ملفات خاصة

 
 

برهان علويّة رحل... أفول رواية سينمائية صريحة لذاكرة لبنان والعرب

جودي الأسمر

عن رحيل الفنان

برهان علوية

   
 
 
 
 
 
 

ليس برهان علوية (1 نيسان 1941-8 أيلول 2021) المخرج السينمائي اللبناني الوحيد، لكنّه من الأقوى ذاكرةً؛ وقد قُدّر لها أن تعاصر الحرب في لبنان، واختار صاحبها أن يوثّقها ليشارك في تأسيس حالة "السينما البديلة" مع مارون بغدادي وجوسلين صعب ورندا الشهال وجان شمعون؛ ولا مبالغة بالقول إن أيّ عزاء ليس على قدر رحيله، إذ أسقط ورقة التوت الأخيرة عن سينما لبنانيّة "غير تجارية"، تحكي بلغة الفنّ يوميّات تفرغ تدريجياً من معناها، وفنّانيها.

في بروكسل، نوبة قلبية أنهت حياة صانع "كفرقاسم" (1975) الذي فتح على الشاشة الفضيّة جرح فلسطين، ومعه شهرته عربياً، إذ قال "فلسطين هي التي أدخلتني السينما". وأرشف في "بيروت اللقاء" (1981) شبه حياة، تُحاول في الحرب (كما بعدها) أن تستمرّ بإيقاع مركّب ومن دون بوصلة، فـ"البلد صايرة متل العربيّة المخربطة، يوم بتمشي ويوم بتوقّف"، يقول سائق الأجرة في الفيلم.

حاول علوية أن يداوي سرطانه في بروكسل، لكن سرطان الطائفيّة اللبناني الذي تداعت منه مشهديات أفلامه، أيّ دواء له؟ وقد أطلق له صرخته ليلة رحيله من منفاه الاختياري، في آخر إطلالة فيديو له: "أنا كنت في بيروت، ورأيت ماذا حلّ بي في بيروت. لم أعد قادراً على تأمين غذائي، لأنني لم أنتمِ لطائفة"، "رسالة من زمن المنفى" تشكّلت في انصهار الرواية بالواقع البشعين.

لم يشأ برهان علوية يوماً أن يجامل الواقع، فأعاد إنتاج فظاظته، بل باهى بأسلوبه المباشر الذي صنع الميزة الأهمّ لهويّته السينمائيّة. "أنا مزاجي حتى النخاع، ولا أريد بتاتاً أن أزعج نفسي بعملٍ لا ينسجم مع قناعاتي، وكلّ ما صوّرته هو صورة عن أفكاري وقناعاتي". وهذا ما ينضح من تركيزه على الفكرة، فأعطاها الأفضليّة على الصورة. "لطالما وجدت نفسي أجد في الموضوع الذي أصنعه، وليس في الشكل. أنا أخرج أفلامي فقط. أفكّر كالمخرج، لكن الإخراج ليس مهنتي".

عاد إلى بروكسل في العام 2011، بعد أن أمضى فيها فترة من شبابه لدراسة السينما في المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيّات البثّ  "إنساس"، وتخرّج في العام 1973 بفيلم قصير عنوانه "ملصق ضد ملصق" وفيلم ثانٍ بعنوان "فوريار".

لم تكن هجرته إلى بروكسل هي الأولى التي دفعته إليها الحياة التعجيزيّة في لبنان، إذ كان انتقل في العام 1967 إلى باريس إثر وقوع حرب الأيّام الستة.

أفلامه، التي تنوّعت بين الروائي والوثائقي، ضمّت أيضاً "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978)، و"رسالة من زمن الحرب" (1984)، و"رسالة من زمن المنفى" (1987)، و"أسوان والسدّ العالي" (1990) الذي عكس تأييده للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وآخرها "خلص" (2006).

منذ صغره، فرضت الظروف على علوية التنقّل في داخل لبنان كما خارجه. فوظيفة الأب في الدرك جعلته ينتقل من أرنون، بلدة المنشأ في الجنوب، إلى كلّ لبنان، لتستقرّ العائلة أخيراً في بيروت في العام 1956، ويتابع تعليمه في مدرسة عين الرمانة.

مهنياً، بدأ برهان علوية مساره مساعد مصوّر ثم كونترول فيديو في "تلفزيون لبنان"، ثمّ درس العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وأصبح أستاذاً محاضراً في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضواً للتحكيم في مهرجانات قرطاج والدار البيضاء وبروكسل وغيرها.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن صديق الراحل، مدير "نادي كل الناس" نجا الأشقر، إنّ علويّة "كان مريضاً، ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كلّ ستة أشهر في بلجيكا"، و" حين دخل المستشفى هذه المرّة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعدّاً لكلّ الاحتمالات، وكان همّه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان"، فهو "استقرّ في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم".

 

النهار اللبنانية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

رحيل برهان علوية.. "بيروت اللقاء" اليوم في حِداد

المدن - ثقافة

توفي ليل الأربعاء-الخميس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، المخرج اللبناني برهان علوية، إثر نوبة قلبية مفاجئة، عن عمر يناهز الثمانين عاماً، كان معظمها حافلاً بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز.

ولد برهان علوية في بلدة أرنون – قضاء النبطية جنوبي لبنان، في العام 1941، لكن وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالاً دائماً وانتقالاً من بلدة إلى أخرى، قبل الاستقرار في بيروت العام 1956، حيث درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كنترول فيديو في "تلفزيون لبنان". ودرس برهان علوية بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة، منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت العام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس. والتحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج فيه العام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلماً آخر بعنوان "فوريار".

ثم عاد علوية إلى بيروت، ليقدم أفلاماً روائية ووثائقية عديدة، أشهرها "كفر قاسم" العام 1975، وهو الفيلم الذي صنع له مكانته العربية، ثم "بيروت اللقاء" العام 1981، وفيلم "خلص" العام 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" العام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" العام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" العام 1987، و"أسوان والسد العالي" العام 1990. كما عمل أستاذاً محاضراً في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضواً في لجنة مهرجانات قرطاج وكزابلانكا وبروكسل وغيرها.

في حديث لصحيفة "الأخبار" العام 2011، قال: "في كل أفلامي، سعيتُ إلى أن أقول ذاتي وأفكاري الشخصية.. أنا صنعت أفلاماً اخترتها، لا هي التي اختارتني. أنجزت أفلاماً أحببتها، ولدي قناعة بأهميتها كموضوع وفن وخيال. أنا مخرج هذه الأفلام، ولست مخرجاً بالمطلق. جيلنا قدم سينما بديلة، وأدخلها إلى الحياة الثقافية اليومية. حدث هذا في أماكن أخرى مثل دمشق والقاهرة وتونس. اليوم باتت السينما العربية كلها بديلة تقريباً".

أجواء هزيمة حزيران 1967، والثورة الطلابية في باريس 1968 كانت خاتمة تسكعه، ومدخلاً إلى دراسة الإخراج السينمائي في بلجيكا. يكاد فيلم "كفرقاسم" يعادل حضور علوية في ذاكرة الجمهور والنقاد. فهل هو الفيلم الذي سيحفظه من النسيان؟ يستسيغ ذلك، ويقول: "العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما. كان يمكن أن أدرس شيئاً آخر".

وفي كُتيّب بعنوان "برهان علوية.. سيرة منافي وحكايات غير منتهية"، كتب الناقد السينمائي نديم جرجورة أن "برهان علوية، في النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين، ساهم في تشكيل "السينما البديلة"، مع سينمائيين لبنانيين آخرين ستُصبح السينما اللبنانية معهم مختلفة، شكلاً ومضمونًا. فهي ملتزمة الفرد والمجتمع، تنزل إلى الشارع كي تلتقط نبض الناس وحياة المجتمع والغليان الحاصل في تلك الفترة، في شؤون العيش اليومي. سينما تقرأ يوميات هؤلاء، وتنشغل بأسئلتهم ومشاكلهم وتأمّلاتهم ورغباتهم". واعتبر جرجورة أن "لبرهان علوية فضلٌ كبيرٌ في تغيير سياق نتاجٍ سينمائيّ لبناني، بمشاركته الفعّالة، رِفْقَة زملاء وأصدقاء سينمائيين عديدين، في صوغ منهجٍ فني ـ ثقافي ـ جمالي ينتفض على السائد حينها (خمسينيات القرن الفائت وستينياته)، كي يصنع صورة سينمائية عن واقعٍ وعيشٍ يستلاّن حكاياتهما من يوميات الناس، في مدينة تشهد غليانًا متنوّعًا في الإنتاجِ المعرفي والحراكِ السياسي والالتزامِ العقائدي والحماستين الشبابية والطالبية،" فقد قدم هذا الجيل "سينما لبنانية تجديدية، أقلّه على مستوى المضمون والقضايا والأفكار، ووقائع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية مختلفة".

ونعت وزارة الثقافة اللبنانية، علوية، وجاء في بيانها: "غادرنا المخرج المبدع برهان علوية، ابن بلدة أرنون الجنوبية، الذي وثق في أفلامه الروائية شكلاً ومضموناً، صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي، بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى. لا ريب ان رحيله يشكل خسارة للبنان وللثقافة، إلا أن بصمَته الابداعية وإنتاجاته من "كفر قاسم" الى "بيروت اللقاء"، "خلص" وغيرها، ستبقى شاهداً على إبداعه وفكره وشخصيته وستخلد ذكراه في أذهان اللبنانيين فناناً ومثقفاً ومبدعاً".

 

####

 

برهان علوية... فنان الحياة فيلمنا المستمر

المدن - ثقافة

هنا بعض الفسبكات التي قيلت في رحيل المخرج اللبناني برهان علوية...

عباس بيضون

‏برهان علوية قرأت نعيه الآن. منذ عاد برهان الى بلجيكا، لم اعرف عنه شيئا. اليوم اقرأ نعيا رسميا له وكأنه مات من زمن او كأنه يتابع موتا قديما. لا اجد ما أقوله في رجل كان دائما اكبر مما يقال فيه وقد اختفى عنا منذ زمن وكبرنا في غيابه وصرنا كبارا وكأننا نحن الذين غبنا او اننا في الأساس لم نستحقه. لقد وجدنا في برهان حين تعرفنا عليه، ليس فقط الفنان، ولكن ايضا الإنسان الذي يوازيه ويبدو وكأن له من الاستمرار بحيث يمكننا ان نتصوره دائما بالحجم نفسه الذي، لا بد، دام عليه. كان برهان هو الفنان الذي لم يعد يحتاج الى انتاج فن ليكون كذلك. هو كذلك حتى قبل فنه وقبل افلامه، وهو كذلك اثناءها وبعدها. انه الفنان بما هو شخص وبما هو انسان وبما هو بالطبع مخرج لكنه في غيابه الذي بدأ منذ عاد الى بلجيكا فنانا دائما ويبقى بالنسبة لنا فيلمنا المستمر...

حسن داوود

كان يجب ان يرسل برهان علوية صورة اخيره له على الأقل. ذاك ان غيابه المديد ابقاه كما هو في بعض سنوات الثمانينات حين كنا نحتفل بأفلامه وبحضوره بيننا. لا تنسى تلك السهرة التي كنا فيها كثيرين نحيي منع التجول طيلة الليل. كانت تلك السهرة المتحدية للحرب فكرته، وهو صوًًرها بكاميرته متنكرا مثله مثل الساهرين جميعهم. كان يتفنن في الحياة كما يتفنن في السينما. كان يجب ان يحتفظ احد منا بالفيديو لنعيش ثانية، او لنعيش تكرارا، سهرة برهان تلك

غاب عنا برهان سنوات كثيرة انتهت بغيابه الأخير. اذ نودعه  نتذكر اننا كنا  سعداء حيث لا يجب، او حين لا يجب، وانه لو كان هنا بيننا الآن، لاستطاع ربما ان يفعل شيئا.

منى غندور

حين أرغمتني أمي على الزواج من تييري زواجاً إسلامياً لإرضاء أبي، وبعد إقناع تييري بأن هذه المغامرة لن تضيف ولن تنقص في حياتنا شيئاً، هي رشوة إجتماعية نسكت فيها أمي ونرضي فيها أبي...

لم نتردد أنا وتييري في اختيارك كشاهد على زواجنا، برهان علوية ومن لنا غيره، وكان طلال حيدر الشاهد الثاني، كان اختيارهما من دواعي سرور أمي الشيعية حتى النخاع وآخر همنا حتى النخاع...

كنا كمن يذهب إلى مغامرة ضحيتها تييري، الذي همس لي في حينها أحس كأني خروف يساق إلى المجهول..
حين بدأ الشيخ السني في قراءة الشهادة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، ردد برهان وطلال من بعده وأشهد أن عليا ولي الله
.

سكت الشيخ لبرهة ممتعضاً من التعقيب، في حين أن أمي لم تخف فرحتها بشهودها الشيعة،

سألنا ماذا اخترتم كإسم إسلامي، انتبهنا إلى أننا لم ننتبه لهذه المعلومة عرض علينا أسماء كعثمان وأبو بكر وعمر وبلال، إلا أن برهان اختار زين العابدين، فهتفنا فرحاً بالإسم زين الذي حاز على إعجابنا وليس على إعجاب الشيخ.

حين خرجنا من الجامع، سأل تييري برهان من هو زين العابدين، فأجابه برهان إمام من أهل البيت كان ورعا تقياً لا يترك الصلاة، ولا يقرب الخمر...

لا أنسى تييري وهو يصرخ في وجوهنا، لقد نصبتم لي فخا ونحن نضحك حتى الدمع، وبرهان يقول له أشكر ربك لم نطلب منك مؤخراً في حال الطلاق سوى نسخة من القرآن..

حكاية من حكايات كثيرة مع برهان علوية.

سلم على زين العابدين يا صديقي وأخبره أني عالقة بين عالمين الحياة وموت الأحبة.

سعود المولى

‏وداعًا برهان أيها الطيب الثاقب النظر الحساس اللماح المناضل.

التحق برهان برفيقيه مارون بغدادي وجان شمعون 

وقد انتموا إلى ذلك الجيل من اليسار الثوري الجديد الذي ارتبط بالثورة الفلسطينية وقضايا الكادحين 

وكان وجه لبنان وفلسطين في كل المحافل والمنتديات الثقافية والفنية .

بعد فارس ساسين وجبور دويهي وجورج ناصيف.

يأتي رحيل برهان علوية ليزيد من قتامة هذا الليل الطويل الذي نعيشه.

بهيج حجيج

برحيل برهان علوية نفقد الصديق الوفي، المخرج الكبير، المفكر الفذ، الثوري الملتزم الصادق وكيف لا وهو الذي كان يردد امامي دائما: الصدق La sincérité هو الشرط الأساسي لأي عمل فني ناجح.

تعرفت على برهان بعد دراستي السينمائية في باريس وكنت من المعجبين جدا بفيلمه الرائع كفرقاسم. ثم أختارني واحد من مساعدي الأخراج في فيلمه "بيروت اللقاء" الذي يعبر عن حبه الكبير لبيروت التي كانت مزنرة بالنار في تلك الفترة قبل ان تصبح اليم غارقة بالركام والدمار.  بقيت صداقتنا دائمة رغم مرور السنين ورغم المسافة الجغرافية التي كانت بيننا. اتصلت به منذ حوالي الشهر للأطمئنان عنه فأجابتني اولا زوجته الصديقة زينة، ثمّ كلمني هو بصوت متهدج وعاطفي وأبدى رغبته لمشاهدة فيلمي "غود مورنينغ" مع انه كان يشكو من مشكلة في النظر كما أخبرني. اليوم أقول له "غود باي" يا أهم صديق ومبدع تعرفت عليه في حياتي

زياد ماجد

لم أرَ برهان علوية منذ زمن طويل.

لكن الرجل الودود واللمّاح، الذي يخفي شارباه الكثيفان بعض ابتساماته، يخطر على بالي دورياً كلّ ما ركبت المترو وتنقّلت في جوف باريس ذهاباً وإياباً. ذلك أن سؤاله في أحد أفلامه عمّا إذا كانت الحرب الأهلية لتقع في بيروت أو لتأخذ مسالك وخطوط تماس مختلفة لَو كان في المدينة مترو وأنفاق متعرّجة، سؤال ظريف وثاقب وحمّال احتمالات وأجوبة كثيرة، وعدته مرّة أن أكتب عنها أو أن أنظّم حواراً حولها، ولم أفعل...

وداعاً عزيزي برهان. رحيلك انطفاءٌ آخر في عتمة بلدنا المنهوب.

شربل فارس

وبعد صمت طويل رحل المخرج السينمائي برهان علوية، وبعدما صوَّر فيلم مجزرة "كفرقاسم" التي ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين... توقف قليلًا... ثم نظر الى السماء وصوَّر فيلم "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء". واليوم صعد الى السماء ليصوِّر فيلمًا تراجيديًا عن الله.

عواطف الزين

لم ألتق برهان علوية المخرج اللبناني المبدع ولا مرة لكنه كان يعيش في ذاكرتي وذائقتي السينمائية كمخرج لبناني مميز ومبدع عاصر ووثق على طريقته وبأسلوبه جانبا من الحرب اللبنانية عبر فيلميه "بيروت اللقاء" و"اليك اينما تكون" وغيرهما الى جانب اهتمامه  بقضايا عربية اخرى كقضية فلسطين حيث جسد هذا الاهتمام من خلال فيلم كفر قاسم الذي تناول فيه بحرفيه  سينمائية وانسانية مذبحة  كفر قاسم...
كان آخر حضور صوتي للمخرج الراحل برهان علوية في السينما عبر فيلم "اليوم الخامس" لفرح الهاشم الذي تحدث فيه عن التأثير السلبي للسينما على المخرجين  مما يدفع بهم الى الاحباط  او إنهاء حياتهم كما حدث مع شانتال اكريمان وجون موستاش
.

رحم الله المخرج اللبناني برهان علوية وأسكنه فسيح جناته.

نبيل الملحم

‏في فيلمه "خلص" حكى برهان علوية عن "خيار الحرب"، ومعه (ذاك الخيار)، هزيمة جيل تحوّله الحرب من مقتول إلى قاتل لتغدو المعادلة "القاتل ـ الضحية"، وتكون النتيجة عراة بلا حد، حفاة بلا حد، قتلى بما يتجاوز الحدود.

رحل برهان علوية ومازال "خيار الحرب"، عار الحرب، وهزائم الحروب، ومازلنا نرى الخلاص "من فوهة بندقية".. يعني (ما خلص).

ليتها بندقية.. بندقية بلا فشك ومقاتل لايتقن التصويب..

يحيى جابر

‏هاتفني أحد الأصدقاء الممثلين الكبار وتبادلنا الرحمة على السينمائي الراحل برهان علوية.. ثم سألته" وينك" قال لي. معي كانسر سرطان... يا يحيى وأنا هلق بالمستشفى. وعم فتش عالدواء.. شجعته شجعني ثم رحنا نضحك ونتبادل الطرائف عن بلادنا المريضة التي حولتنا من ممثلين الى مساخر.. من ملوك الى متسولين نفتش عن دواء للسرطان. سكرنا الخط ضاحكين. لكن البكاء كان في الكواليس.

ريم الجندي

كانت صيفيات أرنون اكتر متعة لما يكون فيها خالي برهان.. كان يقرا معي الجريدة ويحكيني عن الفن والكتب والسينما كحدا ناضج مش كطفلة عمرها شي ٦ سنين... الأثر اللي تركه بطفولتي كان أساسي للشي اللي عملته ع كبر.. مش وداعاً برهان علوية.

نادي لكل الناس

فارقنا اليوم، في بروكسيل، بعد أن أقعده المرض أعواماً طويلة، السينمائيّ اللبنانيّ الكبير برهان علويّة المولود في أرنون، جنوب لبنان، سنة ١٩٤١.

درس الراحل السينما في بروكسيل وتخرّج من معهدها في سنة ١٩٧١. وكانت باكورة أعماله فيلم "كفر قاسم" (١٩٧٤) الذي أظهر موهبته بوضوحٍ ممهّداً له موقعاً بارزاً بين المخرجين الطليعيّين في دنيا السينما العربيّة.  تبعَ هذا العمل، في ما يزيد عن ثلاثين سنةً، نحو من عشرة أفلام أخرى بعضها روائيّ وبعضها تسجيلي. وقد عرض معظمها في مهرجانات عالميّة ونال جوائزَ أو رُشّح لجوائز. وأبرز أفلامه الروائيّة، فضلاً عن "كفر قاسم" الفلسطينيّ المدار، "بيروت اللقاء" (١٩٨١) وتدور وقائعه في مناخ الحرب اللبنانيّة التي استأثرت بأعمال أخرى لعلويّة تتّسم كلّها، على الرغم من توزّعها بين النوعين التسجيليّ والروائيّ، بطابع وجدانيّ جامع يمنحها أفقاً إنسانيّاً عامّاً أرحبَ كثيراً من الموضوع المباشر لكلٍّ منها. نشير، على الخصوص، إلى "رسالة من زمن الحرب" (١٩٨٥) و"رسالة من زمن المنفى" (١٩٩١) و"إليك أينما تكون" (٢٠٠١) وإلى العمل الروائيّ الأخير لعلويّة وقد سمّاه، بما يشبه النبوءة، "خَلَص!" (٢٠٠٧).

هذا الحضور للبنان وقضيّته، في أعمال علويّة، لم يحُل البتّة دون ارتياد المخرج آفاقاً عربيّة وجد فيها بعضاً من مشاغل جيله البارزة. فبعد "كفر قاسم" الفلسطينيّ، كرّس علويّة اثنين من أعماله التسجيليّة لموضوعين مصريَّين: "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (١٩٧٨) للمهندس المصري الكبير حسن فتحي ولمشروعه الإعماري والمعماري، و"أسوان" (١٩٩١) للسدّ العالي ووقعِه على محيطه البشريّ وبيئته.

من البدءِ، كانت أعمال برهان علويّة تدرِج نفسها في صفّ السينما الملتزمة وذلك بانشغالها بقضيّة الحرّيّة وبكشف القوى الغاشمة التي ترزح، على اختلاف مصادرها، على مصائر الأفراد والجماعات. ولكنّ هذا الالتزام يبقى بعيداً، عند علويّة، عن مجرّد الوعظ أو التحريض، إذ هو يحفظ، بوجدانيّته على التحديد، صفته الإيحائيّة الرهيفة وفرادة أشخاصه، مراعياً حرّية المُشاهد ومحافظاً على الطموح الجماليّ للعمل بأبعاده كافّةً.

في الأسلوب، امتازت أعمال علويّة، على الخصوص، بالتقريب ما بين الصورة السينمائيّة والصورة أو اللوحة المنتمية إلى فَنّيّ التصوير الآخرين: الفوتوغرافي والتشكيلي. فإنّ البطءَ الذي يطبع الشريطَ البرهانيّ يمنح الصورة ما يكفي من الوقت لتتّخذ لنفسها نوعاً من الشخصيّة القائمة برأسِها. هكذا تغدو مشاهدة الشريط شبيهةً، على نحوٍ ما، بزيارةٍ لمتحفٍ أو لمعرض...

 يجد "نادي لكلّ الناس" نفسه شريكاً بين الأقربين في المصاب ببرهان علويّة. فإنّ اهتمام النادي بإعادة أعمال هذا السينمائيّ الكبير إلى التداول وبترميم بعضها قد أنشأ بين برهان علويّة وبين النادي وأعضائه علاقة محبّة شِبْهَ عائليّة. فنحن، بصفتنا هذه، نشارك عائلة الفقيد وسائر محبّيه وعارفي فضله وأهل السينما في النطاقين اللبنانيّ والعربي شعورهم بالخسارة.

برهان علويّة باقٍ بأعمالهِ، باقٍ في قلوب محبّيه.

 

المدن الإلكترونية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل

بيروت – من ليلى بسام

  نعت وزارة الثقافة اللبنانية المخرج اللبناني برهان علوية الذي توفي اليوم الخميس في بلجيكا عن عمر ناهز الثمانين عاما إثر تعرضه لنوبة قلبية مفاجئة.

وقالت الوزارة في بيان “غادرنا المخرج المبدع برهان علوية الذي وثق في أفلامه الروائية شكلا ومضمونا صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى”.

واعتبرت الوزارة أن رحيل علوية يشكل خسارة للبنان والثقافة وأن بصمته ستبقى شاهدا على إبداعه. وفي سجل المخرج الراحل العديد من الأفلام التي اتخذت طابعا سياسيا وطنيا وعروبيا لعل أبرزها فيلم (كفر قاسم) الذي عرض عام 1975 وتدور أحداثه عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر عام 1956 حيث تعلن السلطات الإسرائيلية حظر تجول في المناطق العربية في فلسطين من دون سابق إنذار للسكان.

ويشكل هذا الإعلان مفاجأة لسكان كفر قاسم لدى عودتهم من أعمالهم ويقعون تحت حصار الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب بحقهم ما بات يُعرف لاحقا “مجزرة كفر قاسم”.

ولد علوية في قرية أرنون الواقعة في جنوب لبنان وعمل مساعد مصور في تلفزيون لبنان من أجل تدبير جزء من أعباء دراسته قبل أن يلتحق بالمعهد العالي الوطني للفنون المسرحية في بروكسل.

وفي حديث لصحيفة (الأخبار) اللبنانية قال علوية “في كل أفلامي سعيتُ إلى أن أقول ذاتي وأفكاري الشخصية”.

ويقول “العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما. كان يمكن أن أدرس شيئا آخر”.

ويعد فيلم (بيروت اللقاء) أحد أبرز أفلام علوية حيث صنعه عام 1981 في خضم الحرب الأهلية التي دارت في لبنان بين عامي 1975 و1990.

وجسّد هذا الفيلم حالة الفوضى والضياع في لبنان وانقسام البلاد بين شرقية وغربية واقتتال بين الطرفين.

ومن أفلام علوية أيضا (لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء) و(رسالة من زمن الحرب) و(رسالة من زمن المنفى) و(أسوان والسد العالي) و(خلص).

وعمل برهان علوية أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية واختير عضوا في لجان مهرجانات منها قرطاج وكازابلانكا وبروكسل.

نال علوية جوائز عديدة منها جائزة مهرجان الفن والتراث في بروكسل عن فيلم (لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء) كما ترشح لجائزة سيزار للأفلام الفرنكوفونية في فئة الإخراج عن فيلم (بيروت اللقاء).وفاز فيلم (خلص) بجائزة أفضل سيناريو ومونتاج في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007، كما تم تكريمه في عدة مهرجانات كان آخرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر عام 2019.

رويترز

 

رأي اليوم اللندنية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية

رحل عن عالمنا المخرج اللبناني الكبير برهان علوية عن عمر يناهز 80 عامًا، جراء إصابته بأزمة قلبية مفاجأة أثناء إقامته بمنزله في بلجيكا.

ونعت الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة اللبنانية بموقع "فيس بوك" الراحل، وعلقت: "غادرنا المخرج المبدع برهان علوية، الذي وثق في أفلامه الروائية شكلًا ومضمونًا صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى، لا ريب أن رحيله يشكل خسارة للبنان وللثقافة، الا أن بصمته الابداعية وانتاجاته من (كفر قاسم) إلى (بيروت اللقاء)، "خلص" وغيرها ستبقى شاهدا على ابداعه وفكره وشخصيته وستخلد ذكراه في أذهان اللبنانيين فنانا ومثقفا ومبدعًا".

برهان علوية ولد عام 1941 في بلدة أرنون، قضاء النبطية بجنوب لبنان، درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور في "تلفزيون لبنان"، والتحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973، وقدم فيلم "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلمًا آخر بعنوان "فوريار".

عاد "علوية" لبيروت وقدم أفلامًا روائية ووثائقية، كان أبرزها "كفر قاسم" 1975، وهو العمل الذي تسبب في شهرته عربيًا، ثم "بيروت اللقاء" 1981، و"خلص" 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" 1978، و"رسالة من زمن الحرب" 1984، و"رسالة من زمن المنفى" 1987، و"أسوان والسد العالي" 1990.

 

المشهد العربي في

09.09.2021

 
 
 
 
 

«كفر قاسم» تسبّب في شهرته عربياً

رحيل المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل

تُوفي مساء أول من أمس في بروكسل المخرج اللبناني برهان علوية جراء نوبة قلبية، عن عمر يناهز ثمانين عاماً، كان معظمها حافلاً بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز.

ولد علوية في بلدة أرنون قضاء النبطية في جنوب لبنان في العام 1941، لكن وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالاً داخل لبنان وانتقالاً من بلدة إلى أخرى قبل استقرارهم في بيروت العام 1956، حيث درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصوّر ثم كنترول فيديو في «تلفزيون لبنان».

ودرس بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، قبل أن يبدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول أفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت العام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس.

التحق علوية بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث «إنساس» في بروكسل ببلجيكا، وتخرّج فيه العام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان «ملصق ضد ملصق» وبعدها قدّم فيلماً آخر بعنوان «فوريار».

بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدّم أفلاماً روائية ووثائقية عدة، منها «كفر قاسم» العام 1975، وهو الفيلم الذي تسبّب في شهرته عربياً، ثم «بيروت اللقاء» العام 1981، وفيلم «خلص» العام 2006، و«رسالة من زمن الحرب» العام 1984، و«رسالة من زمن المنفى» العام 1987، و«أسوان والسد العالي» العام 1990.

عمل أستاذاً محاضراً في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضواً في لجنة مهرجانات قرطاج وكزبلانكا وبروكسل وغيرها.

 

الراي الكويتية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

أزمة قلبية.. وفاة المخرج اللبنانى برهان علوية عن عمر 80 عاما

أحمد رمضان

أعلنت أسرة المخرج السينمائى اللبنانى المعروف برهان علوية، وفاته أمس الأربعاء، عن عمر ناهز الـ80 عاما.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية، أن الراحل توفى نتيجة أزمة قلبية مفاجئة، بعد مشوارا حافلا بالنشاط السينمائى والتلفزيونى المميز.

علوية ولد فى بلدة أرنون، قضاء النبطية بجنوب لبنان، عام 1941، وعمل كمساعد مصور ثم كونترول فيديو فى "تلفزيون لبنان"، ودرس بعد ذلك العلوم السياسية فى الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التى دفعته إلى مغادرة لبنان إلى باريس.

التحق بالمعهد الوطنى العالى لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" فى بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار"، كما عمل أستاذا محاضرا فى الجامعة اليسوعية فى بيروت، واختير عضوا فى لجنة مهرجانات قرطاج وكزابلانكا وبروكسل وغيرها.

خلال مشواره قدم أفلاما روائية ووثائقية عدة منها "كفر قاسم" عام 1975، وهو الفيلم الذى تسبب فى شهرته عربيا، ثم "بيروت اللقاء" عام 1981، وفيلم "خلص" عام 2006، والفيلم الوثائقى "لا يكفى أن يكون الله مع الفقراء" عام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" عام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" عام 1987، و"أسوان والسد العالى" عام 1990. 

واستقر علوية فى بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمن له العيش الكريم.

 

موقع "مبتدأ" في

09.09.2021

 
 
 
 
 

برهان علوية طوى صفحة جيل!

نجوم/ الأخبار

عن عمر ثمانين عاماً، غادرنا المخرج اللبناني برهان علوية (1941-2021)، جراء أزمة قلبية مفاجئة اصابته في العاصمة البلجيكية. علوية، المتحدر من بلدة «أرنون» في الجنوب اللبناني، تلقى دروسه الأولى في «عين الرمانة» عام 1956، وعمل بعدها كمساعد مصوّر في «تلفزيون لبنان». في «الجامعة اللبنانية»، درس علوية للعلوم السياسية، وبعدها اتجه في رحلة لدول افريقية (مصر، الكونغو، السودان)، وعاد الى بيروت عام 1967، ليغادر بعدها الى باريس بعد وقوع حرب «الأيام الستة» أو ما يعرف بـ«نكسة حزيران». وفي العام 1973 أخرج فيلماً قصيراً بعنوان «ملصق ضد ملصق» وقدم فيلماً آخر بعنوان «فوريار» في بروكسل، بعد التحاقه بـ «المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث» (إنساس). عام 1975 قدم المخرج اللبناني، تحفته «كفر قاسم» الذي رفع شهرته. يأخذنا الشريط الى العام 1956 عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر، مع إعلان الإحتلال الإسرائيلي حظر تجوّل في المناطق العربية في فلسطين المحتلة من دون سابق إنذار للسكان، فيفاجأ أهالي «كفر قاسم» لدى عودتهم من أعمالهم بحصار من قِبل الإحتلال الإسرائيلي الذي سيرتكب لاحقاً ما يُعرف تاريخياً بمجزرة «كفر قاسم». بعد ذلك، طرح فيلم وثائقي «لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء» (1978)، و«بيروت اللقاء» (1981)، و«رسالة من زمن الحرب» (1984)، و«رسالة من زمن المنفى» (1987)، و«أسوان والسد العالي» (1990) و«خلص» (2006). عمل برهان علوية، كأستاذ محاضر في «الجامعة اليسوعية»، واختير عضواً في لجان مهرجانات «قرطاج»، و«كازبلانكا»، و«بروكسل» وغيرها. ظلت العروبة وفلسطين بوصلة المخرج اللبناني، وكان يكرّر دائماً :«العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما كان يمكن أن أدرس شيئاً آخر».

 

الأخبار اللبنانية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج برهان علوية بعد تعرضه لأزمة قلبية

 محمد نحلة

رحل عن عالمنا  المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية عن عمر ناهز الـ80 عامًا، إثر نوبة قلبية مفاجئة.

ونعت  وزارة الثقافة اللبنانية  الراحل وقالوا: «غادرنا المخرج المبدع برهان علوية، الذي وثق في أفلامه الروائية شكلا ومضمونا صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى».

برهان ألتحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث، وتخرج منه عام 1973 بفيلم  قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار".

وقد ولدن برهان في بلدة أرنون قضاء النبطية في جنوب لبنان في العام 1941، ودرس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كنترول فيديو في "تلفزيون لبنان".

 

صدى البلد المصرية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

المخرج برهان علوية في ذمة الله

وطنية

توفي الليلة الماضية في بروكسل المخرج اللبناني برهان علوية جراء نوبة قلبية مفاجئة، عن عمر يناهز ثمانين عاما، كان معظمها حافلا بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز.

ولد برهان علوية في بلدة أرنون قضاء النبطية في جنوب لبنان في العام 1941، لكن وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالا داخل لبنان وانتقالا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956، حيث درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كنترول فيديو في "تلفزيون لبنان".

درس برهان علوية بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس.

التحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار".

بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدم أفلاما روائية ووثائقية عدة منها "كفر قاسم" عام 1975 وهو الفيلم الذي تسبب في شهرته عربيا، ثم "بيروت اللقاء" عام 1981، وفيلم "خلص" عام 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" عام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" عام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" عام 1987، و"أسوان والسد العالي" عام 1990.

عمل أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت واختير عضوا في لجنة مهرجانات قرطاج وكزبلانكا وبروكسل وغيرها.

في حديث لصحيفة "الأخبار" عام 2011 يختزل برهان علوية أسلوبه وطريقته في العمل فيقول: في كل أفلامي، سعيتُ إلى أن أقول ذاتي وأفكاري الشخصية".

أضاف: "أنا صنعت أفلاما اخترتها، لا هي التي اختارتني. أنجزت أفلاما أحببتها، ولدي قناعة بأهميتها كموضوع وفن وخيال. أنا مخرج هذه الأفلام، ولست مخرجا بالمطلق. جيلنا قدم سينما بديلة، وأدخلها إلى الحياة الثقافية اليومية. حدث هذا في أماكن أخرى مثل دمشق والقاهرة وتونس. اليوم باتت السينما العربية كلها بديلة تقريبا".

أجواء هزيمة حزيران 1967، والثورة الطلابية في باريس 1968 كانت خاتمة تسكعه، ومدخلا إلى دراسة الإخراج السينمائي في بلجيكا. في المرحلة الأخيرة من دراسته، أنجز فيلما قصيرا بعنوان "ملصق ضد ملصق" (1971)، ثم وجد فيلمه الروائي الأول "كفر قاسم" في انتظاره بعد تخرجه مباشرة. يكاد هذا الفيلم يعادل حضور برهان علوية في ذاكرة الجمهور والنقاد. أنجز علوية أفلاما أخرى، مهمة، لكن "كفر قاسم" هو أول ما يذكر بعد اسمه. هل هو الفيلم الذي سيحفظه من النسيان؟ يستسيغ ذلك، ويقول: "العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما. كان يمكن أن أدرس شيئا آخر".

=================== و.خ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

 

الوكالة الوطنية للإعلام في

09.09.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004