ملفات خاصة

 
 

«ريش» يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي

«الجونة السينمائي» يسدل الستار على «دورة الأزمات»

الجونة (مصر): انتصار دردير

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

أسدل مهرجان الجونة الستار، مساء أول من أمس، على دورته الخامسة التي مرت بأزمات عدة، بداية من الحريق الذي نشب قبل حفل الافتتاح بنحو 24 ساعة، مروراً بحالة الجدل الواسعة التي أحدثها عرض فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري، وانتهت باستقالة المخرج أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان، قبل 24 ساعة من حفل الختام بجانب إصابة الفنانة بشرى رئيس العمليات بالمهرجان في حادث سير أثناء تصوير أحد البرامج، بالإضافة إلى أزمات تأشيرات دخول الأراضي المصرية لبعض المخرجين العرب وعلى رأسهم المخرج الفلسطيني سعيد زاغة، وهي الأزمة التي تسببت في غياب الفنان الفلسطيني محمد بكري عن حفل الختام لتسلم جائزة الإنجاز الإبداعي، إذ أ.علن بكري تضامنه مع مواطنه المخرج الشاب سعيد زاغة وعدم حضوره المهرجان، كما أصدرت إدارة المهرجان اعتذاراً رسمياً للشعب المغربي لعدم تقديم النجم العالمي، المغربي الأصل «ريد وان» خلال الحفل «بشكل مناسب» مؤكدة أنه «خطأ غير مقصود».

غير أن كل الأزمات السابقة لم تمنع المهرجان من تقديم برنامج كبير زاخر بالأفلام المهمة، والفعاليات الكبيرة التي انفرد بها عربياً وأفريقياً، من أهمها درس السينما «الماستر كلاس» الذي قدمه المخرج الأميركي دارين أرنوفسكي، وشهد حضوراً كبيراً دفع المهرجان لنقل اللقاء من جامعة برلين إلى «فيستفال بلازا» ليستوعب العدد الكبير من صناع الأفلام والجمهور، الأمر الذي أبهر أنوفسكي ذاته، مؤكداً أنه سيعود لحضور الدورة القادمة، وكذلك المعرض الذي أقيم احتفاءً بالمخرج البولندي الكبير كريستوف كيشلوفسكي، وعرْض أفلام مرممة له، والحفل الموسيقي الذي يعد أحد ملامح الجونة السينمائي «السينما في حفل موسيقي» الذي قدمه أوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، وعزفت فيه الأوركسترا موسيقى لأفلام مصرية وعالمية.

كما تميزت الدورة الخامسة ببرنامج زاخر بأهم الأفلام العالمية التي شاركت في مسابقاته المختلفة، وأفلام البرنامج الرسمي «خارج المسابقة»، وهو ما جعل انتشال التميمي مدير المهرجان يصف هذه الدورة - خلال كلمته في حفل الختام – بأنها دورة احترافية نجحت بامتياز برغم الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها، بداية من الحريق وحتى إصابة بشرى، وشهدت نمواً ملحوظا في حضور الأفلام والندوات.

ورغم أن استقالة المدير الفني للمهرجان جاءت مباغتة، وأثارت تساؤلات عديدة، عما يحدث في كواليس المهرجان وسط تحفظ تام على إبداء أسبابها، فإن بعض التسريبات تحدثت عن وقوع خلاف بين مدير المهرجان ومديره الفني، إذ اكتفى التميمي بتوجيه الشكر إلى رمسيس خلال كلمته في حفل الختام، فيما تجاهل مؤسسو المهرجان استقالة رمسيس واكتفوا بالإشادة بالعمال الذين تصدوا للحريق.

ويرى نقاد، من بينهم الناقدة السورية ندى الأزهري، أن الأزمات التي واجهتها الدورة الخامسة لم تنل من مكانة المهرجان، لأن كثيراً من هذه الأمور تحدث في مهرجانات أخرى، موضحة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «ما يعنيني بالدرجة الأولى قدرة المهرجان على تقديم برنامج يتضمن أهم الأفلام التي عرضت خلال العام في أغلب دول العالم، وكانت وجبة دسمة لكل المهتمين بالسينما، خصوصاً بعد الإغلاق الذي عشناه جراء كورونا، ومن بينها الفيلم الروسي (هروب الرقيب فولكونوجوف) فقد كانت مشاهدته فرصة عظيمة، كما شاهدت الأفلام العربية، وأرى أن معظمها لم يكن جيداً، باستثناء الفيلم المصري (ريش) فهو فيلم متميز للغاية، ومخرجه سيكون له شأن في السينما المصرية، لذا أندهش جداً من الضجة التي أثيرت حوله، فالفنان من حقه أن يطرح رؤيته دون وصاية». لافتة إلى أن «الجوائز التي أقرتها لجان التحكيم جاءت عادلة».

وفاز الفيلم الفنلندي «الرجل الأعمى الذي لم يشاهد تايتانيك» بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وهي أكبر جوائز المهرجان (50 ألف دولار أميركي) وكذلك جائزة أفضل ممثل لبطله «بيتري بيكولاينن» التي أعلنها الأميركي روب آلين رئيس لجنة التحكيم بمثابة فوز مستحق للفيلم الذي كتبه وأخرجه تيمو نيكي من أجل صديقه الممثل الذي يُعبر في جانب منه عن واقعة مماثلة يعيشها الممثل الذي أصيب بمرض «التصلب العصبي المتعدد» الذي جعله يفقد بصره وقدرته على الحركة تدريجياً، وقد أدى شخصية لرجل خمسيني كفيف ومقعد، كما هو في الواقع، وذهبت جائزة نجمة الجونة الفضية وقيمتها 25 ألف دولار لفيلم «غروب» من إنتاج المكسيك وفرنسا والسويد الذي يعرض رحلة رجل عجوز وحيد مهزوم يسعى للعيش ضمن حلم وعزلة لن يتحققا، وحظي الفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونجوف» بجائزة نجمة الجونة البرونزية.

ورغم الأزمة التي صاحبت عرض الفيلم المصري «ريش» فقد نال جائزة أفضل فيلم عربي طويل، كما فاز مخرجه عمر الزهيري بجائزة مجلة فارايتي الأميركية كأفضل مخرج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونوه خلال كلمته أنه مخرج مصري يفخر بانتمائه للسينما المصرية رداً عن الاتهامات التي طالته شخصياً.

وشهدت دورة هذا العام حضوراً لافتاً للسينما اللبنانية عبر ثلاثة أفلام روائية ووثائقية توجت بجائزتين لفيلم «كوستا برافا» وهي جائزة نجمة الجونة الخضراء التي تمنح لأول مرة لأفضل فيلم عن البيئة، كما حصلت على جائزة اتحاد النقاد «فيبرسي»، وأكدت مخرجته مونية عقل لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتها بالاستقبال الذي حظي به الفيلم في عرضه الأول، وتتويجه بجائزتين في تجربتها الروائية الطويلة الأولى، مؤكدة أنها تصدت من خلاله لقضية النفايات التي تراها قضية مهمة باتت أكثر إلحاحاً في لبنان.

ونالت الطفلة البلجيكية مايا فندريبك جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «ملعب» الذي تعرض لظاهرة التنمر والعنف في المدارس.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة توج «كباتن الزعتري» للمخرج علي العربي بجائزة أفضل فيلم عربي، تتبع فيه حلم شابين سوريين داخل مخيم الزعتري باحتراف كرة القدم، كما فاز فيلم «سبايا» للمخرج السويدي هوجير هروري بجائزة نجمة الجونة البرونزية، وحصل فيلم «جزيرة مفقودة» على الجائزة الفضية، فيما ذهبت الجائزة الذهبية لفيلم «حياة إيفانا».وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي تنافس عليها 23 فيلماً ذهبت الجائزة الذهبية لفيلم «كاتيا»، فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم عربي قصير لـ«القاهرة برلين»، وقدمت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لعائشة الرفاعي بطلة الفيلم السعودي «نور شمس» إشادة بأدائها.

 

####

 

«ريش» في الجونة

إنعام كجه جي

مع فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان «الجونة» السينمائي، قبل يومين، تسربت نسخة من فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري، إلى مواقع التواصل الاجتماعي. لم يعد هذا الشريط حبيس المهرجانات ومجالاً للتخمينات والمزايدات وضرب الأخماس بالأسداس. ها هو مطروح في الهواتف قبل نزوله إلى الصالات. يمكن لأي كان أن يشاهده ويميز الخيط الأسود من الأبيض.

لماذا كل هذه الضجة حول فيلم لشاب مصري لم يسمع الجمهور باسمه؟ فيلم ليس فيه ممثل واحد معروف؟ فيلم بميزانية بسيطة نسبياً، يخلو من العناصر التقليدية للإبهار في السينما العربية حتى العالمية؟ من المؤكد أن ما أثار الاهتمام بـ«ريش» هو فوزه بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان «كان» الفرنسي. تقدير لم يحصل عليه عربي من قبل. لكن الصرخة ارتفعت حول الفيلم عند عرضه في مهرجان «الجونة» الأخير. فبعد فترة وجيزة من بدء العرض قام بضعة فنانين معروفين وغادروا الصالة.

يعرف الصحافيون الذين اعتادوا حضور المهرجانات أن مغادرة بعضهم للقاعة قبل انتهاء الفيلم أمر يحدث وليس فريداً. إن من حق المتفرج أن يرى ما يريد، ولا يغصب نفسه على ما لا يطيق. ترك الممثل شريف منير الصالة وأعلن أن الفيلم يسيء لسمعة مصر فهو مليء بمشاهد الفقر والبؤس. لكن مشكلة الفيلم ليست في تصوير البؤس بل في الأسلوب، أي اللغة السينمائية. ومنذ فتحنا أعيننا على الأفلام المصرية ونحن نرى مشاهد البلطجة والمخدرات والعنف والجريمة والكباريهات. لا أحد ربط بين تلك الأفلام وبين سمعة بلد رائد في كل شيء. لكن العين التي تعودت، في السنوات الأخيرة، على أفلام السقا ورمضان وكوميديا اللمبي لن تتقبل نقلة «ريش».

كانت الأفلام المختلفة توصف بأنها أفلام مهرجانات. وهذا الفيلم واحد منها بالتأكيد. وهو ليس مما يسعد شباك التذاكر. ولا يلبي رغبة الجمهور «العايز كده». هل تدهور المزاج العربي العام وما عاد مستعداً لفيلم يخلو من المطاردات والطرائف والنجمات «المُزز»؟ إن الذوائق تُربى مثل ألف باء العيش واكتساب خبرات القراءة والكتابة وجدول الضرب. وسيحتاج من يقتني تذكرة لمشاهدة «ريش» إلى كثير من الصبر لكي يقطع ربع الساعة الأولى ويتقبل الإيقاع البطيء. فإذا عَبَرها فإن في انتظاره قصيدة سينمائية مختلفة وموجعة.

عُرض الفيلم لمرة وحيدة في «السينماتيك» في باريس. حجز مائتا متفرج تذاكرهم مسبقاً. وقفوا في الطابور تحت زخات المطر. ارتدوا الكمامات وجلسوا متباعدين. لم يغادر أي منهم الصالة، وصفقوا للمخرج الذي كان حاضراً بينهم. شاهدنا رب عائلة مدقعة الفقر. يستدين لكي يأتي بساحر لتسلية الجيران في عيد ميلاد ابنه. يضعه الساحر في صندوق ويقلبه إلى دجاجة. ثم يفشل في إعادته رجلاً. تبقى الدجاجة البيضاء الكبيرة جاثمة على الفراش، أمام زوجة وحيدة حائرة كيف ستطعم أطفالها. شابة أمية مقهورة لم تعرف من دنياها سوى خدمة بيتها، ستنقلب أمام أنظارنا إلى امرأة مختلفة. لم يحولها الساحر إلى فرخة بل إلى إنسانة تخرج لتعمل وتواجه واقعاً فيه الكثير من الاستغلال والمهانة.

هل هو فيلم مصري؟ يتحسس المواطن العربي في الكثير من بلداننا جلده لكي يتأكد أن لا ريش نبت له. لم ينقلب إلى دجاجة. ولا حاجة لعصا ساحر. تتكفل بذلك النزاعات والتفجيرات والمعتقلات وخيام اللجوء وقوارب الموت. لا بأس من ترويضه بأفلام التسالي وبرامج المسابقات. المطلوب أن يستكين وينسى أن العلاج باهظ والمدارس مكتظة والمصباح في بيته أعمى والحنفية ناشفة.

صحافيّة وروائيّة عراقيّة.

 

الشرق الأوسط في

24.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة السينمائي أثار زوابع داخلية لكنه حقق نجاحا دوليا

حسام عاصي

الجونة – «القدس العربي» : بالرغم من تعرضه لضغوطات وتهديدات شتى، منح مهرجان الجونة السينمائي، جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل لفيلم المخرج المصري عمر الزهيري «ريش» الذي أثار زوبعة من الجدل تخطت ساحة المهرجان إلى مواقع التواصل الاجتماعي والشارع المصري وصولاً إلى البرلمان هناك، بعد عرضه يوم الثلاثاء الماضي واتهامه من قبل بعض الفنانين المصريين، الذين شاهدوا عرضه الأول، بالإساءة إلى سمعة مصر بسبب مشاهد الفقر التي يقدمها.

من المفارقات أن الفيلم كان سباقاً في حصد أول جائزة تكريم للسينما المصرية في مهرجان كان وهي جائزة أسبوعي النقاد الكبرى، فضلاً عن منح المجلة العالمية «فاريتي» جائزة أفضل موهبة شرق أوسطية للزهيري.

لكن مناهضيه وصفوا ذلك التكريم بالـ «مؤامرة» ضد مصر، بينما تقدم أحد المحامين على إثره بدعوى لإلغاء مهرجان الجونة، وهي الثانية من نوعها، إذ أن الدعوى الأولى لإلغاء المهرجان قدمها محام آخر بعد ليلة افتتاحه، وذلك بسبب الأزياء التي ارتدتها نجماته على البساط الأحمر، والتي وُصفت باللا أخلاقية والمخالفة للأعراف المصرية.

وفي حديث مع منتج الفيلم، محمد حفظي، الذي يترأس أيضا مهرجان القاهرة، أنكر أن الفنانين كانوا وراء الحملة، مصراً على أن بعض الجهات قامت بتضخيمها في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب غير مفهومة. «أنا أيضاً لدي حس وطني ولو شعرت أن هناك أي إساءة لمصر في الفيلم لما قمت بإنتاجه.»
الغريب هو أن الفيلم خيالي وسريالي ومجرد من المكان والزمان، حتى أنه لم يمنح شخصياته أسماءً، ويحكي قصة امرأة فقيرة تضطر إلى الخروج من بيتها لأول مرة لتبحث عن لقمة العيش لعائلتها بعد أن دخل زوجها قفص ساحر وخرج منه دجاجة.

الفيلم لا ينتقد الحكومة المصرية أو يتذمر من الواقع المصري، بعكس منافسيه الفيلمين اللبنانيين «كوستا برافا» لمونيا عقل، التي تتناول أزمة النفايات في لبنان من خلال قصة عائلة تنقلب حياتها رأسا علي عقب عندما تقرر الحكومة إقامة مكب نفايات أمام بيتها في الجبال اللبنانية. الفيلم الآخر هو «البحر أمامكم» لإيلي داغر، الذي يتناول الإنهيار الاقتصادي في بلده من خلال قصة فتاة لبنانية تحاول التأقلم مع واقع مر في بيروت المهجورة بعد عودتها من فرنسا. ومع ذلك لم يثر الفيلمان أي جدل أو تذمر في لبنان.

وفي حديث مع مؤسس الجونة، سميح سويرس، قال لي إن هدف الحملة ضد الفيلم ليس الفيلم نفسه وإنما المهرجان. «هذه ليست وطنية وإنما إدعاء بالوطنية. لو كانوا فعلا وطنيين ويغارون على مصر لما قاموا بالترويج لفيلم يسيء لمصر كما يدعون. الدافع هنا هو الغيرة والحسد. وسوف يستمرون بالافتراء واختلاق الحجج لاستهداف هذا المشروع كما فعلوا من قبل مع مشاريع أسرتي الأخرى.»

سميح قام بتأسيس المهرجان قبل خمس أعوام مع أخيه نجيب، ليصبح أول مهرجان غير حكومي في العالم العربي ما يعتبر ثورة ثقافية وفنية في المنطقة. لكن لكل ثورة ثمن. «الثمن هو أن تواجه حقد وعداء من يؤمنون باحتكار الحكومة للمشاريع الثقافية» يقول سويرس. «ولو لم ينجح المهرجان لما قاموا بكل هذه الشوشرة. فقد زادت حدة معركتهم بسبب نجاح المهرجان.»

استقطاب أهم الأفلام العربية والعالمية

نجاح المهرجان نبع من استقطاب أهم الأفلام العربية والعالمية واستضافة أبرز النجوم العرب والعالميين، فضلاً عن تقديم الدعم لمشاريع عربية أنتجت أفلاماً وصلت إلى أهم المهرجانات الدولية مثل «صندانس» و«كان» و«فينيسيا» و»تورنتو» وفازت بجوائزها. مثل فيلم المصري علي العربي الوثائقي «كباتن الزعتري» الذي عرض في مهرجان «صندانس» للأفلام المستقلة و«كوستا برافا» الذي عرض في مهرجان «فينسيا» وفاز بجائزة «نتباك» في مهرجان «تورنتو» الدولي وجائزة الجمهور في مهرجان لندن.

كلا الفيلمين تُوجا بجوائز المهرجان في حفل اختتامه مساء الجمعة، إذ فاز «كباتن الزعتري» بجائزة أفضل فيلم عربي وثائقي طويل، بينما حصد «كوستا برافا» جائزتي الفيبريسي والجونة الخضراء.

كل الأفلام العربية الفائزة، فضلاً عن فيلم محمد دياب «أميرة» الذي شارك في منافسة الأفلام الروائية الطويلة هي من إنتاج وتوزيع حفظي، الذي لا يمكنه عرضها في مهرجان القاهرة لكونه رئيساً له، ما جعل الجونة المنصة المصرية الكبرى الوحيدة له لطرحها في مصر.

السؤال هو: هل كان «ريش» ليثير زوبعة استنكار لو عرض في مهرجان حكومي مثل «القاهرة» وهل كان ليتجرأ أي أحد على مناشدة الحكومة لإلغائه؟ حفظي لا يستبعد اشتعال جدل حول الفيلم لو عُرض في مهرجان القاهرة، لكنه يقر أن المهرجان لم يواجه أي مطالبة بإلغائه منذ تأسيسه، رغم أن حضوره يرتدون الأزياء الفاتنة على بساطه الأحمر. «تركيز الإعلام في تغطية مهرجان القاهرة هو على فعالياته السينمائية وليس الأزياء. والعكس هو الصحيح في حالة الجونة، رغم محاولة إدارته تغيير ذلك.»

عيوب التعامل مع الفنانين

فضلاً عن الهجوم الجماهيري على المهرجان لم تمنح السلطات المصرية تأشيرة دخول لبطل فيلم «أميرة» الممثل الفلسطيني العالمي، علي سليمان، بينما منعت ضيفه المخرج الفلسطيني سعيد زاغة من دخول البلاد وأعادته من حيث أتى بعد حجزه لمدة سبع ساعات في مطار القاهرة الدولي، ما دفع الممثل الكبير محمد بكري إلى التراجع عن حضور حفل تكريمه خشية منعه مثل سابقيه.

حرمان الفنانين الفلسطينيين من حضور المهرجان احتل عناوين الصحف العالمية، لكن الإعلام المصري والفنانين المصريين، الذين اتهموا فيلم ريش بالإساءة لسمعة مصر، لم يقوموا بحملة مماثلة للدفاع عن زملائهم الفلسطينيين أو عن سمعة مصر التي تلطخت في الإعلام العالمي، بل لم يذكر غياب الفنانين الفلسطينيين عن المهرجان لا في السوشيال ميديا ولا في الإعلام المصري.

وعندما استلمت والمنتجة الفلسطينية، مي عودة، جائزة تكريم محمد بكري في حفل الختام وناشدت الفنانين المصريين والعرب بالضغط على حكوماتهم من أجل فتح أبوابها أمام الفنانين الفلسطينيين، قوبلت بالتصفيق الحار من قبل الحضور، لكن تم إيقاف البث الحي على الفور. ومع ذلك لم تذكر تلك الحادثة في أي من وسائل الإعلام المصرية أو السوشيال ميديا.

لكن سميح سويرس يضع اللوم على إدارة المهرجان. «علينا أن نقوم بالترتيب مع أجهزة الأمن لدخول المدعوين العرب قبل ستة أشهر من المهرجان لأن البيروقراطية في مصر معقدة وتستغرق وقتاً طويلا، فهي أقدم بيروقراطية في العالم وما زالت بحاجة إلى تحديث. وأنا متأكد أنه لو منحنا السلطة وقتاً كافياً لدراسة كل حالة، لتفادينا جميع تلك الحالات.»

من المفارقات أن الهجوم على مهرجان الجونة والجدل الذي أشعله على كل المستويات أثبت أهمية وجود مهرجان غير حكومي مثله في العالم العربي وجعله محور اهتمام الإعلام والجمهور، وعزز من مكانته كأحد أكثر المناسبات الثقافية تأثيراً في مصر، إذ تخطى الحوار حول القيم الفنية للأفلام ومضمونها ساحة المهرجان ليصل إلى شتى طبقات المجتمع سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو نقاشات الشارع المصري. فإثارة حوار حول قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية تساهم في حراك المجتمعات هو ما يحلم به كل فنان.

 

القدس العربي اللندنية في

24.10.2021

 
 
 
 
 

فيلم «أميرة» لمحمد دياب: فكر خجول، وشجاعة مرتبكة!

عصام زكريا

من أفلام مهرجان “الجونة” التي قسمت مشاهديها بين معجب يشيد، ومرتاب يتشكك، فيلم “أميرة”، أحدث أفلام المخرج محمد دياب.

بداية هذا فيلم مصري يدور بالكامل في فلسطين بممثلين فلسطينيين وأردنيين، وهو أمر جيد في حد ذاته. أصبح من الممكن تحقيقه بفضل التغير الحادث في نظام الانتاج السينمائي بالعالم وانتشار ما يسمى بصناديق الدعم من قبل شركات ومهرجانات ومحطات تليفزيونية ومؤسسات غير حكومية وحكومية، مما يحتاج فهمه إلى خريطة مفصلة ربما أعكف على رسمها في مقال قادم.

رموز 

أما الموضوع الذي يتناوله فيلم “أميرة” فهو يعد أيضا سابقة في الأفلام التي تدور حول القضية الفلسطينية، التي يدور معظمها حول المعاناة والكفاح في ظل الاستعمار الصهيوني، وغالبا ما يجرد الشخصيات من تفاصيلها وتعقيداتها لتتحول إلى رموز للخير والشر والحق والباطل.

أميرة” يحمل فكرة مذهلة: فلسطيني سجين يقوم بتهريب حيواناته المنوية إلى زوجته لينجبا أطفالا فلسطينيين يكتشف أنه عقيم لا ينجب وأن ابنته التي أنجبها منذ حوالي عشرين عاما هي، بيولوجيا، ليست ابنته. ابنة إسرائيلي. المعلومة التي تكتشف بالصدفة تزلزل كيان الأسرة والمجتمع الفلسطيني الذي يعيشون فيه، والمصيبة الأكبر أنهم يكتشفون أن حارس السجن الاسرائيلي، الذي ساعد الأب في تهريب نطفته، قام باستبدال النطفة بحيواناته المنوية وأن الفتاة نصف إسرائيلية، بيولوجيا. تحاول الأم أن تخفي الأمر خوفا على ابنتها من التنمر أو الأذى، فتدعي أنها كانت على علاقة برجل فلسطيني آخر، وأعمام الفتاة الذين قاموا بتربيتها في غياب أبيها السجين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأمر، ويريدون ارسال الفتاة لتعيش في الخارج، والابنة التي تعشق والدها، وتحمل كرها هائلا للاسرائيليين، تصاب بالصدمة وتقرر التسلل إلى إسرائيل للبحث عن الحارس وقتله حتى تستعيد شرفها الفلسطيني.

أنا بنت مين

بعيدا عن القضية الفلسطينية هذه فكرة درامية جيدة، ولكنها ليست جديدة تماما، وقد عاشت الميلودراما المصرية على موضوع اختلاط النسب دهورا، من أيام “أنا بنت مين” و”دهب” و”الخطايا” وحتى “لا تسألني من أنا”. وقبل الميلودراما السينمائية ظل موضوع النسب وإثبات البطل لأحقيته في الانتساب لأبيه هو الموضوع الشاغل للسير الشعبية العربية مثل “عنترة” و”أبو زيد الهلالي”، وبالمناسبة الميلودراما الهندية مهووسة أيضا بهذه “التيمة”، وعلى “نتفليكس” هناك فيلم هندي حديث اسمه “ميمي” يعالج الفكرة بطريقة إنسانية وعصرية، ولكن هذا ليس موضوعنا اليوم.

موضوعنا ما فعله فيلم “أميرة” بهذه الفكرة التي تحمل امكانيات جبارة، والتي يتوقع بالطبع أن تثير الجدل والحساسيات، بسبب طبيعة الصراع الفلسطيني الصهيوني، فنحن لا نتحدث هنا عن سادة وعبيد أو أثرياء وفقراء أو بيض وسود ولكن عن فلسطينية مسلمة تكتشف أنها نتاج نطفة إسرائيلي يهودي.

الرباط البيولوجي

أسهل شئ هو توجيه الاتهامات، وقد تعرض فيلم “أميرة” لاتهامات فورية رخيصة لمجرد الفكرة، ولكن كما نقول دوما الفكرة ليست مهمة في حد ذاتها، ولكن المهم ما يفعله الفنان بالفكرة.

لا يوجد في “أميرة” ما يمكن أن يشير إلى أنه يدافع عن “التعايش” و”التهجين” بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكن هناك ما يشير إلى رفضه لهذا الاحتمال لدرجة الوقوع في المبالغة وارتكاب بعض الأخطاء الدرامية واتخاذ مواقف غير إنسانية. كيف؟ لا يحمل الفيلم من قريب أو بعيد دفاعا عن الرباط البيولوجي بين الأبنة وأمها الفلسطينية الوطنية التي قبلت أن تتزوج فدائيا مسجونا وتعيش حياتها كراهبة. نحن نعلم أن اليهود يقدسون النسب للأم ولا يعترفون باليهودي إلا إذا كانت أمه يهودية، بينما العرب على العكس لا يعترفون بالنسب للأم ومعظم البلاد العربية لا تمنح الجنسية لأبناء الأم إذا كان الأب أجنبيا!

شهيدة

هل يعقل أن يتفق فنان ينتمي للقرن الواحد والعشرين مع هذا الموقف غير الانساني؟ للأسف هذا ما يفعله فيلم “أميرة”، عن غير قصد غالبا، بسبب خوفه من الاتهام بقبول فكرة وجود فلسطيني من أب إسرائيلي. وحتى نتبين الموقف لنفكر بالعكس: ماذا لو اكتشفت أميرة أنها ابنة أم إسرائيلية؟ هل كانت محنتها ستكون بالقدر نفسه؟

أميرة كما يصورها الفيلم مرتبطة بأبيها السجين وعدوانية تجاه أمها بشكل غير طبيعي، وحتى عندما تكتشف أنها ليست ابنته وأن أمها حاولت التضحية بسمعتها وحياتها حتى تحميها من هذا الاكتشاف، تظل أميرة أبوية النسب، باردة تجاه أمها، لسبب لا يمكن تفسيره سوى بطبيعة المجتمع الفلسطيني الذي تعيش فيه، والذي يعلي من شان الذكورة والنسب الذكوري بشكل متطرف.

حساب المثلثات

الفلسطينيون كما يظهرهم الفيلم متخلفون، يزوجون فتاة من صورة فوتوغرافية لرجل محكوم بالسجن مدى الحياة، ويعتقدون أن ارسال نطفة خارج السجن هو بمثابة تحرر ومقاومة للمستعمر، ويرفضون فتاة لا ذنب لها لمجرد أنها تنتسب بيولوجيا لحيوان منوي ضال، بل يريدون ارسالها وراء الحدود للتخلص منها ويفرحون بأنها ستتسلل بمفردها لاسرائيل ويعتبرونها شهيدة يتفاخرون بتعليق صورها.

مرة أخرى لا أعتقد أن هذه الصورة التي يظهر بها الفلسطينيون مقصودة، ولكنها نتاج عقل محافظ، متردد، يكتب سيناريو فيلمه بطريقة “حساب المثلثات” ويخشى الاتهامات. إنه يحاول، من بعيد، أن يتيح مساحة لصوت آخر، يتمثل في مدرس الابنة، صديق الأم، المثلي جنسيا، والذي يعلن أن الانسان ليس مجرد ضحية لحمضه النووي، وربما كان يمكن أن يقول أيضا أن الهوية ثقافة قبل أن تكون عرقا وأن الانتماء قرار قبل أن يكون قدرا، وأن الوطنية اختيار قبل أن تكون جنسية.

حقل ألغام

لكن الفيلم لا يقول ذلك، ولا المدرس، فهو شخصية باهتة، لا تكاد تسمع أو ترى، ويزيد الطين بلة أن صانع الفيلم جعله مثلي جنسيا لسبب غير مفهوم، ربما لإن الأفلام “العالمية” هذه الأيام يجب أن تتضمن شخصا مثليا. لست ضد ظهور المثليين في السينما ولكن في هذا الموقف تحديدا يبدو الأمر مفتعلا، والأسوأ أنه يجعل آراء المدرس التقدمية محل شك في نظر المشاهد العربي التقليدي، بما أن من يرددها مثلي جنسيا.

لقد وضع محمد دياب نفسه وسط حقل ألغام ووقف حائرا لا يعرف كيف يخرج منه، ولجأ إلى نهاية مفتعلة، ملتبسة، وغير منطقية، والأسوأ: غير إنسانية.

محمد دياب مخرج جيد، يعرف كيف يصنع دراما مشوقة، ولديه شجاعة الخوض في موضوعات حساسة وجدلية يخشى من الخوض فيها الآخرون. ولكنه يتعامل مع هذه الموضوعات بالقلم والمسطرة، بالشوكة والسكين، بقفاز يد ومريلة مطبخ. وهكذا أتى فيلم “أميرة” إلى الدنيا هجينا غير متجانسا: رجعي ومحافظ النواة بقشرة متحررة، مرتبك، ومربك. ويؤدي غالبا إلى عكس الهدف منه، لو اعتبرنا أن هناك بالفعل هدف منه!

 

موقع "باب مصر" في

24.10.2021

 
 
 
 
 

تهريب النطف من السجون الإسرائيلية كـ"حكاية"،

"لا علاقة لها بالسياسة" في فيلم "أميرة"

أمل مجدي

ينشغل المخرج المصري محمد دياب بتصفح الأخبار ومتابعة ما يجري من أحداث يومية، باحثاً عما يثير اهتمامه ويجذبه للعمل على مشروع سينمائي جديد.

يغمر نفسه في قصصه الدرامية المستلهمة من الواقع، ويقضي سنوات في صناعتها ساعياً وراء طرح أسئلة تحفز المشاهد على التفكير في قضايا شائكة من منطلق إنساني بحت.

تهريب النطف حكاية خيالية

هذا ما قدمه في فيلمه الأول (678- 2010) الذي يتناول ظاهرة التحرش الجنسي وتبعاتها النفسية والاجتماعية من خلال ثلاثة نماذج نسائية تتخذ مواقف صادمة للدفاع عن النفس.

واستطاع أن يرسخه في فيلمه الثاني (اشتباك- 2016) المصور داخل عربة ترحيلات، مكتظة بشخصيات ذات توجهات سياسية وفكرية مختلفة، تتصارع أحياناً، وتحاول إيجاد أرضية تفاهم في أحيان أخرى وسط حالة الغليان، التي يعيشها الشارع في الأيام التالية لعزل محمد مرسي من رئاسة الجمهورية.

بعد أكثر من ألفي عام على ميلاد المسيح دون جماع، كما يؤمن الكثيرون، أنجبت نساء فلسطينيات دون فعل التزاوج من النطف المهربة، مما ألهم سينمائيين قصصاً إنسانية خيالية، آخرهم المخرج محمد دياب في فيلم "أميرة"

يتبنى دياب نفس النهج في فيلمه الثالث "أميرة" الذي تولدت فكرته بعدما قرأ مقالاً عن إنجاب حوالي 200 طفلاً بواسطة النطف المهربة من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

شعر دياب وكأنه أمام حكاية خيالية، وتملكته رغبة في معرفة المزيد من التفاصيل عنها. ولأنها المرة الأولى التي يغامر فيها بصناعة فيلم خارج حدود وطنه، كان عليه البحث عن مرشد يرافقه وينير له الطريق، وقد كان هذا المخرج، الفلسطيني هاني أبو أسعد.

يقول دياب في أحد الحوارات: "أردنا أن نسأل كيف تبدو حياة الأشخاص الذين ولدوا بهذه الطريقة، وكيف تبدو حياة الزوجات في هذه المواقف. كعربي القضية الفلسطينية هي شيء كبير بالنسبة لي".

المعجزة الإلهية إرادة بشرية

في الديانتين المسيحية والإسلامية، حملت مريم العذراء دون أن يمسها بشر، فكانت ولادة المسيح معجزة إلهية على أرض فلسطين.

وبعد أكثر من ألفي عام، يتخذ الفلسطينيون من المعجزة مثالاً، وبإرادة صلبة ينجحون في التوصل لحيلة تؤمن لهم الحق في الإنجاب دون فعل التزاوج. ومن ثم، تصبح الظاهرة رمزاً قوياً لمقاومة المحتل، وانعكاساً لحب الحياة والتشبث بها رغم أنفه.

لم يكن محمد دياب أول صانع أفلام تأسره حكايات أطفال النطف الذين يطلقون عليهم "سفراء الحرية". فقد سبقه آخرون، منهم من اتخذ المنحى التوثيقي كالمخرج الفلسطيني محمد مصطفى الصواف، صاحب الفيلم التليفزيوني "تهريب الحياة- 2017" الذي يتتبع تجارب ومحاولات عدد من الأسرى وعائلتهم أثناء عمليات التهريب والتلقيح الصناعي، وصولاً إلى النتائج التي تكلل بالنجاح أو الفشل.

ومنهم من قدمها روائياً على شاشة السينما، مثل المخرج الفلسطيني راكان مياسي، الذي صنع فيلما قصيراً يحمل اسم "بونبونة- 2017"، يصور بأسلوب أخّاذ االصعوبات التي يواجهها أسير وزوجته لإتمام العملية؛ بداية من تمريره للسائل المنوي في غلاف حلوى صغيرة عبر الحاجز الزجاجي خلال لقائهما الشهري، وحتى اضطرارها إلى تلقيح نفسها داخل حافلة الصليب الأحمر أثناء عودتها من الزيارة.

لكن في فيلم "أميرة" الذي كتبه المخرج بالتعاون مع شقيقيه خالد وشيرين، تبدو مسألة تهريب النطف نواة لقضية أعمق ذات طابع عالمي، يمكن أن يتماهى معها كثيرون.

جاءت إلى الحياة من نطفته المهربة.

تدور الأحداث حول الفتاة المراهقة "أميرة"، التي ولدت في مجتمع يمجد والدها الأسير، ويحتفي بأنها جاءت إلى الحياة من نطفته المهربة.

فجأة تجد العالم الذي تعرفه يتداعى أمامها عندما يرغب الأب في الإنجاب مرة ثانية، وتكشف التحاليل أنه عقيم، فتخوض رحلة بحث عن ذاتها، وهويتها، وتنخرط في تساؤلات كثيرة حول علاقتها بمجتمعها وموقفها من كل ما تربت عليه وتنتمي إليه.

من نحن؟ يصبح هذا السؤال الأهم خلال مسار الفيلم، يفتح باباً للتفكير في الروابط التي تجمعنا بذوينا، وهل هي قاصرة فقط على صلة الدم أم إنها تقوم بالأساس على الرعاية والدعم المتبادلين على مدار سنوات؟ كما يقودنا إلى التوقف أمام قراراتنا وأفعالنا، وما إذا كانت نابعة من رغبة في نيل مباركة المحيطين أم إنها تعبر حقاً عن اختيارانا الشخصية؟

كل هذا يُقدم باختيار واضح من دياب بالبعد عن الخطاب السياسي المباشر، يؤكد: "على الرغم من أننا نتحدث عن قصة شخصية للغاية لا علاقة لها بالسياسة، لكن السياسة في الخلفية دون الحديث عن أي شيء. وفي رأيي هذه أفضل طريقة يمكن من خلالها تناول أي شيء سياسي. أي بتجنب الحديث عنه والاكتفاء بتقديم حياة الناس".

عالم مليء بالتناقضات والأحلام

"إن المواجهة الأكبر في حياة الإنسان هي تلك التي يخوضها مع ذاته"، هكذا يقول المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي يبدو جلياً مدى تأثر آل دياب بأسلوبيته، في كتابة سيناريو "أميرة". فأفلامه تدور أحداثها عن أزمات واختبارات إنسانية صعبة يواجها الأبطال، لكنها لا تقتصر على كونها صراعاً مع الآخرين، بل هي في الأساس صراع مع النفس وما تحمله من مبادئ وقيم.

وبما أن تمزق الهوية هي الفكرة المُلحة في الفيلم، فقد تجسدت في صورة ازدواجية تعيشها الشخصيات الثلاث الرئيسية.

فالأب الأسير هو بطل شجاع في نظر مجتمعه، وفي الوقت نفسه إرهابي خطير يعاني في سجن المحتل، وينتزع بعض حقوقه بالإضراب عن الطعام.

كذلك الأم التي تعد زوجة أمام الجميع، لكنها لم تمس قط في حياتها حتى يوم زفافها، كانت صورة العريس تحل محل جسده بجانبها.

يكتشف الأب أنه عقيم، وتجد الابنة نفسها بين ليلة وضحاها محسوبة على الطرف العدو، بعد أن كانت محتفى بها كابنة النطفة المهربة لأسير، لتسأل نفسها: من أنا؟

أما الابنة التي تكتشف عدم صحة نسبها لأبيها، تجد نفسها بين ليلة وضحاها محسوبة على الطرف العدو. يعبر دياب عن هذه الحالة بلغة بصرية تعتمد على الانعكاسات، فتصبح كل شخصية في مواجهة مع صورتها الأخرى.

ولكن الصور المادية هي الأخرى تحتل مكانة مهمة في الفيلم، إذ تستخدمها "أميرة" في البداية لخلق عالم مواز أكثر رحابة وشاعرية من واقعها الأليم. فتتلاعب باللقطات لتصنع لنفسها وعائلتها ذكريات غير ممكنة التحقق. ثم تتوقف عن هذه الهواية بعد تفجر الأزمة، وتلجأ لتصوير نفسها محاولة التعرف على حقيقتها. وفي النهاية، تكون إحدى الصور سبباً في اتخاذها لقرار مصيري.

يمثل "أميرة" محطة مهمة في مسيرة محمد دياب، المقيم حالياً في أمريكا، ويعزز فرصته في التنقل بحرية بين الأعمال السينمائية دون تقيد بأي حدود جغرافيةيقول: "أنا أتعلم من هاني أبو أسعد، لقد صنع فيلماً في هوليوود ثم عاد إلى الوطن وقدم فيلماً مستقلاً، أو ألفونسو كوارون، الذي تنقل بين أفلام مثل (Y Tu Mamá También) وإنتاجات هوليوود الضخمة ثم أنجز (Roma). أنا مصري، أبلغ من العمر 43 عاماً، ولن أفقد ثقافتي أبداً. الشرق الأوسط منجم ذهب للقصص".

 

موقع "رصيف 22" في

24.10.2021

 
 
 
 
 

«ريش» دميانة.. مجدُ المرأةِ المعيلة

فاطمة ناعوت

فيلمٌ رمزىٌّ فلسفى يقفُ خارج المكان والزمان. لا يعبرُ عن مكان بعينه؛ لأنه يعبّر عن كل مكان فوق الأرض. وكذلك الزمان، قد يكونُ الأمسَ أو الغد، أو الأبدَ أو الأزل. هكذا قرأتُ فيلم «ريش» الذى حصد جوائزَ رفيعة فى مهرجان «كان» الفرنسى، ومهرجان الجونة المصرى، وأظنُّ أن جوائزَ أخرى فى انتظاره لأنه يناقشُ أفكارًا وجودية عابرة للزمان والمكان، وهى: «الانسحاق» و«التهديد» و«التغييب»، ثم «الخلاص». كلُّ كادر يحملُ قدرًا من التهديد بأن خطرًا وشيكًا قادمٌ، وأن العالمَ ليس على ما يُرام. لم أرَ الفيلمَ منشغلًا بفكرة «الفقر المدقع» كما أُشيع، رغم الزووم المتكرر على الأيادى الخشنة التى تعدُّ الأوراق المالية المهترئة، فالأسرة التى يدورُ حولها الفيلم تسكن فى بيت له جدران وسقف، ولديها تليفزيون وكاسيت وغسالة، وتملك قوتَ يومها، وبهذا تخرجُ من تحت خط الفقر الذى يفتقرُ إلى الحياة الآدمية. ولم أرَ الفيلم مسيئًا إلى مصر كما ذهبَ البعضُ، ليس فقط لأن مصرَ أكبرُ من الإساءة، بل لأن الفيلمَ كما أسلفتُ وجودىٌّ عابرٌ للمكان، مهمومٌ بأزمة الإنسان مع الانسحاق فى كل مكان وزمان.

اختار المخرجُ «عمر الزهيرى» أبطاله بعناية من بين البشر العاديين فى صعيد مصر. لم يلجأ إلى نجوم التمثيل من الصفّ الأول أو حتى الأخير؛ لأن فلسفتَه أن يعبّر المأزومون عن أزماتهم بمفرداتهم، وملامحهم، وملابسهم، وتلقائيتهم التى قد تخرجُ عن ساحة «الفنية» وتتمترس فى ساحة «الواقعية».

بطلةُ الفيلم «دميانة نصّار»، سيدةٌ مليحةٌ بسيطة من صعيد مصر، لم تتعلّم لغة التمثيل، لكنها تتقن الحياة، وهذا هو المطلوبُ منها. أن تؤدى دورَها كما تعيشه، ولكن وفق سيناريو الانسحاق الذى رسمته فلسفةُ الفيلم. كان صمتُها الدائمُ طوال الفيلم «كلامًا» مختزنًا فى قلبها الكسير، سمعناه وإن لم تقله. وملامحُها الجامدة، التى لا تضحك ولا تبكى ولا تنفعل، كانت صراعاتٍ صامتةً قرأنا فيها صفعات الانسحاق والإذلال التى تراكمت على أيامها، فخطفت منها تعبيرات الوجه حتى صار باردًا Poker Face لا يتغيّر أمام الفرح أو الفجيعة. الزوجُ الذى هو مصدرُ الإذلال، مثلما هو مصدرُ الأمان المادى المتقشف، شخصيةٌ عبثية، من أول الفيلم إلى آخره. يدخن رغم عوز أطفاله، ويُقتِّر على زوجته شحيحَ مالٍ يخبئه فى صندوق من الصفيح الصدئ. «يحتقرُ» فقرَه فيشترى نافورة غالية، ويكرر على مسامع أصدقائه نفس العبارة: «تِدِّى شكل حلو للمكان، وفى نفس الوقت شيك»، ليضعها فى بيت جدرانه مصدوعة وأثاثه بالٍ.

وكذا «يحتقرُ» عقل زوجته فيحكى لها، وهو يشرب كوب اللبن الساخن، عن حياته السابقة حيث كانوا يجلبون له بقرةً فوق صحن ليشرب منها الحليب ساخنًا. والزوجة تنصتُ بوجه خالٍ من التعبير، وكأن صمتَها احتقارٌ مضاد. يتحوّلُ الزوجُ إلى دجاجة فى لعبة سحرية، ويخفقُ الساحرُ فى إعادته لبشريته. والزوجةُ على حالها لا تنفعلُ ولا تصرخُ فى وجه الساحر، بل تسهرُ على رعاية الدجاجة وإطعامها أملًا فى عودة الزوج: مصدر الإذلال والأمان. تمرضُ الدجاجة/ الزوج، فيأمرها الطبيبُ البيطرى بعدم إطعام الدجاجة «البيض والفراخ»، وهنا قمةُ العبثية، فتوافقه، ليأتى المشهدُ «المفتاح»، حيث تكسرُ الزوجةُ البيضَ فى الحوض وتفتحُ عليه صنبور المياه، رغم جوع أطفالها.

الرمزُ هنا هو التخلص من «الحاجة» للرجل الذى صار دجاجة؛ لأن «البيض» للدجاجة هو «المال» للرجل. وتبدأ رحلة الكفاح والمرمطة والاستدانة والتعرض للتحرش حتى تعمل خادمة فى بيوت الأغنياء. تختلسُ علبة مربى وبضع قطع شيكولاتة حتى يتذوق أطفالُها شيئًا من «الحلو» يخفف مرارة الحرمان.

وبعد طردها من الفيلا تشترى قطعتى جاتوه إصرارًا على تحلية ألسن أطفالها المُرّة. ويعودُ لها الزوجُ محترقًا، لا حيًّا ولا ميتًا، فتداوى جروحه وتُحمِّمه، وتُطعمه ويبول على نفسه، وتصفعه لكى ينطق وينهض من رقاده. المتحدثُ الأوحد فى الأسرة صار صامتًا، والعائلُ صار المُعالَ والعبء. فتقرر الزوجةُ الخلاصَ منه، وذبح الدجاجة وغسل يديها من دمائها؛ وكأنها تعلن للمجتمع الفاسد أنها بريئةٌ من دم الرجل الذى أذلَّها حيًّا وأنهكها مُحتضرًا.

الفيلمُ يشيرُ بإصبع الاتهام صوب صدر أى مجتمع ذكورى يستعبدُ النساء وينحلُ «ريش» المرأة حتى تصير تمثالًا صامتًا من الشمع لا يفرح ولا يبكى. البطلة «دميانة نصار» ليس لها اسمٌ فى الفيلم، لأنها أىُّ وكلُّ امرأة منسحقة فى هذا العالم. وإضاءة نصف وجهها بالنور وإعتام النصف الآخر فى الظلال فى مشهد النهاية دلالة الصراع المعتمل داخل كلّ أم تتحملُ المرَّ من أجل أطفالها. تحية لصنّاع الفيلم، الذى سيصيرُ علامة فى صناعة السينما المصرية العالمية. «الدينُ لله والوطنُ لرافعى راية الوطن».

twitter:@fatimaNaoot

 

المصري اليوم في

24.10.2021

 
 
 
 
 

مخرج فيلم "ريش" المصري يخرج عن صمته بعد اتهامات وجدل

ولاء عبد الناصر - القاهرة - سكاي نيوز عربية

كشف مخرج فيلم "ريش" المصري، عمر الزهيري، عن سبب تحمسه لفكرة العمل السينمائي الذي حقق صدى واسعًا ولفت انتباه الجميع، خاصة بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الخامسة.

وكان فيلم "ريش" قد أثار الجدل واتهمه البعض بالإساءة لسمعة مصر في المهرجانات الدولية، وانسحب ثلاثة فنانين مصريين من مشاهدته أثناء عرضه في مهرجان الجونة.

وقال الزهيري في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، "منذ فترة، عندما شاركت بفيلم قصير في مهرجان كان، علمت أن لديهم برنامجا لرعاية السيناريوهات، بالإضافة لمساعدة المخرج الذي يمتلك سيناريو للانتقال إلى باريس ومساعدته في الكتابة".

وتابع "تواصلت مع المركز القومي للسينما الفرنسي، للمساعدة في إنتاج الفيلم، وفكرة الفيلم وجدت بها شيئا مختلفا وجديدا ومثيرا".

وعن إثارته للجدل والاتهامات التي وُجهِّت له، قال "فكرة الفيلم تبدو للمشاهد في بداية الأمر كالنكتة، زوجة يتحوَّل زوجها لدجاجة، وأضاف "إلا أن الفيلم يحمل رسالة قوية ومهمة، وهي إعادة اكتشاف الطبيعة الإنسانية، التي تراجعت في زمن طغت عليه المادية".

جدل ريش.. عندما تتلون السينما بمآسي الواقع

الإساءة لسمعة مصر

وعبر عن انزعاجه من الاتهامات التي وُجهِّت للفيلم بالإساءة لسمعة مصر، "عملتُ على سينما جديدة ومختلفة ولم أقم بشيء سيء أو غريب، والحصول على جائزة من مهرجان (كان) باسم مصر والسينما المصرية، يُعّد مسؤولية، ويخلق شيئا من الجدل".

ورّد بلهجة حادة على تلك الانتقادات  "لا يصح أن تقول إني لست مصريا، فأنا مصري وفيلمي مصري، وبعد عرض الفيلم في مهرجان كان، كانت هناك آراء إيجابية من قبل النقاد الفنيين، على رأسهم الناقد الفني طارق الشناوي".

وعن ردود أفعال الجمهور والنقاد على فيلم "ريش" بعد عرضه، أعرب عن سعادته بردود فعل الجمهور والنقاد لأنها كانت إيجابية، مشيرًا إلى أنّه لم يكن يتخيل أن ينال الفيلم على الحالة الكبيرة من الاهتمام.

كواليس التصوير

وأوضح أن "الفيلم استغرق وقتا طويلا في التحضير والاستعداد له، لكن التصوير استغرق خمسة أسابيع فقط"، مضيف: "التصوير كان في أماكن مختلفة وديكورات كثيرة، وأماكن حقيقية فغيرنا الديكورات والغرافيكس الذي تستطيع من خلاله تغيير الخلفية أو المباني، أما التصوير الداخلي فمعظمه ديكورات".

وعن سبب اختياره لأشخاص لم يسبق لها تجربة التمثيل من قبل، كشف عن سبب ذلك قائلاً "اختياري اعتمد على اختيار أشخاص مناسبة من وجهة نظري كسينمائي، وأن هؤلاء يستطيعون خدمة تجربتي، واعتمدتُ على الحقيقة أكثر من التمثيل".

وشدد على أنه يبحث دائما عن شيء مختلف وجديد ويعبر عمّا بداخله فقط، متابعًا "حريص كل الحرص تقديم سينما جديدة بعيدة عن أفكار مشابهة لأحد، وهذا ما أسعى له أنا وجيلي من المخرجين الشباب".

وختم بـ"أنا أؤمن أن المسألة ليست بالأداء التمثيلي، بقدر رؤية شخص يفاجئك أمام الكاميرا بواقعية، لم أكن أريد تمثيل بقدر ما أردتُ الواقعية".

 

سكاي نيوز عربية في

24.10.2021

 
 
 
 
 

عن فيلم ريش ...للمخرج عمر الزهيري

إيناس أحمد سوريا

أنا أكره التريند ...والحديث عن التريند ....والأشخاص الذين يستخدمون هذا المصطلح ...أصبح لدي فوبيا منه...واصبحت استخدمه للتهكم والسخرية ..

لكن يجب أن أقول الحق أن التريند هذه المرة أسدى لي خدمةً كبيرة ...ف تريند الكلام الذي صرّح به شريف منير وعدد من فناني مصر عن فيلم ريش ..الذي عرض في مهرجان الجونة كان سبب أن أشاهد الفيلم "..ل أرى كيف يمكن لفيلم أن يسيئ الى سمعة بلد ....وخاصة أنها المرة الأولى التي اسمع بها مصطلح كهذا

لكل منا ذوق في الحياة مختلف عن الآخر ... ..حكمنا على الامور الجمالية مختلف جدا حسب رؤية كل شخص ..وإن لم يكن علينا أحترام وجهة النظر الآخرى ..على الأقل تقبلها أو تقبل إنها موجودة ...

في الحقيقة بعد مشاهدة الفيلم ..صفنت في حائط غرفتي مدة نصف ساعة بسبب الجرعة الجمالية التي شُحنت بها بسبب الفيلم ..

يا إلهي أنا اسفة شريف منير لكن أنا لا احترم رأيك ولا اتقبله وخصوصا أنك فنان ...لأنه سأقبل منك أن تنسحب وتقول لايعجبني هذا النمط من الأفلام..لكن أن تصفه بالاساءة الى مصر ف هذه كارثة ثقافية ....

أين السوداوية والتقل على القلب ( كما قال النجوم على الريد كاربت) بالفيلم أنا لم أراها...رأيت كوميديا ذكية غريبة لم أشاهدها قبل في أفلامنا العربية ....أو ربما شاهدتها في فيلم جنة الشياطين ...

أين الاساءة الى سمعة مصر ...أين مصر في الفيلم أساسا؟..أنا سمعت عشر جمل لا أكثر باللهجة المصرية..لكن الزمان والمكان والشخصيات في الفيلم تنتمى الى فضاء غير محددصنعه المخرج الشاب ....حتى أن الشخصيات بلا اسماء ..

الحدوتة في الفيلم ليست عظيمة هي بسيطة جداً(.لن اتحدث عنها ف أنا سأكتب رأيا فطريا حماسيا أعبر به عن استمتاعي بالفيلم وليس رأي نقديا لأنه مو شغلتي ) ..لكن المخرج وظفها بشكل رائع ..وسردها بطريقة يمكن أن أصفها بالشعرية ...يمكن أن أكون على خطأ ..لكني فعلا كنت أشاهد فيلما شعريا ..وهذا النمط الذي اعشقه ..

كانت اللقطات طويلة حجما وزمناً ...والايقاع سلس وهادئ اتأمل الكوادر والألوان والإضاءة والجمال وحال الشخصية الرتيبة ..إنه فيلم يصور رتابة الحياة التي تدور في فلكها الأحداث دون أن يشعرك بالملل هل تتخيل هذه المعادلة؟..لأنها موظفة بطريقة صحيحة وليست استعراضا فقط ....وكانت استخدامه للصورة والتوكيد عليها ل استخدامها في مشهد لاحق ذكيا جدا ل ايصال الفكرة دون حوار او مباشرة في الطرح.....

البطلة الصامتة الرتيبة ..رغم أن اللقطات(الكلوز) او القريبة من وجهها كانت قليلة جدا ..لكنه استطاع اشراكي معها في مراقبة كل الأحداث بشكل حيادي ..ف الفيلم كان يروى من وجهة نظرها ونظري أيضا ..فلم يكن هناك صراع واضح بين الخير والشر..احداث تدور والمشاهد هو الحكم...

الفيلم لم يكن ميلو دراميا ولم يشحد العاطفة والدموع والتعاطف من المشاهد...لا بالتمثيل ولا باللقطات ولاحتى بالموسيقى ...كم امقت الموسيقا الحزينة مع المشاهد الحزينة ...

الفيلم كان كتلة من الاحاسيس والمشاعر لكن دون دموع دون حزن ...حتى أن المخرج اختار موسيقى راقصة مع مشهد القتل في النهاية..

المشهد الذي سحرني دراميا ...هو المشهد داخل السيارة حين كان الرجل يريد ابتزازها مقابل مساعدتها ماديا وغناء الرجل في هذه اللحظة ...لن اتحدث عنه كمان ( لانه ح ضل ساعة) .

انا ك سورية افتخر بهذا الفيلم ..

انه يشرّف مصر ...ويعطي طاقة جمالية وسينمائية لكل عاشق للفن " المتعوب عليه" ..

أما عن شريف منير ....اقترح عليه أن يشاهد أفلام خارج نطاق مجموعة شباب يذهبون في رحلة الى الساحل الشمالي ثم يخونون بعضهم مع حبيبات بعض ....

اتمنى لو أتمكن من مشاهدته في صالة عرض ..ف ل الاسف قد شاهدته على الموبايل اتعس مشاهدة ...

شكرا مصر ...شكرا عمر الزهيري ...أنت مخرج له وجهة نظر وهذا ماتحتاجه السينما ومبروك الجائزة ...أنها مستحقة .

 

الـ FaceBook في

24.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة

الفيلم الحائز على الجائزة تعرض لانتقادات شديدة قبل التتويج.

القاهرةفاز فيلم “ريش” للمخرج المصري الشاب عمر الزهيري بجائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة الذي أسدل الستار عليه مساء الجمعة.

وكان الفيلم الفائز بجائزتين من مهرجان كان السينمائي قد تعرض لانتقادات من برامج تلفزيونية وبعض الفنانين والنقاد الذين اتهموه بالإساءة لصورة مصر بسبب حالة الفقر الشديد التي عليها العائلة محور الأحداث وامتدت هذه الاتهامات إلى المهرجان وبلغت حدّ المطالبة بمقاطعته إعلاميا.

وفاز بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل بالمهرجان “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” من فنلندا بينما ذهبت النجمة الفضية إلى فيلم “غروب” من المكسيك وذهبت النجمة البرونزية للفيلم الروسي “هروب الرقيب فولكونوجوف”.

وفاز بجائزة أفضل ممثل بيتري بويكولاينن عن دوره في “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” بينما ذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى مايا فاندربيك عن فيلم “ملعب” من بلجيكا.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فاز بالنجمة الذهبية فيلم “حياة إيفانا” من روسيا وذهبت النجمة الفضية إلى فيلم “أوستروف – جزيرة مفقودة” من سويسرا، أما النجمة البرونزية فذهبت إلى فيلم “سبايا” من السويد. وفاز “كباتن الزعتري” للمخرج المصري علي العربي بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي في المهرجان.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت 23 فيلما فاز بالنجمة الذهبية فيلم “كاتيا” من روسيا وبالنجمة الفضية فيلم “الابن المقدس” من إيطاليا وبالنجمة البرونزية فيلم “على أرض صلبة” من سويسرا.

أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فذهبت إلى “القاهرة - برلين” للمخرج الشاب أحمد عبدالسلام.

ونال الفيلم اللبناني “كوستا برافا، لبنان” جائزتي لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) لأفضل عمل أول ونجمة الجونة الخضراء لأفضل فيلم تناول قضية البيئة وحماية الحياة البرية.

ومنح المهرجان الجائزة التي تحمل شعاره “سينما من أجل الإنسانية” للفيلم الروسي “أوستروف – جزيرة مفقودة” للمخرجتين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.

 

العرب اللندنية في

24.10.2021

 
 
 
 
 

منتجة فلسطينية تدعو لفتح الحدود أمام السينمائيين العرب

(رويترز)

في ختام مهرجان الجونة السينمائي بمصر، أول أمس الجمعة، أطلقت المنتجة الفلسطينية مي عودة نداء لصناع القرار السياسي في مختلف الدول العربية، بفتح كل الحدود أمام كل السينمائيين العرب.

وذلك في كلمة مؤثرة لدى تسلمها جائزة الإنجاز الإبداعي من المهرجان في دورته الخامسة نيابة عن صاحب التكريم الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري الذي غاب، احتجاجاً على احتجاز المخرج الفلسطيني سعيد زاغة في مطار القاهرة، "لاثنتي عشرة ساعة في ظروف مهينة"، كما قال في تصريحات سابقة.

وطالبت مي عودة بألا تكون الحدود حاجزاً أمام السينمائيين الذين ينشرون رسالة فنية هادفة، مضيفة "هذا المسرح وهذه السجادة الحمراء وهذه الشاشة من أجل الاحتفاء بهؤلاء الفنانين الذين للأسف هم مغيبون بسبب إجراءات قمعية للفنانين".

وقبل بكري قال المخرج الفلسطيني سعيد زاغة الأسبوع الماضي لوسائل إعلام إن السلطات في مطار القاهرة منعته من الدخول رغم تلقيه دعوة مشاركة من مهرجان الجونة السينمائي وتم احتجازه ساعات قبل ترحيله إلى العاصمة البريطانية لندن.

ورداً على طلب بالتعليق، قال مصدر أمني مسؤول إن سلطات الأمن في المطار لا تمنع أحداً من الدخول إلى البلاد ما دامت أوراقه مستوفاة ولا يمثل خطراً على الأمن العام.

وقالت مي عودة في مقابلة مع "رويترز" بعد حفل ختام المهرجان "لا أحكي عن مهرجان محدد، كلامي عن جميع الدول العربية وجميع المهرجانات، وبشكل خاص المهرجانات السينمائية، وأيضاً لا أتحدث عن الفلسطينيين وحدهم بل أيضاً عن السوريين والعراقيين واليمنيين".

وأضافت عودة التي قدمت عدداً من الأفلام المهمة الفائزة بجوائز كبيرة في السنوات القليلة الماضية "بالعام الماضي لم يستطع المخرجان عرب وطرزان ناصر حضور مهرجان القاهرة الدولي، وبعد ذلك في الأردن كان فيلمي "غزة مونامور" بافتتاح مهرجان ولم يحصل صناع الفيلم على تأشيرة دخول. فيلمي "200 متر" عُرض في لبنان ولم أحضر بسبب التأشيرة أيضاً".

وتابعت "أسعد جداً بوجود الأفلام الفلسطينية في المهرجانات، لكن وجود الفنان الفلسطيني صانع العمل مهم كذلك، يستحقون إجراء المقابلات معهم والتقاط الصور لهم والشد على أيديهم بعد التعب والجهد في تقديم أعمال هادفة ومحترمة تسعد الجمهور".

وتخشى بعض الدول من بقاء الفلسطينيين على أرضها بعد الدخول كلاجئين، أو من خلفياتهم وانتماءاتهم السياسية المتباينة، لكن مي عودة ترى أن أعمال الفنانين السينمائية هي في حد ذاتها إثبات على حسن نواياهم، إذ تكشف الشاشة حقيقة ما يعبرون عنه.

واختتمت حديثها قائلة "أتمنى أن تكون هناك استثناءات للفنانين، هؤلاء سفراء لبلادهم. من هنا نبعت دعوتي للحاضرين في ختام مهرجان الجونة من فنانين وصناع سينما إلى التضامن مع أشقائهم الممنوعين من التنقل بحرية والضغط على حكوماتهم لمنح هذه الاستثناءات".

 

العربي الجديد اللندنية في

24.10.2021

 
 
 
 
 

ماندو العدل يدعم فيلم «ريش»:

«كل اللي مالوش شغلانة يطلع يقطع في مخرج شاب»

كتب: سعيد خالد

أشاد المخرج ماندو العدل بفيلم ريش ومخرجه عمر الزهيري، الذي حصد مؤخرًا جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل بمهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته الخامسة.

وكتب «العدل» على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، الإثنين، قائلًا إن «حتي لو الفيلم مش عاجبك ومش شبه ذوقك، ده ميقللش من حجم الإنجاز إنه أخد جائزتين من مهرجان كان لأول مرة في تاريخ السينما المصرية، ميمنعش ان احنا المفروض نتشرف بعمر الزهيري وقبله سامح علاء اللي رفعوا رأسنا ورفعوا اسم السينما المصرية في أكبر محافل السينما العالمية، لكن إزاي نفرح ونتشرف !؟؟.. عيب طبعا نفرح، احنا اصلا مبنعرفش نفرح ولا لنفسنا ولا لحد».

وأضاف: «لازم المخرج يبقي نيته وحشة والفيلم ممول ونظرية المؤامرة تشتغل والاحقاد والغل وكل اللي مالوش شغلانة أصلا يطلع يقطع في مخرج شاب، ويقلل منه اللي عملوه عمر الزهيري وسامح علاء زي اللي بيعملوا محمد صلاح بالضبط، رفعوا اسم مصر في الخارج واسمهم اتحفر في التاريخ، اتمني يطلع ناس تانية كتير زي النماذج المشرفة ديا، فخور بيك يا عمر يا عشرة أكتر من ١٥ سنة، وربنا يحميك وينجحك ورجعتني تاني لقعدتنا على سلالم المعهد ايام ما كنا بنحلم ونفكرالجوايز اللي ربنا كرمك بيها يا عمر.. سينمائيين كتير في العالم بيحلموا بيها ويتمنوها، خليك دائمًا فخور بنفسك وأبطالك والفنيين اللي كانوا معاك ولا يهمك من أي حد».

 

المصري اليوم في

25.10.2021

 
 
 
 
 

ماندو العدل: لازم نفرح بفيلم "ريش" ونفخر ب "عمر الزهيري "

سيدتي - عمرو رضا

عمر الزهيري متوجا بجائزة مهرجان الجونة - الصورة من حساب مهرجان الجونة على انستغرام

واصل المخرج ماندو العدل دعم زميله عمر الزهيري بمواجهة حملة شرسة لانتقاد فيلم "ريش"، وأكد ماندو أن إعجابنا أو رفضنا للفيلم لا ينفى حقيقة أنه حقق إنجازا غير مسبوق للسينما المصرية بالفوز بجائزة مهرجان كان، وطالب الجميع بالفخر بالمخرج الشاب الزهيري ودعمه لتقديم أفلام جديدة.

ماندو نشر صورة من حفل تسليم عمر الزهيري جائزة مهرجان الجونة في دورته الخامسة، وعلق عليها عبر حسابه بموقع الفيس بوك قائلا: حتى لو الفيلم مش عاجبك ومش شبه ذوقك، ده ميقللش من حجم الإنجاز، انه أخد جائزتين من مهرجان كان لأول مرة في تاريخ السينما المصرية.

تابع قائلا: ميمنعش ان احنا المفروض نتشرف بعمر الزهيري وقبله سامح علاء اللي رفعوا راسنا ورفعوا اسم السينما المصرية في أكبر محافل السينما بالعالم، لكن ازاي نفرح ونتشرف !؟؟ عيب طبعا نفرح، احنا اصلا مبنعرفش نفرح ولا لنفسنا ولا لحد.

ورصد ماندو الاتهامات الموجهة إلى عمر الزهيري وسخر منها باعتبارها قائمة جاهزة توجه لكل فنان يقدم عملا مختلفا عن السائد وقال: لازم المخرج يبقي نيته وحشة والفيلم ممول ونظرية المؤامرة تشتغل والاحقاد والغل وكل اللي مالوش شغلانة اصلا يطلع يقطع في مخرج شاب ويقلل منه.. اللي عملوه عمر الزهيري وسامح علاء زي اللي بيعملوا محمد صلاح بالضبط.. رفعوا اسم مصر في الخارج.. واسمهم اتحفر في التاريخ واتمني يطلع ناس تانية كتير زي النماذج المشرفة دي.

وأضاف: احنا هنا اللي بياخد جائزة من مجلة محليه بيتتنك على الوسط والناس فما بالك ب مهرجان كان بقي

واختتم منشوره بقوله: انا فخور بيك يا عمر يا عشرة اكتر من ١٥ سنه وربنا يحميك وينجحك ورجعتني تاني لقعدتنا على سلالم المعهد ايام ما كنا بنحلم ونفكر، الجوايز اللي ربنا كرمك بيها يا عمر سينمائيين كتير في العالم بيحلموا بيها ويتمنوها، خليك دائما فخور بنفسك وابطالك والفنيين اللي كانوا معاك ولا يهمك من اي حد مستني فيلمك الجاي وسيري يا نورماندي.

بنفس الوقت كشف عمر الزهيري مخرج فيلم "ريش"، عن سعادته بحصوله على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة، وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج الحكاية: أنا معروف من زمان داخل الوسط الفني المصري واشتغلت مع سينمائيين كبار والأيام اللي فاتت كنت مستريح نفسيًا وضميري مستريح وعارف إننا دولة كبيرة جدًا دايمًا بفخور بإني جزء من السينما، والعالم يبكرمنا على السينما، فيه هجوم كبير آه، لا محستش إني مش هخرج تاني.

وتابع: مكنتش متوقع جائزة من مهرجان الجونة ولا أي جائزة خالص لأنها منافسة صعبة بس كنت راضي جدًا بردود الأفعال المختلفة وتقدير النقاد المصريين على الفيلم ومبسوط إن حصل ده على أول فيلم ليا في حياتي وده بيعلمني ويضيف لي كتير.

ونفى عمر وجود أزمة مع الدولة المصرية بسبب الفيلم قائلا: الدولة كانت معايا من الأول متمثلة في كل الجهات ودائمًا بشكرهم وأقول إن دي بلد فيها فنانين وجود الفن القوي في الدولة بشكل كبير، مفيش منطق بيقول إن ده فيلم بيسيء لمصر لأن فيه رقابة ومنتج بيشوف العمل، مفيش فيلم ينفع يسيء للبلد ومش عمل فني هو اللي هيسيء للبلد، ومفيش حد اتكلم عن الفيلم بالطريقة دي.

يذكر أن فيلم ريش هو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج عمر الزهيري، وشارك في تأليفه السيناريست أحمد عامر، والفيلم بطولة كل من دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، أبو سفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبد الله، سامية.

 

سيدتي نت في

25.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004