ملفات خاصة

 
 
 

"بيتزا العرقسوس" لبول أندرسون:

كوميديا رومانسية لا تشبه غيرها

محمد صبحي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

هل هذا ممكن؟ هل يمكن لمخرج هذا الفيلم أن يكون هو نفسه صاحب البورتريهات المظلمة والكئيبة لشخصيات مهووسة مثل تلك الموجودة في أفلام "ستسيل الدماء" و"المعلّم" و"فانتوم ثريد"، أو تلك المنكوبة بجنون العظَمة وتدمير الذات ("ماغنوليا")، أو اللاهثة والمحمومة بالمخدرات والبارانويا ("خطيئة متأصّلة")؟. أين "بيتزا العرقسوس"(*) من هذا كله؟

صحيح أن بول توماس أندرسون (استوديو سيتي، كاليفورنيا - 1970) أخرج أيضاً فيلمي "بانش درانك لاف" و"بوغي نايتس"، اللذين يمكن إدراجهما خطأً تحت تصنيف الكوميديا، لكنهما بالرغم من احتوائهما على لحظات مركّزة من الفكاهة، لم يكونا كذلك أبداً. دائماً هناك الكثير من الذّهان في شخصياته، والتي بدورها تتشعَّب تعقيداتها رافدة إياها بصورٍ أكبر ترسم ملامح زمنها. "بيتزا العرقسوس"، من ناحية أخرى، ممتع أكثر من أي فيلم آخر في مسيرة السينمائي الأميركي البارز، وزاخر بخفّة وسعادة تبدو وكأنها تخصّ سينمائياً آخر. وفي الوقت نفسه، لم يكن في وسع أي شخص آخر إنجاز فيلم كهذا.

المكان: وادي سان فرناندو، كاليفورنيا. الزمان: صيف 1973. لا يتعلّق مكان الفيلم وزمانه بتاريخ أندرسون الشخصي فحسب، هو الذي ما زال يعيش هناك، ليس بعيداً من المكان الذي وُلِد ونشأ فيه، وإنما يرتبطان أيضاً بمكانٍ وزمانٍ حيث يشعر بأنه في بيته. ربما لا يعرف أي مخرج أميركي آخر - وهو الذي يصوّر أفلامه بفورمات الـ70 مم القديم والرائع - ما شكل الضوء في جنوب كاليفورنيا. وفي هذه الحالة بالذات، ما كان عليه الحال عندما ظهر الرئيس ريتشارد نيكسون في شاشة التلفزيون، يشكو أزمة النفط العالمية (بسبب حرب أكتوبر)، والتي كانت قادرة على ترك دولة بأكملها لم تكن تعرف - وما زالت لا تعرف - كيف يمكن التحرك والتنقل إن لم يكن على أربع عجلات.

في تلك الطرق السريعة التي تغمرها الشمس نهاراً، في شوارع تلك الضواحي المضاءة ليلاً بعدد قليل من أضواء الشوارع أو لافتات النيون، يلتقي غاري وألانا (كوبر هوفمان وألانا هايم، كلاهما من الوافدين الجدد على الشاشة)، يشعران بالغيرة من بعضهما البعض، ويلاحقان بعضهما البعض، ويحبّان بعضهما البعض. تكمن المشكلة في أنه يبلغ من العمر 15 عاماً بينما هي في الخامسة والعشرين. لكن غاري، من المشهد الأول، عندما يلتقيان في المدرسة الثانوية (عليه أن يلتقط الصورة السنوية المعتادة، وهي المساعدة المسكينة للمصور الفوتوغرافي طويل اليد واللسان) متأكد من أن ألانا هي امرأة حياته. ويخبرها بذلك هناك، بمجرد أن يراها، وكل هرموناته تنفجر بثوراً في وجهه. ورغم فارق السنّ وحَبّ الشباب البادي على وجه غاري الغضّ، فإنها (هي المتمتعة بجمال يناقض النموذج الكلاسيكي عن الشقراوات الكاليفورنيات؛ في الواقع هي سمراء الشعر ويهودية) تقبل دعوته لتناول العشاء من دون أن تعرف السبب.

من حينها فصاعداً، يصطبغ كل شيء في الفيلم بجنونٍ نادر وبهيج، لأن هذا التباين العمري لا ينظر إليه أندرسون كظرفٍ مقيّد أو مفجع بل كنقطة انطلاق لسلسلة من المواقف، كل منها أكثر مرحاً وعبثية من سابقه، وتساعد في ذلك البيئة التي يتنقلون عبرها. بصفتها ابنة لعائلة من الطبقة الوسطى ذات قيم محافظة، فإن ألانا ليست مستعدة للنوم مع قاصر. هي ليست من الهيبيز، وإلى جانب ذلك، في عينيها (وأي شخص آخر) ما زال غاري طفلاً تقريباً. مراراً وتكراراً، تصرخ فيه ساخرة "أيها الطفل!"، لكنها في الوقت نفسه تحبّه، ولا تستطيع الاستغناء عنه، أو العيش من دون مشاعره النقية والصادقة. ولا حتى غرابة أطواره، التي تتراوح بين كونه ممثلاً شاباً في هوليوود يحاول شقّ طريقه لأدوار أكثر أهمية، إلى إنشاء شركة لتجارة المراتب المائية - من الباب إلى الباب - مع شقيقه الأصغر وزملائه في المدرسة، بحماسٍ يستحقّ مشروعاً أفضل.

في أحاديثه الصحافية، قال أندرسون بأن مصدر إلهامه - إلى جانب ذلك الواضح والمتمثّل في فيلم "أميركان غيرافيتي" (1973، جورج لوكاس) - كانت ذكريات وحكايات صديقه غاري جوتزمان، الذي اشتهر لمدة ربع ساعة كأحد أبناء لوسيل بول في الفيلم الكوميدي الجماهيري "ملكك، ملكي، ملكنا" (1968). وبحلول العام 1973 كان لا يزال يجري تمثيله لكن معروضاً على خشبة المسرح في لاس فيغاس واستديوهات التلفزيون في نيويورك. أدّى هذا السياق إلى ظهور واحدة من لحظات عجيبة في "بيتزا العرقسوس"، عندما جعل غاري، ألانا تسافر معه إلى مانهاتن لتقديم عرض مسرحي بصفتها الوصي القانوني عليه، لأنه كان قاصراً.

بالإضافة إلى لوسيل بول (بالمناسبة، هناك فيلم آخر مرشّح لأوسكار هذا العام يتناول بالتفصيل جانباً من حياتها كنجمة تلفزيونية)، يختلط مشاهير آخرين من ماضي هوليوود في مغامرات غاري وألانا وعصابتهما. يريد الممثل المخضرم جاك هولدن (يلعب دوره شون بِن) الظفر بألانا عبر تلاوة سطوره الرومانسية من فيلمه الحربي "جسور توكو-راي" (1954)، بالإضافة إلى القيام بعرض مرتجل لقيادة دراجة نارية، وهذا ممكن فقط بعد ليلة من السُكر المفرط، يعززها حماس صديق المخرج القديم (توم ويتس) المسؤول عن العرض. ناهيك عن الفقرة المُهلِكة التي يقدّمها المنتج ومصمم الأزياء المستحيل جون بيترز (برادلي كوبر مقلّداً شخصية وارن بيتي في فيلم "شامبوو" (1975، هال آشبي)). في ذلك الوقت، كان بيترز شريك باربرا سترايسند وليس لديه فكرة أفضل من شراء أحد تلك الأسرّة المائية الجديدة من غاري وألانا. وهو ما سيفضي إلى إنجاز مشهد كوميدي يبدو كأنه خارج لتوه من أفضل كوميديات بليك إدواردز.

مسخرة كاملة، لكن الخيط الناظم في هذا كلّه، أنه في كل مرة يتورّط غاري وألانا في مأزق لا يسعهما سوى الركض - حرفياً - إلى بعضهما البعض لمساعدة بعضهما البعض، للعثور على بعضهما البعض، ومعانقة بعضهما البعض، لأنهما لا يستطيعان العيش إذا لم يكونا معاً، بغض النظر عن مدى أفلاطونية علاقتهما. في النهاية - رغم صعوبة تصديق أندرسون - هذه كوميديا ​​رومانسية، فيها الكثير من الحساسية، والكثير من الحبّ، والكثير من السينما. ربما الفيلم أطول مما يلزم، كما يحدث عادةً مع المخرج الذي يميل إلى الإفراط (الحبكة الفرعية للسياسي المثلي الذي يلعبه بيني سافدي تضعف محصلّته النهائية)، لكنه دائماً ما يكون مبهجاً وسعيداً ومتفائلاً بعناد. مدعوماً بموسيقى تصويرية لجوني غرينوود وآخرين - تمتد من نينا سيمون إلى بول مكارتني مروراً بديفيد بوي وذا دورز وسوني آند شير- وثيقة الصلة وأساسية ولا ينبغي تفويتها، في فيلمٍ أقرب ما يكون لحفلة بهيجة تجمع الأهل والأصدقاء والأحباب.

(*) رُشّح الفيلم لثلاث جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج.

 

المدن الإلكترونية في

24.03.2022

 
 
 
 
 

نتفليكس: هل تفوز منصة البث بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم هذا العام؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

هل تدخل نتفليكس التاريخ هذا العام، لتصير أول منصة بثّ عبر الانترنت، تنال أوسكار أفضل فيلم؟ هذا ما يحلم به سكوت ستوبر، رئيس قسم الأفلام العالمية في الشركة.

ومن المرتقب أن تقام حفلة توزيع جوائز الأوسكار الأحد المقبل على مسرح دولبي في لوس أنجلوس.

وفي حوار لبي بي سي، قال ستوبر: “كبرنا كلنا ونحن نحمل ذلك الحلم أو الأمل: هل نستطيع صناعة فيلم من الصنف الأول؟

رغم حداثة عهد نتفليكس في مجال صناعة السينما، ترشح 27 عملاً من أعمالها لجوائز الأوسكار لهذا العام، متجاوزة بذلك غيرها من شركات الإنتاج.

ومن بين أعمال نتفليكس المتصدرة للترشيحات في فئة أفضل فيلم، “قوة الكلب”، من إخراج جاين كامبيون. يحكي العمل قصة شقيقين متقاتلين تدور أحداثها في حقبة العشرينيات من القرن الماضي بولاية مونتانا الأمريكية.

ورشحت مخرجة العمل جاين كامبيون عم فئة أفضل إخراج، وكذلك نال كل نجومه، ترشيحات عن فئة التمثيل.

ولم يسبق لنتفليكس الفوز بجائزة أفضل فيلم، رغم ترشيحات في الأعوام السابقة عن أفلام مثل “روما”، و”مانك، و”الأيرلندي”.

وتواجه نتفليكس هذا العام منافسة من منصة بث عملاقة أخرى هي أبل، التي ينافس فيلمها كودا بقوة على جائزة أفضل فيلم أيضاً.

يوصف سكوت ستوبر غالباً بأنه “الرجل الأقوى تأثيراً في هوليوود”. أما هو، فيقول في مقابلة أجرتها محررة الثقافة في بي بي سي كايتي رازال: “أشهر بتوتر شديد. لا يمكن لأحد أن يعرف ما الذي سيجري في الحفلة. سيكون الأمر مثيراً للغاية، أتمنى أن نكون الفائزين بالجائزة. وإن لم نفز، سنكون بخير على كل حال”.

وبعد أن بدأت في بث برامج تليفزيونية، شرعت نتفليكس في إنتاج أفلام أصلية قبل أقل من سبع سنوات.

والتحق ستوبر بنتفليكس عام 2017 قادماً من استوديو يونيفرسال الذي يعدّ من الاستديوهات القديمة. وأوكلت إلى ستوبر مهمة جلب سيناريوهات ومخرجين كبار لنتفليكس، فضلًا عن تطوير المنصة، ونقلها من شراء حقوق البث إلى إنتاج أفلامها الخاصة.

ونجح ستوبر في اجتذاب مخرجين كبار من أمثال ألفونسو كوارون، ومارتن سكورسيزي، وسبايك لي، وجاين كامبيون.

وبات كثير من صُنّاع الأفلام يتقبلون أكثر العمل مع منصات البث، وكان آخر الموقعّين مع نتفليكس المخرج ستيفن سبيلبرغ، الذي أبرم عقداً لعدة أعوام معها.

وكان سبيلبرغ قد صرح ذات يوم بأن الأفلام التي تصنعها منصّات البث لا ينبغي السماح لها بدخول المنافسات على جوائز الأوسكار.

ويرمي البعض نتفليكس وأخواتها من شركات البث بتهمة قتل السينما عبر حرمان الأفلام من الوقت الكافي للعرض في دور العرض قبل بثّها عبر منصاتها.

وتحظى نتفليكس بأكثر من 200 مليون مشترك في نحو 190 دولة من حول العالم.

فيما يتعلق بتهمة قتْل السينما، يعتقد ستوبر أن أفضل مكان تشاهَد عليه الأفلام هو “شاشة السينما أو على شاشة كبيرة في المنزل”، وهو يعتقد أن الأمر سيظل على هذه الحال

وأعلنت نتفليكس عن إنتاج نحو 90 فيلماً أصلياً هذا العام. ويتوقع ستوبر أن تغير متطلبات البث على الانترنت من مستقبل مواعيد بث الأفلام، إذ سيكون الفارق الزمني بين الفيلم والآخر أصغر. وبالنسبة لجيل تيك توك، يقول ستوبر إنه من الضروري أن يبقى على حبّ السينما.

 

موقع "سينماتوغراف" في

25.03.2022

 
 
 
 
 

هل تنتصر الكوميديا على النزعة الذكورية في جوائز الأوسكار؟

الحماسة على أشدها قبيل الحفل السنوي مساء الأحد وسط منافسة محتدمة في مختلف الفئات

(أ ف ب

تحبس هوليوود أنفاسها قبيل انطلاق الحدث السنوي الأبرز (الأوسكار) على صعيد المكافآت السينمائية الأميركية مساء الأحد، وسط ترقب كبير لمعرفة الأفلام الفائزة ورصد إقبال الجمهور على متابعة الحفلة بعد تراجع مطرد في عدد المشاهدين خلال السنوات الأخيرة.

بقي فيلم الويسترن السوداوي "ذي باور أوف ذي دوغ" عن النزعة الذكورية، متصدراً السباق فترة طويلة إذ أظهرت الترجيحات أنه الأوفر حظاً لنيل جائزة أفضل فيلم روائي طويل، ما سيشكل فوزاً تاريخياً لشبكة "نتفليكس" العملاقة التي لم تحصد بعد أي جائزة في هذه الفئة.

غير أن المنافسة اشتدت في الأسابيع الأخيرة ودخل فيلم آخر على الخط هو "كودا" الكوميدي الدرامي الزاخر بالمشاعر والتفاؤل، والذي فاز بكل الجوائز الممنوحة من نقابات المهنيين في القطاع السينمائي.

كما يراقب الخبراء عن كثب فيلم "بلفاست" بالأبيض والأسود للمخرج كينيث براناه الذي استوحى هذا العمل من طفولته في إيرلندا الشمالية.

دينامية قوية

وقال المتخصص في الجوائز السينمائية كلايتون ديفيس لمجلة "فاراييتي" المرجعية في المجال "السباق يدور بين عملين أو ثلاثة".

وتحدث ديفيس عن "دينامية قوية" تصب في مصلحة فيلم "كودا". وأوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن "السنتين الأخيرتين كانتا صعبتين للجميع. وفيلم كودا إيجابي ويعطي راحة نفسية. أظن أن المصوّتين يرغبون في دعم فيلم يبث الإيجابية".

وأكد الصحافي في مجلة "ذي هوليوود ريبورتر" سكوت فينبرغ أن "السباق محتدم جداً".

كال كثر المديح لفيلم "ذي باور أوف ذي دوغ" للمخرجة جين كامبيون، فيما انتقده آخرون، خصوصاً لجهة ما اعتبروه ضعفاً في المشاعر التي يثيرها العمل. وقال فينبرغ إن هذا الفيلم "لا يروق للجميع".

وقد يكون ذلك عائقاً مع اعتماد أسلوب التصويت التفضيلي على دورات عدة في فئة أفضل فيلم روائي طويل، إذ يصب ذلك في مصلحة الأعمال التي تحصد أكبر مقدار من الإعجاب لدى أكثرية المصوّتين.

وأشار مصدر له حق التصويت في أكاديمية فنون السينما وعلومها، وهي الجهة المسؤولة عن منح جوائز الأوسكار، طالباً عدم ذكر اسمه، إلى أن المنافسة "لم تكن يوماً مفتوحة كما هي حالياً".

ميزانية "كودا" المتواضعة

ومن المزايا الأخرى التي تصب في مصلحة "كودا" هو أنه فيلم مستقل مع ميزانية متواضعة (15 مليون دولار)، ما قد يشكّل عاملاً إيجابياً بالنسبة للمصوّتين.

وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن "بعض أعضاء الأكاديمية الذين أتحدث معهم لا يزالون مترددين في التصويت لفيلم من إنتاج نتفليكس في فئة أفضل فيلم طويل"، لافتاً في المقابل إلى أن "كودا" يُعرض على "آبل تي في+"، وهي منصة أخرى للفيديو عند الطلب.

ولدى الممثلين، يبقى الأوفر حظاً هذا العام أيضاً النجم ويل سميث عن دوره كأب بطلتي التنس سيرينا وفينوس وليامس في فيلم "كينغ ريتشارد".

كما ينافس تروي كوتسور، أحد نجوم "كودا"، لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل في دور ثانوي. هذا الممثل الأصمّ الذي يؤدي دور أب محب ولكن فاقد الحيلة أحياناً لمراهقة لا تعاني مشكلات سمعية، حقق نجاحاً كبيراً في مختلف مهرجانات الجوائز السينمائية هذا الموسم.

لكنّ المنافسة أقوى بكثير في صفوف الممثلات.

ورأى سكوت فينبرغ أن "المرشحات الخمس لديهن جميعاً حظوظ فعلية للفوز" هذا العام، على رغم أن جيسيكا تشاستين التي تؤدي دور مبشّرة تلفزيونية في "ذي أيز أوف تامي فاي"، تبدو "الأوفر حظاً".

وأقر كلايتون ديفيس بأن هذا الخيار يبدو الأقل مجازفة، لكنه أشار إلى أن حظوظ بينيلوبي كروث ليست ضعيفة، وهي قد تُحدث مفاجأة بفضل أدائها في فيلم "مادريس باراليلاس" لبيدرو المودوفار.

ويُتوقع أن تفوز أريانا دوبوز بأوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن أدائها في النسخة الجديدة من فيلم "ويست سايد ستوري" لستيفن سبيلبرغ، لكن الأخير يواجه صعوبة في التغلب على جين كامبيون في السباق على جائزة أفضل إخراج، وفق الخبراء.

حاصد الجوائز

وعلى صعيد العدد الأكبر من الجوائز، من المتوقع أن يكون فيلم "دون" الفائز الأكبر مساء الأحد بفضل ترشيحه في فئات تقنية كثيرة، بينها التصوير الفوتوغرافي والصوت والمؤثرات الخاصة.

بعد سنتين من القيود الصحية، تعود حفلة الأوسكار إلى موقعها التقليدي على مسرح دولبي عند جادة المشاهير في هوليوود. ويأمل المنظمون وقناة "أي بي سي" الناقلة للحدث في أن تستعيد المناسبة جمهورها بعد التراجع الكبير في أعداد المشاهدين خلال السنوات الأخيرة.

فقد استقطبت نسخة 2021 ما لا يزيد على عشرة ملايين مشاهد، في انخفاض بنسبة 56 في المئة عن العام السابق الذي سجل بدوره أدنى مستوى قياسي لأعداد المشاهدين.

ولاستقطاب المتابعين، أطلق المنظمون هذا العام "جائزة المعجبين" التي يمنحها المتابعون من خلال تصويتهم عبر الشبكات الاجتماعية.

وقال كلايتون ديفيس إن القائمين على الأوسكار اتخذوا هذه المبادرة "سعياً لاستقطاب جمهور جديد من جيل تيك توك".

كما يأمل المنظمون في جذب المشاهدين بفضل العرض الذي ستقدمه ملكة البوب بيونسيه والمغنية بيلي إيليش خلال أمسية الأوسكار التي تتنافس خلالها أغنيتان لهما للفوز عن فيلمي "كينغ ريتشارد" و"نو تايم تو داي" (أحدث أفلام جيمس بوند).

لكن إذا ما بقيت أرقام المشاهدة على حالها "أو حتى تراجعت أكثر، فإنهم سيواجهون مشكلة كبيرة حقاً".

 

الـ The Independent  في

25.03.2022

 
 
 
 
 

"قوّة الكلب".. ما وراء أقنعة الصلابة والهشاشة!

يوسف الشايب:

ثمة فيلم وراء الفيلم، فقد تمكنت المخرجة الأسترالية المتميزة، نيوزيلندية المولد، جين كامبيون، من تقديم مشاهد موازية عبر ملامح الممثلين والممثلات المحوريّين والأقل محورية في فيلمها الأحدث "قوة الكلب" (The Power Of The Dog)، بحيث كانت الكثافة النفسية من بين "أبطال" الفيلم، وهو ما أدارته باقتدار وموهبة، لدرجة يمكن وصف المشاهد بأنها مقتطفات من مشاعر، وكثير من الإيماءات الجسدية، وخاصة في تعبيرات الوجوه.

والفيلم المرشح لعشر جوائز "أوسكار"، يقدم أطروحات جديدة على مستوى مفاهيم عدّة، منها: القوة، والذكورة، والسطوة، والسحر، والهشاشة، والاستبداد، والذكاء، والحب، وغيرها من المفاهيم، بل على مستوى تقديم مقترحات فنيّة جديدة لجهة أفلام "الويسترن"، حتى يمكن القول أنها قدمّت فيلم "ويسترن" جديد (New Western Movie)، كما أنه مغاير على أكثر من مستوى، شكلاً ومضموناً.

في التوظيف الحاذق والأنيق لرواية توماس سافاج وتحمل عنوان الفيلم ذاته، فإن المخرجة جعلت من الطبيعة مرتكزاً لا يمكن تجاهله، فهو أداة للإبهار للانبهار علاوة على كونها مسرحاً للعنف.

في العام 1925، قام الأخوان الثريّان "بربانك": "فيل" (بنديكت كومبرباتش)، و"جورج" (جيسي بليمونز) بإدارة مزرعة ماشية في مونتانا.

"جورج" الأرستقراطي الأشقر شكلاً ومضموناً إلى حدّ ما، يتحمل عدوانية شقيقه "فيل" الذي تلقى تعليمه الجامعي، لكنه يجد نفسه بين الماشية ورفقة مجموعة من رعاة البقر ومربّيها.. يتزوج "جورج" من "روز" (كيرستين دانست)، الأرملة مالكة النزل القريب، والتي استقرت وابنها بيتر (كودي سميث – ماكفي) في "قصر بوربانك" الريفيّ، ما أثار حفيظة "فيل" وازدرائه.

ثمة الكثير مما يمكن الحديث عنه في الفيلم، فهو مبهر لجهة المحتوى، والرسائل، كما التصوير، وأداء الممثلين، وخاصة "فيل" الذي تألق بنديكت كومبرباتش بتجسيد دوره باقتدار، وأيضاً "روز" التي تفوّفت كريستين دانست على نفسها عند تقديم دورها بما يحمله من أداء جوّاني بالأساس، وكذلك "بيتر" الهشّ، أو الذي يبدو هشّاً، وقدم الدور ببراعة وهدوء الشاب كودي سميث – ماكفي، الذي يكتشف العوالم السريّة لـ"فيل"، الرجل الأقوى في "مونتانا".

كما يظهر الفيلم الشخصية الخفيّة في "بيتر" نفسه، وكان مشهد تشريحه للأرنب، الذي خال الجميع أنه سيحنو عليه، نقطة تحوّل خفيّة وعلنيّة في آن، وباعتقادي كانت المحرك لأحداث تالية، خاصة في النهاية التراجيدية للفيلم، والتي هشّمت فيها كامبيون كل القوالب الجاهزة، أو المُتوقع عند ومِن المُشاهد.

وكان لافتاً ذلك المزيج الفريد بصرياً ما بين تصوير المناظر الطبيعية (Landscape) بتسارع تارة وببطء تارات، وبما يعبّر عن دواخل الشخوص، ولاسيما آلامهم المستترة، عبر توظيف النوافذ والمداخل لتصوير تلك المشاهد الطبيعية الرحبة، وهو ما عكست المخرجة من خلالها دواخل الشخصيات، ولا سيما "روز"، كما كشفت بشكل جليّ أكثر عن طبيعة العلاقة المتغيّرة ما بين "فيل" و"بيتر"، وهو تعبير عن جدلية الصلابة والهشاشة.

ويعيد فيلم "قوة الكلب" المخرجة التي صوّرت الفيلم في مسقط رأسها إلى الأضواء، فهو الثامن لها، لكن يأتي بعد غياب تواصل لاثني عشر عاماً، ومع ذلك فإن من يسدل الستار على الفيلم مع مشهده الأخير، يتأكد أن غياب جين كامبيون لم يكن ذا تأثير كبير، فهي عادت، وفي فيلم واحد، وبعد طول غياب، لتؤكد أنها واحدة من أهم المخرجين المعاصرين عالميّاً.

عبر هذا الفيلم تضعنا كامبيون أمام أكثر من مرآة، في الجغرافيات، مهما ضافت أو اتسعت، وعلى اختلاف الأزمنة، لنبقى محاصرين بين ما كان وبين ما يحدث، وبين ما سيكون، وكأنها تؤكد، أنه على الرغم من السياقات المختلفة لحيوات متباينة، تبقى الأسرة، سواء البيولوجية أو المُختارة، هي وسيلة البقاء على قيد الحياة معنوياً وفسيولوجياً، مع أن مصدر الحماية هذا (الأسرة) قد تبدو ضرورة وعبئاً في آن، فعوالم متعددة تسكن ذات الحيّز المكاني، ما يوّلد أكثر من صراع، وتحالفات تتقلّب كما علاقات الدول، بحيث تتصاعد أحياناً حدّ التطرّف، وتتصاعد أحياناً أخرى حدّ الاحتواء، أو حدّ الانحياز إلى الإنسانيّ فينا، بخيره وشرّه.

مع الحضور الطاغي للموسيقى المرافقة، ومع الإدارة الذكية للصورة في التعاطي مع المناظر الطبيعية، ومع الأداء الجسدي للممثلين حين تتحدث حدقات عيونهم، وتحركات عضلات وجوههم، وارتجافات أجسادهم، وانقباض العضلات وحتى القلوب، نجد أن كامبيون، تطرقت، من بين ما تطرقت إليه في فيلمها "قوة الكلب"، إلى فكرة "الصراع على السلطة"، وإن كان في إطار العائلة الواحدة أو التي باتت واحدة، وإن غير موحدّة.

الحرب النفسية غير الضبابيّة ما بين تكوينات أسرة "بربانك" بعناصرها الأساسيّة والمُستجدّة، تكشف عن دراما تضرب طبول إيقاعاتها بمزيد من الصخب والهدوء، ما يدفع المشاهد، رغم الإيقاع البطيء للفيلم في عدّة أحايين، وإن كان موظفاً في إطار السياق الدرامي، إلى انتظار القادم، والتفاعل مع الحدث حدّ التقمّص، بحيث يتم تبادل السطوة العليا التي كانت في جلّ الوقت بيد "فيل" راعي المشاة العنجهي والقاسي في إحدى ضفتي الجغرافيا، وهو غيره في الضفة الأخرى.

وهذا ينطبق على جلّ شخصيات الفيلم، وإن كانت تلك السطوة لا تبقى حكراً على أحد، فقد تكون الهشاشة، كما أظهر الفيلم، هي مصدر القوة، فالجسد النحيل قد يحوي دماغاً بعدّة قنابل نووية!

 

منصة الإستقلال الثقافية في

26.03.2022

 
 
 
 
 

جوائز "أوسكار" فخرية لسامويل جاكسون وداني غلوفر وليف أولمان

(فرانس برس)

تسلّم الممثل الأميركي، سامويل إل. جاكسون، جائزة "أوسكار" فخرية الجمعة عن مجمل مسيرته السينمائية.

وبرز الممثل الأميركي الأسود البالغ 73 عاماً في أفلام سبايك لي وكوينتين تارانتينو، وكشخصية متكررة في عدد من أفلام عالم "مارفل"، إلا أنه لم يحصل إلى الآن إلّا على ترشيح واحد لنيل جائزة "أوسكار" عن فيلم "بالب فيكشن" Pulp Fiction.

ومُنح جاكسون جائزة "أوسكار" عن مجمل مسيرته كممثل قبل يومين من الاحتفال الرئيسي لتوزيع الجوائز السينمائية الأبرز.

وقال الممثل دينزل واشنطن خلال تسليمه الجائزة لجاكسون: "152 فيلماً، وعائدات قيمتها 27 مليار دولار أميركي، أكثر من أي ممثل آخر في التاريخ".

أما جاكسون الذي جلس في الصالة قرب تارانتينو، فتحدث خلال تسلمه الجائزة عن مسيرته الفنية، وخصوصاً عن دوريه في "جوراسيك بارك" Jurassic Park و"داي هارد ويذ إيه فنغنس" Die Hard with a Vengeance.

وعلّق مازحاً: "كان من دواعي سروري أن أترك ذكرى لا تُمحى لدى الجمهور بصفتي عضو عصابة ولصاً وأسود لا يُنسى، على سبيل المثال لا الحصر".

كذلك حصلت على جائزة "أوسكار" خلال الاحتفال نفسه النجمة النرويجية ليف أولمان التي اكتسبت شهرتها العالمية بعد دورها في فيلم "بيرسونا" Persona، للمخرج السويدي إنغمار برغمان عام 1967، قبل أن تؤدي أدواراً في عدد من الأفلام الأخرى لبرغمان الذي رزقت ابنة منه.

وكُرّمت أيضاً إيلاين ماي (89 عاماً) التي سبق أن رشحت لـ"أوسكار" عن فيلمي "هيفن كان ويت" Heaven Can Wait و"برايمري كولورز" Primary Colors.

وتُمنح جوائز "أوسكار" الفخرية هذه كل عام عن مجمل مسيرة الشخص الذي ينالها. وألغي احتفال العام الفائت بسبب الجائحة، فيما تأخر هذه السنة بسبب موجة أخرى من "كوفيد-19".

وحصل على جائزة فخرية عن نشاطه السياسي الممثل داني غلوفر الذي برز من خلال فيلمي "ذي كولور بربل" The Color Purple لستيفن سبيلبرغ، ثم مع ميل غيبسون في سلسة أفلام "ليثل ويبون" Lethal Weapon.

فإلى جانب مسيرته في التمثيل، أطلق داني غلوفر حملات من أجل قضايا عدة، من أبرزها حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وإنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

ونال غلوفر عن هذا الجانب "جائزة جين هيرشولت الإنسانية" التي تمنحها الأكاديمية أحياناً وتكرّم من خلالها فرداً "شرّف عمله الإنساني صناعة السينما".

 

العربي الجديد اللندنية في

26.03.2022

 
 
 
 
 

هل يتحدث زيلينسكي في حفلة الأوسكار؟

المدن - ثقافة

منذ أسابيع، تروّج أكاديمية هوليوود لحفلة جوائز الأوسكار في نسختها الـ94، والتي ستقام فجر الإثنين المقبل. من المفترض أن يوزّع "المقدّمون النجوم" الجوائز في العرض المنتظر. وستؤدي المغنيتان بيونسيه وبيلي إيليش أغنيتيهما المرشحتين لجائزة أفضل أغنية. الحفلة المقامة في مسرح دولبي، ستقدّمه ثلاث من الممثلات الكوميديات دفعة واحدة، هن آمي شومر وواندا سايكس وريجينا هول. اقترحت شومر على المنتجين السماح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتحدّث عبر الفيديو، كما يفعل منذ أسابيع أمام البرلمانات الغربية. لكن القرار لا يعود لها. أوكرانيا ستحضر بالطبع، فهوليوود لا تحب تفويت مثل هذه الفرص، وما اقتراح شومر سوى إيماءة بسيطة إلى ما يمكن للأضواء فعله وثقل توظيفها لتوجيه رسائل سياسية وجادة في أزمنة مضطربة.

لكن الترفيه بلا شك هو التركيز الأساسي، في حفلة توزّع فيه استحقاقات الأصوات الهوليوودية ومختاريها، ومن جديد، كما في كل عام، تسكَّن أدوار الفيلم الهوليوودي الختامي، فيعرف كل مترشّح ومترشحة دوره النهائي. في فئة التمثيل النسائي، تبرز كريستين ستيوارت ("سبنسر") وجيسيكا تشاستين ("عيون تامي فاي") ونيكول كيدمان ("تمثيل دور آل ريكاردو"). في القسم الرجالي، يشارك ويل سميث ("الملك ريتشارد") وبينديكت كومبرباتش ("قوة الكلب") وخافيير بارديم ("تمثيل دور آل ريكاردو").

لكنها ستكون حفلة مختلفة عن الحفلة الباهتة العام الماضي، بالرغم من تطبيق اشتراطات كورونا الصارمة مرة أخرى هذا العام، وإلزام المرشّحين والضيوف بتقديم دليل على التطعيم واختبارات سلبية. تفاخر المنظمون بأن يتوقع المشاهدون "العرض الافتتاحي الأكبر" في تاريخ جوائز الأوسكار. كما سيتم الاحتفال بمرور 60 عاماً على أول أفلام "جيمس بوند" و 50 عاماً على فيلم "العرّاب".

"قوة الكلبهو المفضّل

تتصدَّر دراما الويسترن "قوة الكلب" سباق الأوسكار بإثني عشر ترشيحاً. تنجز النيوزيلندية جين كامبيون قصة غريبة عن شقيقين متناقضين يديران معاً مزرعة في مونتانا في عشرينيات القرن الماضي، وعند وصول أحدهما مع زوجته الجديدة إلى منزل العائلة، ينقطع الخيط الرفيع الذي كان يربطهما معاً. رُشّح بنديكت كومبرباتش وجيسي بليمونز وكودي سميت ماكفي وكيرستن دانست لجوائز التمثيل الأربع. ولدى كامبيون ثلاث فرص للفوز، كمخرجة ومنتجة وكاتبة سيناريو مقتبس.

من النادر أن تفوز النساء بجائزة الإخراج. نجحت كاثرين بيجلو في القيام بذلك للمرة الأولى في العام 2010 مع دراما الحرب "خزانة الألم". في العام الماضي، تبعتها المخرجة الصينية الأصل كلوي تشاو بفيلم "نومادلاند"، وتعتبر كامبيون الآن هي المفضلة للظفر بالجائزة، بعد ثلاثة عقود تقريباً من خسارتها السباق على أوسكار الإخراج بفيلمها "البيانو" المتوَّج حينها بجائزة "السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي".

جائزة الأوسكار لبيونسيه؟

أيضاً في فئة أفضل أغنية، حظوظ الفوز النسائي كبيرة: فقد رشّحت بيونسيه عن أغنيتها "Be Alive" من فيلم "الملك ريتشارد"، وإيليش وشقيقها فينيس أوكونيل عن أغنية "لا وقت للموت" من فيلم جيمس بوند بالعنوان نفسه. كما رشّح المغني وكاتب الاغاني الكولومبي سيباستيان ياترا عن أغنيته "Dos Oruguitas" من فيلم الرسوم المتحركة "إنكانتو"، ونجمة موسيقى الكانتري ريبا ماكنتاير بأغنية "Somehow You Do" من "أربعة أيام طيّبة" والموسيقي الأيرلندي فان موريسون بأغنية "Down to Joy" من فيلم "بلفاست".

نتفليكس بمواجهة آبل تي في بلس

إذا فاز فيلم "قوة الكلب" من إنتاج نتفليكس بالجائزة الكبرى، فستكون هذه أول جائزة أوسكار لشركة البث المباشر في فئة "أفضل فيلم". أقرب المنافسين لمزاحمته يأتي من شركة بثّ منافسة (آبل تي في بل)، والحديث هنا عن فيلم "كودا"، الذي أشاد به النقاد والمشاهدون على حد سواء، والذي يدور حول فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً تنشأ وسط أسرة صمّاء. الكوميديا ​​الدرامية المتوّجة في مهرجان صندانس السينمائي مطلع العام الماضي، جلبت بالفعل حفنة جوائز للممثل الأميركي الأصمّ تروي كوتسور (في دور الأب)، ويُنتظر تتويجه بجائزة أوسكار. ترى الصناعة أن فرص تحقيق فوز مفاجئ هي "أفضل فيلم".

يتنافس ما مجموعه عشرة مرشحين على جائزة الأوسكار، بما في ذلك الفيلم الياباني "قودي سيّارتي" وأفلام الاستوديو "قصة الحيّ الغربي" و"بلفاست" و"الملك ريتشارد" و"كثيب". هذا الأخير للمخرج الكندي دوني فيلنوف يعدّ أكثر الأفلام ترشيحاً بعد "قوة الكلب" بعشر فرص للفوز، خاصة في الفئات الفنية مثل الكاميرا والمونتاج والصوت.

انتقادات وعناد

سعياً من الأكاديمية لاختصار زمن الحفلة وإبعاد شبح الملل، قرّرت "التعجيل" به من خلال توزيع ثماني جوائز من أصل ثلاث وعشرين قبل بدء البث المباشر للحفلة، وإظهار تسجيلات منقحة من إقرارات التقدير وخطابات القبول خلال الحفلة. وكما كان متوقعاً، أثار القرار موجة من الانتقادات بين صانعي الأفلام ذوي الثقل في الصناعة، مثل ستيفن سبيلبرغ وجين كامبيون ودوني فيلنوف. لكن يبدو أن الأكاديمية تتمسك بالصيغة الجديدة. الهدف: مساحة أكبر للترفيه والعروض الموسيقية وجوائز الأفلام في حفلة تستمر ثلاث ساعات.

لا بد أن المنتجين أجروا دراساتهم لمعرفة ما الذي يؤتي ثماره مع الجمهور في الولايات المتحدة. لكن الأوسكار لم يعد حدثاً أميركياً فحسب. غناء بيلي إيليش مهمّ لأنها كذلك بالنسبة لهم. لكن بالنسبة لأميركا اللاتينية مثلاً، من الملائم أكثر أن يروا سيباستيان ياترا يؤدّي أغنيته. وصحيح أيضاً أنه ربما يجب قراءة الأوسكار، من الناحية التجارية، من حيث اتساع نطاقها التأثيري لأبعد من أي أعداد إحصائية لمشاهدين معينين. لا يمكنك بناء شيء مشهور ورائج، فهذا خيال تام. الرواج نتيجة وليس هدفاً، وما يحظى بشعبية في بلد ما قد لا يكون كذلك في بلد آخر... الأوسكار لم تعد كما كانت، لكن طريقة مشاهدة الأفلام تغيّرت بدورها، والمشاهدين أيضاً.

 

المدن الإلكترونية في

26.03.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004