ملفات خاصة

 
 
 

استقبال باهت لإعلان ترشيحات غولدن غلوب ودعوات للمقاطعة

حميدة أبو هميلة كاتبة

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

الدورة الرابعة والتسعون

   
 
 
 
 
 
 

الحفل لن يبث تلفزيونياً رغم تعهدات الإصلاح والرابطة سوف تمنح الجوائز مهما كانت الظروف

ويل سميث قدم أداء متميزاً في فيلم "الملك ريتشارد" (الحساب الرسمي لغولدن غلوب على إنستغرام)

أسماء لامعة تضمنتها قائمة المرشحين لجوائز غلودن غلوب لعام 2022. وعلى الرغم من ورود أسماء نجوم مثل ويل سميث وليوناردو دي كابريو وستيف مارتن وكيت وينسلت وجينفير لورانس، الذين هم في ظروف أخرى كان من المنتظر أن يطلوا في حفل فاخر للجائزة العريقة، لكن على ما يبدو أن حملات المقاطعة والتشكيك قد ألقت بظلالها حتى على نبأ توزيع الجوائز، حيث حظي باستقبال باهت، ولم يحتف معظم المرشحين بتواجدهم في القائمة من الأساس، فماذا ننتظر إذن من الحفل المقرر إقامته في التاسع من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، الذي لن يبث تلفزيونياً ويواجه القائمون عليه انتقادات عدة؟

الجوائز سوف تذهب لمستحقيها رغم المقاطعة!

الجوائز التي تمنحها رابطة "هوليوود" للصحافة الأجنبية للأعمال السينمائية والتلفزيونية كل عام، تواجه منذ فترة طويلة عواصف وموجات متتالية من "التشكيك واتهامات بالعنصرية وبفساد المصوتين بها"، وأيضاً بعدم تحقيق مبدأ التنوع بينهم، وعلى الرغم من تعهدات القائمين عليها بإجراء إصلاحات جذرية، لكن الموجة العاتية من الهجوم لم تتراجع حتى الآن، بخاصة مع إعلان عدد من شركات الإنتاج عدم التعاون مع الجائزة، وأيضاً بتأكيد شبكة "NBC"، بعدم بث الحفل المقبل الذي يمثل النسخة الـ 79، بالتالي الغموض لا يزال يحيط بمصير الحفل، فيما أكدت هيلين هوهني رئيسة الرابطة في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام العالمية، إنهم سوف يمنحون الجوائز لمستحقيها في كل الأحوال على الرغم من أن الحفل لن يكون أبداً كالمعتاد.

سيطرة معتادة للمنصات الإلكترونية

أما في ما يتعلق بالترشحيات فقد سيطرت عليها كالعادة المنصات الإلكترونية، وبينها "نتفليكس" التي حصلت على 17 ترشيحاً، بينها سبعة ترشيحات لفيلمها " The Power of the Dog"، وهو نفس عدد الترشحيات التي حصل عليها فيلم "Belfast"، وقد تضمنت قائمة أفضل فيلم دراما أيضاً "Coda، وDune، وKing Richard"، والأخير يقوم ببطولته ويل سميث، حيث يؤدي دور والد نجمتي التنس العالميتين سيرينا وفينوس ويليامز، وينافس سميث من خلاله على جائزة أفضل ممثل في فئة الأفلام ذات الطابع الدرامي، إلى جانب عدد من الأسماء البارزة، وهم دينزل واشنطن عن فيلمه "The Tragedy of Macbeth"، وخافيير بارديم في فيلمه "Being the Ricardos"، و ماهرشالا علي عن فيلمه "Swan Song"، وبيندكت كامبرباتش عن "The Power of the Dog"، أما ترشيحات أفضل ممثلة بفيلم درامي فقد ضمت أسماء مثل ليدي غاغا عن "House of Gucci"، وأوليفيا كولمان عن "The Lost Daughter"، وجيسيكا شاستاين عن " The Eyes of Tammy Faye"، و نيكول كيدمان عن "Being the Ricardos"، وكريستين ستيورات عن "Spencer"، حيث تجسد كريستين شخصية الأميرة الراحلة ديانا، وتضمنت جائزة أفضل ممثل مساعد نجوم مثل بن أفليك وكودي سميث، وجيمي دورنان، ومن ضمن نجوم قائمة ترشيحات أفضل ممثلة مساعدة كريستين دانست، وكاترينا بالف.

أسماء لامعة ومصير غامض للحفل

كما جاءت قائمة المخرجين المرشحين للفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم عامرة بأسماء مميزة بينهم كينيث براناه، وماغي جيلنهال وستيفن سبيلبرغ عن نسخته الجديدة من فيلم "West "، والأخير ينافس في أكثر من فئة بينها أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي مع "Licorice Pizza، Cyrano، Tick, Tick … Boom!، Don't Look Up"، و"لاتنظر إلى السماء" بدوره لديه ترشيحات عدة بينها أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي التي ينافس عليها ليوناردو دي كابريو، وأيضاً أفضل ممثلة لبطلته جينفير لورانس، حيث تتواجد في القائمة مع نجمات لامعات بينهن ماريون كوتيار وإيما ستون، وضمت قائمة أفضل فيلم أجنبي عناوين مثل "Compartment No. 6، Drive My Car، Parallel Mothers، A Hero The Hand of God"، كما تحتدم كذلك المنافسة على جائزة أفضل أغنية، وتتصدر القائمة أغنية بيلي إيليش لفيلم جيمس بوند الأخير "لا وقت للموت"، أما قائمة الأفلام المرشحة لأفضل فيلم رسوم متحركة فجاءت متوقعة للغاية بأفلام "Encanto، Luca، Raya and the Last Dragon، Fleem Neon، My Sunny Maad".

"لعبة الحبار" ينافس أيضاً

فيما سيطرت HBO MAX على ترشيحات جوائز الأعمال التلفزيونية، وتصدر مسلسلها Succession بموسمه الثالث، القائمة بخمسة ترشيحات، ثم تلتها منصة "أبل" التلفزيونية بمسلسلي "Ted Lasso"، والموسم الثاني من "The Morning Show" بواقع أربعة ترشيحات لكل منهما، ومن ضمن المسلسلات التي تنافس أيضاً على جوائز أفضل مسلسل وكذلك جوائز التمثيل " Maid، و Mare of Easttown، و Scenes From a Marriage، و Lupin، و The Handmaid's Tale، و Post"، وأيضاً المسلسل الكوري " Squid Game لعبة الحبار".

 

الـ The Independent  في

15.12.2021

 
 
 
 
 

من هو الممثل طاهر رحيم المرشح لـ«الغولدن غلوب»؟

صفاء الشبلي

ضمت قائمة الترشيحات لجائزة «الغولدن غلوب» في دورتها الـ79، الممثل الفرنسي من أصول جزائرية طاهر رحيم، والذي رُشح للجائزة للمرة الثانية على التوالي.

وُلد رحيم في مدينة بيلفور في فرنسا في عام 1981، لعائلة ترجع أصولها لمنطقة وهران بالجزائر، وخطى خطواته الأولى في طريق الشهرة على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي عام 2009، بمشاركته في فيلم «نبي» للمخرج فيلم جاك أوديار، وكان الفيلم فرصته الحقيقية لإثبات موهبته، ولقي أداؤه كممثل قبولاً كبيراً من جانب الإعلام النقاد داخل «كان»، و فاز بجائزتي سيزار لأفضل ممثل واعد وأفضل ممثل في النسخة الـ35 للمهرجان في 27 فبراير 2010.

حاز رحيم اهتمام هوليود بعد ظهوره في عدة أفلام باللغة الإنجليزية لكنه لم يكن الاهتمام الذي يُحقق شغفه بالسينما، فعاد إلى فرنسا، وعمل على تنمية موهبته تحت إشراف مجموعة من المخرجين الدوليين، وتعلم اللغة الإنجليزية، التي يتحدثها الآن بطلاقة، ثم عاد للجمهور الأمريكي في 2018، مشاركاً في بعض الأعمال الفنية المُهمة في مسيرته.

أبرز أدواره كانت مُشاركته في فيلم «ذي موريتانيان» أو «الموريتاني» الذي يحكي القصة الحقيقية لمحمدو ولد صلاحي، السجين الموريتاني في غوانتنامو، والذي قام رحيم بتجسيد دوره، بما مر به طوال 14 عاماً قضاها في معتقل غوانتنامو الشهير، دون أن يحاكم، حيث اعتقل في 2002 وأطلق سراحه في أكتوبر سنة 2016.

ويُسلط الفيلم الضوء على قصص المئات من المساجين في سجن غوانتنامو، وهو الفيلم الذي رُشح عنه لجائزة «غولدن غلوب» في دورتها السابقة كأفضل مُمثّل في فيلم درامي لعام 2021. ويضم رصيد المُمثل الجزائري نحو 20 فيلماًمن 20 فيلما، حظي فيها بأدوار بطولة،

منها دوره في فيلم «النسر»، الذي جسد فيه شخصية أمير عربي مع المخرج كيفين ماكدونالد، وكذا الفيلم التراجيدي «غراند كنترال»، كما أدى عدداً من الأدوار منها دوره في فيلم «مريم المجدلية».

شارك رحيم ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي في دورته الـ74، والتي يرأسها المخرج الأمريكي سبايك لي، وضمت الممثل الكوري الجنوبي سونغ كانغ والمغنية ميلين فارمر والمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب، إلى جانب الممثلة والمخرجة الفرنسية ميلاني لوران، والممثلة الأمريكية ماغي جيلنهال.

هذا العام تم ترشيح طاهر رحيم لجائزة الغولدن غلوب للمرة الثانية عن شخصية تشارلز سوبراج في مسلسل The Serpent أو «الثعبان» الذي عُرض عبر «نتفلكس»، وهو مسلسل مكون من ثماني حلقات أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية، ويعرض قصة تشارلز سوبراج الهندي الفيتنامي والقاتل المُتسلسل الأكثر شهرة وإجراماً من نظرائه الأمريكيين حتى أٌطلق عليه لقب «الأفعى».

 

الرؤية الإماراتية في

15.12.2021

 
 
 
 
 

بعيدًا عن الترند وبطولات النجوم..

7 من أفضل أفلام 2021 التي لم يحدثك عنها أحد

ياسمين عادل

مع كل خدمات البث المتاحة في العالم الآن، صار بإمكان أي شخص أن يجد ما يشاهده بضغطة زر واحدة، لكن ماذا لو كان المشاهد يبحث عن عمل آخر بعيدًا عن التيارات الشائعة حيث مهووسي «الترند» و«الترافيك»؟ أو ماذا لو كان لا يستهويه الأفلام المُقتبسة عن «الكوميكس» أو إنتاجات «ديزني» أو حتى الأعمال التي تُسند بطولتها إلى النُخبة من ممثلي هوليوود حاصدي «الأوسكار»؟

لحسن الحظ، ومع تنحية كل فئات الأعمال السابقة، يظل هناك الكثير من الأفلام الجديرة بأن يمنحها الجمهور وقته بالرغم من كونها لم تنل الفرصة الكافية لأن تُسلط الأضواء عليها، أو تصبح محل جدال على «السوشيال ميديا».

فإذا كنتم قد انتهيتم من مشاهدة كل الأعمال الشهيرة وترغبون بالعثور على أفلام أخرى لقضاء الوقت بصحبتها، أو كنتم من الباحثين عن الدُرر الخفية وسط الشائع والمعتاد؛ إليكم هذه القائمة، التي تتضمن أفضل أفلام 2021 التي لم يحدثكم عنها أحد.

1- «Pig»: كما يليق بمرثية

أن تصنع من حبكة بسيطة قصة شديدة الإنسانية؛ كان هذا هو سر اقتحام فيلم «Pig» قلوب من شاهدوه؛ فالعمل الذي يعد أحد أفضل أفلام 2021، يدور حول صائد يقرر العودة إلى البرية الموحشة بحياتها فقيرة الإمكانيات، والبعيدة عن التكنولوجيا وصخب المدينة المزعج، وبالرغم من سعيه إلى العزلة وتحفظه الملحوظ بجانب تعامله بجفاء مع كل شيء، فإننا مشهدًا بعد آخر نستطيع تتبُّع تاريخه السابق وسِجل خساراته الحافل والمؤلم.

وهو ما يفسر ظهوره طوال الوقت مُتعبًا، مشعثًا، وشاحبًا بلحية طويلة تكسوها الأتربة تارةً وتلطخها الدماء تارةً أخرى، كما يليق برجل أرهقته أقداره، رجل مُحمَّل بأطنان من الهزائم ويجر خلفه أذيالًا من الخيبة والحزن الدفين، غير أنه سرعان ما يجد نفسه مضطرًّا للعودة إلى العالم الصاخب الذي يبغضه من أجل العثور على حيوانه الأليف المُقرَّب إلى قلبه وإنقاذه من براثن سارقه، فهل ينجح؟ وسواء فعلها أم لا هل يمكن أن تعود الأمور بعدها إلى مجراها؟

2- «Bergman Island»: فيلم داخل فيلم

محبو صناعة السينما عمومًا أو أعمال المخرج السويدي الأسطوري (إنغمار بيرغمان) على وجه الخصوص سيحبون هذا الترشيح، ففيلم «Bergman Island» يحكي عن زوج من المخرجين وكتاب السيناريو، يسافران إلى جزيرة فارو التي عاش بها إنغمار بيرغمان وكتب الكثير من أعماله، وهناك وفيما يُعرض فيلم للزوج، تحاول الزوجة العمل على سيناريو جديد والبحث عن الإلهام متتبعةً خطى بيرغمان حرفيًّا.

بعد قليل من الوقت تتعقد الأمور وتتفاقم، فإذا بالعلاقة بين الزوجين وقد وُضِعت على المحك، وهو ما يتزامن مع تشابك الخيوط الإبداعية لدى الزوجة، وإذا بالواقع الحالي يتداخل مع الخيال الماضي والسينمائي؛ فتصبح التفرقة بينهما صعبة وتستدعي الكثير من الجهد.

3- «The Truffle Hunters»: رحلة البحث عن الكنز

7.3 نقاط على موقع «IMDb» الفني و97% على موقع «الطماطم الفاسدة»، هكذا جاء تقييم الفيلم الوثائقي الإيطالي «The Truffle Hunters» الذي تتبع  صُنَّاعه مجموعة من الرجال الإيطاليين كبار السن وكلابهم فيما يبحثون عن كمأة ألبا الثمينة، التي فشلت المجهودات العلمية في استزراعها، بينما يستعرضون ويقصُّون حكاياتها المنسية شديدة السحر والإنسانية، ليكون بحق أحد أفضل أفلام 2021.

وقد حاز الفيلم استحسانًا هائلًا من النقاد الذين أشادوا بالتصوير السينمائي الخلاب والألوان الزاهية والشخصيات الثرية، بجانب القصة نفسها التي من شأنها إرضاء سواء عشاق الطعام أو محبي الكلاب، وهو ما يبرر تحقيق فيلم كهذا إيرادات قاربت 984 ألف دولار بالرغم من ظروف عرضه في ظل انتشار وباء «كورونا».

4- «The French Dispatch»: في حب خلطة «ويس أندرسون» التي لا تفقد رونقها

كعادة المؤلف والمخرج ويس أندرسون، من جديد ينجح في تقديم تحفة استثنائية تجمع بين الكوميديا والدراما والفلسفة والتاريخ والموسيقى بمنتهى الذكاء وغرابة الأطوار بآن واحد، وهو ما تحقق عبر فيلمه الأخير «The French Dispatch»، والذي جاء من بطولة طاقم ممثليه المفضلين الذي يحب العمل معهم بانتظام، على رأسهم بيل موراي وفرانسيس ماكدورماند وأوين ويلسون وتيلدا سوينتون.

بطل العمل صحافي أمريكي مقيم في فرنسا بالقرن العشرين، وهناك يُنشئ صحيفة يجاهد فيها لنشر ما يؤمن به قبل أن يتوفى إثر أزمة قلبية مفاجأة، فإذا بوصيته تُطالب بتعليق الصحيفة بعد نشر نسخة أخيرة يُعاد خلالها نشر ثلاثة مقالات سابقة بالإضافة إلى النعي الخاص به، وهو ما يأخذنا في رحلة ساحرة باعثًا الحياة في الحكايات الثلاث.

5- «Procession»: الأكثر جرأة لهذا العام

فيلم «Procession» المتاح للعرض عبر منصة «نتفليكس» من الأفلام المهمة والأكثر جرأة التي صدرت هذا العام، والذي يعد من أفضل أفلام 2021، فبالرغم من أنه جرى العرف تسليط الضوء على الناجيات من النساء عن طريق الأفلام والمسلسلات، لكن الأمر جاء مختلفًا هذه المرة.

إذ يستعرض هذا العمل الوثائقي قصص ستة رجال سبق لهم أن تعرضوا في الماضي البعيد للإيذاء والعنف الجنسي من قِبل بعض القساوسة، وفي محاولة حقيقية ومُغايرة للتعافي؛ قرر المخرج روبرت جرين مطالبة الرجال بإعادة تمثيل حكاياتهم لمنحهم سبيلًا استشفائيًّا يجمع بين الواقع والخيال من خلال العلاج بالدراما، وهو ما تطلَّب بالطبع قدرًا هائلًا من الشجاعة والصدق من أبطال القصة الحقيقيين إذا ما أرادوا تخَطِّي تلك «التروما» المفجعة والراسخة بذاكرتهم.

6- «Wheel of Fortune and Fantasy»: عجلة الحظ والفانتازيا

«Wheel of Fortune and Fantasy» دراما يابانية رومانسية عُرض للمرة الأولى في مهرجان «برلين السينمائي الدولي» الحادي والسبعين مارس (آذار) الماضي ليفوز وقتها بجائزة «الدب الفضي الكبرى» للجنة التحكيم، أما الجمهور فمنحه تقييمًا بلغ 7.6 نقاط حسب ما جاء بموقع «IMDb» الفني، ما جعله ضمن أفضل أفلام 2021.

العمل مناسب لمحبي الأفلام الدرامية؛ فهو مُقسَّم إلى ثلاث حكايات بكل واحدة منها نشهد لوحة شاعرية تسلط الضوء على بعض العواطف، ما بين الرغبة والندم، والاغتراب والاكتشاف والخذلان وغيرهم من المشاعر الحياتية الملهمة.

7- «Drive My Car»: هل هو أفضل أفلام 2021؟

«Drive My Car» فيلم من أفضل أفلام 2021، بل صنفه الكثيرون بوصفه الأفضل هذا العام حتى إنه حاز جائزة أفضل سيناريو، وجائزة أسبوع النقاد الدولي من قِبل لجنة التحكيم المسكونية كأفضل فيلم خلال النسخة الـ74 من «مهرجان كان» السينمائي لعام 2021، فيما يُتوَقَّع له الوصول للأوسكار.

وهو فيلم ياباني مُقتبس عن قصة قصيرة بعنوان «رجال بلا نساء» للكاتب هاروكي موراكامي، ويحكي عن مخرج تتوفى زوجته الكاتبة المسرحية، وحين يدعى – بعد عامين- لإخراج مسرحية – تتقاطع بشكل مباشر مع حياته الخاصة- في هيروشيما، يستلزم الأمر منه الذهاب في رحلة برية بالسيارة برفقة سائقة مستأجرة، وخلال رحلتهما يتبادلان الاعترافات والأسرار بالتدريج ومن ثمَّ تتوالى الأحداث.

 

ساسة بوست في

15.12.2021

 
 
 
 
 

سينماهم في عيونهم |

«قصة الحي الغربي».. ألوان مجنونة ومشحونة بأدرينالين الشباب

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

ها هو المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، الفائز بـ 3 جوائز أوسكار، و191 جائزة أخرى، بالإضافة إلى 214 ترشيحاً لعدة جوائز، يضعنا أمام شاشة موسيقية جريئة بتقنية حديثة، لنستمتع بقطعة فنية ساحرة الجمال، على مدى 156 دقيقة.

في إعادة اكتشاف للجوهر المثير للأيقونة الكلاسيكية “قصة الحي الغربي” (West Side Story)، التي تأتي ضمن ذروة ثقافة الطبقة المتوسطة الأميركية فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ بعد أن استوحاها الكاتب الأميركي آرثر لورنتس من مأساة “روميو وجولييت” للكاتب الإنجليزي الشهير وليام شكسبير.

وذلك منذ أن تم عرضها لأول مرة على مسارح برودواي عام 1957، ثم على شاشة السينما عام 1961، لتكرس لوناً من الموسيقى والأغاني المدهشة والجديدة غير القابلة للنسيان، لجاذبيتها التي لا تُمحى. وتفردها بمزيج من “المرح والوقار، والواقعية والخيال، وقتال الشوارع والباليه، لم تتم تجربته من قبل، ولم يتكرر منذ ذلك الحين” كما يقول “أ. أو. سكوت” (A.O. Scott) الناقد السينمائي بصحيفة “نيويورك تايمز” (NYTimes).

يمكن أن تكون الحياة مشرقة في أميركا، إذا كنت تستطيع القتال في أميركا” هذا ما تقوله إحدى أغنيات الفيلم الذي “قدم فيه سبيلبرغ مجموعة من المراهقين يغنون من قلوبهم بأصوات قوية جداً، كما في الأغنية الساحرة: أشعر أنني جميلة (I Feel Pretty) وجعل منهم نموذجاً في فن الأداء” بحسب سكوت.

وتدور أحداثه بمدينة نيويورك، منتصف القرن العشرين، لتجسد صورة جريئة وواضحة عن الجنوح والتعصب العرقي، والكراهية البروتستانتية للنمو الكاثوليكي، من خلال معارك تجمعات الشباب البورتوريكي من أبناء الطبقة العاملة المهاجرة من منطقة البحر الكاريبي التي تكافح من أجل موطئ قدم للبقاء والنهوض بأحياء مانهاتن الفقيرة، في مواجهة تجمعات الأنغلو، أو (Gringo).

وبالرغم من أنهم نتاج اضطراب عائلي وإهمال مجتمعي، وبدون تطلعات للمستقبل، وممتلئون بالولاء العشائري والاستياء العنصري، والإحساس باستحقاق البيض، لكن، لكل منهم خطط وتطلعات وأحلام. فقط معاناتهم من التحيز والشك، إلى جانب الطاقة والبراعة والوقاحة هي التي جعلتهم مشاغبين.

نحن أمام عصابة “الطائرات المقاتلة” (The Jets) التي تمثل المراهقين البيض الذين يتنافسون ويصطدمون كسيارات تتجه نحو بعضها البعض على طريق باتجاه واحد، بقيادة ريف (مايك فيست) المشاكس الذي يُفضل القتال على الفوز، وبدعم عنصرية الشرطة الممثلة في الملازم شرانك (كوري ستول) مع خصومهم المنحدرين من بورتريكو، أعضاء عصابة “أسماك القرش” (The Sharks) بزعامة برناردو (ديفيد ألفاريز).

وبرناردو ملاكم يعتبر أن عنف الشوارع شر يجب التغلب عليه بالعمل الشاق والتماسك المجتمعي، والسعي إلى شيء أفضل. وتمتهن صديقته أنيتا (أريانا ديبوز) الذكية والمُفعمة بالحيوية مهنة الخياطة، وتعمل أخته الشابة ماريا (راشيل زيجلر) ذات الأداء الطبيعي النابض بالحياة، في نوبة العمل الليلية بمتجر تجزئة. وتقع في حب توني (أنسيل إلغورت) ذي الوجه الطفولي، والعضو السابق في عصابة الطائرات المقاتلة، والخارج للتو من السجن بسبب عمل عنيف جعله يبتعد عن الانخراط في أنشطة العصابات، ويكتفي بالعمل في صيدلية فالنتينا (ريتا مورينو) المتعالية التي قامت بدور أنيتا نسخة عام 1961، وفازت عنه بجائزة أوسكار، ويتوقع الناقد بريان تاليريكو أن تكررها هذه المرة أيضا. وهو الحب الذي يثير غضب الأصدقاء والأعداء على حد سواء، ويجعل المشهد مهيأ لمأساة من الحب والموت، أكثر حدة وغضبا وحزنا عبر الثقافات.

في الوقت الذي يتساءل فيه الناقد مارك كرمود، قائلاً “هل كنا نحتاج فعلاً إلى نسخة جديدة من ويست سايد ستوري، بعد حصده 10 جوائز أوسكار عام 1961، وهو رقم قياسي لمسرحية موسيقية؟”. يرى الناقد بيتر برادشو أنه “لم يكن بوسع أي شخص سوى سبيلبرغ، بإتقانه المثير للتقنية، أن يعيدنا 70 عاماً إلى الوراء، حيث ليلة افتتاح تلك المسرحية الموسيقية في برودواي. وينجح في إعادة الإنتاج المعدّلة ببراعة وتحد وجرأة مذهلة للقصة الأصلية الخيالية الأميركية المؤثرة عن الحب المنكوب بهذا الشكل لدرجة تجعل المشاهد يلهث طوال الوقت“.

ومن بداية التسلسلات الافتتاحية التمهيدية، بلوحة ألوان باهتة تواكب تحليق الكاميرا فوق أنقاض “أبر ويست سايد” في مانهاتن عام 1958، يأتي تصور تجريف المساكن المتهالكة، من أجل بناء مركز لينكولن الجديد الفاخر كما لو كان مشهد خيال علمي، مع عبارات موسيقية يتردد صداها منذراً بالسوء، قبل أن تنفجر بألوان نابضة بالحياة أثناء المواجهات التي تتحول إلى رقص.

على حد قول الناقد كرمود “هناك الكثير من الجمال في هذا العمل التاريخي، من التزام سبيلبيرغ بالواقعية الفائقة في طرحه الجديد الجريء لتحفته الموسيقية.

ومراعاة السيناريست توني كوشنر للفوارق التاريخية الدقيقة، أثناء رصده لتجربة المهاجرين في أميركا. وإبداع جاستن بيك في تصميم رقصاته الجديدة المزركشة بالألوان المجنونة المشحونة بأدرينالين الشباب، والمشاعر التي لا يمكن السيطرة عليها، وهي تقود إلى الرقص والحب والقتال، و”التي سيحاول الأطفال تقليدها في ملاعب المدارس لعقود قادمة“.

وروعة التصوير الذي يخطف الأنفاس حتى يكاد يردم الفجوة بين السماء والأرض، للمصور السينمائي يانوش كامينسكي الذي صنع أحد أكثر الأعمال إبهاراً من الناحية البصرية، في الذاكرة الحديثة لسينما هوليوود “بكاميرا تتنقل برشاقة حول الشخصيات دون أن تشتت انتباه المُشاهد، أو تفوت عليه أي شيء، من خلال قدر كبير جدا من توهج العدسة، والكادرات الواسعة التي جعلت اللقطات نموذجية” وفقاً لتوصيف الناقد تاليريكو. وتأليف الأغاني الرائع لستيفن سونديم وليونارد بيرنشتاين، والكلمات الصادقة، وكلها عناصر تضافرت لتقديم عرض مثير للغاية.

لكن الناقد سكوت يرى أن “الرومانسية الطاغية في معظم المشاهد جاءت غير متوافقة مع قسوة المكان“.

 

موقع "سينماتوغراف" في

15.12.2021

 
 
 
 
 

غولدن غلوب: فيلما "بلفاست" و"قوة الكلب" يتصدران الترشيحات

مسافات/ البلاد

يتصدر فيلم السيرة الذاتية للمخرج كينيث براناه "بلفاست" وفيلم المخرجة جين كامبيون "قوة الكلب"، الترشيحات لجوائز غولدن غلوب التي تواجه دورتها الأخيرة جدلا وانتقادات.

وحصل الفيلمان على سبعة ترشيحات للجوائز لكل واحد منهما، بما في ذلك أفضل فيلم درامي.

وعادة ما تعد جوائز غولدن غلوب من أبرز الجوائز السينمائية التي يشهد حفل توزيعها حضور شخصيات سينمائية بارزة لا يفوقها سوى حفل توزيع جوائز الأوسكار، لكن الحفل الذي سيقام في يناير/كانون الثاني لن يتم بثه على التلفزيون.

إذ قررت شبكة إن بي سي التلفزيونية عدم بثه بعد سلسة من الاعتراضات، من بينها الكشف عن عدم وجود تنوع بين المشاركين في الاقتراع لتحديد الجوائز.

وفي وقت سابق من هذا العام، تم الكشف عن عدم وجود أي عضو أسود من أصل 87 عضوا يشكلون المنظمة التي تمنح الجائزة، وهي رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود.

واتهم ائتلاف من 100 شركة علاقات عامة في هوليوود المنظمة بـ "السلوك التمييزي، وعدم الاحتراف، والمخالفات الأخلاقية والفساد المالي المزعوم"، قائلة إنها ستنصح النجوم الذين تمثلهم بعدم العمل مع الرابطة.

وتم تعديل قواعد عضوية الرابطة، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان أي من المرشحين لهذا العام سينسحب نتيجة للجدل الدائر.

حصل السير كينيث براناه على ترشيحين عن فيلمه "بلفاست"، لأفضل مخرج وأفضل سيناريو، عندما روى بالأبيض والأسود طفولته في أيرلندا الشمالية. كما حضر نجومه في الترشيحات، ومن بينهم كاترينا بالف وجيمي دورنان.

وتم ترشيح بينيديكت كامبرباتش والنجمة المشاركة كيرستن دانست لجوائز التمثيل عن فيلم "قوة الكلب"، بينما ستواجه جين كامبيون السير براناه في التنافس على جوائز السيناريو والإخراج.

ومن الأسماء الكبيرة الأخرى التي رشحت لجوائز التمثيل: ويل سميث عن أدائه لدور فينوس، ووالد سيرينا ويليامز في فيلم "الملك ريتشارد". وكريستين ستيوارت عن أدائها لدور الأميرة ديانا في فيلم "سبنسر". وليدي غاغا عن عن دورها في فيلم "هاوس أوف غوتشي".

ويتنافس على جوائز التمثيل أيضا: أوليفيا كولمان وجنيفر لورانس وإيما ستون وليوناردو دي كابريو وأندرو غارفيلد ودينزل واشنطن ونيكول كيدمان.

من غير المعروف هل كانت ثمة أسماء أخرى مرشحة ثم طلب من رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود استبعاد ترشحيها جراء الاعتراضات والجدل الدائر.

وقالت المنظمة إنها "استوعبت صانعي الأفلام / الاستوديوهات الذين طلبوا النظر في محتواهم لفئات محددة فقط".

وأُفيد أيضا أن بعض الاستوديوهات رفضت توفير روابط عرض للمشاركين في التصويت على الجوائز لمشاهدة منافسيهم مسبقا.

ومع ذلك، لم يكن هناك إغفال صارخ من قائمة الترشيحات، والتي كشف عنها مغني الراب سنوب دوغ.

لكن لم تكن هناك المنشورات الاحتفائية المعتادة والتصريحات من المرشحين، الذين يحاولون على ما يبدو الابتعاد عن الجوائز دون الانسحاب منها تماما.

وفي فبراير الماضي، كشفت صحيفة لوس أنجليس تايمز أنه لا يوجد أعضاء سود في الرابطة التي تمنح الجوائز، واقترحت أن من يصوتون على النتائج يمكن أن يتأثروا بالترويج والعروض المجانية من شركات الإنتاج. وقالت الصحيفة إن أعضاء في الرابطة نقلتهم نيتفليكس إلى باريس دعما لمسلسلها الكوميدي "إميلي في باريس"، والذي حصل بعد ذلك على ترشيحين لجائزة غلوب العام الماضي.

وأعرب العديد من المراقبين عن دهشتهم لأن هذا المسلسل لقي استقبالا فاترا في عروض النقاد، في حين تم استبعاد المسلسل الذي نال استحسان النقاد "آي ماي ديستروي يو" من الترشيحات.

أدت هذه الاكتشافات إلى قيام الممثل توم كروز بإعادة جوائز غولدن غلوب الثلاث التي فاز بها احتجاجا، وإلى أن تطلق الممثلة سكارليت جوهانسون دعوة إلى "إصلاح جذري".

ردا على ذلك، اتخذت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود خطوات من بينها استقدام 21 عضوا جديدا و"أصول وهويات متنوعة في الغالب"، وتعيين مسؤول للتعددية والتنوع وجعل أعضائها يتلقون التدريب على التعددية والمساواة والشمول.

كما شكلت لجنة إشراف جديدة وشراكة لمدة خمس سنوات مع الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين.

يعد عرض غولدن غلوب تقليديا أول حفل كبير في موسم الجوائز، وينظر إليه على أنه مقدمة جيدة لما يمكن توقعه في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وسيعلن عن الفائزين في 9 يناير، ولكن لن يتم بث الحدث على التلفزيون، ومن المرجح أن يبتعد المرشحون والفائزون ذوو الأسماء الكبيرة عن حضور الحفل. "لا يبدو أن هذا سيكون حدثا يحركه حضور المشاهير"، هكذا صرحت الرئيسة الجديدة رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود هيلين هوين مؤخرا.

وتأمل "ذا غلوب" أن يتم الترحيب بها مرة أخرى في هوليوود ومناهج البرامج التلفزيونية في العام المقبل، إذا تمكن منظمو الجائزة من إقناع صناعة السينما بأنهم قد حققوا الاصلاحات المطلوبة وأعادوا ترتيب أوضاعها بحسب بي بي سي.​

 

البلاد البحرينية في

15.12.2021

 
 
 
 
 

نقاد أميركا منقسمون بين فيلميْ سبيلبيرغ وبراناغ

المصدر: الميادين نت

جوائز خيارات النقاد العالمية (critics choice awards ) في منافسة حادة بين فيلميْ "west side story" لـ ستيفن سبيلبيرغ، و "Belfast" لـ كينيث براناغ بعد نيل كل منهما 11 ترشيحاً.

إنه موسم الترشيحات الكبرى التي تتوج في شباط/ فبراير المقبل بترشيحات الأوسكار الـ94. وبعد الغولدن غلوب، ها هم النقاد يُدلون بدلوهم ليكون القاسم المشترك في التقدير والإعجاب شريط Belfast للمخرج الإنكليزي الإيرلندي كينيث براناغ بـ 11ترشيحاً، الذي حل ثانياً في ترشيحات الغولدن غلوب بـ 5 ترشيحات، بينما شريط سبيلبيرغ لم يكن منافساً في الصدارة مع الغولدن غلوب، ومنحه النقاد في دورتهم الـ 27: 11 ترشيحاً.

بلفاست حظي بالترشيح لـ: أفضل فيلم، مخرج، وسيناريو أصلي، وأفضل ممثل دور ثان: جامي دورنان، وسياران هاندس، وأفضل ممثلة كايتريونا بالف، وأفضل أمل سينمائي للطفل: جود هيل، وأفضل فريق تمثيلي، إضافة إلى: أفضل سيناريو، تصوير ومونتاج

بينما: قصة الحي الغربي، نسخة 2021 فكانت ترشيحاتها كالتالي: أفضل فيلم، ومخرج، أفضل دور مساعد لـ: آريانا ديبوز، وريتا مورانو، أفضل أمل سينمائي: راشيل زيغلر، أفضل فريق أمام الكاميرا، أفضل سيناريو، وأفضل تصميم ملابس.

واللافت في عموم الترشيحات تركيزها على عناوين بعينها دون أخرى، فمثلاً لم يتم الإهتمام بأفلام مثل "finch" (توم هانكس) و"coda" (مع الصماء والبكماء مارلي ماتلن)، رغم ما يحملانه من قيم إنسانية وفكرية وما فيهما من عمق في المعالجة.

 

الميادين نت في

15.12.2021

 
 
 
 
 

"قودي سيارتي"... اعترافات داخل مركبة حمراء

لبنى صويلح

إذا كانت عوالم المخرج الياباني، ريوسوكي هاماغوتشي المعتادة، التي تجلت في فيلميه "أساكو" 1 و2 (2018)، و"عجلة الحظ والفانتازيا" (2021)، تركز بشكل أساسي على نساء يخضن رحلات مختلفة لاكتشاف ذواتهن الحقيقية؛ فإنه في فيلمه الحائز على جائزة أفضل سيناريو في "مهرجان كانّ السينمائي الدولي"، "قودي سيارتيDrive My Car، يأخذ اتجاهاً مختلفاً، من خلال رحلة منهكة يقطعها بطل الفيلم، محاولاً اكتشاف الحقائق التي أدت إلى خسارته لزوجته.

من خلال مقدمة طويلة (40 دقيقة)، نتعرف إلى يوميات الممثل والمخرج المسرحي يوسوكي (هيدتوشي نيشيجيما) وزوجته الكاتبة الدرامية أوتو (ريكا كيريشيما)، ونعايش طقوسهما الخاصة؛ إذ تستلهم أوتو حكايات نصوصها بعد ممارسة الجنس مع يوسوكي، وترويها له كل ليلة كما شهرزاد. أيضاً، تسجل أوتو بصوتها نصوص يوسوكي المسرحية ليستمع إليها ويحفظ حواراته أثناء قيادته للسيارة. بعد إلغاء رحلة يوسوكي إلى أحد المهرجانات، وعودته إلى المنزل بشكل مفاجئ، يكتشف خيانة أوتو.

بعد هذه الحادثة، تتوضح شروخ العلاقة وتزداد مساحة الأسرار بين الزوجين، فأوتو لا تعلم باكتشاف يوسوكي لخيانتها، وهو لا يتجرأ على مصارحتها بما رآه. وقبل أن يحسم قراره، يعود ذات ليلة إلى المنزل، ليجدها ميتة بنزيف دماغي. بعد سنتين، يسافر يوسوكي إلى مدينة هيروشيما لإخراج عرض متعدد اللغات، هو إعادة إنتاج لمسرحية الكاتب الروسي أنطون تشيخوف، "الخال فانيا". يلاحق القدر يوسوكي عن طريق أحد الممثلين المتقدمين للمشاركة في المسرحية، فالقدر عامل رئيسي في أفلام هاماغوتشي؛ إذ إن الصدف تقود شخصياته دائماً، وتغير مصائرها مهما حاولوا الهروب. من هنا، تبدأ رحلة يوسوكي الحقيقية: رحلة داخلية متأزمة بهواجس تخص أوتو، وأخرى خارجية يقضيها مع السائقة الصامتة الغامضة ميساكي (توكو ميورا) التي عيّنها القائمون على العرض لقيادة سيارته من وإلى الفندق.

"السيارات تشبه مناطق عازلة عاطفية محايدة، تشجع على الكشف الصريح، محادثات حميمة تولد فقط داخل تلك المساحة المغلقة والمتحركة". هكذا يعلّق هاماغوتشي على الدور الذي تلعبه السيارات في بعض أفلامه، إذ تدور فيها حوارات قادرة على تغيير مجرى السرد والإفصاح عن أسرار قد تغير مصائر الأبطال. السيارة القديمة ذات الطابع الحميمي، هي بمثابة ملجأ وبيت ليوسوكي؛ مكان يهرب إليه ويمارس جزءاً من عمله في حفظ حوارات مسرحياته. لكن صوت أوتو حاضر دوماً عبر المسجّل، وهي تؤدي حوارات شخصيات تشيخوف، هي دائماً جزء من عالمه وذاكرته، كيانه لا ينفصل عنها، خاصة في أكثر الأماكن حميمية بالنسبة إليه؛ سيارته بلونها الأحمر وطابعها الفريد. تدور عجلات السيارة الحمراء، ومعها يدور شريط التسجيل، ويبدأ طريق البوح. وبمرور الأيام، تصبح السيارة غرفة اعتراف لركابها، سواء بلسانهم، أو بلسان شخصيات "العم فانيا"، فطوال الفيلم هناك خيط غير محسوس بين المسرح والحياة الواقعية ليوسوكي.

ينتقل السرد بشكل سلس بين مكاشفات يوسوكي والسائقة. محاولة للتلاقي بين شخصين يحجبان أحزانهما الداخلية تحت قناع من البرود؛ فحداد يوسوكي ومحاولته التسامي فوق مشاعر الغيرة والغضب، يتلاقى مع صراع من نوع آخر عند ميساكي المنغلقة عاطفياً والمكبلة دائماً بمشاعر الذنب، كما معظم شخصيات هاماغوتشي التي تخفي الكثير من الأسرار، وتخبئ ندمها، وضياعها، وحيرتها، والكثير من العاطفة خلف وجوه صامتة قليلة التعبير. السرد البصري يوحي بغليان الشخصيات داخلياً، فاللقطات الواسعة للسيارة وهي تتقدم ببطء عبر الطرقات السريعة والمنعطفات والأنفاق، والتي تترافق مع الصمت المخيف أحياناً، تعكس أرواحاً مضطربة تقترب من الانفجار. كذلك، أسلوب هاماغوتشي الفريد، قادر على شحننا عاطفياً، وجعلنا نتشرب أحزان شخصياته بهدوء، من دون أن نشعر؛ أي من دون حبكة واضحة أو انعطافات صادمة في السيناريو، فهناك دائماً إيحاء باقتراب الذروة، ولكنها ذروة مبنية على الصراع الداخلي للشخصيات، من دون أن تنبئ بأحداث صادمة.

الفيلم مقتبس عن قصة بنفس الاسم من مجموعة قصصية لهاروكي موراكامي "رجال بلا نساء"، تدور عن رجال فقدوا حبيباتهم لأسباب مختلفة. ولكن ذكاء سيناريو هاماغوتشي (الذي كتبه بالاشتراك مع تاكاماسا أوي)، يأتي من اتخاذ قصة موراكامي بثيماتها حول الفقدان والغيرة والخسارات، والمؤلفة من 40 صفحة فقط، كنقطة انطلاق، والتوسع في ربطها بمسرحية تشيخوف "الخال فانيا"، وما تعانيه شخصياتها من حيرة وندم بعد فوات الأوان. ومن خلال أصوات شخصياتها المرافقة لصمت الشخصيات في الفيلم، وبالانتقال بالتناوب بين عالم تشيخوف وعالم يوسوكي، يتداخل الفن مع الواقع، ليعكس دواخل الشخصيات ويساعد في إيصال ما لا يستطيعون التعبير عنه.

"قُدرت لنا هذه الحياة، علينا أن نستمر في العيش". جملة مشتركة بين يوسوكي والخال فانيا؛ فما يربط شخصيات الفيلم وشخصيات تشيخوف، هو محاولة الاستمرار في الحياة والتصالح معها، رغم حداد كل منها المغلف بالذنب أو العجز أو الندم. "قودي سيارتي" عمل غني روحياً ومذهل بصريًا، عن الحب والخيانة، والفقد والندم.. وعن علاقة الفن بالواقع، مع سؤال ممتد طوال الشريط: هل يمكن لجراح الماضي أن تندمل؟

 

العربي الجديد اللندنية في

16.12.2021

 
 
 
 
 

أزمة في هوليوود تثيرها ترشيحات جوائز غولدن غلوب

أخبار وتحقيقات/ عين على السينما

تصدر فيلما “بلفاست” للمخرج كينيث براناه و”باور أوف ذي دوغ” لجين كامبيون قائمة الترشيحات لجوائز “غولدن غلوب” التي أعلنت الاثنين وسط موجة انتقادات ومقاطعة تتعرض لها لافتقارها إلى التنوع والشفافية. وواجهت رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود التي تُعتبَر أيضاً لجنة تحكيم الجوائز اتهامات في الأشهر الأخيرة بالعنصرية والتمييز على أساس الجنس والفساد.

وأعلن عدد من النجوم والأستوديوهات الكبيرة مثل “وورنر براذرز” و”نتفليكس” و”أمازون” أنهم لن يتعاونوا بعد اليوم مع الرابطة ما لم تنفذ تغييرات “كبيرة”.

ويجتذب احتفال “غولدن غلوب” عادة جميع النجوم العالميين، إلا أنه من المتوقع أن تغيب الوجوه هذه السنة عن الأمسية التي أعلنت قنوات “إن بي سي” عزمها التوقف عن نقلها.

ولم يتضح بعد ما إذا كان احتفال توزيع الجوائز في التاسع من يناير، وهو التاسع والسبعون، سيُقام أصلاً بصيغة حضورية، وحتى ما إذا كان الفائزون سيتسلّمون جوائزهم.

وقالت رئيسة رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود هيلين هوهني خلال إعلانها الترشيحات في بيفرلي هيلز الاثنين بحضور مفاجئ لمغني الراب سنوب دوغ “لن يكون الاحتفال نفسه كالمعتاد، لكننا قلنا دائماً إننا سنعلن الترشيحات ونمنح الجوائز مهما حدث”.وأضافت “لاحتفالنا لتوزيع الجوائز تاريخ طويل وأردنا فقط أن نستمر جرياً على عادتنا”.

وتصدّر قائمة الترشيحات كل من “بلفاست” المستوحى من الطفولة الأيرلندية الشمالية لكينيث براناه، والوسترن السوداوي “باور أوف ذي دوغ” للنيوزيلندية جين كامبيون، إذ حصل كل منهما على سبعة ترشيحات لجوائز “غولدن غلوب”.

وشملت أبرز الترشيحات ضمن فئة أفضل فيلم درامي الرئيسية فيلم “كودا” الأميركي المقتبس من الفيلم الفرنسي “لا فامي بيلييه”، وأوبرا الفضاء “دون” لدوني فيلنوف و”كينغ ريتشارد” الذي يؤدي فيه ويل سميث دور والد بطلتي كرة المضرب الشقيقتين سيرينا وفينوس وليامس ومدربهما.

أما صيغة ستيفن سبيلبرغ الجديدة لفيلم “ويست سايد ستوري”، فتسعى إلى جائزة أفضل فيلم كوميدي، سواء أكان غنائياً أو عادياً. أما على الصعيد التلفزيوني، فبدا مسلسل “ساكسيشن” الأوفر حظاً، إذ حصل على خمسة ترشيحات.

وتشكل جوائز “غولدن غلوب” عادة إشارة الانطلاق لموسم الجوائز السينمائية في هوليوود وتعتبر بأهمية جوائز الأوسكار، لكنّ مستقبلها يبدو على المحكّ في الوقت الراهن.

ووجه أكثر من مئة وكيل في مارس الفائت رسالة إلى رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود طالبوها فيها بوضع حد “للسلوك التمييزي وغير المهني والتقصير الأخلاقي والاتهامات بالفساد”.

وسارعت الرابطة في مواجهة هذه الضجة إلى اعتماد سلسلة من الإصلاحات، من بينها ضم أعضاء جدد إليها لتحسين تمثيل الأقليات فيها.

وقالت هوهني “تلقينا ردود فعل جيدة إلى حدّ ما على إصلاحاتنا. عملنا بجد ونفخر بهذه الإصلاحات ولكن العمل لم ينته. سيستغرق الأمر مزيداً من الوقت ونأمل في أن تواصل الأستوديوهات والصناعة دعمنا”. إلا أن إصلاحات الرابطة قوبلت إلى الآن بالتشكيك أكثر مما أثارت الثناء.

فالنجمان مارك رافالو وسكارليت جوهانسون اعتبرا علناً أنها غير كافية، بينما أعاد توم كروز إلى الرابطة جوائز “غولدن غلوب” الثلاث التي فاز بها تعبيراً عن احتجاجه.

وغالباً ما اتهمت جوائز “غولدن غلوب” في الماضي بإهمال اختيار الممثلين والمخرجين غير البيض رغم كون عدد منهم شارك في أعمال بارزة.

وضمت لائحة المرشحين لأفضل ممثل في فيلم درامي هذه السنة ثلاثة من السود هم ويل سميث ودنزل واشنطن عن “ذي تراجيدي أوف ماكبث” وماهرشالا علي عن فيلم خيال علمي ذي موازنة محدودة هو “سوان وسنغ”. ورشح الفرنسي عمر سي أيضاً ضمن فئة أفضل ممثل عن مسلسل “لوبين” الشهير عبر “نتفليكس”.

أما المخرجات اللواتي لم يكن لهنّ حضور بارز في “غولدن غلوب” سابقاً، فأدرجت منهنّ في قائمة الترشيحات لسنة 2022 كل من كامبيون وماغي جيلنهال (“ذي لوست دوتر”).

ومع أن البرامج الصباحية لمحطات التلفزيون الأميركية الكبرى درجت على عرض ترشيحات “غولدن غلوب”، اقتصر الأمر هذه السنة على نقلها عبر قناتها على “يوتيوب” وسط لامبالاة لافتة. واعتبرت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” الاثنين أن “رد فعل هوليوود كان صمتاً جماعياً”.

 

موقع "عين على السينما" في

16.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004