ملفات خاصة

 
 
 

نادين خان مخرجة على الطريق

أبو صدام رجل مهزوم في البيت والشارع شارك القاهرة 43 في المسابقة الرسمية

صفاء الليثي

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

قرأت فيلم "أبو صدام" على أنه نظرة نسوية للفحولة الزائفة عند الرجال، أبو صدام رجل مهزوم في بيته مع زوجته، وأخيها، ومعلمه وحتى من المغنية الشعبية التي كان مشهدها أحد مشاهد الفيلم الفائقة بل المشهد الفائق الأهم الذي طرح رؤيته بقوة على لسان المرأة التي لم نتأكد من كونها عاهرة بمقابل مادي، أم أنها فقط تتعامل بحرية (جيت معاك بمزاجي) وهي تلقنه درسا، تبعثر كرامته، وتسخر من اعتقاده القوي بفحولته ( ما تعرفوش تعملوا حاجة وانتم ساكتين، لازم هيصة) الحوار الذي سبق هذه اللحظة لا يكتبه إلا رجل، الحديث عن الليونة والحديد الصلب، كان خلفي أثناء العرض متفرج يمثل غالبية جمهور السينما المصرية، تنفجر ضحكاته ويبدو جاهزا للاستجابة لمثل هذه الكلمات، بل أجزم أنه يتوقعها، كلمات موحية  تصدم مشاهدين آخرين وتشعرهم بالنفور من صاحبها ومن الموقف ككل. بينما يتوح معها متفرج السينما المصرية التقليدية التي تعتمد على اللزمات والأيفيهات. استفزاز الرجال من امرأة تقود سيارة وتتفوق عليه في الطريق شائع في كل الطبقات، يكتسب في فيلم نادين بعدا طبقيا عن المرأة المسافرة بشورت في سيارة فاخرة. تضاف لهزائم أبو صدام مع زوجته التي تستجير بأخيها فينصفها على زوجها، وتضاف إلى هزيمته من المعلم الذي يطلب منه الاعتذار وهو حرنان، يتعرق من الضغط على أعصابه ورفضه التسليم بضعف موقفه، أبو صدام ، كنيته هذه تجعلنا نتساءل هل هناك قصدية عن ذكر دكتاتور العراق الذي أصبح مثلا على التعرض للإهانة القصوى ؟ أبو صدام  رجل غير قادر على الكسب ويبيع مصاغ زوجته، وتأتي المرأة وتجهز عليه قبل أن يتسلمه ضابط المرور الذي يحجزه فقط لأن مزاجه كده.  كم منا يمر في حياته بمواقف ضاغطة كالتي يمر بها أبو صدام مع اختلاف التفاصيل؟ كم منا يتظاهر بالقوة وفي داخله إحساس كبير بالمهانة وأنه ( رجل مش قادر يحكم بيته ) قد يكون أبو صدام شخصية واضحة الملامح للتعبير عن هذا التناقض ولكن مثله كثيرون على الطريق.

بدأ حفل افتتاح مهرجان القاهرة 43  بالسخرية من أفلام المهرجانات، وقال رئيس المهرجان أنه لن ينتج أفلام مهرجانات مرة أخرى، وتأتي نادين خان لتصرح في الندوة أن فيلمها يحقق المعادلة بين فيلم مهرجانات وفيلم للجمهور. لم يعرض الفيلم جماهيريا بعد ولكن رد فعل الحضور في العرض الأول لمهرجان القاهرة، والتهليل الشديد من جانب البعض أثناء العرض، والصمت من أغلب النقاد الحاضرين، هذه الحالة لا يمكننا الجزم معها أن الفيلم قد حقق المعادل الصعبة.

كتب محمود عزت السيناريو عن قصة لنادين هان التي تعرضت لموقف مشابه مع سائق للنقل كما صرحت في ندوة أعقبت عرض الفيلم، شارك محمود عزت في كتابة فيلم " فيلا 69 " لأيتن أمين عام 2013، باستناء لغة الحوار فالفيلم نسوي يعبر عن مخرجته التي اختارت موضوعا صعبا عن تريلا على الطريق، واختارت نجما محبوبا لم يتحرج من شخصية أتصور أن نجمي السبعينيات نور الشريف أو محمود عبد العزيز كانا سيرفضان القيام بها، ولا أستطيع أن أبعد عن تفكيري فيلم " ثلاثة عل الطريق " تأليف وإخراج محمد كامل القليوبي وتمثيل محمود عبد العزيز، كان النقد السياسي للقليوبي موازيا لتناول شخصية سائق النقل غير المتعلم وكان طوال الطريق يتلقى دروسا من الصبي المتعلم الهارب من أبيه وزوجته، ، هناك المرأة الراقصة وهناك مشهدهما معا بأسلوب كوميدي توافق مع فهم محمود عبد العزيز لشخصية السائق، وضعه المخرج في أجواء ضاحكة انتهت بقتله على الطريق من مروجي مخدرات قابلهم صدفة. سائق وطريق وامرأة ولكن في تناول مختلف تماما، وأسلوب سينمائي مختلف تماما، ملاحظة أسوقها للبعض ممن يسارعون باتهام آخرين بسرقة أفكارهم، تسيطر عليهم أوهام أن ما فكروا به ابتكار لم يسبقهم إليه أحد. لم يحقق أبو صدام الغاية من أفلام الطريق التي عادة ما تنتهي بتغير البطل تغيرا كبيرا وتغير مصيره فلا يعود نفس الشخص الذي بدأنا معه الرحلة، تنتهي رحلة فيلم نادين خان بلا أي تغيير في حياة بطليها، فلم ينجح حسن التباع/ أحمد داش في سرقة نقود العهدة، ولم تتغير هزائم أبو صدام / محمد ممدوح لا مع زوجته أو معلمه أو ضباط المرور المسئولين عن الطريق. يشعر المشاهد المعتاد على الحكايات التي يخرج منها بعبرة ما بالإحباط، فلا شيء تحقق ولم ينتصر أحد في معركة الطريق. المنتصر الوحيد في رأي نادين خان وفريق فيلمها الذي عبر زمنا صعبا تواجه فيه السينما المصرية مأزق الاختيار بين البقاء كصناعة مربحة يقبل عليها الجمهور وبين بقائها محاصرة في قاعات لا يتابعها سوى ضيوف المهرجان. نادين خان على طريق قطعه الوالد بأفلام يحبها الجمهور العام  وتحظى بقبول النقاد دون تحقظات كبيرة من جانبهم. 

ملحوظة:

كتبت المقال قبل إعلان نتائج المسابقة الدولية، حصل الممثل محمد ممدوح على جائزة أفضل ممثل من لجنة التحكيم الدولية التي رأسها المخرج الكبير المحبوب أمير كوستوريتسا وضمت في عضويتها نجمتنا المحبوبة نيللي كريم .وقام بتسليمه الجائزة الممثل المخضرم رشوان توفيق . 

 

جريدة القاهرة في

08.12.2021

 
 
 
 
 

غُدوة.. ليس هذا ما كنت آمله!!

ناهد صلاح

ليس دائمًا يصح المثل الشعبى "الجواب بيبان من عنوانه"، في ظني هذا ما حدث مع فيلم "غُدوة" للتونسي ظافر عابدين، الفائز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) في الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائي، فـ "غُدوة" بما يعنيه العنوان ويبشر به أنه الغد الذي يحمل التفاؤل بالتغيير إلى الأفضل، ظل مجرد عنوان لفيلم مرتبك على مستوى الشكل والموضوع، على الرغم من أن الفيلم إجمالًا بدا مغريًا من جوانب عدة، أبرزها أنه نقلة نوعية لظافر العابدين، تحوله إلى صانع فيلم؛ إضافة لحضوره كممثل له نجومية طاغية.

صحيح أن الانطباع الأول مخادع، أحيانًا، لكن لا يمكن تجاهله، وبالنسبة لي فإن انطباعي الأول، المتأتي من المشاهدة الأولى، يعكس سؤالًا مرتبطًا بحالة الفيلم الفنية وحالتي أنا التأملية، يعكس عدم قدرة على التواصل مع البناء السينمائي، في سيناريو كتبه أحمد عامر عن قصة ظافر العابدين، بطل الفيلم ومخرجه، البناء المرتكز على تشريح نفسي لرجل يعاني من حدث جلل في حياته، وتتماهى حالته مع الوضع العام في بلاده، يُضعفه هذا الالتباس بين الفكرة وبين الصورة التي ظهرت عليه، بين الرغبة في صناعة فيلم يُكرس لنجومية الممثل وبين طغيان هذه النجومية ذاتها، وهذا الارتباك لم يحدث فجأة، بل نتيجة تراكم مجموعة من العوامل تدخل في صميم أصول اللعبة السينمائية، وتشير إلى أن الانطباع الأول هو ركن أساسي في التواصل مع الشاشة، ونعم هو غالبًا يدوم.

"غُدوة" الفيلم الأول للمخرج ظافر العابدين، بدا مغايرًا بوضوح لمساره كممثل ونجم له جماهيرية كبيرة، بدا أنه ينطلق من حالة تأمل سينمائي عميق، لكن هناك ما يشي بتفكك درامي حال دون هذا التوغل التأملي في السينما أو الذات كما توقعنا، أو على الأقل كما توقعت أنا، المعالجة عادية من ناحية، وظافر عابدين ظهر كممثل يؤدي دوره عند هذا الحد الضعيف، الباهت بين ولع بتقديم شيء مختلف وعجز في الشخصية المرسومة، الأداء حتى وإن اختلف عن الصورة المعتادة للممثل ظافر عابدين، ظل على مسافة بعيدة من المأمول، التداخل بين المأمول والمرجو والمرتقب وبين المتاح يصنع نوع من التشوش، الرموز التأملية النابعة من داخل النفس البشرية، لم تترجم بصريًا بالطريقة المناسبة، يعني لم تتحول إلى المفردات السينمائية كما ينبغي، وعلى إثره كانت النتيجة شاحبة وخافتة، وغير قادرة على إثارة شغف المتابعة.

الكلام قاس؟ ربما. لأن انتظار فيلم المفروض أنه يحقق رغبة في رؤية الجديد، المترجم لأحاسيس إنسانية وأحلام وهواجس ناس يعيشون في مجتمع قاسي وخانق، لكن هذا الانتظار كان دون جدوى، لم يقدم الفيلم ما يشفي غليل القلب والعقل ولا ما يشبع العين، مجرد فيلم عادي لا يساوي الضجة التي أثيرت حوله.

الفيلم الذي أهداه ظافر العابدين إلى والديه الراحلين: “إهداء لذكرى أمي وأبي، عزيزة وأحمد”، في تجربته الأولى للإخراج السينمائي، مع طاقم التمثيل الذي يتقدمه كممثل: بحري الرحالي، غانم الزرلي، رباب السرايري نجلاء بن عبدالله، والصبي أحمد بن رحومة، يقدم لنا شخصًا رئيسيًا هو محور الأحداث، بطل لديه أزمة غير واضحة، فمن زاوية يبدو حبيب وهو اسم الشخصية، مختلًا، مصابًا بمرض نفسي نتلمسه فيما يراه ويعيشه من الهلاوس والضلالات، والارتياب الذي أصبح نمط تفكيره، وأسلوبه واعتقاده بوجود تهديد ما، والإحساس بأن هناك أشخاص يراقبونه، أو يحاولون إلحاق الأذى به.

 ومن زاوية أخرى نعرفه محاميًا، يدافع عن حقوق الإنسان، منفصلًا عن زوجته وأم ابنه الوحيد أحمد؛ يعيش في شقة فقيرة المظهر، يغلق بابها بحاجز حديدي، هلعًا من خطر مجهول مع أحمد، يروي الزرع في شرفته أو على سطح منزله، يرص الكتب في مكتبته بطريقة هيسترية ويردد مراراً وتكرارًا: "الحقيقة العدالة ثم المصالحة"، لا يكف عن قراءة رواية "المحاكمة/  The Trial" للكاتب التشيكي المعروف فرانز كافكا.

وفي الحالتين ثمة حيرة حول ما نراه عن هذا الرجل، فالبطل هنا ليس هو "جوزيف ك" بطل رواية كافكا، الذي يستيقظ ذات صباح ليتم اعتقاله بشكل مفاجيء ومقاضاته على جريمة لم تحددها الرواية، وإنما هو حبيب الغارق في ظنونه وأوهامه مع ابنه المراهق أحمد، الذي يراعي والده ويتخوف من تدهور حالته الصحية، فنحن لا ندرك ولا نتبين أبعاد الحالة التي أوصلته لهذه المرحلة المرضية، هل كان مريضًا عقليًا؟ هل عانى من قمع وتعذيب فكانت هذه هي النتيجة؟

لا يوجد ما يُعمق هذه الحالة، لا يوجد غير بعض من الرطانة السياسية السطحية، ليست هناك أية إشارة لصورته في السابق الذي أدى إلى هيئته هذه في الحاضر، باستثناء أصوات داخلية؛ لا تعبر عن شيء سوى هلاوسه، إنه مجرد رجل يعيش مونولوجًا كأنه بمفرده على خشبة المسرح، بصرف النظر عن وجود شخصيات أخرى تحيطه، أو الأماكن التي يتواجد فيها، سواء كان بيته؛ لازال يردد: "الحقيقة العدالة ثم المصالحة"، أو في المترو:" اش تمشي تونس لما يكرهونا في بعضنا"، أو في المحكمة يعيد كلمات أبو القاسم الشابي:"إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر" أو أمام بيت وكيل الجمهورية الذي يحاول الوصول إليه ليقدم بلاغًا عن تعذيب الثوار، لكنه يتلقى ضربًا موسعًا من حراسته.

 ما نتابعه يدور حول شخصية مهووسة بشيء مجهول، حدث في الماضي وجعلها تتوقف عند نقطة ثابتة، كأنه لم يحدث تغيرًا في الزمان أو المكان، تعطلت عند زمن النظام التونسي السابق "زين العابدين بن علي" والدعوة للثورة عليه، إنه لا يستطيع التواصل مع الآني ويرفض الاعتراف بمرضه أو أنه يمر بخلل ما، وبالتالي يتحايل حتى لا يتناول دوائه، وتكيء على معتقداته في الإصلاح السياسي، بمباشرة صريحة يطرحها الفيلم، حتى وإن أنكر صانعوه ذلك، قائلين أنهم لا يقصدون سوى المنحى الإنساني، لأن هذا المنحى ويضاف إليه الفني أيضًا تقريبًا ضاع مع الاستحواذ الأيدولوجي، مع عدم تطور بناء الشخصيات وغموض أجزاء كثيرة فيها.

 وهذا لا يخص شخصية حبيب فقط وإنما أيضًا الشخصيات التي أحاطته: الابن، الأم، الجار العجوز الطيب، وحتى سعدية جارته التي رأها بمفرده من منظوره وحده، تخاتله وتراوغه كحبيبة، حتى نراها في النهاية مجرد جارة عادية، وأن كل ما يحدث حوله يفتقد الحيوية في نص يفتقد معظمه المنطق الدرامي مثل أننا لا نفهم كيف لشخص لا يعترف بمرضه ولا يتناول دوائه منذ البداية، ثم نجده في النهاية يوافق أن يذهب إلى المستشفى للعلاج، دون تطور درامي يوضح تغير موقفه، وكذلك يفتقد الجماليات الفنية مع تركيزه أغلب الوقت على "كلوزات" للبطل بأسلوب يكاد يختنق منه المتفرج.

 بدا الممثل هنا يغلب على المخرج، أو بالأحرى أن الممثل اتجه للإخراج ليتحرر من سلطة مخرج أخر، ويقدم نفسه بالطريقة التي يرغبها وتفجر كل طاقته أمام الكاميرا، قد يرى البعض أن هذا تطور في أداء الممثل وأنه يكشف عن قدرات جديدة له، ربما يبدو ذلك صحيحًا في جزء منه، لكن قبل التقييم لابد أن ندرك الفرق بين التمثيل أمام الكاميرا، والتمثيل على خشبة المسرح.

 هناك بعض الأشياء التى تُحسب لصالح الفيلم، أولها جرأة ظافر العابدين لاقتحام مجال جديد، يكمل به مشواره السينمائي، وثانيها أنه فى تقديمه لشخصية الأب، لم يتعاطى معها بإدانة، وإنما كان ثمة تعاطف معه كإنسان، بعيدًا عن الكليشيهات القديمة التي لا تنظر بعين الرأفة لهذه النوعية من الشخصيات، وهو ما فعلته زوجته في الفيلم، حيث تخلت عنه، وحاولت استمالة الابن، لكنه لم يترك والده، بل اعتنى به بحرص شديد ومحبة حقيقية حتى اللحظة الأخيرة، لحظة اعتقال الأب وتبادلهما نظرات واعدة، تؤكد أن الابن سيواصل كشف الفساد وفضح القمعيين من خلال الملف الذي حصل عليه من الأب ووضعه في حقيبته، وهو ما ينذر بثورة وتمرد جديد.

 كما أن القصة تعكس شيئًا في الذاكرة التونسية، وتسلط ضوءًا على مشهد تاريخي وجغرافي وإنساني قريب جدًا، يُلخص تحولات متفرقة في السياسة والمجتمع، بهذا المعنى، يكتسب الفيلم أهمية انفعالية ما، لكن في ذات الوقت لابد أن ندرك ضرورة الاشتغال السينمائي، بما يحقق عمل متكامل، كتابة وصورة وتمثيلاً وصوتاً وموسيقى إلخ.. وهذا ما كنت آمله وأتمناه في هذا الفيلم ولم أجده إلا قليلًا.

 

اليوم السابع المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم بنات عبدالرحمن... قضايا نسوية مُمسرحة داخل شاشة سينما

منار خالد

منذ أيام، بدأت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43، وداخل المسابقة الرسمية لهذه الدورة، يشارك فيلم "بنات عبدالرحمن"  كعرض عالمي أول، وهو من بطولة "صبا مبارك، حنان الحلو، فرح بسيسو، ومريم الباشا"، ومن تأليف وإخراج الأردني زين أبو حمدان.

اسم الفيلم تأسيس قوي للمدخل النسوي

يكشف اسم الفيلم قبل المشاهدة عن تفاصيل عدة، كونه مدخلاً رئيسياً وممهداً للعمل الفني، فنجد أن الاسم ينقسم إلى لفظتين، الأولى "بنات" وهي كلمة ذات معنى واضح لا تحتمل التأويل، سوى إنها كلمة غير مُعرفة، بها كثير من العموم والشمول، وهي جمع لكلمة "بنت" أي "أنثى"، بينما اللفظة التالية لها هي "عبدالرحمن" وهو اسم علم أولاً، ثم "ذكر" ثانياً، محدد وواضح لا شمولية فيه، وكونه يأتي لاحقاً لكلمة بنات.

أي أن اللفظة الأولى تم تعريفها عندما التحقت باسم الذكر، لتعطي في النهاية جملة واضحة، كما أنها تؤسس تقسيماً جنسياً وجندرياً محدداً بين شخصيات الفيلم قبل بدئه، فالتقسيم الجنسي يكمن في أن هناك مجموعة من البنات ورجلاً في عنوان واحد، أي يحمل الذكر والأنثى في جملة واحدة، أما عن التقسيم الجندري فهو يرتكز على وظيفتين أساسيتين وهما (الأبوة، البنوة) حيث يعطي العنوان وظيفة للبنات كونهن أبناء، ويعطي وظيفة لعبدالرحمن كونه أب، وهي وظائف تقليدية للجنسين، ويبقى اسم العلم للذكر، والبنات هن الاسم الأشمل غير محدد العدد ولا التفاصيل.

بدأت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43، وداخل المسابقة الرسمية لهذه الدورة، يشارك فيلم "بنات عبدالرحمن"  كعرض عالمي أول، وهو من بطولة "صبا مبارك، حنان الحلو، فرح بسيسو، ومريم الباشا"، ومن تأليف وإخراج الأردني زين أبو حمدان

ليكون بذلك اسم الفيلم ممهداً قوياً لتوضيح أن حياة هؤلاء البنات تحيا داخل مجتمع ذكوري بامتياز.

ملخص أحداث الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول 4 بنات للأب عبدالرحمن وهن "آمال، زينب، سماح وختام"، تعيش كل منهن حياة منفصلة عن الأخرى وعن الأب، بخلاف زينب الوحيدة التي تسكن مع الأب عبدالرحمن، وترعاه لكبر سنه، ما يضطرها للتفرغ الكامل له واتخاذ قرار العيش بدون زواج من أجل الأب، على عكس باقي البنات التي تعيش كل منهن مع رجل.

فآمال ربة منزل ترتدي نقاباً، متزوجة من رجل متشدد في أفكاره، وأم لولد وبنت، بينما سماح سيدة أعمال ثرية تهتم بمظهرها وشعرها وملابسها، متزوجة من رجل أعمال ثري، والأخيرة ختام، وهي أصغر البنات سناً، اختارت أن تخلع حجابها وتعيش مع رجل دون زواج، تسببت فعلتها في قطيعة كبيرة بينها وبين الأب والأخوات.

تدور أحداث فيلم "بنات عبد الرحمن" حول 4 بنات للأب عبدالرحمن وهن "آمال، زينب، سماح وختام"، تعيش كل منهن حياة منفصلة عن الأخرى وعن الأب، بخلاف زينب الوحيدة التي تسكن مع الأب عبدالرحمن، وترعاه لكبر سنه.

تبدأ أحداث الفيلم بمرور سريع على حياة كل منهن، بينما تتصاعد الأحداث بشكل فعلي منذ لحظة لقاء البنات الأربع مع بعضهن البعض بعد انفصال سنوات، والسبب هو اختفاء الأب فجأة.

ثيمة مُكرّرة تحمل في جعبتها قضايا نسوية عديدة

المجيء بشخصيات مختلفة الاتجاهات والمعتقدات على كافة المستويات الفكرية والشكلية وجمعهم في موقف واحد يضطرهم للتعامل مع بعضهم البعض لوقت طويل، هو خط درامي مكرر، كثيراً ما شاهدناه، ويعتمد تكراره على كونه مضمون الربح بلا شك، فذلك الاختلاف يعتبر قماشة رحبة للغاية تساهم في ولادة العديد من المواقف الدرامية والصراعات والمشكلات التي لا حصر لها.

ولكن طريقة جمعهم هي التي تميز عملاً عن آخر، فكونها فكرة مكررة هذا لا يعني إنه لا يمكن الابتكار بها، ولكن مع الأسف لجأ الفيلم لحيلة ضعيفة لجمع الشخصيات المختلفة في موقف واحد، وكان السبب هو "غياب الأب" عبدالرحمن، لأنه يعاني من النسيان بين الحين والآخر بسبب تقدمه في السن، وهو أمر مكرر أيضاً لا جديد فيه، ما يجعل الثيمة العامة مُستهلكة إلى حد كبير.

ولكن على الرغم من ذلك استطاع الفيلم أن يتطرق لمشكلات تعاني منها النساء في المنطقة العربية بشكل عام، ومن بينها شكل الملابس، وحكم الناس على الفتاة عن طريق ملابسها، وكلام الناس عنها بصفة عامة، وما تتعرّض له الفتاة من مضايقات ومعاكسات وتحرش لفظي وبصري، كما أنه ذهب لمشكلة الزواج المبكر، وحرية الأنثى في شكلها وجسدها وطريقة حياتها في اختيار الشريك، سواء بالزواج أو العيش معه بدون زواج.

وعلى الرغم من أن القضايا المطروحة بها تفاصيل هامة تُحدث تشابكات ومشاحنات بين الشخصيات، إلا أن السؤال الأهم هنا: كيف تم الطرح؟

اضطراب الأدوات الكتابية و الإخراجية

في مرحلة التمهيد الأولية للشخصيات بدأت الهموم تظهر لكل شخصية من البنات، ويعتبر أول همّ بدأ في الظهور هو همّ شخصية زينب التي تعول الأب وتعمل خيّاطة لأهل المنطقة، وينكشف سرها عن طريق اللغة السينمائية البصرية في تفاصيل الصورة المطروحة، بداية من جمعها لقصاصات فساتين العرائس، وحتى فضولها في تجربة ارتداء فستان عروسة من بين عرائس المنطقة.

تطرق الفيلم لمشكلات تعاني منها النساء في المنطقة العربية، ومن بينها شكل الملابس، وحكم الناس على الفتاة من طريق لباسها، وكلام الناس عنها، وما تتعرّض له الفتاة من تحرش لفظي وبصري، كما أنه ذهب لمشكلة الزواج المبكر، وحرية الأنثى في شكلها وجسدها وطريقة حياتها

وكذلك هو الحال في الكشف عن جانب من هموم آمال عن طريق الحوار بينها وبين طفلتها أثناء تحذيرها لها بألا يظهر من شعرها ولو شعرة واحدة خوفاً من الزوج، زوج آمال، ما يمهّد لوجود أزمة عند هذه الشخصية، وهي فرض سيطرة الرجل عليها.

وكذلك شخصية سماح التي يظهر من خلال حواراتها في البداية أنها تراقب زوجها وتشك في سلوكه دون معرفة الأسباب، وأخيراً ختام التي يُذكر اسمها في الكثير من الجمل الحوارية بين الأب وزينب لشرح أسباب مقاطعته لها.

ذلك على مستوى الحوار، أما عن دور الإخراج في مرحلة التمهيد، فقد تم استخدام أدوات سينمائية بسيطة للغاية، لتوضيح الاختلاف القائم بين الشخصيات، فضلاً عن شكل الملابس وطريقة الكلام لكل منهن، فجاء بلقطات عامة في كثير من الأحيان، تبرز معالم المكان وهن بداخله مختلفات في المظهر وطريقة والوقفات وشكل الأجسام والحركات.

كما استخدم أيضاً لقطات قريبة تتبع أحذية كل منهن، كاشفة عن الحذاء المساوي للأرض للأم ممتلئة الجسم وهي آمال، والكعب العالي لصاحبة الجسم الرشيق وهي سماح، و"الكوتش" للمرأة العملية العقلانية التي اختارت حياتها بالشكل الذي يناسبها ورمت بكلام الناس والأهل عرض الحائط، وهي ختام.

ومع تتابع الأحداث والخروج من مرحلة التمهيد لمرحلة الصراع وذروته، بدأ السيناريو يأخذ منحى مسرحياً، به العديد من المونولوجات التي تكشف عن الهموم الأخرى المستترة داخل كل شخصية، ويتحول الموضوع لشكل خطابي مباشر، بعد أن كانت المشكلات والهموم تعرض في شكل حواري غير مباشر.

أصبح الحوار عبارة عن مشادات كلامية، والمكنونات النفسية لا تعيرها الصورة قدراً كافياً من الاهتمام لتوضحها بعناصر سينمائية، كان في يد المخرج أن يستخدمها لكشف بواطن الشخصيات، ولكنه اختار الطريق الأسهل في الخطابة والمونولوج الصريح، وهذا لا يعني أن فن المسرح بالضرورة هو فن مباشر، بل على النقيض، فالكلمة في فن المسرح هي ركيزته الأساسية، وبالتالي يسمح بوجود "المونولوج" ومن ثم تساهم جميع العناصر الأخرى في بلورته، كما يتنوع فيه المونولوج بين الصريح والداخلي.

وذلك يعود لكونهما وسائط مختلفة العناصر والمفردات، ففن السينما له مفردات مختلفة ناطقة، دون كلمات بين زوايا ولقطات وإضاءة وتكوينات تأتي لتصنع توازناً مع الكلمة، لتطرح الإشكالية بشكل له طابعه الخاص، لذا فاللجوء للمونولوجات الكثيرة هو أمر يؤكد على أن صناع الفيلم لم يكونوا على دراية كافية بكيفية تطويع الأدوات السينمائية لتوصيل المعنى.

القضية نسوية والكاتب رجل

الفارق بين الكتابة النسوية والكتابة النسائية هو فارق هام للغاية، يكمن سره في أن الكتابة النسائية تقتصر فقط على أن تكتب المرأة وفقط، تكتب أي شيء كان وأي قضية كانت، أمّا الكتابة النسوية فكتابة محتوى يحمل نزعة أو وجهة نظر أنثوية من أي جنس كان، لذا فنحن الآن بصدد فيلم يصنف في كتابته كفيلم نسوي وليس نسائي، لأن مؤلفه رجل، وبالتالي فهو فيلم يعبر عن وجهة نظر رجل بلا شك.

وعلى الرغم من محاولات الرجل/ الكاتب والمخرج في تقديم تلك القضايا النسوية الهامة، إلا إنه استخدم أسلوباً سطحياً للطرح كما تم الذكر، وذلك يعني عدم تعمقه بالقدر الكافي في نفس المرأة، فالمرأة وما تحمله من هموم كانت تحتاج لجهد أكبر من ذلك لتوضيح أزماتها، دون اللجوء للصراخ والبكاء والخطابية.

وهذا لا يعني بالضرورة أنه لجأ إلى هذه الحيلة لكونه رجلاً، بل لأنه مخرج وكاتب يفتقر الأدوات في المقام الأول، أو ربما لأنه يتبع الأسلوب الأسهل الذي يخاطب الجمهور بشكل مباشر مضمون الوصول والتعاطف، ولكن التركيز على كونه رجلاً هو أمر في غاية الأهمية أيضاً، لأنه ربما لم يعِ بشكل كلي مدى عمق المشكلة، حتى يطرحها بدقة تظهر تفاصيلها وأبعادها الحقيقية.

 

موقع "رصيف 22" في

08.12.2021

 
 
 
 
 

صباح الياسمين

جوائز السينما.. من المستحق؟!

سمير شحات

متعة السينما، أن توجد قراءات متعددة للفيلم الواحد.. وإذا حدث إجماع فهذا يعنى تصويتاً غير معلن بأنه الأفضل مثل الفيلم الفرنسى (رقيق).. احتفى الجمهور بصناعه، خاصة بطله الصغير الذى جسد دورا غاية فى الصعوبة لسن التحول من الطفولة للمراهقة والأحاسيس الخاطئة التى قد تنحرف بسلوك الصغار.. خرج الفيلم خالى الوفاض من الجوائز رغم الإجماع عليه، جمهوراً ونقاداً!!. واستعرضت نادين خان بفيلم (أبو صدام) يوما من أيام سائق تريلا، وسلوكياته المريعة والقاتلة على الطريق السريع، فما بالك لو استشعر فقدان الرجولة على عكس هيئته الضخمة، كما يتضح من خلال 3نساء، زوجته وفتاة تقود سيارة وراقصة.. أداء محمد ممدوح زاعق.. ومع الصراخ تضيع الحروف وتتلخفن الكلمات. ممثل مهم يظلم نفسه ويظلمنا باستمرار هذا العيب.. فلم يكن الأفضل. وقدم لنا الممثل التونسى ظافر العابدين وجها مغايرا بفيلمه (غدوة) فنان متسع الموهبة، مهموم بقضايا وطنه، استحق جائزة النقاد. وانتصرت لجنة التحكيم لقضايا المرأة، بجائزة لفيلم (من القاهرة) وجرأة طرح مخرجته هالة جلال نماذج لتحرر المرأة من الخوف وحرية ان تعبر وتأكل وترتدى ماتشاء وتفادى عنف الرجل وسيطرته.. على نفس الوتر عزفت (بنات عبد الرحمن الأربع) بالفيلم الأردنى الفائز بجائزة الجمهور.. تجسد الفتيات مشاكل المرأة العربية عموما.. القهر ومحو شخصية الزوجة، واعتزام الأب تزويج طفلته بمفاهيم دينية خاطئة، والابنة الكبرى العانس ومواجهة تلاسن أهل الحى المدعين المثالية.. وقد يسبب غياب الأب شرخا بالأسرة كالفيلم التونسى (أطياف) الفائزة بطلته عفاف محمود بأفضل تمثيل.. تحملت العبء كأم تسعى لإنقاذ ابنها من السقوط.

 

الأهرام اليومي المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 

«107 أمهات» .. أمومة وراء القضبان

آخر ساعة/ كتبت :ندى البدوى

لا شىء يُشبه أن يولد طفلٌ داخل أسوار سجن، لن تجد أما تتمنى ألا يكبر رضيعها أبدًا إلا هُنا، فبلوغ الطفل عامه الثالث يعنى انتزاعه منها ليواجه الحياة فى الخارج.

ببراعة بالغة يرصد المخرج السلوفاكى بيتر كيريكس أحوال نزيلات سجن «الأوديسا»، فى فيلمه «107 أمهات» الذى حصد جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية، بمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، الفيلم الذى تدور أحداثه داخل السجن الواقع جنوب أوكرانيا مستوحى من قصص حقيقية للسجينات، وهو الفيلم الروائى الأول لكيريكس بعد عدد من الأفلام الوثائقية التى فازت بالعديد من الجوائز الدولية، حيث يمزج فى طريقة سرده للأحداث بين الأسلوب الروائى والوثائقي.

يبدأ الفيلم بمشهد ولادة قاسٍ، يسير خط الزمن بوضع ليزا لرضيعها وحتى إتمامه عامه الثالث، الشخصية المحورية فى الفيلم تجسدها الممثلة مارينا كليموفا. داخل عنابر الوضع والرضاعة ورعاية الأطفال، تدور حياة كاملة لأمهاتٍ يحملن أحلامًا مبتورة لصغارهن، يرصد المخرج بلغة سينمائية شعرية انفعالاتهن وصراع الأمومة والوحدة والقلق، لا شيء ينجح فى رسم ابتسامة على وجه ليزا الشاحب غير الوقت الذى تمضيه مع طفلها، يتعالى الصراخ الجماعى للأطفال قبل أن يلقمن أثداء أمهاتهن ساعة الرضاعة.

فى مكتب الضابط «إيرينا» تروى السجينات حكاياتهن، لا يبدو استجوابًا قدر ما هو حوار إنسانى حميم..

«أتحلمين بالأمر، بجريمتك؟.. أنا أحلمُ كل يوم، أدخل وأضبطهما وأهرعُ إلى المطبخ، لا أفهم لماذا سكاكين، وليست سكيناً واحدة، قتلتها» الغيرة والغضب العاملان المشتركان وراء الجرائم التى ارتكبنها، أغلب سجينات الأوديسا قتلن أزواجهن أو عشاقهن.

تبدد الخلفية الرمادية بياض الثلوج المتساقطة التى تغطى الطرقات الخارجية للسجن، بوسعك أن تشعر بالوحشة والبرودة مع إيقاع المشاهد البطيء..

ينقلنا الفيلم فى المقابل إلى عالم إيرينا التى تمضى أوقاتًا طويلة فى قراءة الرسائل الواردة للسجينات لتؤنس وحدتها، تُبدى تعاطفًا كبيرًا معهن، بصورة لا تبدو معتادة لموقعها كمسئولة فى السجن.

ينجح السيناريو المحكم فى سبر أغوار ما تختزنه السجينات فى دواخلهن.. كيف نكتب خطابًا إلى ميت؟.. يتساءلن فى غرفة الدرس، بعدما طلبت منهن إيرينا الكتابة ليُسقطن الثِقل عن قلوبهن. «لا أشعرُ بالزمن هنا، تدرك فجأة أن أسبوعًا أو شهرًا مر هكذا، طفلك يكبر، يحمل ملامحك ويعبس مثلك تمامًا، لو تعرف فقط كم مرة قتلتك فى خيالي، وكم مرة حزنت عليك، أطلبُ منك أن تُسامحنى ولا أستطيع أن أطلب شيئًا آخر»، يجرى قلم ليزا كأنما تريد أن تتحرر من ذنبٍ قديم.

ثلاث سنواتٍ تمر ليكبر «كوليا» طفلها، شمس الصيف الناصعة تُضفى دفئًا لتبدو المشاهد أكثر إشراقًا، تُطفئ ليزا معه ثلاث شمعات على الكعكة التى صنعتها لها صديقتها بمطبخ السجن. داخل حجرة الزيارة تستجدى ليزا والدتها لتوافق على رعاية الصغير حتى تنهى مدة عقوبتها بدلاً من إيداعه أحد الملاجئ، ببراعة تجسد مشاعر الخوف والترقب لمصيره، إلا أنها تُقابل بالخذلان، لتبدأ رحلة للبحث عمن يرعى طفلها.

 

####

 

بعد تكريمه.. ظافر العابدين:

بحب مصر وأهلها.. وانتظروني في «العنكبوت»

هشام خالد السيوفي

أعرب النجم التونسي ظافر العابدين، عن سعادته بفوز فيلمه «غُدوة- Tomorrow»، الذي شارك ضمن المسابقة الدولية لـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43، بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي).

وقال ظافر العابدين، خلال لقاءه مع «بوابة أخبار اليوم»، أن هذا التكريم فخر له من مهرجان كبير مثل القاهرة السينمائي مؤكداً على حبه الشديد لمصر وأهلها.

وتدور أحداث فيلم «غدوة» عن حالة حبيب الصحية التي تجمع بينه وبين ابنه من زواجه السابق أحمد، الذي يبلغ من العمر 15 عاما، لكن يؤثر الماضي السياسي لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية في تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.

وكشف ظافر العابدين، خلال اللقاء عن أعماله الجديدة وقال أنتظر الأيام المقبلة طرح فيلمي الجديد "العنكبوت"، بدور العرض السينمائي، وإنتهيت من تصويره مؤخراً.

وتدور أحداث فيلم «العنكبوت» فى قالب من الأكشن والرومانسية، إذ يواجه السقا صراعات مع رجال المافيا بسبب أفعال شقيقه "ظافر العابدين" غير المشروعة ويتمرد صناع العمل على أدوارهم السابقة ويحاولون تقديم صورة مختلفة، فتجد السقا يرتدى القناع فى عدد كبير من المشاهد، ويرسم تاتو على شكل عنكبوت على رقبته، أما ظافر العابدين فيظهر بشكل شرير.

يشارك في بطولة فيلم «العنكبوت» النجم أحمد السقا، الفنانة منى زكى، ظافر العابدين، يسرا اللوزي، أحمد فؤاد سليم، زكي فطين عبدالوهاب، ريم مصطفى ومحمود غريب، وعدد من ضيوف الشرف وهو من إخراج أحمد نادر جلال، وتأليف محمد ناير .

وتحدث ظافر العابدين،وعن الصعوبات التى واجهته فى "غدوة" قائلاً:: "تعرضت لبعض الصعوبات العامة مثل جائحة كورونا وما أحدثته من إغلاق فى كل العالم، ومشكلة شخصية تمثلت فى وفاة والدتى بعد شهر من تصوير العمل، لذا حرصت على أن تكون الشخص الذى أهديه الجائزة التى حصدتها عن الفيلم".

وعن إطلالته على الجمهور المصرى لأول مرة باللهجة التونسية قال: "اللهجة التونسية ليست عائقا، ويجب أن يتعرف الجمهور العربى على لهجات وثقافات البلاد الآخرى، فاللغة فى النهاية واحدة، والإحساس هو الأهم فى إيصاله للناس، أما اللغة فى البلاد العربية لا أراها عائقا على الإطلاق".

https://www.youtube.com/watch?v=qmK2cxfGwNQ

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

08.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004