ملفات خاصة

 
 
 

عن مهرجانات سينمائية عربية:

لا حِرفيّة ومهنيّة بل أمزجة وعلاقات

نديم جرجوره

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

إدارات مهرجانات سينمائية عربية عدّة، تُقام في مدنٍ عربية وغربية، غير مؤهّلة لإدارة وتنظيم يليقان بالسينما، وبنتاجاتها العربية والغربية، وبما يحيط بها من صناعة وصحافة ونقد. المحسوبيات غالبةٌ. عاملون وعاملات في تلك الإدارات يتصرّفون وفق أمزجة وهواجس وعلاقات خاصة بهم وبهنّ، على حساب الصنعة والمهنةالمهرجان السينمائي صنعة ومهنة، تتطلّبان حِرفية عالية، ووعياً معرفياً ناضجاً، والتزاماً بقواعد مهنية بحتة، لا بارتباطات ذاتيّة وشخصية، إنْ تكن الارتباطات إيجابية أو سلبية، والسلبية أسوأ، فسلوك عامل أو عاملة في إدارة مهرجان مع أفرادٍ يعملون في السينما والنقد والصحافة، وفق عداءٍ شخصيّ، يُسيء إلى المهرجان والسينما، بعد إساءته إلى العامل والعاملة، وإلى الإدارة كلّها.

المأزق منبثقٌ من عادة أصيلة في كيفية صُنع مهرجان سينمائي عربي، انطلاقاً من الدعوات المجانية (تذكرة سفر، وإقامة في فنادق، بعضها 5 نجوم، مع مأكلٍ ومشربٍ أحياناً). هذا يُشير ضمناً إلى أنّ صاحب الدعوة يتحكّم بالمدعو وبمهنته، وتحديداً ذاك الذي يعمل في النقد والصحافة والإعلام. الدعوة المجانية تعني، ضمناً، أنّ كلّ قراءة غير مادحةٍ وغير مُتملّقة تؤدّي، غالباً، إلى امتناع إدارة المهرجان عن دعوة صاحبها لاحقاً. ولأنّ الدعوة مجانية، يُتاح للمتحكّم في لوائح الضيوف فرصة اختيار من يشاء، بحسب علاقته بمن سيُدعى. الطامة الكبرى تحصل إنْ يكن المتحكّم في تلك اللوائح ملحقاً/ ملحقة صحافياً لمخرج أو مخرجة، والمدعو ناقدٌ له قراءات نقدية في أفلامٍ لهذا المخرج أو لتلك المخرجة، والقراءات غير مُستحَبّة، لأنها غير متزلّفةٍ.

يقول مدير مهرجان عربي لناقدٍ (التحفّظ عن ذكر الاسمين متأتٍ من عدم وجود دليل ملموسٍ على هذا القول) إنّ لديه مشكلة في مسألة الدعوات: "هل سأدفع تكاليف مختلفة لدعوة ناقدٍ، ثم يكتب الناقد ما لا يتلاءم والمهرجان؟". الدعوات المجانية مصيبة، وإلغاؤها عربياً يؤثّر سلباً على مهرجانات تريد مديحاً، ومعظم المدعوين والمدعوات يوافقون ضمناً على المديح، فالسفر مطلبٌ يتجاوز السينما إلى التسوّق والنزهة والسياحة. إدارات مهرجانات عربية قليلة تُكرِّم نقّاداً وصحافيين سينمائيين، فتكون الدعوة مجانية والكتابة حرّة، وهذا مهمّ وأساسيّ.

أما المزاج فأسوأ الحاصل في إدارات مهرجانات. متحكّمون ومتحكّمات بلوائح الدعوات يُلغون أسماءً ويُضيفون أخرى وفق علاقاتهم وعلاقاتهنّ بأصحاب تلك الأسماء. هذا يُسقط عن المهرجان حرفيّته ومهنيّته ومعناه. المشكلة أنّ هؤلاء يتصرّفون بهذه الطريقة، وهم يعملون في مهرجانات إمّا حديثة جداً، وإمّا منهارة جداً، وإمّا متخبّطة بأزماتٍ وخلل. يظنّ هؤلاء أنّ المهرجانات التي توظّفهم ترتقي إلى مصاف برلين و"كانّ" وفينيسيا ولوكارنو وتورنتو وأمستردام وكليرمون فيران وكارلوفي فاري، وبعض آخر غيرها، وأنّ المهرجانات السينمائية العربية تؤثّر في مسار السينما ومستقبلها، وتمنح مدعويها شهرةً لا مثيل لها، بينما الواقع يقول إنّ بعض تلك المهرجانات مجرّد واجهة إمّا لتغييب فظاعة ما يحدث في هذا البلد العربي أو ذاك من ارتكاباتٍ تبلغ مرتبة الإجرام أحياناً، في الثقافة والفنون والإعلام والصحافة، كما في الاجتماع والاقتصاد والعيش والعلم والمعرفة والحريات؛ وإمّا للحصول على أموالٍ من جهات رسمية أو خاصة، لتلميع صورة من يدفع، وإشهار اسمه في العالم كمهتمّ بالثقافة والفنون وغيرها، عبر السينما، بينما تنحدر صلته بالسينما إلى حدّ الانقطاع المطلق، غالباً.

الأموال لن تصنع احتراماً وثقة. الأمزجة في مهن كهذه اهتراء وانهيار. صُنع مكانة لمهرجانٍ، في بلده أو محيطه أو العالم، يحتاج إلى حِرفيّة ومهنيّة غير مرتبطتين بالمال والمزاج، فالمال والمزاج يحولان دون إنجاح المهرجان، إنْ يكتفي المهرجان بهما. وظيفة المسؤول الصحافي في مهرجانٍ يُفترض بها أنْ تتحرّر من مزاجيته، خصوصاً إنْ يكن هو نفسه ملحقاً صحافياً ـ إعلامياً لهذا المخرج أو لتلك السينمائية.

القراءة النقدية فعلٌ ثقافي وأخلاقي ومهني، لن يخضع لابتزازٍ إنْ يكن الناقد متصالحاً مع ذاته في مهنته وثقافته وحياته. نقّاد عديدون يُدركون هذا، فيُلبّون دعوات مجانية من دون انتقاصٍ من ذواتهم ومهنتهم ووعيهم وثقافتهم، فتبتعد كتابات لهم عن المهرجان كصنعةٍ، وتنصرف إلى أفلامٍ وحواراتٍ، وهذا ضروري ومهمّ. بعضٌ آخر يُفضِّل الامتناع عن هذا كلّه، فالمهرجانات الدولية كثيرة، وحضور دوراتها مُتاح، وبعضها يُقدِّم دعوات شبه مجانية من دون مُقابل، باستثناء إرسال عمل المدعو إلى إدارة المهرجان، وهذا الاستثناء غير مهتمّ بنوع الدعوة (مجانية أو غير مجانية)، لأنّ إرسال عمل الناقد أو الصحافي السينمائي إلى المهرجان جزءٌ من مهنة الناقد والصحافي والمهرجان معاً.

عربياً، هناك ما هو أسوأ أيضاً: العلاقات بين الدول على مستوى القيادات الحاكمة. مهرجان سينمائي يُقام في مدينة عربية يرفض دعوة ناقدٍ أو صحافيّ سينمائي يعمل في مؤسّسة تابعة لدولةٍ عربية "مُعادية" لدولة المهرجان. تخيّلوا، ولو قليلاً، أنّ مهرجان "كانّ" يمنع حضور نقّاد وصحافيين وسينمائيين من ألمانيا، إنْ تنشب بينهما خلافات في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية. "طردلارس فون ترير من "كانّ" ذات مرّة متأتٍ من "مزحةٍ إيجابية" له عن هتلر، لا أكثر. لكنّ السينمائي الدنماركي عائدٌ لاحقاً إلى "كانّ" مُعزّزاً مُكرّماً. عربياً، تخشى إدارات مهرجانات عدّة من دعوة عاملين وعاملات في مؤسّسات دولة عربية يرونها "على عداء" مع دولة تنتمي الإدارات إليها. هذا يُناقض أصول المهنة كلّياً. هذا يعكس واقعاً عربياً، لن تكون السينما وحدها ساحة لصراعاته.

هذا رأيٌ لا علاقة له بدعوة مجانية إلى مهرجانٍ أو إلى آخر، أو بغياب دعوة كهذه. حضور مهرجانات سينمائية عربية ثقلٌ لناقدٍ يُدرك أنّ كتابة كهذه غير مؤثّرة، وغير مُثيرة لانتباه أو نقاش. ثقلٌ ناتجٌ من انهياراتٍ شتّى، وخللٍ فظيع، وارتباكات مزعجة، واشتغالاتٍ غير حرفيّة وغير مهنيّة في مهرجانات سينمائية عربية عدّةالمهرجانات السينمائية العربية المهمّة قليلةٌ، رغم خضوعها لسلطاتٍ، تمنح مالاً وتفرض رقابة. هذا القليل مطلوب، والرغبة في تطويره حقيقية وصادقة وشفّافة.

بعضٌ من التواضع مُفيدٌ للغاية. كثيرٌ من الحرفيّة والمهنيّة جوهر النجاح المطلوب. لكنْ، أهناك من يقرأ ويهتمّ؟

 

العربي الجديد اللندنية في

03.12.2021

 
 
 
 
 

أمير كوستوريتسا لـ «الأخبار»:

مشكلة السينما المعاصرة أنّها تجري خلف الحقيقة

وسام كنعان

كل شيء يوحي بأن أمير كوستوريتسا مختلف تماماً. بساطته. تواضعه. نظراته الذكية. وتعليقاته المقتضبة الساحرة. والكاريزما التي يتمتّع بها بدرجة تفوق النجوم. تعاطيه المعافى تماماً من أي تصنّع أو تكلّف مع الناس، لدرجة يمكنه أن يستجيب لأن يلتقط بنفسه صوراً تذكارية لكل من يطلب منه ذلك! الرجل يرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية في الدورة 43 من مهرجان القاهرة السينمائي.

رغم أن المخرج الصربي المعروف يحكي بمنطق مختلف عما تفهمه العامة عن فيلمه «مارادونا»، لكنّه صار معروفاً شعبياً على مستوى واسع من قبل جمهور ربما لم يهتم يوماً بالسينما كما فعل مع كرة القدم، بعدما صنع هذا الشريط. لأنه حبكه بغوص عميق في الكواليس الخلفية لحياة اللاعب الاشهر في العالم. فكانت النتيجة قصة متينة عن أسطورة كرة لا تتكرر! هكذا، صار لأمير كوستوريتسا شعبية مختلفة جذرياً عن غالبية عظماء السينما في العالم، بذريعة هذا المنجز الثري الذي قال عنه أمس في حوار مفتوح مع جمهور «مهرجان القاهرة السينمائي»: «عندما صورت هذا الفيلم، سألت لماذا تنتج فيلماً عن مارادونا؟ فقلت لن أعرف إنجاز فيلم عن بيكهام مثلاً! نعم هو لاعب بارع، لكن ليس في حياته ما يجذبني لأنتج فيلماً عنه. مارادونا حطّم حياته، عندما يحطم بيكهام حياته، سأصوّر عنه فيلماً» فيما يجيب على سؤال حول ما إذا كان يعرف نجم الكرة المصري محمد صلاح، وماذ إذا كان مهتماً به سينمائياً يوماً ما، أجاب: «صلاح لاعب ممتاز ورشيق ويتمتّع بصحة جيدة. نحن نراه يركض بلياقة عالية، ويحرز الأهداف، ويتسم بصفات بدنية ممتازة. لم نره يوماً مغمى عليه من شرب الكحول، أو أنه مطروح أرضاً في زاوية قذرة بسبب تعاطي المخدرات. الأمر كان مع مارادونا مختلفاً». المخرج الصربي حازت أعماله جوائز هامة من كبرى المهرجانات الدولية. فقد فاز شريطه «عندما كان الأب بعيداً عن العمل» (1985) بجائزة «مهرجان كان»، وترشّح للأوسكار، كما نال الجائزة ذاتها في فيلمه «زمن الغجر» (كتابة جوردان ميهيتش) وحصل فيلمه «تحت الأرض» الذي يحكي عن معاناة البلقان على السعفة الذهبية الثانية في «مهرجان كان السينمائي» عام 1995. كذلك، حصل Arizona Dream الذي يعد أول فيلم له باللغة الإنكليزية، على جائزة «الدب الفضي» من «مهرجان برلين السينمائي» عام 1993.

يحكي أمام الجمهور العربي عن هاجسه عندما يقرر أن يصنع فيلماً جديداً فيقول: «دائماً أشعر كأني متّ وعدت لأخبركم عما حصل معي» فيما يروي مصادفة دخوله للسينما. المفترق الذي وضعته عليه عائلته: «كان دخولي السينما لحظة مفصلية. خلّصني من الانحراف والاجرام. الشذوذ والخروج عن المألوف في أفلامي ليس انعكاساً لحياتي، إنما هي محاولة إبهار. أتذكّر علاقتي الأولى بالسينما كانت كممثل. قلت جملة في فيلم، وحذفت لاحقاً في المونتاج لأنّ صوتي كان متهدجاً بسبب التوتر الهائل، لذا حتى الآن أعتقد أنني ممثل جيد في الحياة ورديء في السينما.. لاحقاً كان على والدي ووالدتي أن يخلّصاني من الانحراف بدراسة السينما. المفارقة أنّه عندما بدأت الدراسة، قال لي أساتذتي أنت عنيد بما فيه الكفاية، لكن لا نلمح فيك أي نوع من الموهبة وتباعاً غيروا آراءهم».

يستطرد صاحب «زمن الغجر» في استرجاع ذكرياته مع فيلّيني ليقول كان عليّ أن أحضر واحد من أهم أفلامه أثناء دراستي في براغ وكان فيلم Amarcord (كتابة تونينو جيرا وفيلني وإخراج فليني) ويحكي كيف وصله خبر من أنّ حبيبته التي تركها لا تزال تحبّه، فكان عليه أن يسافر 27 ساعة في قطار قذر وخطر ليراها، وعندما يصل كان يفشل في رؤيتها، ومن ثم يعود ليحاول اللحاق في الفيلم، لكنّ مجرد مرور التتر كان ينام ليصحو على صالة خالية من الجمهور، ثم يتلقى توبيخ زملائه في الدراسة في اليوم التالي؟ الأمر نفسه تكرر ثلاث مرات، دون أن يتمكن من متابعة الفيلم بسبب تعبه من السفر المتكرر دون جدوى إلى سراييفو ومن ثم لاحقاً التقى حبيبته وحضرا الفيلم معاً فقالت له عليك ألا تقص عليّ حكاية الشريط، فطمأنها بذلك «القصة انتهت بأننا حضرنا فيلليني معاً، وقبّلنا بعضنا داخل الصالة، وكان هذا الفيلم شاهداً على تلك القصة المؤثرة ونقطة تحوّل في حياتي المهنية».

وعن مشكلة السينما المعاصرة، يقول: «إنها تسعى اليوم أكثر من أي وقت مضى وراء الحقيقة. علماً بأن هناك جمهوراً لا يريد منك أن تجمّل الحقيقة بل أن تصفعه بأحداث متخيلة تماماً عنها» فيما يعتقد مخرج «تحت الأرض» بأن الموسيقى هي التي تفرز بين الغث والسمين في السينما، وبأن البساطة المهنية أمر ليس عفوياً بقدر ما هو نتيجة تراكم ينضوي على الكثير من الأمور المعقدة. فلو سألت كوبولاً مثلاً لماذا فيلم «العرّاب» بسيط؟ لن يجيبك على ذلك.

يسوق مجموعة نصائح للمخرجين الشباب أوّلها أن تكون القراءة أكثر ما يشغفهم «لأنّها أهم من مشاهدة الأفلام، ولأنّ الوقت الحالي يبني جدراناً صلبة في مواجهة أي شخص يسعى وراء الحياة الثقافية الحقيقية» ثم يقول بأن المخرج الجيّد عليه أن «يفكّر بألا تكون حركة كاميرته طبيعية! يجب أن تعمل عدسة الكاميرا ما تنجزه الجاذبية الأرضية، أي أن تقنع المشاهد بأن شخصياتك لا تتمتع بهذه الجاذبية الأرضية إنما تحلّق بشكل حرّ في فضائك السينمائي».

يعرّج أمير حول واقع البثّ هذه الأيّام وحضور عملاق العرض الأوّل في العالم أي شبكة نتفليكس، فيقول: «بأنّ هذه التجربة ستستمر في النجاح المبهر، لأنّ هناك محاولة دائمة لإعادة هيكلة العالم، لن تتوقف حتى إقفال آخر دار سينما أبوابها، فاليوم بثمن تذكرة فيلم واحد تقريباً، تستطيع أن تشترك لعام كامل على نتفليكس».

وفي سؤال «الأخبار» عن زيارته لسوريا سنة 2009 وغياب الجمهور عن الندوة المشابهة التي عقدها حينها، بينما كان يتقفى أثر هيفا وهبي ضيفة المهرجان في العام نفسه، وإن كان يود زيارة هذه البلاد اليوم بعدما أنهكتها الحرب، يقول لنا: «معطيات مشاهدة السينما اختلفت اليوم. اليوتيوب والمواقع تتيح لك مشاهدة أفلام عرضت وأنت صغير مثلاً ولم يتسن لك حضورها. قبل ذلك، لم يكن هذا متاحاً. في سوريا، أعتقد بأنّ هناك كماً كبيراً من الممثلين المصريين والعرب يحظون بشهرة واسعة والسيدة التي ذكرتها هيفا وهبي تتمتع بذلك. بالنسبة لي أحافظ على علاقات جيدة مع سوريا، ومع أشخاص يعرفونني تماماً وأعرفهم بشكل ممتاز. للأسف عقب زيارتي، اندلعت الحرب. رغم أن بلادكم مهد للحضارات والديانات المسيحية والإسلامية، ومن الموجع حقاً أنها تعرّضت لهذه الهجمات الشرسة. سأكون صادقاً لو قلت لك بأنني أتمنى من قلبي زيارة بلادكم مرة جديدة أن أرى فيها كل من أعرفه».

نسأله أيضاً إن كان قد يفكر في إنجاز شيء جديد عن مارادونا بعد وفاته التي تركت إشارات استفهام عميقة حول ما إذا كان موتاً طبيعياً أو مفتعلاً، كما أنها أرست مشاعر بليغة في جميع أنحاء العالم فيرد: «بالنسبة لمارادونا لم أصنع فيلماً إعلانياً أو ترويجياً عنه، ولم يكن مجرّد فيلم عن لاعب كرة قدم مشهور حقق حضوراً كبيراً حول العالم. إنما كانت التجربة فقط لأن حياته تستحق ذلك. أنا لا أضع الأشخاص ضمن إطارات محددة، ولا أتقفّى أثر المشهورين». أخيراً يبرع كوستوريتسا في الإجابات المختصرة عندما يتلقى سؤالاً عن رأيه في الوقت والحب، فيقول: «الوقت غير موجود سيصبح حاضراً فقط عندما تقع في الحب!». وفي الختام يردد ما قاله في الافتتاح: «كلّنا نحب أن ندخل الجنة، لكن لا أحد منّا يتمنى أن يموت».

 

الأخبار اللبنانية في

03.12.2021

 
 
 
 
 

«تمساح النيل» يوثق بطولات السباح عبد اللطيف أبو هيف

الفيلم المصري استغرق إعداده 20 عاماً

القاهرة: انتصار دردير

صورة حميمة للسباح المصري العالمي عبد اللطيف أبو هيف (30 يناير 1929 - 23 أبريل 2008) قدمها الفيلم الوثائقي الطويل «تمساح النيل» المشارك ضمن برنامج «العروض الخاصة» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43، وثق فيه المخرج نبيل الشاذلي رحلة السباح العالمي الذي نجح في عبور «المانش» ثلاث مرات محققا رقما قياسيا عالميا خلال خمسينات القرن الماضي، وحصل على لقب سباح القرن العشرين على مستوى العالم.

وظهر الفيلم للنور أخيرا بعد 20 سنة من بدء تصويره ونحو 13 سنة من رحيل صاحبه الذي كان يتطلع لمشاهدته في حياته، لكن عائلته متمثلة في ابنه وأحفاده شاهدت العرض الأول له بالمهرجان.

يصحبنا الفيلم في رحلة مع السباح العالمي بداية من مسقط رأسه بالإسكندرية وامتدادا لجولاته في أنحاء العالم، محققا إنجازات دولية مهمة في سباحة المسافات الطويلة. يوازن العمل بشكل ممتع بين رحلة البطل الرياضية، ويتيح جانبا للاقتراب من حياته الشخصية، ويصور مشاهد داخل منزله وبين أصدقائه، وأخرى وهو يصارع الأمواج متغلبا على أشد العواصف والأنواء ليحقق فوزاً لم يكن سهلا، ويضفي البطل بحضوره المميز وخفة ظله كثيرا من المتعة على أحداث الفيلم.

حظي الفيلم باهتمام كبير عند عرضه بين جمهور عاصر البطل وصفق لنجاحاته، وجمهور من الشباب أتاح لهم الفيلم التعرف عليه عن قرب لأول مرة، وبكى مع صور جنازته التي صورها المخرج ضمن مشاهد الفيلم.

مخرج الفيلم نبيل الشاذلي جمعته صداقة وطيدة بالسباح الراحل حيث كان زميلا لشقيقه، وقد بدأ مشروع فيلمه قبل عشرين عاما، وهو المشروع الذي تحمس له السباح العالمي، وسمح لصديقه بمرافقته بكاميراته ليتابع معه أحداثا عديدة مرت بحياته، لكن الفيلم تعثر على مدى عشرين عاما وهو ما يوضحه المخرج في حواره مع «الشرق الأوسط»، قائلاً: «كنت أتطلع لإنهاء الفيلم في وقته، لأسعد أبو هيف في حياته لكن الشيء الوحيد الذي تسبب في تأخيره هو المادة الأرشيفية التي تتعلق ببطولاته العالمية في كندا وأميركا والأرجنتين، لم يكن سهلا أن نجدها ونحصل عليها، وقد ساعدنى في ذلك المنتجان جابي وماريان خوري من خلال شركة أفلام مصر العالمية، وكان يهمنى عرض الفيلم بمهرجان القاهرة في حضور الجمهور، وحضور أسرة البطل ونجله ناصر عبد اللطيف، كنت مهتما بالفيلم وحريصا تماما على المادة الوثائقية التي صورتها لأفي بوعدي تجاه البطل الراحل».

لم يرد الشاذلي أن يقدم فيلما وثائقيا جافا عن أبو هيف، ولم يكن ذلك يلائم شخصية البطل المفعمة بالحياة وخفة الظل، لذا فقد أثار ضحكات الجمهور في بعض المشاهد، مثل المشهد الذى كان يطالع فيه الصحف وهو يسبح داخل المياه، وحسبما يؤكد مخرجه: قدمت فيلما عنه كبطل حقق نجاحات دولية لم يحققها آخر على مستوى العالم، ومن بينها حصوله على لقب (سباح القرن) من الولايات المتحدة الأميركية، وهو نفسه كان صاحب شخصية فريدة وكان يتمتع بإنسانية كبيرة، فقد تبرع بقيمة جائزته المادية لمساعدة الآخرين.

يتضمن الفيلم مشاهد لأبو هيف في الإسكندرية مسقط رأسه، وعلى الشاطئ الذي يحمل اسمه بمدينته، حيث يقوم بالسباحة ليستعيد بداياته، وحول كواليس التصوير يقول المخرج: «قمت بتصويره في نادي الجزيزة، وفي بيته بالإسكندرية، وطلبت منه أن يعوم بالقرب من الشاطئ الذي يحمل اسمه، وكان ما زال يتمتع بلياقة رغم كبر سنه، وكان مهمتا بالفيلم، حتى إنه وخلال مرضه الأخير بالمستشفى سألني: هل أنهيت الفيلم لأشاهده، فأخبرته أنه لا بد من الحصول على المادة الأرشيفية خارج مصر، ما جعلني أصر على استكمال الفيلم في أفضل صورة رغم اختلاف الزمن».

 

الشرق الأوسط في

03.12.2021

 
 
 
 
 

«غدوة» فيلم سياسي لم تقبله «أيام قرطاج السينمائية» واحتفى به جمهور «مهرجان القاهرة»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

قال الفنان التونسي ظافر العابدين إن فيلم “غدوة” الذى يخوض به تجربة الإخراج، ويعرض ضمن المسابقة الدولية بالدورة الـ 43 بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مقتبس عن قصة حقيقية حدثت مع شقيقه “حاتم“.

وقال العابدين: “البداية قصة شخصية جداً وهي إن أخويا حاتم مرض بالسرطان وكان طول حياته مجتهد ويحب غيره، وحابب يقدم حاجة للمجتمع فهي قصة حقيقية أردت من خلالها أن يرى الناس الآثار اللى عاشوها وما زالوا يعيشونها“.

وأضاف: “انتظرنا عاماً حتى جاء دوره بالعلاج، ففكرت كيف يقدم المواطن التونسي المساعدة لبلده، وبدأت أبحث حول أن النظام الموجود بتونس ليس قادراً عن حلول لمشاكل المواطن تونسي، وتطورت الفكرة ووصلت لأفكار أكثر والعديد من القضايا“. 

وتحدث ظافر العابدين عن تجربته الإخراجية الأولى ووصفها بأنها كانت مسئولية كبيرة إلى جانب التمثيل الذي كان عليه أن يمنحه حقه، وكشف عن عدم قبول فيلم غدوة للعرض في مهرجان أيام قرطاج لأسباب رفض الإفصاح عنها.

وتأثر النجم التونسي باكياً بنهاية فيلمه “غدوة” وترحيب الجمهور الشديد به عقب نهايته، وشكر الجمهور على إعجابهم بتجربته الإنتاجية والإخراجية الأولى إلى جانب مشاركته في التأليف وكتابة القصة مع أحمد عامر، وأكد على أن جميع فريق العمل سعيد بعرضه لأول مرة في مصر.

وقابل  الجمهور بحفاوة الفيلم الذي تدور احداثه في إطار سياسي اجتماعي بتصفيق شديد بعد الأداء القوي لبطله ومخرجه ظافر العابدين، وتسائل حول: هل ظافر يرى تونس غدوة أفضل ليجيب: “نعم سنرى تونس غدوة أفضل“.

فيلم “غدوة” من إخراج ظافر العابدين، وإنتاج تونسى، وتدور أحداثه عن حالة حبيب الصحية التي تجمع بينه وبين ابنه من زواجه السابق أحمد، الذى يبلغ من العمر 15 عاما، لكن يؤثر الماضى السياسى لحبيب خلال سنوات الديكتاتورية في تونس على حاضره، فتنقلب الأدوار ويجبر أحمد على العناية والحفاظ على سلامة أبيه.

 

####

 

«ظافر العابدين عن فيلمه غدوة»: لا أخاف من آرائي السياسية على نجوميتي

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

قال النجم التونسي ظافر العابدين، إنه لم يتخوف من الاتهامات بالخوض في السياسة وتأثير آرائه السياسية على نجوميته.

وأضاف ظافر العابدين خلال ندوة فيلمه «غدوة» التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بحضور المنتجة درة بشوشة، بالإضافة إلى الفنان الشاب أحمد درحومة والفنانين رباب السرايري ونجلاء بن عبد الله وغانم الزريلي، أنه عندما كتب العمل كان يريد أن يقدم قصة معينة حول العلاقة الإنسانية التي تجمع الأب وابنه ومن ضمن القصة كانت الأحداث السياسية، فمن الطبيعي أن أي علاقة إنسانية لأي أسرة تتأثر بالأحداث والمجتمع فيما حولهم.

وأكد أنه لم يكن يتحدث بالسياسة ولا يحمل آراء سياسية ولكنه يعبر عن مواطن تونسي، فالعمل ليس مبنياً على فكرة سياسية ولكنه يجب أن يحاكي الواقع ليصل للناس بمصداقية عالية.

وأضاف:”كنت متخوفاً من فكرة العمل أمام وخلف الكاميرا، ولكن بعدما بدأ التصوير زال هذا التوتر لأنه  كل فريق العمل كان يعمل على تحضيره جيدا، وبالتالي لم يجدوا أية مشكلة لأنهم جميعا كانوا داعمين ومساندين لبعضهم البعض”، كما أكد أن العمل قصته هو بينما شاركه الكاتب أحمد عامر في كتابة السيناريو والحوار“.

وعن اختياره لديكورات المنزل، قال إنه تعمد أن تعبر عن حالة المنزل الذي كان في وقت من الأوقات جميلا ومرتبا بينما مع مروره بأزمات أصبح مهملا، وهذا ينعكس على حال البلاد والتي تعاني من نفس الأزمة، مؤكدا أن شخصية “حبيب” التي يقدمها بالفيلم متفائلة ولذلك لم تنتحر بالنهاية، فهو شخص مثابر ويحاول التغيير ولديه دوما أمل في الغد

وعن سبب حماسها للعمل، قالت المنتجة درة بشوشة إنها وافقت عليه سريعاً جداً، حيث أنها تفكر جيداً في العمل المعروض عليها قبل الموافقة على إنتاجه، ولكنها تعاملت مع ظافر منذ سنوات عديدة في أعمال كثيرة وتعلم أن لديه إرادة وحلم وقوة وطاقة فنية كبيرة وحماس لأي عمل يقدمه

وأضافت:”قرأت السيناريو واتصلت به ووافقت فوراً على تقديمه، وهنا أكد العابدين، أن العمل لم يستغرق كثيراً في إقناع فريق العمل به، خاصة وأنهم جميعاً تحمسوا لتقديمه ولكن ما جعله يتأخر قليلاً هو مروره ببعض الظروف الخارجة عن إرادته مثل وفاة والدته وانتشار فيروس كورونا“.

وأشار العابدين إلى أنه كان من المحتمل في البداية عرض الفيلم في أحد المهرجانات بتونس، لكن تم استبعاده من اللجنة الفنية.

وقال العابدين، إنه توجه للإخراج منذ سنوات عديدة، وكان يريد تعلم التمثيل،  وتعلمه بالفعل من وراء الكاميرا، من خلال عمله كمساعد مخرج

كان يحلم بالعمل كمخرج، وكان لديه حلم أن يقوم بعمل من إخراجه، وذلك لكون العمل من أوله لآخره يعبر عن وجهة نظر المخرج ونظرته تجاه مجتمعه.

 وأوضح “ظافر” أنه أحب شخصية “حبيب” لكون الدور يحكي عن حكاية مهمة، وهي قصة تحمل عمقا كبيرا في الشخصية

وأكد “ظافر” في حديثه أنه لم يفكر في الحكي عن موضوع سياسي خاص بدولته، لكنه أراد فقط أن يحكي عن المجتمع التونسي، منوها أن أهم شىء هو مصداقية العمل وواقعيته.

وأشار العابدين إلى أنه اختار فكرة أن يكون الابن هو الشريك لوالده في التأزم النفسي الذي يعيشه، واختيار الابن لكونه “الشعلة” لأننا كلنا اتربينا على أشياء أثرت علينا وعلى اختياراتك، وفي نفس الوقت وجود الابن يطرح تساؤلات نحو هل يستطيع المجتمع يحقق أحلامه من خلال الجيل الجديد، فالابن هنا بالأحداث يمثل المستقبل ويربط بين الماضي والحاضر.

وأكد ظافر أنه تقمص الحالة النفسية كنتاج للمعايشة مع شقيقه الذي عانى مرض السرطان، وكان لابد أن يأخذ علاجاً معيناً لكونه مرض صعب بحسب وصفه، وللأسف تأخر موعده بالتأمين الطبي لعلاجه عامًا كاملًا ولولا أن أحضرنا العلاج كان سيتعرض لمكروه، وهنا جلست أفكر وأتساءل نحن نستطيع إحضار العلاج لكن آخرين ربما لا، وحالة شقيقي النفسية من حيث حبه لوطنه وانتمائه لها في الوقت الذي تخلت فيه عن وقوفها بجانبه في رحلة مرضه كان ملهمًا لكتابة الأحداث.

 

####

 

محمد ممدوح: شخصية «أبو صدام» مركبة ونادين خان بطل الفيلم

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

عُقدت أمس، على هامش مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43 بدار الأوبرا المصرية، ندوة فيلم “أبو صدام‎‎، الذي ينافس ضمن المسابقة الدولية للمهرجان، بحضور أبطاله محمد ممدوح، أحمد داش، زينة منصور، السيناريست محمود عزت، والمخرجة نادين خان.

وقال ممدوح بطل الفيلم: “أبو صدام، شخصية جديدة وجريئة بالنسبة إليّ، التناقض بين المشاعر الداخلية والشكل الظاهري، أمر صعب جداً كونه يبدو قوياً وعنيفاً، لكنّ في داخله حزناً وضعفاً وانكساراً. شخصية أعتبرها مركبة وفيها تحولات صعبة”.

وأضاف: “شخصية أبو صدام سائق اللوري لم تكن سهلة، قوية وثرية، لكنه يشعر دائماً بالظلم، هو ضعيف رغم أنّه يبدو قوياً يقهر الناس وعصبي مسكين، وظروفه وحياته تجعله دائماً تحت ضغط. فيلم سينمائي جذبني، وتحمست له، وأرفض تصنيفه”.

وعن تعاونه مع أحمد داش في شخصية “التباع” قال: “داش كان يرتب الكابينة وينظفها ويضع كل الأغراض بنفسه قبل كل مشهد، تعايش مع الشخصية جداً، كان يصر على الجلوس في مكانه بالتريلا حتى بين المشاهد”.

وتابع: “الورق دائماً هو العنصر الحاسم في قبول أي عمل أو الاعتذار عنه، ولا أخطط لاختيار وتجسيد أدوار بعينها، أهم حاجة أن يكون العمل مختلفاً، والمخرج الذي يتعاون معي”.

ولفت إلى أنّ البطل الحقيقي للفيلم هو مخرجته نادين خان، وأكّد أن هناك مجهوداً كبيراً، وظلت على الورق في كل كلمة مع السيناريست.

وأوضح: “التصوير داخل التريلا كان صعباً، وتسبب لي في حالة من التوتر. أول يوم تصوير بالنسبة إلي كان لحظات الذروة بالنسبة للشخصية، كنت متوتراً، وانعكس ذلك على اللوكيشن، كل العمل كان يحتاج مجهوداً، إضافة إلى أننا بدأنا التصوير من نصف أحداث الفيلم، والتي كانت تصاعدية، وهو أمر يحتاج إلى تركيز كبير للغاية”.

أبو صدام” يمثل مصر في المسابقة الرسمية للمهرجان، وتم التحضير له وتصويره على مدار عام ونصف العام، وتدور أحداثه في 60 دقيقة.

تدور أحداث فيلم “أبو صدام” عن السائق “أبو صدام” الذي يعود لمهنة القيادة من جديد بعد غيابٍ دائم لخمس سنوات، فيصطحب معه مساعده الصغير “حسن” في المهمة الجديدة التي كلف بها، ومن خلال القصة نتعرف علي شخصية “أبو صدام” والمسببات لتلك الحالة المزاجية والعدوانية والملتوية أيضاً.

 

####

 

«ظافر العابدين عن فيلمه غدوة»: لا أخاف من آرائي السياسية على نجوميتي

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

قال النجم التونسي ظافر العابدين، إنه لم يتخوف من الاتهامات بالخوض في السياسة وتأثير آرائه السياسية على نجوميته.

وأضاف ظافر العابدين خلال ندوة فيلمه «غدوة» التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بحضور المنتجة درة بشوشة، بالإضافة إلى الفنان الشاب أحمد درحومة والفنانين رباب السرايري ونجلاء بن عبد الله وغانم الزريلي، أنه عندما كتب العمل كان يريد أن يقدم قصة معينة حول العلاقة الإنسانية التي تجمع الأب وابنه ومن ضمن القصة كانت الأحداث السياسية، فمن الطبيعي أن أي علاقة إنسانية لأي أسرة تتأثر بالأحداث والمجتمع فيما حولهم.

وأكد أنه لم يكن يتحدث بالسياسة ولا يحمل آراء سياسية ولكنه يعبر عن مواطن تونسي، فالعمل ليس مبنياً على فكرة سياسية ولكنه يجب أن يحاكي الواقع ليصل للناس بمصداقية عالية.

وأضاف:”كنت متخوفاً من فكرة العمل أمام وخلف الكاميرا، ولكن بعدما بدأ التصوير زال هذا التوتر لأنه  كل فريق العمل كان يعمل على تحضيره جيدا، وبالتالي لم يجدوا أية مشكلة لأنهم جميعا كانوا داعمين ومساندين لبعضهم البعض”، كما أكد أن العمل قصته هو بينما شاركه الكاتب أحمد عامر في كتابة السيناريو والحوار“.

وعن اختياره لديكورات المنزل، قال إنه تعمد أن تعبر عن حالة المنزل الذي كان في وقت من الأوقات جميلا ومرتبا بينما مع مروره بأزمات أصبح مهملا، وهذا ينعكس على حال البلاد والتي تعاني من نفس الأزمة، مؤكدا أن شخصية “حبيب” التي يقدمها بالفيلم متفائلة ولذلك لم تنتحر بالنهاية، فهو شخص مثابر ويحاول التغيير ولديه دوما أمل في الغد

وعن سبب حماسها للعمل، قالت المنتجة درة بشوشة إنها وافقت عليه سريعاً جداً، حيث أنها تفكر جيداً في العمل المعروض عليها قبل الموافقة على إنتاجه، ولكنها تعاملت مع ظافر منذ سنوات عديدة في أعمال كثيرة وتعلم أن لديه إرادة وحلم وقوة وطاقة فنية كبيرة وحماس لأي عمل يقدمه

وأضافت:”قرأت السيناريو واتصلت به ووافقت فوراً على تقديمه، وهنا أكد العابدين، أن العمل لم يستغرق كثيراً في إقناع فريق العمل به، خاصة وأنهم جميعاً تحمسوا لتقديمه ولكن ما جعله يتأخر قليلاً هو مروره ببعض الظروف الخارجة عن إرادته مثل وفاة والدته وانتشار فيروس كورونا“.

وأشار العابدين إلى أنه كان من المحتمل في البداية عرض الفيلم في أحد المهرجانات بتونس، لكن تم استبعاده من اللجنة الفنية.

وقال العابدين، إنه توجه للإخراج منذ سنوات عديدة، وكان يريد تعلم التمثيل،  وتعلمه بالفعل من وراء الكاميرا، من خلال عمله كمساعد مخرج

كان يحلم بالعمل كمخرج، وكان لديه حلم أن يقوم بعمل من إخراجه، وذلك لكون العمل من أوله لآخره يعبر عن وجهة نظر المخرج ونظرته تجاه مجتمعه.

 وأوضح “ظافر” أنه أحب شخصية “حبيب” لكون الدور يحكي عن حكاية مهمة، وهي قصة تحمل عمقا كبيرا في الشخصية

وأكد “ظافر” في حديثه أنه لم يفكر في الحكي عن موضوع سياسي خاص بدولته، لكنه أراد فقط أن يحكي عن المجتمع التونسي، منوها أن أهم شىء هو مصداقية العمل وواقعيته.

وأشار العابدين إلى أنه اختار فكرة أن يكون الابن هو الشريك لوالده في التأزم النفسي الذي يعيشه، واختيار الابن لكونه “الشعلة” لأننا كلنا اتربينا على أشياء أثرت علينا وعلى اختياراتك، وفي نفس الوقت وجود الابن يطرح تساؤلات نحو هل يستطيع المجتمع يحقق أحلامه من خلال الجيل الجديد، فالابن هنا بالأحداث يمثل المستقبل ويربط بين الماضي والحاضر.

وأكد ظافر أنه تقمص الحالة النفسية كنتاج للمعايشة مع شقيقه الذي عانى مرض السرطان، وكان لابد أن يأخذ علاجاً معيناً لكونه مرض صعب بحسب وصفه، وللأسف تأخر موعده بالتأمين الطبي لعلاجه عامًا كاملًا ولولا أن أحضرنا العلاج كان سيتعرض لمكروه، وهنا جلست أفكر وأتساءل نحن نستطيع إحضار العلاج لكن آخرين ربما لا، وحالة شقيقي النفسية من حيث حبه لوطنه وانتمائه لها في الوقت الذي تخلت فيه عن وقوفها بجانبه في رحلة مرضه كان ملهمًا لكتابة الأحداث.

 

موقع "سينماتوغراف" في

03.12.2021

 
 
 
 
 

ظافر العابدين للعربية.نت: فيلم "غُدوة" تجربة شخصية عشتها مع شقيقي

فيلم "غُدوة" التونسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ43 ضمن المسابقة الدولية

القاهرة - ريم الششتاوي

شهد فيلم "غُدوة" التونسي للفنان ظافر العابدين، خلال عرضه الأول عالمياً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ43، ضمن المسابقة الدولية، إقبالاً كبيرا من صناع السينما ونجوم الفن والجماهير.

وتدور أحداث الفيلم حول حالة المحامي "حبيب" الصحية التي تقرّب بينه وبين نجله أحمد وزوجته السابقة، ولكن الماضي السياسي لـ"حبيب" خلال سنوات الديكتاتورية في تونس تؤثر على حاضره ومستقبله، فتنقلب الأدوار بينه وبين ولده أحمد، ليجبر الولد على الحفاظ على صحة أبيه وتكملة مسيرته.

ويعد هذا الفيلم التجربة الإخراجية الأولى للفنان ظافر العابدين، حيث أكد الفنان أن قصة الفيلم مبنية على تجربة شخصية عاشها هو شخصيا مع شقيقه الذي أصيب بمرض السرطان، وانتظروا لأكثر من عام حتى جاء دوره لدخول المستشفى وتلقي العلاج، وهو ما جعله يفكر في كيفية تقديمه للمساعدة للمواطن التونسي.

وتطورت الفكرة لتشمل الكثير من القضايا التي يجب طرحها ومازالت بحاجة إلى التعديل والتطوير.

وحول الفيلم وتجربته الأولى في الإخراج والجمع بين التمثيل والإخراج، تحدث ظافر العابدين لـ"العربية.نت"، وأشار إلى أن الإخراج كان دائماً حلماً له، ولكنه كان ينتظر الفكرة المناسبة، كما أن إخراج الفيلم لم يكن بالأمر السهل، بل إنها كانت مسؤولية كبيرة لاهتمامه بكل تفاصيل فريق العمل مع التمثيل في نفس العمل، إلا أنه أكد أنه استمتع بالتجربة.

وعبّر الفنان عن سعادته بالعرض الأول للفيلم في مصر من خلال مهرجان القاهرة السينمائي، وأضاف أنه سعيد لتقديمه قصة تونسية من جوانب اجتماعية وإنسانية مختلفة.

يذكر أن الفنان ظافر العابدين شارك في كتابة سيناريو الفيلم مع السينمائي المصري أحمد عامر بجانب إخراجه وتمثيله في الفيلم.

 

العربية نت في

03.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم أبو صدام… محاولات متعددة لإثبات الرجولة تبوء بالفشل

شيماء العيسوي

يعتقد البعض أن المتضرر الوحيد من المجتمع الذكوري العربي/ المصري هي المرأة، في حين أن الضرر الواقع على الذكور يضاهي في كثير من الأحيان الضرر الواقع على الإناث. فمن المترسخ في الوعي المجتمعي العربي أن الرجولة ترادف الفحولة، وعليه سنت القوانين التي تحكم الذكور أنفسهم قبل السيدات، فكيف ظهرت “عقدة الذكر المصري” في فيلم أبو صدام؟

عندما يتحكم بك الخوف الدائم من الخصاء..

فيلم أبو صدام من إخراج نادين خان وسيناريو لـ محمود عزت ومن بطولة محمد ممدوح وأحمد داش، عرض بشكل عالمي أول مرة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثالثة والأربعين في الثلاثين من نوفمبر ضمن عروض المسابقة الدولية الرسمية. يدور الفيلم حول سائق نقل ثقيل يعود حديثًا للعمل بعد انقطاع لمدة خمس سنوات، وفي رحلة واحدة يواجه أبو صدام وحسن مساعده العديد من الأحداث المشوقة التي بشكل أو بآخر توجه الضربات لـ “رجولة” أبو صدام.

يبدأ الفيلم وينتهي كذلك بكادر واسع long shot لطريق الساحل الشمالي السريع وبينهم تقترب الصورة لقصة الرجل الأربعيني تقريبًا أبو صدام الذي ومع أوائل مشاهد الفيلم ينكشف لنا سره الأكبر وهو ضعفه الجنسي وعدم قدرته على الإنجاب، لذلك وفي كل موقف يسعى أبو صدام للاقتناص لرجولته بأي شكل، معاملته الجافة لحسن، افتعال مشكلة مع عمال النقل والحج حماد، إثارة الرعب في نفس الفتاة بعد خدش سيارتها، تحكمه في زوجته المبالغ فيه، موقفه في الكمين، كلها أمور لإثبات رجولته، فـ الحرب في فيلم أبو صدام هي حرب لإثبات الرجولة ليس إلا.

عقدة الخصاء أو القلق من الخصاء هو مصطلح تابع للتحليل النفسي، وهي عقدة تظهر لدى الطفل الذكر وتنتج عن رؤية لأول مرة لعضو تناسلي أنثوي فيشعر بالتهديد أن يفقد قضيبه مثلها. يمتد هذا القلق مع الذكر طوال عمره بشكل لاشعوري، فهناك دائمًا خوف من القطع، الخدش، الإصابة، أو بمعنى أصح أي شيء يقترب من القضيب يعد مصدر قلق. وفي الحقيقة هذا القلق رمزي أكثر من كونه خوفًا حقيقيًا على جزء من الجسد، فيرمز هنا القضيب للقوة والسلطة والتميز الطبيعي للذكر، أو كما تسود الأفكار في المجتمع الذكوري. فهل رأيت الخدش في سيارة أبو صدام الذي ظل يتحسسه مرارًا على مدار الفيلم؟ هو في الحقيقة تعبير عن قلق الخصاء بشكل أو بآخر، يشعر أبو صدام بخدش دائم في رجولته لذلك يجد نفسه مجبرًا دائمًا على التأكيد على رجولته بكل الطرق المتاحة له. قدمت خان رموزًا عديدة لهذا الأمر، حتى تفصح عنه صراحةً في الثلث الأخير من الفيلم من خلال علاقة أبو صدام الجنسية بالراقصة، تظهر لنا مشكلة أبو صدام الحقيقية وهي الحاجة الدائمة للتأكيد وبالأخص من امرأة على رجولته/ فحولته.

أبو صدام: بين الفكرة والتنفيذ وفق الفيلم المصري هذا العام

على مستوى الفكرة التي يناقشها الفيلم، فقد تبدو في أول الأمر عادية أو مكررة بشكل ما، ولكنها مع ذلك هي فكرة مهمة وبدأت تحتل مكانة في الرأي العام مؤخرًا. يعود ذلك للمعاناة التي تقع على كاهل الرجل في المجتمع العربي في كل خطواته فقط لإثبات رجولته حتى لا يكون منبوذًا بين جماعته المرجعية (الذكور). مؤخرًا، ظهر “ترند” على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حول المعاناة التي يلاقيها المراهقون الذكور في مدارس المراحل الإعدادية والثانوية، هناك حرب دائمة بين هؤلاء الشباب لإثبات الرجولة سواء بشكل جنسي أو حتى عن طريق الامتثال لقوانين تتخلص في التحكم في الإناث المحيطات به. عليه انتشرت الآراء أن قوانين المجتمع الذكوري المبالغ فيها تؤثر على الذكر واتزانه النفسي كما تؤثر على الإناث، ويكون السؤال الجوهري هنا، لم لا نتخلص من كل تلك الأعباء بلا أي نفع حقيقي لأي طرف؟

من المميزات الأخرى في فيلم أبو صدام هو التشابك في أحداثه بشكل مثير للترقب لدى المشاهد بشكل كبير، فهناك تقريبًا أربعة خيوط درامية متصاعدة تتطور في آن واحد وكل منهم قد يؤدي لكارثة مما يجعلك -ولآخر وقت في الفيلم- تصب تركيزك كله على الفيلم وأحداثه. وعن النهاية فهي مفتوحة بشكل ما، فقد تقرر أنت كمشاهد أن يستمر صدام في إنكاره وبارانوياته وغروره أو يتعلم من هذا اليوم الطويل أن يتسق مع الواقع ويرى أنه -وقضيبه- ليسوا محور الكون بأي شكل. ولا يمكن كذلك تجاهل الإشادة بما قدمت يدا المخرجة نادين خان، فسواء حجم الكادرات، حركة الكاميرا، الزوايا، الإضاءة، الموسيقى وشريط الصوت بشكل عام، استطاعت من خلالهم تقديم عمل متكامل لتضع المشاهد من أول لحظات الفيلم لآخره في حالةٍ من الترقب، الغضب، التعاطف والضحك مما يثيري التجربة بشكل عام

البطل.. بألف وجه

في الأغلب تكتسب الأفلام والأعمال الفنية بشكل عام شهرتها وأهميتها من أبطالها، النجوم أو “السوبر ستارز” المشاركين بها، وعن شعبية محمد ممدوح -تايسون- فحدث ولا حرج، فمنذ مشهده الأكثر شهرة في مسلسل جراند أوتيل وقد لقي حبًا وقبولًا كبير لدى الجماهير، وبغض النظر عن نقاط ضعف تايسون المتعلقة باللغة أحيانًا فحقًا هو ممثل متمكن. يظهر هذا التمكن في دوره في فيلم أبو صدام، أداء للذكر المصري القادم من الأرياف بشكل يبتعد عن كليشيهات هذا الشكل التي قتلت تقديمه في الأعمال المصرية، أداء يذكرني شخصيًا بأدائه الأول في فيلم إبراهيم الأبيض في دور عبده ابن عبد الملك زرزور.

أما عن الجزء الثاني من التمثيل فيعود لأحمد داش في دور حسن المساعد، لتتخيل مدى جودة أداء داش في فيلم أبو صدام حاول تخيل هذه الصورة العقلية لثلاث شخصيات: هاني من فيلم لا مؤاخذة، عبد الرحمن من مسلسل سابع جار وأخيرًا حسن من أبو صدام، حقيقةً تفوق أداء داش على نفسه بشكل كبير، أتقن شخصية المراهق الشعبي الذي يطلق عليه في شوارع القاهرة “سرسجي”، أداء، حركة الجسم، مواصفات شكلية، ملابس، حتى طريقة المشي كلها متقنة بشكل كبير يجعلك تصدق أنه بالفعل ينتمي لهذه الفئة.

 

أراجيك فن في

03.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004