ملفات خاصة

 
 

على صفيح ساخن

طارق الشناوي

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

أكتب هذه الكلمة قبل إعلان نتائج المهرجان، ولا أتصور أن الستار سوف يُسدل، هناك فصول عديدة ننتظرها.

هل يحصل (ريش) - الفيلم الذى أثار الزلزال ولانزال نعيش توابعه - على جائزة؟.. لا أدرى كيف حسبتها لجنة التحكيم، فى عالمنا العربى كثيرا ما تصل تعليمات غير مباشرة، مثلما حدث العام الماضى فى مهرجان القاهرة السينمائى مع فيلم (عنها)، الذى كان مرشحا لجائزتى التصوير والديكور، اتهامات فقط على (السوشيال ميديا) نالت المخرج - بالمناسبة لم يثبت صحتها حتى الآن - بأنه قد تحرش ببعض السيدات، ما أدى لاستبعاد الفيلم.

لا أملك قطعًا اليقين بأن ما حدث بـ«القاهرة» وغيره من المهرجانات العربية المماثلة هو بالضرورة ما تكرر فى (الجونة)، ولست موقنًا أن الفيلم رُشح أصلًا لجائزة أم لا، سيحصل عليها أم تم استبعاده.. كل هذه التفاصيل قطعا لا أملكها، إلا أن تداعيات (ريش) لن تتوقف.

لو راجعت تاريخ الرقابة، ستجد نقطة فارقة عام 1975 أطلقوا عليها عقدة (المذنبون)، قصة نجيب محفوظ وإخراج سعيد مرزوق، حصل الشريط على تصريح بالعرض الجماهيرى، فقرر البعض قراءته سياسيا على أساس أنه بدلا من أن يفتخر بالوطن بعد انتصار أكتوبر بعامين فقط يقدم صورة سيئة للوطن، وتمت معاقبة الرقباء، فأصبحت أياديهم مرتعشة، وبات الرقيب يخشى الإباحة حتى لا يتعرض للمساءلة.. لا أستبعد أن تزداد رعشة الرقباء بعد (ريش) ويعاودوا النفخ فى الزبادى.. (المذنبون) يُصنف الآن ضمن قائمة الأفضل.

ما ملامح المهرجان القادم؟.. السؤال عن استمرار بقاء الخبير السينمائى انتشال التميمى، مديرا عاما يصعد للمقدمة. معلوماتى أن التعاقد معه لمدة خمس دورات قابل للزيادة، وهذه هى الخامسة، أى أنه فى انتظار تعاقد جديد أو رسالة شكر.

بدأت الدورة باعتذار وصلح على الملأ للفنانة الكبيرة يسرا، وقبلها بساعات جاء حريق جزء من المسرح، ثم تداعيات فيلم (ريش)، والبيان الذى اضطرت إدارة المهرجان لإصداره، والذى يشعرك أن المهرجان ارتكب جريمة ويحاول تبرئة ساحته، وقبلها اعتذار الفنان الفلسطينى محمد بكرى عن عدم الحضور خوفا من تكرار ما تعرض له قبل نحو 7 سنوات، عندما وصل لمطار القاهرة للمشاركة فى بطولة فيلم (القط) ولم يسمح له بالدخول، فهو بحكم ميلاده بعد نكبة 48 يحمل جوازى سفر إسرائيليا وفلسطينيا، وهى قضية شائكة جدا وأكبر من صلاحيات المهرجان، كان ينبغى ألا يعلن عن تكريمه قبل أن يوقن الجميع استخراج التأشيرة.

«بكرى» أرسل (فيديو) طالبا عرضه فى الختام، يعلن فيه عشقه لأم الدنيا وشعبها، وتقديره لإدارة المهرجان، ويؤكد أنه لم يأت لأسباب خارجة عن إرادته، ولا أظن أن الفيديو عرض أمس فى الختام.

جاءت استقالة المخرج أمير رمسيس، المدير الفنى، وعودته للقاهرة قبل الختام بيومين لتؤكد عمق المأزق، التوقيت حرج وكنت أتمنى الانتظار حتى حفل الختام، أكد لى أمير أن الأمور فاقت قدرته على الاحتمال، واستقالته ليست لها أى علاقة بعرض (ريش) الذى أحبه كثيرا.

استمرار بقاء مهرجان (الجونة) هو الهدف الأسمى لنا جميعا، يكفى أنه حقق مكانة متميزة فى العالم ولعب دورا مؤثرا لعودة السياحة، واجهة مشرفة للوطن، الأخوان ساويرس ( نجيب وسميح) لديهما قطعًا أهداف ثقافية واقتصادية، وهو ما يضمن للمهرجان الحياة.. الساعات القليلة ستشهد أكثر من قرار قبل أن يبرد الصفيح الساخن.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

23.10.2021

 
 
 
 
 

خالد يوسف: اتهام الأعمال الفنية بتشويه سمعة الدولة هو الإساءة الحقيقية

مصطفى عبيد

المخرج المصري لـ"العرب": ظهور المنصات ورواجها دفعاني إلى العمل في الدراما و"الأندلس" أول أعمالي.

أكّد المخرج المصري خالد يوسف في حوار خاص مع “العرب” أنه طلّق العمل في السياسة بعد سنوات طويلة قضاها وسط أمواجها، وشرع في العمل لتقديم فيلمه الجديد “أهلا بكم في باريس” الذي يعرض جوانب مهمة من صراع الثقافات استوحاها من نحو ثلاث سنوات قضاها في فرنسا مؤخرا، وأن الرواج الحاصل على منصات التواصل يدفعه إلى العمل في الدراما لأول مرة، وتحدّث باستفاضة عن الإبداع وخطورة القيود التي تفرض عليه في ضوء أزمة فيلم “ريش”.

القاهرةأكّد المخرج المصري خالد يوسف أنه لن يعود إلى السياسة مرة أخرى، وأنه لم يمارسها بمفهوم حزبي أو تحت راية تيار بعينه إنما من مفهوم وطني، وشارك في مقاومة اختطاف الإخوان للدولة المصرية ومارس السياسة لتكريس الحرية والاستقلال وترسيخ مفهوم الدولة المدنية.

وقال في حوار خاص مع “العرب”، “لقد شاركت في كل ذلك وانتهيت من مهمتي، وربما اصطدمت بألاعيب السياسة ودوائر معينة، فدفعت ثمنا باهظا، وأعتقد الآن أن الأفضل هو ممارسة عملي الإبداعي فقط مشتبكا مع الواقع، ومعبّرا عن تصوّراتي وطارحا رأيي بكل صراحة، لكن لن أعود مرة أخرى إلى البرلمان”.

وجاء الحوار بعد ساعات من الضجة التي لم تهدأ بعد في مصر، على خلفية مشهد درامي متكرّر ومعتاد خرج فيه البعض متهما عملا فنيا بالإساءة لسمعة مصر، لأنه أظهر عشوائيات وفقراء وجانبا من المجتمع التحتي، وطرح ما جرى مع فيلم “ريش” للمخرج عمر الزهيري؛ قضية قديمة جديدة بشأن محاكمة الأعمال الفنية سياسيا أو دينيا أو مجتمعيا.

ويمثل يوسف أحد أهم رموز السينما الواقعية التي تطرّقت أيضا إلى ملف العشوائيات، وهو رجل مارس السياسة في الوقت ذاته، وكان له دور بارز في ثورة الثلاثين من يونيو 2013، وشارك في وضع دستور مصر في العام التالي، وشغل عضوية البرلمان المصري السابق قبل أن يتعرّض لهجوم إعلامي شديد وغادر القاهرة، ثم قرّر اعتزال العمل السياسي تماما، ما يعني أن رأيه وتصوّراته وأفكاره بشأن علاقات الفن بالسياسة مهمة للغاية.

بدا موقف يوسف شديد الوضوح وهو يكرّر أن اتهام عمل فني ما بالإساءة لسمعة مصر، هو اتهام فارغ ومخجل لأن المفترض أن الفنون ليست مسؤولة عن تجميل صورة أو استكمال دعاية أو خلافه، إنما التعبير الإنساني البحت عن قضايا الناس وهمومهم وأوجاعهم.

الأسئلة وحدها ترى

مسلسل "الاختيار" في جزئه الأول، عدّه يوسف مكرّسا لمفهوم الدولة الدينية بدلا من مقاومتها

قال يوسف لـ”العرب” إن إظهار الفقر أو العشوائية أو القبح في بلد ما لا يعد إساءة، وهناك المئات من الأفلام بل الآلاف من الأفلام التي تتحدّث عن عشوائيات في فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، وهي من أروع الأعمال الفنية العالمية.

وإحدى وظائف الإبداع في رأيه أن يلتقط ما في المجتمع من أوجاع ومعاناة حتى يتمّ طرحه للناس، وليست مهمة الفن تقديم الحلول إنما طرح الأسئلة، وهي “وحدها ترى والأجوبة عمياء”.

وأوضح يوسف أن تقديم عائلة فقيرة أو تواجه معاناة ما، هو حقّ لأي مبدع حتى لو كانت هذه العائلة هي الوحيدة في المجتمع الذي كل مَن فيه يعيش في رخاء، ومن حقه كمبدع أن يقدّم فيلما عن جمال عبدالناصر (الرئيس المصري الراحل) يظهره كرجل عظيم، ومن حقّ مبدع آخر أن يقدّمه كدكتاتور، فلا يوجد هنا معيار سوى الأدوات الفنية، بغض النظر عن الموقف السياسي، فأهم شيء في الفن هو الصدق الإنساني.

ولفت خالد يوسف في حواره مع “العرب” إلى أنه لا يوجد في العالم كله من يقيّم الفنون بهذا الشكل التحريضي العجيب، ولا يمكن تصوّر أن تقديم قصة قهر أو قمع أو فقر أو غيره يمكن أن تسيء للأوطان، وتساءل “وحتى لو كانت الواقعة خيالية تماما، فمن الذي يحاكم الخيال؟”.

وفيلم “ريش” الذي طالب البعض بمنعه بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي وسارع أحد المحامين بتقديم بلاغ ضدّه إلى الجهات القضائية، يقدّم حكاية فانتازية خيالية من الحارة المصرية والعشوائيات.

واتهم يوسف المحرّضين ضدّ الفيلم بالمزايدة ومحاولة موالاة بعض الدوائر في الحكومة على حساب الفن والإبداع، قائلا “هؤلاء يحاولون إظهار أنفسهم باعتبارهم أوصياء على سمعة الوطن، والمؤسف أننا لو طبقنا الأمر على هؤلاء لحاكمناهم على أعمال فنية سابقة”.

للخيال منطقه الخاص حتى وإن حول الإنسان إلى دجاجة (فيلم "ريش" نموذجا)

وأشار إلى أنه يستطيع بالمنطق ذاته أن يقول للفنان شريف منير (أحد المعترضين على الفيلم) إنه يجب محاكمته لأنه قام بأداء دور ضابط موساد في فيلم “ولاد العم”.

ورأى المخرج المصري أن محاكمة الإبداع بهذه الطريقة يمثل نوعا من الإرهاب لأي مبدع يحاول التفكير خارج الصندوق، مؤكّدا أن الحرية هي التي تحقّق مصلحة الأوطان وتحسّن سمعتها وليس الشجب والمنع.

وإذا كان البعض يرى أن لأي إبداع حدودا معينة، فإن يوسف يقف على الجانب الآخر، لافتا إلى أنه لا يفترض أن توجد حدود من أي نوع على الإبداع، موضحا “لا يجب حكم الإبداع الفني بالعادات أو التقاليد أو بالمفاهيم الدينية السائدة، لأن الأمر كله خيال ومن حقّ صاحب الخيال أن يرى ما يريد”.

وضرب مثلا بفيلم “الناصر صلاح الدين” للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، فلا تجوز محاسبة الفيلم بالمعايير التاريخية أبدا، فشاهين أراد إظهار صلاح الدين باعتباره رجلا متسامحا وعادلا واختلق له ابنا شهيدا في إحدى المعارك، رغم أن ذلك مخالف للواقع التاريخي.

وشدّد على أن المجتمعات لا تتقدّم إلاّ بمخالفة السائد والتمرّد على المعتاد، فعندما أطلق المفكّر المصري الراحل قاسم أمين، قبل أكثر من مئة وعشرين عاما، فكرة تحرير المرأة اصطدم بتصوّرات اجتماعية وتفسيرات دينية وواجه تكفيرا وتحريضا كبيرين، لكن بعد عقود من المثابرة صارت المرأة مشاركا أساسيا في المجتمع.

أشهد أني طلقت السياسة بـ"الثلاثة" بعد أن اكتويت بألاعيبها

اشتباك مع الواقع

تقتضي طبيعة السينما في تصوّر خالد يوسف الاشتباك مع الواقع بكل مراراته وأوجاعه، لأن الحياة لا يتوفّر فيها الحسن فقط، وعلينا أن نتصوّر لو نقدّم قصة حب لشاب وفتاة يجلسان على نهر الفرات، فإن الطبيعي أن ينفعلا بمرور طائرة أميركية تريد قصف هدف بعينه في هذه الأنحاء.

وضرب مثلا بالفيلم المصري “سواق الأتوبيس” المنتج سنة 1982 للمخرج الراحل عاطف الطيب، والذي يقدّم مرارة الناس ومعاناتهم بواقعية شديدة، قائلا “الفن يقوم على صدق الانفعال، ولذا فأنا أتصوّر أنه لو كان هناك مخرج عظيم سيبقى ذكره في السينما العربية إلى جانب يوسف شاهين فهو عاطف الطيب، رغم عدم تمكنه الكامل من أدواته الفنية، ذلك لأنه كان صادقا في انفعاله بما يقدّمه”.

من حق المبدع التفكير خارج الصندوق، والحرية تحقّق مصلحة الأوطان وتحسّن سمعتها وليس الشجب والمنع

ورأى المخرج المصري أن توظيف الفن في خدمة السياسة يسقط الفن تماما، فلا يمكن إنتاجه بتوجيه ما، والأغاني الوطنية العظيمة التي أنتجت في الستينات بمصر وألفها صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودي لم تنطلق بتوجيه حكومي، وإنما بانفعال حقيقي لفنانين يعيشون لحظات مصيرية.

واستعار يوسف الآية القرآنية “وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”، معتبرا أي عمل غير صادق زبدا.

ويعتقد أن الفن قادر على لعب دور عظيم في مواجهة التطرف والإرهاب في مجتمعاتنا العربية، وتربية جيل جديد متذوّق للفنون ومحب للإبداع يقطع الطريق على أي فكر انغلاقي، لأن كل شخص متذوّق للإبداع يسمو حسه الإنساني ويخاصم العنف.

وقال إنه لم يعجب بمسلسل “الاختيار” خاصة في الجزء الأول، وهذا العمل يكرّس مفهوم الدولة الدينية بدلا من مقاومتها، إذ يقوم على طرح أن الإرهاب يتبنى فهما خاطئا للدين، بينما كان المفترض أن يقوم الطرح على التمسّك بالدولة المدنية ومبدأ سيادة القانون واعتبار الإرهاب خروجا عن القانون وعدوانا عليه، مضيفا “الدولة ليست لها علاقة بالعقيدة الدينية، وإنما القضية الدفاع عن القانون والأمن العام”، وأنه “لم يكن صحيحا أن يقول أحد إننا نفهم ابن تيمية خطأ، فهذا خطاب لا يخصّ الفن، إنما تقديمه يكون عبر المؤسّسات الخاصة بالثقافة والفكر”.وحول رأيه في بعض الأعمال الدرامية والسينمائية التي تناولت قضايا الإرهاب، أكّد أن معظمها غير إبداعي، وضعيف التأثير، مستثنيا مسلسل “القاهرة – كابول” الذي عرض خلال رمضان الماضي.

الفنون ليست مسؤولة عن تجميل صورة الأوطان، إنما التعبير الإنساني البحت عن قضايا الناس وأوجاعهم

وحول أحدث أعماله الفنية بعد عودته إلى مصر كشف يوسف أنه انتهى من تصوير معظم مشاهد فيلمه الجديد “أهلا بكم في باريس” والذي يقدّم صراع الهوية الثقافية والمفاهيم الاجتماعية لبعض العرب المقيمين في أوروبا، مناقشا الاختلاف في منظومة القيم بين المجتمعين.

وذكر أنه يستعرض الفكرة من خلال حكايات واقعية عايشها خلال العامين والنصف العام التي قضاها في باريس، مستخدما أدوات الخيال الدرامي إلى جانب تلك الحكايات.

وكشف أن الفيلم يحظى بمشاركة عدد كبير من الفنانين من كافة الدول العربية، منهم مثلا من مصر هالة صدقي، ماجد المصري، عمرو عبدالجليل، وهشام سليم، ومن الجزائر حسن كشاش، وممثلة سعودية تمثل للمرة الأولى، وهي إعلامية شهيرة، لكنه لم يعلن عن اسمها، بجانب ممثلين من لبنان وسوريا وفرنسا.

هل علينا محاكمة شريف منير على تقديمه دور ضابط موساد في فيلم "ولاد العم"؟

التحوّل إلى الدراما

قدّم المخرج المصري خالد يوسف للسينما اثني عشر فيلما سينمائيا، أبرزها “حين ميسرة” 2007 الحاصل في العام ذاته على جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في المهرجان القومي للسينما، وفيلم “دكان شحاتة” 2009، وفيلم “كلمني شكرا” عام 2010، وهو الآن يستعدّ للتحوّل للمرة الأولى في حياته إلى تقديم مسلسلات درامية.

وكشف تفاصيل ذلك بأن فكرة المنصات التلفزيونية فرضت على الدراما ارتباط الجمهور بمسلسلات تتكوّن من خمس أو ست حلقات فقط، وهو ما يتلاءم مع سماته كمخرج يحبّ التكثيف، لذا فإنه يعدّ لمسلسل جديد بعنوان “الأندلس” سيتم تقديمه من خلال تلك المنصات.

وتابع “إنني كمخرج رفضت من قبل إخراج مسلسلات وكنت ضدّ المط والتطويل الذي يمثل سمة عامة في المسلسلات، لكن خصائص دراما المنصات دفعني إلى العمل الدرامي ساعيا للوصول إلى عدد مشاهدين أكبر في مختلف دول العالم”.

فيلم “أهلا بكم في باريس” يقدّم صراع الهوية الثقافية والمفاهيم الاجتماعية لبعض العرب المقيمين في أوروبا

وحول قصة المسلسل الجديد أشار إلى أنها محاولة لطرح إنساني لإشكالية لم يقدّم الضمير العالمي فيها حلولا وهي الخطوط الفاصلة بين كلمتي الغزو والفتح، فمنذ العصور القديمة كانت هناك دول تستولي أو تدخل دولا أخرى ودائما من يقوم بالدخول يسمي هذا الفعل فتحا، ومن يواجهه يسميه غزوا، وعلى مدى سنوات طويلة مازال الأمر قائما، فالأميركان دخلوا العراق وسمّوه تصدير قيم الديمقراطية والعرب سمّوه غزوا، والجميع يتغيّر موقفه بتغيّر موقعه.

وأضاف أن خروج العرب من الأندلس يطلق عليه أهل أوروبا حروب الاسترداد، بينما نسميه كعرب بتراجيديا سقوط الأندلس، ويحاول تقديمه دون تحيّز عبر طرح إنساني انطلاقا من فكرة حتمية التاريخ، بمعنى أن دخول الأندلس كان حتميا، كما أن الخروج منها كان حتميا، فعندما نكون أقوياء ونحمل شعلة الحضارة نتمكّن وننتصر والعكس صحيح.

ويخطّط المخرج المصري أيضا لفيلم سينمائي آخر يتناول حكاية بطل القوات المسلحة المصرية إبراهيم الرفاعي، والذي يمثل نموذجا فريدا لشخص يمثل عظمة المقاتل المصري وجدارته.

وأكّد يوسف أنه يريد من خلال حكاية الرفاعي تقديم بطولة حقيقية تمثل إشارة لواحدة من مفاخر التاريخ العربي، مكرّرا أن كل ما قدّم في السينما عن حرب أكتوبر عام 1973 لم يوف حقوق شهداء وأبطال هذا النصر العظيم، مشيرا إلى أن السينما العالمية تقدّم نماذج خيالية لأبطال خارقين، ومن حقنا أن نطرح هذه الشخصية الحقيقية للناس بانفعال صادق.

ويرصد يوسف الكثير من الفنانين والمخرجين الشباب في العالم العربي ويعجب بالكثير من المبدعين الجدد، مثل الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم في  مسلسل “2020”، وتابع فيلم “كفر ناحوم” وهو ممتن لكافة أفراد طاقمه، وأعجب جدا بفيلم “بيك نعيش” التونسي.

كاتب مصري

 

العرب اللندنية في

23.10.2021

 
 
 
 
 

فنلندا تقتنص نجمة "الجونة" و"ريش" أفضل فيلم عربي

تنويه خاص لدور الممثلة السعودية عائشة الرفاعي بطلة "نور شمس" واللبناني كوستا برافا يحصد جائزتين

نجلاء أبو النجا صحافية

بعد نحو 10 أيام ساخنة من الفعاليات أسدل الستار على الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، وأقيم منذ ساعات حفل الختام بمركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، وتم الإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان، وتبلغ قيمتها المادية نحو 244 ألف دولار أميركي.

وقدمت الإعلامية جاسمين طه زكي، الحفل، وفي البداية تسلمت المنتجة الفلسطينية مي عودة جائزة الإنجاز الإبداعي نيابة عن الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، الذي اعتذر عن عدم الحضور تخوفاً من وجود معوقات بتأشيرة الدخول مثلما حدث مع الفلسطيني سعيد زاغة.

وتم تكريم المؤلف الراحل وحيد حامد بتقديم فيلم تسجيلي عن مشواره المهني، وقدمت إلهام شاهين الفيلم على المسرح، متحدثةً عن تأثيره فيها ودوره في مشوارها الفني، وتضمن الفيلم كذلك كلمات لعديد من الفنانين والمخرجين الذين عملوا معه، بينهم يسرا، والمخرجون مروان حامد، ومحمد ياسين، وتامر محسن.

وخارج المسابقات الرسمية منحت الممثلة السعودية عائشة الرفاعي، بطلة فيلم "نور شمس"، تنويهاً خاصاً لتميزها في دور أم وسائقة "أوبر" تعاني التنمر بسبب مهنتها ولون بشرتها، وصعدت الممثلة معربةً عن سعادتها بالجائزة، وأهدتها للمخرجة فايزة أمبة التي اختارتها للبطولة. وقالت عائشة لـ"اندبندنت عربية"، "إنها فوجئت برد الفعل تجاه الفيلم وأبطاله". وأشارت إلى أن "هذا نصر للسينما السعودية التي تشق طريقها بقوة وبصدق وبكل اجتهاد في طريق الفن العريق". وتم الإعلان عن جوائز المسابقات المختلفة على النحو التالي:

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة

- جائزة نجمة الجونة الذهبية (قيمتها 50 ألف دولار أميركي) للفيلم الفنلندي "الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك" للمخرج تيمو نيكي.

- جائزة نجمة الجونة الفضية (قيمتها 25 ألف دولار أميركي) لفيلم "غروب" للمخرج ميشيل فرانكو.

- جائزة نجمة الجونة البرونزية (قيمتها 15 ألف دولار أميركي) إلى فيلم "هروب الرقيب فولكونوجوف" للمخرجين ألكسي تشوبوف وناتاشا ميركولوفا.

- جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي (قيمتها 20 ألف دولار أميركي) إلى فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري.

- جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل إلى بيتري بويكولاينن عن دوره في فيلم "الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك".

- جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة إلى الممثلة مايا فاندربيك عن دورها في فيلم "ملعب".

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة

- جائزة نجمة الجونة الذهبية (قيمتها 30 ألف دولار أميركي) إلى فيلم "حياة إيفانا" للمخرج ريناتو بورايو سيرانو.

- جائزة نجمة الجونة الفضية (قيمتها 15 ألف دولار أميركي) إلى فيلم "أوستروف – جزيرة مفقودة" للمخرجين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.

- جائزة نجمة الجونة البرونزية (قيمتها 7500 دولار أميركي) إلى فيلم "سبايا" للمخرج هوجير هيروري.

- جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي (قيمتها 10 آلاف دولار أميركي) إلى فيلم "كباتن الزعتري" للمخرج علي العربي.

مسابقة الأفلام القصيرة

- جائزة نجمة الجونة الذهبية (قيمتها 15 ألف دولار أميركي) إلى فيلم "كاتيا" للمخرج أندري ناتوتشينسكي.

- جائزة نجمة الجونة الفضية (قيمتها 7500 دولار أميركي) إلى فيلم "الابن المقدس" للمخرج أليوشا ميسين.

- جائزة نجمة الجونة البرونزية (4 آلاف دولار أميركي) إلى فيلم "على أرض صلبة" للمخرجة ييلا هاسلر.

- جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي (قيمتها 5 آلاف دولار أميركي) إلى فيلم "القاهرة - برلين" للمخرج أحمد عبدالسلام.

- جائزة "سينما من أجل الإنسانية"، وهي جائزة يمنحها جمهور المهرجان لفيلم يعنى بالقضايا الإنسانية (قيمتها 20 ألف دولار)، وذهبت إلى فيلم "أوستروف – جزيرة مفقودة" للمخرجين سفيتلانا رودينا ولوران ستوب.

جائزة نجمة الجونة الخضراء

- جائزة يمنحها المهرجان للأفلام المعنية بقضايا البيئة (قيمتها 10 آلاف دولار)، وحصدها فيلم "كوستا برافا" للمخرجة منية عقل.

- جائزة لجنة تحكيم "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي نالها "هروب الرقيب فولكونوجوف" للمخرجين ألكسي تشوبوف وناتاشا ميركولوفا.

- تنويه خاص من لجنة تحكيم نيتباك ذهب إلى فيلم "ذات مرة في كالكوتا" للمخرج أديتيا فيكرام سينجوبتا.

- جائزة لجنة تحكيم "فيبريسي" لأفضل عمل أول ذهبت إلى فيلم "كوستا برافا" للمخرجة منية عقل.

وانتهى الحفل بأغنية مسجلة بطريقة الفيديو كليب عن مهرجان الجونة والسينما، ولكن حدث عطل فني، ولم يتم تشغيلها، وانتهى الحفل بمغادرة الضيوف القاعة، ثم الخروج للساحة الخارجية للبلازا، وتم تشغيل الأغنية، وشارك في أدائها التمثيلي يسرا وتارا عماد وهند صبري وعدد كبير من النجوم.

 

الـ The Independent  في

23.10.2021

 
 
 
 
 

الجوائز لمن يستحقها!

طارق الشناوي

كتبت، أمس وقبل إعلان الجوائز بساعات، أنى غير موقن بحصول فيلم (ريش) على جائزة! أشرت إلى بعض التجارب السابقة التى تتكرر فى عالمنا العربى، عندما يثار لغط حول فيلم أو نجم أو مخرج، قد تؤثر إدارة المهرجان السلامة، وتستبعده أساسًا من الترشيح، المهرجان تعامل مع الأمر باحترافية محافظًا على مكانته التى حققها فى دوراته السابقة، بقيادة المدير العام انتشال التميمى، ولم يفرض شيئًا على لجنة التحكيم التى تمتعت بكامل حريتها.

حصل (ريش) على جائزة أفضل فيلم عربى، وهى الجائزة الثالثة التى يحصل عليها خلال أسبوع واحد فقط وذلك بعد جائزتى مهرجان (كان) فى أكتوبر الماضى.

حيث نال جائزة الأفضل من مهرجان سينمائى بالصين، ثم جائزة أفضل فيلم عربى من مجلة (فاريتى). حصول الفيلم على جائزة (الجونة) سيفتح شهية البعض لمواصلة الحديث عن الفيلم الموصوم عند عدد من الفنانين والصحفيين بالإساءة لسمعة مصر، وهو اتهام يماثل الخيانة الوطنية، ورغم ذلك يتم إطلاقه عشوائيًّا.

الوجه الإيجابى للصورة أننا لأول مرة ننتقل بالحديث بدلًا من فساتين النجمات إلى شريط سينمائى.

أعجبنى أن مؤسس المهرجان المهندس سميح ساويرس فى كلمته القصيرة بالختام أشاد برجال الحماية المدنية الذين أطفأوا ببسالة الحريق، الذى نشب قبل الافتتاح، وصعد بهم إلى مقدمة المسرح ونالوا أكبر قسط من التصفيق، ملمح اجتماعى تلعبه فى كل الدنيا المهرجانات، وكثيرًا ما نغفل عنه فى مصر، الإطلالة الاجتماعية لا تتناقض أبدًا مع العمق الثقافى، بل تزيده توهجًا.

تم تكريم الفنان الفلسطينى الكبير محمد بكرى بجائزة (الإنجاز) رغم عدم تمكنه من الحضور، عُرض شريط تضمن أعماله الفنية، قبل أن تتسلم الفنانة الفلسطينية مى عودة جائزته المستحقة وتلقى كلمة بالنيابة عنه.

الفيلم الحائز الجائزة الذهبية كان حقًّا هو الأجمل والأروع وغيرها من أفعال التفضيل، (الأعمى الذى لم يحب تيتانيك) إخراج الفنلندى تيمونيكى وحصل الممثل بيترى بويكولاينن أيضًا على جائزة الأفضل.

البطل كفيف وقعيد، ومصاب بالسرطان، وينتظر أيامه الأخيرة ورغم ذلك يشع حضورًا وتحديًا ويمنحنا الأمل فى الحياة، يربطه بالعالم الخارجى تليفونه المحمول، يتعرف على فتاة تعانى من أمراض خطيرة، يشعر بميل عاطفى ويقرر رغم كل تلك المحاذير أن يزورها فى بيتها وفى الرحلة يقابل الملائكة والشياطين، يحمل الشريط خصوصية فى التعبير بكل العناصر الصوتية والبصرية.

المهرجان فى عامه الخامس يقفز درجات إلى أعلى، مساحة تواجده على الخريطة العالمية إنجاز ينبغى دراسته جيدًا، صار يشكل عامل جذب للرعاة لكى يضخوا أموالًا تحمى المهرجان اقتصاديًّا، أهم ميزة نجح فى تحقيقها وهو قطعًا لا يقصد أنه حث الدولة على زيادة مساحة الدفء لمهرجان القاهرة.

كل التفاصيل التى رأيتها منذ اندلاع الحريق تؤكد أن هذا المهرجان وُلد ليعيش وينتعش ويتجدد.

ويتبقى سؤال سيلقى ظلالًا كثيفة على حياتنا الثقافية، هل يجوز استخدام سلاح الإساءة لسمعة مصر؟ فى عام 1976 تعرض فيلم (المذنبون) لسعيد مرزوق لحملة شرسة على اعتبار أنه يحمل إساءة للوطن، تصادف ذلك مع انطلاق مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى أولى دوراته برئاسة كمال الملاخ، رفض الملاخ الإذعان لتلك الأصوات المتشنجة وحصد بطل الفيلم عماد حمدى جائزة أحسن ممثل، وصار (المذنبون) واحدًا من أفضل ما تفخر به السينما المصرية، هل وصلت الرسالة، ولّا نقول كمان؟!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

فازت بـ 5 جوائز في «الجونة»..

الأفلام العربية «تمثيل مشرف» في المهرجانات السينمائية

كتب: ريهام جودة

حقّقت الأفلام العربية رصيدا كبيرا من الجوائز في حفل ختام مهرجان الجونة السينمائى الدولى، لتخرج السينما العربية بتمثيل مشرف و5 جوائز في المهرجان، ولتتوج مشوارها بجوائز جديدة تضاف إلى ما أحرزته من نجاحات في مهرجانات دولية، إذ فاز فيلم «ريش»، للمخرج عمر الزهيرى، بجائزة نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربى روائى طويل، وقيمتها 20 ألف دولار، رغم الكثير من الجدل الذي أحدثه الفيلم وتفاوت ردود الأفعال عليه، خاصة مع تسريب الفيلم قبل حفل ختام الجونة وانتقاد البعض لمستواه الفنى، وكان الفيلم قد حصد عدة جوائز دولية بدأها من مهرجان كان السينمائى الدولى، في يوليو الماضى، إذ فاز بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد، وأعقب ذلك عدد من الجوائز منها، ورغم ذلك شهد عرض الفيلم انسحاب عدد من الحاضرين من النجوم، بسبب ما وصفوه بأنه مسىء للدولة، فيما وصفه البعض الآخر بأنه ممل. ومن أبرز من تركوا القاعة، شريف منير، أشرف عبدالباقى، أحمد رزق، إلى جانب الفنانة يسرا وتامر حبيب وإيناس الدغيدى، كما علقت الفنانة إلهام شاهين بأن «الفقر لا يجب أن يكون قبيحا بالشكل الذي خرج به الفيلم»، ومع الجدل سارعت إدارة مهرجان الجونة السينمائى لإخراج بيان رسمى أكدت خلاله أن المهرجان يحترم الدولة المصرية ولن يسمح بأى إساءة لها، مشيرة إلى أن اختياره للعرض في المهرجان جاء وفقا لمعايير اختيارات الأفلام في المهرجانات العالمية خاصة بعد عرضه في «كان»، ولتمنحه خلال حفل الختام نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم عربي روائي طويل.

أيضا حظى الفيلم اللبنانى «كوستا برافا» للمخرجة مونيا عقل وبطولة الممثلة والمخرجة نادين لبكى وصالح بكرى ونادية شيربل بجائزتين خلال الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائى، إذ فاز بجائزة نجمة الجونة الخضراء لأفلام البيئة، وجائزة الفيبريسى كأفضل عمل أول لمخرجته، وهما الجائزتان اللتان حصلتا على تصفيق حار من حضور المهرجان، وقت الإعلان عنهما، وحرصت مخرجة الفيلم مونيا عقل على تهنئة من شاركوها في صناعة الفيلم وبينهم الأبطال والمشاركون في الإنتاج، وقالت «عملت مع فريق أكثر من رائع مش هقدر أنسى الكثير من لحظاتى معهم في كواليس العمل».

وأكدت أن الفيلم يتناول قضية بيئية مهمة وكانت سعيدة بتقديمه، واعتبره النقاد أول عمل عربى يهتم بقضايا البيئة، حيث يتناول «كوستا برافا» قصة زوجين- نادين لبكى وصالح بكرى- يقرران ترك التلوث السام لمدينتهما بيروت، على أمل بناء حياة مثالية في منزل في الجبال، ولكن تحطمت أحلامهما عندما تم بناء مكب نفايات بجوارهما مما أدى إلى جلب القمامة والفساد الذي كانوا يأملون في تركه وراءهم.

وسبق أن رُشح الفيلم لجائزة الجمهور بمهرجان فينسيا السينمائى الدولى، وفاز بجائزة نيتباك (شبكة الترويج للسينما الآسيوية) بمهرجان تورنتو السينمائى الدولى.

من ناحية أخرى، واصل الفيلم المصرى «كباتن الزعترى» حصده للجوائز حيث فاز بجائزة النجمة الذهبية كأفضل فيلم وثائقى عربى في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائى، وأهدى المخرج والمنتج على العربى الجائزة للاجئى العالم كلهم ولأبطال فيلمه الذين منحوه وقتهم ولداعميه معنويا وفنيا.

وأهدت آية دوارة منتجة الفيلم الجائزة لصانعات السينما ولابنتها ولزوجها.

وكان الفيلم قد حصل منذ عدة أيام على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم عالمى وثائقى طويل من مهرجان «هوت سبرينجز» للأفلام الوثائقية وهو واحد من المهرجانات المؤهلة لترشيحات الأوسكار.

وسيتم عرضه تجاريا قريبا في دور العرض المصرية والعربية.

الفيلم الذي أخرجه الشاب المصرى على العربى بعد رحلة دامت 6 سنوات كاملة في صناعة العمل تنقل فيها العربى بين القاهرة وبين أيام تصويره في مخيم الزعترى بالأردن مع شابين صغيرين هربا من المذابح المتتالية بدرعا في عام 2013 ويحملان بين جنباتهما الرغبة في احتراف كرة القدم.

الفيلم شهد العديد من المشاركات الدولية والإشادات العالمية بداية من عرضه العالمى الأول بمهرجان صاندانس، ويتناول قصة حقيقية لمحمود داغر- 23 عاما- وبطل الفيلم الآخر فوزى رضوان قطاميش وحلمهما باللعب للمنتخب السورى لكرة القدم والاحتراف، الفيلم قدمهما كبطلين طبيعيين لهما انكسارات ونجاحات وإخفاقات وأحلام، لكنهما يسعيان بكل قوة للنجاح في فيلم مشوق وملىء بكل عوامل الجذب رغم كونه فيلما وثائقيا، لكنه استطاع منافسة الأفلام الروائية في عرضه التجارى لما يحتويه من معان وأحداث مشوقة وإيقاع متدفق وسريع لا يمكن أن تشعر معه ولو للحظة واحدة بالملل.

جاء الفيلم أشبه بوثيقة واقعية لأحلام وآمال وتطلعات اللاجئين ويُعد مخيم الزعترى أكبر مخيم للاجئين السوريين في المملكة ويقع في محافظة المفرق -70 كلم شمال عمان- بالقرب من الحدود السورية ويؤوى نحو 80 ألف لاجئ، ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سورى مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمّان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع النزاع السورى في 2011.

وعمل على العربى، مخرج «كباتن الزعترى»، كمصور ومخرج في مناطق نزاعات وحروب في العديد من البلدان والمناطق مثل العراق وليبيا وكردستان، وقال في تصريحات له عن فيلمه: «كان الوضع بالنسبة إلى مجرد إحصاءات وأرقام حتى تعاملت مع لاجئين ونازحين ومهاجرين ومصابين».

وأضاف: «فى 2013، قررت أن أغيّر زاوية التصوير بالتعرّف على تفاصيل حياة اللاجئين في الأماكن التي لجأوا إليها، وأتاحت لى جامعة الدول العربية زيارة 19 مخيما من بينها مخيم الزعترى».

وبعد سنة من التصوير في المخيم، عرض العربى 10 دقائق من الفيلم على المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين في الأردن التي وافقت على دعمه وأعطته مساحة أكبر للحركة.

وتابع: «الحياة في المخيم صعبة والمجتمع منغلق ومحافظ، ومع الوقت تمكنت من اختراق صفوفهم واقتربت منهم وأسست علاقة صداقة مع الشباب ومع المكان والإدارة».

وكشف العربى أنه لم يكتب سيناريو للفيلم وأن التصوير تم «بأسلوب ارتجالى والقدر كان يقود تدفق الأحداث».

وأوضح أن 6 سنوات من التصوير تُرجمت إلى 700 ساعة تم انتقاء 75 دقيقة منها، مضيفا «كثّفنا الأحداث قدر الإمكان وتنازلنا عن أشياء كثيرة قمنا بتوثيقها».

وكان العربى يمضى 6 أشهر في المخيم كل عام على مدار الأعوام الماضية لاستكمال التصوير، وحول العرض الإلكترونى قال: أتاح فرصة لعدد أكبر من الجمهور لمشاهدة الفيلم في الولايات المتحدة.

وعن اللحظات الصعبة، كشف على العربى أنه تم القبض عليه أثناء مغادرته المخيم ذات يوم، إذ ظن الحرس أننى لاجئ أحاول الهرب، وأتذكر أن «مدير التصوير التصقت يده مرة بالكاميرا بسبب برودة الطقس وانخفاض الحرارة».

واختار موقع مجلة «فارايتى» المتخصص فيلم «كباتن الزعترى» في المركز الثانى ضمن قائمة لأفضل 15 فيلما عرضت ضمن فعاليات مهرجان صندانس.

من ناحية أخرى حصد الفيلم العربى القصير «القاهرة- برلين» جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربى قصير والتى تم الإعلان عنها ضمن فعاليات ختام مهرجان الجونة السينمائى الدولى في دورته الخامسة.

قصة الفيلم تدور حول «نور» قبل ساعات من رحلتها الذاهبة بلا عودة، تتحول ليلتها الأخيرة في القاهرة إلى رحلة مزعجة مليئة بصراعات أبوية وذكورية مجتمعها، ومع نفسها وهى تحاول الحفاظ على سرها الخفى.

الفيلم من إخراج أحمد عبدالسلام، وبطولة مريم الفرجانى وإبراهيم النجارى ونبيل نور الدين، ومن تأليف أحمد حسنى ومدير التصوير مصطفى الكاشف والمنتج جوزيف عادل، وتسلم المخرج أحمد عبدالسلام الجائزة خلال حفل ختام المهرجان مؤخرا، ومعه على المسرح المنتج جوزيف عادل والمؤلف أحمد حسنى ومدير التصوير مصطفى الكاشف والممثل إبراهيم النجارى.

وأعرب المنتج جوزيف عادل عن سعادته بالجائزة، موجها الشكر لفريق العمل أمام وخلف الكاميرا، متمنيا حضور مريم الفرجانى بطلة العمل معهم على المسرح، كما وجه أيضا المخرج أحمد عبدالسلام الشكر لـ«مريم» على تفانيها بالعمل ولفريق العمل ولمهرجان الجونة وللجنة التحكيم لمنحهم الجائزة.

 

المصري اليوم في

24.10.2021

 
 
 
 
 

قراءة في الأفلام المتوجة بأهم جوائز الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي

عبد الكريم واكريم-الجونة

قراءة في الأفلام المتوجة بأهم جوائز الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي

عبد الكريم واكريم

جاءت جوائز مهرجان الجونة السينمائي في مجملها منصفة وشكلت حولها نوعا من الإجماع، خصوصا فيما يتعلق بالجائزتين نجمة الجونة الذهبية (الجائزة الكبرى) في صنفي الروائي الطويل والوثائقي اللتين نالهما على التوالي كل من فيلم “الرجل الأعمى الذي لا يرغب مشاهدة تيتانيك” و”حياة إيفانا”، وجائزة أفضل فيلم عربي التي عادت لفيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري. وفي التالي قراءة في هاته الأفلام الثلاثة المتوجة عن استحقاق في الجونة.

الرجل الأعمى الذي لا يرغب في مشاهدة تيتانيك” فيلم للسينفيليين

لا يمكن لسينفيلي سوى أن يحب فيلم ” الرجل الأعمى الذي لا يرغب مشاهدة تيتانيك”، لسبب بسيط أن شخصيته الرئيسية سينفيلي حتى النخاع، إذ رغم أن جاكو فقد نظره بالتدريج ولم يعد قادرا على الوقوف على رجليه نتيجة مرض عضال ألم به إلا أنه مازال يستشهد بأفلام شاهدها وظلت عالقة بذاكرته هو السينفيلي المتحمس حد العشق لأفلام ديفيد كروننبرغ، خصوصا تلك التي أخرجها قبل مطلع التسعينيات.

يقع جاكو في حب امرأة مصابة بالسرطان ولم يعد لها أمل في الحياة طويلا، وبعد تدهور حالتها يقرر السفر إليها في مدينة أخرى حيث تسكن، رغم صعوبة سفره وحيدا وبدون مرافق، وفي مسار هذه الرحلة تقع له مشاكل قبل أن يلتقيها ويهديها “سيديها” لفيلم تيتانيك مازال في غلافه لأنه قرر أن يدعه ضمن مكتبته السينمائية التي تركها كما كانت عليه قبل أن يفقد البصر، وأصر على عدم مشاهدته لكونه فيلما لمخرج جيد لكن الكل أقبل عليه وشهد نجاحا جماهيريا وهو لا يعشق هاته النوعية من الأفلام عكس حبيبته التي تجد فيلم تيتانيك من أهم الأفلام التي تعشقها، وفي حوار جميل بينهما عبر الهاتف يسألها : “ماذا تفضلين أن تكوني، روز أم جاك”، فتجيبه : “أفضل أن أكون جبل الجليد لكني للأسف أشبه سفينة تيتانيك التي ترى الجبل يقترب منها تدريجيا”.

اختار المخرج الفنلندي تيمو نيكي أن يركز في فيلمه على الشخصية الرئيسة التي لا ترى وعلى تعابير وجهه، فيما تبدو الخلفية وراءه أو أمامه وكل الشخصيات الأخرى مضببة لا نتبين ملامحها وكأنه يريدنا أن نتقمص حالة الأعمى الذي لا يرى ما يحيط به، لكنه وفي حركة جد فنية قرر في الختام وحين لقاء الحبيبان وحينما يطلب جاكو الأعمى من حبيبته أن يرى وجهها بيديه أن تظهر لنا الحبيبة بملامحها واضحة لأن حبيبها الأعمى رآها بقلبه ونحن نشاهدها معه. وحتى جينريك البداية والنهاية كُتِبَ بلغة بريل فيما كان صوت نسوي يردد أسماء الممثلين والفريق التقني تباعا.

الرجل الأعمى الذي لا يرغب في مشاهدة تيتانيك”، الذي فاز بالجائزة الكبرى لمهرجان الجونة (النجمة الذهبية)، فيلم مختلف بكل ما في الكلمة من معنى ويجعل للفرجة في قاعة سينمائية معناها الجميل، هو ومثله من الأفلام المختارة بعناية تامة في مهرجان الجونة السينمائي.

فيلم “حياة إيفانا” عشق للحياة وسط ظروف قاسية

حياة إفانا” الذي عرض ضمن مسابقة الفيلم الوثائقي في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي ونال نجمة الجونة الذهبية (الجائزة الكبرى) في هذا الصنف، يتابع فيه المخرج الغواتيمالي المقيم في روسيا حياة إفانا المرأة الشابة التي تقطن صحبة أطفالها الخمسة في منطقة بالقطب الشمالي وسط الثلوج التي تغطي الأفق والبرد القارس، داخل عربة جد ضيقة تصبح أداة للتنقل عند الحاجة والتي تكاد تقتلعها الرياح العاتية من مكانها إثر عواصف ثلجية تهب على المكان بين الفينة والأخرى.

يتابع المخرج إفانا عبر مراحل زمنية وتلتصق كاميراه بالمرأة الشابة وأبنائها وتتعايش معهم إلى تصبح شخصية أخرى بينهم لم يعودوا يولونها انتباههم إلا في بعض الأحيان، بحيث يعيشون حياتهم في المساحة الضيقة للعربة ثم في الخارج دون الانتباه لها.

وفي مرحلة أخرى تنتقل إيفانا وأبناؤها للعيش مع زوجها المدمن على الخمر في منطقة أخرى، لكنها لا تتقبل أسلوب حياته فتتركه وفي آخر الفيلم ندعها تكمل معاناتها وهي حامل من رجل آخر متحدية ومحاولة التأقلم باستمرار مع أسلوب حياة صعب بشجاعة، جارة وراءها أبناءها في فضاء قاس الطبيعة فيه غير رحيمة بالبشر.

فيلم قاس ومؤلم لكن طافح بإنسانيته، بحيث حاول المخرج أن يركز فيه على لحظات هاربة يطفح منها حب الحياة وعشق عيشها بكل مافيها من مصاعب وآلام، كحب إيفانا للغناء ورقصها على إيقاعات الموسيقى، ولحظات لعب أبنائها وهو يخترعون طرقا للعب في بيئة لم توفر لهم ظروفا ولا وسائل لفعل ذلك.

فيلم “ريش” الفنتازيا في خدمة الواقع

حينما تنتهي من مشاهدة فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، الفائز بجائزة أسبوع النقاد بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، تجد نفسك متأرجحا ومترددا في أي صنف سينمائي يمكن أن تصنفه، هل كفيلم واقعي سحري طافح بواقعيته السحرية أم كفيلم فنتازي سوريالي، ثم تعود لرشدك وتجعله بينهما فيلما فنتازيا ذو مرجعيات واقعية حتى النخاع، فحتى حالة الرجل الذي يتحول إلى دجاجة سنجد لها تفسيرا في آخر الفيلم، وحتى تلك الكادرات “الغير سوية” كلاسيكيا تجد لها مشروعيتها شكلا في التيمة التي تتناولها التي لا تحتمل نهائيا أسلوبا كلاسيكيا يؤطرها.

يتأرجح الفيلم بين مسار فنتازي وربما كفكاوي وآخر شيئا ما واقعي، أما الموسيقى والأغاني فتتقاطع دائما مع ما نراه على الشاشة من حيث استعمالها، وتتضاد معها لإنتاج معنى منزاح عن الواقع فيما يكون مصدرا خطابا نقديا رمزيا عنه.

منذ بدء الفيلم وحتى آخره لا نرى سوى مظاهر البؤس والفقر والظلم الاجتماعي الذي يرزح تحت كاهله أناس فقراء لا يعرفون لحالتهم تلك سببا منطقيا.

تحايل المخرج على الرقابة في فيلمه بذكاء من خلال قطعات ومتتاليات يظهر فيها تلفزيون قديم الطراز وتظهر فيه في بعض الأحيان مشاهد وأغان تعود لعقود خلت، لنرى جهاز التلفزيون في آخر الأمر في منزل أسرة الرجل الذي سيتحول لدجاجة.

التعالي على الواقع في فيلم “ريش”، الذي فاز بجائزة أحسن فيلم عربي عن استحقاق في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي لأن لا فيلم عربي مشارك استطاع الوصول إلى مستواه الفني أو منافسته، يكون طيلة لحظاته بمقياس وبميزان فني أعطانا فيلما قد يحبه البعض حد العشق وقد يرفضه الآخرون ولا يجدون مبررا لإنهائه حتى آخره.

 

####

 

أوجاع البشر وأحلامهم عبر العالم في “الجونة” الخامس

الدورة الأنجح رغم الحرائق والخلافات

صفاء الليثي

ولأن العبرة بالخواتيم جاء حفل افتتاح مهرجان الجونة هادئا وراقيا، وملخلص كامل التوفيق لدورة ناجحة بأفلامها وتنظيمها وفعاليات منصتها، مسح حفل الختام كل ما أثير من مشكلات، والبداية بتحية سميح ساويرس مؤسس مدينة الجونة لعمال أوراسكوم ممن أصلحوا المسرح الذي اندلع بمسرح المارينا قبل الافتتاح بيوم، نالوا تصفيقا فاق الحاصلين على الجوائز على حد قوله.

كما قدم نجيب ساويرس مؤسس المهرجان تحية لوالده في أول دوره لا يكون موجودا فيها لرحيله، وباسمه قدم جائزة سينما من أجل الإنسانية للفيلم الوثائقي “أوستروف جزيرة مفقودة” الذي حاز أيضا على نجمة الجونة الفضية في مسابقة الوثائقي. وكان النجاح الثالث لكلمة مدير المهرجان انتشال التميمي الذي قدم فيه التحية لشركائه في العمل باتزان واحترافية كما أعلن عن موعد الدورة القادمة وكانت كلمته تعني الكثير وتقطع كل الشائعات.

تقدم الأفلام بانوراما لأوجاع البشر عبر العالم، وجع الدول الفقيرة والتي تمر بأزمات اقتصادية، ووجع البشر ومشاكلهم في العالم الأول. الحياة ليست وردية في أي مكان ولا مجال لأفلام التسلية. الهندي ” ذات يوم في كلكوتا ” فيلم ينتمي لواقعية معاصرة بعيدا عن بوليوود وزيفها، ينطلق من مشكلة تخص سيدة ماتت طفلتها الوحيدة ولا تجد سكنا رعم أن والدها أورث أخاها غير الشقيق منزلا ودار عرض قديمة، هو معاق وستنتهي حياته بمأساة، يعرج الفيلم على شخصيات فاسدة تؤثر على حياة الأفراد وتعكس أزمة الأنظمة الرأسمالية الباحثة عن الربح.

 اللبناني “كوستا برافا” معبر عن الحالة اللبنانية الراهنة حيث تزحف النفايات على المنازل الجميلة، قادت المخرج مونيا عقل أبطالها ببراعة وخاصة الطفلة ومن قامت بدور الجدة، نال الفيلم جائزة نجمة الجونة الخضراء لأفلام تتناول مشاكل البيئة كما نال جائزة لجنة الفيبريسي أيضا. النرويجي بعنوانه المثير “أسوأ شخص في العالم” تعاني بطلته من أزمة وجود، والبطل الناجح يصاب بالسرطان مرض العصر ويزيده هجر حبيبته له اكتئابا يعجل بموته.

قسم المخرج فيلمه إلى فصول عناوينها مشوقة، تمثيل البطلة بارع سبق لها الحصول على جائزة أفضل ممثلة في كان وتوقع متابعو الجونة أن تحصل عليها من لجنة تحكيم الجونة التي انحازت لتمثيل الطفلة بطلة ملعب للمخرجة السويسرية في عملها الأول، ركزت المخرجة أحداث فيلمها في ملعب المدرسة من الفسحة، كما ركزت على الطفلة التي تعاني من تنمر زملاء المدرسة ضد أخيها الذي يعاني مشكلة، ومن تنمرهم ضدها.

المخرجة بدأت بمشهد تبكي فيه الطفلة ولا تريد أن تترك أخيها ونتصور أنها ضعيفة ولكن يتبين أنها تريد حمايته، مشكلتي الوحيدة مع الفيلم عدم منحنا معلومات كافية عن هذه المدرسة التي يصعب تصديق أنها في بلد أوربي، المدرسة أقرب لمدرسة في بلد فقير يعاني من أزمات اقتصادية، والأطفال يحمل بعضهم أسماء عربية أو أوربا شرقية، فهل المدرسة في حي يضم أغلبية من المهاجرين، بعيدا عن نقص المعلومات نجحت المخرجة في عرض مشكلة تنمر وانتهت الى فاجعة أن الصبي المضطهد وجد حلا كي لا يتم ضربه بانضمامه الى مجموعة الأشقياء وتنمره على اسماعيل، فتى غالبا من أصل عربي ضعيف البنية.

وفي ” ملعب”، في الفسحة يعاني تلاميذ صغار من تنمر زملاءهم ويفشل المدرسين وتفشل الإدارة في حماية هؤلاء الأطفال وتأتي النهاية فاجعة اذ يتحول الصبي المضطهد إلى عضو في المجموعة التي تتنمر على الضعفاء ويجد أن هذا هو الحل الوحيد لكي ينقذ نفسه من الضرب اليومي ومن خوفه الذي يجعله يتبول على نفسه.  جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة (نجمة الجونة وشهادة) ذهبت إلى الممثلة الطفلة مايا فاندربيك عن دورها في فيلم “ملعب”. 

أداء الطفلة كان بارعا استحقت عنه جائزة أفضل ممثلة متفوقة على غيرها من البطلات الكبار. وفي فنلندا يتعرض الرجل الذي أصابه العمى كمضاعفات لمرض في عضلاته، يتعرض لتنمر من أشقياء ولكنه يقاوم ببسالة مدفوعا برغبته في لقاء حبيبته التي تعرف عليها عن طريق الانترنت من خلال مكالمات صوتية فقط. المخرج تعامل مع ممثل أصابه مرض شبيه بالبطل وأصابه العمى كما بطل الفيلم، الكاميرا قريبة جدا من وجه الرجل، هو فقط في البؤرة أما ما حوله في منطقة ضبابية كما يراها الأعمى فاقد البصر ولكنه لم يفقد البصيرة كما يقول في الفيلم للسارق المدمن الذي فشل في سحب أمواله من كارت البنك لتمسك البطل بالدفاع عن حقه.

حصد الفيلم جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل (نجمة الجونة وشهادة و50000 دولار أمريكي) ذهبت إلى فيلم “الرجل الأعمى الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” للمخرج تيمو نيكي، التركيز على بطل واحد في لقطة قريبة سبق مشاهدته في فيلم “مذنب” الذي شاهدناه بالجونة أيضا منذ سنتين وحاز اعجابنا والجوائز.

أما الفيلم الروسي “هروب الرقيب فولكونوجوف” “فيعود الى الماضى في حقبة صورها النظام في أفلامه الدعائية التي تتغنى ببطولات الجيش الأحمر، ويعرض الفيلم لجرائم تقوم بها الفرق الخاصة في هذا الجيش بتعذيب وإعدام للكثيرين كإجراء وقائي تحسبا لأي خيانة أو ارهاب يقوم به هؤلاء، وأغلبهم مخلصين لعملهم المفيد حقا للبشر وللوطن.

حصل الفيلم على نجمة الجونة البرونزية ومشكلتي معه في العرض السادي لممارسات النظام القمعي في روسيا السوفيتيه، وما وجدته تناولا من وجهة نظر تنفي تماما بطولات الجيش الأحمر المعروفة ضد النازي في أسلوب سينمائي يقترب من السينما الأمريكية بمبالغات في رسم الشخصيات والهجوم السافر على الحقبة الشيوعية.

حصد الفيلم جائزة نجمة الجونة البرونزية وشهادة و15000 دولار أمريكي) ذهبت إلى للمخرجين ألكسي تشوبوف وناتاشا ميركولوفا، وأفضل عليه فيلم “أنا عدت يا أمي” الروسي خارج المسابقة الذي ينتقد روسيا النظام الأوحد وروسيا المعاصرة معا، يفضح الفيلم حقيقة شركات توظيف عسكرية لشباب كجنود مرتزقة منهم ابن أهم سيدة في البلدة يتوظف ابنها في شركة عسكرية خاصة ويحارب في سوريا ويختفي هناك، يمنحونها مبلغا من المال ونياشين غير رسمية.

ترفض الأم التسليم بوفاة ابنها وتبحث عنه فيحضرون لها متطوع آخر يدعي أنه ابنها حتى لا تستمر في البحث الذي يفضح تجاوزات كبيرة، كل هذه الأحداث تتم بينما هناك محاولة لترميم منزل قديم قيل إن ستالين ومن بعده خروشوف وبريجينيف قضوا فيه أجازات وهناك فكرة لجعل البيت من التراث ولكن يتبين أنه غير صالح للترميم، رمزية البيت الذي لا يصلح ترميمه في وقت يتم فيه الكشف عن أوضاع مأساوية تخص بطالة الشباب وتعريضهم للموت في حروب كأجراء ووضع الأم التي فقدت ابنا وفكرت في النهاية في تقبل الابن المزيف كتعويض عن ابنها المفقود.

من خلال أداء عظيم للممثلة في دور الأم والابن المزيف وهو ممثل نجم له فيلمين آخرين بالجونة في مصادفة غير مقصودة رشحه النقاد لجائزة أفضل تمثيل ولكن بطل “الرجل الأعمى” الممثل بيتري بويكولاينن حازها وأوافق اللجنة على ذلك. حصل على جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل (نجمة الجونة وشهادة) ورغم الجدل الذي انتشر هل الممثل أعمى فعلا أم يمثل دور الأعمى، وسواء كان أعمى فعليا أم لا، فانه قام بدوره ببراعة مؤثرة دعمها المخرج باقترابه من وجهه وإظهار تعبيراته بوضوح بينما كل تفاصيل الصورة حوله مبهمة وخارج البؤرة.  

في كمبوديا يهدمون بناية يعيش فيها فقراء كل في مساحة لا تزيد عن 40 مترا أو نصفها، ويتم منحهم تعويضا ضئيلا لا يعوضهم عن سكنهم المتواضع في المبنى الأبيض. بطل الفيلم الشاب حاز جائزة التمثيل في فينيسا ولا أجده يستحقها، لاحظت دوما الانحياز الى كمبوديا والتعاطف معها سوا في عرض معاناة شعبها مع الشيوعيين والخمير الحمر، أم الآن في أوضاعهم المعاصرة التي لم يحسنها منح الغرب ولا تعاطفه.

يجد صناع الأفلام من واجبهم أن يعبروا عن الإنسان الذي يعاني سواء بسبب الأنظمة أو بسبب الأمراض التي تتزايد نتيجة تلوث البيئة، أو بسبب الأنظمة الاقتصادية التي لا يهما سوى تحقيق أعلى ربح على حساب الاستغناء عن موظفيهم كما في الفيلم الفرنسي “عالم آخر”.

وأهم ما حدث ما يخص فيلمنا المصري “ريش” الذي جاء الهجوم عليه في صالحه وحتى التسريب الذي وسع دائرة من شاهدوه واشترك عدد كبير من مثقفي مصر ومواطنيها في التعبير عن رأيهم بالفيلم وتحول مهرجان الجونة إلى منصة عامة تدعم فن السينما وتعزز التواصل بين محبيها وتمحو كل الصغائر التي ذهبت أدراج الرياح.

وهكذا يأتي التركيز على معاناة البشر فكرة أساسية في كل الأفلام الفنية التي اختبرت في مهرجانات كبرى مثل برلين وكان وفينيسا، وجلبها فريق الجونة انتشال التميمي وأمير رمسيس ومعهم المبرمجين لعرضها في الدورة الخامسة لمهرجان يبعث الطمأنينة في نفوس المشاركين به لأنهم سيشهدون أهم أفلام العام في عروض منظمة كلها مترجم للعربية.

 

 موقع "أويما 20" في

24.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004