ملفات خاصة

 
 
 

دورة استعادة الجمهور..

مهرجان القاهرة السينمائي يتحدث عن عراقته

د. أمل الجمل

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

هناك، الكثير من الأشياء يمكن مناقشتها والحديث عنها بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالث والأربعين الذي امتد من ٢٦ نوفمبر وحتى ٥ ديسمبر الجاري. هناك أفلام كثيرة - رغم بساطتها الظاهرية أحياناً لكنها - تنتمي للتحف والروائع السينمائية التي يمكن الحديث عنها وتحليلها على مدار أشهر بعد انتهاء المهرجان، سواء من السينما العالمية وكذلك العربية، حتي لو اختلفنا حول تقييم بعضها. حتى الأفلام التي لم تكن تنتمي للروائع كان بها جوانب مضيئة - أو غامضة - متنوعة تُثري النقاش.

هناك، أيضاً فعاليات، ندوات، وماستر كلاس، وتكريمات لو منحنا أصحابها فرصة الكتابة السينمائية التحليلية المتروية لأعمالهم، لو تأملنا أهمية وقيمة أن يتم تكريمهم بمهرجان عريق مثل القاهرة السينمائي، ومردود ذلك على اسم مصر وثقافة أبنائها، ربما سنحتاج مقالات تمتد لأسابيع، سواء مع الشخصيات المصرية أو العربية أو العالمية.

جائزة الجمهور وعودته

والأهم، إضافة لما سبق، أن هذه الدورة استعادت قدراً كبيراً من الجمهور لقاعات العروض، كانت الأوبرا تعج بالشباب، وهذا في حد ذاته شيء مفرح، مثير للبهجة، ودوره مهم جداً على عدة مستويات؛ أولاً صحيح أن البرمجة الجيدة وإحضار روائع الأفلام مهم جدا، لكن إذا لم تجذب الجمهور ستضيع كل تلك الجهود في البرمجة.

إن الجمهور هو الركيزة الأساسية التي تُعطي إشارات - سلبية أو إيجابية - للجهات المنتجة العالمية والعربية، وتٌطمئن صُناع الأفلام أن هناك جمهور يُشاهد أفلامهم، لذلك ليس من فراغ أن كثير من صناع الأفلام يهمهم في المقام الأول جائزة الجمهور. مثلاً، النجم والمخرج والمنتج الأمريكي إيثان هوك، أثناء لقائه بجمهور فيلمه وتكريمه بمهرجان كارلوفي فاري الأخير قال؛ إن ما شجعه على الحضور هو نصيحة أحد أصدقائه المنتجين له بضرورة أن يذهب لأن الجمهور هناك نهم ومتطلع لمشاهدة الأفلام ومناقشتها بشكل مغاير ومهم له كصانع أفلام.

ومن المؤكد أن الموزعين في مصر، ومبرمجي المهرجانات يعلمون جيداً أن مصر رغم وجود صناعة سينما عريقة بها، لكنها غير جاذبة كسوق للتوزيع الأمريكي والأوروبي، بسبب ضعف شباك التذاكر فهي خارج اهتمام صناع الأفلام العالميين لتقديم عروضهم العالمية الأولى مهما تحدثنا عن عراقة مهرجاننا، ومهما قلنا إنه سيد المهرجانات العربية، إن شباك التذاكر والجمهور يقلب المعادلة رأساً على عقب.

إن الاهتمام بمزيد من جذب الجمهور هو ورقة مهمة ورابحة جدا لجذب مزيد من العروض العالمية الأولي للأعمال السينمائية الجيدة، فهذا ما يميز برلين، وكان، وفينيسيا، وكارلوفي فاري، وكليرمون فيران، فلو كان الجمهور غير مؤثر لما استطاعت هذه المهرجانات أنت تصمد، أو تحافظ على مكانتها، بجذب الأفلام المهمة.

محاربة التطرف والراديكالية

بالنسبة لمصر، جذب مزيد من الجمهور مهم جداً لمحاربة التطرف، والإرهاب. إنها خطوة فاعلة وراسخة على طريق المقاومة الناعمة للأفكار الراديكالية، وإعادة بناء للمجتمع فكريا وثقافيا، ودفعه للأمام. فللثقافة السينمائية دور خطير على حياة الشعوب، وتنمية فكرها، وترقية وتهذيب تصرفاتها وردود أفعالها، وإذا كان المهرجان هذا العام قد حقق نحو ٤٣ أو ٤٨ ألف تذكرة فهو بلا شك قادر -بجهود وحماس أفراده وبقياده رئيسه- على أن يحقق ضعفي هذا الرقم لأن القاهرة وحدها تتجاوز ٣٠ مليون نسمة، وهناك معاهد سينما وتليفزيون وأعلام ومسرح، سواء كانت خاصة أو حكومية، وهناك تخصصات للإعلام داخل العديد من الكليات الأخرى.

أيضاً، هناك شابات وشباب عاشق للسينما لكنه عالق في المحافظات.. فلماذا لا نفكر في جذبهم؟ إما بعقد اتفاقيات مع وسائل النقل العام لتخفيض سعر تذاكر السفر، أو ربما يمكن التعاون مع بيوت الشباب، وسكن المدن الجامعية لتوفير إقامة رمزية لطلاب وشباب المحافظات البعيدة. وكذلك توريط أو إدماج هؤلاء الشباب في بعض فعاليات المهرجان.

إذا كان رئيس المهرجان محمد حفظي -بعقله المنفتح على الجديد دوما، وبقدرته علي الإنصات للنقد بصدر رحب جداً- قد نجح في عقد اتفاقيات جديدة مع الجامعة الأمريكية لجذب طلابها، وإتاحة قاعة إيوارت لتقديم بعض عروض المهرجان فيها، فإنني على يقين بأنه قادر على تحقيق المزيد، وعقد اتفاقيات أخرى لمضاعفة أعداد الجمهور.

مهرجان القاهرة السينمائي بإدارة حفظي، وبقوة الشباب المتحمس جدا يمكنهم تحقيق مكانة لمهرجان القاهرة لا تقل عن كان وبرلين وفينيسيا. لسنا أقل منهم في شيء، إنهم بشر مثلنا، فقط ما يميزهم عنا أنهم عملوا -بإيمان بأنفسهم وبإرادة- على ترسيخ العلاقات، وخلق الثقة بينهم وبين صناع الأفلام.

ضعف الإصدارات السينمائية

ربما يقول البعض ألم يكن هناك عيوب أو أخطاء بهذه الدورة؟! ولهؤلاء أقول

 

موقع "مصراوي" في

07.12.2021

 
 
 
 
 

أفلام المغرب العربي في «القاهرة السينمائى»: 

استعراض لتاريخ الاستعمار.. ومفارقات الحياة الحديثة

 نرمين يسر

ربما تجمع السينما فى دول شمال إفريقيا، خاصة تونس والجزائر والمغرب، ظروف واحدة، وهى تزامن بدايات الفن السابع فيها مع وجود الاستعمار الأجنبى فى البلاد خاصة الفرنسى، الذى أثر بشكل كبير على ثقافة الأفلام التى تم إنتاجها.

وتشابهت بدايات السينما فى تلك البلدان أيضًا من ناحية الآليات الإخراجية والموضوعات الفنية، وطبيعة الأفلام التى كان أغلبها وثائقيًا، فالسينما التونسية على سبيل المثال بدأت سلسلة أعمالها بأفلام تسجل فيها مواقعها الطبيعية الجميلة، وهو نمط تأثرت فيه بالأفكار السينمائية فى بلد المستعمر.

وصوّر الفرنسيان الأخوان لوميير، فى عام ١٨٨٦، أول ١٠ أفلام تسجيلية تونسية، وبعد ذلك بفترة أنشئت أول دار عرض فى مدينة تونس العاصمة.. وفى عام ١٩١٢ قدم المخرج طيب بلخيرى فيلم «معروف» وهو أول فيلم بسيناريو فرنسى، كما قدمت السينما التونسية بعد ذلك أول فيلم وطنى من إخراج المصور شمامة شكلى، وهو روائى قصير بعنوان «الزهراء» عام ١٩٢١.

ولم تختلف الجزائر عن تونس من حيث تاريخ النشأة والتطور التقنى للفن السابع، إلى جانب انفراد أبناء البلد بصنع سينماهم الخاصة، حيث استقطبت المناظر الطبيعية فى البلاد الكثير من المخرجين المشهورين فى السينما الصامتة أمثال «جاك فيدر». أما السينما فى المملكة المغربية فلم تتطور إلا بعد الاستقلال من المستعمر الفرنسى، حيث شهدت البلاد أول تصوير سينمائى سنة ١٨٩٧، ودخلت أولى آلات العرض القصر السلطانى على عهد الملك مولاى عبدالعزيز فى الفترة ذاتها، ونظم أول عرض عام بمدينة طنجة خلال عام ١٩٠٥، وشهدت مدينة فاس ميلاد أول قاعة سينمائية فى عام ١٩١٢، ثم جرى تنظيم تشريعى للقطاع السينمائى فى ٢٢ أبريل ١٩١٦.

وفى ظل تلك القواسم المشتركة بين السينما المغربية والتونسية والجزائرية، تقدم «الدستور» عرضًا لعدد من الأفلام التى تحمل فى بعض الأحيان قواسم وأفكارًا مشتركة، وتم عرضها مؤخرًا فى مهرجانات دولية، خاصة مهرجان القاهرة السينمائى.

هليوبوليس: مآسى المستعمر وجرائمه بحق الجزائريين

يعد الفيلم الجزائرى «هليوبوليس»، الذى تم ترشيحه لجائزة الأوسكار وعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى من خلال مسابقة «آفاق السينما العربية»، أحد الأعمال المهمة التى تطرح مآسى الاستعمار، وهو إنتاج المركز الجزائرى التابع لوزارة الثقافة والفنون.

و«هليوبوليس» أول فيلم للمخرج الجزائرى جعفر قاسم الذى اشتهر بأعماله التليفزيونية الكوميدية، حيث قرر دخول عالم السينما من خلال موضوع تاريخى عن مجازر ٨ مايو ١٩٤٥ الدامية التى ارتكبها الاستعمار الفرنسى فى حق الشعب الجزائرى، وهى المرة الأولى التى تُعالج فيها هذه المرحلة دراميًا.

واعتمد المخرج فى فيلم «هليوبوليس»، وهو الاسم القديم لمدينة «قالمة»، على نمط جديد عبر تناول الموضوع بطريقة إنسانية تعطى نظرة مغايرة لبعض الأمور، منها الصورة المعروفة عن «القياد والأعيان» لدى الجزائريين.

وتدور أحداث الفيلم حول عائلة «زناتى»، أحد أعيان وأغنياء المنطقة، وصراعات أفرادها مع الثورة والاستعمار والكيانات السياسية والحربية والعقائدية.

ويفتتح الفيلم بمشهد عريض تسلط فيه الكاميرا أضواءها على دهشة ورعب شيخ وطفل من الريف، من خطر قادم من السماء، لتقترب رويدًا طائرات حربية تشرع فى القصف، وتتوقف الكاميرا لتعود فجأة إلى نحو ٥ سنوات مضت، والتى تسجل قيام الحرب العالمية الثانية مع بداية الأربعينيات من القرن الماضى.

وهذه هى المرحلة الأطول فى الفيلم، لأنها تذكر بالحيثيات التى أدت إلى وقوع تلك الأحداث المؤلمة، حيث ركز المخرج على التغيرات التى طرأت على حياة مقداد زناتى «عزيز بوكرونى» الأب بعد عودة ابنه «محفوظ» من الجزائر العاصمة بشهادة البكالوريا التى تؤهله لأفضل الجامعات، لكن أمنية الأب والابن لن تتحقق لأن المدارس العليا لا تقبل بـشهادة «الاندجانة» كما سماها المستعمر الجزائرى آنذاك.

ويصور الفيلم انضمام مقداد الأب، أو ابن القايد، إلى صفوف حزب الشعب الجزائرى، وتتطور الأحداث ليكشف المستعمر عن وجهه الحقيقى من خلال تصرفات وحشية واحتقار للسكان عبر تجنيد أبنائهم عنوة للمشاركة فى الحرب ضد ألمانيا وحلفائها

وبعد انتهاء الحرب يحتفل المستعمرون بالانتصار ويرفضون الوفاء بوعودهم بخصوص مصير الجزائر، وسط مطالبات الجزائريين للفرنسيين المستعمرين بالاستقلال، ويزيد هذا الموقف من عزم الجزائريين فى انتزاع استقلالهم ويخرجون للتظاهر سلميًا، لكن سلطات الاحتلال تقابلهم بعنف دموى أسفر عن مقتل أكثر من ٤٥ ألف مواطن.

وحاول المخرج إضافة الصور البشعة للجرائم ضد السكان العزّل وحرق الجثث فى الأفران- التى تظهر لأول مرة فى السينما- ليحلل تطور موقف «مقداد» الأب من تلك الأحداث، خاصة بعدما فشل فى إنقاذ ابنه من الموت.

ونجح جعفر قاسم فى رفع مستوى التحدى وتقديم عمل محترم ومتكامل من الناحية التقنية وأداء الممثلين، فجاء أداء عزيز بوكرونى مقنعًا، خاصة مع تعرض الشخصية لمواقف متناقضة ومليئة بالمشاعر

كما تألقت الممثلة سهيلة معلم فى دور «نجمة»، حيث ظهرت بوجه غير مألوف فى دور فتاة قوية الشخصية رغم إعاقة جعلتها تتنقل بصعوبة، وكان لها دور حاسم فى تغيير موقف أبيها وقبول حماية القرويين الهاربين من بطش المستعمر.

ولم يخيب المخرج ظن المشاهدين فى الأدوار الأخرى التى أوكلت لممثلين شباب، أغلبهم من المسرح، مثل الممثل مهدى رمضانى «محفوظ ابن زناتى» ومراد أوجيت «بشير» الذى أُسند له دور مهم.

«لو كان يطيحو لحيوط».. مغامرة حكيم بلعباس مع المهمشين

«لو كان يطيحو لحيوط» مغامرة سينمائية جديدة للمخرج المغربى حكيم بلعباس، الذى نجح فى لفت الأنظار إليه عقب عرض العمل بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ٤٣ من خلال مسابقة «آفاق السينما العربية».

يضم الفيلم مجموعة من الحكايات ترتبط كلها بفضاء واحد، وتدور أحداثها بين شخصيات وأناس بسطاء يعاركهم القدر ويعاركونه، ويتحول المشاهد إلى مشارك فى لحظات حميمية تذكرنا بشرط المخرج الأساسى الذى أفصح عنه فى تقديمه الفيلم قبل بداية عرضه وهو الاحتضان.

مع مرور أحداث الفيلم نشاهد المرأة التى تجلس فى إحدى دور العرض المتهالكة كمتفرج وحيد، وتستغرق فى مجموعة متوالية من القصص والحكايات الصغيرة عن المهمشين والفقراء والمجروحين، وكل من تقابله فى الطريق يعانى من مشكلات حياتية.

الفيلم محاولة جديدة ومخيفة، إذ يحاول أن يجرب إلى أى حد يمكن له التركيز على مفهوم الزمن بالغوص فى اللحظة الإنسانية، عوضًا عن مفهوم القصة المتداول.

عند مشاهدة الفيلم ستمر بتجربة مفعمة بالجرأة، وتقتحم آلة العرض المسموعة صوتها فى أثناء ما تعرض السيدة ما يدور فى ذاكرتها من حكايات بطريقة غير سردية تعرض تراجيديا الإنسان المعاصر وهو يخرب نظام الحكى ليجعل الزمن مكان القصة، وبديلًا عنها مهما تعددت القصص وتساقطت فوق بعضها كحبات السبحة المنفرطة، حيث تصبح العين أو الأصبع علامة على التعداد أو الإشهاد ليدخل المشاهد فى دوخة سينما بصرية صافية تنبجس من عين امرأة مُسنة لا ترى، لكنها تنظر وتبصر من خلال تربعها على عرش الرؤية داخل قاعة سينمائية تسكنها أشباح حبيسة ومغلقة عليها باب كتب عليه أن من خلف الجدار كلهم من ضحايا الحياة، من ضمن كبار السن المهدور حقهم من الاهتمام والعناية، ففى نهاية كل حكاية من السبع أو الثمانى- لن تتعرف على عدد الحكايات المعروضة فى الفيلم- تنقل للمشاهدين إحساس الألم الذى تشعر به ضحية الحياة، كمثل حكاية سيدة فقدت ابنها الوحيد تحتضن صديقه الذى جاء ليخبرها بنبأ الوفاة، تتعامل الأم مع الصديق كما لو كان ولدها بل وتقدم للصديق وجبة لفردين.. أو الأم الصغيرة التى تدفن رضيعتها وتهيل التراب على جسدها، وفى مشهد ذى لغة شعرية رقيقة تعتصر الأم ثديها الممتلئ باللبن لتسقط قطرات دسمة على قبر الطفلة، ربما تركت لها وجبة العشاء قبيل تركها فى سلام بين أحضان تراب الأرض.

لم ينل المهمشون حظًا من الحياة، وهو ما يعبّر عنه «بلعباس» من خلال مشهد عامل البناء الذى يقوم بطلاء حائط باللون الأبيض فيخلط الأحمر على الواجهة والأزرق فى الجهة المقابلة، ويصرخ ببعض أبيات من الشعر، ويشدو بصوت مبحوح بأغنيات من الفلكلور المغربى الذى يحمل نزعة صوفية تظهر فى حكايات الفيلم من خلال موسيقى تصويرية وغناء، والأشعار والمشاعر والحديث إلى الله بالنظر إلى الأعلى.

سيتعاطف المشاهد مع كبار السن، إضافة إلى الأطفال الذين لا يقلون براءة عن امرأة تغسل والدها وتودعه بعد أن سألت جارها المساعدة فى ذلك عن طريق ملء دلوين من الماء، لأن الماء سر الحياة خاصة لمعدومى الحياة مثل هؤلاء، فدائمًا نجد أبطال الفيلم فى مشاهد يملأون الأوانى بالماء الجارى من الصنابير العامة أو من المطابخ، هناك سائل فى معظم المشاهد، وإن لم يكن ماء فهو قطرات حليب من ثدى الأم الثكلى.

نجح المخرج فى توظيف مواهب الممثلين الذين يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى كما لو أنهم محترفون، فيحسب له تقديم مواهب جديدة، فبعضهم من سكان القرية الصغيرة مسرح أحداث الفيلم، وآخرون محترفون.

الفيلم من بطولة مجموعة من سكان القرية من زوجات وأزواج وأمهات وأطفال، ومن بطولة: أمين الناجى، حسناء مومنى، حميد نجاح، زهور السليمانى، سناء العلوى، سعيد السكاكى، يونس يوسفى، فاطمة الزهراء لخويتر، أمين التليدى.

«غدوة».. تجربة ظافر العابدين مع شقيقه المصاب بالسرطان 

لم يأتِ فوز فيلم «غدوة»، من بطولة وإخراج الفنان التونسى ظافر العابدين، بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد السينمائيين «FIPRESCI» من فراغ، فموضوعه الفريد غير التقليدى أهّله لحصد تلك الجائزة ضمن فعاليات النسخة ٤٣ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى.

تدور أحداث الفيلم فى أعقاب الثورة التونسية فى عام ٢٠١١، بالتزامن مع بدء حملات وطنية للمطالبة بالقصاص من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن على، لتحقيق العدالة والأخذ بالثأر.

ففى هذه الأثناء يناضل المحامى الحقوقى «حبيب بن عمر»، الذى يجسده ظافر العابدين، سعيًا وراء الأدلة والإثباتات التى تدين الحكومة السابقة، أو «حكومة الديكتاتور» كما أطلق عليها، إلى جانب المطالبة بتعويضات من المؤسسات الفاسدة.

«حبيب» منفصل عن زوجته خلال الأحداث، ويعيش مع ابنه «أحمد» فى شبه عزلة، نظرًا لسوء حالته النفسية وتوقفه عن العمل بسبب تلقى أدوية علاج نفسى، الذى يباشره ويتابعه الابن المراهق نفسه، الذى جسده الفنان الشاب أحمد برحومة.

الفيلم من كتابة وإخراج ظافر العابدين كأول تجربة كتابة سينمائية له، قدم خلالها سيناريو بشكل مركب، ظاهره أن العلاقة بين الأب وابنه هى المعضلة الأساسية التى تدور حولها الأحداث، فمن خلال هذه العلاقة تنبثق كل الأحداث، التى تبدأ بمشهد مُشجع على استكمال المشاهدة.

فى هذا المشهد نرى «حبيب» يركض فى الشارع بين رجلين يطاردانه، ولا نعرف هويتهما.. دخول مباشر وسريع إلى قلب أحداث السيناريو وخيوطه الدرامية، التى تدور حول الشخصية المحورية فى الفيلم، وهو «حبيب بن عمر» المصاب بخلل نفسى جراء تاريخه السياسى وسجنه، بالإضافة إلى شعوره بالظلم والمهانة لضحايا الثورة الذين لم يستطع تعويضهم، ما صنع تراكمات نفسية شديدة تؤثر على عمله وحياته وعلاقاته بالآخرين.

فنجده يطارد أشباحًا وشخوصًا خيالية غير موجودة على أرض الواقع، بأداء تمثيلى رائع ومحترف فى تجسيد هذا الدور النفسى، ودور الابن الذى يرعى والده، فمع تطور الأحداث ينقلب الدوران، فيصبح الابن هو الأب، والأب هو الابن الذى يهرب من مواجهة ابنه كالمراهق المخطئ الخائف من العقاب.

ويظهر هذا فى مشهد يفتش فيه الابن حقيبة والده، حتى يطمئن على أنها لا تحوى السجائر التى أقلع والده عنها، وكذلك فى مشهد إعطاء الوالد قرص الدواء، فيتظاهر «حبيب» بتناوله، ثم يبصقه فى سلة المهملات دون أن يراه الابن.

وتعد مشاهد «القط والفار» بين الأب وابنه هذه فى غاية الأهمية، لأنها تبرز جماليات السرد الدرامى فى الفيلم، الموزع على مشاهد وفقرات، وليس كما هو المعتاد فى تقديم الشخصيات وأساس الأحداث منذ البداية كنوع من «تغشيش المشاهدين».

فمن خلال مشاهد الوصايا المفروضة على «حبيب» من قبل ابنه- مثلًا- نعرف إصابته بلوثة عقلية جعلته مقيمًا فى المنزل يتلقى الاهتمام من ابنه وجيرانه، كأى مريض نفسى غير قادر على تحمل مسئولية نفسه أو غيره.

ولم تُثقل السياسة أو تقلل من شاعرية الفيلم وعذوبته، فالعلاقات الوهمية التى خاضها «حبيب»، ومنها علاقته بجارته «سعدية»، التى تعتقد أنها من أشباح خياله، تمتلئ بالحنان والاهتمام والرغبة.. لكن هناك خيالات مزعجة أخرى، مثل هروبه من أشخاص يضعون له السم فى الخبز الموضوع على مائدته داخل منزله، فكما يجد الثقة والاطمئنان، يجد الغدر على المائدة نفسها، بما يشير إلى إصابته بـ«البارانويا».

يقول «ظافر»، فى كلمته للصحافة بعد انتهاء عرض الفيلم كأول عرض عالمى فى النسخة ٤٣ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، إن قصة الفيلم مبنية على تجربة عاشها هو شخصيًا مع شقيقه الذى أصيب بمرض السرطان، وانتظروا أكثر من عام حتى جاء دوره لدخول المستشفى وتلقى العلاج، وهو ما جعله يفكر فى كيفية تقديمه المساعدة للمواطن التونسى.

وتطورت الفكرة لتشمل الكثير من القضايا التى يجب طرحها وما زالت بحاجة إلى التعديل والتطوير، تمامًا كما قالها فى واحد من مشاهد الفيلم المهمة، عندما يسلم ابنه ملف القضايا والمطالبات قائلًا: «هذا حق التوانسة فحافظ عليه عشانهم».

 

الدستور المصرية في

06.12.2021

 
 
 
 
 

عدد التذاكر التي بيعت تجاوز أكثر من 42 ألف تذكرة

اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 أحمد العياد

إيلاف من القاهرة: اختتمت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43، وذلك بدار الأوبرا المصرية، وكانت أبرز الجوائز من نصيب الممثل محمد ممدوح الذي فاز بجائزة أفضل ممثل، وكذلك فيلم "بنات عبد الرحمن" الذي حصل على جائزة الجمهور.

الحضور الجماهيري سمة المهرجان

أحد أهم مميزات مهرجان القاهرة السينمائي عبر تاريخه والتي تكررت بشكل سنوي مؤخراً هو الحضور والتفاعل الجماهيري، فتميزت هذه الدورة بحضور جماهيري هائل فعدد التذاكر التي بيعت تجاوز أكثر من 42 ألف تذكرة في نجاح كبير يضاف للمهرجان وذلك لعدة أسباب أهمها البرنامج الفني المميز للأفلام بقيادة الناقد الفني آندرو محسن.

فحصل المهرجان على العروض الأولى في الشرق الأوسط لأهم الأفلام العالمية والتي حققت نجاحاً كبيرا ً سواء في المهرجانات العالمية أو بشكل جماهيري على حد سواء. والميزة أنها متنوعة من جميع جنسيات العالم سواء شرق آسيا، أوربا، أو حتى أمريكا اللاتينية. وشهدت دورة هذا العام من المهرجان عرض أكثر من 100 فيلم، من 63 دولة، من بينها 27 فيلماً ضمن العروض العالمية الأولى، و7 أفلام ضمن العروض الدولية، و48 عرضاً لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و14 عرضا أول في الدول العربية وشمال إفريقيا، و9 عروض جالا "السجادة الحمراء".

إضافة لهذا التميز كان على الجانب الآخر الموازي للأفلام تميز الندوات السينمائية العديدة فكان الحضور الجماهيري سمة لهذه الندوات كندوة الفنانة نيلي، وكريم عبدالعزيز، أو ندوة المخرج داود عبدالسيد .

تونس نالت النصيب الأكبر من الجوائز

فيما يخص جوائز المهرجان فاز فيلم (الغريب) بجائزة أفضل فيلم عربي ، الفيلم الذي عرض ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، وهو من إنتاج سوري فلسطيني ألماني.

فيما حصل فيلم "فياسكو" الذي عرض ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، على تنويه خاص في مسابقة أفضل فيلم عربي.

أما جائزة أحسن أداء تمثيلي ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، من نصيب الممثلة عفيفة بن محمود عن دورها في الفيلم التونسي أطياف.

ونال الفيلم الوثائقي المصري ( من القاهرة) بجائزة أحسن فيلم غير روائي ضمن مسابقة الآفاق أيضا فيما حصل فيلم فياسكو على جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، ضمن نفس المسابقة.
فيما نال المخرج أمير فخر الدين على جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، عن فيلمه "الغريب "، كما حصل الفيلم التونسي "قدحة "، الذي شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، على تنويه خاص.

وذهبت جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (الفيبريسي)، لفيلم "غُدوة "، الذي شارك ضمن المسابقة الدولية، وهو الفيلم الذي عرض لأول مرة عالميا ضمن المهرجان، وهو من إخراج وبطولة الممثل التونسي ظافر العابدين.

وأعُلن عن فوز فيلمي "ثم حل الظلام " و فيلم " ولا حاجة يا ناجي.. اقفل " بجائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة، وذلك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.

كما ذهبت جائزة يوسف شاهين لأحسن فيلم قصيرة لفيلم "نقطة عمياء "، الذي شارك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة

كما ذهبت جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم إلى فيلم "دفاتر مايا "، الذي شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وذهبت جائزة تصويت الجمهور (جائزة يوسف شريف رزق الله)، إلى فيلم "بنات عبد الرحمن الذي شارك ضمن المسابقة الدولية.

وكرم المهرجان في حفل الافتتاح الممثلة المصرية الكبيرة نيللي، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وتكريم الممثل المصري كريم عبد العزيز، بجائزة فاتن حمامة للتميز، تقديرا لمسيرته المهنية.

 

موقع "إيلاف" في

06.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم تونسي يناقش قضايا الحاضر السياسية من خلال مريض نفسي

هبة ياسين

ظافر العابدين لـ"العرب": "غدوة" فيلم إنساني يتشابك مع مشاكل المجتمع.

بعد سنوات في مجال التمثيل قرر التونسي ظافر العابدين استعادة حلمه بالإخراج لأول مرة وزاد عليه التأليف والإنتاج في فيلمه الأحدث “غُدوة” الذي يتناول بشكل ذكي مواضيع سياسية وأخرى اجتماعية. وقد اعتبر العابدين أن الفيلم يحقق له حلمه في الإخراج الذي كان يراوده منذ سنوات. “العرب” كان لها هذا الحوار مع ظافر العابدين حول فيلمه الجديد، ولقاء مع أبرز نجوم الفيلم.

القاهرة– ضمن المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم الأحد، شارك الفيلم التونسي “غُدوة”، وهو التجربة الإخراجية الأولى للفنان ظافر العابدين، وتدور أحداثه حول “حبيب” وابنه “أحمد”، لكن الماضي السياسي للرجل خلال سنوات الدكتاتورية في تونس يؤثر على حاضره فتنقلب الأدوار ويجبر “أحمد” على العناية بأبيه والحفاظ على سلامته الصحية.

الفيلم من تأليف وإخراج وبطولة ظافر العابدين وسيناريو وحوار أحمد عامر، وإنتاج درة بوشوشة، وشارك في البطولة غانم الزرلي ونجلاء بن عبدالله ورباب السرايري والفنان بحري الرحالي والطفل أحمد برحومة.

الفيلم لا يتحدث عن طرف سياسي معين بينما يسعى لإظهار الحقيقة وفهم ما الذي حدث في التاريخ لتتحقق العدالة

التجربة الأولى

التقت “العرب” ظافر العابدين وتحدث مع بعض أبطاله حول كواليس صناعة الفيلم، والذي يمثل التجربة الإخراجية الأولى لظافر والتي قال إن فكرة إخراج عمل سينمائي كانت تراوده منذ فترة، خاصة أنه في بدايته الفنية عمل مساعد مخرج لمدة عام ونصف، وتكمن جاذبية الإخراج في تحمل مسؤولية عمل كامل، من طرح وجهة نظر وطريقة التصوير واختيار النص، ما يتيح الفرصة للتعبير عن الأفكار.

وحول إنجاز الفيلم ومدى الصعوبات التي واجهته للخروج إلى النور، يقول ظافر لـ”العرب”، “جاء الأمر سهلا للغاية وأرسلت السيناريو إلى المنتجة درة بوشوشة التي أبدت إعجابها وموافقتها، وطلبت البدء على الفور، ولم يمر أسبوع حتى قمنا بالتحضير وبسرعة لم أتوقعها، فثمة أفلام تستغرق سنوات لتصل إلى مرحلة إنجازها”.

ويضيف “جاء التحضير للفيلم وتصويره في ظل ظروف صعبة للغاية بالنسبة إليّ بسبب وفاة والدتي بعد أسبوعين من بداية العمل، ثم تفشى فايروس كورونا، وأعتبر نفسي محظوظا بفريق العمل الذي جعل الفيلم يظهر بصورة لائقة في وقت قياسي”.

وتوضح درة بوشوشة في تصريح لـ”العرب” أنها وظافر يعرفان بعضهما منذ عشرين عاما وعملا سويا من قبل، وحينما لاحت الفرصة للعمل معه كمخرج لم تتردد، حيث أعجبتها فكرة العمل معه، فهو يتمتع بالعزيمة والطاقة والتصميم وأدرك جودة عمله، وحينما اقترح السيناريو قرأته وأعجبها للغاية.

نجلاء بن عبداللهمن العناصر المهمة لنجاح الفيلم تحقيق اللحُمة بين كل الشخصيات

آراء سياسية متفرقة

رغم أن الكثير من الفنانين يخشون الإفصاح عن آرائهم السياسية خلال السنوات الماضية كي لا تكون لذلك تأثيرات على مسيرتهم المهنية، لكن يبدو أن ظافر العابدين لم يضع ذلك في الاعتبار عند إنجازه لفيلم “غدوة” الذي لا يخلو من الإشارة إلى قضايا سياسية متفرقة دون أن يفكر في تبعات ذلك وتداعياتها عليه مستقبلا.

 يقول العابدين “لم أخض في الأحاديث السياسية مباشرة وليست لديّ مواقف واضحة حول بعض القضايا، والفيلم عمل فني بامتياز يحكي عن المجتمع التونسي وعلاقة ابن بأبيه، وأقدّم من خلاله إطارا عاما للبلاد والأوضاع في تونس، وليكتسب الفيلم مصداقية كان لا بد من الحديث عن بعض التطورات والإشارة إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تدور في إطارها قصة الفيلم، فكانت هناك ضرورة للتطرق إلى هذا الجانب، لكن العمل يظل فيلما إنسانيا حول علاقة أب وابنه وتشابكاتها في المجتمع التونسي”.

ويشير إلى أنه لم يفكر في  تفسيرات الناس لموقفه السياسي، ولم يشغله رد الفعل على الفيلم، فما يهمه مصداقية العمل وأن تخرج القصة واقعية وقريبة إلى الناس فيصدقونها ويعيشون معها ويؤمنون بها، وعلى كل إنسان القيام بدوره ويترك مهمة تقييم التجربة للآخرين.

ويردد البطل طوال الفيلم كلمات من نوعية “المصالحة – الحقيقة – العدالة”، وحول مقصده منها، يقول ظافر العابدين لـ”العرب”، “المصالحة المقصود بها أن تتم بين المجتمع التونسي كله، فالفيلم لا يتحدث عن طرف سياسي معين، وأرى ضرورة أن تظهر الحقيقة ونفهم ما الذي حدث في التاريخ ولا بد أن تتحقق العدالة كي لا يشعر الناس بالأحقاد في دواخلهم لعدم حصولهم على حقوقهم”.

شخصية مختلفة

عن دور حبيب الذي جسده ضمن أحداث فيلم “غُدوة” والذي جاء مختلفا عن نمط أدواره السابقة يقول العابدين “حكاية الفيلم مهمة للغاية بالنسبة إليّ، وكان لا بد أن أحكيها بطريقة معينة والدور فيه عمق كبير ربما لم يتوافر في أدوار أخرى، فالحكاية هي التي فرضت أن يخرج بهذه الأبعاد، والشخصيات التي قمت بها من قبل موضوعها فرض نوعيتها وحدد اختلافها من عدمه، وأهم شيء في العمل أن يخرج متسقا والأفكار متماشية مع بعضها، والأدوار متناسبة مع الحكاية”.

وجسد ظافر العابدين شخصية “حبيب” الذي رغم مرضه النفسي ومعاناته في الحياة يظل شغله الشاغل البحث عن الوصول إلى العدالة والمصالحة بين الشعب التونسي.

ويلفت إلى أن “بطل الفيلم لديه نظرة صحيحة للمجتمع وقضية يدافع عنها حتى من قبل أن يصيبه المرض، فهو يحب العدالة والخير لتونس ويراها في مكانة معينة ومهما عاش وتأثر وما مر به من مرض سيظل يحمل وجهة نظر جيدة تجاه بلاده إلى النهاية، وأراه شخصية إيجابية في الفيلم، همه الوحيد أن تحظى تونس بمكانة أفضل، ومع الظروف العصيبة التي يعيشها والمرض فإن ذلك لم يؤثرا عليه سلبا أو يغير قناعاته”.

ويحتوي الفيلم على مشاهد تبدو كأنها الأخيرة، لكن يفاجأ الجمهور بتتابع الأحداث مرة أخرى، وأن إسدال ستار النهاية لم يحن بعد، وهو ما فسره مخرج العمل بقوله “الفيلم يوضح المعاناة اليومية للبطل، لكن لم يظهر ضمن الأحداث ما حدث معه في الماضي الذي يؤثر على كل لحظة من حياته، فهو لديه معاناة مستمرة ويرى ما لا يفهمه الناس، ويعاني من اضطرابات نفسية، فحياته ممتلئة بالاختيارات وكل اختيار يفضي إلى نهاية قد تغير حياته، ويحاول البقاء والدفاع عن نفسه واستكمال المسيرة، فهو شخصية إيجابية لا يكف عن المحاولة وفي كل مرة يتغلب على ظروفه”.

درة بوشوشةظافر العابدين يتمتع بالعزيمة والطاقة وأدرك جودة عمله

مريض نفسي

تتطلب الأدوار التي تناقش مرضا نفسيا استعدادات خاصة وطريقة معينة توضح للمشاهد أبعاد هذا الجانب ومكوناته، وحول كيفية قيامه بذلك وكيف وازن بين أدائه كممثل وبين التركيز كمخرج في الاعتماد على كادرات معينة تظهر للمشاهد الجانب النفسي يقول العابدين “كان من المهم أن أكون قريبا إلى الشخصية، فهي أهم شيء في الفيلم، وليس الديكور أو أي جوانب أخرى، وينبغي أن تتابع الكاميرا حركة البطل على الدوام، كي تعايش حالته وتصبح قريبة منه ومن تعبيرات وجهه”.

وحول  تأثير هذه الشخصية عليه في الحياة العادية خارج كواليس التمثيل أو حتى تشتيت انتباهه كمخرج أثناء تصوير الفيلم بسبب اندماجه في أدائها، يوضح “أكون على طبيعتي قبل التصوير وأركز على الشخصية في التمثيل وأحاول الخروج منها بمجرد انتهاء تصوير دوري، فهناك ممثلون يندمجون ويتوحدون مع الشخصية طوال مدة التصوير”.

ويقول “حاولت أن أكون في حالة مريحة، فكوني مخرج العمل لا ينبغي لي التفكير في نفسي فقط، وأثناء التصوير كان همي فريق العمل أكثر من نفسي، لأن أفراده مسؤوليتي، ويعطون من روحهم وقلبهم للعمل، ويؤمنون باختياراتي في العمل والإخراج وأنك ستفعل ما تراه صحيحا، فمن المهم التركيز معهم وعدم التفكير في دوري فقط، وتلك كانت طريقتي في إخراج الفيلم”.

جاءت الحوائط في منزل البطل ذات ألوان باهتة بينما ستائره من اللون الأصفر الذي عادة ما يستخدم للتعبير عن المرض النفسي، وبدا المنزل فخما ومرتبا في الماضي وساءت أوضاعه في الحاضر.

ويكشف العابدين أنه قصد تصوير حالة البيت أكثر من أي شيء آخر للدلالة على أن هذا المنزل كان يوما ما مبهرا، وتدهور حاله مع الزمن، وهذا ينعكس في نفس الوقت على ما جرى في تونس، فهي غالية علينا ونحبها للغاية وكانت في مكانة كبيرة عبر التاريخ فتشعر أن الظروف السياسية والاجتماعية جعلتها تتدهور، وهذا المنزل ما هو إلا انعكاس لتونس.

ويؤكد العابدين لـ”العرب” أن كل شخص يتربى على أشياء والمجتمع الذي يعيش فيه يؤثر عليه وعلى اختياراته، لذا فضل الاستعانة بشخصية الابن لطرح إشكالية هل يمكن أن يحقق المجتمع أحلامه من خلال الجيل المقبل، فهي علاقة مهمة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

في شخصية الابن تميز أحمد برحومة الذي جسد شخصية أحمد نجل حبيب، بأدائه السهل والقوي في الفيلم، وكان حضوره طاغيا ويشي بموهبة لها مستقبل باهر في عالم الفن، على الرغم من أن هذه تجربته الأولى في فيلم طويل.

أهم شيء في العمل السينمائي أن يخرج الفيلم متسقا والأفكار متماشية مع بعضها والأدوار متناسبة مع الحكاية

مصدر لسعادة البطل

من بين الشخصيات اللافتة في العمل “سعدية” التي جسدتها الفنانة التونسية رباب السرايري، وكانت تظهر وتختفي ضمن الأحداث، وتبدو كما لو أنها مصدر السعادة في حياة البطل المضطربة، وهي صوت البطل، وتقول له الأشياء التي يحبها وينتظر أن يسمعها، تحادثه عن الحب والجمال، فشخصية “حبيب” تعاني من الفصام والانقطاع عن الواقع، وتظهر له سعدية في الوقت الذي يكون فيه في أعلى حالات المرض، واسم “سعدية” في الثقافة المغاربية معروف بأن له علاقة بعالم الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة).

والفانتازيا التي ظهرت عليها “سعدية” مقصودة لأن الواقع غير قادر على تلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية لحبيب فخلق شخصية خيالية تلبي له هذه الاحتياجات.

غانم الزرليالدور لا يقاس بحجمه لكن بمدى تأثير وجوده ضمن الأحداث

ويقول الفنان غانم الزرلي لـ”العرب”، “عندما هاتفني ظافر العابدين بشأن الدور وحكى لي قصة الفيلم تملكتني طاقة جبارة وشعرت بأنه إنسان يحمل حلما، فهو لم يقل قم بالدور بل قال أراك معي في هذا الفيلم ودون تردد وافقت على المشاركة، وكنت مفعما بالطاقة،  خاصة مع عمق الفكرة والشخصية التي أقدمها”.

وأضاف الزرلي “لا يقاس الدور بحجمه لكن بمدى تأثير وجوده ضمن الأحداث وعلاقته بالشخصية الرئيسية في الفيلم، وهذا ما يهمني، وتيقنت أنني سأجد ظافر في واحد من أفضل الأدوار التي قدمها، وأحييه على أدائه الرائع، وأتوقع حصوله على جائزة لأنه من الجميل أن نجما في مستواه يعطينا درسا في الأداء ويجعل الناس ترانا بشكل مختلف، وسعدت لوجودي في فيلم تعبر أفكاره عنا جميعا، واستطعنا بسهولة أن نتبناها”.

وذكر الزرلي أن العمل مع مخرج هو ممثل أصلا جعل الأمور تمر بشكل سهل،  ولم نأخذ عليه ملاحظات، وكانت العلاقة تكاملية بها انحياز تام للممثل، وهو ما جعل التجربة استثنائية وممتعة.

بينما قالت الفنانة نجلاء بن عبدالله لـ”العرب”، “كان ظافر يحكي عن عمله وشخصياته بحماس بالغ، وحتى لو كان الدور صغيرا وظهوري ضمن مشهد واحد فقط خلال الفيلم لكنه جاء مهما وكان له تأثير على باقي الأحداث ويفسر ما حدث من قبل، وأؤمن أن العبرة ليست بأداء دور البطولة، لكن أن تترك بصمة وأثراً، كما أن أحد العناصر المهمة لنجاح الفيلم هو تحقيق اللحُمة بين كل الشخصيات الموجودة بالفيلم.

واتفق طاقم العمل على عدم وجود دور كبير وآخر صغير، فهناك دور يترك بصمة وآخر يمر مرور الكرام، وأهم شيء في فيلم “غدوة” أنه بدا مشروعا بمعنى الكلمة، وثمة التفاف حوله من كل المشاركين فيه، لأن ظافر العابدين في طريقة تعامله مع الممثلين وفريق العمل وحديثه عن المشروع جعل الكل يحبون الدخول في التجربة.

ولم يتعامل الجميع مع الفيلم على أنه تصوير أو مجرد عمل سينمائي، بل أكثر من ذلك، فهو مغامرة وجنون، وكانت المشاركة فيه بالنسبة إلى طاقم العمل نوعا من الجنون الجميل، ولم يشعروا بوجود حدود بين الجانب التقني والممثلين.

كاتبة مصرية

 

العرب اللندنية في

06.12.2021

 
 
 
 
 

القاهرة السينمائي يمنح هرمه الذهبي للفيلم المكسيكي "الثقب في السياج"

المصري محمد ممدوح أفضل ممثل وتونس تتوّج بأربع جوائز.

حصدت تونس نصيب الأسد بحصولها على أربع جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اختتم فعاليات دورته الثالثة والأربعين ليل الأحد/ الاثنين، ونالت جوائز عن أفلام “غدوة” و”نقطة عمياء” و”قدحة” و”أطياف”، فيما توّج المخرج المكسيكي خواكين ديل باسو بجائزة الهرم الذهبي، أرفع جوائز المهرجان، عن فيلمه الروائي الطويل “الثقب في السياج”.

القاهرة – فاز الفيلم المكسيكي “الثقب في السياج” للمخرج خواكين ديل باسو بجائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والأربعين التي أسدل الستار عليها مساء الأحد.

وتدور أحداث الفيلم على مدى مئة دقيقة في معسكر صيفي منعزل ومغلق في الريف المكسيكي، وتحت أعين معلميهم البالغين يتلقى الأولاد من مدرسة خاصة مرموقة تدريبا بدنيا وأخلاقيا ودينيا، إلى أن يؤدّي اكتشاف ثقب في السياج المحيط بالمعسكر إلى سلسلة متزايدة من الأحداث المزعجة لتنتشر الهستيريا بسرعة بين الجميع.

وفازت بجائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج لورا ساماني عن فيلم “جسد ضئيل” وهو إنتاج مشترك لإيطاليا وفرنسا وسلوفينيا، فيما ذهب الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان لفيلم “انطوائيون” من كوريا الجنوبية.

تونس تحصد نصيب الأسد من التتويجات بحصولها على أربع جوائز عن أفلام "غدوة" و"نقطة عمياء" و"قدحة" و"أطياف"

عشرون فيلما متوجا

فاز بجوائز المهرجان عشرون فيلما من إسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية والأردن وتونس ولبنان وسوريا والعراق والمكسيك وفرنسا وهولندا والمجر وألمانيا وبلجيكا.

ومنحت لجنة تحكيم المسابقة الدولية جائزة أفضل إسهام فني للمصوّر خوسيه أليون عن الفيلم الإسباني “إنهم يحملون الموت”، فيما حصل فيلم “107 أمهات” من سلوفاكيا على جائزة أفضل سيناريو.

وفاز المصري محمد ممدوح بجائزة أفضل ممثل في المهرجان عن فيلم “أبوصدام” وحصلت الإيطالية سوامي روتولو على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “كيارا”.

وقدّم ممدوح في فيلم “أبوصدام” للمخرجة نادين خان عن نص للسيناريست محمود عزت دورا معقدا يجمع بين الشراسة والانكسار، حيث تدور أحداث الفيلم حول سائق شاحنات قديم ذي خبرة اسمه “أبوصدام”، يحصل أخيرا على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، فيقرّر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرّض إلى موقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

 الدورة الأخيرة شهدت مشاركة ثمانية وتسعين فيلما من ثلاث وستين دولة، ما مثل رقما غير مسبوق في تاريخ المهرجان

وحصد جائزة تصويت الجمهور الفيلم الأردني “بنات عبدالرحمن” للمخرج زيد أبوحمدان وبطولة صبا مبارك وفرح بسيسو وحنان الحلو ومريم باشا وخالد الطريفي.

والفيلم يتناول قصة الرجل المسن عبدالرحمن الذي يملك مكتبة صغيرة في منطقة الأشرفية بالعاصمة الأردنية عمّان وتوفيت زوجته بعد أن أنجبت له أربع بنات، بينما يلصق هو بنفسه كنية “أبوعلي” في إشارة إلى الولد الذي يظل يحلم به طوال عمره.

وتعيش كل واحدة من بنات عبدالرحمن حياة مختلفة تماما عن الأخرى دون اكتراث بمشكلات بعضهنّ البعض أو مشكلات الأب الحياتية ومعاناته اليومية، إلى أن يلتقين الأربع في بيت الأب للمرة الأولى منذ سنوات، ليكتشفن أنه خرج ولم يعد، فتبدأ رحلة بحث طويلة عنه تحمل الكثير من الشجار والمفارقات، وتكون في الوقت نفسه فرصة لكل منهنّ لإعادة النظر في حياتها واتخاذ قرارات جريئة لتعديل مسارها.

وفي إطار الحكي الرئيسي عن الأسرة والعادات والتقاليد وتحديدا تربية البنات في المجتمعات العربية يعرّج الفيلم على قضايا شائكة مثل العنف الأسري وزواج القاصرات والتمييز بين الجنسين والنقاب.

وترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج الصربي البارز إمير كوستوريتسا، وشارك في عضويتها المخرج الهندي تشايتانيا تاماهاني، والمؤلف الموسيقي اللبناني خالد مزنر، والممثلة الأميركية ماريسا بيرنسون، والممثلة المصرية نيللي كريم، والممثلة الفرنسية نورا آرنزدر والمخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني.

وأقيم حفل الختام بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية وقدّم خلاله المغني والملحن حميد الشاعري أغنية “الأفلام” التي جهّزها خصيصا للمهرجان.

تتويجات تونسية

حصدت تونس نصيب الأسد من التتويجات بحصولها على أربع جوائز، حيث ذهبت جائزة أفضل أداء تمثيلي سواء نساء أو رجالا إلى الممثلة التونسية عفاف بن محمود عن دورها في فيلم “أطياف”، كما نوّهت لجنة تحكيم المسابقة بالفيلم التونسي “قدحة” للمخرج أنيس الأسود.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة فاز بالجائزة الفيلم التونسي “نقطة عمياء” للمخرج لطفي عاشور، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة إلى فيلمي “ولا حاجة يا ناجي.. اقفل” من مصر و”ثم حل الظلام” من لبنان.

كما حصد الفيلم التونسي “غُدوة” بطولة وتأليف وإخراج ظافر العابدين جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين “فيبريسي” في أولى تجاربه الإخراجية وهو من بطولة غانم الزرلي ونجلاء بن عبدالله ورباب السرايري والبحري الرحالي والطفل أحمد برحومة.

محمد حفظيالمهرجان حقق هذا العام رقما قياسيا في عدد التذاكر المباعة

وتدور أحداث الفيلم حول “حبيب” وابنه “أحمد”، لكن الماضي السياسي للرجل خلال سنوات الدكتاتورية في تونس يؤثّر على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية بأبيه والحفاظ على سلامته الصحية.

وفي مسابقة “آفاق السينما العربية” فاز بالجائزة الفيلم اللبناني “دفاتر مايا” للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، فيما حصل الفيلم الوثائقي “من القاهرة” للمخرجة هالة جلال على جائزة أفضل فيلم غير روائي، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم اللبناني “فياسكو” للمخرج نيقولا خوري.

وفي مسابقة “أسبوع النقاد” فاز بالجائزة فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخرالدين من سوريا وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلم “جذور برية” من المجر.

وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي في جميع مسابقات المهرجان وقدرها عشرة آلاف دولار “الغريب” للمخرج السوري أمير فخرالدين، كما نوّهت لجنة التحكيم بفيلم “فياسكو” للمخرج اللبناني نيقولا خوري.

وقدّم صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر جائزة “الأسرة والسكان” إلى فيلم “امتحان” للمخرج الكردي شوكت أمين كوركي.

وقال المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان في الختام إن الإقبال هذا العام “كان غير مسبوق” خلال الأيام العشرة الماضية، حيث امتلأت قاعات الأوبرا بالحضور وسادتها حالة من الفرحة “ليس فقط لمشاهدة الأفلام لكن لحضور الندوات والمحاضرات واللقاءات”، مشيرا إلى أن عدد التذاكر المباعة في هذه الدورة تجاوز اثنا وأربعين ألف تذكرة.

وأضاف أن المهرجان لا يفخر بتحقيق رقم جديد للحضور فحسب، بل أيضا للمحتوى الذي يقدّمه والفرص التي يتيحها سواء لتمويل الأفلام الجديدة من خلال أيام القاهرة لصناعة السينما أو التعلم وتبادل الخبرات.

وكرّم المهرجان في حفل الختام المنتج الأميركي لورانس بيندر والمخرج الفرنسي تيري فريمو رئيس مهرجان كان السينمائي، فيما كرّم في حفل الافتتاح الفنانة المصرية المخضرمة نيللي كريم بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، والفنان المصري كريم عبدالعزيز بجائزة فاتن حمامة للتميز تقديرا لمسيرته المهنية.

 المخرج المكسيكي خواكين ديل باسو يحصد أرفع جوائز المهرجان، الهرم الذهبي عن فيلمه "الثقب في السياج"

واختتم المهرجان دورته بلفتة إنسانية من خلال دعوة الفنان المصري المخضرم رشوان توفيق (88 عاما) لحضور حفل الختام وتسليم الجوائز، وهو الذي تعرّض مؤخرا لأزمة عائلية مؤثرة أثارت جدلا واسعا في مصر، بعد أن ظهر باكيا في أحد البرامج التلفزيونية، كاشفا عن إقامة ابنته دعوى قضائية عليه بسبب خلاف مادي.

وشهدت الدورة الأخيرة مشاركة أكثر من ثمانية وتسعين فيلما، من مئة فيلم من ثلاث وستين دولة، توزّعت بين ستة وسبعين فيلما طويلا واثنا وعشرين فيلما قصيرا، من بينها سبعة وعشرون فيلما ضمن العروض العالمية الأولى، وسبعة أفلام ضمن العروض الدولية، وثمانية وأربعون عرضا للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأربعة عشر عرضا أول في الدول العربية وشمال أفريقيا.

ويعدّ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أقدم المهرجانات في العالم العربي؛ إذ عقد دورته الأولى في عام 1976، وينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة “أ” في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس.

 

العرب اللندنية في

07.12.2021

 
 
 
 
 

(القاهرة) وطريق الأشواك

طارق الشناوي

الإنجاز أراه كبيرا، إلا أن الأمر لا يخلو من أخطاء بعضها مجانى، منحت المتربصين سلاحا للانقضاض على التجربة برمتها.

حضور كل من الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز والفنان القدير رشوان توفيق توزيع جوائز الختام حالة إبداعية خاصة، فهو تكريم مزدوج كرم المهرجان لبنى ورشوان، وهما فى نفس الوقت منحا الجائزتين قيمة إضافية.

انتهت أمس الأول فعاليات الدورة 43، تمكن المهرجان فى السنوات الأربع الأخيرة من تحقيق قفزة نوعية بقيادة الكاتب والمنتج محمد حفظى، وهو ما يحسب لوزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم، فهى التى دعمته وراهنت عليه، كان حفظى بعيدا عن المنصب، الأصح كان مستبعدا، لجنة السينما المنوط بها قبل أربعة أعوام اختيار رئيس المهرجان لم تستطع الحسم.

فشلت المحاولات مع حسين فهمى الذى اعتذر فى اللحظات الأخيرة، واستقبلت د. إيناس الإعلامى الكبير الراحل الكبير يوسف شريف رزق الله (شيخ حارة المهرجانات السينمائية) رشح لها ثلاثة حسب الترتيب، محمد حفظى ودرية شرف الدين وسمير سيف، واختارت الوزيرة الترشيح الأول.

كثيرا ما التقينا أنا وحفظى فى مهرجانات خارج الحدود، قبل أن يصبح مسؤولا عن القاهرة، فهو شغوف بالسينما ومتابعة تطور لغة السرد، وهو أيضا كمنتج له تواصل مع الشركات والمنصات العالمية مثل (نتفلكس).

يتحرك حفظى على الأشواك، فهو داخل الملعب كمنتج، والخطوط بالضرورة تتماس، الكثير من هذه الاتهامات تكذب نفسها بنفسها، قرأت أن تيرى فريمو مدير مهرجان (كان) كرمه مهرجان (القاهرة) لأنه منحه جائزة لفيلم (ريش) الذى شارك حفظى فى إنتاجه، ولم يدر من ألقى بهذا الحجر فى وجه حفظى وفريمو أن قسم (أسبوع النقاد) مستقل تماما عن إدارة (كان).

المهرجان يحقق طموحا متجاوزا سقف من سبقوه، إلا أنه لايزال بحاجة إلى قدر من الضبط والربط مثلا جائزة (الجمهور) التى تحمل اسم يوسف شريف رزق الله، قد يصوت على نفس الفيلم المتفرج مرتين ولم توضع آلية تحول دون ذلك.

لا يعنى هذا أن الفيلم الفائز هذا العام (بنات عبدالرحمن) لا يستحق، كنت حاضرا فى المسرح الكبير وشاهدت مدى تجاوب الجمهور، واللهجة الأردنية لم تُشكل أى عائق، كثيرا ما كانت الجماهير تصفق وتضحك للنجمات الأربع، فهو على موجة الناس تماما، رغم أنه كان بحاجة إلى درجة هدوء أكثر على مستوى الصياغة الدرامية والإخراجية.

يحسب للمهرجان اختياره للتكريمات المصرية نيللى وكريم عبدالعزيز، وإسناد رئاسة لجنة التحكيم للمخرج الكبير أمير كوستاريتسا، وتقديم استعادة لفيلم داود عبدالسيد (الكيت كات)، وينبغى أن تتسع تلك الإطلالة أكثر.

فريق العمل والإدارة الفنية برئاسة أندرو محسن تستحق التقدير، فى ظل شراسة المنافسة، يسبق (الجونة) (القاهرة) بنحو شهر، ويأتى بعده مباشرة (البحر الحمر) ولديهما إمكانيات مادية لا تقارن أبدا بالقاهرة، استطاع المهرجان بفريق عمل مدرب تحقيق إنجاز، كما أن رئيس المهرجان نجح فى إقناع عدد كبير من الرعاة، وهكذا تضاعفت الميزانية بدون أن تتحمل الدولة أعباء.

بالمقارنة بالسنوات الأخيرة، حقق المهرجان هذا العام إقبالا جماهيريا ملفتا، ورغم ذلك مازلت أنتظر فى العام القادم مضاعفة عدد دور العرض خارج أسوار دار الأوبرا وعودة مرة أخرى للتزاحم فى الشارع، لتعيش القاهرة كل طقوس المهرجان!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

07.12.2021

 
 
 
 
 

الأفلام الاجتماعية والإنسانية تحصد جوائز المهرجان.. «القاهرة السينمائي» يُسدل الستار على دورته الـ43

عرض الأفلام الفائزة للجمهور بدار الأوبرا.. والمهرجان: طرح 30 ألف تذكرة خلال فعاليات استمرت 9 أيام

كتب: أنس علاممحمود زكي

بحضور «كامل العدد» أسدل الستار على الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بدار الأوبرا المصرية، وبمشاركة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، كما تم عرض الفيلم الفائز بالهرم الذهبى عقب حفل الختام، وأعيد عرض الأفلام الفائزة بالجوائز، الاثنين، في دار الأوبرا ليتمكن الجمهور والمتخصصون من متابعتها مرة أخرى، وأعلنت إدارة المهرجان عن طرح 30 ألف تذكرة لرواد المهرجان خلال الفعاليات التي استمرت ٩ أيام.

ومنح الفيلم الروائى «الثقب فى السياج - The Hole in the Fence»، جائزة الهرم الذهبى لأحسن فيلم وهو من إخراج خواكين ديل باسو، وإنتاج المكسيك، وبولندا، ومدته 100 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم في معسكر صيفى منعزل ومغلق في الريف المكسيكي، وتحت أعين معلميهم البالغين، يتلقى الأولاد من مدرسة خاصة مرموقة تدريبا بدنيًا وأخلاقيًا ودينيًا، يؤدي اكتشاف ثقب في السياج المحيط إلى سلسلة متزايدة من الأحداث المزعجة وتنتشر الهستيريا بسرعة.

وفاز فيلم «غُدوة- Tomorrow»، الذى شارك ضمن المسابقة الدولية، بجائزة الاتحاد الدولى للنقاد (الفيبريسي)، وهو من إخراج ظافر العابدين، وإنتاج تونس، ومدته 96 دقيقة، والأحداث حول حبيب، الذى تجمعه حالته الصحية بنجله من زواجه السابق أحمد، الذى يبلغ من العمر 15 عاما، ويؤثر الماضى السياسى لـ«حبيب» خلال سنوات الديكتاتورية فى تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويُجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.

وفاز بجائزة أفضل فيلم عربى «الغريب- The Stranger»، الذى عُرض ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، وهو من إخراج أمير فخر الدين، وإنتاج سوريا وفلسطين وألمانيا، ومدته 112 دقيقة.

وتدور أحداث الفيلم فى قرية صغيرة فى هضبة الجولان المحتلة، حول طبيب بائس، وبلا رخصة عمل، يعيش أزمة وجودية، وتأخذ حياته منعطفًا آخر غير محظوظ عندما يواجه رجلًا أُصيب فى الحرب فى سوريا، متحديًا كل توقعات المجتمع فى أوقات الحرب والأزمة الوطنية، حيث يغامر بالخروج للقاء مصيره الجديد.

وحصد فيلم «بنات عبدالرحمن- Daughters of Abdul Rahman» إخراج زيد أبوحمدان، وإنتاج الأردن، ومدته 118 دقيقة - جائزة تصويت الجمهور (جائزة يوسف شريف رزق الله)، وأحداث الفيلم تدور فى حى للطبقة المتوسطة الدنيا فى عمان، حيث تعيش زينب العزباء ومتوسطة العمر حياة كئيبة وتعمل خياطة محلية وتعول والدها، وبعد أن رآها والدها عن طريق الخطأ فى ثوب للزفاف تقوم بتعديله، من أجل ابن عمها، تستيقظ زينب لتجد والدها مفقودا.

وحصد فيلم «دفاتر مايا- Memory Box»، الذى شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم، وهو من إخراج جوانا حاجى توما، وخليل جريج، وإنتاج فرنسا، ولبنان، وكندا، ومدته 102 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم حيث تدخل أليكس عالم والدتها مايا، وهى أم عزباء تعيش فى مونتريال، وفى ليلة عيد الميلاد تتلقيان شحنة غير متوقعة: دفاتر وأشرطة وصورا أرسلتها مايا إلى صديقتها المقربة من بيروت فى الثمانينيات، وترفض مايا فتح الصندوق لكن أليكس تبدأ سرا فى الغوص فيه.

وفاز فيلم «فياسكو- Fiasco»، الذى شارك فى مسابقة آفاق السينما العربية، بجائزة صلاح أبوسيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، وهو فيلم وثائقى عرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من إخراج نقولا خورى، وإنتاج لبنان، وهولندا، ومدته 70 دقيقة، وتدور أحداثه عقب رحيل والده وفى مواجهة مع السؤال الذى طالما أرقه لسنوات طويلة، يقرر المخرج الشاب أن يزيح هموم الإجابة عن نفسه لينقلها إلى أسرته الصغيرة عبر حالة من البوح غير المشروط.

وحصد الفيلم الوثائقى، «من القاهرة»، جائزة أحسن فيلم غير روائى ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وهو من إخراج هالة جلال، وإنتاج مصر، ومدته 64 دقيقة، وتدور أحداث الفيلم فى القاهرة هنا والآن، فى محاولة لأن تسكت خوفها الخاص من المدينة، تتبع المخرجة فتاتين تعيشان فى العاصمة الملوثة بالقسوة والنفور والتحرش، والاستعداد لقبول المرأة فقط فى وضع المفعول به.

وفاز فيلما «ثم حل الظلام- Then Came Dark»، و«ولا حاجة يا ناجى.. اقفل- It’s Nothing Nagy، Just Hang up»، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة مناصفة، وذلك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.

أما الفيلم الروائى «ثم حل الظلام- Then Came Dark»، إخراج مارى روز اسطا، وإنتاج لبنان، ومدته 15 دقيقة، والأحداث تدور حيث ينبثق الضباب، وتنطلق رياح عاصفة، وتتحول الغابة إلى ظلام، ويسحب رجلان شجرة كجثة، فى غابة فى جبال لبنان، حيث ينهار ميثاق التوازن غير المعلن بين القرويين وقوى الطبيعة، تقول الأسطورة إن الانتقام لابد أن يحدث.

أما الفيلم الوثائقى «ولا حاجة يا ناجى.. اقفل- It’s Nothing Nagy، Just Hang up»، من إخراج يوحنا ناجى، وإنتاج مصر، ومدته 30 دقيقة، فتدور أحداثه فى أوقات الوباء، حيث يحتفل المسيحيون بالأسبوع المقدس افتراضيا، بما فى ذلك عائلة المخرج يوحنا ناجى، حيث يقضى وقته مع جدته فى تعليمها الإنترنت.

وفاز الفنان محمد ممدوح بجائزة أحسن ممثل، عن دوره فى فيلم «أبوصدام»، الذى شارك ضمن عروض المسابقة الدولية، والفيلم روائى طويل عرض لأول مرة عالميا ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج نادين خان، وإنتاج مصر، ومدته 89 دقيقة، والأحداث تدور حول سائق شاحنات قديم ذى خبرة يدعى «أبوصدام»، يحصل أخيرا على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالى بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، يقرر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرض لموقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

وحصدت «سوامى روتولو»، جائزة أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «كيارا- A Chiara»، الذى شارك ضمن منافسات المسابقة الدولية، وعرض لأول مرة فى الدول العربية وشمال إفريقيا، ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج جوناس كاربينيانو، وإنتاج إيطاليا وفرنسا، ومدته 121 دقيقة، ودارت أحداث الفيلم حول عائلة المراهقة كيارا، التى تبدو سعيدة، وتجد نفسها مهددة فجأة بانهيار علاقتها بعد الاختفاء المفاجئ للأب، مما يدفع كيارا لتسخير كل طاقتها للبحث عن سبب اختفائه.

وفازت الممثلة عفيفة بن محمود عن دورها فى فيلم «أطياف- Streams»، بجائزة أحسن أداء تمثيلى ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والذى عرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج مهدى هميلى، وإنتاج تونس، لوكسمبرج، فرنسا، وأحداث الفيلم تدور فى تونس العاصمة، حيث تسجن آمال على خلفية اتهامها بالزنى، وبعد إطلاق سراحها تبدأ فى رحلة البحث عن ابنها الوحيد مؤمن، لاعب كرة القدم، تأخذها الرحلة إلى أحشاء المدينة، محاولة العثور على ما فقدته من ذاتها والتصالح مع مجتمع عنيف ومتطرف.

وشهدت الفعاليات الختامية للمهرجان تكريم المنتج الأمريكى لورانس بيندر، وسلم محمد حفظى، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، «بيندر» التكريم، وذلك بحضور عدد كبير من النجوم والسينمائيين والصحافة والإعلام، ورشح «لورانس بيندر» مرتين لجائزة الأوسكار، وكان قد شارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، من خلال تقديم محاضرة ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما، وأدارها المخرج هانى أبوأسعد.

 

####

 

وزيرة الثقافة تشهد حفل ختام الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (صور)

كتب: سحر المليجي

شهدت الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، حفل ختام الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وسلمت جائزة الهرم الذهبى لأفضل فيلم والتى نالها فيلم «الثقب في السياج- The Hole in the Fence»، من إخراج خواكين ديل باسو. وذلك على مسرح الاوبرا الكبير وبحضور المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان، المخرج الفرنسى تيرى فريمو رئيس مهرجان كان، خوسيه اوكتافيو سفير المكسيك بالقاهرة، هونج جين ووك َسفير كوريا الجنوبية في مصر، لورانس بيندر احد اهم المنتجين في العالم وعدد من ممثلى الدول ونجوم وصناع الفن السابع المصريين والعالميين.

وجهت الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعمه المتواصل وإيمانه بعمق وأهمية الابداع في بناء الشخصية المصرية وتنمية ادراكها بمتطلبات الدولة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

واشارت إلى الحرص على اقامة الفعاليات الفنية بكافة الاجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا مما كان له من دور كبير في إقامة المهرجان وخروجه بمستوى يليق بَمكانة وريادة مصر.

كما تقدمت بالشكر للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على تقديمه كافة أشكال الدعم لإقامة الفعاليات الكبرى بالوزارة، وإلى وزارات الصحة والداخلية وكل من ساهم في نجاح هذه الدورة كما وجهت التحية لرئيس المهرجان وفريق العمل .

واكدت إن الثقافة والفنون بمختلف الصور تُعد ضمانة فاعلة للتقارب الوجداني بين الشعوب، وأوضحت أن نجاح هذه الدورة يجسد انتصاراً مبهراً لصناعة السينما، وقدرتها على الصمود في مواجهة كافة التحديات التي يواجهها أي مجتمع، وأثنت على ماشهدته هذه الدورة من الحضور الكبير للجمهور والرواج الذي حظيت به كافة عروض المهرجان.

من جانبه وجه رئيس المهرجان محمد حفظي الشكر لوزارة الثقافة على دعمها والذى يرسخ حقيقةً إيمان الدولة بقيمة الفنون في تشكيل وعي المجتمعات ووجه الشكر للجان التحكيم واعضاء اللجنة العليا والرعاة وكل من ساهم في خروج هذه الدورة للنور، وأوضح ان التواجد الجماهيرى للمهرجان كان كبيرا جدا بالنسبة لحضور العروض والفعاليات المصاحبة وعبر عن سعادته بمحتوى الافلام التي تم عرضها .

قدمت الحفل جاسمين طه وشارك فيه الفنان حميد الشاعري، كما قام العديد من الفنانين الكبار بتسليم عدد من الجوائز منهم الفنانة القديرة لبنى عبدالعزيز، الفنان الكبير رشوان توفيق، الفنانة نيللي كريم، الفنانة أمينة خليل.

كما تضمن الحفل تسليم جوائز وتكريمات على هامش الفعاليات وهي، جائزة unfpA وقدمتها جيرمان حداد الممثل المساعد لصندوق الامم المتحدة للسكان في مصر، وذهبت لفيلم الامتحان للمخرج شوكت أمين وتسلمها الناقد كاظم السلومي.

جائزة منصة تيك توك وقدمها هاني كامل مدير محتوى تيك توك لشمال افريقيا، وجائزة أحسن ممثل وذهبت للممثلة أمل سمير عن فيلم كرامتك، وجائزة احسن ممثل ذهبت للممثل حمدي عاشور عن فيلم تاتو، وجائزة أحسن فيلم «نورها اختفى» للمخرج على خالد، كما تضمن الحفل تكريم المنتج الامريكي لورانس بيندر، وتكريم تيرى فريمو مدير مهرجان كان.

واختتم الحفل بعرض الفيلم الفائز بجائزة الهرم الذهبي وهو فيلم الثقب في السياج- The Hole in the Fence«، من إخراج خواكين ديل باسو، وذلك على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية.

 

المصري اليوم في

06.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004