ملفات خاصة

 
 
 

زواج «سعاد» من «الأوسكار».. باطل!

مجدي الطيب

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

· مفاجأة: الفيلم المصري المُرشح للأوسكار خالف شرط الترشح ولن يُعرض هذا العام!

· من غرر بلجنة الاختيار وأكد لها أن الفيلم سيُعرض في ديسمبر بينما مؤلفه يؤكد أن «الرقابة لم تُصدر تصريحاً بعرضه» .. وأضاف: «الفيلم مُهدد بعدم العرض في مصر»!

· البيان الذي صدر عام 2017 وطالب بـ «سرعة تدارك الموقف، وتصحيح الإجراءات، تفاديًا لتصعيد قد يحرم مصر في النهاية من مجرد الحق في الترشيح»، يفرض نفسه من جديد!

لما كان 31 اكتوبر من كل عام هو آخر موعد لتلقي ترشيحات الدول للافلام التي تمثلها في اوسكار افضل فيلم عالمي، وفي محاولة طيبة ومبادرة مشكورة رأت النقابة، منذ سنوات قليلة، الا تفوت الفرصة على الافلام التي تُعرض تجارياً، بعد اجتماع اللجنة المشكلة لاختيار فيلم من بين الافلام التي عرضت تجاريا في الفترة من اول يناير حتى 31 ديسمبر من كل عام، وقررت أن تمنحها فرصة المنافسة، والترشح للجائزة، شريطة ان تقدم الجهة المنتجة التصريح الرقابي الذي يحدد موعد عرضها قبل نهاية العام.

المنتج مارك لطفي

حدث هذا عقب اختيار فيلم «شيخ جاكسون»، في سبتمبر من عام 2017، الذي لم يكن قد عُرض تجارياً قبل اجتماع اللجنة المخولة من نقابة السينمائيين لترشيح الفيلم المصري للمسابقة، ما أثار غضب واحتجاج المخرج مجدي أحمد علي، مخرج فيلم «مولانا»، الذي كان الأقرب للاختيار وقتها، فأصدر بياناً شديد اللهجة، ندد فيه بالقرار النهائي، مؤكداً أن  لائحة الجائزة تنص على أن «الأفلام التى لها حق الترشح هى التى عُرضت وليس (التى سوف تعرض)، وبالتالى فإن التعجيل بعقد اجتماع اللجنة يوم 11 سبتمبر 2017، وبعد عرض خاص لفيلم بعينه ( يقصد «شيخ جاكسون»)، يتعارض مع مفهوم التصويت الفردى والسرى، الذى هو قانون الأكاديمية، والذى تعد مخالفته سبباً كافياً لإهدار أى قرار ينتج عنه»، وتساءل، في بيانه : «ما هو موقف اللجنة الموقرة إذا عُرض أي فيلم بعد 30 سبتمبر ؟ هل ستُهدر حق صناعه أم تُعيد التصويت أكثر من مرة، وهل يمكن هذا بعد التعجل المريب بإبلاغ الأكاديمية بالقرار الباطل ؟»، وطالب، في ختام بيانه، ب «سرعة تدارك الموقف، وتصحيح الإجراءات، تفاديًا لتصعيد قد يحرم مصر في النهاية من مجرد الحق في الترشيح».

بناء عليه أدخلت نقابة السينمائيين تعديلاً على نظام الاختيار، يعطي الحق للأفلام التي عُرضت حتى نهاية العام، للمنافسة على الترشيح، في حال حصولها على ثقة، وأصوات اللجنة، لكن ما لم تحسب النقابة حسابه، أن يدخل فيلم المنافسة، ويخضع للتصويت، قبل أن يُعرض تجارياً بالفعل، اعتماداً على تعهد الشركة المنتجة بأنه «سيُعرض»، أو تأكيد الرقابة بأنها أصدرت له ترخيصاً بالعرض، ثم لا يأخذ طريقه للعرض؛ وهو ما حدث، بحذافيره، هذا العام؛ بعد أن أدرجت النقابة فيلم «سعاد»، إخراج أيتن أمين، التي كتبت السيناريو مع محمود عزت،  ضمن قائمة الأفلام التي يحق لها الترشح، كونه سيُعرض تجارياً في ديسمبر 2021، وبالتالي دخل القائمة القصيرة، في الجلسة الأولى للجنة التي عقدت أول اجتماعاتها في 26 أكتوبر 2021، ثم عُرض على أعضاء اللجنة يومي الأربعاء والخميس 27 و28 أكتوبر، وفي الجلسة الختامية، التي عُقدت يوم الخميس الموافق 28 أكتوبر 2021، كان التصويت النهائي، الذي لم يكتف خلاله بشرف المنافسة فحسب، وإنما فاز، بأغلبية أصوات أعضاء اللجنة، وأصبح الفيلم الذي يمثل مصر في مسابقة الأوسكار ال 94، التي ستُعلن نتائجها في مارس 2022.

المفاجأة!

هنا، وبعد أن اكتملت إجراءات مشاركة الفيلم في المسابقة العالمية، التي تُنظمها الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم الصور المتحركة، كانت المفاجأة، التي أصابت الجميع بصدمة؛ عندما تبين أن الفيلم الذي اختير، بناء على التعهدات الشفهية؛ سواء من الرقابة أو الشركة المنتجة، أو على مسئولية النقابة، لم، ولن، يُعرض في شهر ديسمبر هذا العام، ومن ثم لا تنطبق عليه لائحة المسابقة، بل إن إشراكه يُعد باطلاً، وإخلال ببنود لائحة المسابقة!

لا يهم، في هذا الحال، القول بأن ظروفاً خارجة عن الإرادة حالت دون عرض فيلم «سعاد»، في صالات العرض التجارية، وأن معركة احتدمت بين منتجه مارك لطفي، وأطراف في الفيلم، حول دور كل واحد منهم في التجربة، والتجاء بعضهم إلى القضاء لإثبات حقه، كذلك لا تعنينا «حرب المنشورات»، التي اندلعت بين محمود عزت، مؤلف الفيلم، ومارك لطفي، منتجه، لكن ما يعنينا، وهذه هي قضيتنا، أنه بعد الإعلان عن عرض «سعاد» في سينما «زاوية»، التي كانت ستُصبح بمثابة طوق نجاة بالنسبة له، جرى رفع الإعلان، وتم صرف النظر عن عرضه، بما يعني أن شرطاً رئيساً من شروط ترشحه لمسابقة الأوسكار (أن يكون الفيلم قد عُرض لمدة لا تقل عن سبعة أيام متتالية في بلده الأصلي) قد انتفى تماماً، ويهدم مشاركته من الأساس !

مفاجأة أخرى على درجة كبيرة من الأهمية، والإثارة، فجرها محمود عزت، كاتب فيلم «سعاد»، لما أكد أن «الرقابة لم تُصدر تصريحاً بعرض الفيلم» .. وأضاف: «الفيلم نفسه مُهدد بعدم العرض في مصر قريباً، ومحدش عارف هيتعرض امتى بعد أكثر من سنة من اختياره في مهرجان كانّ»، بما يعني أن لجنة اختيار الفيلم المصري التي رشحت الفيلم، بناء على تعهدات «رسمية» بأنه حصل على ترخيص رقابي بالعرض التجاري في ديسمبر، تم التغرير بها، وأن التعهدات لم تكن سوى محض مزاعم، وأباطيل، أريد بها تمرير الفيلم ليس أكثر !

الدرس!

إلام نخلص مما جرى ؟

يبدو أن بيان المخرج مجدي أحمد علي، الذي طالب فيه، عام 2017، ب «سرعة تدارك الموقف، وتصحيح الإجراءات، تفاديًا لتصعيد قد يحرم مصر في النهاية من مجرد الحق في الترشيح»، لم يكن كافياً لبدء طريق الإصلاح، والتصحيح، وأن ثمة خطوات أخرى مطلوبة لتعديل مسار عملية اختيار الفيلم المُرشح لتمثيل مصر في الأوسكار؛ على رأسها 1) الإطلاع على تجارب دول العالم في ما يتعلق بالكيفية التي يتم بها اختيار فيلمها المُرشح لأوسكار أفضل فيلم عالمي. 2) النظر بعين الاعتبار إلى مسألة ترشيح فيلم لم يُعرض تجارياً على أرض الواقع. 2) ألا توافق لجنة الاختيار على ضم فيلم إلى قائمة الأفلام المنافسة على الترشيح إلا بعد الإطلاع على الوثائق، والمستندات، الرسمية، والقانونية، التي تؤكد جدارته بالترشح، وعدم الاعتراف بالتعهدات أياً كانت. 3) مُخاطبة الأكاديمية لمراجعة قانونية اختيار فيلم لم يُعرض تجارياً قبل اجتماع اللجنة، وعما إذا كان عرضه بشكل خاص على اللجنة كافياً للقفز على شرط عرضه لمدة لا تقل عن سبعة أيام متتالية في بلده الأصلي  4) إعلان تشكيل لجنة الاختيار مطلع يناير من كل عام، بحيث يبدأ الأعضاء في متابعة العروض التجارية للأفلام المصرية، في موعدها، وعدم الانتظار حتى موعد اجتماع اللجنة ليطالبوا بمشاهدة الأفلام، بما في ذلك من ظلم لبعض الأفلام، ومجاملة لبعضها الآخر.

 

ميدل إيست بزنس المصرية في

26.12.2021

 
 
 
 
 

«لا تنظر للأعلى».. واقع مأساوي حقيقي بقالب فكاهي ساخر

«سينماتوغراف» ـ منى حسين

إذا كنتم تعتقدون أن (Don’t Look Up ـ لا تنظر للأعلى) مجرد فيلم عن نهاية العالم بسبب مذنّب سيضرب الكوكب، فأنتم مخطؤون! إنه فيلم يحاول أن يذكركم مراراً وتكراراً أن الموت قريب جداً ولأسباب مثبتة علمياً، لكنكم مثل معظم من يعيش على هذا الكوكب الأزرق الجميل تجارون الأحداث وتعيشون بالنكران، ممتنعين عن النظر إلى السماء إلى حين النهاية الوشيكة في أي وقت.

ينقسم الفيلم إلى 3 محاور، المحور الأول هو اكتشاف المذنب، والمحور الثاني هو محاولة رفع الوعي تجاهه، والمحور الثالث هو ردود أفعال الحكومة والشركات المسيطرة على الاقتصاد والشعب بحد ذاته حول هذه المسألة.

يأتي Don’t Look Up من إخراج آدام ماكاي (مخرج أفلام مثل The Big Short و Vice و The Other Guys)، والذي ساهم بتأليفه أيضاً. ويتمكن الفيلم من ملامسة المشاهدين فعلاً لأنه بالرغم من كونه يروي قصة خيالية بقالب كوميدي حول أحداث لم تحدث حقاً، إلا أنه من أكثر الأفلام واقعية اليوم. فيسلط الضوء على مدى جهل الشعوب وإنكارها للواقع، ومدى تلاعب السلطات وتجاهلها لأي شيء لا يخدم مصالحها.

وفي عصر يعيش فيه العالم تحت ظل وباء قاتل، إلى جانب التغيرات المناخية الخطيرة التي تهدد كوكبنا، ما يهيمن على وسائل التواصل الاجتماعي هو المعلومات الترفيهية الفارغة، بالإضافة إلى تسييس كل شيء حتى مسألة الموت. وحتى الحقائق العلمية تتعرض للرفض من قبل الكثيرين. فيسرد ماكاي قصته عبر تقديم شخصيات كوميدية لإيصال صوته ومدى إحباطه من الحال التي وصل إليها كوكبنا ومن يعيشون عليه.

يحاول ماكاي أن يصرخ للعالم أجمع، افعلوا شيئاً لإنقاذ العالم وإلا فسنخسر كل شيء، وتأتي هذه الصرخة من طالبة تحضر الدكتوراة كايت ديباسكي (جنيفر لورانس) التي تكتشف هي وبروفيسورها د. راندال ميندي (ليوناردو ديكابريو) أن مذنباً يبلغ عرضه حوالي 9 كم سيضرب الأرض ويدمرها بعد حوالي 6 أشهر.

إنه “قاتل للكواكب” كما يطلقون عليه، وبعد إحباطهما من ردة فعل المكتب الرئاسي، يلجآن إلى الإعلام على أمل أن يفهم الناس مدى خطورة الأمر.

سنموت جميعاً” تصرخ كايت في برنامج تلفزيوني باستضافة مذيعان يمثلانهما تايلر بيري وكيت بلانشيت بعد ردة فعلهما الساخرة حول الأنباء، لكن سرعان ما يتم تهميشها بل واعتبارها مصابة بالجنون، فتتحول إلى (مجرد لقطات ساخرة) تنتشر عبر الانترنت بسرعة أكبر بكثير من انتشار الخبر الكارثي بحد ذاته.

يروي ماكاي قصته في أمريكا خيالية تترأسها رئيسة فاسدة (ميريل ستريب) بأسلوب يستوحي من ترامب بغالبيتها، ومن هيلاري كلينتون بجزء صغير منها، مع ابنها المدلل (جونا هيل) عديم الفائدة كرئيس للأركان، وإدارتها الفاسدة. وفي البداية يتركز اهتمامهم بالتفكير، كيف أنه لا وقت لهذه الأنباء كي لا تؤثر على فوزهم بالانتخابات النصفية، ولا يهتمون حقاً إلا عندما يحتاجون إلى حشد الجماهير لصالحهم بعد فضيحة جنسية فيستغلون الكارثة تحت ستار الوطنية.

وهنا يسلط الفيلم الضوء أيضاً على مدى تدخل الشركات الضخمة بالسياسات والحكومات، ويصور ذلك بشخصية الملياردير (يلعب دوره مارك رايلانس بأداء شديد البرودة بشكل يثير القشعريرة) صاحب شركة تكنولوجية عملاقة، والذي كل ما يهمه من الكارثة هو الاستفادة مادياً على حساب الشعوب، لكن هذا لا يعني أن الشعوب نفسها غير ملامة.

يثبت الفيلم، مع تطور أحداثه أننا حمقى ومحكوم علينا بالهلاك كجنس بشري، فالنتيجة هي نفسها، سواء كان فيروس قاتل أو كوارث بيئية أو الاحتباس الحراري أو مذنب قاتل سيصدمنا. سينتهي العالم، لكننا نهتم لـ (لصور السوشيال ميديا الساخرة والمضحكة ببلاهه) أو انفصال مطربة (بأداء رائع من آريانا غريند) عن حبيبها الموزع الموسيقي أكثر من اهتمامنا من بقائنا على قيد الحياة (لكن يجدر ذكر مدى روعة الأغنية التي تؤديها مع كيد كودي في الفيلم). وحتى عندما يدرك الشعب حقيقة ما يجري، فإنه ينقسم بين مصدق ومكذب للمسألة مع انتشار نظريات المؤامرة، وحملة (لا تنظروا للأعلى) التي هي عنوان لفيلم في تصوير لمدى إنكار الشعوب للواقع وإشاحة نظرهم بعيداً عما هو حقيقي وواضح أمامهم لو أمعنوا النظر حقاً.

إن الفيلم منفصل عن الواقع بقدر ما هو واقعي، ولا يمكن إنكار مدى براعة ماكاي بنسج قصة تتحدث حول ما يحدث في هذه اللحظة، فالمقارنات وأوجه التشابه كثيرة، بداية من كوفيد والمناهضين للقاحات ووصولاً إلى هيمنة الشركات العملاقة على كل شيء حتى مستقبل الشعوب، إلى تسييس كل شي وفقاً لما يناسب الحكومات. لكن ليس كل شيء سوداوي هنا.

فعلى سبيل المثال هناك شخصية الفتى (يلعب دوره تيموثي شالاميه)، وهو شاب عدمي لا يصدق أو يثق بأحد ولا يهتم بالمؤامرات، بل يجد نفسه منجذباً لصرخة كيت على شاشة التلفزيون، والذي يؤديه شالاميه بأداء رائع. لكن من يختطف الأضواء حقاً بالفيلم هي لورانس وديكابريو، فبالرغم من طاقم الممثلين الضخم والرائع، إلا أن لورانس تجسد بشكل رائع الشعور بالإحباط الذي نشعر به جميعنا كمشاهدين، فتضيء الشاشة في كل مشهد تظهر فيه. بالإضافة إلى ديكابريو الذي يقدم أداءً نجومياً كما اعتدنا منه بدور البروفيسور المتوتر والمضطرب في البداية، والذي يتغير أداءه مع تغير شخصيته حيث يصبح لاحقاً الوجه الإعلامي لكل ما يتعلق بالمذنب.

وبالحديث عن الأداء الرائع، لا حاجة للحديث بالطبع حول الحائزة على الأوسكار ميرل ستريب، والتي تقدم أداءً متألقاً بدور شرير لم نرها فيه منذ فيلم The Devil Wears Prada، فتنجح بشكل رائع وهي تجسد الرئيسة اللامبالية سوى بنفسها، وليس حتى بابنها، ومن ناحية أخرى هناك بلانشيت التي تلعب دور المذيعة المزعجة التي لا تهتم لشيء سوى إضفاء طابع السخرية على أي موضوع يتحدثون عنه على الهواء بشكل رائع أيضاً.

لكن ما يعاني منه Don’t Look Up أحياناً هو بطء وتيرة أحداثه، فتمتد بعض المشاهد أكثر اللازم، والذي نظراً لمدته الطويلة التي تقارب ساعتين ونصف، كان من الممكن أن يقدم الأحداث بشكل أكثر تركيزاً لو تم تقديمه على ساعتين فقط، كما يعاني في بعض الأوقات من اختيار ماكاي لطريقة الإخراج، فيخرجنا أحياناً بشكل مفاجئ من أحد المشاهد وينقلنا إلى أخرى بطريقة غير متوقعة قد تخرج المشاهدين من الأجواء للحظة.

رغم أن الفيلم ينسى نفسه أحياناً فيغرق بالسوداوية أكثر من اللازم، كما أنه قد لا يكون ملائماً للجميع، خاصة لمن لا يحاولون قراءة ما بين السطور وإجراء مقارنات مباشرة مع واقعنا الحالي، إلا أنه بكل تأكيد ليس مجرد فيلم اعتيادي من نتفليكس، ليس فقط بفضل طاقم عمله النجوم الرائعين، بل بفضل الإسقاطات المبدعة على واقع مأساوي حقيقي بقالب فكاهي ساخر.

 

موقع "سينماتوغراف" في

26.12.2021

 
 
 
 
 

عرض فيلم "سعاد" في تونس بعد استبعاده من مصر

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

قررت بعض دور العرض التونسية البدء بالعرض التجاري الأول لفيلم "سعاد"، وذلك بداية من غد الاثنين، بعد استبعاد عرضه في مصر، بسبب أزمة نشبت بين صنّاع الفيلم.

وأعلنت مخرجة العمل آيتن أمين، خبر عرض الفيلم في تونس، ليكون العرض الأول عربياً للفيلم الذي كان من ضمن ترشيحات جوائز الأوسكار.

وكان فيلم "سعاد" قد رُشِّح للمشاركة في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار، المقرر انطلاقها في شهر مارس/ آذار القادم، ولكن استبعد الفيلم بعد مخالفته أحد شروط الترشح، وهو أن يمرّ على عرضه في إحدى دور العرض سبعة أيام.

هذا ما كان يسعى إليه صناع العمل، بإعلان عرضه في سينما زاوية، وهي إحدى دور العرض المستقلة في مصر، ولكن رفضت الرقابة على المصنفات الفنية منحه تصريحاً بالعرض بعدما سجل مارك لطفي المنتج المشارك، السيناريو باسمه كمؤلف في الرقابة، طبقاً لما سبق أن أعلنه السيناريست محمود عزت، وهو ما سبّب أزمة بين صنّاعه أدت إلى عدم عرضه.

فيلم "سعاد" من أفلام السينما المستقلة. هو التجربة الروائية الطويلة الثانية للمخرجة آيتن أمين بعد فيلم "فيلا 69"، والسيناريو الأول للسيناريست محمود عزت، وإنتاج مشترك ما بين محمد حفظي، ومارك لطفي من مصر، ودرة بوشوشة من تونس.

تدور أحداثه حول علاقة أختين في سنّ المراهقة بإحدى مدن دلتا النيل، حيث تعيش إحداهما حياة خاصة وسرية في العالم الافتراضي.

وصُوِّر العمل على مدار عامين ما بين محافظتي الزقازيق، والإسكندرية. أما تحضيراته، فاستغرقت خمس سنوات، وشارك في بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، منهن بسملة الجياش، وبسنت أحمد، وسارة شديد، مع حسين غنيم.

 

العربي الجديد اللندنية في

26.12.2021

 
 
 
 
 

مصر خارج القائمة الطويلة للأوسكار!

طارق الشناوي

أعلنت الأكاديمية الدولية الأمريكية لعلوم وفنون السينما، أسماء القائمة الطويلة «15 فيلما» لأفضل عمل فنى أجنبى غير ناطق بالإنجليزية، ولم يأت بينها اسم الفيلم المصرى (سعاد) المرشح هذا العام من قبل (نقابة السينمائيين).

كانت اللجنة، التى شرفت بعضويتها، قد اختارت فى نهاية المطاف وبعد التصويت بالأغلبية فيلم (سعاد) لأيتن أمين. قبل أيام أثيرت مشكلة قانونية وهى أن كاتب السيناريو أقام دعوة لإيقاف العرض الجماهيرى للفيلم، حيث إنه، طبقا لدعواه، لم تُشر(التترات) إلى اسمه، وتوقعت طبقا لذلك أنه سيمنع من المشاركة لأنه لم يعرض تجاريا، اكتشفت أن جهات الإنتاج الأجنبية الأخرى المشاركة فى التمويل طرحته فى دور العرض فى أكثر من دولة، وهكذا انطبق عليه شرط العرض الجماهيرى.

بدأت المسابقة عام 1927، إلا أن (أوسكار) أفضل فيلم أجنبى أضيفت فى منتصف الخمسينيات، ومقصود بها (غير ناطق بالإنجليزية)، وكان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية هو الجهة المعتمدة لاختيار الفيلم- الأكاديمية لا تتعامل مع هيئات حكومية- أول الأفلام المصرية التى رشحت (باب الحديد) يوسف شاهين 1958، وتعددت بعدها الترشيحات مثل (أم العروسة) عاطف سالم و(الحرام) هنرى بركات و(زوجتى والكلب) سعيد مرزوق، وصولا إلى (سهر الليالى) هانى خليفة، ثم تغيرت جهة الترشيح عام 2005، وكلمة حق يجب أن أذكرها فى حق المركز الكاثوليكى، أن (أبونا يوسف مظلوم) وكان معه (أبونا بطرس دانيال) لم يمارس أى منهما ضغوطا على اختيارات لجان التحكيم، حتى الشرط الأخلاقى المباشر لم يضعاه كمؤشر حاسم، وانحازا فقط للفن.

فى المرحلة التالية لترشيح الأوسكار أصبح الكاتب الكبير محمد سلماوى هو المسؤول عن اللجنة، وتمت الاستعانة بمجموعة محكمين منبثقة عن مهرجان القاهرة، ومن بين الأفلام التى تم ترشيحها (رسائل بحر) داود عبدالسيد.

بعد ثورة 30 يونيو صارت نقابة السينمائيين هى الجهة المعتمدة، أمام الأكاديمية، ومن بين الأفلام التى رشحتها (فتاة المصنع) محمد خان، و(الشيخ جاكسون) عمرو سلامة، و(اشتباك) محمد دياب، (يوم الدين) أبوبكر شوقى وغيرها، وصولا إلى (سعاد).

مصر من أكثر دول العالم مشاركة فى تلك المسابقة، وأظنها تحتل المركز الأول أيضا فى عدد الإخفاقات، وتزداد هذه المرة فرص المخرج الإيرانى أصغر فرهادى وفيلمه (البطل)، وكان قد سبق له الفوز مرتين بالأوسكار بفيلمى (انفصال) و(البائع) ولو فعلها ثالثا سيدخل الموسوعة.

لاقى اختيار الفيلم المصرى فى الخارج قدرا من الحفاوة، حيث إنها المرة الأولى فى تاريخ السينما المصرية التى ترشح للجائزة فيلم إخراج امرأة، وقطعا لم تضع نقابة السينمائيين هذا المعيار بين الأوراق، بينما فى كواليس الأكاديمية يعد أحد الأسلحة الهامة فى لفت الانتباه.

لا يكفى فى الأوسكار اختيار فيلم جيد، حيث إن هناك مجهودا يجب أن تبذله جهة الإنتاج، بتقديم عروض فى لوس أنجلوس لعدد من الذين لهم حق التصويت، كما أن الأكاديمية تشترط تقديم نسخة إضافية من الفيلم لذوى الاحتياجات الخاصة، خبرة أخرى لم نكتسبها بعد، رغم أن أكثر من دولة عربية وصلت للقائمة القصيرة مثل فلسطين ولبنان وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن، بينما نحن، وحتى الآن، لم نصل ولا مرة للطويلة، كيف وما هو المطلوب؟.. الأمر يستحق مساحة أخرى.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

«تالافيزيون» ..الفيلم العربي الوحيد في القائمة القصيرة لترشيحات أوسكار 2022

كتب: ريهام جودة

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، عن اختيار الفيلم الأردني القصير «تالافيزيون» للمخرج مراد أبوعيشة، في القائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم قصير، ليكون ضمن 15 فيلمًا تنافس على الجائزة من بين 145 فيلمًا تأهلوا في هذه الفئة، وجاءت مشاركته بعدما فاز بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة جوائز الأوسكار الطلبة مسجلًا أول فوز عربي في هذه الفئة.

فيلم «تالافيزيون» هو الفيلم العربي الوحيد الذي تم اختياره في نسخة الأوسكار 2022.. والمقرر إقامة حفل توزيع جوائزها يوم 27 مارس المقبل في لوس أنجلوس.

وقبل أسبوع، فاز الفيلم بجائزة اليسر الذهبي لأفضل فيلم قصير في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لتكون الجائزة الدولية الرابعة للفيلم، كما عُرض مؤخرًا في مهرجان بورتلاند السينمائي المستقل.

كان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان ماكس أوفولس بألمانيا، حيث فاز بجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم لتكون المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي ينال فيها فيلم متوسط المدة جائزتين ضمن فعالياته، وفاز أيضاً الجائزة الأولى لفيلم قصير من مهرجان فليكرز رود آيلاند السينمائي الدولي. وحصل مشروع الفيلم على جائزة فيرست ستيبس، وجائزة مايكل بولهاوس لأفضل كاميرا، ونال أيضاً دعم صندوق الأردن لدعم الأفلام في دورته الرابعة سنة 2019، واختارته لجنة تحكيم مهرجان كليرمون فيران للأفلام القصيرة ضمن سوق كليرمون.

وتدور أحداث الفيلم حول الطفلة تالا ذات الثمان سنوات، المحاصرة في واقع مزقته الحروب، فتجد الحرية والسلوان في تلفاز محظور. ولكن هذا التلفاز السري يتحول لمسألة حياة أو موت.

الفيلم تأليف وإخراج مراد أبوعيشة، إنتاج أردني ألماني مشترك، وبطولة زياد بكري، عائشة بلاسم، وخالد الطريفي، وتصوير فيليب هينز.

 

المصري اليوم في

27.12.2021

 
 
 
 
 

جديد نتفلكس Don’t Look Up .. تهديدات نهاية العالم في فيلم

البلاد/ مسافات

يشكل الفيلم الجديد "دونت لوك أب" الذي تقدمه نتفليكس ويتناول نهاية العالم، مناسبة لتوجيه بطليه النجمين ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورانس رسالة احترام للعلماء.

ويؤدي الممثلان في الفيلم دور عالمَي فضاء يكتشفان مذنباً سيقضي على الحياة على كوكب الأرض في غضون ستة أشهر، ويحاولان عبثاً إقناع السياسيين ووسائل الإعلام بأخذ هذا التهديد على محمل الجد.

وقد تعمد صناع العمل الإسقاطات المرتبطة بأزمة المناخ، كما أعطى تصويره أثناء جائحة كوفيد- 19 رمزية أكبر. وقال دي كابريو، في مؤتمر صحافي عقده أخيراً: "في الوقت الحاضر، نحن مشتتون عن الحقيقة، ومع أزمة كوفيد-19 فُتح جدل علمي جديد".

وتقول نجمة "هانغر غايمز" لمجلة "فانيتي فير" إنها شعرت بأن الناس "ضجرت" منها، بعد سلسلة خيبات في شباك التذاكر، وأرادت التركيز على بناء حياة واقعية، بعدما واجهت الموت عندما سقطت طائرتها الخاصة.

وما جذبها للعودة إلى التمثيل كان حبها لمخرج "دونت لوك أب" آدم ماكاي والرسالة التي يحملها الفيلم.

وفي الفيلم، يواجه عالما الفضاء لحظات عصيبة بسبب محاولتهما إقناع الرئيسة الأميركية النرجسية المهووسة بالقوة، والتي تؤدي دورها الممثلة ميريل ستريب بالتهديد الذي يواجهه كوكب الأرض.

وقالت ستريب: "مصادر الوحي كانت كثيرة بسبب وجود الكثير من الأشخاص العبثيين الذين يتدخلون، بلا خجل، في الحياة العامة".

وأدارت الندوة الصحافية عالمة الفضاء الأميركية إيمي ماينزر، التي استندت إليها شخصية لورنس.

ورأت ماينزر، أن رؤية دي كابريو يتصدى بشغف للغباء الحاصل في تجاهل التحذيرات العلمية كان "مريحاً جداً“. وأضافت "عرضنا الفيلم على علماء آخرين في لوس أنجلس وكانوا يصفقون. هذا أمر يؤخذ في الاعتبار".

وانتقل ماكاي من إخراج أفلام كوميدية مثل "أنكرمان" و"ستيب براذرز" إلى أفلام سياسية مثل فيلم "ذي بيغ شورت" الذي يتناول الأزمة المالية، وفيلم "فايس" عن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني. وقال ماكاي "أردنا التعامل مع موضوع أزمة المناخ التي يمكن القول، إنها أكبر تهديد للحياة في تاريخ البشرية، والتي يمكن أن تكون مثل حيوان يهاجمك، وهذا الأمر ربما يكون ساحقاً".

ويحاكي هذا المشروع نقطة ضعف دي كابريو الناشط منذ سنوات في أزمة المناخ.

ويقول دي كابريو "كنت أبحث لعقود عن فيلم يتناول هذه المشكلة التي يبحث الجميع فيها عن فرصة لإحداث تغيير. آدم (ماكاي) فك الرموز".

من أبرز مفاجآت الفيلم عودة جينيفر لورانس بعد غياب عامين، وذلك بسبب رغبتها في أخذ راحة في العامين الماضين، وقالت عن غيابها قبل الفيلم في مقابلة لها مؤخراً:" أعتقد أن الجميع سئم مني.. لقد سئمت مني، شعرت وكأنني وصلت إلى نقطة لم يكن الناس فيها سعداء فقط لوجودي، لذلك صدمني هذا النوع من التفكير في أن العمل أو حياتك المهنية يمكن أن تجلب أي نوع من السلام لروحك ".

 

البلاد البحرينية في

27.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم «Don’t Look Up»: الضحك في وجه الكوارث

رحمة الحداد

لم أكن متأكدًا تمامًا إذا ما كنت لا أشاهد نسخة ليلة الأحد المباشرة Saturday Night Live من القصة

هكذا وصف مصمم الأزياء توم فورد تجربة مشاهدته لفيلم بيت جوتشي الذي لا يوازن بين ما هو كوميدي وساخر سينمائيًا وبين ما هو أشبه بإسكتشات هزلية في البرامج التليفزيونية الليلية، لكن يبدو أن هذا الوصف ينطبق على أكثر من عمل قادم هذا العام من أكبر أسماء هوليوود المعاصرة، منذ أيام عرضت منصة نتفلكس فيلم المخرج آدم ماكاي الأخير لا تنظر للأعلى Don’t Look Up، وهو الفيلم الذي تم التسويق له بتكديس أكبر عدد من نجوم الصف الأول جنبًا إلى جنب، من ميريل ستريب التي يلقبها البعض بأحد أفراد عائلة هوليوود الملكية إلى تيموثي شالاميه الذي يجد قبولاً بين الأجيال الأصغر، وبينهما ليوناردو ديكابريو أحد أكبر النجوم السينمائيين يتولى ما يمكن تسميته دور البطولة في فيلم ينتقل من وجه لآخر.

اشتهر ماكاي في الأعوام الأخيرة بصناعة الأفلام السياسية الساخرة، يشرح المجتمع الأمريكي داخليًا ويستخلص منه الإخفاقات المتكررة على عكس الأفلام الهوليوودية التي تؤله البطولات القومية، ويستخدم في ذلك نفس الممثلين الذين يمكن رؤيتهم يلعبهم أدوار البطولات الوطنية وبذلك يعيد تقديمهم وتعريفهم من جديد، لكن في لا تنظر للأعلى تأخذ سخريته منحى مباشرًا أكثر من اللازم، كل شخصية هي رمز لشخصية أخرى وكل جملة حوارية تخبر المشاهد بمعلومة يجب عليه معرفتها دون مساحة لاستكشاف الكوميديا الداخلية أو أي توازنات قصصية، وعلى الرغم من الثورية التي يدعيها الفيلم في نقد السياسة الأمريكية إلا أنه يظهر كفقرة كوميدية سطحية تملك لمحات نادرة من الذكاء وبعض الأداءات الجيدة.

خمن من هذا

يبدأ «لا تنظر للأعلى» باكتشاف سوف يغير العالم، ربما في البداية عالم الفتاة التي تنتظر الحصول على الدكتوراه كيت ديبياسكي (جينيفر لورانس)، فقد اكتشفت نيزكًا سوف يضمن لها الشهرة والنجاح بعدما أخبرت زملاءها ومن هم في مناصب أعلى، لكن سرعان ما يكتشف الدكتور راندال ميندي (ليوناردو ديكابريو) أستاذ علم الفلك أن النيزك متجه بسرعة نحو الأرض، وبشكل مؤكد حسابيًا، بعد التعرض للصدمة يحاول الزميلان تقبل وفهم هول الحدث بل والتصرف بالتوجه لأعلى قيادة متاحة وهي الرئاسة الامريكية، في البيت الأبيض يتم معاملتهما كمجانين ولا يلتفت إليهما أحد بما في ذلك الرئيسة الأمريكية أورلين (ميريل ستريب) وابنها الأحمق جيسون (جوناه هيل)، يمر كلا من كيت وراندال بسلسلة من التسفية والاستهزاء تستمر في الإعلام حيث يتم التقليل من اكتشافهم في التلفزيون على مرأى ومسمع من الجميع حتى يفقدا أعصابهما لأنهما يملكان معلومة تفيد بأن الكون كله في طريقه للفناء ويبدو أن لا أحد يهتم.

يعمل الفيلم بجانب قصته الرئيسية كسخرية سياسية من القيادة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب الذي اشتهر بتسفيه العلم وإنكاره تهديدات قاتلة مثل التغير المناخي أو فيروس كورونا، كما يسخر من الإعلام الأمريكي المحافظ الذي يضغط على مقدميه أن يحتفظوا بابتساماتهم على الهواء وأن يبقوا الأخبار مرحة حتى وإن كانت أخبار نهاية العالم، لكن آدم ماكاي يلجأ للترميز المباشر وليس الإحالة، فالرئيسة أورلين تمثل معادلاً لدونالد ترامب دون مجال للتأويل، والنيزك هو رمز للتغير المناخي، يجعل ذلك من الشخصيات أشبه بممثلين متنكرين بمستحضرات تجميل ساخرين من شخصيات عامة تمامًا كما يفعلون في حلقات snl، تصبح الأداءات نفسها غير مؤثرة أو مضحكة مع الوقت بل وتنحو نحو تمثيل ضعيف وكسول قادم من بعض أكبر الأسماء في عالم صناعة السينما، فالمادة نفسها لا تعطي فرصة كبيرة للتأويل خارج كونها سخرية طفولية من وجوه بعينها، لكن حتى إذا تم تخطي سذاجة الطرح فإن الخيارات نفسها مربكة، وضع امرأة كممثل لرئيس أمريكي اشتهر بتحريضه على التحرش الجنسي وسكوته عن مئات الحالات من الاستغلال على أساس النوع وجعل ذلك معادلاً لرئيسة تتخذ نفس المبادئ المعادية للعلم وللحقيقة لكنها تملك فضائح جنسية خاصة أشبه بفضائح المشاهير لا يمكن أبدًا مساواتها بفضائح ترامب الاستغلالية.

تفكيك وهم البطولة

آدم ماكاي صانع أفلام سياسي كوميدي لكنه يملك خلفية سابقة كوميدية سياسية، أي أنه في البداية أعلى الكوميديا على السياسة قبل أن يقرر أن يفعل العكس، ومنذ حدث ذلك التحول من مخرج أفلام هزلية من بطولة ويل فاريل إلى مخرج «جاد» تتزاحم في أفلامه الأسماء الرئيسية في صناعة السينما الهوليوودية وهو يهتم بقصص الهزيمة، قصص الفشل والإخفاق الأمريكي، لكنه دائمًا ما يتناولها من الداخل، من المساحات المغلقة التي يتم فيها صناعة القرارات، في وول ستريت في العجز الكبير The Big Short 2015 وفي البيت الأبيض في النائب Vice 2018، لكنه في لا تنظر للأعلى يبدأ من مكان مختلف، هنا نبدأ من خارج مراكز صنع القرار ثم نتدرج للوصول إليها، فبعد اكتشاف الكارثة الموشكة نصبح أمام صراع سياسي على كيفية التعامل مع تلك الكارثة، هل تدمرها آلات الجيش الأمريكي ونحصل على بطولة متوقعة لطالما ارتبطت بذلك الجيش ومعداته في معظم إنتاجات هوليوود؟ أم تأخذ القيادات قرارات تغامر بحياة البشر وتعدهم بوعود لا أساس لها مرتبطة بأحوالهم الاقتصادية والأمنية؟

يقرر ماكاي تحدي مفهوم القومية الأمريكية الراسخ حتى في عقول بقية سكان العالم الذين تأذوا وفقدوا بلدانهم بسبب تلك الأفكار الوهمية، وعلى الرغم من الراديكالية الظاهرية لتلك الفكرة إلا أن ماكاي يمحور العالم كله حول الولايات المتحدة الأمريكية حتى في أثناء نقده اللاذع لها، عندما تتحرك قوى العالم فإن روسيا تفجر صاروخًا يؤدي لخسائر لوجيستية ولا ينجح في الوصول للهدف. مثل أي فيلم آخر يؤله من القدرات الأمريكية، فإن لا تنظر للأعلى يتعامل مع الأعداء أنفسهم بالطريقة نفسها لكنه يضيف إلى ذلك فهمًا داخليًا لزيف البطولة الأمريكية، يرى ماكاي بقية العالم في شذرات وثائقية للفقراء وقليلي الحظ في الدول الأخرى، لكنه في النهاية يصنع فيلمًا آخر ينتهي العالم به فقط في أمريكا.

من يجب أن ينظر؟

يجب أن أرى الجزء الجديد من سريع وغاضب، يبدو رائعًا

تعمل أفلام ماكاي وكأنها وثائقيات كوميدية تملك جماليات الأفلام التسجيلية التي يمكن وصفها بأنها لا جماليات مثل الكاميرا المهتزة والمونتاج السريع والرؤوس المتكلمة بل وأحيانًا الرواية المباشرة، لكنه هنا يختار ألا يكسر الحائط الرابع، ربما يضر ذلك بالفيلم لأنه يفقد الوعي الذاتي الذي ميز فيلميه السابقين العجز الكبير والنائب، تحكي كل أفلام ثلاثية آدم ماكاي الساخرة الجدية أحداثًا كارثية معروفة وقد وقعت بالفعل وغالبًا ما تكون صنيعة الأنظمة الأمريكية، عادة ما تكون تلك الأحداث كبيرة ومؤثرة ونعلمها تمامًا سواء أكنا مواطنين أمريكيين أو آخرين من حول العالم لكنه رغم ذلك يعاملها وكأنها معلومات جديدة تمامًا يجب علينا معرفتها منه كمصدر أساسي، يخاطبنا بنبرة فوقية ليخبرنا أننا لا نعلم شيئًا، لا نعلم شيئًا عن الاقتصاد والكوارث التي تسببت بها البنوك في أمريكا عام 2008 ولا نعلم شيئًا عن حرب العراق ومدى هزليتها ونتائجها المأساوية، ولا نعلم شيئًا عن التغيير المناخي وما يتوقع منه من نتائج كارثية سوف تفنينا جميعًا.

يرى ماكاي أنه يجب أن يأتي بمجموعة من أشهر وجوه هوليوود للصراخ مباشرة في وجوه المشاهدين أن جميعنا سوف نموت إذا لم نهتم بشكل كافٍ، ربما كان سينجح ذلك إن لم يظن صناع الفيلم أنهم أذكى من الجميع، فلقد قضى الفيلم وقتًا في السخرية من الرؤساء ومن الإعلام ومن البيت الأبيض، لكنه قضى وقتًا أطول في السخرية من فجوة الأجيال وطبيعة الشباب اللا مبالية، فكل ما يهم الشباب هو مواقع التواصل الاجتماعي وصناعة الميمز الهزلية والاشتراك في تحديات خطرة تتجاهل جدية ما تحتويه، لكن تلك النظرة تبدو مريرة قادمة من صانع أفلام لا يحاول فهم الثقافة المعاصرة بل يأخذ بالظاهر مثل جد غاضب من اهتمامات أحفاده، في المشهد الأخير من فيلمه النائب ودون سياق محدد يقرر ماكاي أن يجعل فتاة تبدو مراهقة أو في بداية العشرينيات من عمرها تخبر صديقتها بينما يتشاجر من هم أكبر سنًا حول الليبراليين والمحافظين أنها لا تطيق انتظار مشاهدة فيلم سريع وغاضب Fast and Furious الجديد، يعطينا ذلك لمحة عن مدى انفصال ماكاي عمن ينتقدهم بتلك القسوة، فهو حتى غير مدرك للأفلام التي يمكن أن ينتظرها ذلك الجيل لأنها بالتأكيد ليست سريع وغاضب.

في «لا تنظر للأعلى» يستخدم ماكاي رموز ذلك الجيل ليقوموا هم بالسخرية من أنفسهم، فيعين دورًا لمغنية البوب أريانا جراندي تقوم بنسخة معدلة من نفسها ويصبح الهدف من وجودها هو إثبات أن العامة لا تهتم غير بأخبار علاقات المشاهير، لكن في حقيقة الأمر إذا قضى بضع ساعات على الإنترنت سيجد أن الأجيال التي يسخر منها بسطحية ساذجة ربما تكون أكثر اهتمامًا بالعالم من غيرها حتى بجانب اهتمامها بانفصال تلك المغنية عن شريكها وعودتهما المفاجئة لبعضهما، لكن عندما يصل الفيلم لنهايته يقدم ماكاي شخصية يول (تيموثي شالاميه) شاب آخر من هؤلاء المستحقين للسخرية لكنه لسبب ما يجعله أكثر إنسانية من معظم شخصيات الفيلم، فطيلة ساعتين وربع لا يوجد من يمكن تشجيعه أو التماهي معه، حتى أبطال الفيلم الدكتور راندال وكيت تم رسم شخصياتهما دون اهتمام حقيقي وكأنهما فقط صوت الصانع الغاضب وليسا بشرًا يمكن تصور شعورهما.

في النهاية يجد ماكاي لحظة بسيطة تجعلنا نتعاطف مع ما يحاول قوله لكنها متأخرة جدًا وتغيبها المزيد من المشاهد الساخرة الساذجة رديئة الصنع، لذلك يصعب فهم الجمهور المستهدف من لا تنظر للأعلى، فإذا كان الهدف منه هو صرخة لتوعية غير المبالين فهو بالتأكيد لن يصل إليهم.

 

موقع "إضاءات" في

29.12.2021

 
 
 
 
 

أزمات فيلم "سعاد" متواصلة وتحرمه من المشاركة في الأوسكار

صراع المنتج والمؤلف على ملكية السيناريو منعت عرضه بقرار الرقابة

نجلاء أبو النجا صحافية

على الرغم من مرور أيام، لا يزال فيلم "سعاد" يواجه أزمة متصاعدة أجلت عرضه، وحرمت وصوله لمسابقة أوسكار، حيث تم اختياره من قبل، وبدأت المشكلة عندما أكد مؤلف الفيلم محمود عزت إزالة سينما زاوية لبوسترات الفيلم بسبب عدم وجود تصريح رسمي من الرقابة لعرضه، وبعدها خلت قائمة الأوسكار النهائية من فيلم سعاد الممثل لمصر في مسابقة الأكاديمية.

بداية الأزمة

كتب عزت، بياناً على حسابه الشخصي في "فيسبوك"، جاء فيه، "إن الفيلم لن يعرض في سينما زاوية، بسبب قيام مارك لطفي، المنتج المشارك بالفيلم، بتسجيل السيناريو باسمه في الرقابة على المصنفات الفنية، وبذلك فإن ملكية النص تعود إلى الأخير أمام الرقابة"، وأكد عزت "أنه حتى الآن لم تصدر الرقابة تصريحاً رسمياً بعرض الفيلم".

رد المنتج

وعلى الجانب الآخر قال المنتج مارك لطفي، إنه لم يُنسب الفيلم إلى غير أصحابه في كل تصاريح التصوير الأساسية والرسمية للفيلم ولوحة العمل الرسمية أمام الدولة"، وأكد لـ"اندبندنت عربية"، "أنه لا مانع من إجراء التنازل الرسمي للموزع على أن تكون لوحة العمل مطابقة للعقود"، وقال، "إنه مستعد للمبادرة بحسن النية من طرفه، ولا مانع من التفاوض وتقديم تنازلات من الطرفين". وتابع "الفيلم قانوناً غير متوقف، وهذا الادعاء غير صحيح".

ورد المؤلف على كلام المنتج بأنه من غير المنطقي "أن يكونوا هم من منعوا عرض الفيلم، فهذا غير حقيقي، بخاصة أن العمل مملوك له كمنتج ومؤلف أيضاً أمام الرقابة رسمياً، كما أن الفيلم خسر كثيراً بسبب هذه المشكلة، ولا شيء يساوي استبعاده وحرمانه من المشاركة بمسابقة أوسكار لكل هذه التفاصيل".

قرار اللجنة

يذكر أنه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تم الإعلان عن اختيار فيلم "سعاد" ليمثل مصر في الأوسكار، بعد اجتماع لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل البلاد في جائزة الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصور المتحركة (الأوسكار) لأفضل فيلم لعام 2021، واختارت اللجنة فيلم سعاد بأغلبية الأصوات. والفيلم من إخراج أيتن أمين، وسيناريو أيتن أمين ومحمود عزت ومن إنتاج سامح عواض، ودرة بوشوشة، ومحمد حفظي ومارك لطفي. وكان قد اختير للمنافسة في مهرجان "كان" في دورته الـ73 التي ألغيت.

وتدور أحداث الفيلم كما جاء في بيان ترشيحه للأوسكار حول الفروق بين هوية الإنسان في الحياة الواقعية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال شخصيته الرئيسة "سعاد"، الشابة التي تبلغ من العمر 19 سنة، تعيش حياة مزدوجة، فبينما تظل محافظة ومحجبة بين أسرتها ومجتمعها، فإنها مهووسة بصورتها على وسائل التواصل الاجتماعي. إنها تكذب باستمرار بشأن حياتها الشخصية، وتعرض صوراً تتمنى حياة مرغوبة مختلفة، ويتم سحق طموحاتها ببطء من خلال غزو واقعها الحقيقي، حيث أدت سلسلة من الحوادث الصغيرة إلى حدث مأساوي، جعل "رباب"، أختها الصغيرة البالغة من العمر 13 سنة، تنطلق في رحلة حقيقية تبحث عن إجابات.

 

الـ The Independent  في

27.12.2021

 
 
 
 
 

"تالافيزيون" الأردني يصل إلى القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار

أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة تعلن عن القوائم القصيرة للأفلام المؤهلة في عشر فئات مختلفة.

عمّانتمّ اختيار الفيلم القصير “تالافيزيون” تأليف وإخراج الأردني مراد أبوعيشة، ضمن القائمة القصيرة للأفلام المؤهلة لنهائيات الدورة الرابعة والتسعين لجوائز الأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة الروائية.

ويتنافس الفيلم الأردني مع أربعة عشر فيلما عن فئة الأفلام القصيرة التي تمّ اختيارها من بين مئة وخمسة وأربعين فيلما تأهلت إلى هذه الفئة.

وأعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة “الأوسكار” عن القوائم القصيرة للأفلام المؤهلة في عشر فئات مختلفة، فيما سيتمّ الإعلان عن الأفلام المرشحة في الثامن من فبراير القادم، فيما سيقام حفل توزيع الجوائز في السابع والعشرين من مارس 2022.

وقال أبوعيشة إن “فريق العمل في قمة السعادة والاعتزاز لنجاحه ولفرصة تمثيل الأردن والسينما العربية في جوائز الأوسكار 2022، وما زلت في حالة من الصدمة لهذا الشرف ونشكر كل من قام بدعم الفيلم وتمويله، وعلى وجه الخصوص الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وجوردان بايونيرز”.

ويحكي الفيلم على امتداد ثمان وعشرين دقيقة، وهو من بطولة زياد بكري وعائشة بلاسم وخالد الطريفي، قصة الطفلة “تالا”، ذات الثماني سنوات، حيث لا يسمح لها بالخروج من المنزل جرّاء الحرب المستعرة.

أحداث الفيلم تدور حول الطفلة "تالا" المحاصرة في واقع مزّقته الحروب، فتجد ملاذها في تلفزيون محظور

وكان اتصالها الوحيد مع العالم الخارجي من خلال تلفزيونها الصغير، إلاّ أنّ والدها تخلّص منه التزاما بقانون منع أجهزة التلفزيون، ليغلب على حياة تالا الصمت والملل إلى أن اتخذت قرارا صغيرا له تداعيات غيّرت مجرى حياتها.

وكان الفيلم فاز أخيرا بـ”جائزة اليسر الذهبية للفيلم القصير” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وقبل ذلك كان قد حصد عددا من الجوائز من بينها الجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي في الدورة الثامنة والأربعين من جوائز الأوسكار للطلبة عن فئة الفيلم الروائي الأجنبي.

وحصل “تالافيزيون” على منحة من صندوق الأردن لدعم الأفلام التابع لـ”الهيئة الملكية الأردنية للأفلام” عام 2019، وهو من إنتاج أردني – ألماني مشترك، تم إنتاجه من قبل أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ بالاشتراك مع تلفزيون “أس.دبليو.آر” وشركة رواد الأردن الأردنية.

ووُلد مراد أبوعيشة في عمّان بالأردن عام 1992، وحصل على درجة البكالوريوس في التصميم والتواصل البصري من الجامعة الألمانية – الأردنية عام 2014.

وبعد تخرّجه انغمس بشكل أعمق في رحلته السينمائية، وأخرج العديد من الأفلام القصيرة وبعض الإعلانات للديوان الملكي الهاشمي والقوات المسلحة الأردنية، قبل أن يبدأ دراسة الإخراج في أكاديمية الفيلم بادن فورتمبيرغ في ألمانيا. وأثناء دراسته استغل أبوعيشة نهجه السينمائي لإلقاء الضوء على المظالم السياسية والإنسانية في العالم العربي، وعُرضت أفلامه في العديد من المهرجانات العالمية.

وإلى جانب دراسته الإخراج السينمائي، فهو ممثل برنامج التنمية السمعية البصرية لبلدان أفريقيا “اتبع النيل” التابعة لمؤسسة روبرت بوش، حيث لديه الفرصة بأن يمنح الدعم للمخرجين الأفارقة الناشئين لخلق رؤيتهم الخاصة ولتوسيع آفاقهم كمخرجي أفلام.

 

العرب اللندنية في

31.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004