ملفات خاصة

 
 
 

خريطة طريق لمن سيربح الأوسكار... ولماذا؟

احتمالات ومفاجآت اللحظات الأخيرة

لوس أنجليس: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

بعد يومين، تقام حفلة الأوسكار في دورتها الـ94، وستنقسم النتائج إلى قسمين كالعادة، ينطبق عليهما المثل الشعبي «اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب».

الحال هو أن الباب مفتوح لتطوّرات آخر لحظة وما تحمله الجوائز المسبقة للأوسكار (وآخرها إعلان جوائز المنتجين الأميركية في العشرين من هذا الشهر) من احتمالات بلورة نتائج مختلفة لبعض تلك الترشيحات.

التالي تحديدٌ للأولويات والتوقعات قبل نحو 48 ساعة من صدور النتائج. ليس المطلوب هو أن نُصيب في كل توقع نتلوه، لكن السعي هنا لرسم خريطة آخر توجّهات واحتمالات الفوز. القوائم التالية تضع الترتيب حسب أقوى الاحتمالات، ثم أضعفها، وذلك في 9 مسابقات رئيسية. تفضيل الناقد يأتي في النهاية.

 

أفضل فيلم (الخمسة الأعلى توقعاً)

1 - «قوة الكلب».

2 - «كودا»

3 - «قد سيارتي»

4 - «دون»

5 - «لا تنظر لفوق»

- لماذا؟ رغم ما ذكرته عما يشكله فوز «كودا» من تنافس، فإن القوّة المتمثلة في «قوّة الكلب» ما زالت لها الموقع الأول من الاحتمالات حسب آخر المتابعين ولأسباب سبق ذكرها أكثر من مرّة، أهمّها الرغبة في تكريم فيلم نال أكثر من 200 جائزة (مهمّة وثانوية إلى الآن) وحقيقة أنها ستكون مناسبة لمنح المرأة مكانها المستحق.
-
تفضيل الناقد: «لا تنظر لفوق».

 

أفضل مخرج:

1 - جين كامبيون: «قوة الكلب»

2 - ريوسوكي هاماغوتشي: «قد سيارتي»

3 - كنيث براناه: «بلفاست»

4 - بول توماس أندرسن: «بيتزا بعرق السوس»

5 - ستيفن سبيلبرغ: «وست سايد ستوري».

- لماذا؟ ما زالت كامبيون الأكثر سطوة في هذا المجال. كل تلك الجوائز من جهة، والرغبة في الاحتفاء بها كونها امرأة، عاملان أساسيان. على ذلك، قد ينجح الياباني هاماغوتشي في انتشال الجائزة بسبب موضوعه وتنفيذه. ما ليس من مميّزاته أن كامبيون صنعت فيلماً بشخصيات عدة تداولتها بنجاح. سبيلبرغ سيبدو غريباً، كونه أقدمهم سناً، وفيلمه إعادة صنع، بصرف النظر عن حسناته.

- تفضيل الناقد: «لا تنظر لفوق».

 

أفضل ممثلة في دور رئيسي

1 - جسيكا شستين: «عينا تامي فاي».

2 - أوليڤيا كولمن: «الابنة المفقودة»

3 - نيكول كدمان: «إن تكن ريكاردوس»

4 - بينيلوبي كروز: «أمهات متوازيات»

5 - كرستن دنست: «سبنسر».

- لماذا؟ هذه مسابقة ساخنة ترتفع فيها الحظوظ على نحو شبه متساوٍ.

وإن بدأنا من آخر السلّم فإن حظ كرستن دنست بوجود المتنافسات الأخريات محدود جداً. الحال تقريباً ذاته حين النظر إلى الإسبانية كرز. بالتالي واحدة من الثلاثة الأول هي من ستخرج حاملة هذا الأوسكار. لاحظ أن أفلام الممثلات المذكورات ليس من بينها ما هو مرشّح لأوسكار أفضل فيلم. هذا ما يزيد التكهنات تعقيداً.

- تفضيل الناقد: أوليڤيا كولمن

 

أفضل ممثل في دور رئيسي

1 - ول سميث عن «الملك رتشارد»

2 - خافييه باردم: «أن تكون ريكاردوس»

3 - بندكت كمبرباتش: «قوّة الكلب»

4 - أندرو غارفيلد: «تك، تك... بوم»

5 - دنزل واشنطن: «مأساة ماكبث»

- لماذا؟ اختار ول سميث هذا الفيلم بعناية وعلى أساس الرغبة في الاختلاف عن مجمل أعماله في السنوات الأخيرة. قدّر أهل السينما هذا الاختيار خصوصاً أنه أدّى دوره في «الملك رتشارد» نافضاً الغبار عن الجانب المخفي من موهبته. إلى جانب ذلك، فاز حتى الآن بجوائز مهمّة عن هذا الفيلم، من بينها «البافتا» و«غولدن غلوبز» و«سكرين أكتورز غيلد أووردز». هذه الأخيرة تخص الممثلين الذين يشكّلون العدد الغالب من المقترعين. بالنسبة لباردام، هناك كثير من مريديه ومنذ سنوات. كمبرباتش وغارفيلد يتنافسان فيما بينهما على المركز الثالث. أما دنزل فهو أكثر شجاعة في الأداء، لكن هذا لن يشفع له.

- تفضيل الناقد: دنزل واشنطن

 

أفضل ممثل مساند

1 - تروي كوتسور: «كودا»

2 - شياران هيندس: «بلفاست»

3 - جيسي بليمونز: «قوّة الكلب»

4 - كودي سميت - ماكفي: «قوّة الكلب»

5 - ج. ك. سيمنر: «أن تكون ريكاردوس»

- لماذا؟ كم يتمنى هذا الناقد لو أن الاحتمالات مختلفة لكن الخوف من أن العاطفة وظاهرة «بوليتيكال كورتكتنس» ستطغى على المقترعين وينال كوتسور الجائزة لمجرد أنه أبكم.

- تفضيل الناقد: جيسي بليمونز.

 

أفضل تمثيل نسائي مساند

1 - أريانا ديبوز عن «وست سايد ستوري»

2 - كرستن دنست: «قوّة الكلب»

3 - جيسي بكلي: «الابنة المفقودة»

4 - جودي دنش: «بلفاست»

5 - أونجيانو إيليس: «الملك رتشارد»

- لماذا؟ هذا التنافس أكثر التنافسات وضوحاً. أولاً تستحق ديبوز الجائزة لما بذلته من أداء درامي وراقص في «وست سايد ستوري». ثانياً هي لاتينية وستكون لفتة مهمّة للأكاديمية أن تمنح «الأقليات» مزيداً من الجوائز. دنست أفضل الممثلات وأقلهن حظاً لليوم ودورها في «قوة الكلب» يستحق التقدير وقد يقفز الأوسكار ليديها، وإن حدث فستكون مفاجأة غير متوقعة.

- تفضيل الناقد: كرستن دنست

 

أفضل تصوير

1 - غريغ فريزر: «دون»

2 - آري وغنر: «قوة الكلب»

3 - برونو دلبونل: «مأساة ماكبث»

4 - يانوش كامينسكي: «وست سايد ستوري»

5 - دان لاوتسن: «زقاق الكابوس»

- لماذا؟ من غير المتوقع أن ينجح «دون» في كسب جائزة أفضل فيلم ومخرجه غير مرشح لأفضل إخراج ولا أحد من ممثليه. عوض ذلك، من المتوقع أن يجذب إليه كل تلك الجوائز التقنية وأولها التصوير.

- تفضيل الناقد: درونو دلبونل.

 

أفضل سيناريو مقتبس من وسيط آخر

1 - جين كامبيون: «قوة الكلب»

2 - شيان هَدر: «كودا»

3 - ريوسوكي هاماغوتسي: «قد سيارتي»

4 - دنيس فيلييوف وإريك روث: «دون».

5 - ماجي جيلنهال: «الابنة المفقودة».

- لماذا؟ مقارنة سيناريو «قوة الكلب» بالرواية التي اقتبس عنها ينجلي عن حسن التركيز على المفادات وليس على الأحداث. على العكس من «دون» مثلاً. «كودا» لديه ريح مواتية بعد فوزه بجائزة أفضل سيناريو من «نقابة الكتاب الأميركية». «قد سيارتي» جيد الكتابة لكنه الترشيح الأضعف بين 3 ترشيحات لهذا الفيلم الياباني (الثالث «أفضل فيلم عالمي»). «الابنة المفقودة» احتمال ضئيل.

- تفضيل الناقد: «قد سيارتي».

 

أفضل سيناريو أصلي (مكتوب خصيصاً)

1 - كنيث برانا: «بلفاست».

2 - آدم مكاي: «لا تنظر لفوق»

3 - بول توماس أندرسن: «بيتزا بعرق السوس»

4 - يواكيم تراير واسكيل فوت: «أسوأ شخص في العالم»

5 - زاك بايلن: «الملك رتشارد».

- لماذا؟ إذا لم يفز «بلفاست» بأوسكار أفضل فيلم أو أفضل مخرج، فإن ذلك سيعزز من موقفه هنا. باقي الترتيب عائد لمميزات السيناريو المصوّر وكلّها جيدة ولو أن «الملك رتشارد» تقليدي جداً وهذا ما يجب أن يضعف احتمالاته.

- تفضيل الناقد: «لا تنظر لفوق».

 

الشرق الأوسط في

25.03.2022

 
 
 
 
 

جوائز الأوسكار تواجه اختباراً كبيراً للتغلب على تقييمات أدائها المنخفضة

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تشارك ثلاث ممثلات كوميديات في تقديم حفل الأوسكار، ويختار الجمهور جائزتين، وتُسجل بعض كلمات الفائزين قبل تلقي الجوائز.

هذا جزء من خطة لتغيير ملامح بث جوائز أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة هذا العام والذي سيواجه اختبارا كبيرا يوم الأحد في محاولته التغلب على تقييمات الأداء المنخفضة بشكل قياسي في العام الماضي.

وبعد أن ظل الحفل بغير مضيف منذ عام 2019 تتباهى أحدث جوائز الأوسكار بثلاث ممثلات فكاهيات هن إيمي شومر وريجينا هول وواندا سايكس. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الحفل ثلاث نساء، وستوظف كل منهن روح الدعابة لديها.

وقالت ريجينا هول في مقابلة “أعتقد أن وجود ثلاث نساء على المسرح يمثل انطلاقة (للحفل)، لذلك أعتقد أننا سنبدأ بشكل ساخن كثيرا”.

ووصفت إيمي شومر نجمة فيلم (ترينريك) أسلوبها بأنه “لاذع”. وقالت مازحة في مقطع مصور نشرته قناة تلفزيون إيه بي سي “هذا هو السبب في أننا جميعا هنا، فقط لنتبادل السخرية من بعضنا البعض”.

وفي نفس الوقت، وعد المنتج ويل باكر بأن تحتفل النسخة 94 من حفل جوائز الأوسكار بأفلام تدور حول موضوع “يا عشاق السينما اتحدوا”. وسيكون بعض مقدمي الحفل من خارج صناعة السينما ومن بينهم المتزلج توني هوك ومغني الراب شون كومبس في إشارة إلى أن الحفل ليس فقط لعشاق السينما.

 

####

 

«أوسكار 2022»: كيف سيتناول الحفل الغزو الروسي لأوكرانيا؟

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

لم يتضح بعد ما إذا كان الغزو الروسي لأوكرانيا سيثار خلال احتفال توزيع جوائز “أوسكار” مساء الأحد، وإذا حصل ذلك فكيف، ولا تزال هوليوود حائرة في كيفية التصرف في هذا الشأن.

ولم يتوانَ عدد من النجوم سابقاً عن التطرق إلى مواضيع سياسية خلال احتفال توزيع جوائز “أوسكار”، وكانت مواقفهم تحظى بالإشادة، وهو ما سبق أن فعله ليوناردو دي كابريو مثلاً بتناوله أزمة المناخ، فيما انتقد واكين فينيكس التلقيح الاصطناعي للأبقار.

وقال خبير الجوائز في مجلة “هوليوود ريبورتر” سكوت فاينبيرغ، لوكالة “فرانس برس”، إن “الأمر يتوقف بدرجة كبيرة على كيفية تناول الموضوع”. وأضاف: “إذا أعطى المتحدث انطباعاً بأنه ينفذ حملة دعائية أو يعطي درساً، فلن تسير الأمور على ما يرام. ولكن إذا كان الأمر صادقاً وذا معنى، يمكن أن تكون النتيجة مختلفة”.

وشكلت الممثلة ميلا كونيس ــ المولودة في أوكرانيا ــ وزوجها أشتون كوتشر، مثالين عن نجوم هوليوود الذين وضعوا شهرتهم في خدمة القضية الأوكرانية.

فصفحة جمع التبرعات التي أطلقها الزوجان على موقع “غو فاند مي” GoFundMe جمعت حتى الآن أكثر من 35 مليون دولار أميركي مخصصة لتمويل المساعدات الطارئة والإقامة للاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة.

ورحب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي كان ممثلاً قبل انتخابه، بنفسه بهذه المبادرة. وكتب أن كوتشر وكونيس: “كانا من بين أول من تفاعل مع محنة” أوكرانيا. وأضاف: “أنا ممتن لدعمهما، ومعجب بتصميمهما”.

أما الممثل والمخرج الأميركي شون بن، الذي كان في كييف، نهاية فبراير عند بدء الغزو الروسي، حيث كان يصور فيلماً وثائقياً عن الوضع في أوكرانيا، فجعل مؤسسته الإنسانية تتحرك لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا.

ووصف بن، في تصريح لـ”فرانس برس”، أوكرانيا بأنها “رأس الحربة في المعركة من أجل أحلام الديمقراطية. إذا تركناها تقاتل بمفردها، نفقد روحنا نحن الولايات المتحدة”.

ودعا نجم “ذا تيرمينيتور” أرنولد شوارزنيغر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منشور أصبح متداولاً على نطاق واسع عبر الشبكات الاجتماعية، إلى إنهاء هذه الحرب التي وصفها بأنها “حمقاء”.

كذلك، أبدى مخرجون كثر أقل شهرة اهتماماً بأعمال العنف هذه، منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 ودعمت الانفصاليين في دونباس.

وحضر موضوع الغزو الروسي في كل احتفالات توزيع الجوائز السينمائية في هوليوود هذا الموسم، إن من باب مبادرات التضامن تجاه أوكرانيا، أو على صورة تصريحات شرسة ضد بوتين.

وقالت الممثلة الأميركية كريستين ستيوارت، خلال احتفال توزيع جوائز “سبيريت” للسينما المستقلة: “نحن مع مئات الآلاف من اللاجئين الهاربين من الحرب، أوكرانيين كانوا أو من أعراق وجنسيات أخرى”.

أما عرّيفة الاحتفال ميغان مولالي فلم تكتف بالقول “أعتقد أنني أتحدث نيابة عن الجميع عندما أقول إننا نأمل في حل سريع وسلمي”، لكنها كالت لبوتين شتيمة من العيار الثقيل، داعية إياه إلى التوقف والعودة إلى بلده.

ولا يُتوقع أن تذهب الممثلة الكوميدية إيمي شومر إلى هذا الحدّ خلال تقديمها مساء الأحد احتفال توزيع جوائز “أوسكار”، لكنها كشفت عن أنها طرحت أخيراً فكرة دعوة زيلينسكي للتحدث “عبر الأقمار الصناعية أو مقطع فيديو مسجّل، لأن الكثير من الأنظار موجهة إلى الاحتفال”.

إلا أن “أكاديمية فنون السينما وعلومها” التي تنظم “أوسكار” لم تتلقف الفكرة علناً، ويبدو تالياً أن الاقتراح رُفِض.

وأقرت إيمي شومر بأنّ “ثمة ضغطاً معيناً ليجري الاحتفال على طريقة أنها مسألة عابرة، فلندع الناس ينسون، نريد فقط الاستمتاع بالأمسية”.

ورأى الصحافي سكوت فاينبيرغ أن المنظمين أرادوا ربما تجنب مزيج من الأنواع قد يشكّل إحراجاً. وأشار إلى أن المنظمين “يجهدون للتفكير في تحديد كيفية التحدث عن الموضوع من دون جعل الطابع السياسي للاحتفال فاقعاً، أو تحويله عنصر خلاف”.

ويستطيع منتجو احتفال توزيع جوائز “أوسكار” في نهاية المطاف عدم التطرق إلى هذا الموضوع الحساس على الإطلاق، إذ يحتمل أن يتولى الفائزون أنفسهم هذا الموضوع لدى تسلمهم جوائزهم.

وقال كلايتون ديفيس، من مجلة “فرايتي”: “إذا أردت المراهنة، فسأقول إن كل خطاب تقريباً سيذكر أوكرانيا والفظائع التي تحصل فيها”.

 

####

 

«بلفاست» و«ذي تراجيدي أوف ماكبث» و«كامون كامون»..

الأسود والأبيض لون هوليوود المفضل

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

عادت المشاهد بالأبيض والأسود إلى الشاشة الكبيرة؛ إذ لوحظ اتجاه إلى اعتمادها في مزيد من الأعمال السينمائية، ومنها فيلما «بلفاست» و«ذي تراجيدي أوف ماكبث» اللذان يسعيان إلى الفوز بجوائز الأوسكار مساء الأحد المقبل.

ويعد فيلم «بلفاست» مستوحى من طفولة مخرجه كينيث براناه في إيرلندا الشمالية و«ذي تراجيدي أوف ماكبث»، والذي اقتبسه جويل كوين من المسرحية الشكسبيرية.

لكن أحدث الأفلام قررت الاستغناء عن اللون، توخياً لإضفاء مزيد من الصدقية على الجانب التاريخي للقصة، أو لإبراز طابعها الإنساني والحميم.

وشرح كينيث براناه عن «بلفاست» المستوحى من تجربته مع العنف في إيرلندا الشمالية في أواخر ستينات القرن العشرين أن الألوان تتيح وصف الأشخاص بطريقة رائعة، لكن اعتماد الأبيض والأسود يجعل المشاهد يشعر بهم».

ورُشح الفيلم لسبع فئات من جوائز الأوسكار أبرزها جائزة أفضل فيلم.

ومع أن الألوان تتيح في رأي براناه تقديم «المناظر الطبيعية الخلابة لصحراء أو سلسلة جبلية» بطريقة جذابة، «فإن الوجه البشري يأخذ بالأسود والأبيض بعداً استثنائياً على شاشة عملاقة»، على حد قوله.

ورأى أن استخدام المشاهد غير الملونة «يضفي بعداً شاعرياً على الأشياء التي لولا ذلك قد تبدو مبتذلة بعض الشيء».

أما مدير التصوير في «ذي تراجيدي أوف ماكبث» الفرنسي برونو دولبونل فأوضح أن الهدف من الأسود والأبيض «إضفاء الطابع المسرحي» واللمسة غير الخالدة لهذا الاقتباس من عمل كلاسيكي.

ويؤدي دور ماكبث دينزل واشنطن، الذي يسعى للحصول على جائزة الأوسكار الثانية كأفضل ممثل في مسيرته المهنية الطويلة.

واستمر تصوير الأفلام بالأبيض والأسود بانتظام حتى بعد التحوّل إلى الألوان في خمسينات القرن الفائت، وكانت تلاقي نجاحاً. وساهم في هذا الازدهار خصوصاً تطور التقنيات التي كانت أقل تكلفة من تلك التي جذبت مشاهدي «ساحر أوز» أو «ذهب مع الريح» اللذين أنتجا عام 1939.

وتوج «ذي أرتيست» عام 2012 في حفل توزيع جوائز الأوسكار كأفضل فيلم روائي طويل، ولم يكن فقط بالأسود والأبيض، بل كان فيلماً صامتاً أيضاً.

وفي الآونة الأخيرة، حصل كل من «روما» و«مانك» أيضاً على جوائز هوليوودية عن تصويرهما.

غير أن الاتجاه تعزز هذه السنة؛ إذ يميل مزيد من الأفلام إلى تدرجات الرمادي.

وقال مايك ميلز الذي تولى إخراج فيلم «كامون كامون» (c’mon c’mon) من بطولة جواكين فينيكس مازحاً «لقد اجتمعنا جميعاً… لقد كان اجتماعاً لنقابة المخرجين».

واستغنى فينكس هو الآخر عن الألوان في فيلمه الذي كان هذا الشهر ينافس على جائزة بافتا «السينمائية البريطانية.

وبرر المخرج الخمسيني اختياره بقوله لوكالة فرانس برس «أحب الأسود والأبيض، أشاهد الكثير من الأفلام بالأبيض والأسود، وهي أفلام أبطالي، أليس كذلك؟».

وفي فيلم «باسينغ» من بطولة روث نيغا التي رشحت لمجموعة من الجوائز السينمائية وفازت بجائزة «سبيريت أواردز» للسينما المستقلة، تُستخدم هذه التقنية لتسليط الضوء بشكل أفضل على التمييز العنصري.

ويتناول هذا الفيلم للمخرجة ريبيكا هول قصة امرأة سوداء تعيش في نيويورك في عشرينات القرن الماضي، وتلتقي صديقة طفولتها، التي تتظاهر مثلها بأنها بيضاء اللون بسبب شحوب بشرتها.

وأوضحت المخرجة خلال مهرجان صاندانس، «لم يكن اختيار الأبيض والأسود مجرد أسلوب، لقد شعرت أنه كان خياراً من حيث المفهوم لصنع فيلم عن التمييز على أساس لون البشرة، بحيث يكون مطهراً من الألوان كلها».

وتابعت ريبيكا هول، «ننظر إلى الوجوه ثم نصنفها على الفور ونضعها في فئات.. وينتهي الأمر أن نضفي على الفئات أهمية لكن غالباً ما تكون سخيفة».

ولكن هل لا يعدو الانتشار الحالي لمشاريع الأفلام بالأسود الأبيض كونه محض مصادفة؟

أشار بعض الخبراء إلى اتجاهات مماثلة على «إنستغرام» ووسائل التواصل الاجتماعي، ما قد يفسر سبب استحواذ هذه الأفلام على اهتمام الجمهور بعدما كانت توحي له سابقاً بأنها أفلام قديمة الطراز أو فكرية أو مملة.

وكتبت أليسا ويلكنسون من مجلة «فوكس» الثقافية «نظراً إلى أننا اعتدنا مشاهدة صور خضعت إلى تغيير في ألوانها، كالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو بالأسود والأبيض، قد تصبح أقل ارتباطاً بالماضي، وبدأنا ننظر إليها فقط كخيار جمالي».

أما مايك ميلز فاعتبر الأسود والأبيض «تجريدياً» لدرجة أنه يؤثر بطريقة «سحرية على المشاهد» تقريباً، مضيفاً، «لم نعد في العالم الحقيقي، لقد انطلقنا في قصة، في الفن».

 

####

 

جوائز الأوسكار تسلط الضوء على انخراط الهنديات في العمل الصحافي

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تُسلَّط الأضواء في هوليوود على صحيفة “خبر لاهاريا” الإخبارية الأسبوعية من شمال الهند وعلى فريق تحريرها المؤلّف بالكامل من نساء ينتمين إلى الطبقة الفقيرة، من خلال الفيلم الوثائقي “رايتينغ ويذ فاير” المخصص لهنّ والمُرشّح لجوائز الأوسكار.

وكان الفيلم الهندي الذي أخرجه رينتو توماس وسوشميت غوش قد حاز جائزتين في مهرجان “صندانس” السينمائي عام 2021.

وقالت المخرجة على هامش العرض الأول للفيلم في لوس أنجلوس أخيراً إنّ “قصة الفيلم ملهمة جداً، هي قصة نساء تبعث على الأمل، وتحمل رمزية مهمة، خصوصاً في عالمنا الحالي حيث يسود عدم الثقة بالصحافة”.

وتكتب صحافيات هنديات ينتمين جميعهنّ إلى طبقات فقيرة ويعملن في “خبر لاهاريا” (“موجات معلومات”) التي تأسست عام 2002 في ولاية أوتار براديش مقالات تتناول مواضيع عدّة، بدءاً من سرقة الأبقار وصولاً إلى الفساد المحلي ومروراً بالاغتصاب وغير ذلك من أشكال العنف ضد المرأة.

ومن خلال استخدام هواتفهنّ الذكية لمواكبة نسخة الصحيفة الرقمية تقدّم الصحافيات معلومات محلية غالباً ما تهملها وسائل إعلام رئيسية في الهند. ولم تحظ هؤلاء النساء الملتزمات بالاحترام إلّا بعد تصميمهنّ وعملهنّ الدؤوب، وباتت السلطات ومعها المقرّبون منهنّ ينظرون إليهنّ بجدية.

وتقول غيتا ديفي، وهي إحدى هؤلاء الصحافيات، إنّ “مجرد الخروج من المنزل مثّل تحدياً كبيراً، واضطررت إلى الكفاح طويلاً”. وتضيف “كان والدي يعارض عملي بشكل تام، وكان يقول لي (لا يمكنك إنجاز هذا العمل، إنّه ليس للنساء)”.

وتنتمي غيتا ديفي وزميلاتها إلى طبقة داليت الاجتماعية المصنّفة في أسفل نظام الطبقات الاجتماعية القاسي المُطبّق في المجتمع الهندي. وبينما يُزعَم أنّ التمييز الممارس تجاه الداليت التي كان يُطلق عليها سابقاً “طبقة المنبوذين” أُلغي، لا يزال الأشخاص المنتمون إليها محرومين من حق الدخول إلى المعابد، ولا يُسمح لهم بالحضور بين أوساط الطبقات الاجتماعية الأعلى ويتعرّضون للتشهير والإذلال وسوء المعاملة.

وفي باندا التي تبعد ساعات بالسيارة عن تاج محل، تستمع غيتا ديفي إلى شهادة امرأة أصبحت تعيسة منذ أن تركها زوجها.

وبعدما انتشر خبر وجود الصحافية بسرعة قدمت نساء من مناطق قريبة للتحدث إلى ديفي عن ظلم تمارسه بشكل خاص البلدية تجاههنّ، فضلاً عن معاناتهن بسبب غياب مياه الشرب وانسداد المجاري. لكنّ بعض النساء يتحدثن إلى ديفي عن مشاكلهنّ الخاصة التي غالباً ما تنطوي على التحرش والعنف الجنسيين، إذ لم يتطرّقن إلى هذه المواضيع من قبل خوفاً من تعرّضهنّ للنبذ والانتقام.

وتعرب ديفي عن فخرها لتناولها المعلومات من “زاوية نسوية”.

وتعرف مراسلات “خبر لاهريا” أكثر من غيرهنّ ما يمكن أن تتحمّله في هذه القرى الذكورية النساء المنتميات إلى المجتمعات القبلية وإلى طبقة الداليت تحديداً، ويتمتّعن بنظرة حكيمة تجاه الشؤون الريفية.

وتعتبر مديرة تحرير الصحيفة ميرا ديفي (35 عاماً) أنّ عملهنّ يمثّل إيصال صوت المقصيين من نجاح الهند.

وتقول ديفي الشغوفة تجاه عملها “أشعر بالرضا عندما أحارب من أجل حقوق الأقليات والشعوب القبلية والفئات المهمشة الأخرى في المجتمع ويصل صوتهم وتنصفهم العدالة”.

وولدت ديفي في قرية نائية وتزوجت عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، واضطرت لمواجهة صعوبات كبيرة حتى تدرس وتحوز إجازة جامعية.

وبدأت عملها في الصحيفة عام 2006، إذ كانت تغطّي أخباراً عن سرقة مواشٍ وخلافات أسرية مأساوية قبل أن تنتقل إلى قسم السياسة المحلية.

وأسفر عملها عن سجن محتالين وإجبار مسؤولين على القيام بعملهم وبذل جهود لخدمة المجتمع.

كذلك نقلت ديفي شهادات تتعلّق بصعود القومية الهندوسية في المناطق الريفية من الهند.

وتقول إنّ “الرجال هنا ليسوا معتادين على رؤية نساء قويات، خصوصاً في مجالات كالصحافة. لكننا نغيّر النمط السائد”، مضيفةً “أثبتنا أنّ النساء في حال مُنحن الفرص المناسبة، يستطعن القيام بأي شيء. وعندما تُعطى النساء الحرية التي يستحققنها سيصبح إيقافهنّ ببساطة مستحيلاً”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

24.03.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004