ملفات خاصة

 
 
 

"بيت غوتشي".. كيف يدير العرّاب بيت الأناقة الإيطالية؟

محمد بنعزيز

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

اقتحم المخرج ريدلي سكوت عالم الموضة بعد أن حصل على تمويل نادر ليحكي سيرة شخصية حقيقية عاشت في مجال ذي جاذبية رهيبة، شخصية ماوريسيو غوتشي (أداء آدام درايفر). وكعادته ينتقي المخرج الإنكليزي سير شخصيات معروفة للمتفرج ليقتبسها للسينما كما في أفلامه غلادياتور، 2000 وروبين هود، 2010. وهنا يتناول حياة غوتشي، وهو شخصية قوية ورمز الأناقة الإيطالية، بل والعالمية.

يدخل المتفرج عوالم شركة موضة راقية تخضع لنمط تسيير شخصية العراب المهيمنة. تجري إدارة ثروة العائلة بقواعد فيودالية وقبل رأسمالية، وهذا تصوير لإيقاع عيش نخبة مصابة بهوس الثراء والترقي الاجتماعي ومراكمة المال والنفوذ القابل للتوريث للأولاد، وفجأة تدخل شخصية جديدة هذا العالم الغريب عنها.

وصلت الشابة باتريسيا (أداء الليدي غاغا) محملة بأمنية وتناضل لتحقيقها. من الجيد حكي سيرة شخصية فقيرة طموحة، تتحرك في القاع لتصعد إلى السطح، لكي يصيبها الضوء. وضع الشخصية تحت أضواء الكاميرا هو وضعها تحت اختبار النار.

"يدخل المتفرج عوالم شركة موضة راقية تخضع لنمط تسيير شخصية العراب المهيمنة. تجري إدارة ثروة العائلة بقواعد فيودالية وقبل رأسمالية، وهذا تصوير لإيقاع عيش نخبة مصابة بهوس الثراء والترقي الاجتماعي"

صارت الزوجة أكثر حضورًا في فيلم يفترض أن يحكي سيرة زوجها، وهي تبحث عن نفوذ أكبر. تم تطوير الشخصية بأفعالها وهي تتفاعل مع شخصيات مختلفة في السلوك والمعجم مما يتسبب في مصادمات بسبب الأهواء والمخاوف والمصالح الضيقة... نتابع شخصيات تحرّكها نوازع الجشع والخوف والطموح والثأر... نتابع استدارة الشخصية وهي تنقلب على تحالفاتها بحثًا عن مصالحها... الإغراء المالي يُعمي.

كان العراب يقدّس العائلة، لكنها تحطمت بسبب الأنانية، وحين تواجه مؤسسة العراب صعوبات في الاستمرار تفتح رأسمالها لمساهمين غرباء عن العائلة يفرضون تغيير قواعد التسيير... هذا يحطم صورة العراب.

لا تعمل الشركة بسلاسة حين يغيب المالك المدير العراب. كان الوريث ماوريسيو في مواجهة الأعداء الأجانب والأعداء الداخليين... يناور ماوريسيو ويتقدم، هناك كائن معاد كامن يحاول القضاء على البطل.

من هذا المعادي؟

كان الأعداء الداخليون هم من أضرّوا بصورة شركة غوتشي. هكذا نكتشف في النصف الثاني من الفيلم الجانب المظلم في الشخصية الرئيسية، إنه نسخة من أهله. هنا الجميع أوغاد بالفعل أو بالتواطؤ. هذا مشوق. قال ماركيز في كتابه ورشة سيناريو "إن المتفرجين يحبون حكايات الأوغاد"، لذا لا مكان للبشر الملائكة في الأفلام.

تأسست دار غوتشي في 1921 من طرف مبدع تصاميم... وصارت حقائب الدار وملابسها أشهر من مؤسسها، ملابس رمز للرقي والذوق. من يلبس من بيت غوتشي برجوازي متفوق. تمثل عارضة الأزياء نموذجًا لجمال المرأة المطلق المتفوق في الاستعراض بفضل أزياء مبتكرة... أزياء شكلت ذوق شابات القرن العشرين اللاتي ارتدين ملابس مستوحاة من اللوحات الجديدة وصارت هؤلاء الشابات معجبات بالفنانين أكثر من إعجابهن بضباط الجيش، حسب إريك هوبسباوم في كتابه "عصر التطرفات"، وهذا الإعجاب بعيد عن ذوق آنا كارينينا 1877م، والتي كانت معجبة بالضباط الوسيمين وبذلاتهم الزاهية.

"كان الأعداء الداخليون هم من أضرّوا بصورة شركة غوتشي. هكذا نكتشف في النصف الثاني من الفيلم الجانب المظلم في الشخصية الرئيسية، إنه نسخة من أهله. هنا الجميع أوغاد بالفعل أو بالتواطؤ"

يحكي سكوت سيرة واحد من رواد الموضة، وهم نخبة مجهرية ذات نفوذ هائل. يمثل مجال الفن والموضة أرستقراطية العصر الحديث التي تسْحر العامّة.

يحكي الفيلم صراع الحب والمال في سيرة عائلة، مؤامرات الورثة ضد بعضهم، وشايات عن مبيعات غير مصرح بها... الميكيافيلية في عالم الأعمال... الأناقة والرفاهية، القيم التي صارت تنمّط أحلام البشر. قيم الاستهلاك تجعل من حب الثراء والأنانية سلمًا للوصول حتى بدوس رقاب الأخرين؛ أنا أملك وألبس غوتشي إذًا أنا موجود.

يسيّر العرّاب شركة العائلة كمزرعة. وحين يرثها أبناؤه المرفهون أكثر مما يجب فإن الغرباء يفترسون الإرث الجمالي لمنزل غوتشي house of gucci، وهكذا يتبدد مجد السلالة.

يحكي سكوت هنا قصة شخصية معروفة وتستغرق زمنًا طويلًا وتجري في أمكنة متعددة متباعدة مما يجعل السرد مملًا. توجد الكاميرا في المكان التقليدي المتوقع على علو قامة إنسان. ولقد تجنب المخرج كل مغامرة أسلوبية واتبع إخراجًا عضويًا أكثر منه إخراجًا فنيًا.

يحكي فيلم "بيت غوتشي" تطورات الحب المتبادل بين باتريسيا وماوريسيو غوتشي في سرد خطي متسلسل ذي إيقاع رتيب، بما أن أحداث حياة الشخصية الرئيسية معروفة فإن المتعة لا تنبع من التشويق بل من تخيل المتفرج لنفسه وهو يعيش في تلك الفيلات ويقود تلك السيارات صحبة عارضات الأزياء الفاتنات... ولقد أنقذ الكاستينغ الفيلم، فكانت الليدي غاغا في النصف الثاني أكثر حضورًا... آل باتشينو في موقع غير قابل للاستبدال في الكاستينغ... أداء آدام درايفر مقنع وهو يقدم شخصية مترددة تبحث عن الهدوء ثم تتحول إلى الهوس بالسلطة الثراء... غطى الشعر المسدل والنظارات الكبيرة وجه آدام درايفر مما قلل من ظهور حركات وجهه في أدائه... كان حضور الزوجة أقوى منه، كانت حوافزها أكثر وضوحًا، لكن الزوجة القادمة من بيئة بسيطة لم تتحمل ضغط الشهرة فانهارت.

"يحكي الفيلم صراع الحب والمال في سيرة عائلة، مؤامرات الورثة ضد بعضهم، وشايات عن مبيعات غير مصرح بها... الميكيافيلية في عالم الأعمال... الأناقة والرفاهية، القيم التي صارت تنمّط أحلام البشر"

بلغت دار غوتشي أوجها في منتصف القرن العشرين، وحين حاول غوتشي الابن إدخال تغييرات في تصاميم الفساتين وألوانها مثّل ذلك صراع أجيال على مستوى الذوق وطرق التسيير، كانت تلك الملابس جزءًا أساسيًا من التاريخ الثقافي والطبقي للقرن العشرين. بعد منتصف القرن قوّض البوب أرت pop art الصادم الفاقع والهجين طبقيًا وعرقيًا ذوق النخبة وفتح آفاقًا أرحب للجمال... للجماهير وليس للنخب فقط. وعبّر المؤرخ إريك هوبسباوم في كتابه "عصر التطرفات" عن دهشته من الحس الفني لمصممي الأزياء ورجال الموضة الذين يتنبؤون بمستقبل الذوق رغم أنهم لا يعرفون التحليل ويعترف بتواضع أنهم يتجاوزون توقعات مؤرخي الثقافة في معرفة الأشياء الآتية واستباق الموجات الطليعية الفنية ومطالب الجمهور.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

12.01.2022

 
 
 
 
 

Succession... أصنام الشركة في صراع مع الاصطفاء الطبيعي

لينا الرواس

يصور مسلسل Succession، الذي انتهى عرض موسمه الثالث أخيراً، قصة "نجاح" حدثت في وقت سابق، أبطالها عائلة روي، وعلى رأسهم المدير التنفيذي لشركة "وايستار رويكو"، الوالد، والسلطة البطريركية؛ لوغان روي (براين كوكس).

ما يميز هذه القصة عن غيرها من قصص الثراء المتلفزة، هو أنها حقيقية إلى أبعد الحدود، فلا الاستيقاظ باكرًا، ولا وضع قائمة بأهداف عشرة، ولا حتى العمل الجاد، سيفي أي منها بالغرض. غريزة القاتل وحدها، كما توصف على لسان شخصيات مسلسل Succession، هي كل ما يتطلبه الأمر، لكن "ربما.. ليس في هذا الزمن"، عبارة وردت على لسان لوغان المشكك دومًا في قدرة ابنه كيندال (جيريمي سترونغ) على خلافته، نظرًا لافتقاده غريزة القاتل تلك.

يرصد المسلسل فترة انتقالية، إذاً، في حياة الشركات التجارية في الولايات المتحدة، لتغدو الخلافة بمفهومها الأوسع موضوعًا أساسيًا في بحث صناع المسلسل؛ إذ يلقي العمل نظرة فاحصة على الإرث المادي والرمزي، كالذي تمتلكه عائلة روي، بوصفه امتدادًا طبيعيًا للثروات المحصلة في ثمانينيات الولايات المتحدة، خاصة خلال عهد رونالد ريغان، وكيفية تفاعله مع عالم اليوم، بكل ما فيه من منعطفات حادة طرأت على مستوى السياسة والثقافة والاقتصاد، وعلى مفهوم وشكل الثروة والرفاه أيضًا.

فمنذ الموسم الأول للمسلسل، تخوض أصنام شركة "وايستار" صراعًا مع فكرة اصطفائها الطبيعي بفعل نمو شركات التيك وانخفاض قيم أسهمها. ينتقل الصراع بعدها ليتركز بين الابن والأب، ويتضاعف مرة ثالثة على إثر فضيحة الرحلات البحرية وادعاءات التحرش الجنسي التي نفذها رؤساء ومدراء في "وايستار" بحق موظفيهم خلال فترة "لم تجرِ فيها الأمور كما باتت تجري الآن". يشير لوغان عبر تلك الجملة المفتاحية في فهم المسلسل إلى تغير المنظومة الاقتصادية عن تلك التي عهدها منذ الثمانينيات، ففي حين لعب الاقتصاد سابقًا دور المؤثر الأكبر على الواقع الاجتماعي، بات اليوم يتأثر به أيضًا، وظهرت علوم حديثة، كالاجتماع السياسي والاقتصاد الاجتماعي، مهمتها دراسة ذلك الأثر المتبادل بين فروع السياسة والاقتصاد والمجتمع.

من هذه الزاوية فقط، نرى أن معظم أزمات شركة "وايستار" تبدو وكأنها نابعة عن عجز أيديولوجي يمنعها من مجاراة عصرها. صحيح أن بعض الأمور لا يمكن أن تتم إلا على طريقة "الديناصور" البالية، (بكلمات ابنة لوغان، شيفون، الثائرة على نهجهه المتآكل)، إلا أن تلك الانتصارات الصغيرة لا تنفي حقيقة أن إدارة لوغان الأثرية، وكل ما تستند إليه من مرجعيات سياسية وفكرية، أوشكت أن تنتهي صلاحيتها، باتت مهددة بالزوال ما لم تتكيف مع معطيات اليوم، أمر يفلح لوغان في فهمه آخر الموسم الثالث؛ إذ يبيع شركته، في حركة مغايرة لكل ما يتوقعه جمهور المسلسل من رجل يرفض دعم مرشح رئاسي لتردده في إحضار الكوكاكولا بعد منتصف الليل، متخليًا عن شركته بما هي قيمة معنوية ثابتة، وأخرى مادية مستمرة في الهبوط، مستسلمًا لـ ماتسن، الشاب اليافع مبتكر تكنولوجيا "غوجو". إلا أن لوغان يدرك جيدًا أن هزيمته المفترضة عبر بيع الشركة، ليست في واقع الأمر إلا نصرًا مقنعًا يكسبه هو وشركته ميزات أكبر على المدى البعيد. نهاية سوداوية تثبت أن رأس المال يربح في كل مرة، فالعجوز المتعند، الأب الصعب، والمدير المتعجرف، الذي نشهد طوال المسلسل على سلوكياته المتغطرسة، يؤكد في آخر الأمر أن ولاءه الأول ليس لمظاهر القوة والصلابة التي يفيض بها على طول المواسم الثلاثة، ولا حتى لاسم العائلة أو لأبنائه، بل لمشروعه الربحي المهدد بالانقراض

أمر آخر يركز عليه بحث المسلسل، ألا وهو انعكاس علاقات الإنتاج على العلاقات الاجتماعية والأسرية، وربما اعتباره سببًا أساسيًا في تفكك أسرة روي؛ لا ذكريات لأطفال روي مع والدهم، لا عشاءات تخلو من أحاديث العمل، لا خدمات تُقدم بلا أثمان، لا مناصب مجانية، أما العاطفة الإنسانية فهي ثانوية جدًا أمام مصالح العمل.

ولا ينحسر أثر تلك الاخلاقيات على سوء العلاقة بين أفراد الأسرة ومحيطها فحسب، بل يمتد ليشمل بيئة العمل المدارة من قبل ذات الأشخاص المضطربين، ما يجعلنا نتساءل طوال المسلسل عن مدى فاعلية مفهوم "الشركة المدارة عائليًا" family business، حيث تجتمع العائلة والمصلحة ويتفاعلان في فضاء واحد. الخيانات الداخلية، انعدام الثقة، والانتكاسات المتكررة داخل مجلس الإدارة، التي يحتمل مسؤوليتها عامة الناس في معظم الأحيان، تؤكد أن نظام الإدارة الأسري ليس تمامًا كما يبدو، وأن آل روي لا يصنعون نظام الشركة الوحشي فحسب، بل يعيد هو الآخر صنعهم أيضًا وفق سلسلة غير منتهية من الأثر المتبادل.

معظم أزمات شركة "وايستار" تبدو وكأنها نابعة عن عجز أيديولوجي يمنعها من مجاراة عصرها

لا ينفصل فضاء العمل عن ذلك الحميمي.. أمر يشير إليه صناع المسلسل عبر خيارات إخراجية وتمثيلية متقنة، فحتى داخل جدران منزل آل روي، لا نرى عائلة، بل مجلس إدارة يقيم في كل مكان يتوجه إليه غرفة اجتماع، وإذا ما دققنا النظر، نلحظ أننا قلة ما نرى أياً من شخوص المنزل ترتدي ملابس منزلية، باستثناء تلك المرة التي يدخل فيها كيندال حمام والده ليضعه في موقف هش مسلمًا إياه ورقة الاستحواذ على الشركة، وكأن كيندال تمكن من والده فقط عندما ظهر بهيئة "الآدمي"، الأب المجرد من كل أسلحته.

لا ينبذ لوغان عن نفسه صفة الأب فقط، بل يشجع أبناءه بشتى الطرق الواعية وغير الواعية على الانفلات من موقعهم كأبناء له، وأخوة لبعضهم بعضاً. أمر يبرز بوضوح مع المشهد الأول من الموسم الأول، حين يتنزع لوغان من ابنه حق الخلافة لمجرد حضوره حفل عيد ميلاد والده. الابن الجيد، "الرقم واحد"، كما يصفه لوغان، هو فقط من بوسعه إدارة الشركة بواسطة "غريزة القاتل" نفسها، ما يفسر ابتسامته حال سماعه خبر خيانة كيندال له نهاية الموسم الثاني.

الموضوعة ذاتها تظهر بشكل صارخ عبر علاقة توم (ماثيو ماكفادين) بشيفون (ساره سنوك)، بدءًا من زواجها الصوري به، إلى استخدامها له متى ما دعت الحاجة، وصولًا إلى انحيازه إلى جانب والدها تعبيرًا عن استيائه من علاقتهما العاطفية. أمر لم يكن توم نفسه ليفعله مع الموسم الأول، إلا أن تعاليم آل روي بدأت تأتي بمفعولها مع مرور الوقت. أما غريغ (نيكولاس براون)، أحد أقرباء عائلة روي، فأر التجارب الخاص بتوم، والمثال الحي على الإنسان الوصولي، فلم يكن له أي وجود فعلي ضمن عائلة روي، إلا عند ظهوره كممثل عن جده حامل الأسهم.

لا يختلف أبناء لوغان عنه عندما تتعرض مصالحهم الشخصية للخطر

لا تسقط التفاحة بعيدًا عن الشجرة، كذلك لا يختلف أبناء لوغان عنه عندما تتعرض مصالحهم الشخصية للخطر؛ فناهيك عن معرفتهم الصامتة بأفعال التحرش الجنسي ضمن الشركة، يتصرف الأبناء بشكل مخيب للآمال في كل مرة تسنح لهم الفرصة للتمرد؛ شيف تتخلى عن عملها السياسي حالما يتاح لها وضع يديها على الشركة، وتقنع فتاة بالعزوف عن الشهادة في دعوى التحرش الجنسي المقامة ضد الشركة، ثم تناقش مع زوجها توم خوض علاقة جنسية ثلاثية مع إحدى العاملات على يخت تمتلكه العائلة، متجاهلة أن أخطاء كهذه هي التي أوقعت الشركة في مأزقها الأخلاقي الحالي. أما رومان (كيران كولكين)، فيدعم مرشحًا رئاسيًا فاشيًا، ويشي باحتمالية تنظيم نقابة في إحدى الشركات، وكيندال النصير الوفي للثقافات البديلة ليس في حقيقة الأمر إلا باحثًا عن سوق جديد ينافس عبره سوق والده المترهل.

وبعيدًا عما يحمله المسلسل من حوارات مذهلة ولغة مدروسة بعناية، يجتهد صناع "سكسشين" في تصميم جمالياته وفقًا لما يتناسب مع أفكارهم عن النص أيضًا، فالديكور المتقشف، المكياج غير الملحوظ، الأزياء الهادئة والخالية من أي بهرجات لونية، تقدم تأويلًا بصريًا مهمًا لمفهوم الثراء المعاصر، وكأن البساطة التامة وانعدام التكلف في التزيين هو صيحة جديدة في عالم الرفاه، و"مسألة ذوق" لا يفهمها إلا الأثرياء.

في ذات السياق، تلعب الكاميرا في "سكسشين" دورًا مهمًا، يصل إلى حد اعتبارها شخصية إضافية تتحرك ضمن فضاء الشخصيات الأساسية، تخبرنا ما ينبغي أن نعرفه، وبما هو خفي في بعض الأحيان؛ إذ يستخدم آدم مكاي، وهو منتج The Big Short وVice، أسلوب السينما الوثائقية في السينماتوغرافي الخاصة بالمسلسل، فيستعين بالكاميرا المحمولة ليتنقل بين الشخصيات بميكانيكية أقل، هدفها محاكاة حركة إنسان فعلي لا يعرف من قد يتحدث لاحقًا، ويكثر من استخدام تقنية الـ close up، ليعطي الانطباع بوجود شخص مراقب للحدث، فتقترب الكاميرا من وجه شخصية ما لترصد ما تتوقعه منها من رد فعل، وأحيانًا كثيرة تُخذل، فلا تلقى إلا تحديقة صامتة أو التفاتة في الوجه. إن تلك المعرفة الجزئية للمصور بالأحداث هي بالضبط ما يجعل حديثًا بين ثلاثة أو أربعة أشخاص أمرًا جديرا بالرؤية والمتابعة.

سيتواصل Succession في موسم رابع، رافعًا سقف التوقعات عما قد يقدمه لاحقًا، ومعه احتمالية وقوعه في فخ التجارية، خاصة بعد الإقبال الكبير الذي شهده المسلسل في حلقاته الأخيرة. إلا أن المسلسل الجديد ما زال، حتى اليوم، يثبت أن صنعة المسلسلات التلفزيونية باتت أمرًا يناهز في جمالياته وجديته فن الشاشة الكبيرة.

 

####

 

Succession: غرق في حوض استحمام فارغ

محمد استانبولي

كان الموسم الثالث من مسلسل Succession، واحداً من أكثر الأعمال المنتظرة، التي تسبب فيروس كورونا بتأجيلها؛ فعلاوةً على النقطة المتوترة التي توقف عندها الموسم الثاني، وشكلت ما يشبه إعلان الحرب، شكلت سنة الانتظار الإضافية فرصة للعديد من المتابعين الجدد لكي يشاهدوا العمل ويترقبوا موسمه الجديد، وماذا سيقدم ليكمل حكايةً وصلت إلى مستوى يبدو للوهلة الأولى أنه سيتطلب حدة وسرعة تفوق تلك التي ميزت الموسمين السابقين.

اليوم، ومع نهاية الموسم الثالث، وحصوله على جائزة "غولدن غلوب" لأفضل عمل درامي، يمكن للمشاهد أن يعود ويتأمل المسار العام بهدوء، بعيداً عن انتظار صدور الحلقات مرة كلّ أسبوع، كوحدات منفصلة، ويبحث عن طابعٍ أو سمة عامين لهذا الموسم وكيف يرتبط بما سبقه.

الغرق والتحلل والتحول

كما أشرنا في البداية، ساد اعتقاد أن الموسم الثالث سيكون أكثر سرعةً وكثافة، تماشياً مع المستوى الذي رسمته نهاية الموسم الثاني وشكل الصراع ضمن الأسرة. إلا أن الموسم الثالث لا يمشي وفقاً لإيقاع كهذا، فباستثناء ما يجري في بدايات الموسم، سيعرف المشاهد أنّ العمل في هذه المرحلة يلتفت نحو زوايا أخرى، وأن الإجابة الحاسمة والشافية عن السؤال الذي طرح بنهاية الموسم المنصرم لن تحضر بالضرورة (وذلك في حال كان السؤال نفسه لا يزال يُطرَح).

فمنذ الحلقة الأولى، نجد كيندال وقد أغرق نفسه في حوض استحمام فارغ، بعيداً عن أي تصور للمحارب الذي يفترض أن نلمحه. تعطي هذه الإشارة لمحةً عما يجب أن نتوقعه، فرغم كل محاولات إثارة الضجيج التي يحدثها كيندال بشكلٍ متقطع، يبدو الابن الأكبر (من الزواج الثاني، كما يؤكد كونور بقوة)، أنّه أقرب إلى تدمير ذاته هذا الموسم من أي محاولة لتدمير أبيه أو أي خصمٍ آخر.

وبينما لا يمكن اعتبار هذا المسار جديداً، بل ملازماً لشخصية مثل كيندال، فإنه في الموسم الثالث يطبع هذه الشخصية بسمتها الرئيسية. فحتى خلال الحلقات الأولى، حين كان التحقيق في ممارسات الشركة لا يزال يحظى بثقله ويهدد الوضع القائم، كان كيندال - المنتشي بما يفعله - يبدو كلّ مرة كأنّه على وشك ضرب كلّ ما قام به سابقاً، ومعه فرق المحامين واختصاصيي "الصورة"، حتى يصل إلى الهوس بتدمير صورته افتراضياً. وعلى أثر الصدمات الأكثر قوة، كرسالة شقيقته شيف، وفشل مساعيه والمواجهة مع لوغان، فإن نزعة التدمير هذه تعود وتهدد كيانه الفيزيائي، إلى أن يصبح الغرق مادياً وحقيقياً في نهاية الموسم.

إنّ هذ التحلل، الذي يجيد الممثل جيريمي سترونغ (غولدن غلوب أفضل ممثل) التعبير عنه بكل أداة ممكنة، يصيب بعض الشخصيات الأخرى بطرقٍ مختلفة هذا الموسم، كرومان وشيف وغريغ على سبيل المثال. ولا نقصد بذلك طارئاً يهدد كيانهم، كما في حالة كين، بل ابتعاداً عن الأدوار التي أنيطت إلى هذه الشخصيات في الموسمين السابقين، لتفقد معها كل ما يمكن أن يثير تعاطف المشاهد أو يدفعه للانحياز إلى عملٍ يخلو من الأبطال أو "الأناس الجيدين".

ففي حالة رومان، نجد هذا الموسم شخصيةً مختلفة تماماً وأكثر تركيباً بعد التغير في ديناميكية العلاقة مع رأس الأسرة. ولنتأمل ما تغير بين أول ما نعرفه عن رومان، وما يبديه في الموسم الثالث: في الحلقة الأولى من المسلسل، يعرض رومان على طفلٍ مبلغ مليون دولار مقابل الفوز في لعبة بيسبول، ما يثير حفيظة باقي أفراد الأسرة ويدفعهم لاحقاً لرشوة والدي الطفل. نعرض هذا المثال لأنه يلخّص الانطباع العام والأول عن رومان، بوصفه مجرد نذل ثري آخر ضمن هذه الأسرة من جهة، وأكثرهم قدرة على إبداء سمات هذه الأسرة بشكلٍ غير جدي من جهة أخرى. ورغم أننا سنتعرف تدريجياً إلى بعض الأسباب التي ساهمت في تكوين رومان بهذه الطريقة، فإنّ المشاهد يمكن أن ينسى هذه الأسباب القابعة في الخلفية، وينهمك في متابعة العرض الرئيسي على الشاشة، الذي غالباً ما ينجح رومان في تقديمه.

في الموسم الثالث، يبقى رومان شخصية تستطيع تحريك العرض، ويحافظ على حدته وحيويته ونكاته التي لا يعقل أن يطرحها أحد في أي ظرف. إلا أن ثمة تغيراً هائلاً؛ فهذا الدور، وإن بقي رئيسياً لدى رومان، لم يعد الوحيد الذي يحدده. ففي الموسم الثالث، تنمو أنياب رومان فعلاً، ويصبح أقرب ابن إلى لوغان. ومع هذا التغير في التراتبية وإطلاق حرية رومان، نراه يختار مرشحاً رئاسياً شبه نازي، ويحسم صفقات (كما يعتقد)، وتقف فظاظته بين الحد الذي لا يزال مضحكاً، وذاك الذي يصبح شديد الخطورة، كما في حلقتي اختيار المرشّح لرئاسة الولايات المتحدة، وعيد ميلاد كيندال، اللتين يتوحش رومان في نهايتهما، ما يجعلنا نتساءل عمّا إذا كنا قد أفرطنا في التساهل مع شخصية لا يمكن أن نتساهل معها في الحياة الحقيقية.

أضاف هذا الموسم شيئاً من الإيضاح في ما يخص علاقة رومان بمحيطه أيضاً، كالمفاجأة التي تصيب المشاهد حين يدرك أنّ رومان في الحقيقة أكثر الأبناء اكتراثاً بمصير أبيه وصحته، وحتى في الحلقة الأخيرة، حين يسمح لبعض الحبّ الأخوي بالظهور، وإن كان ذلك بطريقته الملتوية.

أكثر من ذلك، يرافق هذا التغير مزيد من الإيضاح للأسباب التي جعلت رومان بهذا الشكل، كالقسوة التي رافقت نشأته، ونحصل على جرعة منها مع تقرّب الابن من لوغان، وبالتالي حصوله لا على مزيد من الامتيازات وحسب، بل المزيد من القسوة التي يعتقد رأس الأسرة أنها ضرورية لتجهيز ابنه أيضاً، ما يعقد ويكثف من بناء هذه الشخصية، ويجعلها رابحةً هذا الموسم.

يتضح هذا الكلام بصورة أفضل في حالة غريغ. لطالما أثار القريب البعيد للأسرة التساؤلات عن تركيبته، والاستقطاب بين متابعي المسلسل، الذين إما أن يعدوه أكثر الشخصيات خنوعاً وهلامية، أو يتعاطفوا مع سذاجته وبراءته أحياناً. في هذا الموسم، يبدأ المحيط بتلقين دروسه لغريغ، الذي يعقد في نهاية الموسم تحالفاً جريئاً، بعد تطور علاقته بتوم، ويبدأ بالنظر إلى نفسه بطريقة مختلفة، كما نلحظ في مغامراته العاطفية.

وبين كلّ الرابحين، يبرز توم هذا الموسم؛ إذ إنّ تطور شخصيته مرّ بمراحل مفصلية عدّة، ساهمت في تبرير قراره الكبير في الحلقة الأخيرة، وتبدو أكثر الشخصيات إخلاصاً لماضيها ومسارها. لن تخطئ عين المشاهد هذا التطور خلال إعادة العمل الآن، فمع كل لحظة تقسو فيها شيف عليه، يتولد لدى المشاهد شعورٌ بأنّه سيتحرك لتغيير شيءٍ ما، ويتعاظم هذا الشعور في نهاية الموسم الثاني، حين يتساءل عما إذا كان وضعه سيصبح أفضل في حال تركها. لا شك أنّ طبيعة توم تساهم في إطالة حدوث هذا التغير، إضافةً للقلق الذي كان يساوره حيال دخوله السجن وتغير حياته، إلّا أنّ كلّ الأدلة كانت مزروعة طوال الطريق لما سيقوم به ويغير من طريقة تلقينا له.

لكن، هل تحلل العمل أيضاً؟

لا يخرج الجميع رابحين من هذا الموسم. فكما تحظى بعض الشخصيات بفرصةٍ لتنمو وتتعقد خلال هذا الموسم (وقد تكون أبرزها شخصية توم، الذي يحصل في الحلقة الأخيرة على محطة مهمة في تطور شخصيته ومتماشية مع كل ما جرى معه سابقاً)، تخرج بعض الشخصيات وعناصر العمل خاسرةً بعض الشيء.
ولنبدأ من شيف. مرّت الابنة الوحيدة بمسارٍ مثير للاهتمام في الموسمين السابقين، سواء كابنة وحيدة في عالمٍ ذكوري ورجعي كهذا، أو كنقيض لإخوتها، وهي نقطة نجح المسلسل في كشف زيفها عبر مواقف عدة وانتقالها التدريجي من العمل في السياسة والاقتراب من الشركة والأسرة، وعلى لسان إخوتها، وكزوجة تتلاعب بمصير زوجها وتحدد ماهيته، وليس العكس
.

في الموسم الثالث، تدخل شيف في تكرارٍ لا طائل منه وغريبٍ عن هذا المكان الذي يُعدّ "القتلة" عادةً. فمع كل حلقة يلفظ فيها لوغان ابنته، أو يعدها بشيء ثم ينكره، يتساءل المشاهد وفقاً لمنطق بناء الشخصيات الذي يعرفه عن دور هذا التراكم في تطوير الشخصية، ثم يُحبَط حين يراها تعيد الكرّة نفسها، من دون تغيير.
يمس هذا العطب عناصر أثارت الحساسية في ما مضى أيضاً، كالتحقيق في ممارسات الشركة الذي يفضي (حتى اللحظة) إلى مجرد غرامة مالية، رغم كل الترقب الذي أحدثه في ما مضى، وينتهي في ما يشبه الصفعة البسيطة بنهاية الأمر، أو اجتماع حاملي الأسهم وتحالف جوش وستيوي، الذي لا يرتبط هو الآخر بشيء، ويحجّم من شخصية جوش أيضاً، التي تعطي انطباعاً بأنها مجرد ذريعة لاستقبال ضيف شرف بحجم أدريان برودي. فضلاً عن تفاصيل باتت مكررة، كتدهور حالة لوغان الصحية خلال الأحداث المهمة، أو صفقات الاستحواذ التي تتغير في اللحظات الأخيرة دائماً
.

ولا شك أنّ هذه المشاكل أضعفت العمل، وتركت الموسم الثالث عرضة لمقارنات ربما يخسرها مع الموسمين السابقين. هل يعني ذلك سقوطاً للعمل؟ لا، فكما أسلفنا، يقدم الموسم الثالث الكثير على الجهة الأخرى، وربما تكون المسألة متعلقة بالمستوى الذي رسمه المسلسل لنفسه في السابق، أو الاندفاع الذي تابع به الكثير من المشاهدين العمل في موسميه السابقين، ثم عادوا هذا الموسم لانتظار صدور حلقاته بالقطارة أسبوعياً. وفي كلّ حال، فإنّ شبكة "إتش بي أو" أكدت تجديد العمل لموسمٍ رابع، ما يعني فرصةً لتدارك هذه الثغرات، وإعادة العمل إلى المستوى الذي حقق له شهرة ونجاحاً مستحقين في السنوات الماضية.

 

####

 

حفل جوائز "أوسكار" يعود إلى مكانه وموعده ويستعين بمقدم هذا العام

(رويترز)

قالت شبكة "إيه بي سي" التلفزيونية، الثلاثاء، إن حفل توزيع جوائز "أوسكار" التي تمنحها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية، هذا العام سيكون له مقدم لأول مرة منذ 2018 وسيعود مجددًا إلى مكانه القديم في مسرح دولبي.

وبينما تم تأجيل حفلات توزيع جوائز أخرى بسبب ارتفاع الإصابات بكوفيد-19، قالت "إيه بي سي" التابعة لشركة والت ديزني إن الخطط لا تزال قائمة لتنظيم حفل توزيع جوائز "أوسكار"، التي تعد أعلى تكريم في مجال السينما، في 27 مارس/ آذار في لوس أنجليس.

وقال رئيس محطة "إيه بي سي إنترتينمنت"، كريغ إرويتش، خلال فاعلية نظمتها جمعية نقاد التلفزيون إن حفل الأوسكار هذا العام سيكون له مقدم، دون أن يذكر تفاصيل. وأضاف مازحاً: "قد أكون أنا".

ومنذ عام 2019، يتم تسليم جوائز "أوسكار" من مشاهير دون أن يكون هناك مقدم للحفل.

وتراجعت نسب المشاهدة للحفل في السنوات الأخيرة، لتنخفض إلى مستوى قياسي بلغ 10.4 ملايين مشاهد في الولايات المتحدة في 2021. وتراجعت أيضًا معدلات المشاهدة لحفلات توزيع جوائز أخرى.

وقالت "إيه بي سي" في بيان إن حفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام سيعود مرة أخرى إلى مسرح دولبي في هوليوود.

وانتقل الحفل العام الماضي إلى محطة يونيون التاريخية للقطارات في وسط لوس أنجليس مع حضور محدود للمرشحين والضيوف، بسبب جائحة كورونا.

وسيتم إعلان الترشيحات لجوائز "أوسكار" في الثامن من فبراير/ شباط.

 

العربي الجديد اللندنية في

12.01.2022

 
 
 
 
 

"غولدن غلوب".. "قصة الحي الغربي" و"قوة الكلب" يتصدّران الحفل الباهت

رام الله - "منصة الاستقلال الثقافية":

تصدّر فيلما "قصة الحي الغربي" و"قوة الكلب" جوائز "غولدن غلوب"، الأحد (العاشر من كانون الثاني/ يناير 2022)، في حفلة خافتة لم تعرض على شاشة التلفزيون.

وكان الحدث السينمائي البارز قد قُلّص بشكل ملحوظ هذا العام، إذ أقيم من دون حضور مشاهير، ولم يبث على أي قناة، ولا حتى عبر الانترنت، ومن دون حضور الصحافة أو عبور للمدعوين على السجادة الحمراء.

يأتي ذلك بعد تهم بالفساد وبالافتقار إلى التنوّع في لجنة تحكيم الجوائز التي تمنحها "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود".

واستبدلت الحفلة التي عادة ما تكون ضخمة بالإعلان عن أسماء الفائزين عبر موقع "غولدن غلوب" على الانترنت، وعبر حساباتها على مواقع التواصل.

وشارك بعض الممثلين افتراضياً، فيما غاب معظم المشاهير عن المشاركة، وقدم الجوائز بعض المنتجين ورؤساء الشركات.

أبرز الفائزين

حصد فيلم "قصة الحي الغربي" لستيفن سبيلبرغ، وهو إعادة للفيلم الشهير الصادر العام 1961، جائزة أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، ونالت بطلتاه رايتشل زيغلر وآريانا ديبوز جوائز عن فئة التمثيل.

ولم تشارك الممثلتان شخصياً في الحفلة، ولكنهما شكرتا الجائزة عبر حسابيهما على تويتر، مع الإشارة إلى الجدل المثار حول لجنة التحكيم.

ومنح فيلم "قوة الكلب" جائزة أفضل فيلم درامي، ومخرجته جاين كامبيون جائزة أفضل مخرجة، ومنح بطله كودي سميث ماكفي جائزة أفضل ممثل في دور مساعد.

وحققت الممثلة ميكايلا جاي رودريغز سابقة تاريخية، إذ باتت أول عابرة جنسياً تنال جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل "بوز" الذي يعرض على شبكة نتفليكس.

وفازت الممثلة كايت وينسلت بجائزة أفضل ممثلة في مسلسل قصير عن دورها في "ماري من إيستاون"، فيما فاز أندرو غارفلد بجائزة أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي عن دوره في "تيك تيك بوم".

وكان الممثل البريطاني بنديكت كامبرباتش من بين المرشحين لجائزة أفضل ممثل درامي عن دوره في "قوة الكلب"، ولكن الجائزة كانت من نصيب الأمريكي ويل سميث عن دوره في فيلم "الملك ريتشارد".

ويلعب سميث في الفيلم دور ريتشارد ويليامز، والد بطلتي التنس سيرينا وفينوس ويليامز. ويتابع العمل مسيرة الوالد في تدريب ابنتيه لكي تصبحا من أبرز لاعبات التنس في العالم.

وفازت نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة درامية عن تجسيدها لشخصية أيقونة التلفزيون لوسيل بول، في فيلم "أن تكون من آل ريكاردو".

الفيلم من بطولة كيدمان والممثل الاسباني خافيير بارديم، وتعدّ هذه خامس غولدن غلوب في مسيرة الممثلة الأسترالية.

وكان مسلسل "خلافة Succession" أبرز الفائزين في فئات التلفزيون، ليحصد ثلاثة جوائز من بينها أفضل مسلسل درامي.

يروي العمل قصة الصراع على النفوذ في عائلة روي التي يرأسها أخطبوط الإعلام لوغان روي.

وفاز بطل المسلسل جيريمي سترونغ بجائزة أفضل ممثل درامي في مسلسل تلفزيوني، فيما فازت زميلته في العمل سارة سنوك بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد.

كما فاز بطل "لعبة الحبار" أوه يونغ سو بجائزة أفضل ممثل في دور مساعد.

مصير الجائزة

تعدّ حفلة غولدن غلوب تمهيداً لجوائز الأوسكار، وكان يشاهدها كل سنة الملايين عبر شاشات التلفزيون.

لكن تحقيقاً صحافياً نشرته لوس أنجليس تايمز، بيّن أن "رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود"، وهي الجهة المانحة للجائزة، لا تضمّ أي أقليات عرقية في عضويتها.

انعكس ذلك على احتفال توزيع جوائز "غولدن غلوب"، وهو ما كان يوصف سابقاً بـ"أمسية هوليوود المفضلة"، وهو أول غيث موسم الجوائز السينمائية الأساسية.

فالأفلام التي تحوز جوائز "غولدن غلوب"، أو حتى تلك التي تحصل على ترشيحات في فئاتها، تسجل عادةً ارتفاعاً في مبيعات تذاكرها.

واعتبر خبير التواصل التلفزيوني ورئيس شركة "ليكاتا أند كومباني" ريتشارد ليكاتا أن "للفوز بتمثال مذهّب" أهمية لا تتغير، ملاحظاً أن هذه الجوائز "تشكّل منذ عشرات الأعوام وسيلة لقياس مدى النجاح".

ورأى أن الحصول على جائزة "غولدن غلوب" كان "دائماً أمراً مهماً لأي شخص يسعى إلى الفوز بالأوسكار أو بجوائز إيمي" للأعمال التلفزيونية.

وفي مواجهة هذه الضجة سارعت الرابطة إلى اعتماد سلسلة من الإصلاحات، من بينها ضم أعضاء جدد إليها لتنويع تشكيلتها وتحسين تمثيل الأقليات فيها.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

12.01.2022

 
 
 
 
 

ماجدة موريس تكتب:

لا تنظر إلي أعلي

لا تنظر إلي أعلي. أو بالعامية المصرية:«أوعي تبص لفوق» هو اسم الفيلم الامريكي الرائع للكاتب والمخرج آدم مكاي والذي يقدم لنا عملا ملهما لقراءته من زوايا متعددة بقدر ما يطرح علينا صورة مختلفة، بالغة الحداثة، للمجتمع الامريكي الان، يجتمع فيها الشئ ونقيضه، العلم مع الاهمال، وجهد العلماء مع التعالي عليهم وانكارهم، واجتماعات الرئاسة والرئيسة مع مستشاريها وغرائب قراراتها، وبالطبع ردود افعال العلماء علي سلوك الرئيسة والرئاسة تجاه حدث شديد الخطورة لمذنب تم اكتشافه من قبل عالمة تقوم بأبحاث فضائية لرسالتها للدكتوراه فتكتشف وجود جسم فضائي متوحش، او مذنب قادم بسرعة كبيرة نحو الارض، وهو ما يعني اصطدامه بها، وموت سكان الكوكب جميعا، ثم ردود افعال المواطنين، وسلوك الاعلام وخاصة بعض مشاهير الاعلاميين الذي يزيد من حالة الفوضي التي تسري بين العامة والخاصة في اطار سيناريو يجمع بين جدية الافكار والقدرة علي طرحها بأسلوب يجمع بين قمة التراچيديا والسخرية في نوع من الكوميديا السوداء، وهي سخرية تبدأ من رسم الشخصيات وأسلوب أدائها الذي يحولها الي كائنات اقرب للعرائس التي تحاول البحث عن الحقائق والادلة ممن يسعون الي طمسها. وفقا لرغباتهم ومطامعهم، وكذبهم ولا يخلو الفيلم بالطبع من شخصيات قليلة تسعي بعد ان اكتشفت الكذب المروع للرئيسة وفريقها،الي البحث عن اي مخرج في محاولة ارضاء الضمير واخلاء الذمة. من كارثة قادمة ستصيب الجميع ولو بالسير في مظاهرات الشوارع التي سعي اليها قطاع من الشباب، انضم اليهم الكثيرون فيما بعد، والتي ترفض سلوك الرئيسة وسياساتها، وترفض الذهاب الي مؤتمراتها الانتخابية مع مؤيدي حزبها، وما يجري في هذه المؤتمرات، وهنا يصل بنا الفيلم الي نوع من الفانتازيا الاسلوبية التي تجعلنا نري عالما، يسير كل من فيه وفقا لما يريده، متأثرا بكل. ما استطاع غيره حشده للاستيلاء علي عقله عن بعد، وعن قرب في رؤية اقرب الي ما يحدث. الان في الكثير من البلاد، ولكنها هنا تخص الدولة الاكبر والاقوي والتي اعتقدت الباحثة ان مصير العالم والبشرية في يدها.

الرئيسة والابن

من اهم ملامح الفيلم رسم شخصياته وبنائها ليعبر كل منها عن فصيل او فريق اجتماعي مهم، في بلد مهم، واولهم الرئيسة التي قامت بدورها الممثلة «ميريل ستريب» وابنها في الفيلم «الممثل چوناس هيل» عضو الفريق الرئاسي، ومستشارها الخاص«وهو ما ذكرنا بدونالد ترامب الرئيس الامريكي السابق وزوج ابنته كوشنر الذي كان ضمن فريقه المقرب ومندوبه الي كل مكان في العالم» في الفيلم تتحول شخصية ابن الرئيسة الي شخصية مسيطرة، تأمر وتقود مسار الرئاسة وتحيك. المؤامرات بضحكة لطيفة، ومعها فريق الرئاسة، وزير الدفاع، ورجال اعمال مثل. أشيريل صاحب شركة كبري للاجهزة الذكية «الممثل مارك ريلاينس » وغيره من صفوة الرئاسة، التي تجتمع لرفض ما جاء به عالم الفلك الدكتور راندال مندي «ليوناردو دي كابريو » ومعه الباحثة كيت ديباسكي«چنيڤر لورانس » لاعلام الرئيسة به. حتي تقود الجميع الي الصواب وتحمي العالم من الهجوم المنتظر، وهنا يقدم الفيلم كل نجومه الكبار في شكل واداء جديدعلى ما قدموه من اعمال سابقة او يعيد اكتشافهم في اطار دراما اقرب الي الشعبية.، مع القصة التي تبدأ من غزو مذنب فضائي، وتكشف الكثير من اسرار القصور المغلقة، بالايهام، وتقدم ايضا رسائل مهمة حول العلاقة بين القيادة والشارع، وادوار النخبة المتأرجحة فيها، اما دور الاعلام، التليفزيوني خاصة، من خلال. برامج «التوك شو » الشهيرة فنراه هنا في مقدمة عناصر التوتر بقصد التهدئة، من خلال مقدمى برنامج مسائي شهير هما بيري ايڤت «كيت بلانشيت» وزميلها الاسود چاك بريمر «تيلر بيري» اللذين يتبادلان الكذب علي الهواء، ولا يتورعان عن الاشادة المخجلة بمن يروق لهم مثلما فعلت بيري مع الدكتور مندي. لتصل معه بعدها الي الفراش!، وغير عالم الفلك مندي والباحثة كيت مكتشفة المصيبة هناك العالم الذي ارسلته «وكالة ناسا للفضاء» اليهما ليثبت فشلهما «بناء علي رأي الرئاسة» فإذا به يقتنع بأهمية الاكتشاف وخطورته ويقرر الذهاب معهما للبيت الابيض لاخبار الرئيسة حتي تقوم بمسئوليتها تجاه البلد والشعب فإذا بها تؤجل المقابلة لساعات، وتؤجل وتؤجل حتي ترفضها وحتي تفر. بعدها من البيت الابيض، ومن امريكا كلهاهي وفريقها ورجال الاعمال الي كوكب آخر لن يدمر وفور وصولهم الي العالم الجديد تكتشف الرئيسة. انها نسيت. ابنها المدلل في كوكب الارض!!!

 

الأهالي المصرية في

12.03.2022

 
 
 
 
 

القائمة الكاملة لترشيحات جوائز البافتا لعام 2022

أحمد السنوسي

كشفت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون BAFTA بافتا عن القائمة الطويلة في جميع الفئات لجوائزها السينمائية لعام 2022، ومن المقرر الإعلان عن قوائم الترشيحات النهائية في 3 فبراير المقبل.

وتم تجميع هذه القوائم من خلال الجولة الأولى من تصويت BAFTA، على أن تبدأ الجولة الثانية التي تحدد الترشيحات النهائية في 14 يناير وتنتهي في 27 يناير الجارى، ومن ثم الإعلان عن القائمة النهائية.

وجاءت ترشيحات أفضل فيلم كالتالي

Being The Ricardos

Belfast

CODA

Don’t Look Up

Dune

House of Gucci

King Richard

Licorice Pizza

No Time To Die

The French Dispatch

The Lost Daughter

The Power of the Dog

The Tragedy of Macbeth

tick tick…BOOM!

West Side Story

ترشيحات أفضل ممثل

ريز أحمد عن فيلم Encount

عديل أختار عن فيلم Ali & Ava

ماهرشالا علي عن فيلم  Swan Song

خافيير بارديم عن فيلم Being The Ricardos

دانيال كريج عن فيلم No Time To Die

بنديكت كومبرباتش عن فيلم The Power of the Dog

ليوناردو ديكابريو عن فيلم Don’t Look Up

بيتر دينكلاج عن فيلم Cyrano

آدم درايفر عن فيلم House of Gucci

أندرو جارفيلد عن فيلم  tick tick…BOOM!

ستيفن جراهام عن فيلم  Boiling Point

كوبر هوفمان عن فيلم Licorice Pizza

خواكين فينيكس عن فيلم C’mon C’mon

ويل سميث عن فيلم  King Richard

دينزل واشنطن عن فيلم The Tragedy of Macbeth

 

ترشيحات أفضل ممثلة

جيسيكا شاستين عن فيلم  The Eyes of Tammy Faye

أوليفيا كولمان عن فيلم The Lost Daughter

ليدي جاجا عن فيلم House of Gucci

الانا حاييم عن فيلم  Licorice Pizza

جينيفر هدسون عن فيلم Respect

إميليا جونز عن فيلم CODA

نيكول كيدمان عن فيلم Being The Ricardos

جينيفر لورانس عن فيلم  Don’t Look Up

فرانسيس مكدورماند عن فيلم  The Tragedy of Macbeth

رينات رينسف عن فيلم The Worst Person in the World

كلير راشبروك عن فيلم Ali & Ava

جوانا سكانلان عن فيلم  After Love

كريستين ستيوارت عن فيلم Spencer

تيسا طومسون عن فيلم Passing

راشيل زيجلر عن فيلم  West Side Story

 

ترشيحات أفضل ممثلة مساعدة

كايتريونا بالف عن فيلم Belfast

كيت بلانشيت عن فيلم Don’t Look Up

جيسي باكلي عن فيلم The Lost Daughter

آنا دي أرماس عن فيلم  No Time To Die

أريانا ديبوس عن فيلم  West Side Story

آن دود عن فيلم Mass

جودي دينش عن فيلم Belfast

كريستين دانست عن فيلم The Power of the Dog

أنجوانو إليس عن فيلم King Richard

كاثرين هنتر عن فيلم The Tragedy of Macbeth

ريتا مورينو عن فيلم West Side Story

روث نيجا عن فيلم  Passing

فينيت روبنسون عن فيلم  Boiling Point

ميريل ستريب عن فيلم  Don’t Look Up

أنيا تايلور جوي عن فيلم Last Night in Soho

 

ترشيحات أفضل ممثل مساعد

ديفيد الفاريز عن فيلم West Side Story

برادلي كوبر عن فيلم  Licorice Pizza

بينيشيو ديل تورو عن فيلم The French Dispatch

جيمي دورنان عن فيلم Belfast

سياران هيندز عن فيلم Belfast

مايك فيست عن فيلم West Side Story

أندرو جارفيلد عن فيلم The Eyes of Tammy Faye

تروي كوتسور عن فيلم CODA

جاريد ليتو عن فيلم  House of Gucci

وودي نورمان عن فيلم  C’mon C’mon

آل باتشينو عن فيلم House of Gucci

جيسي بليمونز عن فيلم The Power of the Dog

مارك رايلانس عن فيلم Don’t Look Up

جي كي سيمونز عن فيلم Being The Ricardos

كودي سميت ماكفي عن فيلم   The Power of the Dog

 

أفضل فيلم بريطاني

 

After Love

Ali & Ava

Belfast

Benediction

Boiling Point

The Colour Room

Cruella

Cyrano

The Duke

The Electrical Life of Louis Wain

Everybody’s Talking About Jamie

House of Gucci

The King’s Man

Last Night in Soho

Mothering Sunday

Munich- The Edge of War

No Time To Die

Operation Mincemeat

Passing

Spencer

 

ترشيحات أفضل فيلم بلغة غير الإنجليزية

A Hero

Bad Luck Banging or Loony Porn

Compartment No. 6

Drive My Car

Flee

The Hand of God

I’m Your Man

Lamb

The Most Beautiful Boy in the World

Parallel Mothers

Paris, 13th District

Petite Maman

Riders of Justice

Titane

The Worst Person in the World

 

ترشيحات أفضل فيلم وثائقي

14 Peaks: Nothing Is Impossible

Becoming Cousteau

Billie Eilish: The World’s A Little Blurry

Cow

Flee

JFK Revisited: Through The Looking Glass

Lady Boss: The Jackie Collins Story

The Lost Leonardo

The Most Beautiful Boy in the World

The Real Charlie Chaplin

The Rescue

The Sparks Brothers

Summer of Soul (Or, When The Revolution Could Not Be Televised)

Tina

The Velvet Underground

 

أفضل فيلم رسوم متحركة

Encanto

Flee

Luca

The Mitchells vs the Machines

Raya and the Last Dragon

Ron’s Gone Wrong

Sing 2

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

13.01.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004