ملفات خاصة

 
 
 

الفضائح تهز "الجولدن جلوب"

بقلم: أسامة عبدالفتاح

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

طالما تعرضت جوائز "الجولدن جلوب" الأمريكية، أو الكرة الذهبية، للانتقادات منذ إطلاقها عام 1944، وطالما كانت موضوعا للسخرية من قِبل السينمائيين ومنهم مقدمو حفلاتها أنفسهم، مثل إيمي بوهلر، شريكة تقديم حفل العام الماضي، والتي صرحت بأن كثيرا من "القمامة المزركشة" تترشح لها.

وكانت السخرية والانتقادات تتركز على "اتحاد الصحافة الأجنبية في هوليوود" الذي يمنح الجوائز، وأعضائه القليلين، وكيف أنه من السخيف أن يتحكم 87 شخصا فقط في جوائز أصبحت مهمة وأصبحت تدر عشرات الملايين من الدولارات، وأن يكون تصويتهم سريا لا يعرف عنه أحد شيئا، ثم وصل الأمر إلى حد الفضائح مع نشر اتهامات واضحة للأعضاء – في صحف أمريكية كبرى وذات مصداقية مثل "يو. إس. إيه. توداي" – بتلقي رشاوي ورحلات وهدايا باهظة الثمن من أصحاب وصناع الأفلام.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن عددا من أعضاء الاتحاد حصلوا على إقامة مجانية بفندق فخم في باريس من شبكة "نتفليكس" العملاقة، منتجة المسلسل التليفزيوني "إميلي في باريس"، قبل أن يحصل المسلسل المثير للجدل على ترشيحين للجولدن جلوب.

وتصاعدت حدة الفضائح والأزمات – بشكل يهدد استمرار الجوائز والجهة التي تمنحها – قبل أيام من حفل إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز، والمقرر إقامته في 9 يناير المقبل، خاصة مع قرار شبكة "إن. بي. سي" التليفزيونية الشهيرة بعدم إذاعة الحفل إزاء الفضائح المتوالية، وإزاء الكشف عن افتقاد تركيبة اتحاد الصحافة الأجنبية في هوليوود للتنوع الجندري الذي يقوم عليه المجتمع الأمريكي، حيث لا يوجد عضو أسود واحد بين الأعضاء.

ويعرف الجميع أن هذا الموضوع شديد الحساسية في الولايات المتحدة التي ما زالت تعاني من آثار العنصرية والعنصرية المضادة، وتسببت قلة عدد السود – وكذلك النساء – من قبل في أزمات لأكاديمية علوم وفنون السينما التي تمنح جوائز الأوسكار، مما دفعها لإضافة مئات الأعضاء من السود والأقليات الأخرى، مثل ذوي الأصول الآسيوية واللاتينية والشواذ والمتحولين جنسيا، فضلا عن النساء.

ويمثل انسحاب "إن. بي. سي" من الجولدن جلوب ضربة قاصمة للمنظمين، حيث كانت الشبكة تدفع 60 مليون دولار سنويا مقابل الحصول على حقوق الحفل وإذاعته على الهواء. وكانت "إن. بي. سي" في البداية تؤيد خطة للإصلاح أعلنها اتحاد الصحافة الأجنبية، وتتضمن إضافة عشرين عضوا جديدا هذا العام معظمهم من السود، ورفع عدد الأعضاء بنسبة 50% خلال الأشهر الـ18 المقبلة، فضلا عن منع أعضاء الاتحاد من تلقي أي هدايا أو سلع تسويقية أو عروض رحلات من أصحاب الأفلام.. إلا أن الشبكة رأت – في بيان رسمي – أن الاتحاد يتباطأ للغاية في تنفيذ الخطة، التي وصفتها بأنها "تحتاج إلى عمل كثير ووقت طويل"، ومن الصعب إتمامها هذا العام، مما يدفع الشبكة لقرار عدم إذاعة الحفل.

وفي إطار حملة تصعيد السينمائيين ضد الجولدن جلوب ومانحيها، قرر النجم الكبير توم كروز إعادة الكرات الذهبية الثلاث التي كان قد حصل عليها من اتحاد الصحافة الأجنبية كنوع من الاحتجاج على ممارساته، وأصر على أن تصل إلى مقر الاتحاد في لوس أنجلوس. والمعروف أنه فائز بجائزتين لأحسن ممثل عن فيلمي "جيري ماجواير" و"مولود في الرابع من يوليو"، وبجائزة ثالثة لأفضل ممثل مساعد عن فيلم "ماجنوليا".

وتعني خطوة كروز الكثير بالنسبة له، بالنظر إلى أنه لم يفز بأي جوائز كبرى سوى هذه الكرات الثلاث، حيث لم يحصل أبدا على الأوسكار أو البافتا.. كما تعني الكثير بالنسبة للصناعة في هوليوود، حيث تدل على أن معارضة الجولدن جلوب لا تقتصر فقط على ذوي الأصول الملونة، بل تشمل أيضا النجوم البيض. وانضم إلى الحملة نجوم آخرون دعوا لمقاطعة جوائز اتحاد الصحافة الأجنبية، ومنهم سكارليت جوهانسون ومارك رافالو.

وأصر الاتحاد، من ناحيته، على تنفيذ خططه هذا العام كما هي، مؤكدا أنه في المقابل سيمضي قدما أيضا في تطبيق خطة الإصلاح الداخلي، وأعلن ترشيحات جوائز 2022 في 13 ديسمبر الحالي وسط دعم لاستمرار الجولدن جلوب من بعض رموز الصناعة في هوليوود الذين يرون أنها مهمة للغاية وتؤثر على موسم الجوائز السينمائية الأمريكية كله، حيث أنها – على الأقل – تعطي مؤشرات للأوسكار وتلفت نظر المتابعين حول العالم للأفلام المرشحة ثم الفائزة بها باعتبارها مرشحة محتملة للأوسكار كذلك.

وحصل فيلما "قوة الكلب" و"بلفاست" على نصيب الأسد من الترشيحات برصيد سبع ترشيحات لكل منهما في مختلف الفئات، بما فيها أفضل فيلم درامي. والمعروف أن الجولدن جلوب تفصل ما تسميها بـ"الأفلام الدرامية" عن الأفلام الغنائية والكوميدية.

 

جريدة القاهرة في

22.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم The Unforgivable.. قضايا كثيرة في كبسولة صغيرة

شيماء العيسوي

في الأيام الأخيرة، تصدر فيلم The Unforgivable- ذنب لا يُغتفر قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة نتفليكس في أغلب الدول العربية وعلى مستوى العالم كذلك. الفيلم صدر بشكل حصري على المنصة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، وفي أقل من شهر تقريبًا حصل على تقييم 7.2/10 على موقع IMDb. فماذا ينتظرنا في فيلم ذنب لا يغتفر؟

 الرتابة والعنف يمهدان لذنب لا يغتفر

الفيلم من بطولة ساندرا بولوك، فنسنت دونوفريو، فيولا ديفيس بالإضافة للعديد من النجوم، ومن إخراج نورا فينجشيدت وإنتاج نتفيلكيس. يبدأ الفيلم مع لقطات صغيرة جدًا متقطعة تمهد الجو العام للفيلم، حيث نرى روث تقوم بجمع متعلقاتها وفي الخلفية الموسيقى التصويرية التي ستمتد معنا تقريبًا على مدار 116 دقيقة المدة الإجمالية للفيلم. العشرين دقيقة الأولى تتسم بالهدوء النسبي في الأحداث ومع ذلك لا يخلو الفيلم من مشاهد عنف فجائية، فبالرغم من أن روث تبدو بائسة محطمة إلا أنها تتحول فجأة في مواقف معينة لتصبح عدائية في سبيل المحافظة على حقوقها.

ومع نهاية النصف ساعة الأولى تقريبًا يتضح ماهية الذنب الذي لا يغتفر التي أقدمت عليه روث، قتلت روس شرطيًا وعليه قضت عشرين عامًا في السجن وحُرمت من حضانة أختها الصغيرة، لتذهب الأخيرة وتبدأ حياة مع أسرة جدية. وفي أثناء محاولات روث لـ لم شملها مع أختها مرة أخرى قد تخسر إطلاق السراح المشروط التي حصلت عليه. في الواقع فإن شخصية روث جدًا معقدة، فقضاؤها في السجن عشرين عامًا جعل تأقلمها مع الحياة الطبيعة أمرًا صعبًا جدًا، بالأخص في بيئة تشعر دائمًا أنها منبوذة بها ومدانة.

تصاعد مستمر لا يهدأ في فيلم The Unforgivable

يلقي الفيلم الضوء على الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي يمكن تعميمها على أي مجتمع وليس المجتمع الأمريكي فقط، وبشكل أساسي يوضح الفيلم الأضرار الناتجة عن الوصمة الاجتماعية التي تظل تلاحق المجرم حتى بعد انقضاء عقوبته، تلك الوصمة التي قد تمنعه من العمل، وتعرضه للضرب المبرح لمجرد معرفة جريمته السابقة، وللهجر العاطفي بشكل عام، ونظرة متدنية من المجتمع المحيط، في حين أن الفرد بالفعل حصل على العقوبة التي يستحقها. وعلى هامش ذلك يناقش الفيلم قضايا أخرى بشكل سريع جدًا مثل العنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء وكيف تختلف نظرة الأفراد للمجرم ذي البشرة البيضاء وصاحب البشرة السمراء. كما يناقش الفيلم عواقب التشبث في الماضي، سواء روث التي تحاول الوصول لأختها مما يعرضها لتدمير حياتها، أبناء الشرطي المقتول اللذان يعانيان من غضب بسبب خروج روث والذي يرونه غير عادل لهم بالمرة، كل هؤلاء الأفراد تشبثهم بالماضي سيؤدي لهلاكهم بشكل أو بآخر.

وبسبب استخدام الوميض الخلفي – flashback بشكل متقطع بين أحداث الفيلم، تتضح الصورة الكاملة الخاصة بجريمة روث في نهاية الأحداث، مما أضاف على تجربة المشاهدة بشكل عام عامل التشويق المستمر، هذا وبالإضافة إلى وجود خيوط متعددة في القصة، وظلت تلك الخيوط تتشعب حتى الربع الأخير من الفيلم تقريبًا، فبين احتمالات متعددة للأحداث يجد المشاهد نفسه متحمسًا للغاية لمعرفة ما ستؤول إليه الأحداث.

تمثل علاقة روث والضابط المسؤول عن إطلاق سراحها المشروط فنسينت علاقة روث بالمتجمع ككل بشكل عام، وبالرغم من أن فينسنت يقدم يد العون لروث إلا أنه وفي مشهد المواجهة الأول بينهما يؤكد على فكرة “أنت قاتلة، ستظلي دائمًا قاتلة ضابط” في محاولة منه لتوضيح النظرة التي يرى العالم بها المجرمين، وفي النهاية يتعاطف فنسينت معها وبالرغم من معارضته لمحاولات قربها من أختها يساعدها في ترتيب لقاء مع أهل كيتي.

نهاية مفتوحة للمُذنب 

تعاني كيتي من صدمة عصبية، طوال الفيلم تظهر آثار تلك الصدمة في حالة من الأرق ترافقها طوال عمرها، فهي تعاني من كوابيس مستمرة ترى بها أطيافًا من الماضي، كما ترفض تناول الأقراص المهدئة لاعتقادها أنها تؤثر على عزفها. ترافق الموسيقى كيتي منذ طفولتها، فالذكريات الوحيدة التي تتذكرها عن طفولتها هو اللعب التخيلي المتعلق بالموسيقى مع امرأة مجهولة الملامح. بالنسبة لروث لم تكن كيتي مجرد أخت صغيرة، بل بمثابة ابنة لها، ضحّت من أجلها بتعليمها، تمسكت بالحياة بالرغم من الظروف المادية الصعبة على عكس أبوهما الذي قرر الانتحار هربًا من الديون. وأخيرًا نكتشف أن روث حرفيًا ضحت بحياتها ودخلت السجن عوضًا عن كيتي الطفلة التي أطلقت النار على الشرطي وفقدت الذاكرة بعدها.

لا غبار على أداء بولوك طوال الفيلم الذي اعتمد على التعبيرات بالوجه والحالة العامة التي توحي بالبؤس والكآبة، ففي أكثر من مشهد وبالقليل من الحوار تعطي بولوك أداءً رائعًا سواء لشخص مظلوم أو منفطر القلب. لكن المشهد الرئيسي الخاص بها- master scene أمام المتمكنة فيولا ديفيس كان مؤثرًا للغاية، نرى في هذا المشهد أمًا جريحة القلب، متعلقة بآخر آمل لها في رؤية طفلتها وفي نفس الوقت لا تريد أن تتورط في مشاكل أكثر، في نفس الوقت تواجه شخصًا قرر إغلاق أذنه وعينه ولا يحاول حتى أن يستمع لها، لدرجة أن تكرر روث جملة “أنا مذنبة” أكثر من مرة وبسبب الحكم المسبق الموجود عند ليز صاحبة الشخصية الصارمة تردد هي الأخرى “لا تحاولي التملص من فعلتك”. لتصل ليز في النهاية إلى لحظة التنوير التي تدرك فيها أنها هي الأخرى -وهي أم- أن كل ما فعلته روث كان لحماية طفلتها.

في النهاية، وبدون أي حوار أو توضيح تتجه كيتي لروث وتقوم باحتضانها، هذا بعد أن أنقذت روث حياة أختها الصغيرة إيملي. قد يكون هذا العناق هو شكر لسيدة مجهولة أنقذت الأخت الصغرى، أو قد يكون عناق الأخت لأختها بعد سنين من الغياب فلم يوضح المخرج نوع العناق ولا شكل النهاية، ولكنه بكل تأكيد أوضح أنه في كلتا الحالتين شعرت كيت بحنان أمها/ أختها روث.

 

أراجيك فن في

21.12.2021

 
 
 
 
 

متحور كورونا الجديد يهدد الفعاليات السينمائية في العالم

كتب: نورهان نصرالله

عاد شبح جائحة كورونا ليهدد إقامة الفعاليات السينمائية، وذلك بعد ظهور المتحور الجديد «أوميكرون» وارتفاع المخاوف المتزايدة حول انتشاره، ولذلك قررت إدارة مهرجان بالم سبرينجز السينمائي الدولي، إلغاء حفل افتتاح المهرجان السنوي الذي كان من المقرر إقامته في 6 يناير المقبل، وأعلنت عن تغيير الخطة، وفقا للبيان الصادر عنها.

إلغاء حفل افتتاح بالم سبرينجز السينمائي للعام الثاني على التوالي

وأوضحت إدارة المهرجان في بيان صحفي، «إننا نتخذ هذا الإجراء بسبب الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بفيروس كورونا، ودافعًا من الحذر الشديد لضمان صحة وسلامة المكرمين والرواد والموظفين»، وذلك باعتبار جوائز بالم سبرينجز السينمائية هي واحدة من أكبر الأحداث في عالم السينما مع 2500 ضيف وأكثر من 1000 موظف في نفس القاعة، وذلك وفقا لما نشره موقع «فارايتي».

وتابعت إدارة المهرجان الذي تم إلغاء حفل افتتاحه للعام الثاني على التوالي، «سيتم تعويض أولئك الذين اشتروا تذاكر جوائز الفيلم، نأمل أن نعود إلى حفل توزيع جوائز الأفلام لحضور حدث شخصي في عام 2023».

كما أشارت جمعية الأفلام إلى أن جزء العرض من مهرجان بالم سبرينجز السينمائي، الذي يستمر في الفترة من 7 إلى 17 يناير المقبل، ويتطلب الحضور إثباتًا للتلقيح وارتداء الأقنعة في المسارح.

إلغاء حفل شاي بافتا لوس أنجلوس خوفا من انتشار فيروس كورونا

وفي نفس الصدد، تم إلغاء حفل الشاي السنوي لجوائز بافتا في لوس أنجلوس، والذي كان من المقرر عقده في 8 يناير، وأوضحوا في بيان صحفي: «في ظل الحذر الشديد، اتخذنا القرار الصعب بإيقاف خططنا لاستضافة حفل شاي بافتا في 8 يناير في لوس أنجلوس، كنا نتوقع التجمع شخصيًا، ومع ذلك، نظرًا لحالات عدم اليقين حول تأثير متغير كورونا الحالي على مجتمعنا، فإن القرار الحكيم لـ بافتا والحضور لدينا هو تأخير استئناف هذه الأحداث واسعة النطاق في لوس أنجلوس».

وتعتبر بافتا لوس أنجلوس، فرعا من الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، باعتبارها جسراً بين هوليوود ومجتمعات الإنتاج والترفيه التجارية البريطانية، ومن المقرر أن تقام النسخة الـ 75 من حفل توزيع جوائز بافتا البريطانية في 13 مارس 2022.

 

الوطن المصرية في

21.12.2021

 
 
 
 
 

زادت حظوظه في اقتناص الأوسكار الـ94 :

«قودي سيارتي».. اعترافات داخل مركبة حمراء

«سينماتوغراف» ـ ليلى صويلح

إذا كانت عوالم المخرج الياباني، ريوسوكي هاماغوتشي المعتادة، التي تجلت في فيلميه “أساكو” 1 و2 (2018)، و”عجلة الحظ والفانتازيا” (2021)، تركز بشكل أساسي على نساء يخضن رحلات مختلفة لاكتشاف ذواتهن الحقيقية؛ فإنه في فيلمه، (الذي زادت حظوظه في اقتناص الأوسكار الـ94 عن فئة الفيلم الأجنبي، بعد حصده جائزة أفضل سيناريو في “مهرجان كانّ السينمائي الدولي”)، قودي سيارتي” Drive My Car، يأخذ اتجاهاً مختلفاً، من خلال رحلة منهكة يقطعها بطل الفيلم، محاولاً اكتشاف الحقائق التي أدت إلى خسارته لزوجته.

من خلال مقدمة طويلة (40 دقيقة)، نتعرف إلى يوميات الممثل والمخرج المسرحي يوسوكي (هيدتوشي نيشيجيما) وزوجته الكاتبة الدرامية أوتو (ريكا كيريشيما)، ونعايش طقوسهما الخاصة؛ إذ تستلهم أوتو حكايات نصوصها بعد ممارسة الجنس مع يوسوكي، وترويها له كل ليلة، كما شهر زاد أيضاً، تسجل أوتو بصوتها نصوص يوسوكي المسرحية ليستمع إليها ويحفظ حواراته أثناء قيادته للسيارة. بعد إلغاء رحلة يوسوكي إلى أحد المهرجانات، وعودته إلى المنزل بشكل مفاجئ، يكتشف خيانة أوتو.

بعد هذه الحادثة، تتوضح شروخ العلاقة وتزداد مساحة الأسرار بين الزوجين، فأوتو لا تعلم باكتشاف يوسوكي لخيانتها، وهو لا يتجرأ على مصارحتها بما رآه. وقبل أن يحسم قراره، يعود ذات ليلة إلى المنزل، ليجدها ميتة بنزيف دماغي. بعد سنتين، يسافر يوسوكي إلى مدينة هيروشيما لإخراج عرض متعدد اللغات، هو إعادة إنتاج لمسرحية الكاتب الروسي أنطون تشيخوف، “الخال فانيا”. يلاحق القدر يوسوكي عن طريق أحد الممثلين المتقدمين للمشاركة في المسرحية، فالقدر عامل رئيسي في أفلام هاماغوتشي؛ إذ إن الصدف تقود شخصياته دائماً، وتغير مصائرها مهما حاولوا الهروب. من هنا، تبدأ رحلة يوسوكي الحقيقية: رحلة داخلية متأزمة بهواجس تخص أوتو، وأخرى خارجية يقضيها مع السائقة الصامتة الغامضة ميساكي (توكو ميورا) التي عيّنها القائمون على العرض لقيادة سيارته من وإلى الفندق.

السيارات تشبه مناطق عازلة عاطفية محايدة، تشجع على الكشف الصريح، محادثات حميمة تولد فقط داخل تلك المساحة المغلقة والمتحركة”. هكذا يعلّق هاماغوتشي على الدور الذي تلعبه السيارات في بعض أفلامه، إذ تدور فيها حوارات قادرة على تغيير مجرى السرد والإفصاح عن أسرار قد تغير مصائر الأبطال. السيارة القديمة ذات الطابع الحميمي، هي بمثابة ملجأ وبيت ليوسوكي؛ مكان يهرب إليه ويمارس جزءاً من عمله في حفظ حوارات مسرحياته. لكن صوت أوتو حاضر دوماً عبر المسجّل، وهي تؤدي حوارات شخصيات تشيخوف، هي دائماً جزء من عالمه وذاكرته، كيانه لا ينفصل عنها، خاصة في أكثر الأماكن حميمية بالنسبة إليه؛ سيارته بلونها الأحمر وطابعها الفريد. تدور عجلات السيارة الحمراء، ومعها يدور شريط التسجيل، ويبدأ طريق البوح. وبمرور الأيام، تصبح السيارة غرفة اعتراف لركابها، سواء بلسانهم، أو بلسان شخصيات “العم فانيا”، فطوال الفيلم هناك خيط غير محسوس بين المسرح والحياة الواقعية ليوسوكي.

ينتقل السرد بشكل سلس بين مكاشفات يوسوكي والسائقة. محاولة للتلاقي بين شخصين يحجبان أحزانهما الداخلية تحت قناع من البرود؛ فحداد يوسوكي ومحاولته التسامي فوق مشاعر الغيرة والغضب، يتلاقى مع صراع من نوع آخر عند ميساكي المنغلقة عاطفياً والمكبلة دائماً بمشاعر الذنب، كما معظم شخصيات هاماغوتشي التي تخفي الكثير من الأسرار، وتخبئ ندمها، وضياعها، وحيرتها، والكثير من العاطفة خلف وجوه صامتة قليلة التعبير. السرد البصري يوحي بغليان الشخصيات داخلياً، فاللقطات الواسعة للسيارة وهي تتقدم ببطء عبر الطرقات السريعة والمنعطفات والأنفاق، والتي تترافق مع الصمت المخيف أحياناً، تعكس أرواحاً مضطربة تقترب من الانفجار. كذلك، أسلوب هاماغوتشي الفريد، قادر على شحننا عاطفياً، وجعلنا نتشرب أحزان شخصياته بهدوء، من دون أن نشعر؛ أي من دون حبكة واضحة أو انعطافات صادمة في السيناريو، فهناك دائماً إيحاء باقتراب الذروة، ولكنها ذروة مبنية على الصراع الداخلي للشخصيات، من دون أن تنبئ بأحداث صادمة.

الفيلم مقتبس عن قصة بنفس الاسم من مجموعة قصصية لهاروكي موراكامي “رجال بلا نساء”، تدور عن رجال فقدوا حبيباتهم لأسباب مختلفة. ولكن ذكاء سيناريو هاماغوتشي (الذي كتبه بالاشتراك مع تاكاماسا أوي)، يأتي من اتخاذ قصة موراكامي بثيماتها حول الفقدان والغيرة والخسارات، والمؤلفة من 40 صفحة فقط، كنقطة انطلاق، والتوسع في ربطها بمسرحية تشيخوف “الخال فانيا”، وما تعانيه شخصياتها من حيرة وندم بعد فوات الأوان. ومن خلال أصوات شخصياتها المرافقة لصمت الشخصيات في الفيلم، وبالانتقال بالتناوب بين عالم تشيخوف وعالم يوسوكي، يتداخل الفن مع الواقع، ليعكس دواخل الشخصيات ويساعد في إيصال ما لا يستطيعون التعبير عنه.

قُدرت لنا هذه الحياة، علينا أن نستمر في العيش”. جملة مشتركة بين يوسوكي والخال فانيا؛ فما يربط شخصيات الفيلم وشخصيات تشيخوف، هو محاولة الاستمرار في الحياة والتصالح معها، رغم حداد كل منها المغلف بالذنب أو العجز أو الندم. “قودي سيارتي” عمل غني روحياً ومذهل بصريًا، عن الحب والخيانة، والفقد والندم.. وعن علاقة الفن بالواقع، مع سؤال ممتد طوال الفيلم: هل يمكن لجراح الماضي أن تندمل؟.

 

####

 

يطرح الجمعة المقبل على نتفليكس:

رسالة احترام للعلماء عبر فيلم «لا تنظر إلى أعلى»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

شكّل الفيلم الجديد (لا تنظر إلى أعلى ـ don’t look up ) الذي تطرحه نتفليكس يوم الجمعة المقبل ويتناول نهاية العالم، مناسبة لتوجيه بطليه النجمين ليوناردو دي كابريو وجنيفر لورنس رسالة احترام للعلماء.

ويلعب الممثلان في الفيلم دور عالمَي فضاء يكتشفان مذنّباً سيقضي على الحياة على كوكب الأرض في غضون ستّة أشهر، ويحاولان عبثاَ إقناع السياسيين ووسائل الإعلام بأخذ هذا التهديد على محمل الجد.

وقد تعمّد صنّاع العمل الإسقاطات المرتبطة بأزمة المناخ، كما أعطى تصويره أثناء جائحة كوفيد-19 رمزية أكبر.

وقال ديكابريو في مؤتمر صحافي عقده أخيراً “في الوقت الحاضر، نحن مشتتون عن الحقيقة، ومع أزمة كوفيد-19 فُتح جدل علميّ جديد”.

والفيلم أعاد جينفر لورنس إلى الشاشة الكبيرة بعد سنين على غيابها عن الأضواء.

وتقول لورنس  لمجلة “فانيتي فير” أنّها شعرت أنّ الناس “ضجرت” منها، بعد سلسلة خيبات في شباك التذاكر، وأرادت التركيز على بناء حياة واقعية، بعدما واجهت الموت عندما سقطت طائرتها الخاصة، وما جذبها للعودة إلى التمثيل كان حبّها لمخرج “دونت لوك أب” آدم ماكاي والرسالة التي يحملها الفيلم.

وقالت لورنس في تصريحات صحافية حديثة “أمر محزن ومحبط للغاية أن ترى الأشخاص الذين كرّسوا حياتهم للبحث عن الحقيقة يُبعَدون لأنّ الناس لا تعجبهم هذه الحقيقة”.

وفي الفيلم، يواجه عالما الفضاء لحظات عصيبة بسبب محاولتهما إقناع الرئيسة الأميركية النرجسية المهووسة بالقوة والتي تؤدي دورها الممثلة ميريل ستريب بالتهديد الذي يواجهه كوكب الأرض.

وقالت ستريب “مصادر الوحي كانت كثيرة بسبب وجود الكثير من الأشخاص العبثيين الذين يتدخلون، بلا خجل، في الحياة العامة” .

وأدارت الندوة الصحافية عالمة الفضاء الأميركية أيمي ماينزر التي استندت إليها شخصية لورنس.

ورأت ماينزر أنّ رؤية دي كابريو يتصدى بشغف للغباء الحاصل في تجاهل التحذيرات العلمية كان “مريحاً للغاية”.، مضيفة “عرضنا الفيلم على علماء آخرين في لوس أنجلوس وكانوا يصفّقون هذا أمر يؤخذ في الاعتبار”.

وأعطى جوناه هيل الذي يلعب دور الابن البغيض ومدير فريق عمل الرئيسة، ملاحظة طريفة في المؤتمر الصحافي، عندما سُئل عمّا سيفعل إذا وصل العالم إلى النهاية. وقال “أظنّ أنّني سأغرّد” ، لأشارك الناس بأفكاري وآرائي حول الأفلام وكيف يعيش النجوم ومن يواعدون”، مضيفاً “أعتقد أنّ الناس، في لحظاتهم الاخيرة، سيرغبون في قراءة ذلك”.

وتوافق لورانس هيل، وتقول ضاحكةً “سأموت وأنا أكتب تعليقات عبر تيك توك”.

وانتقل ماكاي من إخراج أفلام كوميدية مثل “أنكرمان” و”ستيب براذرز” إلى أفلام سياسية مثل فيلم “ذي بيغ شورت” الذي يتناول الأزمة المالية، وفيلم “فايس” عن نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني.

وقال ماكاي “أردنا التعامل مع موضوع أزمة المناخ التي يمكن القول إنها أكبر تهديد للحياة في تاريخ البشرية، والتي يمكن أن تكون مثل حيوان يهاجمك، وهذا الأمر ربّما يكون ساحقًا”.

ويتابع “إذا استطعت الضحك هذا يعني أنّك تقف على مسافة معينة، وهو أمر مهمّ. يمكنك أن تشعر بالحالة الطارئة والحزن والخسارة بينما تتمتع أيضاً بروح الدعابة”.

ويحاكي هذا المشروع نقطة ضعف دي كابريو الناشط منذ سنوات في أزمة المناخ.

 

####

 

فيلم «DUNE» يحقق 390 مليون دولار عالميًا بعد شهرين عرض

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

وصلت إيرادات فيلم «Dune» إلى 390 مليونًا و328 آلاف دولار منذ طرحه يوم 22 أكتوبر الماضي، وانقسمت الإيرادات بين 106 ملايين و 628 الاف دولار بدور العرض الأميركية وحول العالم وصلت إلى 283 مليونًا و700 ألف دولار، منذ طرحه يوم 22 أكتوبر الماضي.

وكان قد حصل فيلم «Dune» الجديد على تقييم وصل إلى 82% من قبل 392 ناقدًا عالميًا، و90% من أكثر من 5000 مشاهد، من خلال موقع Rotten Tomatoes.

كما قررت الشركة المنتجة لفيلم الإثارة «Dune» منح الضوء الأخضر لجزء ثان من العمل السينمائي الذي حقق إيرادات ضخمة في مختلف دول العالم منذ عرضه خلال الأسابيع الماضية، ونشرت الصفحة الرسمية للفيلم عبر تويتر صورة البوستر الجديد من الفيلم لتعلن عن بدء التحضيرات للجزء الثاني.

ولم تكشف الشركة المنتجة عن أي تفاصيل خاصة بالجزء الثاني أو الحبكة الدرامية التي سيشهدها العمل الذي حقق ما يقارب الـ 220 مليون دولار إيرادات في شباك التذاكر العالمية.

ويدور فيلم «Dune» حول رحلة أسطورية مشحونة عاطفيا، الذي يحكى قصة بول أتريديس، شاب لامع وموهوب ولد في مصير عظيم يتجاوز فهمه، الذي يجب أن يسافر إلى أخطر كوكب في الكون، لضمان مستقبل عائلته وشعبه، وبينما تنفجر القوى الخبيثة في صراع حول الإمداد الحصري للكوكب لأغلى مورد في الوجود، وهي سلعة قادرة على إطلاق العنان لأكبر الإمكانات البشرية، فقط أولئك الذين يمكنهم التغلب على خوفهم هم الذين سيبقون على قيد الحياة.

 

####

 

الفيلم المصري «سعاد» مهدد بالخروج من الأوسكار الـ94

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أصبح الفيلم المصري “سعاد” مهدداً بالخروج من جوائز  الأوسكار الـ94 والمقرر انعقادها في شهر مارس 2022، بعدما سبق أن ترشح له عن فئة أفضل فيلم أجنبي، بمدينة لوس أنجلوس الأميركية.

والسبب يعود إلى عدم التمكن من عرض الفيلم سينمائياً في مصر قبل الترشح، وهو ما يخالف شروط الترشح، إذ إنه من أهم الشروط أن يكون الفيلم تم عرضه سبعة أيام متتالية في دار عرض تجارية، من دون الاشتراط أن يكون قد عرض في الولايات المتحدة.

وسرد كاتب السيناريو، محمود عزت، تفاصيل ما حدث قائلاً عبر منشور على “فيسبوك”: “الفيلم فعلاً نزل إعلان عن قرب عرضه في سينما زاوية، ولكن تم رفع الإعلان وناس كتير بعتت لي تسأل عن الأسباب فكان ضروري التوضيح”.

وأوضح أن “الحقيقة هي أن الفيلم لم يتحدد موعد عرضه في مصر لأنه حتى الآن لم يصدر تصريح الرقابة بعرض الفيلم، و ده ملوش علاقة بمحتوى الفيلم أو مضمونه، إنما لإن مارك لطفي المنتج المشارك قام بتسجيل السيناريو باسمه كمؤلف في الرقابة، وهي سابقة لم اسمع عنها لا في سينما تجارية ولا مستقلة ولا صامتة!”.

وأضاف عزت: “الفيلم نفسه مهدد بعدم العرض في مصر قريباً ومحدش عارف هيتعرض امتى بعد أكثر من سنة من اختياره في مهرجان كانّ”.

وأكمل أنه “بعد فتح ورق الفيلم لدى المنتجين، اكتشفت إن فيه كمان عقدين عليهم توقيع باسمي، مش توقيعي ولا أعرف عن وجودهم شيء، بيني وبين شركة فيج ليف المملوكة لمارك لطفي، كل عقد بقيمة مادية مختلفة، وطبعاً ماوصلنيش منهم مادياً أي شيء، تزامن مع وصول إيميل للمنتج محمد حفظي (المنتج المشارك بالفيلم) من محامي مارك لطفي الألماني بيهدده وجماعة المنتجين بسحب الفيلم من مهرجان برلين!”.

وأوضح أن الكثير من الرسائل وصلته بالتهديد بإيقاف مسيرة الفيلم في المهرجانات، وأكد أنه “قدم بلاغاً للنائب العام بواقعتي تزوير عقود دون علمي ودون توقيعي والاعتداء على حقوقي الأدبية والمالية في سيناريو الفيلم”.

وتابع عزت: “زرت الرقابة على المصنفات بطلب رسمي للحصول على ما يفيد أن حقوق السيناريو مملوكة لي، فوجئت إنهم يبلغوني إن الورقة لا تثبت ملكيته للسيناريو أصلاً! طلبت منهم إفادة رسمية بذلك رفضوا وقالوا إني مليش صفة لها علاقة بالفيلم!”.

وأكد أنه “لم يصدر أي مستند رسمي يرجع لي حقي في السيناريو رغم اعتراف كل الأطراف بيه”.

وأنهى كاتب سيناريو الفيلم بيانه، قائلاً: “أتمنى أحصل على إثبات ملكيتي السيناريو قريباً، والفيلم يكون متاح للعرض السينمائي في مصر بعد ما تم عرضه في أوروبا وأميركا وقريباً في الدول العربية”.

وفيلم “سعاد” من أفلام السينما المستقلة، وهو التجربة الروائية الطويلة الثانية للمخرجة، أيتن أمين، بعد فيلم “فيلا 69″، والسيناريو الأول للسيناريست محمود عزت وإنتاج مشترك ما بين محمد حفظي، ومارك لطفي، من مصر، ودرة بوشوشة من تونس.

وتدور أحداث الفيلم حول علاقة أختين في سن المراهقة بإحدى مدن دلتا النيل، حيث تعيش إحداهما حياة خاصة وسرية في العالم الافتراضي.

العمل تم تصويره على مدار عامين ما بين محافظتي الزقازيق والإسكندرية أما تحضيراته، فقد استغرقت خمس سنوات، وشارك في بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة مثل بسملة الجياش، وبسنت أحمد، وسارة شديد، وحسين غنيم.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004