ملفات خاصة

 
 

برهان علوية:

حكاية من زمن الحرب والمنفى

المصدر: "النهار"

هوفيك حبشيان

عن رحيل الفنان

برهان علوية

   
 
 
 
 
 
 

موت #برهان علوية عن ثمانين عاماً في "منفاه" الاختياري يفتح جرحاً، بل يحرّك السكين في الجرح. كان الراحل احدى الشخصيات الرئيسية في السيرة التراجيدية الملعونة لل#سينما اللبنانية. هو من الذين حلموا بفنّ سابع من دون أن يحققوه بالمرتبة التي أرادوها. في النهاية، اختُزل الحلم بثلاثة أفلام روائية طويلة ووثائقيات عدة ينبغي (إعادة) اكتشافها. 

قيل وكُتب الكثير عن السينمائي المقل. هو نفسه كان متحدّثاً يجيد لعبة الكلام وإطلاق الوصفات الرنّانة على الواقع الذي اختبره. له في السينما دروس وامثولات. فقط لو استطاع أن يترجم كلّ الحوارات الجميلة التي أجراها إلى أفلام. لكن مصيره كان ان يولد في بلاد حيث حلمٌ كهذا يحتاج إلى معركة على جبهات عدة؛ في وطن لا يقيم أي وزن للسينما الجادة التي كان يطمح اليها. هذه السينما التي كان يصفها بـ"معبد الصورة".

تعس حظ علوية الذي ولد في بلاد فصوّرها تنزف ثم تستعيد عافيتها خطوة فوق خطوة، وحجراً بعد حجر. عندما انهار كلّ شيء كانت كاميراه ساكتة. صوّر أبناء "هذا البلد المتنكّر بزي المتروبول" الذي انتصر في داخلهم مبدأ البقاء على الرحيل واليقين على الشك. ذهب أيضاً إلى عواصم الوحدة والعزلة، هناك في أوروبا، مطارداً أولاد الهجرة، ليسألهم ماذا حدث؟ ولمَ رحلوا؟ بحث عن ذاته والآخرين، وبحث عن ذاته "في" الآخرين، التقى تجار سيارات لا يكترثون إذا نسي أولادهم اللغة العربية أم تذكروها. نقلَ عذابات الغربة والنجاة من الحرب حتى إلى أروقة المترو الفرنسي.

أفلامه انتصرت لحرية الفرد، وطالبت بحق المرأة والعلاقات المدنية العادلة بين الناس، وبالديموقراطية الحقيقية، في حين ان اتجاه البلاد كان معاكساً لهذا الاتجاه. كان في إمكانه أن يوظّف حرفيته و"فلسفته" واطلاعه على قضايا العالم العربي، في خدمة سينما جادة، لكن اسمه بات مرادفاً للتجربة المنقوصة غير المكتملة. انضم إلى عداد الأسماء التي أُسدل عليها ستار العتمة، على الأقل منذ عقد ونصف العقد يوم اختار بلجيكا مكان اقامة له. وهكذا انسحب ليبقى "على شفير السينما". 

بعد "كفر قاسم"، الفيلم الذي يستعيد المجزرة الشهيرة التي ارتكبها الإسرائيليون في العام ١٩٥٦، وتزامن عرضه مع نشوب الحرب الأهلية، انصرف علوية إلى الواقع الداخلي اللبناني المعقّد بعدما شعر بأنه قام بواجبه مع القضية الفلسطينية التي يُقال انها كانت السبب الأساسي في دخوله السينما. فكان "بيروت اللقاء" (١٩٨١)، عن سيناريو لأحمد بيضون، شارك به وقتها في مهرجاني برلين والبندقية. بينهما قدّم "لا يكفي ان يكون الله مع الفقراء" عن تجربة المعماري المصري حسن فتحي. 

ظروف الحرب والاجتياح الإسرائيلي لبيروت دفعت ببرهان إلى خيار الهجرة، هو الذي كان درس في الـ"أنساس" البلجيكي ثم عاد إلى الوطن. في تلك الحقبة، بدا الوثائقي، لسهولة انتاجه ربما مقارنةً بالروائي، بديلاً له من الروائي. أضحت باريس محطة من محطاته السينمائية والحياتية، وصوّر فيها فيلمين من أجمل وثائقيات السينما اللبنانية: "رسالة من زمن الحرب" (١٩٨٤) و"رسالة من زمن المنفى" (١٩٩٠). كان يقول عن الوثائقي: "ديكوره الحقيقة، ولكنه سينما".

شكّلت الحرب وخصوصاً النتائج التي أفرزتها في المجتمع، هواجس سينما علوية. ويتبدى انها انغرست عميقاً في ذاكرة شخصياته. برغم عدد غير قليل من الأفلام التي تطرقت إلى هذا الصراع المسلّح، كان يؤمن بأن كلّ فيلم لبناني لا يملك الحرب كذاكرة له، لا يستحق ان يكون فيلماً لبنانياً، ويقول تأكيداً لرأيه: "حتى الآن، يرفض بعضهم السكن في الطبقات العليا خشية القصف"، ثم يضيف: "من يريد اعطاء هذا المكان ذاكرة الخلوي هو أشبه بالخلوي. كلّ قصيدة ليس فيها جرح الحرب ليست قصيدة".

لم تحمل سينماه مضموناً أخلاقياً معيناً. هي خالية من رسالة. لم يصنعها صاحبها لإرضاء ذاته أو كنوع من علاج نفسي. أراد لعمله ان يكون مطعمّاً بالشعر، مردداً انه ليس من بحث علمي ناجح من دونه، رغم ادراكه ان عدداً قليلاً جداً من الأعمال توصلت إلى ذلك. 

لم يكن علوية "مخرجاً" بقدر ما كان "مخرج أفلامه". بمعنى انه لم يكن تقنياً قادراً على ان يتولى صناعة منتوج سينمائي غب الطلب، أو مستعدا ليقوم بذلك. آمن بأن الشاشة هي لذاكرة الناس وبأن المجتمعات الحديثة تُبنى بالنقد الذاتي لا بطمس العيوب. بعض عناوين أفلامه فضحت نظرته السوداوية إلى ما يدور من حوله. 

في مطلع الألفية، استقبلني برهان علوية (الذي - للتذكير - أنهى حياته المهنية بفيلم روائي أخير سمّاه "خلص")، في بيته في منطقة المتحف لمنحي مقابلة معه. يومها، كنت شخصاً كلني أمل بالحياة وهو كان رجلاً صاحب تجربة طويلة، عاش الحروب والهجرة وانتقل بين البلدان، فقال لي من بين ما قاله: "نحن مجتمع خرج من الحرب مريضاً، علاقاتنا الاجتماعية بشعة، لا نريد رؤية صورة عنها على الشاشة الكبيرة". سألته لماذا يركز دائماً على الألوان الغامقة، فقاطعني: "… وهل أنت ترى "البياض" أمامك؟ ثم أضاف: "سنصبح قريباً في السواد التام. هناك أشكال مختلفة للحروب: الجوع، الهجرة، البطالة، قطّاع الطرق الذين يتسكعون في الشوارع". 

 

####

 

برهان علوية غاب ليعود إلى بيروت اللقاء

المصدر: "النهار"

سليمان بختي

رحل عن عالمنا المخرج #برهان علوية (1941-2021) إثر أزمة قلبية أصابته في بروكسيل. ولد في أرنون في جنوب لبنان وتلقى دروسه الأولى في عين الرمانة ثم عمل مساعد مصور في "تلفزيون لبنان". ومع عمله كان يدرس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية. التحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث في بروكسيل، "انساس"، وتخرج فيه عام 1970. عام 1973 اخرج فيلمه القصير، "ملصق ضد ملصق". وعام 1975 أخرج فيلم "كفرقاسم"، الذي كتب حواره عصام محفوظ، والموسيقى التصويرية وليد غلمية، وهو الفيلم الذي صنع شهرته كمخرج متميز.

يستعيد الفيلم حادثة حقيقية حصلت عام 1956 في قرية كفرقاسم إذ يفاجأ الأهالي بحصار قريتهم وتتطور الأمور إلى ارتكاب مجزرة ينفذها المحتل الإسرائيلي في حق أبرياء. وحاز الفيلم 3 جوائز. عام 1978 أخرج فيلما وثائقيا بعنوان "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء"، نال جائزة مهرجان الفن والتراث في بروكسيل. وعام 1981 أخرج فيلمه الثاني الرائع عن الحرب اللبنانية وكان بعنوان "بيروت اللقاء"، كتب حواره أحمد بيضون، ونال جائزة سيزار للأفلام الفرنكوفونية. أخرج "رسالة في زمن الحرب" 1984، "رسالة في زمن المنفى" 1987، "أسوان والسد العالي" 1990، "بعد حرب الخليج"، "الحرامي" الذي نال جائزة مارون بغدادي، "إليك أينما تكون"، "خلص" 2006 الذي نال جائزة أفضل سيناريو ومونتاج في مهرجان دبي السينمائي 2007. أما آخر أفلامه الدرامية القصيرة فكان "مازن والنملة".

عمل برهان علوية أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية وكان محبوبا من طلابه. اختير عضوا في العديد من لجان التحكيم في مهرجانات السينما الدولية ومنها "قرطاج" و"كازابلانكا" و"بروكسيل". كان برهان علوية من أهم فرسان السينما اللبنانية الحديثة، يعمل انطلاقا من شغفه وحماسته وقناعاته. ولم يدخل قط في أفلام الصفقات أو التي تسعى إلى أرباح تجارية مباشرة. كانت السينما له أداة وعي وتعبير وتغيير وحلبة صراع للهوية والذاكرة والمنفى والقيم والحرية. لبث برهان علوية وفيا للمبادئ والرموز التي نشأ عليها، العروبة واليسار وعبد الناصر وفلسطين. كل ذلك شكل وعيه السياسي والإجتماعي وأخذه إلى السينما ليوقّع أفلاما ستعيش طويلا في ذاكرة الفن والهوية اللبنانية والعربية.

 

النهار اللبنانية في

10.09.2021

 
 
 
 
 

المخرج برهان علوية.. رحيل شاعر المنفى وإشكاليات الحرب

بيروت – رنا نجار

رحل المخرج السينمائي و"عرّاب السينما اللبنانية البديلة" برهان علوية، مساء الأربعاء، في منفاه الاختياري في بلجيكا التي يحمل جنسيتها ودرس فيها ألف باء اللغة البصرية، عن عمر يناهز 80 عاماً

وتوفي علوية بعد معاناة مع مرض السرطان الذي حتّم عليه "مكرهاً" العودة إلى المنفى في عام 2012 لأنه "لم يعد قادراً على تحمّل أعباء الحياة خصوصاً الطبابة، في وطنه الذي أحبّه حتى الرمق الأخير، وشغل أفكاره وأفلامه ولغته السينمائية الشاعرية، وبقي يتابع أخباره حتى توقف قلبه"، كما قال لـ"الشرق" المنتج اللبناني نجا الأشقر صديق علوية وموزع أفلامه

إشكاليات الحرب

لم تنفصل سينما برهان علوية عن فكره وموقفه السياسي العروبي من قضية فلسطين وانحيازه للغة العقل والمنطق والإنسانية ضد لغة الحرب الأهلية اللبنانية والاقتتال الطائفي

طرح في أعماله إشكاليات الحرب التي اندلعت مع بداية مشروعه السينمائي، الذي تعامل معه كأداة تغييرية محفّزة واستفزازية لطرح الأسئلة والهواجس والقضايا السياسية والإنسانية وفتح النقاش حول أمور عربية ولبنانية شائكة

لذلك ارتبطت أفلامه بالواقعية المحض وتفكيكها وتحويلها إلى أسئلة حول الذاكرة والمنفى والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والعلاقات الإنسانية

تلك العلاقات التي باتت محرّمة بين الطوائف خلال الحرب التي هجّرت الناس داخل بلدهم ونفتهم في أرضهم، كانت محور أهم أفلام برهان علوية "بيروت اللقاء" (1981)؛ وهو فيلمه الروائي الطويل الثاني الذي صنعه قبل عام واحد فقط من الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، والذي شكل حداً فاصلاً بين مرحلتين، دفع ببرهان علوية الذي بقي في بيروت حتى لحظة الاجتياح هذه، إلى خيار الهجرة إلى باريس، حيث أنجز "رسالة من زمن الحرب" (1984) و"رسالة من زمن المنفى" (1990). 

لكن رسائل علوية عن الحرب التي رسمت مساره وحدّدت هوية مشروعه، بقيت ممنوعة في لبنان ولم يعرض الفيلم إلا بين الأصدقاء

إلى المنصات الرقمية؟

لذا، يحضّر الأشقر الآن بعد العمل على معالجة أفلام علوية ورقمنتها، لمشاركة فيلم "رسالة من زمن الحرب" في مهرجانات عالمية، مثل كان والإسماعيلية والإسكندرية، لتكريم مخرج ترشح لجائزة "سيزار" الفرنسية السينمائية المرموقة مرتين، وكان أول مخرج عربي يشارك في المسابقة الرسمية في "مهرجان برلين السينمائي الدولي" في دورته الـ39 عبر "بيروت اللقاء"؛ لتكرّ السبحة ويتكرّم في بلدان كثيرة ويشارك في لجان تحكيم مهرجانات عالمية مثل: كازابلانكا وبروكسيل وقرطاج

وهو الحائز على التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة مهرجان الإسماعيلية المصري الدولي

هذه الجهود يبدو أنها ستنقل أفلام علوية إلى المنصات الرقمية بعدما وصلت أفلام صديقه مارون بغدادي إلى "نتفليكس" التي "طلبت أفلام الراحل في انتظار الرد النهائي منها"، بحسب الأشقر

دمج الروائي بالوثائقي

وكان علوية يقول دائماً إن "فلسطين أدخلتني إلى السينما"، إذ إن أول أفلامه كان "كفر قاسم" (1974)، الذي يعادل اسمه في ذاكرة جمهور السينما العربية وفي ذاكرة النقاد، والذي حطّ عبره طريقه إلى الفن السابع رسمياً بعد عودته من دراسة السينما في معهد "إنساس" في بلجيكا

هذا الفيلم الذي يوثّق واحدة من أبشع المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين سيصبح لاحقاً مرجعاً في ما بات يُسمى "docudrama" والذي كان علوية طليعياً ومؤسساً له، قبل أن تُحدّد أطره ويكون له موجة؛ إذ استطاع علوية صَهر الروائي بالوثائقي المتخيّل القائم على نص للصحافي والكاتب السوري الراحل عاصم الجندي، ونجح في التأثير بالمُشاهد وفتح باب النقاش حول القضية الفلسطينية التي لطالما اعتبرها "البوصلة"، بحسب الأشقر

سينما لصيقة بالناس

كانت "كاميرته لصيقة بالناس وهمومهم وحالاتهم وخيباتهم؛ لأنه كان في حياته يحب الناس ومتشبّثاً بأرضه وهويته ويحب كل من حوله ويعاملهم بلطف"، كما يقول المخرج اللبناني إيلي خليفي الذي عمل مع علوية مخرجاً مساعداً في فيلمه الأخير "خلص" (2007). 

وأردف أن الراحل أثّر فيه وبجيل كامل بعد جيله وجيل السبعينيات من المخرجين، إذ "تعلّم منه كيف يُضفي عمقاً على أفلامه الكوميدية الخفيفة ليكون لها معنى". 

نحات الوقت

ووصف خليفي تعامل علوية مع التصوير "كأنه مغامرة جميلة من لحم ودم، يؤديها بحب ويتعامل مع فريق العمل بعاطفة وكأنه ينحت المادة ولا يصوّرها بالشكل".

ويعتبر خليفي أن "علوية ثروة ثقافية ومرجع لبناني بالنسبة إلى السينما العالمية، فأنا تعرفت على أعماله من خلال الصحافة الفرنسية والسويسرية عندما كنت أدرس هناك". وأضاف: "برهان علوية ويوسف شاهين هما المخرجان الوحيدان اللذان ذُكرت أسماؤهما في "قاموس السينما العالمية" كمرجعيين عربيين". 

وقال: "علوية هو أكثر من مخرج بل هو شاعر وإنسان حساس، نحّات للزمن والوقت في لغته السينمائية وطريقة طرحه للقضايا خصوصاً المتعلقة بلبنان، الذي رحل وقلبه محروق عليه وما يحصل منذ اندلاع الحرب الأهلية وما لحقها من نتائج وأزمات وانهيارات، كانت كخنجر في قلبه الذي لم يعد يحتمل المنفى ولا الألم ولا الهزائم كما يعبّر في فيلمه الأخير (خلص)".

ويضيف: "في هذا الفيلم طلب علوية مني أن أفبرك معه فيلماً مختلفاً تماماً عما أقوم به في أفلامي التي هي بمجملها "لايت" وفيها كوميديا خفيفة، بينما أفلامه عميقة تفكّك الواقع ومتجذرة بالأرض. وقال لي إنه يحتاج هذه الخفّة ليضيفها إلى نصه العميق وعندها يصبح لها معنى". 

الإخراج فكره لا مهنته

وقال الناقد والكاتب اللبناني وليد شميط الذي يُعدّ حالياً كتاباً عن مشروع علوية السينمائي والإنساني، إن "كفر قاسم" يُعتبر من أهم ما أنتجته السينما العربية في تلك الفترة، والذي فاجأ علوية فيه الجميع بعد عودته من بلجيكا مثبتاً أنه صاحب طاقة مهمة؛ وكان مدخلاً لإعلان فكره السينمائي وانتماءاته الفكرية والسياسية والاجتماعية

وقال علوية بالحرف لشميط في إحدى مقابلاته: "الفيلم التسجيلي عندي هو الروائي، فأنا أجد نفسي في الموضوع الذي أتعامل معه وليس في الشكل. فأنا أُخرج أفلامي الشخصية فقط وفكري مُخرج وليست مهنتي مخرجاً". 

وأفاد شميط بأن علوية كان مع كل فيلم يحاول قول شيء جديد ويناقش قضية ويعبّر عن موقف. واعتبر أنه من القلائل في العالم العربي الذين "يمارسون السينما بلا تنازلات على الرغم من الصعوبات الإنتاجية والمادية التي واجهها، والتي جعلته يأخذ قراراً بالبقاء في أوروبا كي يستمر في صناعة الأفلام. لكنه بقي متواصلاً مع لبنان والعالم العربي قلباً وقالباً وبقي ملتزماً قضايا المنطقة".

 

الشرق السعودية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة برهان علوية مُخرج "كفر قاسم"

عرب ٤٨ وأ ف ب

توفي المخرج اللبناني الشهير، برهان علوية، أمس الأربعاء، في بلجيكا، بحسب وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، ومقرّبين من الراحل.

ومن أبرز أعماله فيلم "كفر قاسم"، الذي يروي قصّة المجزرة الرهيبة التي تعرّضت لها القرية في عام 1956.

ويعدّ علوية من السينمائيين اللبنانيين الذين ركزوا في أفلامهم على القضايا السياسية والاجتماعية.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم، الخميس، بأنّ علوية "توفي الليلة الماضية في بروكسل جرّاء نوبة قلبية مفاجئة، عن عمر يناهز ثمانين عامًا، كان معظمها حافلًا بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز".

وقال صديق برهان علوية، مدير "نادي لكل الناس" الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية، نجا الأشقر، لوكالة فرانس برس، إنّ الراحل "كان مريضًا ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل ستة أشهر في بلجيكا".

وأضاف أنّه "حين دخل المستشفى، هذه المرة، قبل أسبوعين، لم يكن خائفًا، لكنّه كان مستعدًا لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان"، حيث ولد عام 1941.

واعتبر الأشقر أن علوية "كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية"، مضيفًا "مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحدًا تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية".

وفي رصيد علوية، الذي درس أولًا العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم تخرّج عام 1973 في مجال الإخراج السينمائي من المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث في بلجيكا، مجموعة أعمال تنوعت بين الروائي والوثائقي، تناول فيها قضايا سياسية واجتماعية.

ومن أبرز هذه الأفلام "كفر قاسم" (1975) الذي أكسبه شهرة عربية، و"بيروت اللقاء" (1981)، و"لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978)، و"رسالة من زمن الحرب"(1984)، و"رسالة من زمن المنفى" (1987)، و"أسوان والسد العالي" (1990).

ولاحظ نجا الأشقر أن عناوين أفلامه تحمل "ومضات تعكس كونه شاعرًا ومفكرًا وواسع الثقافة والاطلاع".

وقال إن فيلمه الأخير "خلص"، الذي بدأ تصويره عام 2002 وعرض عام 2007، يشكّل "وثيقة عن الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وكان يحمل رؤيته الشخصية".

وأشار إلى أن علوية الذي "استقر في بلجيكا قبل أكثر من عشرة أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم"، كان يتابع الملف اللبناني بتفاصيله، وكان من مؤيدي ثورات "الربيع العربي"، و"تفاءل كثيرا بجهود الجيل الجديد من أجل التغيير في لبنان"، بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وعمل علوية أستاذًا محاضرًا في عدد من الجامعات اللبنانية منها جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية، واختير عضوًا في لجنة مهرجانات قرطاج والدار البيضاء وبروكسل وغيرها.

https://www.youtube.com/watch?v=I_xXeGp42CY

 

موقع "عرب 48" في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج السينمائي برهان علوية.. آخر عمالقة السينما اللبنانية

وكالات

توفي المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية في بلجيكا عن عمر ناهز الـ80 عاما.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس، بأن علوية "توفي الليلة الماضية في بروكسل جراء نوبة قلبية مفاجئة، بعد مسيرة حافلة بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز".

إعلان

وقال صديق برهان علوية مدير "نادي لكل الناس" الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية نجا الأشقر لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الراحل "كان مريضاً ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل 6 أشهر في بلجيكا".

وأضاف "حين دخل المستشفى هذه المرة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعداً لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية جنوب لبنان"، حيث ولد عام 1941.   

واعتبر الأشقر أن علوية "كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية"، مضيفاً "مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحداً تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية".

وفي رصيد علوية الذي درس أولاً العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم تخرّج عام 1973 في مجال الإخراج السينمائي من المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث في بلجيكا، مجموعة أعمال تنوعت بين الروائي والوثائقي، تناول فيها قضايا سياسية واجتماعية.

ومن أبرز هذه الأفلام "كفر قاسم" (1975) الذي أكسبه شهرة عربية، و"بيروت اللقاء" (1981)، و"لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978)، و"رسالة من زمن الحرب"(1984)، و"رسالة من زمن المنفى" (1987)، و"أسوان والسد العالي" (1990).

ولاحظ نجا الأشقر أن عناوين أفلامه تحمل "ومضات تعكس كونه شاعراً ومفكراً وواسع الثقافة والاطلاع". 

وقال إن فيلمه الأخير "خلص" الذي بدأ تصويره عام 2002 وعرض عام 2007 يشكل "وثيقة عن الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وكان يحمل رؤيته الشخصية". 

وأشار إلى أن علوية الذي "استقر في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم"، كان يتابع الملف اللبناني بتفاصيله، و"تفاءل كثيرا بجهود الجيل الجديد من أجل التغيير في لبنان" بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وعمل علوية أستاذاً محاضراً في عدد من الجامعات اللبنانية منها جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية، واختير عضواً في لجنة مهرجانات قرطاج والدار البيضاء وبروكسل وغيرها.

 

بوابة العين الإماراتية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

رحيل المخرج اللبناني البارز برهان علوية: قصة لقاء وذكريات الفيلم المرعب والمجزرة!

أورينت نت- محمد منصور

في العاصمة البلجيكية بروكسل، رحل المخرج السينمائي اللبناني البارز (برهان علوية) عن عمر ناهز الثمانين عاماً صباح اليوم الخميس (9/9) في زمن يعيش فيه وطنه لبنان أسوأ أزماته، أما السينما التي آمن بها ودرسها أكاديمياً، وقدم خيرة نتاجه من خلالها، فقد غابت بطقوسها وقضاياها وأحلامها... لتترك في الذاكرة أرشيفاً يدرس أو يستعاد، أو يكتب مادة للرثاء المر.. وحصاد العمر! 

قصة لقاء قبل 22 عاما

التقيتُ برهان علوية (المولود في قضاء النبطية بالجنوب اللبناني عام 1941) التقيته في دمشق عام 1999، كان ذلك أثناء انعقاد الدورة الحادية عشرة لمهرجان دمشق السينمائي، وكان برهان علوية عضو لجنة تحكيم فيه.. فيما كان فيلمه الشهير (كفر قاسم) الذي أخرجه لصالح المؤسسة العامة للسينما في سوريا عام 1974، علامة باقية في ذاكرتي الشخصية.. فقد كان أحد الأفلام التي نظمت مدرستنا رحلة لمشاهدته في دار العرض السينمائي.. وبالنسبة لطفل مسكون برهاب الصهيونية الذي كان لا يغيب عن وسائل إعلام البعث، فقد كان الفيلم مُرعباً بالنسبة لي. ولم يكن الحدث المحوري فيه الذي يصوّر مجزرة بمجموعة من المدنيين العزّل من أبناء قرية كفر قاسم (شرق تل أبيب) عام 1956 ، من الأحداث التي يمكن أن تداعب خيال طفل، بقدر ما تسبب له الكوابيس لأيام أو أسابيع! 

كان في حواري المطول معه الذي أجريته عام 1999 والذي امتد لساعات، كان برهان علوية يضحك عندما أحدّثه عن رعبي من الفيلم. كان مبعث ضحكه هو هذه العقلية التلقينية البعثية التي تأخذ طلاب مدارس صغاراً ليشاهدوا فيلماً عن مجزرة! 

كان في حواري معه بسيطاً وتلقائياً، عميقاً وصادقاً كما عهدناه في أفلامه، لا يفلسف الأمور، لا يحاول أن يصنع هالة من الاستعراض والادعاء حين يتحدث عما قدمه، ولا يحاول أن ينسى أبداً المشهد السينمائي العربي الواحد الذي يأمل أن يخوض فيه تجربة الإنتاج المشترك باعتبارها الحل المجرّب لأزمة الإنتاج في السينما العربية كما كان يرى. 

كفر قاسم: المذبحة والفيلم والمعنى! 

عندما سألت برهان علوية: كيف تعاملت مع موضوعك في فيلم (كفر قاسم)؟ أجاب: 

" بحب وإخلاص..  بإحساس. أنا عملت ( كفر قاسم ) لأنه كان عندي إحساس قوي. درست سينما، لكنني لم أرغب في أن أعمل في السينما.. لكن ظروفاً معينة في هذا الوطن العربي جعلتني أفكر: "بلكي بالسينما فيك تعمل شي" واتجهت إلى (كفر قاسم) لأعمل شيئاً مفيداً "وهيك صار".  لم أكن عندها قادراً على أن أتحمّل أن هذه المذبحة حدثت ولم يُحكَ عنها كما يجب رغم أنها تحمل دلالات كان من المهم جداً أن تقال. وأذكر أنني سألت حينها لماذا لم أعمل فيلماً عن مذبحة دير ياسين وفيها (450) شهيداً، أكثر من شهداء كفر قاسم بكثير.. لماذا لم تعمل فيلماً عن  كفر شوبا أو عن بحر الغزال.. لكن جوابي أن كفر قاسم تحمل معنى هو عنصرية إسرائيل، لأن إسرائيل تقتل مواطنين هم في نظرها، وحسب ما تدّعي أمام العالم إسرائيليون.. معنى هذا أن الجنسية الإسرائيلية كذبة، لأنها لم تمنح المواطنين العرب حقوق المواطنة.. وأن إسرائيل قانونياً ونفسياً هي كذبة، وأنا أبدأ الفيلم بأحدهم يقول للآخر: أنت عم تقتل هالجماعة.. هل عندك إحساس إنك عم تقتل ناس؟!  فيجيب: ( لا ) بس.. انتهى الموضوع! هذا هو الشيء الذي دفعني لاختيار (كفر قاسم ) كموضوع.. وقلت: هذه هي النقطة التي يمكن أن أنطلق منها للتحدث عن العدو.. فأنا في (كفر قاسم) لم أكن أتحدث عن العرب بل عن العدو، أما عندما تريد أن تتحدث عن نفسك فالموضوع سيختلف "بتتعقد الأمور!!"

الإحباط جعله مخرجا! 

من القضية الفلسطينية في (كفر قاسم)، إلى الحرب اللبنانية في (بيروت اللقاء)، ورسائل زمن الحرب وزمن المنفى .. إلى التراث المعماري في مصر، ومشكلة السد العالي الذي حقّق عنه فيلماً تسجيلياً طويلاً.. تمتد قائمة أفلام برهان علوية، وتتعدد قضاياها، وتتسع دائرة همومها.. بل لا نستغرب أن تكون هذه الهموم هي التي دفعت برهان علوية لأن يرسم طريقه إلى الإخراج السينمائي، حيث اعترف في حواري معه قبل (22) عاماً: أن  "الإحباط جعله مخرجاً".. وأن "انهيار المشروع العربي العام حفزه على أن يرى في السينما وسيلة لعمل شيء مفيد"!

ما يميز أفلام برهان علوية الذي درس السينما في بروكسل- بلجيكا وتخرج عام (1973) وحقق أول أفلامه القصيرة (ملصق ضد ملصق) عام 1971 أنها مسكونة بحس نقدي عميق في قراءة الموضوع والتفاعل معه... 
وبخلاف الأفلام الدعائية التي أنجزت عن السد العالي في مصر، كان فيلم برهان علوية عن السد العالي (أسوان) الذي أنجزه عام 1990 صادماً ومثيراً للجدل.  عندما سألته في حواري معه ما الذي كنت تريد أن تقوله  عن السد أجاب:

"أردت أن أقول إن السد العالي أصبح كارثة بيئية، لأنه أخلّ بعلاقة التوازن بين النهر والبحر ، فالدلتا هي رأس متقدّم في البحر، صنعها فيضان النيل الذي يحمل الأتربة، لكن عندما أقاموا السد ومنعوا فيضان النيل، أخّروا الدلتا، فصار البحر يتقدم، والأرض تتآكل و"تفوخر" أو كما يقول المصريون ( الأرض مطبلة ) وحتى الآن أكل البحر من منطقة الدلتا في مصر حوالي أربعين أو خمسين كيلو متراً، هناك قرى كاملة انتهت، منذ فترة ذهبت وشاهدت أنهم بنوا على الدلتا، ما يشبه المصاطب ليمنعوا البحر من أن يأكل المزيد من أرض الدلتا، لكن جدواها تبدو ضئيلة جداً أمام طغيان البحر!"

مخرج القضايا العربية 

رحل برهان علوية الذي حصد فيلمه الروائي الأول (كفر قاسم) ثلاث جوائز، رحل المخرج الذي آمن بالكثير من القضايا العربية وتحمّس لها دون أن يهمل الحرب الأهلية اللبنانية التي أنجز عنها ثلاثة أفلام (رسالة من زمن الحرب) 1981، (بيروت اللقاء) 1982، و(رسالة من زمن المنفى) 1988. أنجز أفلامه والحرب ما زالت مشتعلة فأراد أن يقدم شهادته الخاصة عنها. وربما كان بإمكان هذا المخرج الذي أدرك الربيع العربي وهو في السبعين من العمر، أن يقدم شهادته عن أحلام الحرية والتغيير.. لولا أن إصرار الإنتاج السينمائي العربي على مقاومة أحلام التغيير إلى جانب الطغاة، حرمه من أن يقدم مساهمته.. أو حرمنا من أن نعرف آراءه الحقيقية تجاه هذا الحدث المشتعل الذي سيغير وجه المنطقة رغم الثمن الباهظ الذي دفعته شعوبها. 

 

أورينت نت في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية

أخبار وتحقيقات

توفي في بيروت الأربعاء 8 سبتمبر 2021، المخرج السينمائي اللبناني المعروف برهان علوية، أمس، عن ثمانين عاما. متأثرا بنوبة قلبية مفاجئة.

وقالت وكال ةالأنباء اللبنانية أن علوية ولد في بلدة أرنون، قضاء النبطية بجنوب لبنان، عام 1941، غير أن وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالا داخل لبنان وانتقالا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956.

ووفقا للوكالة، فقد درس علوية في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كونترول فيديو في “تلفزيون لبنان”، مشيرة إلى أنه درس بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته إلى مغادرة لبنان إلى باريس.

والتحق علوية بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث “إنساس” في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973

 بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدم أفلاما روائية ووثائقية عدة أشهرها فيلم “كفر قاسم” عام 1975، ثم “بيروت اللقاء” عام 1981، وفيلم “خلص” عام 2006، والفيلم الوثائقي “لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء” عام 1978، و”رسالة من زمن الحرب” عام 1984، و”رسالة من زمن المنفى” عام 1987، و”أسوان والسد العالي” عام 1990.

عمل علوية أيضا أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضوا في لجنة مهرجانات قرطاج وكازابلانكا وبروكسل وغيرها.

وقال صديق برهان علوية مدير “نادي لكل الناس” الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية، نجا الأشقر، لوكالة فرانس برس إن الراحل “كان مريضاً ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل ستة أشهر في بلجيكا.

وأضاف “حين دخل المستشفى هذه المرة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعداً لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان”، بحسب الوكالة الفرنسية.

 واعتبر الأشقر أن علوية “كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية”، مضيفاً “مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحداً تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية”.

وأشار إلى أن علوية “استقر في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم”.

 

موقع "عين على السينما" في

09.09.2021

 
 
 
 
 

رحيل المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية عن 80 عامًا

وكالات الأنباء

أعلن في لبنان، اليوم الخميس،وفاة المخرج السينمائي اللبناني المعروف برهان علوية، أمس الأربعاء، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وفقًا لـ«سكاي نيوز عربية».

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية في خبر لها إن برهان علوية توفي الليلة الماضية جراء نوبة قلبية مفاجئة، عن 80 عامًا، كان معظمها حافلا بالنشاط السينمائي والتليفزيوني المميز.

وأشارت الوكالة إلى أن علوية ولد في بلدة أرنون، قضاء النبطية بجنوب لبنان، عام 1941، غير أم وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالا داخل لبنان وانتقالا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956.

ووفقًا للوكالة، فقد درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كونترول فيديو في "تليفزيون لبنان"، مشيرة إلى أنه درس بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته إلى مغادرة لبنان إلى باريس.

والتحق علوية بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار".

بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدم أفلاما روائية ووثائقية عدة منها "كفر قاسم" عام 1975، وهو الفيلم الذي تسبب في شهرته عربيا، ثم "بيروت اللقاء" عام 1981، وفيلم "خلص" عام 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" عام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" عام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" عام 1987، و"أسوان والسد العالي" عام 1990، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.

كذلك عمل أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضوا في لجنة مهرجانات قرطاج وكزابلانكا وبروكسل وغيرها.

وقال صديق برهان علوية مدير "نادي لكل الناس" الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية، نجا الأشقر، لوكالة فرانس برس إن الراحل "كان مريضاً ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل ستة أشهر في بلجيكا".

وأضاف "حين دخل المستشفى هذه المرة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعداً لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان"، بحسب الوكالة الفرنسية.

واعتبر الأشقر أن علوية "كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية"، مضيفاً "مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحداً تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية".

وأشار إلى أن علوية الذي "استقر في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم".

 

بوابة الأهرام المصرية في

09.09.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004