ملفات خاصة

 
 
 

كريم عبدالعزيز: الفنان لا يموت

حوار- هبة شوقى

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

يحظى الفنان كريم عبدالعزيز بنجومية كبيرة، يزداد حجمها يوما بعد يوم بسبب حب الناس له، وإجادته للتعامل معهم على مدار مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من 20 عاما، فهو بالفعل «واحد من الناس» بكل طبقاتهم، لذلك ليست روح الفنان فحسب التى تنتشر حوله كالهالة، بل أيضا الإنسان، المواطن، الممثل والمشاهد والناقد لنفسه فى الوقت ذاته.

على هامش تكريمه من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دورته الـ 43، وتسلمه جائزة الفنانة الراحلة فاتن حمامة، تحدث كريم عبدالعزيز لمجلة «صباح الخير» عن تفاصيل أعماله الجديدة، ورأيه فى العديد من القضايا، وكواليس استعداده للمشاركة فى «الاختيار 3»، فضلا عن سر نجاح علاقته بالجمهور حتى الآن.

·        لماذا استمر تصوير فيلم «كيرة والجن» لأكثر من عامين؟

نحن بدأنا التصوير فى ديسمبر 2019، وبعدها بشهرين حدثت جائحة كورونا، فتوقف التصوير لفترة كبيرة، خاصة أنه كان يجب السفر لبلدان أخرى كالمجر وكرواتيا، لكن تم حظر الطيران بسبب كورونا فاستمر التوقف لفترات أطول. أيضا نظرا لأن «كيرة والجن» عمل تاريخى، أى يرجع إلى عصر قديم منذ أكثر من مائة عام، فبالتالى تنفيذه صعب جدا، لأنه يعتمد على ملابس وديكورات بتفاصيل دقيقة، فالأعمال التاريخية تحتاج لإنتاج وجهد أكبر من غيرها من الأعمال الفنية العادية، لكن من المقرر أن يتم تصوير آخر مشاهد الفيلم فى نهاية شهر نوفمبر الحالى.

·        كيف ترى تعاونك للمرة الثالثة مع الروائى «أحمد مراد»؟

أنا أحب أحمد مراد جدا على المستويين الفنى والإنسانى، هو أديب وكاتب سيناريو موهوب ومثقف جدا، ودائما لديه بُعد غير مرئى للجمهور بحكم قراءته ودراسته. أنا أستمتع للغاية بالشخصيات التى يقدمها لى أحمد مراد، فـ«يحيى راشد» فى «الفيل الأزرق» و «أحمد عبدالحي» فى «كيرة والجن» من أقرب الشخصيات لقلبى.. أكون فى منتهى المتعة وأنا أعمل معه.

·        هل ترى التعاون بينك وبين أحمد مراد ومروان حامد يشبه تكرار الثلاثى عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة؟

يكون لنا الشرف لو هذا حدث، هو غير مقصود لكن نتمنى أن نكون مثل هؤلاء العظماء الثلاثة، هم أسماء كبيرة جداً فى سماء الفن المصرى.

·        من وجهة نظرك كيف أثرت أزمة كورونا على السينما؟

السينما من بعد «كورونا» مختلفة، وفكرة المنصات مثل «شاهد» و«Watch iT» ونتفليكس أخذت حيزا كبيرا جدا.

·        ما تفسيرك لإعجاب الجمهور بفيلم «نادى الرجال السري» أكثر من «البعض لا يذهب للمأذون مرتين»؟

أنا اندهشت جدا، وبالفعل «نادى الرجال السري» نجح أكثر من «البعض لا يذهب للمأذون مرتين»، وأحدث صدى أكثر لدى الجمهور. أعتقد السبب فى ذلك أنه فى نفس التوجه الاجتماعى «الزوج والزوجة»، أو أنا تجرأت شوية فى الكوميديا أكثر من «نادى الرجال السري»، لكن فى النهاية نحن نقدم فنا للجمهور ونحترم رأيه.

·        ألم تقلق من هجوم الإخوان عليك بعد مسلسل «الاختيار 2»؟ 

حدث طبعا وهاجمونا، لكننا نقوم بعمل محترم لبلدنا، ولدينا قناعة وإيمان تام به، والحمد لله المسلسل وصل للناس، وأكثر شىء أسعدنى شخصيا أنه وصل للجيل الجديد بدءا من عمر 10 سنوات، وهذا أمر عظيم بالتأكيد، فمثلا جيلى تشكّل سياسيا ودينيا وفكريا على نحو جيد وبالتالى بعد هذا التأسيس من الصعب أن يهتز المعتقد لديه، بينما الجيل الجديد نحتاج أن نجعله يشاهد ويتأثر، هذا هو النجاح الحقيقى.

·        ما طبيعة دورك فى مسلسل «الاختيار 3»؟

نفس الشخصية فى «الاختيار 2»، أى استكمال لشخصية «زكريا يونس».

·        هل أفسدت السوشيال ميديا العلاقة بين الفنان وجمهوره؟ 

لا أعتقد ذلك، بل بالعكس هناك فنانون ازدادت نجوميتهم وقربهم من الناس من خلال السوشيال ميديا. أما عن تدخل الجمهور فى حياة الفنان، فلا أحد ينكر أنه بعد السوشيال ميديا أصبح الأمر به حرية كبيرة للتدخل فى الحياة الخاصة، وللأسف أصبح هناك نوع من النقد به ألفاظ لا يجب أن تقال لأى إنسان وليس للفنان فقط. لذلك أرى أن الجمهور أخذ تلك المساحة الكبيرة من الحرية بعد الثورات، نظراً لأن ظهور السوشيال ميديا تزامن مع الثورات وفكرة كسر التابوهات وكسر العادة، وبالتالى كلاهما أدى لطريقة النقد هذه.

·        ورغم ذلك تراها مهمة فى حياة الفنان؟

بالطبع، هى شىء مفيد جدا، وأنا لست ضد السوشيال ميديا إطلاقا، لكن أنا بطبيعتى لا أستطيع التعامل معها بشكل يومى وباعتبارها شيئا أساسيا فى حياتى، أنا أحترم خصوصية الفنان وأحب أن أظهر للناس بعمل أو فى برنامج أو بموقف مهم، أى أنه لا بد من وجود سبب للظهور وليس الظهور من أجل الظهور.. «يعنى ميبقاش على الفاضى والمليان».

·        لمن تقرأ؟

أقرأ لنجيب محفوظ ويوسف السباعى ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس، أما آخر رواية سأبدأ فى قراءتها فهى «بير الوطاويط» لأحمد مراد.

·        بما أنك قارئ جيد لنجيب محفوظ، ما الرواية التى شعرت أنك ترغب فى تجسيدها فنيا؟

نجيب محفوظ أعماله كثيرة جدا، لكننى أحب أن «ألعب» دور يحيى شاهين فى «بين القصرين»، وأيضا «السمان والخريف» حدوتة حلوة.

·        هل تتدخل برأيك فى عمل المخرج أم تترك الأمور له من البداية؟ 

أنا أقول رأيى فى البداية للمخرج وللمؤلف، ونتناقش بشكل راق، وإما أن أقنعه أو يقنعنى، دائما الصح هو اللى لازم يتعمل، وفى كثير من الأوقات أقول وجهة نظرى ويؤخذ بها فعلا، وأوقات كثيرة أخرى أعتذر وأغيّر وجهة نظرى عندما أقتنع بوجهة النظر الأخرى، باختصار الفيلم مثل المركب ليس مهما من الذى يُجدف المهم أن تصل المركب.

·        أنت ابن مين فى مصر «فنياً»؟

أنا ابن مصر كلها، ابن الشارع، وفلوسى وعربياتى وتعليم أبنائى من الشعب المصرى، وبالمناسبة هذه الجملة قالها «عادل إمام» لكن عندما كبرت لا أجد جملة مناسبة أكثر منها لأعبر بها، فكلام أستاذ عادل صحيح، «الشعب المصرى هو اللى بيصرف علينا»، لأن مهنتنا تعتمد على الجمهور، وبالتالى أنا ابن الشعب المصرى كله.

·        ما الذى تعلمته من محنة مرضك؟

أنا مؤمن وراضٍ دوما لأنه تم تأسيسى دينيا بشكل صحيح، ووالله لم أخش الموت وقتها، بل كنت أشعر دوما برحمة الله، صحيح إنها كانت من أصعب لحظات حياتى، لكننى متصالح مع العالم الآخر جدا ولا أخاف أو أقلق منه، كل ما فكرت فيه وقتها أولادى.. «كان همى همهم لكن أنا راضي». 

·        ما الرسالة التى تريد تقديمها للناس عن طريق الفن؟

أنا «مشخصاتي» تربيت على الفن ودرسته أيضا، شىء مقدس لدينا فى العائلة، ورسالتى أن أقدم تاريخا مشرفا وأعمالا تمس بلدى وشعبى، لا أقصد أعمالا وطنية فقط ولكن أقدم أعمالا تمس البيوت. ميزة الفن أن الذى يدخل هذا العالم لا يموت، إلى الآن نرى أعمال «رشدى أباظة» و«سعاد حسني» ونسمع لأم كلثوم، رحلوا بأجسادهم لكن ستظل أعمالهم تخلدهم، الفن سلاح خطير جداً وغير قابل للهزار أو التعامل معه باستخفاف، بدليل أن هناك دولا كثيرة تستخدمه فى غزو بلاد أخرى فكريا. الفن نبض الشارع، وتوعية ومتعة وتشكيل وتأثير وتغيير أفكار.. الفن يدخل تحت الجلد دون استئذان.

 

####

 

ماجـد الكـدوانى: أنا وكريم عبدالعزيز جبناء!

حوار- دنيا شمعة

بدأ عرض أولى حلقات مسلسل «موضوع عائلى» منذ أيام قليلة عبر منصة «شاهد vip»، وهو أول بطولة درامية مطلقة للفنان ماجد الكدوانى وأول أعماله الموجهة خصيصًا للمنصات الإلكترونية؛ ويناقش المسلسل قصة «إبراهيم» الذى يعمل طباخًا، توفيت زوجته قبل 20 عاما ليكتشف فى موقف غريب أن له ابنة منها، لا يعلم عنها أى شىء.

«موضوع عائلى» من تأليف محمد عز وكريم يوسف وأحمد الجندى وسامح جمال، وإخراج أحمد الجندى، ويشارك فى البطولة بجانب ماجد الكدوانى، كل من رنا رئيس ومحمد شاهين وسماء إبراهيم وطه الدسوقى وعدد كبير من الفنانين.

التقت «صباح الخير» ماجد الكدوانى، خلال المؤتمر الصحفى لمسلسل «موضوع عائلى»، وكشف لنا تفاصيل دوره بالمسلسل وبطولته المطلقة الأولى، وأكثر ما شجعه لقبول المسلسل وكيف كانت كواليس التصوير مع باقى فريق العمل، ورأيه فى الأعمال الموجهة للمنصات الإلكترونية.

·        كيف كانت فكرة الرجوع لتجربة البطولة المطلقة مرة أخرى، وهل ترددت لكونها بطولة درامية أيضا؟

فى رأيى أن البطولة المطلقة ليست هدفا يجب أن يسعى خلفه الممثل، لأنه إن فعل لن يصل لأى هدف أو إنجاز طوال حياته، لكن ما يجب أن نسعى خلفه جميعنا كممثلين هو اختيار الدور الجيد الذى ينال إعجاب الجمهور، فأنا مثلا معظم أدوارى التى لم تكن بطولة اعتبرها الجمهور بطولة مطلقة، فتصنيف الأدوار لأدوار بطولة وثانوية ليس له أى علاقة بالجودة، وأعتبر أن مسلسل «موضوع عائلى» ليس بطولتى وحدى بل هو بطولة فريق كامل، «أنا لوحدى مش هعمل حاجة ومش هبقى ممثل أصلا».

·        هل نوع الكوميديا المُقدم فى المسلسل وهو كوميديا الموقف، كان مقصودا ومتعمدا؟

اختلاف طبيعة الوسيلة الموجه إليها العمل، تحتم اختلاف طريقة الكتابة وبالتالى اختلاف نوع الكوميديا المقدمة وهى هنا كوميديا غير مقصودة تعتمد على المشهد أو الموقف، وأنا أسمح لنفسى بأن أصفنى أنا وكريم عبدالعزيز بجبناء كوميديا، وذلك بناء على عهد اتخذناه سويا منذ بدايتنا فيما يخص التمثيل وهو تصديق الشخصية التى نقدمها والاختباء بها، «ووالله ضحكت الجمهور تمام.. مضحكتوش يبقى أدينا مستخبيين فى الشخصية».

·        ما أهم العناصر التى شجعتك للمشاركة بالمسلسل؟

من أهم العناصر التى شجعتنى لقبول المسلسل، هى جودة الكتابة وسرعة إيقاع الأحداث، بجانب وجود المخرج أحمد الجندى على رأس العمل وهو فى رأيى وبناء على تعاونى معه لأكثر من مرة.. متخصص فى صناعة كوميديا الصورة والموقف، «بيحط الإفيه فى سلوفانة ويقدمه للممثل اللى معاه، وأنا شخصيا كنت مرعوب من فكرة إنى أبقى متشاف كتير بس هو اللى طمني».

الاختباء فى الشخصية المكتوبة

·        المسلسل به عدد من الوجوه الشابة المميزة، كيف كان التعاون معهم؟ وهل كان لك دور فى اختيارهم؟

لم أتدخل فى اختيار أى من الفنانين المشاركين بالعمل، وعادة لا أتدخل لأنه دور المخرج لكن أحيانا يكون لى دور استشارى فقط، وبالنسبة للوجوه الشابة أنا لا أعتبرهم وجوها جديدة بل هم جميعا فى رأيى ممثلون ذوو خبرة مميزة وكل منهم له منطقته التى تميزه، فمثلا طه الدسوقى موهوب جدا ومميز فى منطقة الكوميديا لكونه standup comedian، وأيضا رنا رئيس أنا شخصيا كنت منبهرا بها قبل أن أعمل معها منذ دورها فى مسلسل «ليالينا 80»، وحتى الأسماء الأخرى المشاركة بالمسلسل كالممثلة سماء إبراهيم لديها خبرة عظيمة بالمسرح ما جعل أداءها مختلفا ومميزا.

·        هل شعرت بالتردد قبل قبولك للمسلسل فيما يخص انتشاره لكونه موجها لمنصة إلكترونية؟

لكى أكون صريحا وبدون أى دبلوماسية، أنا ضامن وصولى لبيوت المشاهدين عن طريق أدوارى السينمائية، لكنى فى نفس الوقت أحب وأرجح فكرة «الاستئذان» قبل دخول البيوت، «أنا بطبعى خجول وبحب أدخل بيوت المشاهدين وأنا مستأذن الأول وواخد ميعاد، وإلا مش هكون صديق خفيف عليهم، فلو دخلت البيت عليهم بفيلم هيكون ساعة ونص ياخدوا بيهم شحنة ويقوموا يشوفوا اللى وراهم، ولو مسلسل يبقى كبيرى 10 حلقات وكمان بموافقة المشاهدين، ولازم كمان أدخل عليهم بهدية تليق بمقامهم بعمل مستواه كويس وده اللى شجعنى للمنصات»، كما أنى لست من الممثلين الذين يتمتعون بموهبة الوصول للمشاهد فى 30 حلقة.

·        هل ترى أن المسلسل تتناسب أحداثه مع 10 حلقات فقط، وهل كان ذلك نقطة قوة للنص فى رأيك؟

بالطبع هى نقطة قوة، بل أظن حتى إنها من أهم المميزات لجعلها كتابة المسلسل مكثفة، بدون أى مط أو تطويل ليس له أى داعى بالأحداث، مما حافظ على إيقاع الأحداث الدرامية بالمسلسل وسيرها بشكل جيد ومناسب، وهذا فى الأساس أحد أهم اعتراضاتى على الدراما العربية للجوئها للمط أغلب الأحيان، كما أن المسلسلات ذات الحلقات المحدودة كـ«موضوع عائلى» تذكرنا بمسلسلات السباعيات القديمة.

·        كيف كان التعاون مع الفنان محمد شاهين مرة أخرى بعد ثنائيتكما فى «لا تراجع ولا استسلام» ؟

محمد شاهين ليس ممثلا سهلا أو عاديا على الإطلاق، بل هو ممثل قوى والمشاهد التى جمعتنى به وحده خلال المسلسل لم تكن سهلة، وهذا ليس جديدا أبدا عليه فأنا اعتدت منه على ذلك منذ فيلم «لا تراجع ولا استسلام».

وكشف المخرج أحمد الجندى أيضا خلال المؤتمر الصحفى، أن مسلسل «موضوع عائلى» من المحتمل أن يكون له جزء ثانٍ، لكن يعتمد ذلك على مدى تفاعل الجمهور مع المسلسل وإعجابه بالفكرة وتعلقه بالشخصيات.

 

####

 

صبا مبارك عن بنات عبدالرحمن: مـــش مقتنعــة بـ «الفــن رســـالة»

حوار: نرمين حلمى

نجمة من طراز خاص، استطاعت أن تحقق نجاحًا كبيرًا بأعمالها السينمائية والدرامية العربية خلال الأعوام الماضية على الصعيد النقدى والجماهيرى، كثيرة الاطلاع والثقافة على عادات وتقاليد شعوب  البلدان العربية والغربية، وهو ما انعكس على ثراء أدوارها الفنية وتنوع شخصياتها الدرامية ما بين الكوميدى والرومانسى والتاريخى والاجتماعى..إنها الفنانة المتميزة صبا مبارك.

أبهرت جمهور مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ(43) عقب عرض أحدث أعمالها السينمائية الفيلم الأردنى «بنات عبدالرحمن» والمشارك بعرضه العالمى الأول فى المسابقة الرسمية؛ والذى أشاد بأدائها المتقن لشخصية «آمال» الفتاة التى تحاول التغلب على التحديات التى تواجهها فى الحياة والانتصار على مخاوفها محاولة لاكتشاف الذات.

مجلة «صباح الخير» التقت بالنجمة صبا مبارك، أثناء تواجدها فى مصر على هامش فعاليات المهرجان لهذا العام، للحديث عن كواليس فيلم «بنات عبدالرحمن»، والتحديات التى تواجهها ما بين عملها فى مجال التمثيل والإنتاج..وإلى نص الحوار

·        بداية..ضجّ المسرح بالتصفيق الحاد أثناء وبعد عرض «بنات عبدالرحمن» فى الأوبرا..هل توقعتِ هذا النجاح الكبير؟ 

- نعم الصراحة (تجيب باستحياء)..توقعت ذلك لأن هذا كان بمثابة التحدى الخاص بي؛ أن يكون «الفيلم للجمهور» يحبه ولا يمل مشاهدته، لكن لم أتوقع كل هذا القدر من حماس الجمهور والاحتفاء الكبير سواء من التصفيق الحاد المتكرر أو الإشادات بالعرض والأداء

·        إذن كيف ترين مشاركته بعرضه العالمى الأول فى مهرجان مصرى بالتحديد؟

- رائع بالطبع..كان طموحى أن أقدم فيلمًا تجاريًا وفنيًا فى نفس الوقت للمشاهدين، وهو ما تحقق فى «بنات عبدالرحمن»، لكن النجاح هنا مختلف لأنه فى مصر؛ مع مُشاهدين مصريين، ولهجة الفيلم فى حوار الأبطال تختلف عن اللهجة العامية المصرية، فى سوق يغلب عليه صناعة الأعمال الفنية باللغة المصرية؛ حيث إننا نحن مَن نسمع لها وليس العكس

·        ننتقل للحديث عن كواليسه، ما جذبك للمشاركة فى فيلم «بنات عبدالرحمن»؟ 

-وافقت من أول يوم قرأت السيناريو به، أحببت قصص بطلاته؛ خاصة أنها غير تقليدية وهن «فظاع»؛ كل شخصية فيهن أفضل من الأخرى. أول ما هاتفنى المخرج زيد أبو حمدان كان بخصوص مشاركتى فى التمثيل وليس الإنتاج، ولكن حماسى للمشروع جعلنى أشارك فى التمويل أيضًا، حتى إننى مررت على كافة الشخصيات قبل اختيار «آمال» ولكننى فضلت تجسيدها على الشاشة خاصة أننى لم أقدم مثلها من قبل

·        ظهرت «آمال» فى بعض المشاهد وهى تشرب سجائر وتقلع النقاب..هل تخوفتِ من الانتقادات بعد عرضه فى المجتمعات الشرقية؟

- لا.. إطلاقًا! أنا أقدم فيلمًا أردنيًا بالنسبة لى تفاصيله كبيئة صحيحة جدًا، شخصيتى الدرامية فى فيلم «بنات عبدالرحمن» تنقبت بعيدًا عن رغبتها الحقيقية تجاه هذا الاختيار، وعندما بدأت تتخذ قراراتها بنفسها أزاحت النقاب، واستمرت بالحجاب الذى تقتنع به، وبدلاً من أن تظل تشرب السجائر فى السر، بدأت تمارسها بالعلن ولكن فى النهاية آخر سيجارة شربتها كسرتها؛ فى إشارة لانتهاء مرحلة الإحباط فى حياتها والتى كانت تفرغ بها شحنة غضبها ولكنها وصلت لنقطة لا تحتاج فيها لذلك. الحقيقة أيضًا إننى شعرت بدفء استقبال الجمهور للفيلم، وحتى لو ظهرت أية انتقادات، لن أندم على مشاركتى به؛ قررت تبنى الفيلم بكل تفاصيله وشخصياته والدفاع عنهن.  

·        مشهد انطلاق «آمال» أثناء قيادة السيارة ممثلاً عن انفراجة أزمتها النفسية حصل على تصفيق حاد وإشادات خاصة، حدثينا عن كواليسه وعما إذا كنتِ جسدتِه كاملاً أم استعنتِ بدوبلير؟

-  لقطة واحدة كان بها دوبلير فى السيارة، لأنه كان يمثل خطرًا؛ كنت أشعر بالخوف على الحيوانات ولا أرغب فى المجازفة بأذية أى منهم على الطريق، لكن بقية اللقطات فى مشهد قيادة السيارة قمت بها بالفعل

هل سيطرح «بنات عبدالرحمن» بدور عرض السينما التجارية؟ 

- الفيلم استغرق 5  أعوام كتابة وعامين تنفيذًا ندعمه ونأمل بتحقيق ذلك بالفعل بالسينمات قريبًا. لكنه من المقرر أن يشارك فى الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائى

·        بعد «بنات عبدالرحمن»..هل تنشغل صبا مبارك بالتعبير عن قضايا المرأة فى أعمال فنية أخرى؟

- لا.. لا ليس بالضرورة، لا أرى نفسى «Feminist». أنا أعمل فقط فى المشروع الفنى الذى يعجبنى؛ سواء كانت رسالته موجهة لصالح الطفل أو المرأة أو الرجل أو اللاجئين أو غيره من فئات المجتمع. بالتأكيد أدعم المرأة فى العمل حتى إننى أعمل مع فريق كله سيدات؛ أختى منتجة «Producer» فى شركتنا، ولدينا مصورات ومصممو ديكور إناث؛ الفكرة فى التمكين على قد ما نقدر إننا نعطى فرصا لهن للعمل بشتى المجالات، لكن هذا جانب آخر لا يتعلق باختياراتى للأعمال الفنية التى أشارك بها

·        وما معايير اختيارك لأعمالك؟ 

- أحب الأدوار التى تشعرنى بخوض مغامرة متميزة، تجعلنى أكتشف جوانب جديدة من شخصيتى. أمثل أو أنتج «المشروع الحلو» فقط؛ لا أؤمن بأنه يجب أن يقدم الفن رسالة، أينعم أنا كبنى آدمة لدىَّ رسالة، لكن الفن للترفيه؛ وهذا خطأ شائع بالمناسبة؛ أى تعميم هذا الدور ليس صحيحًا، نحن لسنا سياسيين أو مصلحين اجتماعيين؛ لكننا نصنع ترفيهًا محترمًا يعبر عنا؛ يتفق مع مبادئنا بعيدًا عن الفلسفة أو التنظير المتعلق بالأقوال أكثر من الفعل نفسه.

·        أخيرًا.. جسدتِ شخصيات درامية متعددة بلهجات عربية مختلفة فى أعمالك السابقة.. ما اللهجة التى لا تزالين تتمنين تقديمها؟

- هذا العام عملت بأدوار ذات لهجات عربية مختلفة؛ منها الليبى فى فيلم «السرب» مع أحمد السقا ومجموعة أخرى من النجوم والمخرج أحمد نادر جلال، وأعمال أخرى بلهجتى العراقى، واللبنانى.. (تستكمل ممازحة) والعام المقبل سأختم ما تبقى من لهجات.

 

صباح الخير المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 

«أسبوع النقاد» الموازي لمهرجان القاهرة السينمائي.. بين الحذف والإضافة

د. أمــل الجمل

بدأ تقليد تنظيم «أسبوع النقاد» الموازي لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أثناء تولي الناقد السينمائي الراحل سمير فريد رئاسة المهرجان القاهري العريق خلال عامي ٢٠١٣ و٢٠١٤، وذلك علي غرار ما يحدث في المهرجانات الدولية الكبرى مثل كان وفينيسيا وبرلين. هكذا دوما كان سمير فريد طموحاً يتطلع لتنظيم مهرجانات مصرية بملامح دولية لا تنفي عنها مصريتها وأصالتها.

وكان «الأسبوع» الذي تنظمه جمعية نقاد السينما المصريين - بالتعاون مع مهرجان القاهرة - لا يقتصر على عرض الأفلام السبع المختارة، لكنه كان يقوم بإعداد كُتيب عن «الأسبوع» يتضمن مقالات تحليلية مهمة عن تلك الأفلام، بالإضافة إلى تنظيم حلقة بحث كبيرة يُشارك فيها العديد من الباحثين والسينمائيين. لكن في الدورات الأخيرة اختفى الكُتيب، وكذلك حلقة البحث، ويبدو أن الأمر يتوازى مع إلغاء الإصدارات السينمائية من المهرجان القاهري الذي اكتفى بكتابين للمكرمين المصريين، وهى خطوة تُحسب ضد المهرجان و«الأسبوع» معاً، وإن كان يحسب لهما أن «الأسبوع» أصبح يُقدم جائزة مالية في هذه الدورة.  

شارك هذا العام في «أسبوع النقاد» سبعة أفلام تمثل دول عديدة من حيث الإنتاج، هذا بخلاف أن هذه الدول هي من أربع قارات مختلفة، وذلك لتحقيق التنوع الذي يحرص عليه المهرجان سنويا وفق تصريح مدير الأسبوع. كان من المفترض أن تكون جميع الأفلام المشاركة تُعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يسبق عرضها سوى في الأقسام الرسمية لعدة مهرجانات كبرى، والتي منحت بدورها بعض هذه الأفلام جوائز هامة، لكن اتضح لاحقاً أن فيلم «الغريب» للمخرج الفلسطيني أمير فخر الدين كان قد عرض بافتتاح مهرجان «أيام فلسطين السينمائية» يوم ٣ نوفمبر الماضي.

الزميل الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح، مدير أسبوع النقاد الدولي نفى معرفته بالأمر، وإن كان يغفر له المستوى الفني والفكري للفيلم - وكذلك وجود الممثل الكبير محمد بكري - والذي جعله يقتنص الجائزة الكبرى التي تحمل اسم شادي عبد السلام لأحسن فيلم بمصر، كما أنه يمثّل فلسطين في منافسات «الأوسكار» ٢٠٢٢، وكان عرضه العالمي الأول بمهرجان فينيسيا الدورة الثامنة والسبعين، وحصل على جائزة هناك.

بلغة شاعرية وجماليات سينمائية تستند علي التأمل يحكي الفيلم عن فكرة الاغتراب الذي يعانيه مواطن من الجولان السوري المحتل في ظل واقع الاحتلال والعزلة عن الوطن الأم، وذلك من خلال شخصية طبيب تربطه علاقة متوترة بوالده. تدور الأحداث في قرية صغيرة في هضبة الجولان المحتلة، طبيب بائس وبلا رخصة عمل يعيش أزمة وجودية، تأخذ حياته منعطفا آخر غير محظوظ عندما يواجه رجلا أصيب في الحرب في سوريا، متحديا كل توقعات المجتمع في أوقات الحرب والأزمة الوطنية، يغامر بالخروج لتلبية مصيره الجديد.

أما الفيلم الفائزة بجائزة لجنة التحكيم - وتحمل اسم الناقد السينمائي المهم فتحي فرج - فحصدها فيلم «الجذور البرية» للمخرجة هجيني كيس Hajni Kis - من إنتاج المجر وجمهورية السلوفيك. أثناء الأحداث نعايش علاقة مرتبكة ومفعمة بشغف طفلة على أبواب المراهقة تبحث عن  وسيلة للتقرب من أبيها العنيف المتورط في كثير من المشاكل بعد خروجه من السجن. كان الأب قد تسبب في وفاة زوجته الشابة إثر حادث وقع لهما. كان يقود السيارة وتشاجرا بسبب غيرته العمياء. سيتورط في مزيد من المشاكل بسبب عصبيته وإدمان الكحول والشعور بالذنب. عندما يتم الإفراج عنه يزور الجدة التي تربي الطفلة لكنها تحذره من الإقتراب منها، مع ذلك تصير الطفلة مولعة بأبيها كأنه بطلها فتظل تطارده كما يطاردها في أحلامها. هنا تبدأ الدراما القوية. تبحث عنه وتتبعه، وحين يلتقيان تفتح لنفسها في قلبه باباً لن يستطيع إغلاقه أبداً، وسنكتشف لأول مرة الجانب العاطفي الرقيق المتفجر في شخصية هذا الرجل، الذي كان يبدو عصبي وعدواني، أثناء إدارة علاقتهما.

رغم ما سبق، كان لايزال لدي بعض التساؤلات التي وجهتها لمدير «أسبوع النقاد» أسامة عبد الفتاح،  التساؤلات لا تقلل من قيمة هذا الجهد المبذول في تنظيم «الأسبوع» واختيار أفلام قيمة، لكن الهدف من التساؤلات أساساً توضيح بعض الأمور للقاريء، مع التمنيات بأن تُسهم في دفع الأسبوع للأمام.

·        الملاحظ أنكم قدمتم جائزة مالية هذا العام .. كيف نجحتم في تحقيق ذلك؟ وهل هناك طموح لرفع الجائزة المالية؟

-  لست مختصا بالنواحي المالية والإدارية بطبيعة الحال، ولا أعرف تفاصيل التوصل للجائزة، لكن المؤكد أنني طالبت بتخصيصها من حصيلة مشاركات الرعاة معنا، ووعد رئيس المهرجان بذلك بمجرد تحسن الظروف الصعبة التي سادت بسبب انتشار كورونا، وقد كان.

·        لاحظت أيضاً أن الأسبوع يعرض 7 أفلام، لكنها كانت تمثل دول عديدة من حيث الإنتاج، هذا بخلاف أن هذه الدول هي من أربع قارات مختلفة، فهل فكرة الحرص على الإنتاج المشترك كانت في ذهنك أثناء الاختيار أم أنها مصادفة؟ كذلك التنوع بين أربع قارات كان مقصود أم صدفة؟

-  لست حريصا على الانتاج المشترك على الإطلاق، لكن معظم الأفلام حول العالم حاليا تُصنع بالإنتاج المشترك وتتعدد جهات دعمها، ما أنا حريص عليه بحق هو التنوع حتى أقدم للمشاهد ما يشبه البانوراما للإنتاج العالمي وما وصلت إليه صناعة السينما في كل مكان، أسعى إليه لكن لا أصر عليه، بمعنى أن المعيار الرئيسي للاختيار يظل الجودة، وإذا اقترنت بالتنوع يكون ذلك مثاليا.

·        إذن، ما هو معيار اختيار الأفلام في أسبوع النقاد؟

-  حرصت، إلى أبعد درجة، على الاختيار بعين الناقد لا المبرمج الذي قد يغريه اسم كبير لمخرج أو ممثل أو فرصة للحصول على عرض عالمي أول.. وأعرف أنه لا يوجد، بالتأكيد، ما يُسمى باختيارات أو ذائقة النقاد في السينما، لأن كل شيء نسبي ولا يوجد أي مطلق، لكن ما تم التعارف عليه في أسابيع النقاد بالمهرجانات السينمائية الدولية أن يكون هناك إعلاء للقيم والمعايير الفنية على حساب أي توازنات أو شروط أو حسابات قد يتم إجراؤها أو مراعاتها في الأقسام والبرامج الأخرى، وأن تميل الاختيارات إلى السينما البحتة وروح التجريب والاختلاف عن السائد

·        هذه الأفلام المشاركة، تعرض - باستثناء «الغريب» - للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ لم يسبق عرضها سوى في الأقسام الرسمية لعدة مهرجانات كبرى، والتي منحت بدورها بعض هذه الأفلام جوائز هامة. لكن السؤال لماذا لم يكن عندكم عرض عالمي أول؟

-  هذه مجرد مصادفة، وفي كل عام تكون التركيبة مختلفة عن سابقيها، وكما قلت لا يغريني العرض العالمي الأول إلا إذا اقترن بالجودة والتميز.

·        لماذا تركت أفلام عرض عالمي أول مثل «قدحة» أو «انهيار الجدران» لمسابقة آفاق السينما العربية؟

-  "انهيار الجدران" لم يكن يصلح لأسبوع النقاد لأنه ليس عملا أولا أو ثانيا لحكيم بلعباس، بل أنجز قبله الكثير من الأفلام.. أما «قدحة» فقد كنت أريده لكنني تركته عن طيب خاطر للمسابقة العربية لأنني أعرف أن المتاح من الإنتاج العربي قليل، بعكس مسابقتي التي تتيح لي الاختيار من العالم كله.. وبالمناسبة فيلم حكيم بلعباس جاء عن طريقي، مما يشير إلى مدى التنسيق بين أعضاء المكتب الفني.

·        إذا كانت جميع عرووض الأسبوع سبق عرضها بمهرجانات دولية فأين اكتشاف الأنواع السينمائية من أسبوع النقاد؟ المفروض أن أسبوع النقاد يكتشف سينما جديدة، ولايقتصر دوره علي إعادة عرض إكتشافات المهرجانات الآخرى؟ ما تفسيرك لعدم تحقق ذلك بمسابقتكم؟

-  لا أعيد عرض شيء، قد يكون هذا الاتهام صحيحا إذا أخذت مثلا برنامج أسبوع النقاد بمهرجان كان وأعدت عرضه كما هو، لكن ذلك لم يحدث، لا من كان ولا من غيره، وما يحدث هو مشاهدة جميع الأفلام الأولى أو الثانية المتاحة بمصر والمنطقة العربية والعالم واختيار الأفضل والأقوى، ومن بين الأفضل هناك دائما اكتشافات خاصة بنا، وعلى سبيل المثال قدمنا أحمد مجدي كمخرج في «لا أحد هناك»، ومجدي لخضر من تونس في فيلمه «قبل ما يفوت الفوت» وغيرهما الكثير في عروض عالمية أولى.. وهذا العام كان من الممكن أن أصر على ضم فيلم «تمساح النيل» لمسابقتي على أساس أنه عمل أول لنبيل الشاذلي، وأقول إنه اكتشاف، لكن ذلك ليس منطقيا مع خبير سينمائي في هذا السن، لذلك فضلنا إشراكه خارج أي مسابقة، فنحن لا نبحث عن «الشو».

·        ما الصعوبات التي تواجه مسابقة «أسبوع النقاد»؟

-  لا شيء سوى ما يواجه مختلف برامج المهرجانات حول العالم هذه الأيام من صعوبات بسبب كورونا، خاصة ضعف وقلة الإنتاج وصعوبة دعوة السينمائيين من الدول التي تغلق مجالها الجوي على سبيل المثال.

·        من يمول هذه المسابقة؟ لا أقصد الجائزة ولكن جهد المجموعة وراء اختيار الأفلام ولجنة المشاهدة؟

-  أختار جميع الأفلام ولجنة التحكيم وحدي، كما أتولى وحدي تقديم الأفلام بقاعة العرض وإدارة الندوات مع صناعها، ولا تساعدني سوى منسقة البرامج الموازية بالمهرجان فيما يتعلق بالمراسلات والاتصالات، فضلا عن التنسيق مع المكتب الفني بطبيعة الحال، والأجور من ميزانية مهرجان القاهرة طبعا.

·        هل كان من السهل إطلاق أسماء سينمائيين ونقاد على جوائز الأسبوع، أم أن ذلك كان سابق لفترة إدارتك للأسبوع؟

-  كان سابقا على فترة إدارتي، لكنني أوافق بالطبع على اسميْ الجائزتين وسعيد بهما.

·        هل الندوة التي كان يتم تنظيمها على هامش مهرجان القاهرة بتنظيم جمعية نقاد السينما المصريين في السنوات السابقة كانت تابعة لأسبوع النقاد؟ ولماذا اختفت هذا العام؟

-  كانت تابعة لأسبوع النقاد الذي كانت الجمعية تنظمه في بداياته قبل أن تقرر إدارة المهرجان ضمه إلى بقية الأقسام والبرامج وتنظيمه بالكامل.. واختفت بسبب ظروف الجائحة.

·        ما طموحك لأسبوع النقاد في المستقبل؟

-  أن يعود النشاط الثقافي الموازي له سواء في صورة حلقة بحثية أو ندوة أو غيرهما، وربما مزيد من «البلورة»، كأن يكون له كتالوج ومطبوعات خاصة به.. وعلى المستوى الفني، أفكر في زيادة عدد الأفلام بحيث تكون الأفلام الزائدة عن سبعة خارج المسابقة ومن بينها فيلم افتتاح للأسبوع.

 

موقع "محطة مصر نيوز" في

09.12.2021

 
 
 
 
 

تونس وفلسطين ولبنان…

الجوائز السينمائية مُستحقة والجواب نهائي!

كمال القاضي

القياس الفعلي لمستوى الأفلام العربية تكشفه في كثير من الأحيان المسابقات التي تعقدها المهرجانات السينمائية المُختلفة، حيث تُنبئ الفعاليات والنتائج بالواقع الحقيقي لطبيعة الإنتاج، وقيمة المحتوى والمضمون، وكذلك تحدد نتيجة المسابقات، موقع كل دولة من الدول المُشاركة على خريطة الإبداع السينمائي، فالدعاية المُبالغ فيها في البهرجة والاحتفال لا تعوض النقص المُزمن في القيمة والمستوى والنظرة العامة، لإنتاج الدولة المضيفة أو المُستضافة طوال السنة.

وعادة ما تأتي أوجه الحرج من الإخفاق الدائم في مُعظم الدورات لعدم الحصول على جوائز، إلا من باب حفظ ماء الوجه، وقد تكرر ذلك كثيراً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي انتهت دورته 43 منذ أيام قليلة، فالمهرجان الحاصل على التصنيف الدولي (فئة أ) منذ سنوات لم يجد من الأفلام المصرية المُناسبة للمُسابقة الرسمية غير فيلم واحد يتيم مُختلف علية من النقاد والجمهور على حد سواء وهو فيلم «أبو صدام» للمخرجة نادين خان ابنة المخرج محمد خان، ولأنه الفيلم الوحيد المُنافس فكان لا بد أن يظفر بشيء من التمييز لزوم ما يلزم من تحسين صورة السينما المصرية، أمام الرأي العام الدولي في مهرجان البلاد الرسمي، وهي الإشكالية الكبرى في مسألة جبر الخواطر، التي كانت تتم على استحياء قبل أن تتحول إلى عادة سنوية.
وبما إن المهرجان مُتعدد الأطياف والألوان والحضور العربي فيه قوي ومُتميز، يتم تمرير أزمة الفيلم المصري بالفهلوة، باعتبار السينما المصرية جزءاً من السينما العربية، وكله يصب في مكان واحد، وهي حُجة واهية الغرض منها تغطية الموقف الضعيف، وإخفاء مشكلة الفيلم المصري، لكن الحقيقة تظل جليه وواضحة، فلا يُعوض فوز أي من الدول العربية المُشاركة نقص دوله أخرى، فالمُسابقة فردية وحرة والفوز فيها للمُتفوقين الجادين فقط، فما حققته تونس أو فلسطين خلال هذه الدورة، لا يمكن أن يكون انعكاساً لسينما أخرى، عربية كانت أو غير عربية، حيث فوز الفيلم الفلسطيني السوري المُشترك «غريب» بأكثر من جائزة هو تميز محسوب للفيلم وصُناعة ومخرجه أمير فخر الدين، وكذلك ما تحقق للتجربة الأولى لظافر العابدين في فيلمه التونسي «غُدوة» كمخرج هو بلا شك يُمثل فوزاً مُعتبراً له وللسينما التونسية، وليس لشخص أو دولة أخرى، والميزة نفسها تنسحب على فيلمي «أطياف» و«قدحة» اللذين يحملان الجنسية التونسية أيضا، بالإضافة إلى الفيلمين اللبنانيين «كفى» أحد الأفلام المهمة التي حظيت بإعجاب الكثيرين و«فياسكو» الفيلم الوثائقي الذي حصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم كأفضل فيلم عربي للمخرج نقولا خوري.
وبكل تأكيد يشمل فرح الفوز بالجائزة الأردني زيد أبو حمدان مُخرج فيلم «بنات عبد الرحمن» والمخرج العراقي شوكت أمين كوركي الفائز بجائزة عن فيلمه «الامتحان» وبالقطع لا يُمكن إغفال الجائزة المهمة والمُستحقة للمخرجة ليلى بو زيد عن فيلمها «مجنون فرح» وهو إنتاج فرنسي جزائري تونسي مُشترك، وتدور أحداثة في إطار عاطفي حول قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة من ثقافتين مُختلفتين، ويرمز إلى تعزيز فكرة التواصل بين الشعوب وإزالة الحواجز، طالما لا توجد موانع قوية وأساسية تحول دون تحقيق الفكرة الإنسانية السامية.

وهذا الفيلم على وجه التحديد يُشير إلى أهمية الإنتاج المُشترك بين أكثر من دولة، للتغلب على عوائق الإنتاج، وربما بدت ميزة هذا النمط الإنتاجي مُتعدد الجنسيات بالفعل واضحة في معظم التجارب السينمائية المتميزة هذا العام، ما يعني أن هناك توجها عاما للإنتاج الدولي المُشترك لإمكانية الاستمرار في صناعة أفلام على مستوى عال من حيث التكلفة والقيمة الفنية والإبداعية. وهناك نماذج لنوعيات سينمائية عالمية مهمة شاركت في مسابقات عديدة في مهرجان القاهرة، من بينها فيلم «ملك الضحك» إنتاج إيطالي – إسباني وفيلم «إنهم يحملون الموت» إنتاج أسباني – كولومبي، وبالضرورة هناك أفلام أخرى اعتمدت في تمويلها على الإنتاج المُشترك بميزانيات ضخمة.

وتجدر الإشارة إلى الفيلم المصري «من القاهرة» للمخرجة هالة جلال وهو فيلم نوعي غير روائي مدته 64 دقيقة يتحدث عن محنة المرأة في العالم الذكوري وقد فاز بجائزة أحسن فيلم غير روائي في مسابقة آفاق السينما العربية.

وفي النهاية حُسمت المُنافسة في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي وحلبة توزيع الجوائز لصالح السينما العربية للتصدر، تونس المركز الأول بجدارة يليها لبنان وفلسطين.

كاتب مصري

 

القدس العربي اللندنية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

«دفاتر مايا»: تاريخ لبنان الدامي

وسام كنعان

كنّا نترقّب بحماس في حفل ختام «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عسانا نسمع اسم الفيلم اللبناني «دفاتر مايا» ضمن الجوائز. الشريط كان قد شارك ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ونافس على جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي. وبالفعل ربح الفيلم (إخراج جوانا حاجي توما، وخليل جريج، وإنتاج فرنسا، ولبنان، وكندا ـــ 102 دقيقة) الجائزة. تنطلق الحكاية من صبية يافعة اسمها أليكس تعيش في كندا، في كنف والدتها المغتربة مايا، وهي أم عزباء. تجد مايا نفسها أمام مكاشفة حادة مع تاريخها وتاريخ بلادها وذكريات الحرب اللعينة، في ليلة من ليالي عيد الميلاد، التي تقضيها وسط ثلوج مونتريال. إذ تتلقى الأم وابنتها شحنة غير متوقعة تنزل مثل الهمّ في ساعة غفلة: وهي عبارة عن دفاتر، وأشرطة، وصور قديمة كانت قد أرسلتها مايا إلى صديقتها المقربة من بيروت في الثمانينيات. ارتأت عائلة صديقتها تلك أن تعيد الأغراض لصاحبتها بعد أن توفيت الابنة في حادث سيارة مفاجئ! ترفض مايا فتح الصندوق بمجرّد أن تعرف بأمر رفيقتها وموتها، لكن أليكس تبدأ سراً في نبش الصندوق، وتتبّع الذكريات. تجد نفسها أمام تلخيص مكثّف لجزء من تاريخ لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال سرد يوميات مايا لصديقتها ليزا عن حياتها وحبها الوحيد، والتقاتل اللبناني، وحالة الحرب، وليل بيروت الطويل وسط القصف، والتحايل عليه والالتفاف على بشاعته من خلال دفقات يومية تساعد في الاستمرار. من هنا يتخّذ الشريط شكل وثيقة شعبية غير رسمية تروي وجع جيل كامل على طريقة تشبه «يوميات البديري الحلّاق» وسرده الحكائي عن تاريخ دمشق! بسلاسة وعفوية مطلقة مستمدة من شكل الحكاية الديكودرامية الموزّعة بين حقائق حيّة، وتصنيع حكائي متعمّد بقصد الجذب، وبالاعتماد على مذكرّات حقيقية، سنكون أمام وجبة سينمائية مكثفة ورشيقة، تشتبك مع غنى الأحداث اللاهبة في أكثر البلدان العربية معاناةً مع الدم! لعلّ النقطة الأكثر إضاءة في الحرب تلك المتعلقة بوالد مايا الذي مات منتحراً، فاختارت أمّها أن تطلق عليه الرصاص بيدها بعد موته، لكي يزّف على أنه بطل قومي اغتيل على خلفية مواقفه السياسية، فيما تلتقط له ابنته صوراً وتترك الفيلم في الكاميرا لحين وصول هذه الكاميرا مع بقية أغراضها إلى كندا بعد مرور 25 عاماً. لذا تعمل على تظهير هذه الصور، لتكون بمثابة استعادة لمأساتها قبل ربع قرن! الحكاية فرصة لاكتشاف منحى واضح من شكل العلاقات في لبنان، متكئة على الواقعية المطلقة، مع ملاحقة مفردات الحياة بمنطقها وأسلوبها الجديد. حتى حركة الكاميرا والتفاصيل الفنية الأخرى، أرادت أن تعطي الرواية مصداقية والتماساً صريحاً للواقع، من دون إبهار مفتعل، أو قيم مضافة على مستوى الصياغة البصرية.

 

####

 

«الثقب في السياج»: صرخة ضد ممارسات المؤسسة الدينية

وسام كنعان

في معسكر صيفي منعزل ومغلق في الريف المكسيكي، وتحت أعين أولياء أمورهم البالغين، يتلقى مجموعة أطفال من مدرسة خاصة مرموقة تدريباً بدنياً وأخلاقياً ودينياً لتحويلهم إلى نخبة الغد كما هو ظاهر. لكن الحقيقة تختلف عن ذلك جذرياً. بعد اكتشاف ثقب في السياج المحيط بالمعسكر، ترصد القصة سلسلة متزايدة من الأحداث المزعجة، وتنتشر الهستيريا بسرعة فائقة. ذلك هو جوهر حكاية فيلم «الثقب في السياج» (خواكين ديل باسو- المكسيك، بولندا- 100 دقيقة، إنتاج 2021) الذي حصد جائزة «الهرم الذهبي لأفضل فيلم» في المسابقة الدولية في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» الأخير.

الشريط يروي بطريقة نقدية قاسية، المنطق والفكر الديني المسيحي، ويشتبك بضراوة مع التفاوت الطبقي، ويتبارز مع العنصرية التي تحكم العديد من المفاصل في المكسيك. كما أنه يسرد بطريقة روائية طبقة اجتماعية ويحلل مشاكلها النفسية، تاركاً الفرصة للكاميرا كي تقتحم معسكراً مغلقاً للأطفال، ويحلل ما يعانيه هؤلاء من تحريض على العنف ومن غسل للدماغ، ومن ترهيب يمكن أن يصل في النهاية إلى جرائم قتل، بحق هؤلاء الأطفال أو يرتكب بعض الأطفال مثل هذه الجرائم، من دون أن يجرّب تبرئة تلك الجهات التي ترعى مثل هذه المعسكرات المشبوهة، والتي من شأنها أن تكرّس عقد نقص عند الأطفال. تروي الحكاية سيرة مجموعة أطفال يبلغون معسكراً منعزلاً وتبدأ رحلة معاناة بعضهم من عنصرية البقية أوّلاً، ومن ترهيب المشرفين، ومن ثم خلق داخل كلّ واحد منهم كميّات كبيرة من الحقد على الآخر، والتعالي على الفقراء إلى أن نصل في نهاية الشريط إلى دلالة واضحة لجريمتي قتل مروعّتين.

في حديثه مع «الأخبار»، يرد مخرج الفيلم خواكين ديل باسو عن سؤالنا إن كانت المكسيك تشهد مثل هذه المعسكرات وردة فعل الكنيسة على الفيلم بالقول: «من المؤكد بأننا استندنا إلى واقع تعيشه بلادنا، وهذه المعسكرات بالفعل موجودة على أرض الواقع، ونحن جرّبنا في فيلمنا أن نخوض بصيغة نقدية متسللين إلى قاع هذه المنطقة برؤية اجتماعية إن صح التعبير». ويضيف: «أما عن ردة فعل الكنيسة والمؤسسة الدينية، فدعني أكون صريحاً معكم. نحن لم نفكّر بذلك بقدر ما كان طموحنا أن نصنع فيلماً يعجب الجمهور، ويحصد تنويه النقاد والمختّصين. لم يعرض الفيلم حتى الآن في دور العرض. وهذا أوّل عرض عالمي له. لذا دعونا ننتظر ونراقب ما سيحدث بعد عرضه الجماهيري» فيما يشير لنا إلى أنه اختار مجموعة من الأشخاص الذين يناسبون حكاية الفيلم، وغالبيتهم يمثلّون للمرة الأولى في حياتهم، و«هذا كان مطلوباً لنرصد أعلى درجة من العفوي والصدق»!

 

الأخبار اللبنانية في

09.12.2021

 
 
 
 
 

«مصر لديها تاريخ سينمائي كبير»..

تيري فريمو يتحدث لـ«بوابة الأهرام» عن السينما العربية ومهرجان «كان» |حوار

حوار- سارة نعمة الله تصوير: أحمد رفعت

-مصر لديها تاريخ سينمائي كبير

- تكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي ليس تكريما لشخصي فقط

-زيارتي إلى القاهرة مهمة لهذه الأسباب

- المهرجانات وسيلة لتقوية الصناعة ولا يمكن إقامتها افتراضيا

-الأجيال الجديدة في السينما المصرية والعربية تنتمي لسينما المؤلف

-أشاهد ألفي فيلم في" كان" والاختيارات بها مسئولية وتحد

-ليس لدينا اعتبارات سياسية في اختيار الأفلام في مهرجان كان

- العلاقة بين المهرجانات والمنصات الإلكترونية قادمة لا محال فيها

يظل مهرجان "كان" واحدا من المهرجانات المحركة لخريطة الذوق السينمائي والمشاهدة بالعالم،  ومن عام إلى آخر يزداد الحدث وهجا وبريقا حتى مع ارتباك الأوضاع في ظل انتشار جائحة كورونا،  وخلال السنوات الأخيرة، نجحت السينما المصرية  في خلق تواجد لخريطتها هناك من جديد من خلال مجموعة من المخرجين الشباب الذين يواصلون مسيرة يوسف شاهين وآخرين مما صدعت أسماؤهم هناك.

مؤخرا، كرم مهرجان القاهرة السينمائي، تيري فريمو  مدير مهرجان كان، هذا التكريم الذي يعتبره احتفاء بالمهرجان وليس بشخصه فقط بحسب ما ذكر في حواره في "بوابة الأهرام" والذي أعرب فيه عن اعتزازه وسعادته بالحضور  إلى القاهرة التي يزورها للمرة الأولى.

ويتحدث فريمو في حواره عن أهمية تواجده بالقاهرة، رؤيته للسينما المصرية والعربية وصناعة المهرجانات، وسر نجاح واستمرارية مهرجان كان ومعايير اختياراته للأفلام كما يتحدث عن إرجاء طموحه كمخرج في مقابل مساعدته للنهوض بصناعة السينما وغيرها في السطور القادمة.

في البداية،  أكد فريمو أن التواجد في مهرجان عريق مثل القاهرة السينمائي يتمتع بمكانة بارزة ، هو فرصة للالتقاء وتبادل الخبرات الثرية بشأن الصناعة السينمائية.

وأضاف: عندما تم دعوتي، كان لدي رغبة كبيرة في الحضور،  فصحيح أنه من الجيد أن نستقبل الفنانين وصناع  السينما في " كان" ولكن الأفضل أننا نقابل الناس وهما يعملون هنا على أرض الواقع.

 ومهرجان "كان"  حتى وإن كان أكبر مهرجان في العالم،  فأنا في النهاية أقدم زيارة لزمايلي من نفس المجال والتقي بأهل الصحافة،  وأحاول أفهم كيفية سير العملية السينمائية هنا، والحقيقة أنني سعيد للغاية بزيارتي الأولى إلى القاهرة.

"العلاقة بين مهرجان القاهرة وكان"

تحت هذا  العنوان،  يؤكد مدير مهرجان "كان" أن المهرجانات تساعد على تقوية الصناعة في العالم،  وكلما تقدمنا في السنوات مع زيادة انتشار المنصات الإلكترونية سيكون هناك حاجة للمهرجانات بشكل أكبر،  لأننا لا يمكن مثلا أن نقيم مهرجانا افتراضيا، فهو شىء ملموس لابد من إحساسه حيا.

ويضيف:  وجودي هنا في القاهرة يحمل أهمية كبيرة لأنني أشاهد السينما هنا،  كما أن زيارتي هنا ضرورية وتمثل علامة فارقة لي، لأنني أتواجد في  بلد مهرجان كان لا تستضيفها كثيرا مثل أمريكا وغيرها. 

"السينما المصرية في عيون فريمو"

ويؤكد فريمو أن السينما المصرية حاليا وكذلك بالمغرب ودول البحر المتوسط تشمل  أجيالا جديدة في المجال من الذين ينتمون لسينما المؤلف وهي ظاهرة جيدة للغاية، ويضيف:السينما المصرية في الخمسينات والستينات كانت سينما قوية وكان بها على سبيل الذكر "السينما الغنائية"، سبق وحضرت في معهد  العالم العربي بباريس معرضا تم تقديمه عن أم كلثوم ورأيت أحوال السينما بتلك الفترة بخلاف معرض صور كان يتحدث عن أفيشات السينما قديما ولذلك مصر لديها تاريخ سينمائي كبير.

ويؤكد فريمو الذي تولى إدارة معهد لوميير منذ عام ١٩٩٥،  والذي يستهدف الحفاظ على تراث السينمائي بالعالم، أن الأخوين لوميير مثلا كانا يرسلان مديرين للسينمات بالعالم ليروا مايحدث بها وعندما ذهبوا في البداية اتجهوا إلى القاهرة لأن صورة مصر في السينما كانت من أوائل السينما بالعالم،  لذلك من الطبيعي أن يتواجد  بالقاهرة لأنه يعتبر نفسه وريثا من ورثة لوميير.

يشير فريمو  إلى أن السينما العربية حاضرة وقوية ولديها تقاليد وماض كبير وربما ليس مثل الماضي كما  كان بالخمسينات والستينات لكنها حاضرة،  وردا على تساؤل نحو تكرار الأنماط والشخصيات في السينما العالمية أكد ضرورة استخدام شكل آخر للعرب يكون نابعا من مجتمعاتهم، فالسينما هي أكبر أداة للمعرفة بالعالم  وهي التي من الممكن أن تقول ماهو المجتمع وكيف يفكر.

" دعم مهرجان كان للسينما المصرية"

يشير فريمو إلى أن السينما المصرية التي لم ينصفها التاريخ ولم يوضح مدى أهميتها في العالم العربي، لذلك بدأوا في عرض بعض الأفلام المصرية الشهيرة مؤخرا، كما فعلوا مع بوليوود سابقا.

ويضيف: مهرجان "كان" كان فخورا باستقباله لفنانين عظماء مثل يوسف شاهين الذي شاهدنا أفلامه وأعجبنا بها وعرضناها لدينا كما أن الجيل الجديد من صانعي الأفلام المصريين الشباب سواء النساء أو الرجال، مثير للاهتمام ولديه الكثير  في المستقبل.

"الاعتبارات السياسية والاختيارات من المنطقة العربية في كان"

في هذا الصدد،  يتحدث فريمو عن طريقة اختيار الأفلام  في مهرجان كان،  حيث يؤكد أنهم يختارون الأفلام التي تعرض عليهم أيا كان جنسيتها،  ويضيف:  عندما عرض علينا فيلم " يوم الدين" كان مفاجأة بالنسبة لنا من مخرجه أبو بكر شوقي، فقد كان فرصة لنوعية سينما مختلفة وهو ما يؤكد أن اختياراتنا ليست سياسية كما يراها البعض دائما.

 ولدينا أكثر من طريقة لاختيارات الأفلام،  وصحيح أننا نتعرض للهجوم من البعض ويتم اتهامنا بهذا الأمر لكن خيارتنا ليس لها علاقة ، وفي بعض الأحيان يكون لدينا أخطاء ولكن هذا يحدث في كل مهرجانات العالم،  وفي النهاية ما يحكمنا هو جودة المنتج المعروض.

"توازنات في مهرجان كان"

ويتحدث  فريمو  أن مهرجان " كان" يحمل توازنا بين فكرة النجوم والسجادة الحمراء وسينما المؤلفين وأيضا سينما البلاد النادرة،  وسينما الأجيال الجديدة،  ويضيف: أولويات اختيار الأفلام في مهرجان كان،  تحمل بعدين هما الماضي والمستقبل،  فلابد أن يكون لدينا ولاء للماضي ويكون في أذهاننا أن مهرجان "كان" هو أكبر مهرجانات العالم،  لكن أيضا لابد أن نستكشف كل ما هو جديد ونضع في الاعتبار الأجيال الجديدة ونستكشف المستقبل في ظل التحديات الجديدة بالعالم.

"مسئولية اختيار الأفلام"

"نعم لدى مسئولية كبيرة في الاختيار"،  هكذا يؤكد فريمو، مشيرا إلى أن اختياراته تشكل ذوق ومشاهدة الجماهير في العالم وهو ما يعد مصدر فخر بالنسبة له، لكنه في الوقت ذاته يحمل تحديا بالنسبة له في دأبه المستمر في التجديد كل عام.

 ويستكمل حديثه:  ما يصنع التاريخ هم الفنانون ذاتهم،  والحقيقة لا نعرف إن كان مهرجان كان انعكاسا للذوق العالمي أم أنه هو الذي يخلقها بالأساس،  وربما أقول إنه مزيج من الفكرتين حتى وإن كنا بنتفاخر أننا نحن الذين نشكل الذوق،  فإننا  نخطئ أخطاء في بعض الأحيان، وعندما أختار فيلما ولا يحظى باستقبال جيد من الجمهور، فهذه مأساة بالنسبة لي،  لأن ال ٦٠ فيلما اللى بختارهم كأنها   ٦٠ ابنا لي.

ونحن في كان،  نشاهد الأفلام أولا ثم يأتي دور النقاد ثم الصحفيين ثم مديري المهرجانات الأخرى، وهو ما يخلق قوة للفيلم.

" مستقبل المهرجانات والصناعة في ظل الحضور القوي للمنصات الإلكترونية"

يؤكد فريمو أن العلاقة بين المهرجانات والمنصات الإلكترونية قادمة لا محال فيها، منوها أن شبكة مثل  "نتفليكس" والتي وصفها بال " عظيمة " تقدم أعمالا إبداعية ولها عمل سياسي أيضا، وهذا أمر في غاية الأهمية،  ويضيف: سبق ودعيت "نتفليكس" في  ٢٠١٧ ضمن مهرجان كان،  ولكي ندافع عن قاعات السينما لابد أن نعرض جميع الأفلام المنافسة في قاعات العرض الفرنسية.

 وأعتقد أننا سنعمل سويا يوما ما،  لأن شبكة مثل "نتفليكس" تحب السينما وتشغل لديها مجموعة من المحترفين فيها الذين يذهبون  للمهرجانات فهم بحاجة للشاشة الكبيرة لأن أصغر نجوم الأفلام يظهرون على هذه الشاشة.

وأرى  أن المستقبل في الغالب سيكون مزيجا من السينما والمنصات وعملي بالتأكيد يدفعني للدفاع  عن دور السينما.

"فريمو المخرج والمدير"

ربما المسئولية التي يحملها فيرمو على عاتقه في إدارة مهرجان بجحم كان، أرجأت طموحه كمخرج وصانع أفلام، وهنا يتحدث قائلا: بالتأكيد عندما كنت شابا كنت أود أن أكون صانع أفلام في السينما في ليون وكان،  ولكن لأن طبيعة عملي  متمثلة في الدفاع عن الآخرين توقفت عن صناعة السينما واكتفيت بتقديم أفلام وثائقية عن الأخوين لوميير.

ويواصل حديثه:  مقدرش كل سنة أتفرج على ألفي فيلم وأفرز بينها،  وأضع تقييمي عليها،  ثم أجلس لأتحدث عن فيلمي،  فعملي هو مساعدة صناع السينما، وهذا شىء عظيم لي،  ولا يجوز أن أكون مدير مهرجان إذا لم أكن شخصا سخيا وكريما ولدي قدرة على مساعدة الآخرين والإعجاب بأعمالهم.

"شروط اختيارات الأفلام في كان وشركات التوزيع الكبرى"

يؤكد فريمو أن اختيار الأفلام في كان بسيطا جدا،  وأي فيلم يستطيع المشاركة،  ويضيف:  عدم الاختيار في مهرجان " كان"  لا يعني أن العمل مستواه متواضع،  فنحن نشاهد ألفي فيلم وهناك ٦٠ فيلما يتم اختيارها في المسابقة الرسمية،  ٢٠ فيلما في المنافسة،  وهنا نتحدث في اختيار دقيق جدا.

لكن هل يشترط وجود شركة توزيع قوية لقبول الفيلم بالمهرجان؟

يجيب فريمو بالنفي التام ويؤكد  أنه لم يكن يعرف شيئا عن فيلم "يوم الدين" وبالفعل عندما شاهدوه أعجبوا به وقرروا الحصول عليه، ولم يعرفوا من هو منتجه.

"التوازن بين الرجل والمرأة في مهرجان كان"

نحن نعمل على هذا الأمر كثيرا بحسب تأكيد مدير مهرجان كان، ليؤكد أنه كلما كانت السينما بها تكافؤ بين الرجل والمرأة تحمل الكثير من المميزات، ليشير أن الدورة للأخيرة حصدت المخرجات النساء السعفة الذهبية على مستوى الأفلام، والتصوير،  والأفلام القصيرة والوثائقية، مؤكدا أن الست جوائز الرئيسية في كان،  أيضا ذهبت إلى مخرجات ستات.

"الرقابة على صناعة الأفلام بفرنسا"

يشير  فريمو أن هناك نقاشات كثيرة في هذا الأمر،  فالحكومة بفرنسا تتدخل في هذا الأمر كما أن الصناعة قوية جدا لكنه في الوقت الحالي من الواضح أن ما يستدعي انتباههم في المقدمة هو كيفية استقبال الحضارة الجديدة وكيفية حماية  ومساعدة السينما،  وهذا يمر من خلال تعليم الشباب والجمهور الجديد منهم.

"استمرارية ونجاح كان"

يتحدث فريمو في هذا الصدد،  ليؤكد أن سر نجاح المهرجان العريق هو أمر  لا يعرفه حتى الآن،  لكنها حالة خاصة به تتغير كل عام وهذا ما يجعله كل عام هو أهم مهرجان في العالم،  ويضيف: كل عام هو إعادة بداية لمهرجان كان وأخرى مرتبطة بالأحداث الحالية التي تفرض على السينما في كل مكان،  وهناك أشياء ترتبط بصناع السينما ذاتهم بخلاف الشباب وتحدياتهم في تعليم السينما، لأنهم هم المسئولون عنها في المستقبل، وكذلك الجمهور وشباب المخرجين، والتعايش مع المنصات وهو أمر مهم جدا.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

09.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004