ملفات خاصة

 
 
 

إطلاق جوائز «غولدن غلوب»:

فيلما «قوة الكلب» و«قصة الحي الغربي» يحصدان أكبرها وفوز مفاجئ لنيكول كيدمان

حسام عاصي

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

لوس أنجليس – «القدس العربي»: في ظل غياب النجوم، تم الإعلان عن جوائز الغولدن غلوب الـ 78 في حفل متواضع ومغلق في فندق بيفرلي هيلتون في بيفيرلي هيلز، حضره أعضاء جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية، التي تمنح جوائز الغولدن غلوب، والحاصلين على منحها وبعض مدراء الترويج والتسويق في استوديوهات هوليوود.

وقد أقيم الحفل تحت إجراءات صحية مشددة تحسباً لتفشي متحور الأوميكرون في لوس أنجليس. حيث توجب على جميع الحضور أن يكونوا ملقحين وأن يخضعوا لفحص كوفيد.

كما منعت شبكة «أن بي سي» جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية بث أي مشاهد من الحفل على موقعها الالكتروني أو على أي موقع آخر، أو حتى دعوة الإعلام الى الحفل. لهذا كان موقع الغولدن غلوب الألكتروني المصدر الوحيد للتعرف على الفائزين.

في فئة الأفلام الدرامية تصدر فيلم نتفليكس «قوة الكلب» الجوائز بثلاث، ففضلاً عن فوزه بجائزة أفضل فيلم درامي، حصدت مخرجته النيوزيلندية جائزة أفضل مخرج، بينما نال ممثله كودي سميث ماكفي «غولدن غلوب» أفضل ممثل مساعد في فيلم.

ويل سميث أفضل ممثل

وكما كان متوقعاً، ذهبت جائزة أفضل ممثل في هذه الفئة لويل سميث عن أدائه دور والد لاعبتي التنس فينوس وسيرينا ويليامز في «الملك ريتشارد» بينما حققت نيكول كيدمان فوزاً مفاجئاً في فئة أفضل ممثلة عن أداء دور الممثلة لوسيل بول في «بينيغ ذي ريكاردوس» إذ كان متوقعاً أن تذهب الجائزة لكيرستين ستيوارت عن دورها في فيلم «سبينسر» و ليدي غاغا عن دورها في «بيت الغوتشي».

فيلم «بلفاست» الذي تصدر الترشيحات بسبعة، خرج بجائزة واحدة وهي أفضل سيناريو لمخرجه كينيث براناه.

أما فئة أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، فقد تصدرها فيلم ستيفين سبيلبرغ «قصة الحي الغربي» بثلاث جوائز، ففضلاً عن فوزه بغولدن غلوب أفضل فيلم، نال أيضاً جائزتي أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة لممثلتيه، راتشيل زيغلر وأريانا ديبوسي.

بينما ذهبت جائزة أفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي للممثل البريطاني، أندرو غارفيلد، عن دوره في فيلم نتفليكس الموسيقي «تيك تيك بوم» .

وكما كان متوقعاً فاز الفيلم الياباني «سوقي سيارتي» بغولدن غلوب أفضل فيلم بلغة غير الانكليزية. بينما ذهبت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لفيلم ديزني «إنكانتو» .

وللعام الثاني على التوالي، يفوز مسلسل HBO «الخلافة» ، بغولدن غلوب أفضل مسلسل تلفزيوني درامي، كما نال بطله جيرمي سترونغ جائزة أفضل ممثل في مسلسل درامي، بينما حصدت ممثلته الأسترالية سارا سنوك جائزة أفضل ممثلة مساعدة في عمل تلفزيوني.

أما جائزة أفضل ممثلة في أفضل مسلسل تلفزيوني لميكائيلا جو رودريغيز عن دورها في مسلسل «مجتمع الميم، بوس».

جائزة للفيلم الكوري «لعبة الحبار»

المسلسل الكوري الجنوبي «لعبة الحبار» الذي يعتبر أكثر المسلسلات مشاهدة على شبكة «نتفلكس» خرج بجائزة واحدة وحسب، وهي أفضل ممثل مساعد لممثله أو يون سو.

بينما تفوق المسلسل الكوميدي «هاكس» على مسلسلات أخرى، وحصد غولدن غلوب لأفضل مسلسل كوميدي أو موسيقي وجائزة أفضل ممثلة في نفس الفئة لبطلته جين سمارت.

وقد توزعت جوائز فئة أفضل فيلم تلفزيوني على ثلاثة أعمال، إذ ذهبت غولدن غلوب أفضل عمل تلفزيوني لمسلسل «سكة قطار تحت أرضية» بينما نالت البريطانية كيت وينسلت غولدن غلوب أفضل ممثلة عن أدائها في «من ايست تاون» وحصد مايكل كيتون غولدن غلوب أفضل ممثل عن دوره في «دوبسيك».

خلافا للأعوام السابقة، عندما كان الإعلام والحضور يبحلقون بالنجوم وبألبستهم ويحتسون الشمبانيا ويتذوقون المأكولات الشهية، كان التركيز في حفل مساء الأمس على الأفلام المتنافسة والأعمال الخيرية التي تقوم بها جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية، ولم يقدم إلا الماء.

وبعد الحفل، الذي طال ما يقارب ساعتين، انتقل الحضور الى مطعم الفندق، حيث قُدم بوفيه من الكباب والمعكرونة الإيطالية. لهذا كان حفل الغولدن غلوب بعيداً عن البريق الذي كان يميزه، بل بدا كحفل تخرج لفوج طلاب جامعيين بدون الطلاب.

 

القدس العربي اللندنية في

10.01.2022

 
 
 
 
 

قبل ساعات من إعلان جوائزها.. هل حقاً ماتت الـ «غولدن غلوب»؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

الـ «غولدن غلوب» ماتت.. لم يعلن الأمر بشكل رسمي حتى الآن، لكن واقع الحال يصرّح بتلك الحقيقة. قبل ساعات من موعد حفل النسخة الـ79 (فجر الإثنين، الثانية فجراً بتوقيت غرينيتش)، ظهرت مراسم العزاء.. لن يكون هناك بث تلفزيوني لإعلان الجوائز. سيصير حفل غولدن غلوب لهذا العام (حدثاً سرّياً)، تُعلن أسماء الفائزين بجوائزها خلال 90 دقيقة على فترات عبر الموقع الإلكتروني للجائزة وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

كانت غولدن غلوب ذات يوم ثاني أهم حدث في تقويم جوائز هوليوود بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار. في السنوات الأخيرة، وبسبب صعود منصات البث المباشر، كانت الغلوبز سبّاقة حتى على الأوسكار، لأن الأولى لا تمنح جوائز للأفلام الروائية فحسب، إنما أيضاً للمسلسلات والأفلام التلفزيونية. علاوة على ذلك، أحبّ النجوم العرض والحفل لأنه كان أقل رسمية وأكثر مرحاً من حفل الأوسكار، بمشروبات على طاولات الفندق الفخم، وتصفيقات وقهقهات تتفاعل مع مقدّمي الحفل من المشاهير المحبوبين.

لذلك يمكن القول إن غولدن غلوب دُفنت حيّة. مَن يهتم بالجائزة إذا لم يجرِ تقديمها بألقٍ كثير وأزيز طنّان وجمهور غفير وصحافة والكثير من المشروبات؟ لطالما كانت غلودن غلوب الشقيقة الصغيرة الأكثر مرحاً لجوائز الأوسكار، وهي مشهورة لدى المشاهدين قبل أي شيء بسبب حفل توزيع جوائزها. ترتيبات جلوس المدعوين وحدها جعلت الحفل أكثر حميمية وبالتالي أكثر جدارة بالمشاهدة، حيث قدّمت موائد العشاء المستديرة في فندق بيفرلي هيلتون صوراً مثيرة ولافتة لنجوم التمثيل وفرصة لتدوير الهمس والثرثرة، أكثر من صفوف المقاعد في مسرح كوداك في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وكان هناك الكثير من الشرب، حيث زوَّد أحد الرعاة المنتجين المشاهيرَ بزجاجات الشراب حتى أثناء وجودهم على السجادة الحمراء، ثم يستمر الأمر على الطاولات، حتى أن إيما طومسون صعدت على خشبة المسرح، حافية القدمين، حاملة كأس مشروب في يدها وفي يدها الأخرى حذاءها ذا الكعب العالي. كان هذا في العام 2014.

بعد حفل توزيع الجوائز الأخير في يناير 2021، وقع الحدث في أسوأ أزمة في تاريخه، وتردّدت شائعات مفادها أن الأعضاء ربما لم يتلقوا رشوة بشكل واضح ومباشر، لكنهم تلقّوا تدليلاً كبيراً من قبل شركات الإنتاج. لم تكن الرحلات الصحافية مدفوعة الأجر إلى مواقع تصوير الأفلام، والهدايا الصغيرة والكبيرة، شائعة بين أوساط النقّاد والصحافيين الفنّيين لكن بطريقة أو بأخرى حصلوا على الكثير منها. بعد تقارير صحافية حول هذه الممارسات، تعرّضت الرابطة للنقد. كما اتُهمت بغياب التنوع عن تكوين أعضائها وانعدام المعايير الصحافية. قالت الممثلة سكارليت جوهانسون إنه في المؤتمرات الصحافية للرابطة كان عليها أن تواجه أسئلة “تقترب من التحرش الجنسي”. نجوم سينمائيون وشركات العلاقات العامة الخاصة بهم أعلنوا مقاطعتهم الحدث في المستقبل. حتى إن البعض أعاد جوائز غولدن غلوب التي فازوا بها قبلاً، مثل توم كروز.

غياب التغطية الإعلامية وازدراء الصناعة للجائزة ومحاولة الابتعاد عنها بغية الهرب من مرمى الانتقادات، جعل “أمسية هوليوود المفضّلة” ميّتة: حفل بدون سجادة حمراء ولا مشاهير ولا صحافة معتمدة ولا حتى أعضاء المؤسسة المانحة للجوائز! سيقتصر الأمر على قراءة لأسماء الفائزين ضمن 25 فئة (14 للأفلام و11 للمسلسلات والمسلسلات القصيرة) تُعلن على فترات منتظمة لمدة 90 دقيقة. وكما لو أن هذا ليس كافياً لتقويض حيوية ووهج الحفل المعتاد المنتظر.

لا نجوم ولا تلفزيون ولا سجادة حمراء ولا صحافة، معطوفاً على بحث الصناعة والجمهور في الاتجاه الآخر؛ فإن الطريقة الوحيدة الممكنة أمام رابطة هوليوود للمضي قدماً هي محاولة إجراء تحسينات على كل من الجوائز والمؤسسة نفسها. وبحسب بيان أصدرته الرابطة الأسبوع الماضي، فإن الحفل “سيسلّط الضوء على العمل الخيري الذي تقوم به الرابطة منذ فترة طويلة، ويعرض مجموعة متنوعة من المستفيدين من هذا البرنامج”. وجاء في البيان أنه “على مدى السنوات الـ 25 الماضية، تبرّعت الرابطة بمبلغ 50 مليون دولار إلى أكثر من 70 جمعية خيرية تعمل في مجال الترفيه وترميم الأفلام وبرامج المنح الدراسية والجهود الإنسانية. وقد تضرّر الكثير منها بشدة خلال العامين الأخيرين من الوباء“.

ويمضي البيان في التأكيد على أنه خلال الأشهر الثمانية الماضية “قاموا بمراجعة لوائحهم الداخلية بالكامل، بما في ذلك مراجعات شاملة تتناول الأخلاقيات ومدونة قواعد السلوك والتنوع والإنصاف والشمول، فضلاً عن متطلبات الحوكمة والعضوية”. بالإضافة إلى ذلك، نصّ البيان على أنه يجب على أولئك الذين سيحضرون الحدث إثبات حصولهم على التطعيمات وشهادة صحّية تفيد بسلبية نتائج اختباراتهم للفيروس خلال الـ 48 ساعة الماضية، فضلاً عن ارتداء الأقنعة والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي خلال فترة وجودهم داخل الصالة.

محاولات الرابطة لتحسين صورتها وإعلان توبتها ربما يجدي نفعاً، لكن أقلّه ليس على المدى القريب. صحيح أن هوليوود تحبّ قصص التوبة وعودة الأبناء الضالين إلى أحضانها مقرّين بذنوبهم، لكن تتويج تلك العودة واستعادة الألق القديم لن يكون سهلاً في أوقات المدّ العالي و”الصحوة” التي تعيش أميركا على وقع مفاعيلها. بالطبع ستضمّ الرابطة أعضاء جدداً إلى تشكيلتها، بما يسمح بزيادة نسبة الأقليات ضمنها، وستعلن حظر تلقّى أعضائها أي هدايا فاخرة أو الانسياق وراء مجاملات شركات الإنتاج، لكن تبقى عودة المياه لمجاريها مرهونة بجدية تلك الإجراءات واستقبال الجمهور وأعضاء الصناعة لها.

في العام الماضي، نجحت جوائز الأوسكار في الظهور كحدث خاص صغير وحميم، مع أكثر معدلات المشاهدة بؤساً في تاريخها. في ربيع كورونا الثالث، لا أحد يريد رؤية ذلك مرة أخرى. لكن ربما، على الأقل في مستقبل ما بعد كورونا، يمكن لجوائز الأوسكار أن تتبنّى الميزة الجيدة الوحيدة حقاً في حفل غولدن غلوب: المزيد من الحميمية والثرثرة في مقاعد جلوس النجوم، والكثير من الشمبانيا.

 

####

 

خلف أبواب مغلقة وعبر السوشيال ميديا وموقع الـ «غولدن غلوب» إعلان الفائزين بجوائز 2022

«سينماتوغراف» ـ متابعات

فاز فيلم الدراما والرومانسية (ذا باور أوف ذا دوج ـ قوة الكلب) بأكبر جوائز الغولدن غلوب خلال الحفل الخاص بتوزيع جوائزها الذي أقيم فجر اليوم الإثنين بتوقيت منطقة الشرق الأوسط، بدون التشكيلة الجذابة المعتادة من أرفع نجوم التلفزيون والسينما في هوليوود.

وتجاهل ممثلون ومخرجون وشركات إنتاج حفل توزيع جوائز غولدن غلوب هذا العام بشكل كبير بعد انتقادات في العام الماضي بأن رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية المسؤولة عن تنظيم الحفل تعمل وفق سياسات أخلاقية مشكوك بها وعدم وجود أعضاء من ذوي البشرة السمراء.

وقررت شبكة “إن. بي. سي” التلفزيونية الأمريكية التي اعتادت بث الحفل منذ فترة طويلة عدم تغطيته هذا العام.

وأعلنت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، التي قامت بتوسيع وتنويع عضويتها وأصلحت ممارساتها، الجوائز خلال حفل استمر 90 دقيقة وأقيم في بيفرلي هيلز خلف أبواب مغلقة.

وأُعلِن الفائزون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع الغولدن غلوب الرسمي.

حصد فيلم الجريمة والدراما (ذا باور أوف ذا دوج)، جائزة أفضل فيلم درامي، بينما فاز فيلم (وست سايد ستوري ـ قصة الحي الغربي) للمخرج ستيفن سبيلبرغ والذي يتناول يتناول قصة حُب شباب تنشأ بين عصابات شوارع متنافسة بجائزة غولدن غلوب أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي، وفازت بطلة الفيلم راشيل زيجلر بجائزة أفضل ممثلة سينمائية في فيلم موسيقي أو كوميدي، ونالت الممثلة الأمريكية أريانا ديبوز جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن الفيلم نفسه، بينما حصل كينيث براناغ على جائزة الغولدن غلوب لأفضل سيناريو عن فيلم (بلفاست).

وكرر فيلم “ذا باور أوف ذا دوج” نفس عدد جوائز (وست سايد ستوري) واستحوذ على ثلاثة جوائز من بينها جائزة أفضل مخرج التي ذهبت إلى جين كامبيون، وجائزة أفضل ممثل مساعد التي فاز بها كودي سميت-ماكفي،  بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم درامي.

واقتنص ويل سميث جائزة أفضل ممثل دراما عن الدور الذي لعبه في فيلم (كينج ريتشارد ـ الملك ريتشارد) والذي لعب فيه دور أبو فينوس وسيرينا وليامز نجمتي التنس.

وذهبت جائزة أفضل ممثلة دراما إلى نيكول كيدمان عن دورها في فيلم (بيينج ذا ريكاردوس ـ من عائلة ريكاردو).

أما جائزة أفضل ممثل كوميدي أو موسيقي فذهبت إلى أندرو جارفيلد عن دوره في فيلم (تيك تيك.. بووم).

وفاز فيلم (إنكانتو) بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. كما فاز فيلم (درايف ماي كارـ  ـ قودي سيارتي) بجائزة أفضل فيلم بلغة غير اللغة الإنجليزية.

وجصد مسلسل (سكسيشن ـ الخلافة) الذي يتناول قصة شركة عائلية في مجال الإعلام والترفيه جائزة أفضل مسلسل درامي، في حين ذهبت جائزة أفضل مسلسل كوميدي إلى (هاكس) الذي يتناول قصة حياة ممثلة كوميدية يأفل نجمها.

وفاز بجائزة أفضل مسلسل دراما تلفزيونية جيرمي سترونج عن دوره في مسلسل (سكسيشن)، وذهبت جائزة أفضل ممثلة دراما تلفزيونية إلى مج رودريجز عن دورها في مسلسل (بوز ـ تظاهر).

وفاز بجائزة أفضل ممثل تلفزيوني كوميدي أو موسيقي جيسون سوديكيس عن دوره في مسلسل (تيد لاسو)، في حين نالت جين سمارت جائزة أفضل ممثلة تلفزيونية كوميدية أو موسيقية جين سمارت عن دورها في مسلسل (هاكس).

وفازت أغنية “لا وقت للموت” من فيلم “لا وقت للموت” بجائزة الغولدن غلوب كأفضل أغنية صنعت لفيلم، موسيقى وكلمات بيلي إيليش وفينياس أوكونيل، وحصد هانز زيمر جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم (الكثيب  ـ ديون).

 وفاز الممثل الكوري الجنوبي أوه يونغ سو بجائزة أفضل ممثل مساعد في مسلسل درامي عن دوره في المسلسل الشهير عالميًا (لعبة الحبار)، بينما حصل مايكل كيتون على جائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثل في مسلسل محدود أو فيلم تلفزيوني،عن دوره في (دوبيسيك).

وتصدرت نتفليكس شركات الانتاج الفائزة، بعدما فازت بأربع جوائز في فئة الأفلام في حين فازت “إتش. بي. أو” و”إتش. بي. أو ماكس” بست جوائز في فئة التلفزيون.

وتجتذب جوائز غولدن غلوب الملايين من مشاهدي التلفزيون لحفل العشاء الذي يحضره المشاهير والذي يسوده حتى الآن شعور بعدم الرسمية بالمقارنة بحفل توزيع جوائز الأوسكار الذي يعد أعلى تكريم في صناعة السينما.

وفي الماضي كانت عادة ما تقدم جوائز غولدن غلوب دعماً للأفلام المنافسة على جوائز الأوسكار. لكن هذا العام فإن هذا المغزى أقل وضوحاً حيث اعترف عدد قليل فقط من المشاهير بترشيحهم لجوائز غولدن غلوب.

ومن المقرر الإعلان عن جوائز الأوسكار في 27 مارس المقبل.

اعترض النقاد على عدم وجود أي أعضاء من ذوي البشرة السمراء في رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية وأثاروا تساؤلات حول ما اذا كانت هناك علاقات وثيقة مع شركات الانتاج في هوليوود تؤثر على اختيار المرشحين والفائزين.

وفي مايو الماضي أعاد الممثل توم كروز جوائز غولدن غلوب الثلاث التي فاز بها.

وردت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية بإضافة 21 عضواً جديداً، من بينهم ستة أعضاء سود، وحظرت الهدايا والمجاملات، وقدمت تدريباً عن التنوع والتحرش الجنسي.

وقالت هيلين هويني رئيسة رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية في بيان خلال الإعلان عن الجوائز “نحن في رحلة تغيير ولن نرتاح”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

10.01.2022

 
 
 
 
 

مارفيل والأوسكار.. أربعة أفلام بانتظار الإنجاز

علياء طلعت

مع اقتراب موعد حفل تقديم جوائز الأوسكار، والتي صدرت القائمة القصيرة لترشيحاتها في بعض الفئات،  وضع محبّو أفلام "مارفيل" أيديهم على قلوبهم، أملاً في أن تحظى أفلامهم المفضلة بالمزيد من التقدير من المجتمع السينمائي الراقي، الذي وُصِمَتْ فيه بعد كل نجاح بأنها أفلام للتسليَة فقط، وتشبه ألعاب مدن الملاهي، وتفتقر إلى روح السينما الحقيقية وأدبيّاتها.

وبالفعل ظهرت أفلام مارفيل الأربعة المنتجة في العام 2021، في القائمة القصيرة للأفلام المرشَّحة لجائزة أفضل مؤثّرات بصرية، وهي: "الأرملة السوداء" (Black widow)، و"الأبدية" (Eternals)، و"تشانغ شي وأسطورة الحلقات العشر" (Shang chi and the Legend of the Ten Rings)، و"سبايدرمان مان: لا مكان للوطن" (Spider-Man: No Way Home).

وظهر كذلك "سبايدرمان" في قائمة الأفلام المُتنافسة على جائزة أوسكار أفضل صوت، لكن لا زالت هناك فئات لن يتم الإفصاح عنها سوى في الترشيحات النهائية التي سيُعلن عنها في الثامن من شباط (فبراير) القادم، وقد تحمل مفاجآت كبيرة، بعد الضغط ومحاولات الترويج لفيلم "سبايدرمان: لا مكان للوطن" للترشُّح لجائزة أفضل فيلم.

وعلى الرغم من السمعة السيئة لأفلام مارفيل، وتاريخها القصير الذي بدأ في العام 2008، إلا أنه في جُعْبَتِها عددٌ كبيرٌ من الترشيحات للأوسكار خاصةً في فئات المؤثّرات البصرية والصوت، لكن أكبر إنجازاتها مع جائزة الأوسكار كانت مع فيلم "الفهد الأسود" (Black Panther) الذي حقَّقَ ما لم يُحَقِّقْه فيلم آخر لمارفيل بترشيحاته وجوائزه.

امتازَ "بلاك بانثر" عن كل أفلام مارفيل الأخرى بأصالة ثقافية ملفتة، وقد خرج من رحِم القارة الإفريقية حيث دارت أحداثه، وصبغت موسيقاه وملابسه وأساس حبكته التي اعتمدت على القبلية الإفريقية ومفاهيمها الخاصة عن القيادة والصراع من أجل الزعامة، فاستحقَّ الفيلم باختلافه ليس فقط عن مارفيل الأخرى لكن عن أفلام الأبطال الخارقين بشكلٍ عام، التي  تدور نسبة كبيرة من أحداثها في الولايات المتَّحِدَة ومتشبِّعَة بثقافتها، الترشح لأوسكار أفضل فيلم، بالإضافة إلى ترشيحات أخرى ومنها؛ أفضل أزياء وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل ديكور، وفاز بها كلها، بالإضافة إلى ترشيحات أخرى لم يفُزْ بها ومنها؛ أفضل أغنية أصلية وأفضل مزج للصوت وأفضل مونتاج للصوت.

ومن بين الأفلام الأربعة الخاصة بمارفيل للعام 2021، ما يعدّ الأقرب لتجربة "بلاك بانثر"؛ وأعني فيلم "تشانغ تشي وأسطورة الحلقات العشر"، والذي ينتمي بصورة واضحة إلى الثقافة الصينية، ليس فقط لأن أبطاله من أصول صينية؛ ولكن لطبيعة الأسطورة التي بُنيَتْ عليها الأحداث، والتأثير الثقافي الصيني الواضح في المؤثّرات البصرية والألوان والموسيقى ومشاهد الحركة المستقاة من السينما الآسيوية القديمة.

وينافسه فيلم "سبايدرمان"، الذي حاز إعجاب الجمهور لأسباب عدة، منها استطاعته الدمج ما بين العوالم السينمائية الأخرى، التي تناولت شخصية الرجل العنكبوت في الماضي بمزيجٍ آسر بالفعل لمحبّي الشخصية، وذكيّ في استخدامه لكل الشخصيات القديمة والحديثة في نسيجٍ مترابطٍ، وهذا الثِّقَل العاطفي الكبير واحدٌ من أسباب الضغط على لجان الجوائز لترشيح الفيلم، خاصةً مع الاتهامات المتزايدة للأوسكار وغيرها من الجوائز العريقة بأنها بعيدة عن نبض الجمهور، ما أثَّرَ على مشاهدات حفل توزيع الجوائز خلال الأعوام القليلة الماضية بصورة سلبية.

بينما على الجانب الآخر، من المتوقع استبعاد فيلمي (Black widow) و(Eternals) من قائمة ترشيحات الأوسكار النهائية حتى في فئة أفضل مؤثرات بصرية، وذلك للمنافسة الشديدة في هذه القائمة مع المرشحين الآخرين، ومن المتوقَّع وصول أفلام أخرى مثل: (Dune)، و(The Matrix Resurrections)، و(Free Guy) لقائمة الترشيحات، وهي أعمال اعتمدت بشكل أساسي على تطور المؤثرات البصرية، ففيلم دينيس فيلنوف الذي تدور أحداثه في الفضاء على كوكب أراكس الصحراوي كانت الصورة الخاصة به من أهم مميّزاته إن لم تكن الأهم، بينما تستند سلسلة أفلام ماتريكس من الأساس على التطوّر السينمائي البصري بالإضافة إلى فلسفتها الخاصة، ومن المتوقَّع ترشُّح الجزء الرابع لهذه الجائزة على أقل قدير، وكذلك فيلم "فري غاي" الذي تدور أحداثه في لعبة فيديو، حيث قدَّمَ إسهاماً بصريّاً منافساً لهذا العام.

ولكن من المؤكد أن مارفيل استطاعت في العام 2021 التفوق على نفسها، بعد فترة الهدوء النسبي بنهاية المرحلة الثالثة من عالمها السينمائي الممتدّ بأفلام "إند غيم" و"آنت مان"، وها هي الآن تدشِّن المرحلة الرابعة بأربعة أفلام سينمائية تنافس على الأقل في القائمة القصيرة للأوسكار.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

10.01.2022

 
 
 
 
 

السينما في العالم خلال 2021.. لمحات من هنا وهناك

وائل سعيد

في بداية السبعينيات، أجرت المجلة البريطانية "Sight & Sound" حوارًا مع المخرج العالمي ستانلي كوبريك حول السينما والفن. وفيه، أكد كوبريك على أن "العمل الفني يجب أن يجعل الحياة أكثر إمتاعًا وتحملًا، وقبل كل شيء أن يكون مُبهجًا". هذه البهجة تحديدًا هي ما افتقدناه على مدار العامين السابقين. وبرغم التخوفات من المتحورات المُستحدثة، فإن التوقعات الجديدة مطمئنة إلى حد كبير على خلفية الانفراجة السينمائية النسبية التي شهدها عام 2021، وعودة الحياة بشكل تدريجي إلى صالات العرض والفعاليات السينمائية، حيث أظهرت بعض التقارير تحسنًا ملحوظًا في نسب الأرباح مقارنة بالعام السابق.

جيمس بوند يُحال للتقاعد وعالم مارفل مستمر

ابتكر الروائي البريطاني، إيان فلمنغ، شخصية العميل السري جيمس بوند أوائل حقبة الخمسينيات، في سلسلة تحكي مغامرات العميل البريطاني الذي يرمز له بالرقم "007"، وبعد عقد تقريبًا من هذا التاريخ تستحوذ السينما على القصة، وتقوم بتحويلها لسلسلة أفلام شهيرة بدأها الممثل الأسكتلندي شون كونري بفيلم "دكتور نو" (1962). على مدار أربعة عقود، وعبر 25 فيلما تقريبًا، قدمت الشركة المنتجة "إيون" مغامرات بوند بأكثر من ممثل، وأكثر من مخرج، فيما عدا فيلمين كانا من إنتاج شركات أخرى، استطاعت هذه السلسلة تحقيق شهرة عالمية، وجني إيرادات طائلة، وكانت الضيف المُرحب به في دور العرض والموزعين.

"على مدار أربعة عقود، وعبر 25 فيلما تقريبًا، قدمت الشركة المنتجة "إيون" مغامرات بوند بأكثر من ممثل، وأكثر من مخرج، فيما عدا فيلمين كانا من إنتاج شركات أخرى"

آخر الممثلين الذين قاموا بدور العميل السري هو دانيال كريَغ بداية من "كازينو رويال 2006"، وحتى "لا وقت للموت/ No Time to Die" هذا العام، وفيه يُحال بوند إلى التقاعد بعد رصيد طويل حافل بالمغامرات. وبينما ينشد الراحة برفقة حبيبته على أحد الشواطئ في إيطاليا، يتورط من جديد في مغامرة محدودة نلمح فيها لأول مرة انكسارات بوند النفسية، ومشاعره المختلطة بين الإحباط والتقدم في العمر، الذي ظهر بوضوح على أداء كريغ نفسه، سواء على المستوى الحركي، أو التمثيلي.

على جانب آخر، وسط أجواء من الخيال العلمي، يستمر عالم مارفل في تقديم مغامرات الأبطال الخارقين، وهي سلسلة أفلام ومسلسلات من إنتاج أستوديوهات مارفل في أميركا انطلقت منذ عام 2008، يتمتع أبطالها بقدرات غير عادية يستخدمونها في محاربة قوى الشر. بالإضافة إلى ذلك، انتشرت هذه المغامرات في صورة قصص مصورة وألعاب رقمية.

في منتصف هذا العام، قدمت الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون جزءًا جديد من عالم مارفل بعنوان "الأرملة السوداء/ Black Widow"، وفيه تُجبر نتاشا، العميلة السابقة للمخابرات السوفييتية، على مواجهة ماضيها الشخصي، مُستدعية أحداثًا من طفولتها بمصاحبة الأب والعائلة، وبمعاونة من أختها يستطيعون التغلب على دريكوف؛ خاطف النساء الذي يُجبرهن على احتراف القتل لتنفيذ مخططاته.
في حوار لجوهانسون مع شبكة CNN، قارنت بين ما قدمته في الفيلم، وبين ما تعانيه النساء في الحياة الواقعية الآن، مُشيرة الي الحركة النسوية العالمية Me-too: "كان علينا المشاركة في هذه الحركة المُذهلة للنساء اللاتي يدعمن نساءً أُخريات، شعرت وقتها برغبة في عدم تفويت هذه الفرصة
..".

"في فيلم "الأرملة السوداء"، تُجبر نتاشا، العميلة السابقة للمخابرات السوفييتية، على مواجهة ماضيها الشخصي، مُستدعية أحداثًا من طفولتها بمصاحبة الأب والعائلة، وبمعاونة من أختها يستطيعون التغلب على دريكوف"

أما الجزء الأحدث في سلسلة أفلام سبايدرمان، فقد صنع السيناريو الجديد توليفة عصرية تدمج جميع شخصيات الأجزاء السابقة في شخصية واحدة، الأمر الذي خلق حالة من النوستالجيا لدى الجماهير؛ فبرغم المخاوف الحالية من متحور كورونا إلا أن الفيلم جذب أعدادًا كبيرة من المُشاهدين فور طرحه في دور العرض. وفي مصر، احتشدت الطوابير أمام شباك التذاكر، لا سيما أن بعض السينمات أتاحت تجربة تفاعلية للمشاهدة؛ من خلال كرسي متحرك، ونظارة ثلاثية الأبعاد.

ألمودوفار.. المُنتمي لعالم الخطايا

في حوار سابق مع المخرج الأسباني، بيدرو ألمودوفار، حول الأفلام التي شكلت وعيه في سن مُبكر، تذكر عدة عناوين، من بينها الفيلم الأميركي "قطة فوق صفيح ساخن" لريتشارد بروكس 1958" قائلًا: "قلت في نفسي بعد مشاهدة الفيلم، أنا أنتمي لهذا العالم من الخطايا.. عالم المسوخ، وكنت وقتها لم أتجاوز العاشرة من عمري".

"الأحدث في سلسلة أفلام "سبايدرمان" سيناريو جديد فيه توليفة عصرية تدمج جميع شخصيات الأجزاء السابقة في شخصية واحدة"

بدأ ألمودوفار مشواره الفني منتصف السبعينيات ببعض الأفلام القصيرة التي صورها عن طريق كاميرا 8 ملم كان قد ادخر ثمنها من العمل بشركة هواتف، وكانت الانطلاقة بفيلمه الروائي الطويل "بيبي ولوسي وبوم وفتيات أخريات مثل أمي" (1980). للأنثى مكانة بارزة داخل عوالم سينما المخرج السبعيني الذي قدم عشرات الأفلام خلال ما يقارب نصف قرن، "نساء على حافة انهيار عصبي ـ الجلد الذي أعيش فيه ـ كيكا ـ الصوت المعدني"، ومن آن لآخر ثمة شبح للأمومة "كل شيء عن أمي" (1999)، وأخيرًا، أحدث أفلامه "أمهات متوازيات/ Parallel Mothers (2021)، من بطولة النجمة بينيلوبي كروز.

تمتلك كروز عددًا لا بأس به من مجمل أفلام ألمودوفار، فهي من الوجوه التي تستهوي المخرج. في "أمهات متوازيات"، تفوقت كروز على نفسها بأداء بسيط لا يحمل كثيرًا من الانفعال، لكنه يُجسد الحالة النفسية لسيدة أربعينية تخوض تجربتها الأخيرة في الحصول على طفل قبل ضياع الفرصة. تجمعها الصدفة مع فتاة في مقتبل العمر تواجه وطأة الإنجاب لأول مرة في حياتها.

لذة الماضي البعيد

يستطيع المخرج الإيطالي، باولو سورينتينو، إدهاش المُتفرج بعادية يُحسد عليها؛ بل وإصابته بالصدمة أيضًا، كما حدث مع شخصية الأب في "الجمال العظيم/ The Great Beauty" (2013)، على سبيل المثال. في فيلمه الأحدث "يد الله/ The Hand of God"، يعود المُخرج إلى قريته الأم، مُستدعيًا نوستالجيا الطفولة والمراهقة فترة الثمانينيات أثناء زيارة تاريخية للاعب كرة القدم الأسطورة مارادونا.

"في أفلام بيدرو ألمودوفار، ثمة شبح للأمومة "كل شيء عن أمي" (1999)، وأخيرًا، أحدث أفلامه "أمهات متوازيات/ Parallel Mothers (2021)، من بطولة النجمة بينيلوبي كروز"

تقوم معظم عوالم المخرج الأميركي، ويس أندرسون، على البناء الكاتدرائي؛ حيث صخب الحياة وتفصيلاتها الكثيرة تجتمع جنبًا إلى جنب لتكوين الصرح الكبير. في فيلمه "الوفد الفرنسي/ the French dispatch"، يُضيف أندرسون لهذا البناء أسلوب الفيتشر الصحافي؛ لا سيما أن موضوع الفيلم يتتبع حياة إحدى الصحف الخيالية من القرن العشرين. ولهذا جاءت فصول الفيلم المختلفة في قالب يمكننا من تسميته بالفيتشر السينمائي، الذي يقدم قصة صحافية سينمائية لكل حكاية، وهي حكايات منفصلة باستثناء مقدمة وختام الفيلم.

 

"أفلام سيئة السمعة"!

"السياسة ـ الجنس ـ الدين" ثلاثة محظورات تعارفت عليها البشرية، وتختلف أهميتها باختلاف الثقافة والعادات والتقاليد للشعوب، غير أن الثلاثة يستحوذون على الأهمية نفسها في مجتمعاتنا العربية على خلاف المجتمعات الغربية. لقد أثارت بعض الأعمال الأجنبية المعروضة عربيًا العديد من التحفظات وصل بعضها لحد المنع، ووصمت هذه الأعمال بأنها "أفلام سيئة السمعة". ربما يأتي في مقدمتها فيلم التحريك الدنماركي "اهرب/ Flee" للمُخرج جوناس راسموسن، وفيه نتعرف على حكاية لشاب مثلي الجنسية "أمين" منذ طفولته في كابول مرورًا بفراره بصحبة عائلته عقب عمليات المجاهدين الأفغان، وحتى حياته الحالية بالدنمارك كلاجئ يستعد للزواج من صديقه.

في سياق مُشابه، يأتي فيلم "بينيديتا/ Benedetta" للمخرج الهولندي المُثير للجدل بول فيرهويفن، صاحب الفيلم الجريء "غريزة أساسية" (1992)، يتناول الفيلم قصة حقيقية من داخل أحد الأديرة، ويتعرض لأسرار الكنيسة وما تُخفيه جدرانها من ممارسات مدنسة، من خلال أحداث السيناريو القائمة على كتاب "الأخت بينيديتا بين قديسة وسحاقية" للمؤرخة الأميركية جوديث براون.

أما فيلم "تيتانيوم/ Titane"، فبالرغم من أنه يندرج ضمن السينما الخيالية، فقد أثارت مشاهده الحسية كثيرًا من الانتقادات، ولم يشفع له حصوله على السعفة الذهبية في تجنب ذلك. الفيلم هو الرابع في مسيرة المخرجة الفرنسية الشابة، جوليا دوكورناو، ويتبع الغرائز الجنسية للجسد البشري في تنويعاته المختلفة من غير حدود. في فيلمها الجديد، تخلق علاقة جنسية خيالية بين البطلة وسيارتها المحبوبة، وهو ما ينتج عنه في النهاية إنجاب طفل.

من هنا وهناك

في كتابه "السينما العالمية من منظور الأنواع السينمائية" (ترجمة زياد إبراهيم)، يتطرق ويليام كوستانزو، أستاذ اللغة الإنكليزية والسينما، إلى التأثير الطويل للفن المسرحي على السينما اليابانية من حيث الأداء والتكنيك، لهذا رأى أن مغايرة ذلك كان "أحد أسباب تعرُّض كوروساوا في زمنه غالبًا للانتقاد من قبل بني وطنه بأنه أقل المُخرجين يابانية، وأن هذا سبب ترحيب الجمهور الغربي الفوري به". انضمت لكورواساوا بعض الأسماء الأخرى، مثل ميزوغوشي، على سبيل المثال، وهم من نقلوا السينما اليابانية من المحلية إلى العالمية.

مع بدايات الألفية الثالثة، بدأت أجيال أخرى بالظهور، كان من أبرزها هيروكازو كوريدا، ورائعته "سارقو المتاجر/ Shoplifters" الحاصل على السعفة الذهبية عام 2018. ويبزغ هذا العام اسم ريوسوك هاماجوكي، وهو مخرج وكاتب سيناريو ياباني من مواليد 1978، عُرض له في 2021 فيلمان "عجلة الحظ والخيال"، و"قودي سيارتي"، وفي الفيلمين ينتقل المخرج بين الخيال والواقع، ليُقدم سحرية جديدة للواقع المُعاش.

في سياق مختلف، يؤكد فيلم "107 أمهات" على أننا أصبحنا نعيش واقعًا لا تُحتمل واقعيته! الفيلم للمخرج السلوفاكي، بيتر كيريكس، وصدر عرضه العالمي الأول في الدورة 78 من مهرجان البندقية الدولي، وحصل على جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته 43، ويتبع حكايات واقعية لمجموعة من الحوامل السجينات منتصرًا للضعف الأنثوي، رغم أن من بين السجينات من اقترفت جريمة القتل للزوج، أو للحبيب؛ إلا أن ذلك لا يُعدها قاتلة بالمعنى الإجرامي، خاصة حين نكتشف حالات من الهشاشة والوهن الإنساني أبطالها أمهات مسجونات يُمارسن مظاهر الأمومة وفق جدول محدد من إدارة السجن، حتى الضابطة المكلفة بالمراقبة والتوجيه تتحول بمرور الوقت لسجينة هي الأخرى.
لم يقدم المخرج التشيلي بابلو لاراين كثيرًا من الأعمال السينمائية، إلا أنه يهتم بالسير الذاتية في أعماله منذ فيلمه الأول "Fuga" (2006)، وفيلم "جاكي/ Jackie" (2016) عن مرحلة ما بعد الصدمة للسيدة جاكلين كينيدي عقب حادثة الاغتيال الشهيرة لزوجها. وأخيرًا في فيلم "سبنسر/ Spencer" يرصد السنوات الأخيرة من حياة أيقونة الرومانسية في القرن العشرين، الأميرة ديانا، بطولة الممثلة الشابة كريستين ستيوارت
.

"فيلم "107 أمهات" يتبع حكايات واقعية لمجموعة من الحوامل السجينات منتصرًا للضعف الأنثوي، رغم أن من بين السجينات من اقترفت جريمة القتل للزوج، أو للحبيب"

أجاد السيناريو في رسم التوترات النفسية التي عانت منها ديانا في أواخر حياتها، وبرع الديكور والمكياج في خلق أجواء الزمن الغابر، إلا أن التميز الحقيقي في الفيلم كان من نصيب ستيورات. فبالرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجسيد شخصية الأميرة، إلا أن الممثلة الأميركية وضعت لمسات خاصة جدًا تُحسب لها.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

10.01.2022

 
 
 
 
 

أغرب 10 أفلام فازت وترشحت في تاريخ "غولدن غلوب"

لندن/ العربي الجديد

لم تمر على رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية المانحة لجائزة "غولدن غلوب" أوقات محرجة كالتي عرفتها منذ العام بسبب اتهامات لها بالفساد والتمييز.

هذه قائمة بعشرة أفلام رأت فيها صحيفة "ذي إندبندنت" نموذجاً للمحاباة والمصالح الضيقة أكثر من خضوعها للمعيار الفني.

"الفراشة" (1982)

في عام 1981، وصفت صحيفة نيويورك تايمز الوافدة الجديدة بيا زادورا بأنها "بريجيت باردو أعيد تدويرها  في صندوق ضغط القمامة". بعد عام، فازت بجائزة الوافد الجديد لهذا العام في "غولدن غلوب" عن عملها في الدراما المثيرة "الفراشة".

تبع ذلك سخرية واسعة النطاق، لأن الفيلم جرى تمويله بالكامل من قبل زوج زادورا الملياردير، الذي مول شخصياً حملة ترويجية واسعة النطاق مصممة لجعلها نجمة.

"آنا" (1988)

انتصرت سالي كيركلاند في دورها الذي تم نسيانه منذ فترة طويلة على أداء غلين كلوز في فيلم الإثارة "جاذبية قاتلة" ، مع حصول كيركلاند على جائزة أفضل ممثلة عام 1988.

يبدو أن الفوز كان نتيجة حملة لا هوادة فيها من ممثل غير معروف نسبياً، كان فيلمه السابق مشهوراً عام 1984 تحت عنوان Fatal Games. تحققت شهرة لكيركلاند بعد الفوز، لكنه فوز ما زال محيراً.

"ولد في الرابع من يوليو" (1990)

غرابة هذا الفوز لا تتعلق بالفيلم نفسه بقدر ما تتعلق بمنافسته. دراما رائعة تماماً وإن كانت مفعمة بالحيوية قليلاً.

 "ولد في الرابع من يوليو"، انتصر في 1990 على ثلاثة أعمال فنية بارزة: "افعل ما هو صواب" Do the Right Thing، و "جنس، أكاذيب، وشريط فيديو" Sex, Lies, and Videotape، و "عندما التقى هاري بسالي" When Harry Met Sally.

تظل جميع الأفلام الثلاثة ذروة أنواعها، في حين يمكن لمس بصماتها طوال العقد المقبل من السينما. من خلال تجاهل الثلاثة، أثبت فريق "غولدن غلوب" أنهم خبراء في التحديق إلى الوراء بدلاً من التطلع إلى الأمام.

باتش آدامز (1999)

عادة ما ينتج عن وجود فئة الكوميديا​​ الموسيقية في "غولدن غلوب" حفنة من الترشيحات الغريبة كل عام. هذا لا يفسر بشكل خاص كيف حصل فيلم "باتش آدامز" على ترشيح أفضل تصوير في عام 1999.

دراما محبطة تماماً من بطولة روبن ويليامز كطبيب رائد، والتي بلغت ذروتها أيضاً مع إطلاق النار على بطلتها من قبل رجل مصاب بالفصام، وقد أطلق عليها ناخبو غلوب بشكل غير مفهوم كوميديا تنافست ضد فيلم "هناك شيء ما عن ماري" بشكل غير معقول.

"بولت" (2008)

أفضل أغنية أصلية: "I Thought I Lost You" كانت من نصيب مايلي سايروس وجون ترافولتا عن فيلم "بولت" إصدار (2008).

دويتو صاخب فظيع، أخذ هذا مكاناً كان من الممكن أن تملأه أغنية Pop Goes My Heart الرائعة لهيو غرانت، وهي أغنية من فيلم " موسيقى وكلمات "التي تعد حقاً أعظم أغنية فيلم في تاريخ أغاني الأفلام.

"كيت وليوبولد" (2002)

أفضل ممثل في فيلم موسيقي / كوميدي هيو جاكمان في فيلم "كيت وليوبولد" لعام 2002.

وصل هذا الفيلم الكوميدي الرومانسي من بطولة ميغ رايان تماماً كما كان اسم هيو جاكمان يتسلق قائمة النخبة. هذا هو التفسير الوحيد لترشيح جاكمان لأفضل ممثل، حيث يفترض أن فريق "غلوبز" حريص على ترشيح نجم جديد. لعب جاكمان دور دوق إنكليزي من القرن التاسع عشر يسافر عبر الزمن إلى نيويورك الحديثة، وكان جيداً ولكنه لا يستحق الجوائز على الإطلاق.

فرانكي وأليس (2011)

في عام 2008، صوّرت هالي بيري فيلماً مستقلاً منخفض الميزانية وتم إصداره في عام 2014. في عام 2011، أكسبها أداؤها ترشيحاً لجائزة غولدن غلوب. إذا كنت في حيرة من أمرك، فذلك لأن "فرانكي وأليس" مثال شائن لحملة جوائز هوليوود.

للتأهل والحصول على الجوائز في عام 2011، تم عرض الفيلم لمدة أسبوع واحد في سينما واحدة في لوس أنجليس في ديسمبر/ كانون الأول 2010. أطلق الإصدار الواسع المخطط له بعد فترة وجيزة، ولم يتمكن أي شخص خارج الجوائز من مشاهدته إلا بعد أن اختار موزع صغير الفيلم عقب سنوات.

"السائح" (2011)

حاز على جائزة أفضل تصوير. يجسد فيلم "السائح" جوائز غولدن غلوب في أسوأ حالاتها. سيارة باهظة الثمن بشكل مثير للسخرية لجوني ديب وأنجلينا جولي، حيث تم إنفاق معظم الأموال على خزائن ملابسهما وتصميمهما بدلاً من نص الفيلم.

إلى جانب ترشيح أفضل تصوير، تم ترشيح كل من ديب وجولي كممثلين، ليس لأنهما كانا جيدين بالطبع، ولكن لأنها كانت فرصة لاستضافة اثنين من أكبر الأسماء في هوليوود في ليلة واحدة.

"حيوانات ليلية" (2017)

حاز آرون جونسن على جائزة أفضل ممثل مساعد. بصفته زعيم عصابة سادي يعذب جيك جيلنهال الفقير وعائلته على طريق سريع أميركي، ويصيح جونسون، في طريقه عبر مشهد صحراوي. بطريقة ما انتصر هذا الفيلم في 2017 على أداء ماهرشالا علي الرائع في فيلم "ضوء القمر".

"غيت أوت" (2018)

لم يكن تقديم ترشيح أفضل فيلم الرعب "غيت أوت" في عام 2018 مستحقاً فحسب، بل كان ضرورياً، مع الأخذ في الاعتبار مدى نجاح المخرج جوردان بيل في شق طريقه بهذا النوع من الأفلام.

ولكن إليكم هذا الخبر: تم إدراج "غيت أوت" في فئة الكوميديا الموسيقية، جنباً إلى جنب مع فيلمي "الفنان الفاشل" The Disaster Artist، و "ذا غريتست شومان".

 

####

 

حفل باهت لتوزيع جوائز "غولدن غلوب"... وهؤلاء أبرز الفائزين

لوس أنجليس/ العربي الجديد

 فازت النسخة الجديدة لفيلم الجريمة والدراما "وست سايد ستوري" (قصة الحي الغربي) للمخرج ستيفن سبيلبرغ بجائزة "غولدن غلوب" أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي بينما فاز "ذا باور أوف ذا دوغ" بجائزة أفضل فيلم، في الحفل الخاص بتوزيع جوائز "غولدن غلوب" مساء الأحد.

وقد تجاهل ممثلون ومخرجون وشركات إنتاج حفل توزيع الجوائز الشهير هذا العام بشكل كبير بعد اتهامات طاولت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية (المسؤولة عن تنظيم الحفل) العام الماضي، بالعمل وفق سياسات أخلاقية مشكوك بها وعدم وغياب الأعضاء السود.

وقررت شبكة NBC التلفزيونية الأميركية التي اعتادت بث الحفل منذ فترة طويلة عدم تغطيته هذا العام.

وأعلنت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، التي قامت بتوسيع وتنويع عضويتها وأصلحت ممارساتها، الجوائز في حفل أقيم في بيفرلي هيلز خلف أبواب مغلقة. وأُعلن الفائزون على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع "غولدن غلوب".

وجاءت قائمة الفائزين بأبرز الفئات على الشكل التالي:

أفضل فيلم درامي

ذا باور أوف ذا دوغ

أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي

وست سايد ستوري

أفضل ممثل في فيلم درامي

ويل سميث عن دوره في "كينغ ريتشارد"

أفضل ممثلة في فيلم درامي

نيكول كيدمان عن دورها في "بيينغ ذا ريكاردوز"

أفضل ممثل في فيلم موسيقي أو كوميدي

أندرو غارفيلد عن دوره في "تيك، تيك... بوم"

أفضل ممثلة في فيلم موسيقي أو كوميدي

ريتشل زيغلر في "وست سايد ستوري"

أفضل ممثل في دور مساعد

كودي سميت ـ ماكفي في "ذا باور أوف ذا دوغ"

أفضل ممثلة في دور مساعد

أريانا ديبوز في "وست سايد ستوري"

أفضل مخرج

جين كامبيون مخرجة "ذا باور أوف ذا دوغ"

أفضل فيلم بلغة أجنبية

درايف ماي كار

أفضل فيلم رسوم متحركة

إنكانتو

أفضل مسلسل تلفزيوني درامي

ساكسيشن

أفضل ممثل في مسلسل درامي

جيريمي سترونغ في "ساكسيشن"

أفضل ممثلة في مسلسل درامي

أم جي رودريغيز في "بوز"

أفضل مسلسل موسيقي أو كوميدي

هاكس

أفضل ممثل في مسلسل موسيقي أو كوميدي

جيسون سوديكس في "تيد لاسو"

أفضل ممثلة في مسلسل موسيقي أو كوميدي

جين سمارت في "هاكس"

أفضل فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

ذا أندرغراوند ريلرود

أفضل ممثل في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

مايكل كيتون في "دوبسيك"

أفضل ممثلة في فيلم تلفزيوني أو مسلسل قصير

كيت وينسلت في "مير أوف إيستاون"

 

العربي الجديد اللندنية في

10.01.2022

 
 
 
 
 

فيلم «يد الله»: سورينتينو يصوّر حكايته

سليم البيك

للإيطالي باولو سورينتينو فيلمان يمكن أن يكونا مقدِّمة لفيلمه «يد الله» الذي بدأت عروضه على «نتفليكس» قبل أيّام. أوّلهما هو «الجمال العظيم» (2013) وثانيهما هو «شباب» (2015). الفيلمان ممتازان، وقد يجتازان فيلمه هذا في جمالياتهما، تصويراً وسرداً، وإن لم يكن هذا «الحكم» حتمياً، ففيلمه الأخير الذي استعار عنوانه من اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا، فيه ما يكفيه من الجماليات البصرية، بل في توافق هذه الجماليات مع قسمَي الفيلم، اللذَين يقدّم لهما كل من فيلمَي سورينتينو السابقين والمذكورين.

ليس «يد الله» فيلماً واحداً منسجماً في سرده وأجوائه، وهذا ما يجعل الإحالة الأوتوماتيكية في الحديث عنه، إلى الإيطالي فديريكو فلّيني، تسرّعاً خاطئاً. لا يمكن إحالة الفيلم بعمومه (أي بقسمَيه) إلى عمل واحد منسجم، كما هي أعمال فلّيني الزاخرة بالاحتفالات والكرنفالات، وهي أفلام منسجمة حتى في بواكيرها، التي حملت مآسي شخصياتها، بنسبٍ متفاوتة، وهي من آثار «النيورياليزم» الإيطالية التي بدأ من خلالها فلّيني مشواره السينمائي، قبل أن يكوّن لنفسه هويّة بصرية صار مرجعياً بها، فتُحال الأفلام إليه مع كلّ إشارة مهما صغرت، كما هو حال فيلم سورينتينو هذا.

وليس القول بعدم الانسجام بين نصفي فيلم سورينتينو ذمّاً، إنّما يحول دون إحالته، ككل، إلى أعمال منسجمة متكاملة، رغم الإشارة إلى فلّيني أكثر من مرّة في الفيلم، لكنّها إشارات غير رمزية، بل هي جزء من يوميات شاب في مدينة نابولي، ابن طبقة متوسطة، يدرس الفلسفة ويحلم بأن يصير مخرجاً سينمائياً ويحب كرة القدم ومارادونا ونادي نابولي، وذلك في الثمانينيات، فالحديث عن فليني في أجواء كهذه هو حديث يومي ومحلّي لشاب كهذا، تماماً كما يكون الحديث عن مارادونا. فلا حضور فلّيني هو رمزي، ولا كذلك حضور مارادونا، كلاهما حضور حياتيّ وعضويّ، خاصة إن تذكّرنا أنّ الفيلم سيرة ذاتية لسورينتينو.

حادثةٌ في منتصف الفيلم جعله من قسمين غير منسجمين، هي رحيل والدَي الشاب، باكراً وفجأة، فينقلب الفيلم وكذلك أمزجة شخصياته وكل ما فيه. قبل الحادثة كان الفيلم كوميديّاً وبعدها صار تراجيديّاً، قبلها كانت الألوان تعمّ المشاهد، الزرقة كانت للبحر وكانت برّاقة، وبعدها بهتت الألوان وعمّت الرماديةُ المشاهد، فصارت الزرقة للسماء وكانت قاتمة. النصف الأول للفيلم كان نموذجياً لفيلم كوميدي يمكن إحالته إلى فلّيني، والقسم الثاني كان نموذجياً لفيلم تراجيدي تمّ في الفيلم ذاته، في القسم، الإحالة إلى مسرحية «سالومي» لأوسكار وايلد، بمآسيها.

بصرياً وسردياً فارق سورينتينو بين قسمَي فيلمه، ناقلاً المشاهد، بسلاسة يمكن أن تمرّر الانتقال دون الإحساس به، ولعلّ اشتغاله على فيلمَيه السابقين هوّن مسألة الانتقال هذه، فأولهما، «الجمال العظيم» كان أقرب إلى القسم الأول، وإلى أعمال فلّيني عموماً، وثانيهما، «شباب» كان أقرب إلى القسم الثاني، بحالة تراجيديّة تحوم في أجواء الفيلم. لكن في كلا الفيلمين، كما في «يد الله» حضرت فكاهة سورينتينو، في «جمال عظيم» كانت بالسخرية/الهزء، وفي «شباب» كانت بالسخرية/المفارقة.

في «يد الله» يصوّر سورينتينو رحلته إلى عالم السينما، انتقالَه من حب كرة القدم والفلسفة والموسيقى، إلى ما يمكن أن تجتمع ثلاثتها في عالم واحد وهو السينما، يصوّر حياته يافعاً في نابولي، الحياة العائلية التقليدية في إيطاليا، إلى انتقاله الفردي ملاحقاً حلمه في روما، ليتعلم السينما ويصنعها. أفلام سورينتينو أتت أخيراً مليئة بالموسيقى، في «جمال عظيم» تحديداً، وكذلك بالفلسفة، في «شباب» تحديداً، أما كرة القدم فنجدها في الصعود والهبوط، دون مستويات مملة، في أفلامه عموماً، كأنّها، أفلامَه، عبارة عن هجمات وهجمات مرتدة.

«يد الله» التي أحرزت الهدف لمارادونا في مرمى إنكلترا، بيده، في نهائيات كأس العالم عام 1986، كانت، اليد، في الفيلم، تلك التي حالت دون مرافقة الشاب والديه في رحلتهما التي قضيا فيها خنقاً بالغاز، لأنّ مباراة لنابولي ومارادونا زامنت الرحلة/الحادثة وكان عليه البقاء للتشجيع، وأخيراً النجاة.

الفيلم (The Hand of God) شارك في مهرجان فينيسيا السينمائي الأخير، ونال الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، وجائزة مارتشيلّو ماستروياني لأفضل ممثل.

كاتب فلسطيني سوري

 

القدس العربي اللندنية في

11.01.2022

 
 
 
 
 

الجولدن جلوب تتوج «The Power of The Dog» و «West Side Story» أفضل أفلام ٢٠٢١

هويدا حمدى

فى السادسة مساء الأحد الماضى بتوقيت لوس أنچيلوس، أقيم حفل توزيع جوائز الجولدن جلوب الـ ٧٩ بهيلتون بيڤرلى هيلز، الفندق المعتاد الذى يحتضن الجوائز المرموقة كل عام، لكن الحفل لم يكن ككل عام، كان مختلفا فى كل شىء ، بعد غضب الرأى العام الذى حركته العام الماضى الصحافة الأمريكية ضد منظمة الصحفيين الأجانب بهوليوود ( HFPA ) المانحة للجوائز، لعدم وجود صحفى أسود بين أعضائها واتهامها بالعنصرية فى اختيار الجوائز.. وكان لابد من وقفة لتصحيح الأوضاع وإعادة ترتيب الأوراق، وكان الحفل جزءا من خطوات عديدة تتخذها المنظمة فى طريقها لعهد جديد أساسه الشمولية والتنوع.

ومن هنا كان قرار إلغاء السجادة الحمراء وتفاصيل كثيرة رسمية معتادة لم تكن هى الأهم فى هذه المرحلة، خاصة والحفل غير مذاع بعدما قررت NBC وهى الشبكة المحتكرة نقله تليفزيونيا، عدم إذاعته هذا العام حتى تنتهى  منظمة الصحفيين الأجانب من كل خطواتها وخطتها للإصلاح وإعادة الهيكلة.

بدأ الحفل بكلمة لهيلين هوين رئيسة الـ HFPA تؤكد سعادتها بالخطوات الجادة نحو التغيير والشمولية والتنوع لبداية عهد جديد لمنظمة عريقة تصنع التاريخ كالعادة ، وقالت «سنكون صريحين بشأن ما نتعلمه ونفعله ولدينا الآن أعضاء من أكثر من خمسين دولة، ونفخر بمكانة فريدة فى عالم الجوائز»، ثم عرضت أفلام تسجيلية قصيرة لهيئات ومهرجانات وجامعات وغيرها من الجهات ليست أمريكية  فقط ولكن فى العالم كله شرقا وغربا، والتى حصلت على منح سخية من الـ HFPA ، تجاوزت خمسين مليون دولار خلال الأعوام القليلة الماضية فقط، وكان لها دور كبير فى دعم المواهب وصناعة السينما، وتحدث الحاصلون على المنح التى صنعت الفارق فى مسار حياتهم، وشارك بعضهم فى إعلان الجوائز بصدق وتلقائية عوضت غياب النجوم الذين يتابعون الحدث من بُعد، فى انتظار التغيير الموعود والذى تحقق كثير منه خلال الأشهر الماضية.

جدير بالذكر أن الاتهام بالعنصرية الآن أمر لا يستهان به فى أمريكا، وهى تحاول غسل يديها من جرائم العنصرية الفجة التى لوثت تاريخها فى الماضى، وتصيغ قوانين وضوابط عديدة تكفر بها عن ذنوبها ضد الأمريكان من أصول أفريقية أو المواطنين الأصليين، وكانت الأوسكار قد واجهت نفس الموقف تقريبا عام ٢٠١٥ حين اختفى تماما أى وجود للسود بين ترشيحاتها، فقاطعها النجوم واشتعل الرأى العام فى حملة واسعة  تحت شعار «الأوسكار بيضاء جدا»، كان نتيجتها وقفة جادة وإعادة لهيكلة ولوائح الأكاديمية الأمريكية المانحة للأوسكار والتى ضاعفت عدد أعضائها لتضمن الشمولية والتنوع بينهم، وهى الخطوة الأولى التى اتخذتها الـ HFPA هذا العام أيضا.فى الحفل توج الفيلم الرائع  «The Power of The Dog» بالجولدن جلوب لأفضل فيلم دراما وفازت مخرجته النيوزيلاندية جين كامبيون بأفضل مخرجة، وفاز النجم الشاب الموهوب كودى سميت مكفين بأفضل ممثل مساعد عن دوره فى الفيلم، بينما ذهبت الجولدن جلوب لأفضل ممثلة مساعدة لأريانا ديبوز عن دورها فى فيلم «West Side Story» الذى اقتنص الجولدن جلوب لأفضل فيلم موسيقى أو كوميدى، وفازت نجمته راشيل زيجلر بأفضل ممثلة.. وفاز النجم الشاب أندرو جارفيلد بأفضل ممثل فى فيلم كوميدى أو موسيقى عن دوره فى «Tick٫Tick … Boom»..بينما فاز ويل سميث بأفضل ممثل رئيسى فى فيلم دراما عن دوره الرائع فى «king Richard» ، وفازت نيكول كيدمان بأفضل ممثلة رئيسية - دراما - عن «Being the Ricardo» .. وفاز الفيلم الرائع « Belfast» بأفضل سيناريو، وفاز بأفضل موسيقى هانز زيما عن فيلم «Dune»، بينما فازت بيلى أيليش بأفضل أغنية «No Time To Die» وذهبت الجولدن جلوب لأفضل فيلم أنيميشن لـ «Encanto» لتفوز بها ديزنى كالعادة، بينما توج الفيلم اليابانى «Drive My Car» كأفضل فيلم ناطق بلغة غير إنجليزية هذا العام.

نالت الجوائز هذا العام تقدير النقاد وصناع السينما فى أمريكا، واحتفى بها الفائزون واستوديوهات السينما على مواقع التواصل الاجتماعى، وتصدرت بسرعة مذهلة أفيشات الأفلام فى شوارع لوس انجيلوس.

بإعلان جوائز الجولدن جلوب ينطلق موسم الجوائز الأمريكية الذى يختتمه جوائز الأوسكار وتعلن ترشيحاتها ٨ فبراير القادم، بينما يقام حفل الجوائز فى ٢٧ مارس القادم.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

11.01.2022

 
 
 
 
 

«باور أوف ذي دوغ» و«ويست سايد ستوري» يحصدان أبرز جوائز «غولدن غلوب»

لوس أنجليس - لندن: «الشرق الأوسط»

من دون نقل تلفزيوني ولا حضور للنجوم على السجادة الحمراء، حصد فيلما «ذي باور أوف ذي دوغ» و«ويست سايد ستوري»، مساء الأحد، أبرز جوائز «غولدن غلوب» خلال احتفال لتوزيعها شهد مقاطعة هوليوودية واسعة، وأعلنت خلاله أسماء الفائزين عبر الإنترنت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وبات الويسترن السوداوي «ذي باور أوف ذي دوغ» للنيوزيلندية جين كامبيون ثاني فيلم أخرجته امرأة يحصل على جائزة «غولدن غلوب» لأفضل فيلم درامي. ونال كذلك جائزتي أفضل مخرج لكامبيون، وأفضل ممثل في دور مساعد لكودي سمين ماكفي.

أما صيغة ستيفن سبيلبرغ الجديدة لفيلم «ويست سايد ستوري»، فمُنحت جائزة أفضل فيلم كوميدي أو فيلم كوميدي غنائي، فيما حازت بطلته رايتشل زيغلر جائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي، وكان لقب أفضل ممثلة في دور مساعد من نصيب أريانا ديبوز، الذي تؤدي فيه دور أنيتا الذي تولته ريتا مورينو في الفيلم الأصلي. وفاز ويل سميث بجائزة أفضل ممثل في فيلم درامي عن دوره في «كينغ ريتشارد»، فيما حصلت نيكول كيدمان على مكافأة أفضل ممثلة في فيلم درامي عن تجسيدها شخصية الممثلة الكوميدية الأميركية الشهيرة لوسيل بول في «بيينغ ذي ريكاردوس».

لكن أياً من الفائزين لم يكن حاضراً، إذ قاطع النجوم الهوليووديون الاحتفال الذي يستقطب عادة نخبة أوساط قطاع الترفيه، ويشكل أول غيث موسم الجوائز السينمائية الأساسية. وتعود هذه المقاطعة إلى مآخذ على المنظمين تتعلق بافتقار هذه الجوائز إلى التنوع والشفافية.

حتى إن شبكة «إن بي سي» التي تملك حقوق البث الحي للاحتفال قررت الامتناع عن نقله هذه السنة، وكان ملايين المشاهدين درجوا على متابعته عبر شاشتها خلال السنوات الأخيرة. ولم يحظ الاحتفال باهتمام كبير على «تويتر»، نظراً إلى أن المستخدمين كانوا منشغلين أكثر بمتابعة الأخبار المتعلقة بالعثور داخل غرفة فندق على الممثل الكوميدي الأميركي بوب ساغيت ميتاً.

واستبق رئيس تحرير شؤون الثقافة والأحداث في مجلة «فراييتي» المتخصصة مارك مالكين، الاحتفال، بتوقعه «ألا يشبه أياً من احتفالات (غولدن غلوب) التي أقيمت حتى الآن». وأضاف: «لن نرى خلاله الكثير». وكانت جائحة «كوفيد - 19» الذريعة الرسمية التي أعطاها المنظمون عن سبب إجراء الاحتفال بهذه الطريقة.

وكشف مالكين أن «رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود حاولت إقناع عدد من المشاهير بالحضور للإعلان عن الفائزين بجوائز (غولدن غلوب) لهذا العام»، لكن «أياً منهم لم يقبل».

ودرجت أوساط هوليوود منذ مدة طويلة بعيداً من الأضواء على انتقاد هذه المجموعة التي تضم نحو مائة شخص يعملون لمنشورات أجنبية، واتهامها بسلسلة من التجاوزات، تمتد من الفساد إلى العنصرية.

وكشفت صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، في هذا الإطار، أنْ لا سودَ بين أعضائها، ففتحت بذلك العام الفائت الباب على مصراعيه أمام الانتقادات العلنية. وسارعت الرابطة في مواجهة هذه الضجة إلى اعتماد سلسلة من الإصلاحات، من بينها ضم أعضاء جدد إليها لتنويع تشكيلتها وتحسين تمثيل الأقليات فيها.

كذلك حظرت على هؤلاء قبول الهدايا الفاخرة أو النزول في فنادق تتولى شركات الإنتاج دفع نفقات الإقامة فيها عنهم، سعياً منها للتودد إليهم لكي يصوتوا لأفلامها.

وخلال الاحتفال المغلق الذي أقيم الأحد، نشرت الرابطة عبر «تويتر»، مقطعي فيديو مسجلين سلفاً لأرنولد شوارزنيغر وجايمي لي كورتيس، أشادا فيهما بعمل الرابطة في دعم البرامج المجتمعية.

وتناولت الممثلة والمخرجة الأميركية تمويل الرابطة برامج من هذا النوع، قائلة «أنا فخورة بأن أشارك مع أعضائها في هذا المسعى». وعلقت ممثلتا «ويست سايد ستوري» الشابتان على فوزهما عبر «تويتر»، فلاحظت رايتشل زيغلر أنها حصلت على جائزتها بعد ثلاث سنوات بالضبط من اختيار المخرج ستيفن سبيلبرغ إياها من بين 30 ألف مرشحة. واعتبرت في تغريدتها أن «الحياة غريبة جداً».

أما أريانا ديبوز، فشكرت الرابطة، داعية في الوقت نفسه إلى إصلاحات، وإذ رأت عبر «تويتر» أن «ثمة عملاً لا يزال مطلوباً»، كتبت: «عندما يعمل المرء بجد في مشروع ما، ويبذل فيه الدم والعرق والدموع والحب، فإن تقدير هذا العمل يشكل أهمية خاصة». ويشكل فوز كل من «ذي باور أوف ذي دوغ» و«ويست سايد ستوري» بثلاث جوائز تكريساً لهما كمنافسين أساسيين على ألقاب موسم الجوائز السينمائية، الذي تُعتبر حفلة الأوسكار في مارس (آذار) المقبل ذروته.

ويتناول «ذي باور أوف ذي دوغ» الصور النمطية الذكرية في ولاية مونتانا الأميركية في عشرينات القرن الفائت، ويؤدي دور البطولة فيه بنديكت كامبرباتش، وقد عُرض على «نتفليكس» إلى جانب عروض محدودة في الصالات، ولقي استحسان النقاد.

أما النسخة الجديدة من «ويست سايد ستوري» لستيفن سبيلبرغ، فلم تنجح جماهيرياً على شباك التذاكر، لكنها لاقت استحسان النقاد أيضاً. ولم يحصل فيلم «بلفاست» المستوحى من الطفولة الآيرلندية الشمالية لمخرجه كينيث براناه إلا على جائزة واحدة في فئة أفضل سيناريو، مع أن التوقعات كانت تعتبره من بين الأوفر حظاً.

وفاز أندرو غارفيلد بجائزة لأفضل ممثل في فيلم كوميدي موسيقي عن دوره في «تِك تِك... بوم!».

وأعطيت جائزة أفضل مسلسل درامي للدراما العائلية «ساكسيشن» من إنتاج «HBO»، ويتناول قطباً في مجال وسائل الإعلام يتقدم في السن.

 

الشرق الأوسط في

11.01.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004