ملفات خاصة

 
 

برهان علوية... "إليكَ أينما تكون"

نديم جرجوره

عن رحيل الفنان

برهان علوية

   
 
 
 
 
 
 

يصعب التغاضي عن مفارقةٍ، تُستعاد فور شيوع نبأ رحيل المخرج اللبناني برهان علوية (1941 ـ 2021). مفارقة تقول إنّ الفيلم الأخير له، المُنجز عام 2006، يحمل عنواناً يُفهم منه، بعد المُشاهدة، أنّ علوية يريد حسم أمورٍ أساسية مع مدينةٍ وهوية وذاكرة واجتماع وحربٍ. أنْ يختار مفردة "خَلَص" (يكفي، بالعامية اللبنانية) عنواناً لما سيُصبح فيلمه الروائي الطويل الأخير، يعني أنّ في ذات السينمائيّ ـ المُشارك، بفعالية، في ابتكار سينما لبنانية بديلة عن سائدٍ تجاري، في لحظة تحوّلات أساسية في البلد ومحيطه العربيّ ـ شعوراً بأنّ حسم الأمور، إنْ يكتَمل فعلياً، يُنهي مرحلةً ومساراً وانفعالات وتفكيراً، من دون أنْ يعني هذا تغييراً وانقلاباً، بل نوعاً من استراحةٍ، تطول أو تقصر بحسب وجدان المرء وتأمّلاته.

مع برهان علوية، يُصبح تعبير "خَلَص" أشبه بصوتٍ أخير له في عالمٍ متوتّر، يجهد في مواكبته ومقارعته وتحدّيه، في آنٍ واحد، عبر أفلامٍ ومواقف واشتغالات. فعلوية ـ المُصاب بمرضٍ سرطانيّ منذ أعوام عدّة، يُكافحه كعادة المكافحين في مراحل زمنية تشهد انقلاباتٍ كثيرة في مستويات العيش والفن والعلاقات والمصائر والمطبات والأقدار ـ يقول "خَلَص" لا كمَن يتوقّف نهائياً عن كلّ شيءٍ، بل كي يبدأ مرحلةً أخرى، ستشدّد عليه ضغطاً وعقبات، تحول دون إنجاز ما يصبو إليه من مشاريع وأفكار، وإنْ تسبق بعض المشاريع والأفكار، غير المُنجزة وغير المُكتملة، فيلمَه الأخير هذا.

مشاركته في ابتكار سينما لبنانية بديلة، منذ بداية سبعينيات القرن الـ20، تنطلق من رغبةٍ في إيجاد مُعادل سينمائيّ لوقائع العيش في جغرافيا، مليئة بغليانٍ متنوّع الأشكال، في السياسة والاجتماع والثقافة والفكر والصحافة، وبمسائل يلتزمها كثيرون حينها، فلسطينياً ويسارياً تحديداً. لهذا، يستعين برهان علوية وزملاؤه، وبعضهم راحلٌ في أعوامٍ سابقة متفرّقة، بالكاميرا أداة تمزج السينمائيّ بالاجتماعي والثقافي، وتطرح أسئلة العلاقة الوثيقة بين العدسة والناس، فيذهبون معها إليهم لفهم ذواتهم وحالاتهم ورغباتهم وأحلامهم وخيباتهم ومشاغلهم، جاعلين الكاميرا كياناً حيّاً ينبض بقولٍ وتوثيقٍ ومواجهةٍ وكشفٍ واستفزاز.

مشاركته في ابتكار سينما لبنانية بديلة تنطلق من رغبةٍ في إيجاد مُعادل سينمائيّ لوقائع العيش، في جغرافيا مليئة بغليانٍ متنوّع الأشكال

مع مارون بغدادي (1950 ـ 1993) ورندة الشهّال (1953 ـ 2008) وجان شمعون (1944 ـ 2017) وجوسلين صعب (1948 ـ 2019)، وغيرهم القليل، تُصبح الكاميرا وسيلةً لتفكيك الواقع ومواجهة الحاصل فيه، وتحويله إلى مادة نقاشٍ وتأمّل وبحثٍ دائمٍ عن إجابات عن أسئلة، ستبقى معلّقة، بخصوص الهوية والانتماء والبلد، كما السينما ومعناها الجوهريّ، في مرحلةٍ لعلّها أكثر المراحل اللبنانية والعربية حاجةً إلى مواكبة بصرية لمسارات بلدانٍ واجتماعٍ وتفاصيل.

برهان علوية غير محصورٍ بحيّز جغرافي عربيّ دون آخر، وغير "وطنيّ" بالمعنى الضيّق للتعبير، وغير لبنانيّ بالصورة الشوفينية المتعالية والفارغة من أي مغزى. في سيرته السينمائية، المترافقة وسيرة جغرافيا عربية متجاورة ومتشابهة بتشاركها هموماً عامّة وقضايا فردية، يعثر علوية، في مدنٍ وأسئلة خارج لبنان، على ما يدفعه إلى عمق حكايات وتساؤلات، يكتشف مشاهدو أفلامه عنها مدى ارتباطها، المبطّن والمباشر، بلبنان وفضائه المشحون بغليانٍ وغبارٍ. فلسطين أساسية، و"كفرقاسم" (1974) يتحرّر من جمالية كونه شهادة سينمائية تعكس إحدى أبشع المجازر الإسرائيلية بالفلسطينيين، ليُصبح تمريناً سينمائياً على كيفية إلغاء الخطّ الفاصل بين الروائي والوثائقي، وهذا يُعرف لاحقاً (بعد سنين مديدة) بـ"الدوكو دراما"، أو الوثائقي المتخيّل (الأوصاف وفيرة). فالبناء الأساسيّ وثائقيّ، يؤرشف بصرياً مجزرة يحاول الإسرائيليون تغييب وقائعها، فإذا بـ"كفرقاسم" يفرض عليهم إعادة النظر بالتغييب المقصود، لشدّة مصداقيته وجماليته التوثيقية.

في التقديم، يُكتَب أنّ "كلّ مُطابقة أو مُشابهة مع أشخاصٍ أو أحداث حقيقية" لا علاقة لها بالصدفة، "لأنّ كلّ ما يعرضه هذا الفيلم مأخوذٌ من الوثائق التاريخية الأصلية". ألن يكون هذا كافياً لدحض ادّعاءات المحتلّ، وأكاذيبه وتزويره؟ "كفرقاسم" يُعلن، حينها، أهمية التعاون العربي العربي في اشتغالاتٍ، تخرج من وقائع وتفاصيل فتُرسَم صُوراً سينمائية، يغلب عليها الفكر والنضال والقضايا، من دون غياب أدوات السينما وحاجاتها. فالفيلم يستند إلى نصٍ للسوري عاصم الجندي، وسورية حاضرةٌ أيضاً في الإنتاج، عبر "المؤسّسة العامة للسينما"، ما يُحيل إلى سبقٍ في إنتاجٍ مشترك بين بلدين عربيين ("المؤسّسة العربية للسينما" في بيروت)، سيخفّ كثيراً في أعوامٍ لاحقة، قبل انتعاشه مجدّداً منذ أعوام عدّة، وإنْ قليلاً. التعاون مع صحافي وكاتب يُسْتكمل بتعاون مع أكاديمي وكاتب آخر، اللبناني أحمد بيضون، الذي يؤلّف سيناريو وحوار "بيروت اللقاء" (1981)، أحد أهمّ الأفلام اللبنانية في صدامها مع حربٍ وعنفٍ وعلاقات اجتماعية ممنوعة بين طوائف تخوض حروبها الصغيرة ("حروب صغيرة"، فيلم لمارون بغدادي، 1982) لتحطيم إرادات وأحلامٍ وأمزجة، ولتدمير مدينة وذاكرةٍ وتاريخ.

عن العمارة، يُنجز "لا يكفي أنْ يكون الله مع الفقراء" (1978)، المرتكز على اشتغالات المعماريّ المصري حسن فتحي. وهذا دافعٌ لبرهان علوية إلى قراءة أحوال اجتماعٍ وأشكال عيشٍ، كمن يحفر عميقاً في جذور وتاريخٍ وراهنٍ. أما السدّ العالي في "أسوان" (1991)، فيخرج من حيّزه الضيّق إلى إعادة قراءة مرحلةٍ، بطرح أسئلةٍ عن إنجازاتٍ وشخصياتٍ. ورغم هذا الانجذاب إلى مسائل عربيّة، يرى فيها انعكاساتٍ مختلفة لأهوائه وتفكيره والتزاماته الثقافية والأخلاقية والفكرية، تبقى بيروت الجاذب الأكبر له، إذْ ينشغل بها حتى آخر فيلمٍ، فيصرخ بها ولها ومعها: "خَلَص". النص كاملاً على الموقع.

تبقى بيروت الجاذب الأكبر له، إذْ ينشغل بها حتى آخر فيلمٍ، فيصرخ بها ولها ومعها: "خَلَص"

الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، كالسلم الأهلي الناقص والهشّ، يُلاحقان برهان علوية في غربته الفرنسية، وفي عودته، قبيل منتصف تسعينيات القرن الـ20، إلى مدينته، التي يقول عنها عام 2000 إنّها، بعد مرور 10 أعوام، "تحاول أنْ تُهيل التراب فوق الحرب. ليس التراب فقط، بل الرمل والباطون والمجارير وغيرها. مع هذا، لم تستطع أن تدمل الجرح، إذْ كلما ظنّت أنّها دملته، يُفرِّخ من مكان آخر، تمامًا كـ(مرض) السرطان"، ذلك المرض الذي سيُعيده إلى بروكسل، بعد إقامته فيها طالباً في معهد "إنساس" السينمائي (تخرّج منه مطلع السبعينيات الفائتة)، ومنها إلى لحظة رحيله (9 سبتمبر/ أيلول 2021): "أخطر الأمراض المتفشية: الطائفية، المزدهرة بشكل جيّد"، يقول في دردشة خاصّة معي قبل 21 عاماً.

يُضيف: "هناك أيضاً الهجرة، التي لا تُشبه بأيّ شكل من الأشكال هجرة اللبنانيين في القرن الـ19. إنّها هجرة شبابٍ، تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً، لا فرق بين مُتعلّم وغير مُتعلّم. شبابٌ أنهوا دراساتهم الجامعية، وآخرون لم ينتسبوا إلى الجامعات. بمعنى آخر: إنها هجرة الطاقة الخاصة بهذا المكان. هجرة الخلق والإبداع. هناك الآن نغمة جديدة: الفقر. هذا ما تعدك به المدينة".

يُتابع، بنبرةٍ قاسية غير خالية من رأفة وحبّ وغضبٍ: "لهذا أسأل: بيروت مدينة ماذا؟ أهي مدينة أم، أو مدينة طريق؟ أهي فندق أو منزل؟ ما أتمنّاه لنفسي ولبيروت أنْ تنتهي بيروت إلى مدينة منزل. مدينة لها ذاكرة تتعلّم وتُعلِّم منها. أتمنّى أيضاً أنْ ترسو المدينة على حرب منتهية فعلاً. أنْ ترسو على فضاء للمستقبل لا للماضي".

بيروت مدينة ماذا؟ أهي مدينة أم، أو مدينة طريق؟ أهي فندق أو منزل؟ ما أتمنّاه لنفسي ولبيروت أنْ تنتهي بيروت إلى مدينة منزل. مدينة لها ذاكرة تتعلّم وتُعلِّم منها.

رسالتان له "من زمن الحرب" (1985)" و"من زمن المنفى" (1990) يستكملهما في "إليكَ أينما تكون" (2001)، في تجربةٍ تجعل النصّ المرويّ على ألسنة أفرادٍ أشبه بمرايا مفتوحة على همومٍ واختبارات وحقائق.

يرحل برهان علوية في لحظة احتضار مدينةٍ، تُشكِّل عصب اهتماماته واشتغالاته وانفعالاته. خروجه منها صعبٌ، لكنّه ضروريّ. رحيله بعيداً عنها يطرح سؤال موت المدينة، لا موت السينمائيّ، وإنْ يكن موت السينمائي واقعاً، فهذه نهاية الجميع. في رحيله، يكتب المخرج والباحث اللبناني هادي زكّاك (فيسبوك) ما يختزل الحكاية كلّها. يقول إنْ برهان علوية يرحل اليوم ليلتقي بمارون بغدادي ورندة الشهّال وجان شمعون وجوسلين صعب، "كأنّ رحيل هذا الجيل المؤسِّس يواكب رحيل وطن".

 

####

 

رحيل برهان علوية.. سينما لا تجامل الواقع

بيروت/ العربي الجديد

يعدّ المخرج اللبناني برهان علوية (1941 – 2021) الذي رحل أمس الأربعاء في بروكسل إثر إصابته بنوبة قلبية، أحد أبرز صنّاع السينما اللبنانية منذ أعماله الأولى التي قدّمها في سبعينيات القرن الماضي، واشتبك خلالها مع الأزمات السياسية والاجتماعية في مرحلة مهمّة من تاريخ بلاده.

تعامَل الراحل مع السينما بوصفها أداة تغيير من خلال ما تناوله من إشكاليات ومساحات حرجة تتعلّق بالحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع والهوية والمنفى والعلاقات الإنسانية، وكذلك في تناوله الصراع العربي الإسرائيلي وتأثيره في لبنان.

قدّم فيلم "كفر قاسم" عام 1975، وفيه يعود إلى إعلان الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوّل في فلسطين المحتلة دون سابق إنذار للسكّان سنة 1956، فيُفاجأ سكّان بلدة كفر قاسم لدى عودتهم من أعمالهم بحصار من قبل جيش الاحتلال، الذي سيرتكب مجزرة تحصد أرواح العشرات، وأبدع في الوقت نفسه في إبراز الحياة الاجتماعية للبلدة قبل الاحتلال، والمأساة التي عاشوها بعده.

تناول في أفلامه الحرب الأهلية اللبنانية وقضايا الهوية والمنفى  والعلاقات الإنسانية

ولد علوية في بلدة أرنون بجنوب لبنان في عام 1941، لوالد يعمل في الدرك متنقّلاً بحكم وظيفته بين مدن وبلدات لبنانية مختلفة حتى استقر في بيروت عام 1956، حيث درس علوية في مدرسة عين الرمانة، وعمِل مساعد مصور في "تلفزيون لبنان".

التحق بقسم العلوم السياسية في "الجامعة اللبنانية"، ودرس في "المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث" (إنساس) في العاصمة البلجيكية، حيث قدّم في سنة تخرّجه فيلماً قصيراً بعنوان "ملصق ضد ملصق"، وبعدها قدّم فيلماً آخر بعنوان "فوريار".

عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى، وقدم أفلاماً روائية ووثائقية، ومنها فيلمه "بيروت – اللقاء" (1982)، الذي تناول قصّة طالبَيْن جامعيّين هما حيدر وزينة، جمعها الحب وفرّقتهما الحرب الأهلية اللبنانية، إلى جانب حكايات أخرى تجسّد الضياع والعبث الذي عاشه جيلٌ كامل من اللبنانيين في صراع سبّب انهيار القيم وتخلّي العديد من الناس عن مبادئهم التي حاربوا لأجلها.

واصل الإخراج إلى جانب عمله أستاذاً محاضراً في "الجامعة اليسوعية" ببيروت، حيث أنجز أفلاماً عديدة، منها: "خلص"، و"رسالة من زمن المنفى"، و"أسوان والسد العالي"، و"رسالة من زمن الحرب" الذي يتناول الدمار الذي عاشه لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي، من خلال التركيز على مذكّرات الناجين من الحرب، وفهم خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية ونظرتهم للوطن خلال فترة تفكّكه وتقاتل المليشيات عليه.

وأخرج علوية فيلم "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" (1978) الذي وثّق سيرة وتجربة المعماري المصري حسن فتحي (1900 – 1990) الذي زاره علوية في القاهرة، وحاول من خلال هذا العمل إيصال رؤية فتحي في تأسيس عمارة أصيلة ومتجذرة في ثقافة المنطقة، مبنية على الموارد الطبيعية: الطين والحجر والأرض والحرف المصاحبة وتقنيات البناء.

 

العربي الجديد اللندنية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية

أهل الفن/ الجديد

توفي صباح اليوم في بلجيكا المخرج اللبناني برهان علوية عن عمر ناهز الثمانين عاماً.

ولد علوية في قرية أرنون الجنوبية. أنهى دراسته الثانوية مع أحداث 1958 التي يعدّها بروفة للحرب الأهلية لاحقاً. اختار دراسة السينما بالمصادفة. ساعده في ذلك أنه عمل سنتين مساعد مصور في تلفزيون لبنان، من أجل تأمين جزء من أعباء دراسته. ومن ثم التحق بالمعهد العالي الوطني للفنون المسرحية في بروكسل.

نال علوية عدة جوائز عن افلامه: ومنها كفرقاسم، لا يكفي أن الله مع الفقراء، ورسالة لزمن الحرب وافلام اخرى، ولعل ابرز افلامه هو (بيروت اللقاء) الذي جسد حالة الضياع السياسي والأمني العاطفي التي تشبه ايامنا هذه.

 

الجديد اللبنانية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

رحيل المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية عن 80 عاما

وكالات - أبوظبي

أعلن في لبنان اليوم الخميس عن وفاة المخرج السينمائي اللبناني المعروف برهان علوية، أمس الأربعاء، عن عمر ناهز الثمانين عاما.

وقالت وكالة الأنباء اللبنانية في خبر لها إن برهان علوية توفي الليلة الماضية جراء نوبة قلبية مفاجئة، عن 80 عاما، كان معظمها حافلا بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز.

وأشارت الوكالة إلى أن علوية ولد في بلدة أرنون، قضاء النبطية بجنوب لبنان، عام 1941، غير أم وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالا داخل لبنان وانتقالا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956.

ووفقا للوكالة، فقد درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كونترول فيديو في "تلفزيون لبنان"، مشيرة إلى أنه درس بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته إلى مغادرة لبنان إلى باريس.

والتحق علوية بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم تخرج قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار".

 بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدم أفلاما روائية ووثائقية عدة منها "كفر قاسم" عام 1975، وهو الفيلم الذي تسبب في شهرته عربيا، ثم "بيروت اللقاء" عام 1981، وفيلم "خلص" عام 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" عام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" عام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" عام 1987، و"أسوان والسد العالي" عام 1990، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.

كذلك عمل أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت، واختير عضوا في لجنة مهرجانات قرطاج وكزابلانكا وبروكسل وغيرها.

وقال صديق برهان علوية مدير "نادي لكل الناس" الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية، نجا الأشقر، لوكالة فرانس برس إن الراحل "كان مريضاً ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل ستة أشهر في بلجيكا".

وأضاف "حين دخل المستشفى هذه المرة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعداً لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان"، بحسب الوكالة الفرنسية.

فلسطينيو 48 يحيون ذكرى مجزرة كفر قاسم

 واعتبر الأشقر أن علوية "كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية"، مضيفاً "مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحداً تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية".

وأشار إلى أن علوية الذي "استقر في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم".

 

سكاي نيوز عربية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

المخرج برهان علوية غادر السينما اللبنانية بعدما قال "كفى"

شارك في تأسيس الحركة السينمائية الجديدة بعد الحرب وبوصلته فلسطين والعروبة

اندبندنت عربية 

في عام 2007 أنجز المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية فيلمه "خلص"، وبدا من خلال هذا العنوان كأنه يقول وداعاً، وكان هذا الفيلم آخر أعماله، وآخر رسالة يوجهها إلى جمهوره اللبناني بخاصة، حول الحرب اللبنانية وتناقضاتها، بعدما شعر أن لبنان مقدم على مرحلة مجهولة. توارى برهان علوية عن الإعلام شيئاً فشيئاً، ثم بدا أنه اختار العيش في بروكسل، ليس بصفتها منفى أو ملجأ، بل كمدينة فتحت له أبوابها ووفرت له العلاج بعدما تدهورت صحته وبدأ يغزوه مرض ألزهايمر.

 غير أن خبراً حزيناً ورد اليوم يفيد أن برهان علوية فارق الحياة في العاصمة البلجيكية بروكسل، إثر حادث مفاجئ في القلب. غاب علوية عن ثمانين سنة، وتسعة أفلام بين وثائقية وروائية، شارك خلالها مع رفاق ينتمون إلى جيله في تأسيس السينما اللبنانية الجديدة التي انطلقت مع الحرب الأهلية، ومنهم الراحلان مارون بغدادي ورندة الشهال وسواهما.

برهان علوية ابن الجنوب اللبناني ولِد في بلدة أرنون عام 1941، تلقى دروسه الأولى في بلدة عين الرمانة التي شهدت انطلاقة شرارة الحرب الأهلية عام 1975. عمل مصوّراً مساعداً في تلفزيون لبنان. ثم درس في الجامعة اللبنانية العلوم السياسية، وبعدها اتجه في رحلة إلى مصر، ثم إلى الكونغو والسودان، وعاد إلى بيروت عام 1967، ليغادر من ثم إلى باريس بعد وقوع حرب "الأيام الستة" أو ما يعرف بـ"نكسة حزيران".

في عام 1973 أخرج فيلماً قصيراً بعنوان "ملصق ضد ملصق"، وقدم فيلماً آخر بعنوان "فوريار" في بروكسل، بعد التحاقه بـ"المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث". أما فيلمه المهم الأول الذي عد بمثابة تحفة أولى فأنجزه عام 1975 بعنوان "كفر قاسم" الذي عرف نجاحاً كبيراً ورسخ اسمه في السينما الجديدة. يدور الفيلم في عام 1956 عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر، مع إعلان الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوّل في المناطق العربية في فلسطين المحتلة من دون سابق إنذار للسكان. يفاجأ أهالي "كفر قاسم" لدى عودتهم من أعمالهم بحصار ضربه حولهم الاحتلال الإسرائيلي الذي ارتكب لاحقاً ما يُعرف تاريخياً بمجزرة "كفر قاسم".

الحرب الأهلية

بعد "كفر قاسم" أنجز علوية فيلماً وثائقياً هو "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء"(1978)، وهو ثمرة زيارة علوية إلى مصر في نهاية السبعينيات، حيث التقى المعماري الشهير حسن فتحي وصوّر جولة في العوالم المعمارية المتنوعة في البلد، مركزاً على ما يعرف بـ"عمارة الفقراء" ومظاهرها الاقتصادية والاجتماعية.

وأعقبه فيلم "بيروت اللقاء (1981) الذي يدور حول الحرب الأهلية وانقسام بيروت إلى منطقتين شرقية وغربية، وقد كتب السيناريو والقصة الكاتب أحمد بيضون. هذا الفيلم يعد من أهم الأفلام التي تناولت قضية الحرب من وجهة نظر موضوعية لا تخلو من الالتزام الوطني والروح العلمانية المناهضة للطائفية. ثم تتالت أفلام أخرى: "رسالة من زمن الحرب" (1984)، و"رسالة من زمن المنفى" (1987)، و"أسوان والسد العالي" (1990) و"خلص" (2006).

اختير برهان علوية عضواً في لجان مهرجانات "قرطاج"، و"كازابلانكا"، و"بروكسل" وغيرها. وعمل أستاذاً محاضراً في "الجامعة اليسوعية". التزم علوية خط اليسار والعروبة وقضية فلسطين، وكان يردد دائماً "العروبة وعبد الناصر صنعا وعينا، وفلسطين هي التي أدخلتني إلى السينما".

 ونعت وزارة الثقافة اللبنانية المخرج الراحل في بيان "غادرنا المخرج المبدع برهان علوية، ابن بلدة أرنون الجنوبية، الذي وثق في أفلامه الروائية شكلاً ومضموناً صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي في تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى".

وأضاف البيان "لا ريب أن رحيله يشكل خسارة للبنان وللثقافة، إلا أن بصمته الإبداعية وإنتاجاته من (كفر قاسم) إلى (بيروت اللقاء) و(خلص) وغيرها ستبقى شاهداً على إبداعه وفكره وشخصيته، وستخلد ذكراه في أذهان اللبنانيين فناناً ومثقفاً ومبدعاً".

 

الـ The Independent  في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة المخرج اللبنانى الكبير برهان علوية فى بروكسل عن عمر 80 عامًا

كتب محمد زكريا

توفي المخرج السينمائي اللبناني برهان علوية في بروكسل ببلجيكا عن عمر ناهز الـ80 عامًا، حيث رحل جراء نوبة قلبية مفاجئة، بعد مسيرة حافلة بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميزيتصدرها فيلم " كفر قاسم"، إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا عام 1975.

ولد برهان علوية في بلدة أرنون قضاء النبطية في جنوب لبنان في العام 1941، لكن وظيفة والده الدركي فرضت على العائلة تجوالا داخل لبنان وانتقالا من بلدة إلى أخرى قبل استقراراهم في بيروت عام 1956، حيث درس في مدرسة عين الرمانة، وعمل كمساعد مصور ثم كنترول فيديو في "تلفزيون لبنان".

درس برهان علوية بعد ذلك العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم بدأ رحلة خارج البلد أتاحت له زيارة دول إفريقية مختلفة منها مصر والسودان والكونغو، وعندما عاد إلى بيروت عام 1967، وقعت حرب الأيام الستة التي دفعته لمغادرة لبنان إلى باريس، والتحق بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث "إنساس" في بروكسل ببلجيكا، وتخرج منه عام 1973 بفيلم قصير بعنوان "ملصق ضد ملصق" وبعدها قدم فيلما آخر بعنوان "فوريار".

بعد ذلك عاد علوية إلى بيروت مرة أخرى وقدم أفلاما روائية ووثائقية عدة منها "كفر قاسم" عام 1975 وهو الفيلم الذي تسبب في شهرته عربيا، ثم "بيروت اللقاء" عام 1981، وفيلم "خلص" عام 2006، والفيلم الوثائقي "لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء" عام 1978، و"رسالة من زمن الحرب" عام 1984، و"رسالة من زمن المنفى" عام 1987، و"أسوان والسد العالي" عام 1990.

عمل أستاذا محاضرا في الجامعة اليسوعية في بيروت واختير عضوا في لجنة مهرجانات قرطاج وكزبلانكا وبروكسل وغيرها.

 

اليوم السابع المصرية في

09.09.2021

 
 
 
 
 

المخرج برهان علوية يغادر و في قلبه فلسطين

الكاتب: الميادين نت

في بروكسل – بلجيكا حيت درس السينما وتزوج وأنجب، توفي ليل الأربعاء في 8 أيلول/سبتمبر الجاري المخرج اللبناني برهان علوية عن 80 عاماً تاركاً مكتبة سينمائية عربية بامتياز يتصدرها : كفر قاسم، إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا عام 75.

شكّل المخرج اللبناني برهان علوية الراحل ليل الأربعاء في 8 أيلول/ سبتمبر الجاري، مع المخرج الراحل مارون بغدادي فرسيّ رهان للسينما اللبنانية إلى العالمية انطلاقاً من باريس التي عاشا فيها ردحاً من الزمن بسبب تداعيات الحرب في لبنان وتنقلاً بينها وبين بيروت، لكن برهان المسكون بالقضية العربية الأولى: فلسطين (هو القائل: فلسطين هي التي أدخلتني السينما)، وجد رعاية مفتوحة من المؤسسة العامة للسينما في سوريا التي سبق وفتحت الباب لمبدعين عرب عديدين ومولت مشاريعهم، وأنجز معها شريطه الأهم: كفرقاسم، عن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي..

وعرف الفيلم نجاحاً مدوياً لينال في العام نفسه "التانيت الذهبي" من أيام قرطاج السينمائية، وليظل هذا العمل مرتبطاً بإسم برهان على مدى مسيرته السينمائية، وضع موسيقى الفيلم وليد غلمية، وشارك في لعب الشخصيات:عبد الله عباسي، أحمد أيوب، سليم صبري، وشفيق منفلوطي.

وكان علوية الذي عاش طويلاً في بروكسل وله إبن درس السينما أيضاً يعيش هناك (نال شهادته السينمائية من معهد أنساس البلجيكي) أول من تناول الحرب اللبنانية التي إندلعت عام 1975 في شريط جميل عرف إستقبالاً جماهيرياً ونقدياً جيداً بعنوان: بيروت اللقاء، شكّل نموذجاً للأفلام التي ترصد الحرب وإسقاطاتها الاجتماعية فكانت له عناوين عديدة أبرزها: لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء، رسالة من زمن الحرب، رسالة من زمن المنفى، ولشدة تأييده للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنجز شريطاً لافتاً: أسوان والسد العالي، عام 1990.

عرف المخرج الراحل بآرائه المباشرة في كل شيء، في السينما كما في الحياة: أنا مزاجي حتى العضم ولا أريد أبداً أن أزعج نفسي بعملٍ لا ينسجم مع قناعاتي، وكل ما صورته هو صورة عن أفكاري وقناعاتي. وعرفته الجامعة اليسوعية في بيروت محاضراً جاذباً لطلبة السينما أمضى بينهم كما يقول: أمتع الأوقات ولا أنفي أنني تعلمت منهم، كما تعلموا مني. أراد أخيراً أن يكون قريباً من إبنه في بلجيكا سافر إليه وعاش معه ما أمكنه من أشهر قبل أن يتوقف قلبه عن الخفقان.

 

الميادين نت في

09.09.2021

 
 
 
 
 

رحيل برهان علوية مخرج «كفر قاسم» الذي لا يُنسى

بيروت: سوسن الأبطح

رحل السينمائي اللبناني برهان علوية في مهجره البلجيكي عن عمر يناهز 80 عاماً. هي أزمة قلبية مفاجئة اختطفت هذا المخرج المتأني، الذي فهم السينما على أنها مكان لطرح القضايا الأقرب إلى قلبه ووجدان أمته. منذ أعماله الأولى بقي علوية أميناً على ما آمن به، مخلصاً لفن أراده تسجيلاً إبداعياً لحكاية الضمير الجمعي وتجلياته الإنسانية المتألمة.

هو في أعماله ابن الحرب اللبنانية، التي بقيت، كما كل أبناء جيله تهيمن على موضوعاته. لكنه أيضاً هو ابن الحروب العربية، والآلام القومية. سكنته فلسطين حتى النخاع. لهذا يقول إنها هي التي أدخلته إلى السينما ولولاها لربما عمل في مهنة أخرى، وهو محق. لم يصنع برهان علوية أفلاماً كبيرة، ويدخل في إنتاجات باذخة، لكنه أخرج أعمالاً، تراها ولا تنساها، تبقى عالقة في الذهن. لقطات مختزلة ومكثفة لا تغادر المخيلة. كان فيلمه «كفر قاسم» الذي صوّره في بداياته عام 1975 علامة فارقة. استحق فعلاً الجوائز والتكريمات التي نالها. هو حكاية المجزرة الرهيبة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق أهالي كفر قاسم، يوم الاعتداء الثلاثي على مصر. إذ يُفاجأ سكان القرية الفلسطينية المحاذية للأردن، لدى عودتهم من أعمالهم إلى بيوتهم، بالحصار المضروب حولها، وتتصيدهم بنادق الاحتلال لتوقع العشرات منهم قتلى. بالطبع لا يغادرك أبداً بعد مشاهدة الفيلم مشهد الرجل العجوز، الضعيف بغضون وجهه التي حفرتها السنون، وقد سمح له الجندي الإسرائيلي بالمرور حاملاً سلة البيض، ليغدر به من الظهر ويرديه قتيلاً.

وُلد برهان علوية عام 1941 في بلدة أرنون بالجنوب اللبناني، وانتسب في بدايات حياته إلى الحزب الشيوعي، ثم درس السينما وعمل لسنتين مساعد مصور في «تلفزيون لبنان». وبعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967، انخرط في إخراج أعمال برز فيها التزامه السياسي والثقافي. سافر إلى بلجيكا لإكمال دراسته الإخراج السينمائي. التحق بـ«المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث» (إنساس). في عام 1973 أخرج فيلماً قصيراً بعنوان «ملصق ضد ملصق» وقدّم فيلماً آخر بعنوان «فوريار» في بروكسل. وثّق تجربة المعماري المصري حسن فتحي (1900 - 1989) بفيلم تسجيلي، وكذلك من أعماله «إليك أينما تكون»، و«خلص»، و«بعد حرب الخليج»، و«الحرامي».

هو من أهم الأسماء اللبنانية التي آمنت بالسينما البديلة، بل من بين الأوائل. عاش طويلاً جداً خارج لبنان، لكن قلبه بقي فيه، وأفلامه تنهل من مآسيه وآلامه.

بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 82 هاجر إلى باريس، حيث صوّر «رسالة من زمن المنفى» و«رسالة من زمن الحرب».

في فيلمه «رسالة من زمن الحرب» يعايش ما خلفه الإسرائيليون من دمار بعد اجتياح عام 1982. ويصوّر الناجين وما آلت إليه أحوالهم، وهم عالقون بين حرب أهلية دموية، واجتياح خارجي يحاول أن يفنيهم.

أما فيلمه الروائي «بيروت – اللقاء» (1982)، فهو حكاية حيدر وزينة، الطالبين اللذين جمعهما الحب وفرقت الحرب قلبيهما، وهما في الفيلم، عينة إنسانية عن حكايات أخرى كان يمكن أن تنتهي بنهايات سعيدة لولا جنون السلاح.

في 1992 أخرج فيلم «وفي ليلة ظلماء» عن حرب الخليج مع مجموعة من المخرجين. في عام 2000 أخرج «إليك أينما تكون». وفي عام 2006 كان فيلمه الروائي «خلص». وهو حكاية أحمد وروبي، وكل أولئك الذين أدخلتهم الحروب في دوامتها الجحيمية، وخطفت أرواحهم وجعلتهم عاجزين عن رؤية أي شيء آخر.

برهان علوية الذي لم تفارق روحه لبنان، ولا قضاياه العربية، مات، وكأنما مهمته لم تنجز، حتماً كان لديه الكثير مما لم يتح له الوقت لتنفيذه.

 

####

 

وفاة المخرج اللبناني برهان علوية في بروكسل

بيروت: «الشرق الأوسط أونلاين»

نعت وزارة الثقافة اللبنانية المخرج اللبناني برهان علوية الذي توفي اليوم (الخميس) في بلجيكا عن عمر ناهز الثمانين عاماً إثر تعرضه لنوبة قلبية.

وقالت الوزارة في بيان: «غادرَنا المخرج المبدع برهان علوية الذي وثّق في أفلامه الروائية شكلاً ومضموناً صورة المجتمع الإنساني في لبنان والعالم العربي بكل تجلياته الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فأغنى السينما بتجربة مميزة وفريدة، طرح من خلالها إشكاليات الحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة والصراع -العربي الإسرائيلي والهوية والمنفى»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ورأت الوزارة في رحيل علوية خسارة للبنان والثقافة مؤكداً أن بصمته ستبقى شاهداً على إبداعه.

وفي سجل المخرج الراحل الكثير من الأفلام التي اتخذت طابعاً سياسياً وطنياً وعروبياً لعل أبرزها فيلم «كفر قاسم» الذي عُرض عام 1975 وتدور أحداثه عشية الهجوم الإسرائيلي على مصر عام 1956 حين أعلنت السلطات الإسرائيلية حظر تجول في المناطق العربية في فلسطين من دون سابق إنذار للسكان.

ويشكّل هذا الإعلان مفاجأة لسكان كفر قاسم لدى عودتهم من أعمالهم ويقعون تحت حصار الجيش الإسرائيلي الذي ارتكب بحقهم ما بات يُعرف لاحقاً بـ«مجزرة كفر قاسم».

وُلد علوية في قرية أرنون الواقعة في جنوب لبنان وعمل مساعد مصور في تلفزيون لبنان من أجل تدبير جزء من أعباء دراسته قبل أن يلتحق بالمعهد العالي الوطني للفنون المسرحية في بروكسل.

ويعد فيلم «بيروت اللقاء» أحد أبرز أفلام علوية، وفد حققه عام 1981 في خضم الحرب الأهلية التي دارت في لبنان بين عامي 1975 و1990.

وجسّد هذا الفيلم حالة الفوضى والضياع في لبنان وانقسام البلاد بين شرقية وغربية واقتتال بين الطرفين. ومن أفلام علوية أيضاً «رسالة من زمن الحرب» و«رسالة من زمن المنفى» و«أسوان والسد العالي» و«خلص».

عمل برهان علوية أستاذاً محاضراً في الجامعة اليسوعية واختير عضواً في لجان مهرجانات منها قرطاج وكازابلانكا وبروكسل. نال جوائز عديدة، كما رشح لجائزة سيزار للأفلام الفرنكوفونية في فئة الإخراج عن فيلم «بيروت اللقاء».

وفاز فيلم «خلص» بجائزة أفضل سيناريو ومونتاج في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2007. كما تم تكريم علوية في عدة مهرجانات كان آخرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر عام 2019.

 

الشرق الأوسط في

09.09.2021

 
 
 
 
 

وفاة مخرج «كفر قاسم» برهان علوية عن 80 عاماً

أ ف ب

توفي مساء الأربعاء في بلجيكا عن 80 عاماً المخرج برهان علوية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية ومقرّبين من الراحل الذي كان من السينمائيين اللبنانيين الذين ركزوا في أفلامهم على القضايا السياسية والاجتماعية.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الخميس بأن علوية «توفي الليلة الماضية في بروكسل جراء نوبة قلبية مفاجئة، عن عمر يناهز 80 عاماً، كان معظمها حافلاً بالنشاط السينمائي والتلفزيوني المميز».

وقال صديق برهان علوية مدير «نادي لكل الناس» الذي يوثق الذاكرة السينمائية اللبنانية نجا الأشقر إن الراحل «كان مريضاً ويخضع للعلاج في المستشفى بانتظام كل 6 أشهر في بلجيكا».

وأضاف «حين دخل المستشفى هذه المرة قبل أسبوعين لم يكن خائفاً لكنه كان مستعداً لكل الاحتمالات، وكان همه أن يُدفن في مسقطه أرنون في قضاء النبطية بجنوب لبنان»، حيث ولد عام 1941.

واعتبر الأشقر أن علوية «كان من آخر العمالقة الذين صنعوا السينما اللبنانية»، مضيفاً «مع غياب برهان ومثقفين آخرين من جيله يسقطون واحداً تلو الآخر، نودع في لبنان مرحلة ثقافية واجتماعية وسياسية».

وفي رصيد علوية الذي درس أولاً العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، ثم تخرّج عام 1973 في مجال الإخراج السينمائي من المعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات البث في بلجيكا، مجموعة أعمال تنوعت بين الروائي والوثائقي، تناول فيها قضايا سياسية واجتماعية.

ومن أبرز هذه الأفلام «كفر قاسم» (1975) الذي أكسبه شهرة عربية، و«بيروت اللقاء» (1981)، و«لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء» (1978)، و«رسالة من زمن الحرب» (1984)، و«رسالة من زمن المنفى» (1987)، و«أسوان والسد العالي» (1990).

ولاحظ نجا الأشقر أن عناوين أفلامه تحمل «ومضات تعكس كونه شاعراً ومفكراً وواسع الثقافة والاطلاع».

وقال إن فيلمه الأخير «خلص» الذي بدأ تصويره عام 2002 وعرض عام 2007 يشكل «وثيقة عن الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وكان يحمل رؤيته الشخصية».

وأشار إلى أن علوية الذي «استقر في بلجيكا قبل أكثر من 10 أعوام، لإدراكه أن لبنان لم يعد يؤمّن له العيش الكريم»، كان يتابع الملف اللبناني بتفاصيله، وكان من مؤيدي ثورات «الربيع العربي» و«تفاءل كثيراً بجهود الجيل الجديد من أجل التغيير في لبنان» بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة في 17 أكتوبر 2019.

وعمل علوية أستاذاً محاضراً في عدد من الجامعات اللبنانية منها جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية، واختير عضواً في لجنة مهرجانات قرطاج والدار البيضاء وبروكسل وغيرها.

 

الرؤية الإماراتية في

09.09.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004