 2021 ما لا يزيد على 10 ملايين مشاهد، في انخفاض بنسبة 56 في المئة عن العام السابق الذي سجل بدوره أدنى مستوى قياسي لأعداد المشاهدين.

ولاستقطاب المتابعين أطلق المنظمون هذا العام "جائزة المعجبين" التي يمنحها المتابعون من خلال تصويتهم عبر الشبكات الاجتماعية.

وقال كلايتون ديفيس إن القائمين على الـ "أوسكار" اتخذوا هذه المبادرة "سعياً إلى جذب جمهور جديد من جيل (تيك توك)".

كما يأمل المنظمون بجذب المشاهدين بفضل العرض الذي ستقدمه ملكة البوب بيونسيه والمغنية بيلي أيليش خلال أمسية الـ "أوسكار" التي تتنافس خلالها أغنيتان لهما للفوز عن فيلمي "كينغ ريتشارد" و"نو تايم تو داي" (أحدث أفلام جيمس بوند).

 

الـ The Independent  في

27.03.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004