ملفات خاصة

 
 
 

«بلوغ».. قفزة سعودية في فكر المرأة خلف الكاميرا وأمامها

خالد محمود

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

أهم ما يميز تجربة الفيلم السعودى «بلوغ» هو القفزة الحقيقية فى فكر المرأة سواء خلف الكاميرا أو أمامها، تخطى مرحلة ما، نضوج إصرار على الحلم، تواجد مبشر فى المشهد العام لصورة السينما السعودية وما تعكسه من أفكار وقضايا ورؤى ولغة فنية تلقائية وعفوية مما يمنحها مزيدا من الصدق، وهو ما ظهر بالفعل فى تلك التجربة الخاصة بفيلم «بلوغ» التى قدمتها خمس مخرجات لكل واحدة منهن إحساس خاص فى طرحها وأسلوبها وهن سارة مسفر، جواهر العامرى، نور الأمير، هند الفهاد، وفاطمة البنوى.

الفيلم الذى يمكن وصفه بالنسائى غزل دراما خمس حكايات نسوية تستعرض حالات مختلفة، تشكل كل منها فيلما قصيرا نسائى الكتابة والإخراج، تستعرض حالات مختلفة ومتباينة، تستكشف العمق الإنسانى تحت وطأة المعاناة والأسرار والقلق والخوف، لكن هناك خيطا كبيرا يربط البطلات وهو التمرد بشكل ما فى صور غير مفتعلة تتلمس خطواتها الأولى نحو لغة ومشاعر وصلت فى وجدان المتلقى.

الفيلم الأول وهو بعنوان «كريمة سمية» كتابة وإخراج نور الأمير، يصور مشكلة إجبار الفتيات على الزواج، فيه لا نرى الفتاة، فقط نرى عرسها وفرحة الأم ورقصها، بينما لا تدرى شيئا عن بنتها، فكل شىء مجهز فى ليلتها عبر سرده التقليدى البسيط عن تلك الحالة المتناقضة بين الأم وابنتها.

فيما قدمت المخرجة سارة مسفر، عملها «الضباح» وهو صوت الأرنب وصاغ علاقة خاصة بين أم بابنتها وباقى أسرة فى أداء تمثيلى هائل وصورة مدهشة لمخرجة لديها نضج ووعى كبير، فى الفيلم نجد حالة بها الكثير من الواقعية فى تفاصيل الصورة وتلقائية البطلة الأم المعيلة تحمل همَ هذا البيت، تعمل فى محل كوافير نسائى، ونرى استعراضا لحياتها المرهقة.

الرؤية الثالثة شاهدناها فى فيلم «حتى نرى النور» كتابة وإخراج فاطمة البنوى، وهو يشير لمخرجة جيدة لديها مفرداتها وهى تطرح موضوعا شديد البساطة وفق حالة حية لطيفة ظهرت كثيرا فى أداء كل من الأم والابن، وربما إتقانها التمثيل كان وراء تميز ذلك الأداء، مع لقطات الكاميرا وحركتها السردية الجذابة، هو لقطة بسيطة لأول أيام يوم دراسى لطفل لأم مطلقة، تصطحب ابنها بالسيارة، لقطات لموقف عابر، لكنه كشف عالم هذه المرأة وعلاقتها بابنها، وكيف يضيفان لبعضهما لتخفيف عبء مفاجآت الحياة، برمزية انسداد طريق خروج السيارة، فى سياق داعم للتفاؤل والطاقة الإيجابية.

نتتبع الفيلم الرابع «المرخ الأخير» ويعنى العلاج بالتدليك كمعالجة شعبية، كتابة منال العوبيل وإخراج هند الفهاد، ليشكل حالة درامية مدهشة فنيا وتوازنا، الفيلم يربط بين عالمى الماضى التراثى الفطرى متمثلا فى «أم إبراهيم» المرأة المسنة المداوية بالطب العربى والأعشاب، وعالم الحاضر المتطور حضاريا وعلميا من خلال «مها» الصيدلانية الحاصلة على ماجستير فى الأعشاب، التى تأخر حملها، لتتعامل بتشكك مع أم إبراهيم، يضيفان لبعضهما ويتبادلان الأدوار، تقتربان من بعضهما بشكل يتيح التعرف على ما وراء نفسيتيهما، الفيلم قطعاته المونتاجية جيدة وبه سرد شاعرى، مع أداء ملفت من بطلة الفيلم من أدت دور «أم إبراهيم».

ويدور عالم الفيلم الخامس والأخير «مجالسة الكون» كتابة نورة المولد وإخراج جواهر العامرى، حول قصة تدقق فى حياة بنت عندها عشر سنوات وكيف بلغت وايه اللى يؤثر عليها، فى لوكيشن واحد، فهناك حوار بين فتاة فى ضيافة خالتها، تفاجئها لحظة تحولها من الطفولة للأنوثة، ببلوغها، تتعامل مع سنها وتطلعها الأنثوى كالتزين والماكياج بطفولة كالحلم، بينما تبدو عبارات الخالة والمشاهدة المتخيلة للأم عوامل تشويش حولها كالكوابيس، سواء عبارات الأم التقليدية بالتخويف من هذه المرحلة وتداعياتها، أو حتى كلمات الخالة المتمردة المتناقضة مع الأم، كلاهما يفقدانها السلام والطبيعية، لكنها تظل كما بدأت فى لعبتها الحالمة.

يبقى «بلوغ» الذى دعمه بقوة مهرجان البحر الأحمر، رمزية لبلوغ الشىء، وأنه عبارة عن محاكاة ساخرة لكيفية وضع أنفسنا فى مواقف حياتية، سواء بشكل إرادى أو غير إرادى ولا تتحيز للمرأة بل للإنسان.. لمسنا كيف نعرف ونكتشف أنفسنا.. تجمع الأفلام جميعا الحالة النسائية أداء وموضوعا وكتابة وإخراجا، حالة من البساطة فى الفكرة، ومحاولة تجنب المباشرة فى الكتابة تصور نساء مستقلات أو يسعين لذلك، وخطابا ضمنيا متمردا، مع أساليب إخراجية مختلفة، بعضها ما زالت ضمن النسق التقليدى وبعضها حاول الإفلات لما بعد الحداثة كالفيلم الثانى لكنها تبقى تجارب من المهم تتبعها ورصدها فى هذه المرحلة الأكثر انفتاحا للسينما السعودية عامة والنسائية منها خاصة.

 

الشروق المصرية في

02.12.2021

 
 
 
 
 

هند صبري: لم أضيّع فرصة في حياتي

تم اختيارها كإحدى الملهمات في صناعة السينما العربية

القاهرة: انتصار دردير

أكدت الفنانة هند صبري أنها واجهت تحديات عديدة في مشوارها كممثلة وفي حياتها، وأنها بطبيعة شخصيتها تتمتع بمثابرة ودأب، كما أنها نشأت في عائلة تحترم المرأة، وهو ما جعلها تتصرف في حياتها بلا خوف، مشيرة إلى اعتزازها بما حققته في مشوارها الفني والإنساني.

وتم اختيار هند صبري كأحد الأصوات الملهمة بين صانعات الأفلام العربيات ضمن برنامج «أيام القاهرة لصناعة السينما» الذي جاء بشراكة بين مهرجان القاهرة السينمائي وشبكة «نتفليكس»، تحت عنوان «لأنها أبدعت»، في حوار أدارته الإعلامية جاسمين طه زكي، بهدف التعرف على تجربتها كممثلة وكمنتجة منفذة مع شبكة «نتفليكس» من خلال أحدث أعمالها الدرامية «البحث عن علا» الذي انتهت من تصويره أخيراً.

وتحدثت هند، أمس، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي عن صعوبة اختيارها للأعمال الفنية قائلة: «مشكلتي كممثلة تكمن في أن الأدوار التي تكتب للمرأة تقدم بطريقة نمطية للغاية ولا تمت بصلة للنساء اللاتي التقي معهن في كل مكان، لكنني لا أقبل هذا التنميط، بل أختار شخصيات بعيدة كل البعد عني، يجمعهن أنهن غير نمطيات، كما كانت هناك فترة لم تكن الكتابة ترتبط بالممثلات، بل بالممثلين الرجال ما جعل أدوار المرأة تتقلص إلى الأدوار المساعدة».

وأوضحت أن «هناك رجالاً يعبرون جيداً عن النساء ككتاب أو صناع أفلام، وبالنسبة لي فإن المخرج محمد خان أعتبره مخرجاً مهتماً بالمرأة، وفيلمه (موعد مع العشاء) من أهم الأفلام تعبيراً عن المرأة، كما عبر في فيلم (بنات وسط البلد) عن فئة اجتماعية وعمرية قد لا تعبر عنها المرأة بنفس الطريقة، فقصص المرأة من الصعب التعبير عنها، لأننا كنساء لدينا تحدٍّ ثقافي مهم، إذ لا نعرف حدود التحدث عما يدور في عقل المرأة، وحدود ما يقبله المجتمع، فقد تربينا على الصمت وعدم البوح، وهناك تابوهات تقع على المرأة وتبدو وكأنها غير مسموح لها بالشكوى، ولدينا كثير من المسكوت عنه في حياة المرأة العربية».

وتحدثت هند عن التفرقة التي تتم بين المرأة والرجل داخل صناعة السينما، قائلة: لا يوجد فنانة تتساوى في أجرها مع الرجل ولا في جودة الأدوار التي تكتب للرجال، فأنا أتمنى تقديم أدوار أكشن، لكن هذه الأدوار لا تكتب للمرأة، وكذلك الأدوار الكوميدية غير موجودة باستثناء ياسمين عبد العزيز ودنيا سمير غانم.

وأكدت صبري أنها سعيدة بما حققته في الفن، مشيرة إلى نهجها الذي أوصلها إلى ذلك: «رفضت تضييع أي فرصة في حياتي، ولم أرضخ لفكرة الاختيارات التي تفرض علينا، فقد خُيرت بين التمثيل واستكمال دراستي فواصلت كل منهما بنجاح، وقالوا إذا عملتِ في السينما المصرية فلن تعودي للسينما التونسية، فواصلت أعمالي بين مصر وتونس، أنا بطبيعتي لا أحب أن أُوضع بين خيارات على أن أستسلم لها، وأعتقد أن ذلك يرتبط بنمط التربية، نحن نربي بناتنا على فكرة (لا بد أن تختاري)، بينما علينا أن نؤكد فيهن قدراتهن على التحدي».

وذكرت «صبري» أن أكبر تحدٍّ تواجهه كأم، هو أنها لا تقضي وقتاً طويلاً مع طفلتيها: «أتحدث معهما في كل شيء، لكن النساء دائماً يكون لديهن إحساس بالذنب، وأن هناك أصوات داخل كل امرأة تشعرها دوماً بالتقصير، وعلى المرأة لتحقق التوازن في حياتها أن تؤمن بما تقوم به، وأهميته للمجتمع، وأقول لكل امرأة لا تطفئي مصباح نجاحك لإرضاء الآخرين، وهو ما أقوله أيضا لابنتيّ (8 و10 سنوات) ليفهما مبكراً أن تتمسكا بأحلامهما، وحقوقهما، فأنا من أكثر الناس الذين طالتهم الشتائم لكنني، لم أسكت عن حقي، ولا أخاف، ولا أريد تربية ابنتيّ على الخوف.

وكشفت هند صبري، خلال اللقاء، عن شخصيات بعينها كانت ملهمة لها في مشوارها، قائلة: «أعشق سعاد حسني وكانت ولا تزال ملهمة لي، كما أكن احتراماً شديداً لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكذلك السيدة العظيمة أم كلثوم، كما كانت النجمة أودري هيبون من الملهمات لي، وكنت أتطلع لأخوض تجربة الإخراج قبل بلوغي سن الأربعين، لكن لم يحدث لكنني على الأقل خضت تجربة الإنتاج من خلال تجربتي كمنتج منفذ مع شبكة (نتفليكس)، وهي ليست بالمعنى المتداول لدينا، بل أعتبرها تجربة مهمة كنت أتطلع إليها، حين قررت خوض مجال الإنتاج، وكنت أدرك أن وقته قد حان، وأن لديّ ما أود عمله في هذا المجال.

 

الشرق الأوسط في

02.12.2021

 
 
 
 
 

"سلام بالشوكولا" قصة عائلة سورية تحقق المجد لمدينة كندية نائية

أداء لافت للراحل حاتم علي مجسدا رحلة السوريين الناجين من الموت والفشل.

لمى طيارة

قصة نجاح ملهمة

في إطار العروض السينمائية الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والأربعين عرض في مقر الجامعة الأميركية وسط القاهرة الفيلم الروائي الطويل “سلام بالشوكولا”، وهو الفيلم السينمائي الأخير الذي شارك فيه المخرج السوري الراحل حاتم علي بصفته ممثلا وليس مخرجا، ويعتبر هذا العملُ العرضَ الجماهيري الأول للفيلم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في مثل هذه الأيام من العام الماضي كان المخرج السوري حاتم علي واحدا من ضيوف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بصفته منتجاً مشاركا لفيلم من إخراج ابنه عمرو علي، وكان من المفترض أن يكون في دورة هذا العام حاضرا بصفته ممثلا وبطلا لواحد من الأفلام الروائية المشاركة في المهرجان والمعنون بـ”سلام بالشوكولا”، لكن القدر حال دون ذلك، فقد فارق الحياة حتى قبل أن يشاهد فيلمه ويشهد على جماهيريته.

وبهذه المناسبة أقامت منصة شاهد VIP بالتعاون مع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي عرضا خاصا للفيلم في مقر الجامعة الأميركية حضره لفيف من أصدقاء الراحل، وسبقه عرض فيلم قصير جدا عن مسيرته الفنية.

جوناثان كيجسرتجربتي الأولى مع ممثلين سوريين تدعو إلى الفخر

قصة نجاح

تدور أحداث فيلم “سلام بالشوكولا”، الذي أخرجه الكندي جوناثان كيجسر وأنتجه السوري الأصل شادي دالي، حول إحدى العائلات السورية التي لجأت إلى كندا وحققت بعد فترة وجيزة من رحيلها واستقرارها نجاحا كبيرا، ليس فقط على الصعيد الشخصي وإنما أيضا على صعيد المدينة نفسها، فقد ارتبط اسم هذه العائلة باسم مدينة أنتيغونش التي احتوتهم وقدمت لهم يد العون والمساعدة.

وفيلم “سلام بالشوكولا”، الذي كتبه المخرج كيجسر بنفسه إلى جانب عبدالله مالك، مقتبس من قصة واقعية حصلت أحداثها مع عائلة سورية لجأت إلى كندا، ورغم أنها استقرت في مدينة نائية وبعيدة جدا عن المدن الكبرى إلا أنها استطاعت خلال بضع سنوات وبدعم من أهالي المنطقة تحقيق نجاح كبير، وخاصة في مجال صناعة الشوكولا التي سبق للعائلة -كما يشير الفيلم- أن زاولت صناعتها في دمشق قبل أن تدمر الأحداث الأخيرة مصنعها وتجبرها على اللجوء إلى كندا.

الجميل في الفيلم أنه لم يتطرق إلى القضايا التي باتت مستهلكة وتقتصر معالجتُها على رحلة السوريين الهاربين من الموت، وإنما تجاوزها ليرصد عكس ذلك تماما؛ إنه رحلة السوريين الناجين من الموت والفشل، رحلة نجاحهم وعبورهم إلى الضفة الأخرى، ليس هذا فحسب بل إن الفيلم يؤكد أيضا على أهمية الدعم والثقافة المجتمعية والرعاية التي تقدمها كندا للمجتهدين أمثال رب هذه العائلة وابنه الشاب اللذين قُدّمت قصتهما في هذا الفيلم، والعمل من بطولة الراحل حاتم علي إلى جانب الفنانة السورية يارا صبري والممثل الشاب أيهم أبوعمار ومجموعة من الممثلين الكنديين.

لكن من أين جاءت فكرة الفيلم؟ وكيف تبناها المخرج والمنتج شادي دالي في أول مغامرة إنتاجية درامية سينمائية؟ يقول دالي “علمت بفكرة الفيلم من قبل صديق مشترك بيني وبين المخرج ووجدتها فكرة جميلة جدا، كان الفيلم حينها من بطولة نجم سوري آخر، وكان المخرج متحمسا جدا لرواية قصة نجاح هذه العائلة وخاصة أنها تقيم في المدينة التي ولد وعاش فيها، فقام بمقابلة أفراد العائلة والاتفاق معهم على تقديم قصتهم في فيلم”.

"سلام بالشوكولا"، الذي كتبه المخرج كيجسر بنفسه رفقة عبدالله مالك، مقتبس عن قصة واقعية

متابعا “قررت بدوري أيضا أن أزور هذه العائلة لأتأكد من أوضاعها وقصة نجاحها، وبعد أن قطعت مسافات طويلة جوا وبرا وصلت إلى مدينة صغيرة جدا تدعى أنتيغونش وهي مدينة لا يتجاوز تعداد سكانها 5000 نسمة، هادئة ومسالمة ويعرف سكانها بعضهم البعض تقريبا، أصابتني الدهشة وسألت السيد هدهد صاحب القصة حين زرته في معمله، ما الذي أتى بك إلى هنا وما أنت فاعل؟”.

ويبين دالي أنه لولا هذه العائلة وقصة نجاحها لما سمع بتلك المدينة الصغيرة ولما تعرف عليها، “إنها مدينة بعيدة جدا وصغيرة إلى درجة أنه يمكن تشبيهها بقرية، وأعتقد اليوم أن معظم من يعيش في كندا قد سمع عنها بسبب نجاح هذه العائلة في صناعة الشوكولا”.

ويؤكد دالي أن قصة الفيلم قد أشعرته بالمجد من ناحيتين، الناحية الأولى: باعتباره رجلاً سوريا يريد أن يظهر للعالم أن السوريين المجتهدين في حال توفرت لهم الظروف المناسبة لا بد أن ينجحوا.

ومن ناحية أخرى: أراد أن يشكر الكنديين أنفسهم على تعاونهم والدعم الذي يقدمونه للقادمين إلى كندا، والذي يعتبر جزءا من ثقافتهم.

يقول دالي “الحكومة الكندية نفسها تقدم الدعم للمشاريع مهما كانت صغيرة، حتى أنها في الكثير من الأحيان تشاركنا بنشر قصص وتجارب الناجحين فيها لنتعلم منها، كل تلك الأسباب دفعتني إلى خوض تجربة الإنتاج التي كلفتنا الكثير وننتظر أن نبدأ بقطاف ثمارها”.

حضور حاتم علي

حاتم علي أبدع في آخر دور له

رغم تغييب حاتم علي لسنوات عن دوره الأساسي كممثل واكتفائه بدور المخرج إلا أن من يشاهد الفيلم يجد أن حاتم قد أظهر طاقة عالية في الأداء بالإضافة إلى الحضور البارز، إلى درجة بدا فيها حاتم إلى جانب الفنانة يارا صبري التي تلعب دور الزوجة شخصيتيْن حقيقيتيْن وليستا فقط من صنع الكاتب والمخرج، واللحظة الوحيدة التي نفقد فيها هذا التماهي كانت في الدقائق الأخيرة من الفيلم عند ظهور الشخصيات الأصلية على الشاشة، فهل كان العمل مكتوبا أصلا ليؤديه حاتم أم أن الظروف شاءت هذا؟

عن تلك النقطة يقول دالي “لاحقا اجتمعت مع حاتم علي المقيم حينها في كندا وحدثته عن الفيلم بشكل عام، وأثناء الحديث فكرت بيني وبين نفسي لماذا لا يكون الفيلم من بطولته، فاقترحت عليه العمل، رغم علمي أنه منقطع عن التمثيل منذ سنوات ومكتف بدوره وراء الكاميرا كمخرج، ولكن حين أخبرته بأن الفيلم سيدور عن السوريين وقصة نجاحهم في الخارج -تحديدا كندا- وأنني أتمنى دعمه لهذا الفيلم من خلال مشاركته معنا، وافق مباشرة رغم ضعف الأجر، بل وكان حريصا على نجاح الفيلم، وتحدث عنه باستمرار مع الأصدقاء”.

شادي داليقصة الفيلم أشعرتني بالمجد لأني سوري وأردت شكر الكنديين

إدارة ممثل بحجم حاتم علي المخرج ليست بالأمر اليسير وخاصة بالنسبة إلى مخرج شاب لا يتكلم العربية ولا يتجاوز عمره 31 عاما، ويخوض التجربة الأولى له في إخراج فيلم روائي طويل، فكيف تمكن المخرج من تجاوز كل ذلك؟

يقول جوناثان كيجسر “عندما اقترح علي المنتج شادي دالي اسم المخرج والممثل السوري حاتم علي خفت منه لاعتقادي أنه قد يكون رجلا مغرورا وربما سيتحكم في عملي كمخرج، لكنني تفاجأت به؛ كان رجلا متواضعاً جدا ولم تكن لديه أية مطالب وأعطاني المساحة الكاملة لأعمل بحرية، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن حاتم علي كان فنانا حقيقيا قدم نفسه كممثل بكل ما يملك من إمكانيات”.

والأهم من كل ذلك كما يقول المخرج “كنت أشعر أثناء تصوير الفيلم بوجود عينين بدلا من عين واحدة تديره، الأولى عيني أنا المخرج، أما العين الثانية فكانت عين حاتم علي المخرج والتي تعتبر مهمة لأنها تعرف كل التفاصيل التي يجب أن نهتم بها داخل الفيلم، وكأن برفقتي مساعدا خفيا موجودا أثناء التصوير”.

متابعا “حاتم كان في أحيان كثيرة يقترح أشياء لم أفكر فيها، أو أشياء سهوت عنها، فيقوم بلفت انتباهي إليها، أما بالنسبة إلى عائق اللغة فقد كانت هناك صعوبة خاصة أثناء التصوير، لأننا كنا نستخدم ثلاث لغات، العربية والفرنسية والإنجليزية، فأنا أتكلم الإنجليزية والفنيون كانوا يتكلمون الفرنسية بينما الممثلون يتكلمون العربية”.

أما أكثر ما يذكره عن حاتم فهو إدراكه لكل ما هو مطلوب منه، كان يعرف متى تدور الكاميرا ومتى يكون القطع (التوقف) دون أن ينتظر الأمر من المخرج، وهو اليوم حزين جدا لأن هذه التجربة مع حاتم لن تتكرر، واعتبر تجربته الأولى في شمال أميركا مع ممثلين سوريين أمرا يدعو إلى الفخر.

يذكر أن فيلم “السلام بالشوكولا” قد عرض في عدة مهرجانات داخل كندا وأميركا والهند واليابان، وحصل على عدة جوائز من هذه المهرجانات من أهمها جائزة أحسن ممثل للراحل حاتم علي في كل من مهرجان rising sun في اليابان ومهرجان scottsdaletd في أريزونا.

كاتبة سورية

 

####

 

"تمساح النيل" فيلم يكرم السباح العالمي أبوهيف

الفيلم يبرز الإنجازات الرياضية بالتوازي مع الجوانب الإنسانية للسباح الراحل عبداللطيف أبوهيف.

تخليد لذكرى السباح المصري

القاهرة – بعد نحو 13 عاما على رحيل السباح المصري الشهير عبداللطيف أبوهيف عاش أقاربه ومحبوه لحظات جديدة من الفخر والسعادة وهم يرون إنجازات وحياة “سباح القرن” قد سُجِّلتَا في فيلم وثائقي يعرض بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

فيلم “تمساح النيل” من إخراج نبيل الشاذلي الذي جمعته صداقة عمر بالسباح العالمي الراحل وفيه يستعرض مشوار حياة أبوهيف عبر مزيج متناغم من المواد المصورة أثناء حياة أبوهيف داخل بيته وناديه وفي حمام السباحة، وأخرى مأخوذة من الأرشيف تضم سباقات سباحة دولية نادرة من مختلف أنحاء العالم.

فيلم من إخراج نبيل الشاذلي

ولد أبوهيف في مدينة الإسكندرية عام 1929 وعشق السباحة منذ صغره فأصبح بطلا محليا قبل أن يلتحق بأكاديمية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا وتربع على عرش سباقات المسافات الطويلة عالميا لعدة سنوات، كما عبر المانش وانضم إلى قاعة مشاهير السباحة الدوليين بالولايات المتحدة ونال لقب “سباح القرن” عام 2001 من الاتحاد الدولي للسباحة.

وعلى مدى 62 دقيقة يبرز الفيلم الإنجازات الرياضية بالتوازي مع الجوانب الإنسانية للسباح الراحل الذي أضفى على الفيلم الكثير من روحه المرحة المحبة للحياة عبر سرد تلقائي متدفق لصديقه المخرج الذي يقف خلف الكاميرا، كما ضم الفيلم شهادات لسباحين عالميين وجوانب عائلية شديدة الخصوصية على لسان زوجته وابنه ناصر.

وبعد عرض الفيلم في قسم “أفلام العروض الخاصة” في مهرجان القاهرة السينمائي بحضور أبناء وأحفاد وأقارب أبوهيف أبدى المخرج نبيل الشاذلي ارتياحه الكبير للوفاء بوعده أخيرا لصديقه الراحل بإنجاز الفيلم رغم مرور نحو 20 عاما على بداية تصويره.

وقال “بدأت التصوير مع أبوهيف في 1990 وكنا نصور على فترات متقطعة في النادي وفي البيت وفي أماكن مختلفة، لكن كان هناك دائما ما يعطلني عن الانتهاء منه، وفي آخر زيارة له بالمستشفى قبل وفاته سألني.. خلصت الفيلم؟”.

وأضاف “سبب آخر رئيسي في تأخر ظهور الفيلم هو الصعوبة الكبيرة في الحصول على مواد أرشيفية للسباقات الدولية التي شارك فيها أبوهيف في كندا وأميركا وأوروبا ويرجع بعضها إلى عقود مضت”.

واختتم حديثه قائلا “أُهدي هذا الفيلم إلى الشعب المصري والأجيال القادمة ليتذكروا بطلا، لقرن كامل، غالبا ما لا يتكرر”.

من جانبها قالت دعاء فاضل مونتيرة الفيلم إن أكثر الصعوبات التي واجهتها هي اختلاف وتعدد وسائط حفظ المواد المصورة التي تغيرت على مدى السنين وكان مجملها نحو 15 ساعة.

وقالت “أجزاء كثيرة من المواد الأرشيفية لدينا كانت فيها مشاكل في الصوت وبعضها صامت، لذلك تطلّب هذا الجانب جهدا كبيرا”. وأضافت “طورنا أكثر من نسخة في مرحلة الإعداد على مدى ثمانية أشهر قبل الوصول إلى النسخة النهائية للفيلم”.

 

العرب اللندنية في

02.12.2021

 
 
 
 
 

فيلم «House of Gucci»: ملحمة لا تهم صناعها

رحمة الحداد

في الأسابيع القليلة الماضية تم تداول تصريحين لمخرجين مختلفين،  أولهما هو المخرج الشهير ريدلي سكوت، الذي أدلى بدلوه- مثل عدة سبقوه- عن أفلام عالم مارفل السينمائي قائلاً إنها «أفلام مملة لعينة» وتكرارية، وإنها أفلام تنقذها المؤثرات البصرية وإن ذلك أصبح  مملًا، التصريح الآخر هو للمخرج توم فورد أو بشكل أوضح مصمم الأزياء توم فورد، الذي علق في مقال عن فيلم «بيت جوتشي – House of gucci» للمخرج «ريدلي سكوت»، مادحًا التصوير والأزياء وناقدًا السيناريو الهزلي والكوميديا التي يصعب تفريقها عن الاسكتشات الساخرة في برامج التلفزيون المسائية.

ظل مشروع فيلم بيت جوتشي معلقًا لسنوات وارتبط بأسماء عدة مخرجين وممثلين مختلفين حتى استقر على ريدلي سكوت مخرجًا، و«ليدي جاجا» و«آدم درايفر» في الأدوار الرئيسية. عرض الفيلم عالميًا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، وعرض لأول مرة في الشرق الأوسط خلال فعاليات مهرجان القاهرة للعام ذاته.

انتزع الفيلم ضحكات وشهقات الجمهور الحاضر على الرغم من قصته الدموية التي حدثت في الواقع بالفعل. يمتلئ الفيلم بـأداءات تمثيلية ضخمة وأزياء متنوعة وقصة مثيرة لكن ما يجعل التصريحين معبرين عن النتيجة النهائية لكل تلك العناصر هو الطبيعة التكرارية لأفلام السيرة الذاتية الهوليوودية وحقيقة أن شخصية «توم فورد» لها دور في الفيلم.

وعلى الرغم من غضبه على الأفلام الجماهيرية، هل لا يزال ريدلي سكوت الذي صنع تحف مثل «بليد رانر – blade runner» يملك قدرته السابقة على صناعة أفلام توازن بين الفنية والجماهيرية، أم أن بيت جوتشي مجرد فيلم من عشرات الأفلام السنوية الباحثة عن الجوائز السهلة؟

إيطاليا الهوليوودية

لطالما كانت هوليوود مولعة بإيطاليا والإيطاليين، بداية من المناظر الطبيعية الجميلة حتى عالم العصابات السرية والمافيا، والطريقة المميزة التي يتحدثون بها، لكن كان ذلك منطقيًا في إطار ثنائية تجمع الإيطالي بالأمريكي التي أصبحت شيئًا راسخًا في تاريخ السينما على يد مخرجين يمتلكون تلك الهوية الثنائية مثل «فرانسيس فورد كوبولا»، وثلاثيته الشهيرة «الأب الروحي – The Godfather» التي يتم اقتباس جماليتها وحتى أسلوب الممثلين ولهجاتهم حتى الآن، وبالطبع المخرج «مارتن سكورسيزي» الذي يصنع شخصيات أمريكية ذات خلفية إيطالية كما تربى وعاش، لكن في حالة صناع الأفلام الأيقونيين هؤلاء ارتبطت إيطاليا بهوليوود في صناعة أفلام عن الحلم الأمريكي والهجرة والأحفاد ذوي الهويات المختلطة، أما في أفلام مثل بيت جوتشي فإن الأمر ليس كذلك، فهؤلاء ليسوا شخصيات أمريكية ذات خلفية إيطالية أو هوية مزدوجة، بل هم شخصيات إيطالية بعيون أمريكية حتى وإن كان ريدلي سكوت نفسه بريطانيًا في الأساس.

يحكي فيلم بيت جوتشي في نصفه الأول قصة حب تقليدية بين ماوريتزيو (آدم درايفر) وباتريزيا (ليدي جاجا)، ما يجعل العلاقة معقدة هو لقب ماوريتزيو: «جوتشي» إحدى أكثر العائلات ثراء في إيطاليا، أما باتريزيا فهي فتاة من طبقة متوسطة تطمح في التسلق الاجتماعي.

تتطور تلك العلاقة حتى تصبح صراعًا على اسم الشركة وثروتها وملحمة عن الغيرة والخلافات العائلية القاتلة، ربما من هنا تبدأ مشكلات الفيلم، في تخصيص الأدوار من البداية. يظهر كلا الممثلين بأشكالهما التي نعرفها لكن بالطبع يتبعان مظهر الشخصيات الحقيقية، وطبيعة الفترة من الملابس وتسريحات الشعر ولكنهما يبدوان في أعمارهما الحالية التي نعلمها بينما الشخصيات لم تزل في سن الجامعة أي أوائل العشرينيات، ذلك إضافة للالتزام بالتحدث باللغة الإنجليزية مع لكنة إيطالية ثقيلة تختلف من ممثل لآخر، تحتد أو تخفت من مشهد لآخر مما يجعل الاعتياد على ذلك العالم الذي يصعب تصديقه عملية تتطلب بعض الوقت.

لطالما صنعت هوليوود أفلام عن ثقافات مختلفة وجنسيات مختلفة، ولعبت شخصياتها ممثلون أمريكيون يتحدثون الإنجليزية، لكن مع تصاعد حملات تطالب بضرورة التمثيل الدقيق للجنسيات والأعراق المختلفة، يظهر بيت جوتشي رجعيًا وتقليديًا. لو كان صدر من عشرة أعوام لم يكن ليختلف عما رأيناه اليوم.

يمثل الفيلم رؤية أمريكية لطبيعة الإيطاليين العنيفة الأجنبية في أعين صناع السينما الهوليوودية، لغة جسدهم وحركتهم ولهجاتهم، لكن في حقيقة الأمر من المستحيل تصور باتريزيا وماوريتزيو جوتشي يجلسان في خصوصية بيتهما يتحدثان الإنجليزية معًا من دون أفراد من جنسيات أخرى عدا الجمهور الواسع الذي يشاهدهما.

تملك جاجا أصولًا إيطالية لكن ذلك ليس جزءًا من هويتها الحالية أو لهجتها الطبيعية على عكس ممثلين مثل «آل باتشينو» الذي يملك ظهورًا في الفيلم من دون أن يقحم لهجة تمثيلية على صوته الطبيعي. يأخذ ذلك إلى أبعد حد الممثل «جاريد ليتو» الذي يظهر في شخصية بعيدة عن هيئته الحقيقية كرجل نحيف ووسيم فيظهر بشخصية أحمق زائد الوزن خفيف الشعر مما يجعله مادة لسخرية جميع شخصيات الفيلم؛ يملك لكنة هزلية ثقيلة ولغة جسد مبالغة. تظل مشاهدة ليتو في الدور ممتعة ومسلية حتى تتوقف عن كونها كذلك، ويصبح وجودها مكررًا ومسرحيًا وكأنه على حد وصف توم فورد، فقرة في برنامج كوميدي للسخرية من طبيعة الإيطاليين المغالية.

أفلام مارفل وأفلام السيرة الذاتية

أبدى «ريدلي سكوت» رأيه في أفلام مارفل المملة وتكرارها للقصص والأدوات والأساليب في كل إضافة جديدة، لكن هل يوجد ما هو أكثر تكرارًا ومللًا من الأفلام الهوليوودية عن السير الذاتية؟ الخيارات اللونية ذاتها، الكسل في معالجة القصص والاكتفاء بالمحطات المهمة في حياة الأشخاص، الاعتماد الكامل على كاريزما وأداءات النجوم الكبار حتى لو كان ذلك على حساب ملاءمتهم للشخصيات، والأهم من كل ذلك هو صيد الجوائز بأفلام متوسطة سوف تنسى فور انتهاء الموسم ويبقى تحت أسمائها جائزة أو اثنان للأزياء التي تمثل الفترة بدقة، أو الممثل الذي يحظى بأكبر فرصة للصراخ بلهجة لا يعلم عنها شيئًا، أو يغير شكله حتى يصبح من الصعب تمييزه فينبهر المشاهد من قدرته على التلون.

يحاول الفيلم التعامل مع قصته العائلية في شكل دراما ملحمية، عن روابط الدم وطبيعة الثروة والعلاقات الانسانية لكنه يبدو غير مهتم بالشخصيات التي يقدمها. تتبدل دوافعها من دون شرح أو إيضاح مما يجعلها غير مثيرة للتعاطف.

تتصاعد أحداث الفيلم بالتدريج حتى تؤدي إلى حادث دموي منتظر، لكن عندما يصل لذروته يصبح من الصعب الشعور بهول الحدث، أو ثقل الصراعات، فالمشاهد كلها أشبه بسلسلة من الأحداث المتتابعة التي تؤدي لنتيجة معلومة مسبقًا دون إضافة أو محاولة لصناعة رؤية سينمائية حقيقية لتلك الأحداث أو الشخصيات، يمكن وصفه بأنه بمقدمة ويكيبيديا عن عائلة جوتشي. يتقابل ماوريتزيو وباتريزيا يقعان في الحب، تبدأ الخلافات الطبقية والاجتماعية، تختلف العائلة داخلها حول تقسيم تركة جوتشي ثم ينهار كل شيء.

فيلم لا يهم صناعة

وسط كل ذلك البذخ البصري والتمثيلي ينسى «ريدلي سكوت» أن اسم جوتشي هو أحد أكبر وأشهر الأسماء في عالم الأزياء.

تتصاعد أحداث الفيلم بينما تنمو إمبراطورية جوتشي فيصبح اسمها مرتبط بسلسلة محلات ملابس كبرى، وتظهر فجأة العلامة التجارية الشهيرة لجوتشي، والنّقشة التي يعلمها محبو الأزياء حول العالم على الحقائب والأثواب كما تظهر الأحذية الشهيرة ذات الحلقات المعدنية، لكن الفيلم لا يهتم بإيضاح بداية تلك العلامة التجارية البارزة، لا يعطي ذلك الجانب من القصة وقتًا على الرغم من قابلية ذلك، يبدو الفيلم على الرغم من اسمه غير مهتم أو ملم بطبيعة عالم الأزياء أو التصميم.

بالطبع يوجد مجهود كبير من مصممة الأزياء «جانتي ييتس» في جعل الملابس دقيقة وملائمة للفترات الزمنية المختلفة في الفيلم، لكن الفيلم أبعد ما يكون عن التصور المنتظر لفيلم في عنوانه كلمة جوتشي.

يرى ريدلي عالم الأزياء بعيون سطحية، يصور على سبيل المثال شخصية «توم فورد» الشاب الذي يتولى الإدارة الفنية لجوتشي، ويعيد اكتشافها من جديد بشكلٍ نمطي يكاد يكون مهينًا. ربما يبرر ذلك اعتراضات فورد في الحقيقة على الفيلم، لكن تعليقاته ليست مجرد غضب ساذج؛ فبجانب مسيرته الاستثنائية كمصمم، دخل فورد عالم السينما بفيلم «رجل أعزب – a single man» في عام 2009، وهو فيلم أول شاعري ويملك لغة سينمائية مميزة ورؤية إخراجية متفردة.

إذاً؛ فإن فورد يعرف شيء أو اثنين عن صناعة الأفلام كما يعلم كثير عن عالم الأزياء، ربما إذا أسند بيت جوتشي لشخص مثله لأصبحت النتيجة أقل ابتذالًا وأكثر شاعرية وتعاطفًا مع طبيعة وحجم المأساة مع الاحتفاظ باللمسة الكوميدية أو التجارية المسلية.

يحاول بيت جوتشي بكل الطرق أن يكون أيقونيًا، بجمل رنانة يمكن استخدامها في التسويق للفيلم ووضعها في الإعلانات التشويقية لكنها لا تملك نفس الوزن في سياق الفيلم بالكامل. ربما  كان سيصبح الفيلم أيقونيًا بالفعل إذا التزم بأن يكون غرائبيًا ومبالغًا لأبعد حد، لكنه ظل يتأرجح بين جدية وتقليدية أفلام السير الذاتية ومغالاة المسلسلات المكسيكية.

يظل بيت جوتشي تجربة مسلية إذا تم تلقيه كمسرحية ذات التواءات وأحداث متسارعة وصراع تقليدي بين أفراد العائلات للسيطرة على السلطة والثروة، لكن يصعب الاستمتاع به كتجربة سينمائية تجارية مرضية.

 

####

 

كريم عبد العزيز: ماجد الكدواني نعمة من ربنا في حياتي

عزة عبد الحميد

«كيف مر العمر بهذا الشكل»، هذا ما قاله الجمهور بعد أن ظهر الفنان كريم عبد العزيز ليُكرم بجائزة فاتن حمامة للتميز بمهرجان القاهرة في دورته الـ43، المقامة حاليًا، وجاء سؤال الجمهور بناء على عِشرة قضاها مع نجمهم المفضل الذين بدأوا معه منذ نعومة أظافره في هذا المجال، فدخل إلى بيوتهم واعتبروه واحدًا منهم.

تاريخ فني استمر لمدة 25 عامًا، قدم خلالها كريم عبد العزيز ما يقرب من 40 عملًا فني فقط مقسمين ما بين أفلام ومسلسلات منذ طفولته وحتى الآن، رأى كثير من الجمهور أن هذه جائزة مستحقة لفنان تلون ما بين الكوميدي والأكشن والتراجيدي، ونجح فيهم جميعًا بشكل كبير.

أجرينا في «إضاءات» هذا الحوار الصحفي المجمع على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مع الفنان كريم عبد العزيز للتعرف أكثر على ذكرياته وحكاياته وآماله.

·        ما تعليقك بعد حصولك على جائزة فاتن حمامة؟

ما تعنيه تلك الجائزة لأجيال سبقتني وأجيال ستعقبني هو قيمة وشرف، فأنا أحمل تمثالًا يحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وهذا أكبر تكريم حدث لي في حياتي، سواء باسم فاتن حمامة أو أنه من مهرجان القاهرة.

·        ما الدور الذي قدمته وأثر على صحتك النفسية ولم تستطع التخلص منه بسهولة؟

دوري في فيلم «الفيل الأزرق»، فكنت أشعر بعد الانتهاء من التصوير وكأني «ملبوس»، هناك شيء خطأ في مشاعري وإدراكي، فقد كنت أتهكم في بعض الأحيان على من يقولون، إن الشخصيات التي يجسدونها تؤثر عليهم ولا يستطيعون التخلص منها، وأعلق «ما إحنا بنمثل عادي يعني»، إلى أن جسدت دكتور يحيى في «الفيل الأزرق»، وأستطيع القول، إنه لن يفارقني وما زال مؤثرًا عليّ حتى الآن.

·        كيف ترى العالمية في المجال الفني؟

لا يوجد ممثل في العالم لا يحلم بالعالمية، فنحن نسعى، وأعتقد أن الصناعة في مصر، مؤخرًا، تطورت تطورًا كبيرًا، في الإخراج والتصوير والموسيقى، جعلتنا نستطيع أن نصل إلى العالم، وأعتقد أن الفيلم العربي، مؤخرًا، أصبح له ثقل في المهرجانات العالمية على جميع المستويات.

أرى أن الأفلام المصرية حاليًا أصبحت تصل أكثر مما مضى للعالمية وهذا ما شاهدناه خلال الفترة الماضية، وهذا ما يختلف عن السنوات الماضية.

·        لماذا لا تقدم خلال 25 سنة تمثيلًا سوى مسرحية واحدة؟

لم أقدم خلال مشواري بالفعل سوى مسرحية «حكيم عيون»، وذلك لأن المسرح لم يحبني هو يحتاج إلى حضور يومي، ومواعيد ثابتة فلم نتوافق معًا.

·        ما النقاط التي تهتم بها لكي توافق على سيناريو عُرض عليك؟

أقرأ في البداية ما يُعرض عليّ من سيناريو بشكل كامل، إذ وجدت أنني في حالة انجذاب لما أقرأ وأتوالى في القراءة من دون أن يصيبني الملل، وما إلى ذلك، فأبدأ في قراءة شخصيتي،إذا تم الأمر بالنسبة لي أوافق على العمل.

·        هل ترى أن المنصات ستُغني الجمهور عن السينما؟ 

من وجهة نظري أن السينما ستظل سينما، وسيبقى تأثيرها ولن تؤثر عليها المنصات الإلكترونية، سيظل عشق الجمهور للغرفة المغلقة التي يحدث لها تطور من حين لآخر، ولكن ما ستحتاج إليه السينما، هو أن نقدم إبهارًا بشكل أكبر، وأشياء لا توجد في المنصات.

·        ما الفيلم الذي تود تقديمه مرة أخرى، وكان من إخراج والدك المخرج محمد عبد العزيز؟

فيلم «انتخبوا الدكتور عبد الباسط»، لأن عادل إمام به كان مختلفًا تمامًا وتقديمه كان ذا شكل مختلف عما قدمه الزعيم من قبل.

·        هل اختياراتك وما بها من نضج جاء عن طريق الصدفة أم  رتبت له بخطوات محسوبة؟

لم يأت الأمر بشكل عفوي من الأساس، فكنت أضع أمامي عددًا من النجوم على رأسهم عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وغيرهم، وبالتالي كان لدي رغبة دائمة في تنوع الأدوار التي أقدمها، كما أنني في البداية لم أقبل أي نوع من الأدوار وكان البعض يرون أني كيف لي أن أتصرف هكذا وأرفض أدوارًا وأنا في بداية الطريق حتى وجدت ضالتي وانطلقت منها.

·        هل أنت راض في الفترة الحالية عن السينما المصرية؟

أنا راض حاليًا عن السينما المصريية، وذلك لأننا في تلك المرحلة بما لديها من إمكانيات وتقنيات، وما تحققه من إيرادات وتوزيعه بالخارج، وبالتالي فهو أفضل من السينما من 10 سنوات.

·        هل خشيت من تقديم تجارب  الجزء الثاني من «الاختيار» و«الفيل الأزرق»؟

دائمًا الجزء الثاني أصعب من الأول في أي عمل فني، فأنت مُحمل بنجاح الجزء الأول وتوقعات الجمهور، وخيال الجمهور يساوي 100 مرة الذي قُدم له في الجزء الأول، وكيف يمكن أن تجاري هذه التوقعات وتحققها وكيف تحقق الرضا الذي حصل عليه الجمهور في الجزء الأول، فدائمًا يكون السؤال في هذه الحالة ماذا سأقدم في الجزء الثاني لكي أنجح، وهذه هي الصعوبة الحقيقية.

·        ما تعليقك على  تفاعل الجمهور مع اللقطات والنظرات بينك وبين ماجد الكدواني أثناء تسلمك جائزة التميز؟

ماجد الكدواني شخص مهم جدًا في حياتي فهو صديقي وشقيقي، وإنسان حقيقي ومن أطهر الفنانين وهو صادق جدًا وصاحب صاحبه، ولم يتركني في أزمة، وهو نعمة في حياتي فعلًا، ممكن تلاقي ده في إنسان لكن صعب تلاقيه في إنسان وفنان، وهو تركيبة غريبة في زمن صعب.

·        ما الدور الذي شاهدته وتمنيت لو قمت أنت بتأديته، سواء في فيلم مصري أو عالمي ؟

«الجوكر»، سأكون مهتمًا جدًا أن أقدم دورًا مثل هذا.

·        ينتقد البعض ظهورك بنفس المظهر في أعمالك المختلفة الأخيرة، فهل يمثل المظهر الخارجي أهمية بالنسبة لك في تقمص أدوارك؟

أقوم بتغيير شكلي إذا تطلب الدور ذلك فقد ظهرت بلحية في «الفيل الأزرق»، وحاليًا علق الجمهور على الشنب، وذلك بسبب فيلم «الكيرة والجن».

·        هل تتدخل في كتابة سيناريوهات أعمالك أو الإخراج؟

لا أتدخل في السيناريو، ولكني أجلس مع المؤلف والمخرج وأعرض وجهة نظري عليهما فقط وتتم الأمور بالاتفاق، ويقنعني المخرج أو المؤلف، ونقوم بتنفيذه، وأنا في الأساس مخرج، ولا يجب على الفنان أن يتدخل في التأليف أو الإخراج.

·        لماذا تبتعد عن السوشيال ميديا؟

أنا لم أتفاعل مع السوشيال ميديا، ووجدت أن الحياة تسير والأفلام تحقق نجاحات، ولم أجد مشكلة تجعلني ألجأ إليها حتى وإن كنت مقلًا، إضافة إلى أنني لست من الشخصيات التي تعرض حياتها اليومية على السوشيال ميديا، أنا أقوم بالتصوير وأعود إلى المنزل.

·        هل يمكن أن تلجأ إلى عملية تجميل إذا احتجت إلى ذلك؟

من وجهة نظري، لا يوجد رجل جميل، فلا يقلقني أمر السن إذا تقدم بي العمر، ولا يسبب لي أزمة، فالوسامة نعمة من الله بالقطع، ولكن لن تبيع الفيلم في النهاية بجمالك، وهذا ما فكرته فيه منذ بدايتي ألا أجعل شكلي هو الأساس، فمن الممكن أن يضعك في أدوار في البداية، ولكن في النهاية لن تستمر لأنك وسيم فقط.

·        متى سيرى الجمهور كريم عبد العزيز مخرجًا، وإذا قدمت فيلمًا قصيرًا فعمَّ ستدور قصته؟

بالفعل ما زال لدي حلم الإخراج، فأنا في الأساس قسم إخراج، وأضع الأمر في حسابتي، ولكن لم أحدد حتى الآن ما التوقيت المناسب لذلك، وإذا قدمت فيلمًا قصيرًا سيكون عن التحرش.

·        ما الأعمال المقبلة؟

أقوم حاليًا بتصوير فيلم «كيرة والجن» مع أحمد عز وإخراج مروان حامد، وسأقوم ببداية تصوير مسلسل «الاختيار3»، بالاشتراك مع أحمد السقا وأحمد عز.

 

موقع "إضاءات" في

02.12.2021

 
 
 
 
 

Boss level: الموت ثم الحياة ثم الموت

عمّار فراس

بثت شبكة "أمازون برايم"، أخيراً، فيلم الخيال العلمي Boss level، من إخراج جوزيف كارناهان، الشهير باشتغاله في أفلام الإثارة والأكشن. العمل من بطولة فرانك غريلو، نايومي واتس وميل غيبسون. الاسمان الأخيران، اللذان يَفترِضُ وجودهما في أي فيلم، أننا أمام ما هو مختلف عن المعتاد. لكن للأسف، بعد نهاية الفيلم، لا شيء جديدا سوى استغلال شهرة الممثلين، بالرغم من تبني فرضيّة قد تبدو للبداية مثيرة للاهتمام.

يلعب فرانك غريلو دور روي بولفر، الجندي المتقاعد الذي يجد نفسه ضمن دائرة زمنية لا يستطيع كسرها، أشبه بما نشهده في الفيلم الشهير Groundhog Day، الذي صدر عام 1993. لكن الاختلاف، أن بولفر عالق ضمن النهار الذي يتعرض فيه للقتل؛ إذ يستيقظ كل يوم الساعة السابعة صباحاً كي يُقتل في الساعة 12:48. ونكتشف خلال الفيلم أنه كرر هذا اليوم عشرات المرات، إلى حد أن أصبح قادراً على تفادي المجموعة التي تحاول قتله، من دون أن يصاب بخدش.

يحاول الفيلم أن يرسم لنا حكاية شخص مهدد بالموت في أي لحظة، من دون أن يعرف سبب ذلك. هذا التهديد يأتي على شكل قتلة مأجورين يحاولون إفناءه بمختلف الأساليب، ما يجعل الفيلم مليئاً بالمؤثرات البصرية والخدع التي تأسرنا، خصوصاً لقطة البداية التي تتكرر على طوال الفيلم. فمن يعيش ذات اليوم، قادرٌ دوماً على تفادي الخطر، مهما كان شكله، وهذا بالضبط ما كان يحرك بولفر، النجاة بحياته هي سبب استمرار وجوده بضع ساعات، عوضاً عن موته المحتم لحظة استيقاظه، حين يهب أحدهم بسكين على رقبته، لكن كما نكتشف لاحقاً، بولفر يتمكن من تفادي هذه الميتة بعدما درس بدقة زاوية هبوط السكين وسرعته.

يتغير تدفق الأحداث، حين يحاول بولفر أن يفهم سبب ما يحدث له، ولِمَ يريد أناس لا يعرفهم قتله. تتخلل ذلك لحظات كوميدية مشابهة لما نراه في Groundhog Day، كأن يتنبأ بما سيقوم به من هم حوله، أو يتفادى الثرثرة اليومية مع من يعرفهم. لكن، إثر رغبة بولفر بـ "المعرفة"، تتكشف لنا علاقته مع ابنه، ومع زوجته التي تركته، وكيف أنها المسؤولة عن كل ما يحدث.

لن نخوض في أحداث الفيلم كي لا نفسده، لكن المثير للاهتمام في هذه "الحلقة"، التي يجد نفسه بولفر أسيرها، أنها تطرح أسئلة على الذاكرة، إذ يتمكن بولفر من ضبط كل نهاره، ليحياه من دون أي مفاجأة. كل هذا تحركه النجاة، تلك الرغبة ما إن تتغير حتى يفقد بولفر قدرته على توقع ما يحصل، ويضطر لاختبار "الزمن الجديد".

لكن المثير هو خيار النجاة بوصفه الأول، واستمراره لعشرات الأيام قبل قرار بولر أن يكتشف ما يحصل له. هنا، يظهر الاختلاف مع فيلم Groundhog Day الذي مضى على ظهوره 30 عاماً تقريباً؛ فنجاة مذيع الأخبار الذي يؤدي دوره بيل موري مضمونة، بل نراه يضع نفسه ضمن مخاطر مختلفة، ليواجه موته، عله يجد فيه خلاصاً من التكرار، بعكس بولفر الذي يواجه موته مراراً ويريد فقط دقائق من الصفاء.

يراهن الفيلم أيضاً على جماليات ألعاب الفيديو، أي الموت ثم الحياة ثم الموت... إلى ما لا نهاية، كأننا أمام شخصية قادرة على تجاوز كل أشكال العنف الذي تشهده خلال النهار، لتبدأ حين تموت يوماً جديداً من دون خدش، ما يترك الذاكرة وحدها صامدة بوجه هذا التكرار؛ فبولفر وحده من يدرك ما يحصل من حوله، وهذا بالضبط ما يحصل في ألعاب الفيديو، حيث "اللاعب" فقط يستذكر ميتاته السابقة.

هذه المقاربة، تتيح لنا قراءة الفيلم من وجهة نظر مختلفة، وكأن حياتنا بأكملها ليست إلا "دورة" لا نعلم متى تنتهي ومتى تبدأ، لكن هناك دوماً احتمالات بداية جديدة، كل شيء بعدها "نظيف"... بدايةٌ نتحرر فيها من مسؤوليات ونتائج أعمالنا السابقة. مع ذلك، يبقى الفيلم في سياق الترفيه والتسلية التي تتركنا إلى جانب بولفر، ونحاول اكتشاف كيف سيموت نهايةً.

 

####

 

الفيلم السلوفاكي "107 أمهات" يحصد جائزة النقاد العرب للأفلام الأوروبية

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

أعلنت منظمة "ترويج الفيلم الأوروبي" (European Film Promotion) ومركز السينما العربية، مساء الأربعاء، عن فوز الفيلم السلوفاكي "107 أمهات" (107 Mothers) بجائزة أفضل فيلم، ضمن جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية في نسختها الثالثة، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ43 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي متفوقاً بذلك على 25 فيلماً تنافست معه على الفوز بالجائزة.

وعُرض، الفيلم، ضمن المهرجان، لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في قسم المسابقة الدولية، وهو من إخراج بيتر كيريكس، في أولى تجاربه الروائية الطويلة، وإنتاج سلوفاكيا، وجمهورية التشيك، وأوكرانيا، وقد سبق وفاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ضمن مسابقة آفاق، كما فاز أيضاً بجائزة أفضل مخرج في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي.

ويحكي الفيلم عن تجربة عدد من النساء في إصلاحية أنجبن عدداً كبيراً من أبنائهن هناك، حيث يمكنهن الاحتفاظ بهم إلى أن يبلغ الطفل 3 سنوات، يمزج المخرج في طريقة سرده للأحداث بين العناصر الوثائقية والخيال، مما يضفي عليها مصداقية غير مسبوقة.

ونشرت مديرة جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية، علا الشيخ، مقطع فيديو من إعلان الجائزة وعلقت قائلة عبر حسابها على فيسبوك: "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. حتى لو لسبب الظروف ما قدرت أكون موجودة، إلا أني على الأقل تواجدت بفيديو إعلان نتائج جوائز النقاد العرب للفيلم الأوروبي التي ذهبت لصالح 107 أمهات للمخرج بيتر كريكس".

 

العربي الجديد اللندنية في

02.12.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004