ملفات خاصة

 
 
 

هل يكرر «أوسكار 2022» المفاجآت باختيارات غير متوقعة لجائزة أفضل فيلم؟

«سينماتوغراف» ـ لمياء رأفت

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

تبقت أيام قليلة على ترشيحات الأوسكار 2022، وهي الجائزة الأشهر في عالم السينما في الوقت الحالي، رغم كونها محدودة إلى درجة كبيرة بالسينما الأميركية، مع محاولات من القائمين عليها لتغيير هذه الصورة في السنوات الأخيرة بدعم الأفلام الدولية وفوز فيلم “طفيلي” (Parasite) بأوسكار أفضل فيلم منذ عامين.

أفلام الأوسكار 2022 هي أهم الأفلام التي عُرضت في 2021، وهو عام سينمائي ثري للغاية، فجميع الأفلام التي تأجلت في 2020 بسبب انتشار جائحة كورونا عُرضت خلال هذا العام، فعانى من التخمة الفنية اللذيذة بالتأكيد لمحبي السينما. وفيما يلي نتحدث عن أهم أفلام الأوسكار 2022 التي ستتنافس بشدة على جائزة أفضل فيلم.

رغم كونها جائزة يقال عنها كثيرًا إنها مسيسة، ولها قواعد ثابتة وراسخة أفقدتها بعض شعبيتها في السنوات الأخيرة، فإن الأوسكار قد تفاجئ الجمهور -من عام لآخر- باختيارات غير عادية، على سبيل المثال إدخال فيلم “بلاك بانثر” (Black Panther) في المنافسة على جائزة أفضل فيلم كأول عمل من مارفيل يشارك في هذه الفئة، وفوز فيلم “طفيلي“.

هذا العام يتوقع أن تبرز مفاجأتان متشابهتان مع الأمثلة السابقة؛ فقد نجد فيلم “سبايدرمان: لا طريق للمنزل” (Spider Man: No Way Home) في قائمة الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم، وهو مفاجأة مارفيل لهذا العام، الذي أصبح الأعلى إيرادًا سينمائيًا في فترة ما بعد انتشار الجائحة، وحاز إعجاب كل من الجمهور والنقاد.

حقق هذا الفيلم معادلة صعبة للغاية؛ فهو استغل إعجاب كل محبي السلسلة الحاليين، واجتذب الملايين من محبي الشخصية ذاتها الذين ظل ولاؤهم لممثلين آخرين قدموا دور سبايدرمان سابقًا، وكذلك صنع ملحمة أبطال خارقين بعدد محدود من هؤلاء الأبطال، فعلى عكس أعمال مثل “إند جيم” (End Game) الذي امتلأ بالنجوم فنحن هنا أمام “سبايدرمان“.

ومع حشد من شخصيات الماضي لاستنزاف حنين الجمهور والنقاد لآخر قطرة، هناك حملة ضخمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن شركة ديزني المنتجة لتعزيز فرص الفيلم للترشح لجائزة أفضل فيلم؛ قد تنجح بالفعل في النهاية.

والمفاجأة الأخرى من أفلام الأوسكار 2022 هي ترشيح فيلم “قودي سيارتي” (Drive My Car) الياباني لجائزة أفضل فيلم، بالإضافة إلى أفضل فيلم دولي، للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، وهو واحد من أهم أفلام العام بالتأكيد، وعُرض في مهرجان كان السينمائي وفاز بجائزة أفضل سيناريو، بالإضافة إلى عرضه في كثير من المحافل الدولية؛ مثل مهرجان القاهرة السينمائي، وفاز بجائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم أجنبي.

ومن المتوقع فوزه بها في الأوسكار كذلك، لكن ترشحه لجائزة أفضل فيلم ستجعله منافسًا صعبًا لأي فيلم أميركي في المسابقة، مما قد يقلب الموازين ويجعل فيلمين آسيويين يفوزان بجائزة أفضل فيلم في أقل من 5 سنوات، في ضربة قاسمة للسينما الأميركية قد تغضب كثيرا من الأستوديوهات الكبرى بالتأكيد.

عام 2021 فاز بجائزة أفضل فيلم “أرض الرحل” (Nomadland) من إخراج المخرجة كلوي تشاو، التي فازت كذلك بجائزة أفضل مخرجة، وهذا العام هناك مخرجة أخرى قادمة بفيلم كبير ومهم ومنافس، وهي المخرجة جين كامبيون وفيلمها “قوة الكلب” (Power Of The Dog) الذي فاز بجائزة أفضل فيلم في غولدن غلوب، وفازت كامبيون بجائزة أفضل مخرجة من مهرجان لندن السينمائي، ونالت جائزة الأسد الفضي في مهرجان فينيسيا السينمائي.

الفيلم من نوع “الويسترن” ومقتبس من رواية بالاسم نفسه، وهو يتناول عالم الغرب الأميركي القاسي، وذلك عبر قصة امرأة شابة وابنها المراهق عندما تتزوج ابن عائلة غنية تدير مزرعة في الغرب، ويصعب عليها الاندماج في هذا العالم الذكوري القاسي وتبدأ صراعات خفية بينها وبين أخ الزوج المملوء بمسلمات الذكورية المسممة التي تؤذيه قبل أن تؤذي من حوله.

ينافس في موسم الجوائز 2022 فيلمان من نوع الأفلام الموسيقية، وهي عودة كبيرة لهذا النوع السينمائي المندثر، وكان رائجًا من الثلاثينيات وحتى الخمسينيات من القرن العشرين، ولم يظهر بعدها سوى في أفلام ضئيلة كل بضعة أعوام.

في 2021 عُرض فيلم “قصة الحي الغربي” (West Side Story) إخراج ستيفن سبيلبرغ، وهو إعادة إنتاج لفيلم شهير من الستينيات يعالج مسرحية روميو وجولييت لشكسبير على نحو حديث، فبدل الخلافات بين الأسرتين الأرستقراطيتين في فيرونا بإيطاليا تحول الأمر لصراع عرقي بين فقراء حي برونكس، وفاز الفيلم بجائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم موسيقي أو كوميدي لهذا العام.

وهو معالجة أفضل حتى من الأصلية باستخدامه ممثلين من أصول عرقية مختلفة، وتجديده في بعض الرقصات؛ مما أضفى على الفيلم حيوية أكثر من مجرد إعادة إنتاج حديثة فقط، وفيه عودة لستيفن سبيلبرغ لموسم الجوائز بالتأكيد.

الفيلم الآخر هو “تيك تيك بوم” (Tick tick BOOM) إخراج مخرج مسرح برودواي الشهير لين مانويل ميراندا في أول إخراج سينمائي له، وهو فيلم سيرة غنائي بطولة أندرو جارفيلد في دور كاتب المسرحيات الغنائية الراحل جوناثان لارسون الذي تملكه هاجس موته مبكرًا قبل وصوله إلى المجد الأدبي، ومات بالفعل في عامه 35 قبل أن تصبح مسرحياته ظاهرة بالفعل، وفاز جارفيلد بجائزة غولدن غلوب كأفضل ممثل عن هذا الدور، ورُشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي.

ترشح هذين الفيلمين لجائزة أفضل فيلم سيكون الأول منذ ترشح فيلم “لالا لاند” (La La Land) عام 2017، الذي كاد أن يحصل على الأوسكار بالفعل قبل انتقالها بشكل درامي إلى فيلم “مون لايت” (Moonlight).

من أفلام الأوسكار 2022 كذلك المتوقع ترشحها بقوة “مأساة ماكبث” (The Tragedy of Macbeth) إخراج جويل كوين، وهو عمل آخر مقتبس لشكسبير. فهل يصبح شكسبير مفاجأة الأوسكار هذا العام؟

 

موقع "سينماتوغراف" في

01.02.2022

 
 
 
 
 

مارادونا يحرك حنين السينمائي الإيطالي باولو سورينتينو إلى ذاته

عالم نابولي الثمانينيات بين سحر كرة القدم وثقافة اليسار وفتنة السينما

شهلا العجيلي أكاديميّة وروائيّة

بينما كان دييغو مارادونا يمارس سحره الكروي على العالم في ثمانينيات القرن الـ 20، كان القدر يحوك على مهل موهبة المخرج ومؤلف الأفلام الإيطالي باولو سورينتينو الذي يعود برؤية نوستالجية واعية الى تلك الحقبة في فيلمه الجديد "يد الله"، مستلهماً العنوان من ذلك الهدف التاريخي الذي وضعه مارادونا في شباك إنجلترا على ملعب نيومكسيكو، في 22 يونيو (حزيران) 1986، وهذا ما جعله يفرح الجماهير الفقيرة في العالم كله، حيث كان اليسار يضع بصمته على كل شيء، الملابس والشوارع والعلاقات وتوق الأرواح.

صرح مارادونا وقتئذ بأن التسديدة كانت بقليل من رأسه وبشيء من يد الله، وكان لاعبو إنجلترا قد احتجوا على الهدف في المباراة، لكن الحكم التونسي علي بن ناصر احتسبه هدفاً صريحاً لمصلحة الأرجنتين.

لعل سورينتينو راهن في فيلمه على نوستالجيا شخصية وعالمية سيصنعها لجيل كانت كرة القدم فيه ثقافة جماعية قبل انتصار الرأسمالية، وقبل شيوع لعب الديجيتال واحتكار القنوات الفضائية لأحداث الرياضة العالمية.

تنطلق الخيوط السردية كلها من لحظة تاريخية في حياة نابولي الثمانينيات، وهي لحظة انضمام نجم كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا إلى نادي نابولي والاستعدادات لوصوله إلى المدينة، ولاشك في أن الغاية من إعمال اللحظة التاريخية في أي عمل درامي، روائي أو سينمائي، هي رواية حياة الناس في ظلها بتجميع الخيوط السردية لطريقة عيشهم وأحلامهم ومواقعهم الاجتماعية الأيديولوجية وعلاقاتهم ببعضهم وعلاقتهم بالسلطة.

الهامش يصير مركزاً

يقدم سورينتينو بهذا السرد نابولي على أنها مركز، فليس بالضرورة أن تكون في روما لتنتصر أو تنجح، ما يهم هو أن تفهم العلاقات في مكانك لتمتلكها فتصل بها إلى العالم، وهذا ما يقوم عليه خطاب الفيلم الذي يتكشف في مشاهده الأخيرة، حين يلتقي المراهق/ البطل فابييتو سكيزا، الذي يكتشف شغفه بالسينما، مع المخرج الكبير أنطونيو كابوانا في ليلة استثنائية في قصر قديم يطل على بحر نابولي، ليقول له كابوانا "إذا كان لديك حكاية فعليك أن تحكيها".

وتتسق في الفن غالباً حكاية المكان مع حكاية الفرد ليتقاطع العام مع الخاص، فيحول الولد عذاباته الشخصية في التهميش والفقد مع إشكال نابولي إلى فن. لقد مُنع فابييتو من رؤية جسدي والديه الميتين مثلما منعت عن نابولي الثروة والمتعة والليبرالية، ولنا أن نرى في نابولي حالاً كنائية لكل جنوب معذب بالحرمان والتهميش والديكتاتورية.

جعل سورينتينو الهجاء الساخر رؤية في صناعة الحدث، وسنجد ذلك في تواتر الصورة السردية وعلاقة الشخصيات ببعضها ومواقفها تجاه الأحداث، فالمأساة العائلية تقع لحظة تحقيق الحلم، فيموت الوالدان بتسرب الغاز عند قضائهما أمتع وقت في الشاليه الشتوي الذي قضيا حياتيهما سعياً إلى امتلاكه، وسيتم القبض على موظف الدولة المرتشي أثناء اجتماع عائلي كان يكرم فيه جيرانه بالطعام والشراب، فيقبلون على أمه المختلة بالضرب والإهانة، الأم ذاتها التي ترتدي الفرو الفاخر المجلوب بالرشى في عز الصيف، في مشاهد مثيرة للضحك.

سنجد أيضاً الزوجة والأم المحبة المتفانية التي تواجه الخيانة الزوجية بالدعابة والمقالب المضحكة مع جيرانها، وسنجد الدوقة التي تسكن الطابق الأعلى وتشير إلى أرستقراطية بائدة تحاول لعقود التكيف مع التحولات التي أحدثتها الشيوعية في المجتمع الإيطالي، فتظهر من خلالها تشوهات الهوية وأمراضها. يستعمل سورينتينو لتعزيز السخرية من الواقع نبرة خفيفة من العجائبي الذي نجد له تفسيراً في النهاية، ومن خلاله يكشف عن بؤس الحياة في الجنوب وتناقضاتها، أما في عالم السينما الذي لايتجاوزه سورينتينو في أفلامه بعامة، فسنجد المواجهات السينيكية (نسبة إلى سينيكا) بين الموهبة الحقيقية والادعاء، إذ يقوم المخرج الأصيل بفضح التزييف في الفن، وسنلاحق حتى النهاية تعقيدات العائلة بوصفها مؤسسة من خلال غياب البنت المراهقة في الحمام طوال الفيلم إلى خروجها لحظة موت الوالدين.

روح القديم عالقة في الجديد

يعمد الفيلم إلى استعمال مرايا متعاكسة تبدي الرغبة والحلم والجنون من خلال نموذج الخالة بتريسيا وقصة حملها بعد لقاء القديس، بحيث ستبدو نابولي مدينة العهر والقداسة في آن معاً، وذلك ما ورثه سورينتينو عن فيلليني الذي أدرك منذ زمن إيطاليا بوصفها فكرة، وتعيدنا قصة الخالة بتريسيا، المرأة ذات الجسد الفاتن والمكشوف، إلى قصة المعجزة لفيلليني ذاته التي تضمنها فيلم "طرق الحب" من إخراج روسلليني، إذ دار حول الفلاحة التي تعتقد أنها حملت من القديس يوسف وهي حملت في الحقيقة من علاقة مع متشرد.

لابد هنا من التوقف عند مشهد دخول الخالة بتريسيا بمظهرها الإروسي إلى الكاتدرائية القديمة في نابولي ما بعد الحداثة ليلمسها ملاك أو قديس مدعي، فتؤمن بحملها منه وتجن نتيجة موقف زوجها من الواقعة وتودع مستشفى الأمراض العقلية. نستعيد فيلليني مرة أخرى بمشهد نقل تمثال السيد المسيح بطائرة من الفلاة إلى كنيسة القديس بطرس في "دولتشي فيتا"، حيث يمر التمثال فوق بركة سباحة فيها نساء جميلات بأجساد عارية يلوحن له ببهجة. تلك هي الصنعة التي تقدم روح إيطاليا أو إيطاليا الفكرة التي تقوم على المفارقة بين الكاثوليكية والتحلل في الآن ذاته، والتي سيحملها سورينتينو عن فيلليني.

لقد فعل سورينتينو ذلك مراراً وبسريالية واضحة في فيلمه "الجمال العظيم"، حيث تنبثق من قلب اللذة والحياة الصاخبة قديسة تذكره بالجذور، كأنما يكرر هؤلاء الموهوبون، ومن دانتي إلى ميكافيللي قول بترارك، "الفضيلة القديمة لم تمت بعد في قلوب الإيطاليين".

يبرع سورينتينو في الاستفادة من المورفولوجيا سواء أكان ذلك بتركيب الصورة أم بصناعتها، فيقدم حياة الثمانينيات خلال حضور اليسار ليس في إيطاليا وحسب، بل في الدول كلها التي خضعت لتجارب مشابهة، ولعله سبب من أسباب ألفة العمل، إذ نجد الطبيعة التي يعكس تقشف المدنية جمالها، ونجد المساكن الشعبية بحدائقها البسيطة وأماكن لعب الأطفال من حولها وصيف نابولي الدبق مع ورق الجدران وأجساد المراهقين بالجينزات القبيحة وتسريحات الشعر المبالغ فيها ورائحتهم العبقة بيود البحر والبيرة.

سنجد أيضاً بقايا إقطاع وبرجوازية كبيرة إلى جانب الصغيرة من غير فجوة طبقية مرعبة، عبر تداخل أنماط الديكور بين مخلفات الباروك التي تذكر بفيلم فيسكونتي "ليوبارد" وعصر الاشتراكية،  

ولعل أحد أسرار نجاح سورينتينو هو أنه في سعيه وراء التجديد لم يعمد إلى القطيعة المعرفية مع القديم، بل استفاد كما هو واضح من تجارب المخرجين قبله، فتمكن من تقديم الخلطة الجمالية الإيطالية، الكاثوليكية والملكية والشيوعية.

 

الـ The Independent  في

01.02.2022

 
 
 
 
 

"ماكبث" جويل كوين.. تعالي أيتها الأرواح الشريرة

محمد صبحي

يعود تاريخ دراما ويليام شكسبير "مأساة ماكبث" إلى أكثر من 400 عام، لكنها لم تفقد شيئًا من جاذبيتها للمسرح، ولأكثر من قرن حتى الآن بالنسبة لصانعي الأفلام، بل على العكس من ذلك. فلا تكاد توجد مرحلة في عمر السينما لم تعاود فيها زيارة المسرحية حول صعود وسقوط الزوجين المتعطشين للسلطة، والعديد من هذه الاقتباسات السينمائية أسطورية، مثل "ماكبث" لأورسون ويلز من العام 1948، "عرش الدمّ" لأكيرا كوروساوا من العام 1957، والتي نقلت الصراع إلى اليابان، أو نسخة رومان بولانسكي المتعطشة للدماء من العام 1971. نسخٌ أخرى أُنجزت لكنها تاهت وأدركها النسيان. الآن حان دور نسخة ما بعد دونالد ترامب، والتي يقدّمها الأميركي جويل كوين من دون أن يكلّف نفسه عناء جلب المادة الشكسبيرية إلى الحاضر أو الواقع المُعاش، وإنما بدلاً من ذلك يكشف عن جذورها المسرحية تقريباً.

كل ما في "ماكبث"(*) جويل كوين هو ليل وضباب - أول فيلم في مسيرته ينجزه دون التعاون مع شقيقه إيثان. ليلٌ ضبابي مقيم، أبيض شاحب، وأحياناً يعمي الأبصار. أو كما يقول نصّ شكسبير نفسه، عندما سأل ماكبث (دينزل واشنطن) الليدي ماكبث (فرانسيس مكدورماند)، "كم مضى من الليل؟"، تجيبه: "نحن في ساعة يتنازع فيها الليل والنهار". هذه المعضلة وذلك الصراع لم يُحلّا أبداً، لا في المسرحية الأصلية ولا في فيلم كوين، الذي اختار تبايناً شديداً باللونين الأبيض والأسود، من دون أي رمادي تقريباً، لتقديم وصف أفضل لهذه المواجهة، التي ليست بين الخير والشر (فقد انتصر الشرّ منذ زمن طويل)، لكن بين الليل والنهار، بين النوم واليقظة.

يبدأ الأمر برغبة تغذّيها نبوءة، وحين ينال الطامح مناله في العرش، تُنسج خيوط العنكبوت. يحاول ماكبث بلا جدوى الاستيقاظ من الكابوس الذي غرق فيه، ولا ينال مراده قط، رغم كل جهوده. يحدث الشيء نفسه لليدي ماكبث، التي بدأت بدفع زوجها إلى هاوية الخيانة والقتل - مقتل الملك دنكان (بريندان غليسون) - لكنها، بعد ذلك، يدركها ما نال زوجها من كوابيس مؤرّقة لا يمكنها تفاديها، حتى ينتهي بها الأمر إلى المشي والكلام أثناء نومها، تضيء طريقها شمعة مرتجفة لا يقود نورها إلى أي مكان. كما كتب الخبير الشكسبيري يان كوت، الذي ربما يكون أفضل مفسّري شكسبير، فإن "ماكبث" "هي ليلة أُبعد عنها النوم؛ في أي من مآسي شكسبير لم يتحدث عن النوم كما في هذه المأساة. لقد قتل ماكبث النوم، ومن ثمّ لم يعد قادراً على بلوغه. لا أحد يستطيع النوم في كل اسكتلندا. ذهب النوم ولم يبق سوى الكوابيس".

يسعى جويل كوين إلى هذا الجوّ شبه الحلُمي، ليس فقط بالتصوير السينمائي للفرنسي برونو ديلبونيل (الذي كان عمل مع الشقيقين كوين منذ اتجاههما إلى كاميرات الديجتال) وإنما أيضاً، بشكل خاص، بالتصميم المسرحي والمضاد للطبيعية لمواقع الأحداث، والذي يؤكد على السجن الميتافيزيقي الذي تعيش فيه شخصياته. قلعة ماكبث - التي تبدو كأنها قطعة ديكور خارجة من أوبرا ما - هي سجنه المكين. حتى غرفة نومه تشبه زنزانة، بقضبانٍ ناشبة في السقف، هناك حيث تداوم الساحرات اللواتي أعلنّ مصيره المأسوي بإزعاج نومه، مثل نسور تنتظر الجيف. تذكّر الممرات اللانهائية الزاخرة بها مشاهد الفيلم، بتلك التي رسمها الإيطالي غورغيو دي شيريكو، بتلك الزوايا والأركان المزعجة الخالية من الحياة. كل شيء في هذا العالم عبارة عن مسارات فرار وخطوط انطلاق، ومع ذلك ليس لماكبث مكان يهرب إليه، ولا يمكنه الهروب من ضميره، كما يتضح من الطلقات/القعقعات المزلزلة المتكررة، حين يبدو أن السماء ستسقط عليه.

يصوّر جويل كوين "ماكبث" باعتباره كابوساً تعبيرياً بالأبيض والأسود، محصوراً داخل إطار صورة مربع تقريباً. القلعة التي صمّمها ستيفان ديشان هي شكل أكثر تجريداً من المبنى الحقيقي، تسوده خطوط واضحة وكفافية، وأيضاً في الأزياء التي صمّمتها ماري زوفريس، يلقي الضوء بظلال قوية، مثلما في رواية مصوّرة أو فيلم درامي صامت لكارل ثيودور دراير. من ناحية أخرى، فالمناظر الطبيعية، العالم الخارجي، بأشجاره الكسيحة أحادية اللون، يصعب استيعابها أو قبض مرامها، لتعمل في الأغلب كمستقطرات ضباب أو غشاوات متلألئة.
هذه الأسلبة المتطرّفة، هذه التعرية التقليلية، وإرادة التجريد الواضحة جداً. ربما تكون أكبر مشكلات الفيلم، أو على الأقل المشكلة التي تُدخله في تناقض مع النصّ المسرحي الذي يتغذّى منه. ربما لا مأساة دموية في أعمال شكسبير أكثر من "ماكبث"، لا شيء من بقية أعماله فيه الدمّ يلطخ الملابس والأيدي وأروقة الحكم، كما هنا، بينما ليس هناك ما هو أكثر نظافة وبرودة وأقل دموية من نسخة جويل كوين من "ماكبث". بالمقارنة، تكاد نسخة رومان بولانسكي توصف بالدموية، وحتى تلك النسخ السينمائية المصوّرة بالأبيض والأسود، مثل أفلام أورسون ويلز وأكيرا كوروساوا، تظلّ وحشية وفظيعة مقارنة بماكبث الأنيق والمركّب والفاتر، المزهو ببرودة صورته الديجيتال وألعاب الخداع البصري.

الشخصيتان الرئيسيتان أكبر سنّاً من معظم الاقتباسات الأخرى، ما يمنح أفعالهما الدافعة يأساً معيناً لم تحتج إليه المسرحية الأصلية. دينزل واشنطن، 66 عاماً، الذي لعب دور شكسبير بشكل متقطع طوال حياته المهنية، على خشبة المسرح والشاشة، يجسّد ماكبث كرجل معتدل وعقلاني يستحيل شخصاً سوسيوباثياً عبر رغبته في السلطة. يتلفّظ واشنطن بتلك السطور التي تعود إلى قرون كما لو كانت محادثة يومية، وهذا فقط جانب وحيد من جودة أدائه. فرانسيس مكدورماند، 64 عاماً، بعد سنة واحدة من ظهورها المتوَّج بالأوسكار في فيلم "نومادلاند" لكلوي تشاو، لا تحتاج سوى إيماءات صغيرة في هذا الدور المختلف تماماً، ليس أقلها في مونولوغ الليدي ماكبث أثناء سيرها في نومها، والذي قاد العديد من زميلاتها السالفات إلى مبالغات تمثيلية فائضة.

كل من مكدورماند وواشنطن يصقلان النصّ بانضباط الأداء وسلطة الحضور، لكن الـ"ميزانسين" يصيبهما أيضاً بهيراطيقيته ومحاولته إسباغ القداسة والجلال الكئيبين على عالم الفيلم. فهذا فيلم مسكون بأشباح قديمة، سواء تمثّلت في شخصياته أو في النصّ نفسه وتاريخه الثقافي. أضحت "مأساة ماكبث" خزانة رعب يؤمّها الراغبون في بعث كل الموتى الأحياء من التاريخ الثقافي للقرون الماضية، للنبش في آثارهم وتظهير انعكاساتهم في سياق تاريخي مختلف. يستحضرهم كوين بسحر البعبع الهادر، فيمكن للمتفرج رؤية طاغيته المُلحّ في صورة ماكبث. يبدو النص الشعري نفسه لجويل كوين ككيان شبحي، تجريداً مذهلاً يقابله جمالياً باشتغالٍ مخلص لروح العمل. ما لم يكن قادراً على فعله تماماً هو الحفر عميقاً في قاع النصّ، لفتح وجهات نظر مثيرة للاهتمام.

يفتقد المرء المزيد من الهذيان، والمزيد من اليأس، والمزيد من الجنون. يتأسّس الفيلم على محاولة لتكرار النصّ، ويستمر في مسعاه بأداء التلميذ الذي يدرس كثيراً ليعيد على مسامع معلّمه ما حفظه. احترام الكمال، عظيم ومحمود، لكن المرء يغادر الفيلم، مثلما يحدث بعد نهاية عرض مسرحي في أحد مسارح الدولة، حيث يغمغم كل فرد في الردهة جملة متعَبة لا علاقة لها بالموضوع، فقط للتخلّص فوراً مما شاهده لتوه.

على أي حال، هذا منطقي ومتناغم تماماً مع المفهوم العام الحاكم للفيلم، والذي، باستثناء بريندان غليسون في دور الملك دنكان المغدور سيئ الحظ، لديه طاقم تمثيل ثانوي قليل الأهمية، قليل القوة، حتى في المواضع التي تشتد الحاجة إليها، مثلما في ماكداف (كوري هوكينز)، الخصم الأخير لماكبث، الرجل الذي "لم يُولد من رحم امرأة". رأس آخر مقطوع، وتتناثر الدماء. بعد ذلك يذهب المرء إلى حال سبيله. ما يتبقى هو "ماكبث" مثير للإعجاب سمعياً وبصرياً. زخرفة رائعة فوقها تنفجر غيوم ضباب كثيفة بلا حدود.

(*) يُعرض حالياً في "آبل تي في بلس".

 

المدن الإلكترونية في

01.02.2022

 
 
 
 
 

البشــر بــلا رتــوش.. حديث «أوليفيا كولمان» عن المسكوت عنه

كتب جيهان الجوهرى

السينما متعة أم رسالة؟!. سؤال إجابته لدى صُناع الأفلام،  لكن أغلب مُحبى مشاهدة الأفلام لديهم نظرة أحادية لإجابة السؤال،  من وجهة نظرهم لا بد من رسالة أو هدف أو قضية فى المحتوى الفنى الذى يشاهدونه مُتجاهلين التفكير خارج الصندوق خاصةً أننا نعيش فى ظل المنصات الإلكترونية بما تحتويه من غزارة وتنوع فى المحتوى، يدفع الكثيرين لدفع اشتراك يمكنهم من مشاهدة ما يختارونه بإرادتهم.

وأريد هنا التوقف عند فيلم اليونانى the lost Doughter أو «الابنة المفقودة» لأوليفيا كولمان- الفائزة بالأوسكار عام 2019 عن دورها فى فيلم «the Favourite» بخلاف ترشيحها العام الماضى لأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «The Father» - داكوتا جونسون، جيسى باكلى، إيد هاريس، بيتر سارسجاد. تحت قيادة المُخرجة والمُمثلة والكاتبة الأمريكية ماجى جلينيهال.. الطريف أن مؤلفة الرواية الأصلية «إيلينا فيرانتى» وضعت شرط «أن يكون الإخراج لامرأة» لتحويل روايتها لفيلم سينمائى.

مبدئيا «the lost Doughter» تم عرضه بمهرجانات سينمائية عديدة وحتى كتابة هذه السطور حصد 26 جائزة بخلاف 90 ترشيحًا لجوائز مُختلفة.

وينتمى الفيلم الأول لـ«ماجى جلينيهال» لنوعية الدراما النفسية وفيه تنقلنا مُخرجته عبر مشاهد فلاش باك توضح فيها حياة الأم «أوليفيا كولمان» فى مرحلة شبابها والتى جسدتها «جيسى باكلى» بشكل متوازٍ مع مرحلة النضوج الذى تعيشه أوليفيا كولمن «ليدا» لنرى أداءً تمثيليًا مليئًا بالانفعالات الداخلية تعكس مشاعر وأحاسيس مُتضاربة ما بين الندم ورفضها الاعتذار لما ارتكبته فى حق أبنائها.

نرى كيف استخدمت «كولمان» تعبيرات وجهها ونظراتها وجسدها فى التعبير عن هذا النموذج السلبى من الأمهات الموجود بجميع المُجتمعات.

من أقوى مشاهد الفيلم ذلك الذى حدث فيه مواجهة بينها وبين إحدى نزيلات المُنتجع «داكوتا جونسون». عندما اعترفت لها بإخفائها «دُمية» طفلتها وقولها لها «أنا أُم غير صالحة».

الفيلم سلط الضوء على نوعية مُحددة من الأمهات دون أى لوم أو إدانة للأم واعتبر أنانيتها «اختيار». المؤكد أن الفيلم ملىء بالعناصر التى تستحق الاحتفاء بها أولها روعة أداء الست أوليفيا كولمن فى دور مُختلف، فى تصورى أنه أّهم أدوارها. وتستحق عنه الترشيح للأوسكار.

ثانياً وجود أسماء بحجم «جيسى باكلى»، «داكوتا جونسون» التى انسحبت من فيلم «لا تقلق حبيبى» من أجل الاشتراك فى هذا الفيلم

ثالثاً إننا أمام «ماجى جيلنيهال» المعروفة كمُمثلة مُحترفة، لكنها تُفاجئنا وتقدم أول أفلامها كمُخرجة وككاتبة سيناريو لفيلمها المأخوذ عن الرواية الأصلية للمؤلفة «إلينا فيرانتى» وأثبتت أنها على قدر المسئولية فى التعامل إخراجياً مع فيلم يتحدث بخصوصية شديدة عن الأمومة والمرأة بطريقة مُختلفة عن التى نشاهدها فى الأعمال السينمائية.

واستطاعت بحرفية التركيز بلقطات الزووم على وجوه بطلاتها إظهار المشاعر المكبوتة المُتضاربة خاصةً «أوليفيا كولمان» بطلة الفيلم.

ويُحسب لها إدارة هذه الأسماء من المُمثلين فى فيلمها الأول.

وأكرر نفس السؤال الذى طرحته فى البداية هل نجد فى «the lost Doughter» رسالة؟! بالطبع لا.. الرسالة أو الهدف من الفيلم السينمائى يا سادة ليس مكانه شاشات العرض المُختلفة، السينما فن للمُتعة بجميع عناصر العمل الفنى من تصوير لإضاءة لموسيقى لأداء ممثلين لأماكن تصوير.. إلخ.

«الفن» يسلط الضوء على بشر من لحم ودم يعيشون معنا وقد نرى أنفسنا بلا رتوش فى أى منهم، إذا احتوى العمل الفنى على رسالة أو هدف لا ضرر زيادة الخير «خيرين».

فى النهاية الفيلم السينمائى ملك للمُخرج برؤيته الفنية وقناعاته والمُتفرج له حق أصيل فى اختيار ما يشاهده.

 

صباح الخير المصرية في

02.02.2022

 
 
 
 
 

«البطل» لـ أصغر فرهادي..

هل يدخل القائمة المختصرة كأفضل فيلم دولي للأوسكار الـ 94؟

طهران ـ «سينماتوغراف»

كان المخرج الإيراني أصغر فرهادي يفكر في المفهوم الكامن وراء فكرة “البطل” قبل وقت طويل من بدء صناعة الأفلام. وفي الواقع جاءت الشرارة قبل أن يعرف حتى أنه سينتج فيلماً. فعندما كان طالب مسرح شاهد مسرحية بيرتولت بريخت “غاليليو” وأثارت فكرة عن الشخص الذي يقوم بعمل جيد، ويحقق صعوداً سريعاً ثم نزولاً أسرع. ومنذ ذلك الحين شرع يفكر في هذه المسألة.

سأل فرهادي من خلال المترجم ريان فرزاد “لماذا يحتاج المجتمع إلى جعل شخص ما بطلاً؟ وعندما يصبح شخصاً ما بطلاً، يبدو أنه يطلب من الآخرين أن يكونوا مثل هذا الشخص، وهو أمر غير واقعي لأن الناس لا يمكنهم أن يعيشوا حياة شخص آخر”. وكان فرهادي متردداً في شرح الكثير. وقال “لا أريد حقاً أن أجعل الجمهور الذي لم يشاهد الفيلم بعد يدخل بأفكار مسبقة”.

وفي الفيلم يعثر رجل مسجون بسبب دين وفي إجازة قصيرة على محفظة مفقودة من العملات الذهبية التي يعتقد هو وصديقته أنها قد تحل مشاكلهما. وعندما يكتشف أنها لا تكفي لتغطية الديون يسعى إلى العثور على مالكها.

في البداية، احتُفل به. لكن التناقضات بدأت في الظهور في قصته وتحولت الأكاذيب البيضاء الصغيرة إلى مشاكل.

وأراد فرهادي أن تكون الواقعية في فيلمه “البطل” أكثر عمقا مما كانت عليه في أفلامه الأخرى واعتزم في مرحلة أولى أن يختار فقط أناسا من خارج الممثلين، غير أنه في نهاية المطاف توصل إلى مزيج من أفراد غير ممثلين وممثلين مسرحيين لا خبرة لديهم في التصوير السينمائي وعدد قليل من الممثلين السينمائيين الذين دربهم كي يكونوا كغيرهم من غير الممثلين، مثل بطله أمير جديدي.

وعن اختيار هذا الممثل في دور رحيم قال فرهادي “كنا بحاجة إلى ممثل يحظى وجهه وجسده وكل شيء فيه برضا الجمهور من الوهلة الأولى، بسبب ما يتهدد هذه الشخصية، لأنها سلبية للغاية ولا يمكنها اتخاذ قرار بمفردها، ولا يمكن أن يكون هذا محبوبا لدى الجمهور”.

وأصبح الإنتاج أكثر صعوبة أثناء جائحة كوفيد – 19، لكن ذلك يعني أنه أمكن قضاء المزيد من الوقت في التدريبات وتحسين النص والشخصيات.

وبدأ فرهادي تصوير فيلم البطل “قهرمان” بالفارسية، في وقت بدا فيه أن الإصابات بكورونا آخذة في الانخفاض، ولكن سرعان ما عادت الحالات إلى الارتفاع مرة أخرى. حتى أنه عقد اجتماعات حول الإغلاق في مناسبات متعددة، لكن طاقمه أقنعه بالاستمرار.

ومع ذلك كان على فرهادي طلب المساعدة من خبراء التأثيرات المرئية لإزالة مئات الأقنعة رقميا في بعض اللقطات. ولاقى الفيلم استحسانا واسعا، وقد رشح فرهادي مرة أخرى في السباق على جوائز الأوسكار.

وأصبح “البطل” من بين 15 فيلماً في القائمة المختصرة لأفضل فيلم دولي، ومن المرجح أن يكون في آخر خمسة أفلام تتنافس على جوائز الأوسكار في دورتها الرابعة والتسعين. وسيعلن عن الترشيحات في الثامن من فبراير الجاري.

وفاز فرهادي مرتين من قبل عن فيلم “انفصال” في العام 2012 و”البائع” في العام 2018 عندما رفض حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار احتجاجاً على حظر السفر الذي استهدف دولا ذات غالبية مسلمة، بما في ذلك إيران.

وقبلت رائدة الفضاء الإيرانية أنوشه أنصاري الجائزة نيابة عنه في تلك الليلة، وقرأت بياناً كتبه، وقد ورد في هذا البيان “جاء غيابي احتراما لشعب بلدي وشعوب الدول الست الأخرى التي لم يحترمها القانون اللاإنساني الذي يحظر دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة”.

وقد يكون تمثيل إيران مسببا للمشاكل في بعض الأحيان أيضاً. وفي نوفمبر الماضي كتب المخرج الإيراني على إنستغرام أنه لا يريد أن تعتقد الحكومة الإيرانية أنه مدين لها لتقديم فيلمه لتمثيل البلاد في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وكتب أنه إذا كان الأمر كذلك، فعليهم عكس هذا القرار.

ومع ذلك يأمل فرهادي أن يستمر في صناعة الأفلام في إيران، ويقول “ولدت وتربيت هناك. من وجهة نظر عاطفية لدي صلات بالدولة. إن مكونات عقلي الباطن من هناك. لقد تمنيت دائما أن أصنع معظم أفلامي هناك. لكنني لست متأكدا مما إذا كان الحال سيبقى هو نفسه في المستقبل”.

وأصغر فرهادي هو مخرج سينمائي وكاتب ومنتج إيراني، ولد في عام 1972 بمدينة خميني شهر الواقعة في محافظة أصفهان، وبدأ اهتمامه بالسينما منذ سنوات مراهقته، ثم حصل على البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة طهران وحصل على الماجستير في التخصص نفسه من جامعة تربية مدرس.

وبدأ فرهادي العمل السينمائي سنة 1986 من خلال جمعية الشباب السينمائية في أصفهان، ومن 1986 حتى 2002 قام بصنع ستة أفلام قصيرة ومسلسلين للتلفزيون الوطني الإيراني. ولم يقتصر عمله على الإخراج وإنما تعمق في مسألة التأليف، فأغلب أعماله التي توالت بعد ذلك كانت من تأليفه.

أما عام 2002 فيعد أول بروز سينمائي له من خلال كتابة سيناريو فيلم “ارتفاعات منخفضة / ارتفاع بست”.

أما عن أهم عمل له وهو “انفصال نادر وسمين” فقد حصد الفيلم 30 جائزة من مهرجانات متعددة منها جائزة الأوسكار لأحسن فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2012، بجانب جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويعد أول فيلم إيراني يحصل على الجائزتين. أما بالنسبة إلى جوائز الأداء التمثيلي في مهرجان برلين ذاته فقد كانت جائزة الدب الفضي من نصيب كل من البطل والبطلة، إضافة إلى جوائز على صعيد المونتاج والتصوير وكذلك التأليف.

ويعرف عن فرهادي أنه تبنى نقداً لاذعاً لبنية المجتمع الإيراني عبر سلسلة الأفلام المتتالية التي بدأها في سنة 2002 سواء ككاتب سيناريو أو كمخرج، لاسيما أنه ينتمي إلى بلد تتخلّله الأزمات والتناقضات على أرض الواقع، حتى أنه لا يزال يبحث عن هوية واضحة المعالم تسير به نحو المستقبل.

 

موقع "سينماتوغراف" في

02.02.2022

 
 
 
 
 

فيلم أصغر فرهادي الجديد يكشف ولع المخرج بفكرة البطل

المجتمعات لم تتحرر بعد من حاجتها إلى جعل شخص ما "قهرمانا".

ربما لم يكن المخرج الإيراني أصغر فرهادي متأكدا من أن أفلامه ستحقق نجاحا واسعا ويفوز بعضها بالأوسكار، لكن التزامه بإنتاج سينما تعبّر صوتا وصورة وفكرا عن بلاده والأفكار الآتية من هناك، جعله “بطل” السينما الإيرانية الذي لطالما كان مولعا بفكرة البطل التي يبحث عنها المجتمع الإيراني الذي ينهشه انعدام الثقة بين أفراده.

طهرانكان المخرج الإيراني أصغر فرهادي يفكر في المفهوم الكامن وراء فكرة “البطل” قبل وقت طويل من بدء صناعة الأفلام. وفي الواقع جاءت الشرارة قبل أن يعرف حتى أنه سينتج فيلما. فعندما كان طالب مسرح شاهد مسرحية بيرتولت بريخت “غاليليو” وأثارت فكرة عن الشخص الذي يقوم بعمل جيد، ويحقق صعودا سريعا ثم نزولا أسرع. ومنذ ذلك الحين شرع يفكر في هذه المسألة.

سأل فرهادي من خلال المترجم ريان فرزاد “لماذا يحتاج المجتمع إلى جعل شخص ما بطلا؟ وعندما يصبح شخصا ما بطلا، يبدو أنه يطلب من الآخرين أن يكونوا مثل هذا الشخص، وهو أمر غير واقعي لأن الناس لا يمكنهم أن يعيشوا حياة شخص آخر”. وكان فرهادي مترددا في شرح الكثير. وقال “لا أريد حقا أن أجعل الجمهور الذي لم يشاهد الفيلم بعد يدخل بأفكار مسبقة”.

وفي الفيلم يعثر رجل مسجون بسبب دين وفي إجازة قصيرة على محفظة مفقودة من العملات الذهبية التي يعتقد هو وصديقته أنها قد تحل مشاكلهما. وعندما يكتشف أنها لا تكفي لتغطية الديون يسعى إلى العثور على مالكها.

في البداية، احتُفل به. لكن التناقضات بدأت في الظهور في قصته وتحولت الأكاذيب البيضاء الصغيرة إلى مشاكل.

فرهادي يتبنى نقدا لاذعا لبنية المجتمع الإيراني عبر سلسلة الأفلام المتتالية سواء ككاتب سيناريو أو كمخرج

وأراد فرهادي أن تكون الواقعية في فيلمه “البطل” أكثر عمقا مما كانت عليه في أفلامه الأخرى واعتزم في مرحلة أولى أن يختار فقط أناسا من خارج الممثلين، غير أنه في نهاية المطاف توصل إلى مزيج من أفراد غير ممثلين وممثلين مسرحيين لا خبرة لديهم في التصوير السينمائي وعدد قليل من الممثلين السينمائيين الذين دربهم كي يكونوا كغيرهم من غير الممثلين، مثل بطله أمير جديدي.

وعن اختيار هذا الممثل في دور رحيم قال فرهادي “كنا بحاجة إلى ممثل يحظى وجهه وجسده وكل شيء فيه برضا الجمهور من الوهلة الأولى، بسبب ما يتهدد هذه الشخصية، لأنها سلبية للغاية ولا يمكنها اتخاذ قرار بمفردها، ولا يمكن أن يكون هذا محبوبا لدى الجمهور”.

وأصبح الإنتاج أكثر صعوبة أثناء جائحة كوفيد - 19، لكن ذلك يعني أنه أمكن قضاء المزيد من الوقت في التدريبات وتحسين النص والشخصيات.

وبدأ فرهادي تصوير فيلم البطل “قهرمان” بالفارسية، في وقت بدا فيه أن الإصابات بكورونا آخذة في الانخفاض، ولكن سرعان ما عادت الحالات إلى الارتفاع مرة أخرى. حتى أنه عقد اجتماعات حول الإغلاق في مناسبات متعددة، لكن طاقمه أقنعه بالاستمرار.

"البطل" من المرجح أن يكون في آخر خمسة أفلام تتنافس على الأوسكار في فئة الأفلام الدولية

ومع ذلك كان على فرهادي طلب المساعدة من خبراء التأثيرات المرئية لإزالة مئات الأقنعة رقميا في بعض اللقطات. ولاقى الفيلم استحسانا واسعا، وقد رشح فرهادي مرة أخرى في السباق على جوائز الأوسكار.

وأصبح “البطل” من بين 15 فيلما في القائمة المختصرة لأفضل فيلم دولي، ومن المرجح أن يكون في آخر خمسة أفلام تتنافس على جوائز الأوسكار في دورتها الرابعة والتسعين. وسيعلن عن الترشيحات في الثامن من فبراير الجاري.

وفاز فرهادي مرتين من قبل عن فيلم “فراق” في العام 2012 و”البائع” في العام 2018 عندما رفض حضور حفل توزيع جوائز الأوسكار احتجاجا على حظر السفر الذي استهدف دولا ذات غالبية مسلمة، بما في ذلك إيران.

وقبلت رائدة الفضاء الإيرانية أنوشه أنصاري الجائزة نيابة عنه في تلك الليلة، وقرأت بيانا كتبه، وقد ورد في هذا البيان “جاء غيابي احتراما لشعب بلدي وشعوب الدول الست الأخرى التي لم يحترمها القانون اللاإنساني الذي يحظر دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة”.

وقد يكون تمثيل إيران مسببا للمشاكل في بعض الأحيان أيضا. وفي نوفمبر الماضي كتب المخرج الإيراني على إنستغرام أنه لا يريد أن تعتقد الحكومة الإيرانية أنه مدين لها لتقديم فيلمه لتمثيل البلاد في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وكتب أنه إذا كان الأمر كذلك، فعليهم عكس هذا القرار.

ومع ذلك يأمل فرهادي أن يستمر في صناعة الأفلام في إيران، ويقول “ولدت وتربيت هناك. من وجهة نظر عاطفية لدي صلات بالدولة. إن مكونات عقلي الباطن من هناك. لقد تمنيت دائما أن أصنع معظم أفلامي هناك. لكنني لست متأكدا مما إذا كان الحال سيبقى هو نفسه في المستقبل”.

فرهادي أراد أن تكون الواقعية في فيلمه "البطل" أكثر عمقا مما كانت عليه في أفلامه الأخرى

وأصغر فرهادي هو مخرج سينمائي وكاتب ومنتج إيراني، ولد في عام 1972 بمدينة خميني شهر الواقعة في محافظة أصفهان، وبدأ اهتمامه بالسينما منذ سنوات مراهقته، ثم حصل على البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة طهران وحصل على الماجستير في التخصص نفسه من جامعة تربية مدرس.

وبدأ فرهادي العمل السينمائي سنة 1986 من خلال جمعية الشباب السينمائية في أصفهان، ومن 1986 حتى 2002 قام بصنع ستة أفلام قصيرة ومسلسلين للتلفزيون الوطني الإيراني. ولم يقتصر عمله على الإخراج وإنما تعمق في مسألة التأليف، فأغلب أعماله التي توالت بعد ذلك كانت من تأليفه.

أما عام 2002 فيعد أول بروز سينمائي له من خلال كتابة سيناريو فيلم “ارتفاعات منخفضة / ارتفاع بست”.

أما عن أهم عمل له وهو “انفصال نادر وسمين” فقد حصد الفيلم 30 جائزة من مهرجانات متعددة منها جائزة الأوسكار لأحسن فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2012، بجانب جائزة الدب الذهبي لأحسن فيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ويعد أول فيلم إيراني يحصل على الجائزتين. أما بالنسبة إلى جوائز الأداء التمثيلي في مهرجان برلين ذاته فقد كانت جائزة الدب الفضي من نصيب كل من البطل والبطلة، إضافة إلى جوائز على صعيد المونتاج والتصوير وكذلك التأليف.

ويعرف عن فرهادي أنه تبنى نقدا لاذعا لبنية المجتمع الإيراني عبر سلسلة الأفلام المتتالية التي بدأها في سنة 2002 سواء ككاتب سيناريو أو كمخرج، لاسيما أنه ينتمي إلى بلد تتخلّله الأزمات والتناقضات على أرض الواقع، حتى أنه لا يزال يبحث عن هوية واضحة المعالم تسير به نحو المستقبل.

 

العرب اللندنية في

03.02.2022

 
 
 
 
 

«دون» و«ذا باور أوف ذا دوج» يتصدران ترشيحات جوائز بافتا 2022

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تصدر فيلم الخيال العلمي “دون” للمخرج دوني فيلنوف، وفيلم الويسترن “ذا باور أوف ذا دوج” لجين كامبيون، الترشيحات لجوائز “بافتا” السينمائية البريطانية لهذا العام، بحصولهما على 11 و8 ترشيحات على التوالي، على ما أعلن المنظمون اليوم الخميس.

ويتنافس العملان على جائزة أفضل فيلم مع فيلم السيرة “بلفاست” لكينيث براناه، و”دونت لوك أب” عن نهاية العالم للمخرج آدم ماكاي، و”بيتزا ليكوريس” لبول توماس أندرسون والذي تدور أحداثه في سبعينيات القرن الماضي.

ونال “بلفاست” ستة ترشيحات، بينما حصل فيلم جيمس بوند الأخير “نو تايم تو داي” على خمسة ترشيحات، وكذلك فيلم “ليكوريس بيتزا” و”ويست سايد ستوري” لستيفن سبيلبرج.

ورُشح بنديكت كامبرباتش بدور كاوبوي مضطرب في فيلم المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون للفوز بجائزة أفضل ممثل، جنباً إلى جنب مع ليوناردو دي كابريو عن دوره في “دونت لوك أب”، بينما حصل ويل سميث على أول ترشيح له لجائزة بافتا عن دوره كوالد ومدرب بطلتي التنس الشقيقتين فينوس وسيرينا وليامز في فيلم “كينج ريتشارد“.

ولم يحصل دينزل واشنطن على أول ترشيح لجائزة بافتا رغم الآراء الإيجابية للنقاد على دوره في فليم “ذي تراجيدي أوف ماكبث“.

ونالت ليدي غاغا ترشيحاً لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “هاوس أوف جوتشي” لريدلي سكوت، شأنها في ذلك شأن زميلتها الموسيقية الأمريكية ألانا هايم عن أدائها في “ليكوريس بيتزا“.

ولوحظ غياب أوليفيا كولمان عن الترشيحات رغم دورها في “ذي لوست دوتر”، وكذلك الأمر مع كريستين ستيوارت التي جسدت شخصية ديانا أميرة ويلز في فيلم “سبنسر“.

وتم ترشيح أفلام “بلفاست” و”هاوس أوف جوتشي” و”نو تايم تو داي” لنيل جائزة الفيلم البريطاني المتميز في مسابقة هذا العام التي سيتم الإعلان عن الفائزين بها خلال حفل في قاعة ألبرت الملكية في لندن في 13 مارس.

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.02.2022

 
 
 
 
 

فيلم Dune يحصد 11 ترشيحًا لجوائز الـ BAFTA.. تعرف على أبرز الترشيحات

كتب علي الكشوطي

علي عكس التوقعات بشأن فيلم جيمس بوند الأخير وكونه سيكون صاحب النصيب الأكبر في ترشيحات الـBAFTA، جاءت الترشيحات الأكثر من نصيب فيلم Dune والذي حصد 11 ترشيحا دفعة واحدة، حيث أعلنت منذ قليل القائمة القصيرة للترشيحات ونذكر أبرزها كالتالي.

أفضل فيلم

Belfast

Don’t Look Up

Dune

Licorice Pizza

The Power of the Dog

 

أفضل فيلم بريطاني

After Love

Ali & Ava

Belfast

Boiling Point

Cyrano

Everybody’s Talking About Jamie

House of Gucci

Last Night in Soho

No Time to Die

Passing

 

أفضل فيلم أجنبي

Drive My Car

The Hand of God

Parallel Mothers

Petite Maman

The Worst Person in the World

 

أفضل فيلم وثائقي

Becoming Cousteau

Cow

Flee

The Rescue

Summer of Soul

 

أفضل فيلم أنيميشن

Encanto

Flee

Luca

The Mitchells Vs the Machines

 

أفضل مخرج

After Love

Drive My Car

Happening

Licorice Pizza

The Power of the Dog

Titane

 

أفضل سيناريو

Being the Ricardos

Belfast

Don’t Look Up

King Richard

Licorice Pizza

 

أفضل سيناريو مقتبس

Coda

Drive My Car

Dune

The Lost Daughter

The Power of the Dog

 

أفضل ممثلة

ليدي جاجا

ألانا حاييم

إيمليا جونز

ريناتي رينسف

جوانا سكانلان

تيسا طومبسون

 

أفضل ممثل

عديل أختار

ماهرشالا علي

بيندكت كامبرباتش

ليوناردو دي كابريو

ستيفن جراهام

ويل سميث

 

أفضل ممثلة مساعدة

كاترينا بالف

جيسي باكلي

اريانا ديبوز

آن دود

أونجانو إيلز

روث نيجا

 

أفضل ممثل مساعد

مايك فيست

كيران هايندز

تروي كوتسور

ودي نورمان

جيسي بليمنز

كودي سميت-ماكفي

 

أفضل تصوير

 Dune 

 Nightmare Alley

 No Time to Die”

 The Power of the Dog

 The Tragedy of Macbeth

 

اليوم السابع المصرية في

03.02.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004