ملفات خاصة

 
 

فيلم “ريش”.. رؤية عبثية للعالم

أمير العمري

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

ليس من الممكن تناول فيلم “ريش” (2021) للمخرج المصري عمر الزهيري، من خلال النظرة الكلاسيكية إلى الأعمال السينمائية، فهو يكسر الاستقبال “الطبيعي” بل ويكسر فكرة “الواقعية” نفسها عن قصد، ليقدم رؤية مخرجه الخاصة للعالم، أي لتلك البيئة التي يعيد خلقها وتجسيدها على الشاشة مستخدما عناصر السينما بعد أن يطوعها لرؤيته.

ريش” فيلم ساخر، نوع من الكوميديا السوداء التي تبدأ بشكل واقعي وتمتد بعد ذلك في مشاهد يغلب عليها الطابع التأثيري في الفن، ولكنه يصل أيضا في بعض مشاهده، إلى السيريالية. إن مخرجه- عن عمد- يقوم بتجريد الموضوع والشخصيات والأماكن، يغرب الصورة لكي يقربها منا، ويغالي في تصوير التدني والتدهور الحياتي، ولكن لا لكي يتشفى بل لكي يقدم لنا نظرته الخاصة لها، أو رؤيته التي ليس من الممكن قياسها طبقا لواقعيتها من عدمها، بل لعلاقتها بعالم الكوابيس التي لا يمكن العثور لها على منطق محدد، واضح، مستقيم.

أسرة فقيرة: زوج يعمل عملا هامشيا، يهتم بالمظاهر الاحتفالية ويحلم ببناء منزل جميل، في حين يعيش في أدنى درجات السلم الاجتماعي أو ما بعدها، وزوجة صامتة شبه خرساء، ترضخ لما يعطيه لها من فتات المال يوميا للإنفاق على توفير أقل ما يمكن من الطعام البدائي، وثلاثة أبناء، أحدهم رضيع، التليفزيون الصغير المهتريء هو وسيلتهم الوحيدة للهرب من محيطهم الى عالم الكارتون أو الرسوم المتحركة.

خلال حفل يقيمه الأب للاحتفال بعيد ميلاد ابنه، يأتي بساحر أو حاوي من قاع المجتمع، وأمام صحبة من أصدقاء الحي، يقوم الساحر بتحويل الزوج إلى دجاجة، لكنه يعجز عن استعادة الزوج من “المختفىى”. وتصبح الزوجة هي العائل الوحيد يتعين عليها أن تبحث عن كل وسيلة لتدبير العيش لأبنائها الثلاثة. الديون تراكمت، وأصبحت مهددة بالطرد من الشقة بسبب عدم تسديد الإيجار.

هذا المدخل يقود إلى رحلة جهنمية لبحث الزوجة عن عمل، وما تلاقيه من اضطهاد ونبذ، ثم استغلال من جانب الرجال، ولكن هذه التفاصيل التي تصل إلى نهاية صادمة مدهشة بعد أن تكون الزوجة قد استعادت خلال محنتها، قدرتها على الحديث، وعلى أن ترد الصاع صاعين، وأن تنتقم لنفسها ممن كانوا سببا في محنتها، هذه التفاصيل على أهميتها، ليست هي أهم ما في الفيلم. فالأهم هو الأسلوب الفريد المدهش الذي يعالج به المخرج عمر الزهيري، موضوعه.

في هذا الفيلم ثلاث شخصيات هي التي يقوم عليها بناؤه الفني: المرأة/ الزوجة/ الأم، والدجاجة/ الزوج، والأماكن التي نراها وتصبح جزءا أساسيا بنيويا من تركيبة الفيلم بل ومن خلالها تتكشف لنا شخصية المرأة وما تمر به من معاناة: شقة الأسرة البدائية المحطمة القذرة والمبالغ في تدنيها- عمدا- بحيث تخرج عن سياق الواقعية رغم أن مثيلاتها يمكن أن يوجد في الواقع. مركز الشرطة الذي يبدو أقرب إلى خرابة عامة، يجلس على بابها متسول لا ينطق بكلمة، والمقهى الذي يختلط فيه الطعام بالذباب تلقى فوقه الأوراق القذرة، ومؤسسة الإسكان التي تتردد عليها المرأة لدفع الأقساط المتأخرة كلما توفر لها بعض المال، ومقر الساحر (الآخر) الذي تلجأ إليه لكي يرشدها إلى مكان زوجها المفقود، وأبنية المصنع، والمنازل المتآكلة بفعل الزمن والرطوبة.

إنها صورة تجريدية تكتسي بالغبار، بل إن النافذة الموجودة في غرفة المرأة يتدفق إليها الدخان الكثيف الخانق كلما مرت مركبة ما لا نراها في الخارج. الحجرات والمكاتب وأماكن العمل والمصانع والبيوت وعيادات الطبيب ثم الطبيب البيطري الذي تأخذ إليه المرأة الدجاجة بعد أن تمرض لعلاجها، كلها أماكن خارج الواقع وخارج الزمان. إنها ليست صورة لمصر بالطبع، بل صورة متخيلة للتدني بشتى انواعه: التدني المعيشي والسلوكي والأخلاقي. المرأة هي نقطة الضوء فيه، يساعدها أحيانا بعض أصحاب المروءة والشهامة. أي أن القيم لا تنعدم تماما.

أهم كائن لدى المرأة ربما أهم من أبنائها هو الدجاجة التي ترقدها على فراش الزوجية، ترعاها وتقدم لها الطعام وتعالجها وتشتري لها الأدوية، ففي جسدها يوجد الزوج المختفي، الذي تامل أن يرتد ويعود إليها يوما، إلى أن تيأس من تلك الفكرة وتقرر الاعتماد على نفسها، ومواجهة الحياة بعد أن تتخلى عن صمتها وسلبيتها.

فكرة الجشع والنهم للحصول على المال، تتردد في الفيلم بقسوة: دائما هناك تبادل المال، الأيدي تمتد بالأوراق المالية، وهي قديمة ملوثة ممزقة.. المال مبلل بعرض الناس: يتهافت للحصول على المال الساحر والطبيب البيطري، البائع، موظف الإسكان، الرجل الوغد الطامع في الزوجة الوحيدة، الذي يطالب بما أعطاه لها من مال قليل.

ودائما هناك الأماكن التي لا تشبه وظيفتها: في خضم تلك الرؤية “الديستوبية” نرى قسم الشرطة، والمصنع والشركة، لا يشبه أي منهم تلك الأماكن في الواقع.. لقد أصبح كل شيء خربا على نحو يتراءى لنا في أعقاب سقوط قنبلة نووية في تلك المنطقة أو المدينة التي كانت قائمة، قنبلة دمرت كل شيء، ثم هناك الحريق الذي يشي بالنهايات.. يبدأ به الفيلم وينتهي.

البشر في الفيلم، يجلسون، ينصتون، لا يتحدث معظمهم، لا يتحركون، وإن تحركوا، فإنهم يتحركون كما لو كانوا قد فقدوا الحياة، دون انفعال على الوجوه، لقد فقدوا القدرة على الكلام.. وحتى عندما يغضبون ويلقنون الرجل الوغد الذي حاول استغلال المرأة في محنتها، درسا قاسيا، يكون الغضب من دون صوت، ومن دون شتائم أو لعنات.. ضرب فقط.

الممثلون ليسوا بممثلين، فهم من الناس العاديين الذين دربهم المخرج، ليس بغرض تحقيق الإيهام بالواقع، فالفيلم رغم الكثير من المناظر المستمدة- ظاهريا- من الواقع، يعاند الواقعية كما أشرت، ويعتمد على العبث والمعابثة وإرباك المتفرج من خلال التلاعب بمكونات الصورة.

هنا شريط صوت رائع: همهمات تشبه الأنفاس المتقطعة التي تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.. النغمات الموسيقية المرحة التي تعلق على الحدث في سخرية.. نهيق الحمار الذي يزار بالنشوة الجنسية، والحيوانات تمرح في كل مكان، تجاور الانسان وتتلصص عليه وتقتحم حياته: الدجاجة والحمير والكلاب والقرد.

جماليات الفيلم هي جماليات الفقر أو جماليات الجوع التي حدثنا عنها جلوبير روشا في الستينيات، لكنها لا تعني فقر الصورة بل عل العكس فالصورة التي تقترب كثيرا من التأثيرية مصنوعة بمهارة ومدروسة جيدا بحيث تمنحنا شعورا بالتدني على المستوى العام، لكن الصورة لها أيضا دلالاتها الساخرة التي تغرق في العبث واللامعقول. إنها صورة غير مهتزة، لم تلتقط بكاميرا بدائية من كاميرات الستينيات التي كانت تعمل في ظروف “حرب العصابات” في غابات البرازيل والأرجنتين.

إنها تجربة أولى بديعة تنبيء بموهبة متميزة لصاحبها، المخرج عمر الزهيري، الذي يتمتع هنا بحرية كاملة في صياغة وبناء موضوع فيلمه واختبار أسلوب اخراجه، بعيدا عن القيود التي تفرضها سوق ضاقت واستحال العمل في إطارها اليوم في مصر، في ظل القيود الكثيرة المفروضة على الإبداع الفني عموما، والسينمائي بوجه خاص.

 بطبيعة الحال لم يكن يمكن للمخرج التمتع بهذه الحرية في التعبير سوى بفضل الإنتاج المشترك، فقد اشتركت 4 شركات من 4 دول اشتركت في انتاج الفيلم، من هولندا وفرنسا واليونان ومصر طبعا التي جاءت مشاركتها من خلال شركة فيلم كلينيك لمحمد حفظي، القاسم المشترك في إنتاج الغالبية العظمى من أفلام السينما الجديدة التي يصنعها المخرجون الشباب في مصر مثل: ميكروفون، فرش وغطا، فيلا 69، علي معزة وإبراهيم، اشتباك، يوم الدين، أخضر يابس، الشيخ جاكسون، أميرة.. وغير ذلك). وهو أمر يحسب له دون شك. وجدير بالذكر أن الطرف الفرنسي في الإنتاج يتمثل في  شركة Still Moving التي يديرها جوليت لوبوتر وبيير مناهيم.. والأخير فرنسي وليس إسرائيلياً. أما كونه يهوديا فمسألة لا تعني أن نتخذ ضده موقفا أو ندين الفيلم لأن هناك شخصا يهوديا شارك في الإنتاج، إلا لو كنا من المعادين لليهود لا للصهيونية وهي بالقطع، مسالة أخرى.

علينا أن نحتفل بفيلم جديد مختلف، طموح، لا يدعي، ولا يزايد، ولا يزعم أنه يقدم بيانا سياسيا، يعارض أو يؤيد، بل هو عمل فني أصيل، يعبر عن رؤية مخرجه لهذا العالم.

 

####

 

رؤية أخرى لفيلم “ريش”: الحضورُ كدجاجةٍ، الغيابُ كإنسان!

هدى جعفر

تقول الأسطورةُ الفرعونيةُ، أو ما اشتُهر منها، أنّ الإله سِت دبّر مكيدةً لأخيه أوزوريس ووضعه في صندوقٍ خشبي أمام الحضور لم يخرج منه حيًا، أما هُنا يدخل الزوجُ إلى صندوق الساحر فيستحيل دجاجةً!

الفيلم المصريّ “ريش” للمُخرج عمر الزهيري، تردّد اسمه في مهرجان “الجونة” السينمائيّ أكثر من اسم عائلة سويرس شخصيًا بسبب الضجة المُثارة بعد تصريح الممثل الشهير شريف مُنير بأنّه يُقدّم مصر بصورة سيئة، وانسحابه من الفيلم مع مجموعة من الممثلين.

قبل “الجونة”، عُرض فيلم “ريش” في المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد الدولي التي تقام ضمن فعاليات مهرجان كانّ السينمائي لهذا العام، وفاز بالجائزة الكُبرى، وقد زاد من ذيوع الخبر آنذاك هو مشاركة السيدة دميانا نصّار، الأميّة القادمة من عُمق الصعيد، وهي التي كان حلم التمثيل يزورها منذ سني حياتها المُبكّرة حتى تحقق أخيرًا في “ريش

بعد مشاهدة الفيلم يُعرف على الفور بضرورة تنحية اتهام الإساءة لسمعة مصر جانبًا، لأنّ في الفيلم ما هو أهم

لماذا “ريش” وليس “دجاجة”؟

الريش يدلُّ على الدجاجة، لكنّه ليس هي، إنّه جزءٌ منها، مهمٌ وزائدُ عليها في نفس الوقت، ليس لريش الدجاج مكانة تُذكر مقارنة بالنعام، والطاؤوس، والإوز، وهذه الحقيقة البسيطة هي ما يقوم عليها الفيلم ذو الساعتيْن تقريبًا.

تمرّ الدقائق الأولى ونحن نتابع حياة أسرة مكونة من زوجين وثلاثة أطفال، في بيتٍ شديدة الكآبة والقذارة، القذارة في الفيلم مُلفتة فعلًا، لا تبدو الأمور على ما يُرام، الأم صامتة، والأب يأمر ويُثرثر، ويُقرر أن يحتفل بعيد ميلاد أحد أبنائه، في الحفل فقرة للساحر ومعاونه، يدخل الأبُ في الصندوق الخشبي، أمام الحضور، فيُخرج الساحر دجاجةً بدلًا منه، ثم تخرج الأمور عن السيطرة.

إنّه بيتٌ مُختَرق، بلا حُرمة، ينتهكه السحرةُ، ودخانُ المصانع، والدواب، والتُحف الغريبة، والبيض المقذوف من الخارج.  

في “ريش” لا أحد يقوم بدوره كما يجب، حتى الصندوق يعجز عن ذلك، فتحصلُ الأسرة على دجاجة ويختفي الأب، وينطلي على المشاهدين، لعب الحواة: الحاوي في الفيلم، والحاوي خلف الكاميرا!

إلام يقودُ هذا الفيلم

الأفلام التي تبدأ بدُعابة وتنتهي بكارثة تملأ القائمة، وفيلم “ريش” أحدها، يبدو الفيلمُ كعملٍ تسجيليّ، لحظات الصمت، واللقطات المطوّلة، والكاميرا الثابتة أمام حركة الشخوص والأشياء، قد تكون البداية مملة قليلًا لكن الحياة تدبّ في أطراف الفيلم بمرور الوقت، فيقومُ، ويجلسُ، ويرقصُ، ويدورُ حول نفسه.

نتابعُ مع الزوجة الصامتة، كأي حيوانٍ آخر، تحايلها على مصاعب الحياة كي تُربي أولادها وتستعيد زوجها في صورته البشريّة، يمتلئ الفيلمُ بالحيوانات، ومعضلة البطل مع تحوّله القسري يجعلنا نتساءل: هل هذه الحيوانات، هي حقًا حيوانات!

ريش” بالغ القذارة كما هو بالغ الغرابة، حتى بيوت الأغنياء تُثير القرف، مشهد تناول الكلب لقطع اللحم على حافة المسبح مثلًا، إنّها قذارة لهدفٍ فنّي، وأيضًا، يا للغرابة!، لهدفٍ جماليّ، يمنح الإحساس بأنّنا في حظيرة كبيرة، الشعور بالضيق، وعدم الراحة، والاشمئزاز ينتقل إلى المشاهدين، هذه العدالة في توزيع الجمالُ والقُبح قانونٌ سينمائي معروف، وإلا لماذا هي السينما من البداية؟   

حتى الدمامة المعنويّة كانت مُستهدفة: المدير وهو يُجاري فايزة أحمد بأدائه النشاز في ذلك الظرف الزماني غير المُلائم، والسيّدة المسئولة عن التوظيف تظهر مُجزّأة، كعبٌ عالٍ وطلاء أحمر وسجائر، وكأنّها مومس تمنح المال لا العكس.

 التقتيرُ، السُدى، اليأسُ، القهرُ اليوميّ، كلها وجوه أخرى للفيلم، حاضرة ومُركّزة.

العجيب أنّه بالرغمِ من محليّة “ريش” إلا أنّ مصر كانت غائبة، ولولا اللهجة والموسيقى لما خطرت على البال!

تحيةٌ كبيرةٌ لطاقم التمثيل، خاصة الزوج، وزبائن المطعم، والمدير المُتحرش، أمّا السيدة الجميلة دميانة نصار فقد كانت على السجادة الحمراء أكثر تركيزًا وحضورًا منها في الفيلم.

للموسيقى أثر كأنّها أحد الأبطال، أوّل الأغاني ظهرت في الدقيقة 46 تقريبًا، وعززت المعنى باستخدامِ التنافر، كنكتةٍ في مجلس عزاء، وإن شاب هذا التنافر قليل من السذاجة، كأن ينتهي الفيلم بأغنية “الصُبحية” لفرقة “المصريين” دون غيرهم، لكن رقص الرجل المُلتحي على “سوّاح”، وتوزيع بليغ حمدي لأغنية “قصة حُب” وازن ما مال!

إين يذهب الريش؟

إنّ التشكيك بقيمة الأفلام الحاصلة على دعمٍ أجنبي في منطقتنا أمر لا غبار عليه، فقد أثبتت تجارب عديدة أنّها أفلام شحيحة الجماليات في مُعظمها، وأنّ قبولها من قِبل المانح الأجنبي غالبًا ما يكن لأسباب بعيدة عن المستوى الفنّي، ولها علاقة بصورة “الآخر” لدى “الآخر”، فهل كان المُنتج الفرنسي سيقبل فيلمَ “ريش” إن كان أكثر نظافة؟ بصراحة هذا سؤال غير مهم الآن، لأنّ ميزات الفيلم أكثر من عيوبه بما لا يُقاس.

التطرّف في القذارة كان ضروريًا وإن بولغ فيه، مشهد رمي الشعر في المرحاض مثلًا، إنّها تلك القسوة الساحرة التي جعلت بعض الرسامين يخلّدون المذابح، وجعلت حرق الجثث في فيلم “قائمة شندلر” أو سفك الدماء في “كِل بِل” تارانتينو تُغري بالإعادة أكثر من مرة، الفن يتغذّى على المآسي، والقُبح، والألم في معظم حياته المديدة، وإن غابت هذه الحقيقة عن الجماهير فهي مشكلة جوهريّة.

كل شيء في الفيلم شاذ، وغير مُريح، وكابوسيّ، حتى رقص الأقارب في عيد الميلاد، وهذه الروح تنسجم وجسد الفيلم، ورفض العمل لهذه الأسباب، يُشبه انتقاد أفلام الرجل العنكبوت لأنّ البشر لا يطيرون في الواقع!  

ريش” فيلم ذكي، وجميل ومُمتع، قبحه وجماله شيءٌ واحد، لا يُمكن الفصل بينهما وإلا ستختل الصورة برمّتها فلن تُجدي حينها.  

يقول الزوج قُبيل الفاجعة واصفًا التحفة الغريبة أنّها “بتدّي جمال للمكان، وف نفس الوقت شيك”، هذه الجُملة المُريبة التي يُكرّرها الزوج غير مرّة خير ما يُمكن أن يصف “ريش” بعد كل تلك “البعثرة”، وبقدر اتساع الصور والمعاني خلف كلمتيْ “جمال” و”شيك” يكُن استيعاب الفيلم، واستيعاب السينما أيضًا.

 

موقع "عين على السينما" في

22.10.2021

 
 
 
 
 

فيلما "كباتن الزعتري" و"أميرة".. معالجة باهتة لقضايا عربية حارقة

لمى طيارة

قصص مؤلمة عن الشتات والأسر تسقط في فخّ ما يطلبه الداعمون.

مازالت القضية الفلسطينية وقصص اللاجئين السوريين في الشتات تشغلان الفنانين وخاصة السينمائيين منهم، ومازالت تلك القصص والقضايا على اختلاف مواضيعها وأهميتها تشكّل مادة دسمة للجهات المنتجة، وبالتالي للمهرجانات وصناديق دعمها، ومن تلك الأفلام يأتي فيلما “كباتن الزعتري” و”أميرة” اللذان تمّ عرضهما ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي.

باتت القضية الفلسطينية، وحتى السورية الأحدث منها زمنا، في مراتب متراجعة ضمن ترتيب أهمية الأخبار في النشرات وحتى برامج “التوك شو” السياسية، فلم تعد أخبارهما ولا حتى ما يجري في أراضيهما ومع مواطنيهما نقطة الخبر الحدث والأكثر أهمية كما كان سابقا، إلى درجة أن العربي صار لا يعرف عن أخيه العربي في تلك المناطق إلاّ ما ندر أو ما سمعه خطفا عبر وسائل الإعلام ونشراتها.

لذلك تبدو مسألة إعادة إحياء تلك القضايا -وخاصة الإنسانية منها- على صعيد سينمائي هامة، وربما مجزية إلى حد كبير وخاصة حين يستطيع منتجها إيصالها إلى العالم الغربي وليس فقط العربي. ولكن يبقى الخوف من الطريقة التي ستقدّم بها تلك القضايا؛ فهل ستكون فقط نقطة استثمار وخطف للأضواء، أم ستتجاوز ذلك لتصبح في حد ذاتها بقعة ضوء للتعريف بالقضايا والمعاناة التي يعيشها أهلها، وربما في مراحل أخرى تغيير ذلك وتبديل وجهات النظر الضبابية أو الغامضة المرتبطة بها؟

وفي إطار تلك العروض السينمائية يأتي فيلمان مشاركان في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، أحدهما وثائقي طويل بعنوان “كباتن الزعتري” وهو الوثائقي الطويل الأول للمخرج المصري علي العربي ومن إنتاج مصري – أميركي، ويعتبر عرض الفيلم في مهرجان الجونة بمثابة انطلاقة له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد أن سبق له أن شارك في العديد من المهرجانات العالمية، خاصة بعد أن حظي بفرصة عرضه في مهرجان صندانس الأميركي، الأمر الذي فتح له الأبواب.

في الفيلم يتابع المخرج مسيرة حياة شابين سوريين هما محمود داغر وفوزي رضوان قطيش الفاران مع عائلتيهما ومع المئات ممّن هربوا من محافظة درعا السورية، ليصبحا بالتالي جزءا من نسيج اللاجئين في مخيم الزعتري الأردني. ووقع اختيار المخرج لبطليه من ضمن مئات اللاجئين، بسبب علاقتهما المميّزة بكرة القدم، حيث تعتبر المتنفّس الوحيد لهما في ظل الظروف القاسية التي تمنعهم حتى من متابعة الدراسة، لكن حبهما لكرة القدم وممارستهما للتدريب في ظل الظروف غير الإنسانية لا يكفيان للتأهل واللعب والمشاركة خارج حدود المخيّم، إلى أن تصلهم أكاديمية أسباير الباحثة بدورها عن موهوبين شباب في كرة القدم، فتختارهما الواحد تلو الآخر لبطولة دولية.

معالجة منقوصة

رغم أن كتالوغ المهرجان في تقديمه للفيلم يُشير بشكل واضح إلى أن المخرج كان قد تابع حياة الشابين على مدار ثماني سنوات عاشها منتقلا معهما في رحلتهما بين المخيمات والفنادق أثناء مشاركتهما في البطولة، إلاّ أن الفيلم حقيقة لا يظهر تلك التفاصيل ولا حتى تلك المعاناة التي يعيشها الشباب وذووهم في مخيم الزعتري، حيث في أغلب الأوقات لا مناخ ملائما ولا ظروف مناسبة لحياة كريمة أو حتى محترمه، إلى درجة بات فيها الفيلم ضعيفا في طرحة لقضيته بل وباهتا في نقله لصورة الداخل. وتبدو تلك النقطة واضحة إذا قورن بالفيلم الوثائقي المصري “عاش يا كابتن” الذي رصد حياة فريق رياضي مع مدربه في ظل ظروف أقل ما يقال عنها إنها بائسة إلى درجة تدفعنا للتعاطف مع الفريق والمدرب على الصعيد الإنساني وليس فقط الرياضي.

وكان من المفروض أن نظهر الظروف التي يعانيها الشابان في فيلم “كباتن الزعتري” أكثر قسوة وصعوبة وحتى حرمانا وضيقا، كما أنه فيلم لا يمكن مقارنته نهائيا بفيلم المخرج الإيطالي إيمانويل جيروزا “قفزة واحدة أخرى” الذي تابع فيه المخرج حياة شابين فلسطينيين من سكان غزة يعيشان في مكانين مختلفين بعدما تمكّن الأول من مغادرة غزة المحاصرة لينتقل إلى اللعب والتدرّب في الملاعب العالمية، بينما بقي الآخر أسيرا لعائلته تحت وطأة وضغط الاستدرار العاطفي المطبّق عليه من الوالدة.

وحقيقة أرى أنه من المجحف أصلا مقارنة الفيلمين السابقين بفيلم “كباتن الزعتري” الذي لم يحاول أبدا الغوص في أعماق شخصياته البائسة  ولا حتى في مستقبلها، الأمر الذي يجعلنا نتوقّف طويلا ومجدّدا عند عبارة “متابعة مخرجه لشخصياته لسنوات”.

وأما الفيلم الثاني الذي أردت الوقوف عنده فهو روائي طويل بعنوان “أميرة” للمخرج المصري محمد دياب، وهو الفيلم الروائي الثالث له بعد فيلميه الهامين “اشتباك” و”678″، وهو من إنتاج مصري – أردني – إماراتي – سعودي، ومن بطولة كل من علي سليمان وصبا مبارك مع حضور خاطف للممثل الفلسطيني صالح البكري، بينما تلعب دور أميرة الفنانة الشابة تارا عبود في إطلالة مميزة تنبئ بمستقبل زاهر لها.

وفي “أميرة” يختار المخرج، الذي كتب قصة فيلمه بنفسه بمشاركة خالد وشيرين دياب، فلسطين لتكون مصدرا لقصته وموقعا لأحداثها، فتدور أحداث الروائي الطويل حول السجين السياسي القابع في أحد المعتقلات الإسرائيلية، ويلعب دوره علي سليمان وزوجته صبا مبارك وابنته، وحول رغبته في إعادة إنجاب طفل لعائلته كجزء من إحساسه الداخلي بتحقّق الحرية وبوجود روح تمثله خارج القضبان، لتبدأ رحلة معاناة تلك الأسرة بعد معرفتها أن ذلك السجين عقيم وأن ابنته التي أصبحت اليوم شابة هي ابنة غير شرعية، ولتبدأ رحلة الشكّ في الأم وكل المحيطين بها بمن فيهم أفراد العائلة.

حرية بديلة

بعيدا عن الأداء المتميّز الذي عرفناه عند الفنان علي سليمان المتمكّن من أدواته -وهو البليغ حتى في صمته الذي كان حاضرا بقوة في فيلم “200 متر” ، الفيلم الأكثر خوضا في القضايا الفلسطينية المفصلية- وظهور صبا مبارك كعادتها بأداء متّزن ومتماسك، بدا الفيلم حتى نصف الساعة الأول منه شيقا إلى حد كبير ويحمل سيناريو جديدا وغير متوقّع.

فقضية نقل الحيوانات المنوية من داخل السجون إلى الخارج وتلقيحها للزوجات في الخارج بهدف الإنجاب، رغم أنها ظاهرة معروفة لدى الفلسطينيين أنفسهم إلاّ أنها تعتبر بالنسبة إلى الكثيرين قضية غامضة وغير معروفة، الأمر الذي يجعل الموضوع في حد ذاته هاما ومشوّقا على صعيد الطرح.

لكن انحراف النص وانجرافه نحو تلك الميلودرامية التقليدية وتحويله إلى عمل عربي يحاول الأبطال فيه الدفاع عن شرفهم، وبدء الهجوم على الفتاة ومعاقبتها ولو ضمنيا بتلك القسوة والسذاجة باعتبارها من سلالة إسرائيلية، بدا بدوره أيضا ساذجا ولا يليق بموضوع يحمل كل هذا الكم من الأهمية والمقاومة وحب الحياة والتمسّك بها، وكأن الفيلم أراد أن ينسف إنسانية هذه العائلة التي أنجبت هذه الطفلة من دمها وقامت بتربيتها إلى أن أصبحت شابة تهيم على وجه المحتل.

فيلم "أميرة" عالج في بدايته موضوعا شائكا قبل أن ينجرف نحو الميلودراما التقليدية بغوصه في قضية الدفاع عن الشرف

بعد مشاهدة الفيلمين، يبقى السؤال الملحّ: لماذا يلجأ المخرجون المصريون أو غيرهم من العرب إلى قصص اللاجئين السوريين أو حتى العودة إلى الملفات الفلسطينية ونبش مواضيعها القديمة المتجدّدة، هل لأنها مازالت تلقى دعما ماديا سواء من قبل المنتجين ومنصاتهم التابعة للمهرجانات نفسها باعتبارها قضايا ساخنة؟ أو كما تذكر إحدى المنتجات المصريات أنه بعد الثورة في مصر “كان أي موضوع عنها يلقى دعما وإقبالا شديدا من الجهات الداعمة وخاصة في أوروبا، وذلك على حساب القضية الفلسطينية ذاتها، كبرى قضايا الوطن العربي، لكن ما إن بدأت الأحداث في سوريا وانتشر السوريون في بقاع الأرض حتى باتت قضيتهم الشغل الشاغل لمنصات المهرجانات وصناديق الدعم، فأنتجت حتى اليوم عشرات الأفلام عنهم”؟

أم أن الخوض في القضايا المحلية يشكّل اليوم خطرا أو خطا أحمر بالنسبة إلى الرقيب في بعض الدول العربية، الأمر الذي يدفع مخرجيها للجوء إلى طرح قضايا خارجية يمكن الخوض فيها بكل حرية وتلقى بدورها الدعم المادي والمعنوي؟

كاتبة سورية

 

العرب اللندنية في

22.10.2021

 
 
 
 
 

في آخر أيام المهرجان

منطلق الجونة السينمائي يعلن عن الفائزين بجوائز دورته الخامسة

رسالة الجونة - شريف نادي

· صناع السينما يناقشون "صورة مصر القديمة في السينما" ويطالبون بتسليط الضوء على المبادئ والقيم في مصر القديمة

· زبيجنيف زاماجوسكي: العمل مع كيشلوفسكى فرصة فريدة.. ومن عظيم الشرف تعاوني مع عمر الشريف 

ضمن مساعيها لخلق مساحة إبداعية للأفراد والأسواق السينمائية، استمرت منصة الجونة السينمائية، ذراع الصناعة الخاصة بمهرجان الجونة السينمائي في دعم السينمائيين العرب لدعم وتطوير مشاريعهم في مرحلة التطوير واستكمال أفلامهم في مرحلة ما بعد الإنتاج، في تقديم مبادرتين هما منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي، اللذين يقدمان الفرص للتعلم والمشاركة.

وعُقد أمس حفل ختام منصة الجونة السينمائية في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، حيث أعلنت اللجنة المشاريع والأفلام الفائزة بجوائز منطلق الجونة السينمائي، حيث ضمت منصة الجونة في دورتها هذا العام 20 مشروعًا سينمائيًا، بينهم 13 مشروعًا في مرحلة التطوير، و6 مشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج، إضافة إلى مشروع ضيف في مرحلة ما بعد الإنتاج، ويبلغ إجمالي الجوائز المقدمة من خلال منصة الجونة السينمائية نحو 300 ألف دولار أمريكي.

فاز مشروع "ربع يوم خميس في الجزائر العاصمة" (فرنسا)، إخراج صوفيا جامه بجائزة أفضل مشروع في مرحلة التطوير بجائزة مالية قيمتها 15 ألف دولار، وشهادة منصة الجونة السينمائية، و2000 دولار خدمات عينية من كلاكيت. 

بينما فاز فيلم "تلك الأشجار الغريبة" (فلسطين) إخراج هند شوفاني بجائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج وحاز على 15 ألف دولار، وشهادة منصة الجونة السينمائية، كما فاز بجائزة ذا إندي ديير وقدرها 10 آلاف دولار.

كما تم الإعلان عن المشاريع والأفلام الفائزة بجوائز رعاة منطلق الجونة السينمائي وهي فيلم "خمسين متر" (مصر) إخراج يمنى خطاب حيث حصل على 10 آلاف دولار لخدمات التسويق من ذا سيل بوست برودكشن، و10 آلاف دولار من تريند في إف إكس، و10 آلاف دولار أمريكي من سينرجي فيلمز، و15 ألف دولار أمريكي (جائزتين إحداهما نقدية بقيمة 5 آلاف دولار، والأخرى ب10 آلاف دولار لتطوير السيناريو) مقدمة من ورشة سرد، و5 آلاف دولار لخدمات ما بعد الإنتاج من بي ميديا برودكشنز، و10 آلاف دولار مقدمة من كالت، و1000 دولار أمريكي لخدمات مواقع التصوير من كلاكيت،  كما فاز المشروع بمشاركة في مختبر روتردام للأفلام من مركز السينما العربية، ومنحة بقيمة 7 آلاف دولار أمريكي لدراسة الماجستير من إحدى الجامعات الأمريكية من جيميناي إفريقيا.

وفاز مشروع "هايش مايش" (المغرب) إخراج هشام العسري بجائزة قدرها 30 ألف دولار ضمان توزيع من ماد سوليوشنز وإرجو ميديا فينتشرز، و5 آلاف دولار من مهرجان مالمو للسينما العربية.

بينما فاز مشروع "عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن" (مصر) إخراج مراد مصطفى بجائزة قدرها 5 آلاف دولار من جيميني إفريقيا، و50 ألف جنيه مصري من ذا سيل بوست برودكشن، ومشاركة في مبادرة جلوبال فيلم إكسبريشن من إيفتا.

وحصل مشروع "نساء حياتي" (العراق، سويسرا) إخراج زهراء غندور على 10 آلاف دولار مقدمة من "مقام"، ومشاركة في مبادرة جلوبال فيلم إكسبريشن من إيفتا.

وفاز مشروع "البحث عن ودي" (مصر) إخراج سارة الشاذلي بجائزة قدرها 5 آلاف دولار من بي ميديا برودكشنز، و2000 دولار أمريكي خدمات عينية من كلاكيت.

ذهبت جائزة البيع المبدئي المقدمة من أو إس إن إلى مشروع "أغنية للصيف والشتاء" (سوريا، الدنمارك، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) للمخرجين طلال دركي وعلي وجيه، وقدرها 50 ألف دولار، إضافة إلى 10 آلاف دولار أمريكي لخدمات عمل دي سي بي للفيلم من ذا سيل بوست برودكشن.

وفاز فيلم "جنائن معلقة" (العراق، المملكة المتحدة، فلسطين) للمخرج أحمد ياسين الدراجي بمبلغ 30 ألف دولار أمريكي لخدمات المؤثرات البصرية والتلوين من ميركوري فيشوال سوليوشنز، وحصل فيلم "خط فاصل" (لبنان) إخراج رين رزوق على 10 آلاف دولار مقدمة من كلاكيت.

وحصل مشروع "محبون سعداء" (المغرب، فرنسا) للمخرج هشام العسري بجائزة قدرها 10 آلاف دولار مقدمة من روتانا. 

أما جائزة شبكة راديو وتلفزيون العرب (إيه أر تي) فذهبت إلى مشروع "حتى يتنفس البحر" (الأردن، السويد، كندا، فرنسا) إخراج زين دريعي، وقدرها 10 آلاف دولار.

وحصل مشروع "كولونيا" (مصر) إخراج محمد صيام على 10 آلاف دولار مقدمة من نيو بلاك، وفاز مشروع "البصير" (العراق، سويسرا) إخراج علي طوفان الفتلاوي بمبلغ 5 آلاف دولار لخدمات ما بعد الإنتاج من هيكات ستوديو.

أما برنامج "حكايات طائر الشمس" في دورته الثانية بالشراكة بين مهرجان الجونة السينمائي وفيلم لاب فلسطين، فقد فاز بالجائزة الأولى مشروع "سلامة الطائر" (مصر) لمحمد القصبي ومحمد كاتب، وفاز بالجائزة الثانية مشروع "الخط الأحمر" (الأردن) لسامر البطيخي وحياة أبو سمرة.

يعمل برنامج حكايات طائر الشمس على تطوير 5 أفلام روائية قصيرة ضمن قائمة قصيرة من المشاريع المقدمة من قبل صناع أفلام عرب ناشئين في نوع قصص الأطفال والمراهقين والأسرة وقصص بلوغ سن الرشد.

وكان المخرجون والمنتجون المترشحون للمشاركة في المنطلق قدموا مشاريعهم وأفلامهم إلى منتجين ومؤسسات مانحة وموزعين وبائعي أفلام ومبرمجي مهرجانات، للحصول على استشارتهم الفنية، إضافة إلى ذلك، عُقدت لقاءات فردية بين صناع الأفلام وخبراء الصناعة والمستشارين لتطوير السيناريوهات أو النسخ غير المُكتملة للأفلام وتعزيز فرص التعاون الإقليمي والدولي.

من ناحية أخرى شهدت فعاليات المهرجان أمس حلقة نقاشية بعنوان "صورة مصر القديمة في السينما" بحضور صناع سينما وعلماء مصريات، أجتمعوا لإثارة تساؤلات حول كيفية تقديم وعرض مصر القديمة في السينما، في محاولة لجذب انتباه صناع السينما العالميين إلى مصر القديمة، وشارك في الحلقة منسق المناظر ومهندس الديكور المصري أنسي أبوسيف، ومحمد السعدي المؤسس المشارك لوكالة سعدي-جوهر، وعالمة المصريات د.ياسمين الشاذلي، وأدار المناقشة محمود رشاد فنان المكياج السينمائي، وبشرى رزة المؤسس المشارك ورئيس العمليات لمهرجان الجونة السينمائي.

بدأت الحلقة بعرض فيلم قصير شارك به العديد من السينمائيين والعلماء، واتفق الحضور على ضرورة إلقاء الضوء على المبادئ والقيم في مصر القديمة حتي نصحح المفاهيم المغلوطة عن طريق المناهج الدراسية التي تنقل الصورة الكاملة وإنتاج أفلام ضخمة، وطلب رشاد من مهرجان الجونة السينمائي تخصيص جائزة للأفلام القصيرة الوثائقية التي تناقش التراث حتي يتشجع صناع السينما.

كما شهدت فعاليات اليوم السادس من مهرجان الجونة السينمائي، الممثل السينمائي والمسرحي والموسيقي البولندي الشهير، زبيجنيف زاماجوسكي. الذي حصد جائزة الأفلام البولندية مرتين عن أدواره، حيث قام ببطولة أكثر من 200 فيلم بولندي وأجنبي. 

أدار الجلسة كل من ثراء جبيل، وحضر الجلسة أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، وبدأ زاماجوسكي حديثه عن تأثير عمله مع المخرج كريستوف كيشلوفسكى على حياته المهنية قائلا " إن كيشلوفسكى رجل دقيق للغاية وصادق جدا مع فريق عمله ويهتم دائما بخلق بيئة عمل مناسبة. أتذكر أنه كان لدي مشهد قصير جدا ولكنى أقوم بالدور الرئيسي به الذي يتضمن التعامل مع ATM، كان النص يحتوي على أكواد حتى تساعدني على التعامل مع الماكينة، كنت أظن أني يمكنني الضغط على أي زر ولن يهتم أحد أو يؤثر على المشهد، ولكن، كيشلوفسكى استوقفني وطلب منى الالتزام بالنص واستخدام الرقم السري المكتوب".

وأضاف زاماجوسكي " أنى أدين لـكيشلوفسكى بالفضل فالعمل معه فرصة فريدة، فهو شخصية قوية ومميزة ويطرح موضوعات هامة تتطلب الكثير من الشجاعة. لقد كان صارما ويلتزم التزاما كاملا قبل وبعد التصوير، ولو طُلب منه صعود برج إيفل للتصوير، فسيصعد."

واسترسل زاماجوسكى بحديثه قائلا " أود أن أقول إنه كان من عظيم الشرف أن أعمل مع الفنان الراحل عمر الشريف، لقد تقابلنا في منتصف الثمانينات وقمت أمامه بدور صغير جدا ولكن العمل معه ألهمني كثيرا".

 

####

 

"الجونة 5".. حصاد فني وفير لدورة الأزمات الكبيرة

الجونة: أسامة عبد الفتاح

أتوقع أن يتذكر التاريخ الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، والتي تُختتم مساء اليوم الجمعة، ليس لأنها شهدت العديد من الأزمات الكبرى التي يندر أن يتعرض لها مهرجان مماثل في دورة واحدة، وليس لأنها أسفرت عن حصاد فني وفير من الصعب أن يحظى به مهرجان آخر، ولكن لأنها جمعت بين الأزمات والمستوى الفني الرفيع في ظاهرة نادرة، فالطبيعي أن يؤثر كل منهما على الآخر سلبا أو إيجابا، لكن هذا لم يحدث في الجونة هذا العام.

بدأت الأزمات قبل افتتاح الدورة في 14 أكتوبر الحالي، وقبل حتى السفر للجونة، عندما نشب الخلاف المعروف بين الفنانة يسرا، عضو اللجنة الاستشارية الدولية للمهرجان، والخبير السينمائي انتشال التميمي، مدير المهرجان، على خلفية استبعاد الأخير تكريمها في المهرجان لأنها عضو في اللجنة، قبل أن يتم الصلح بينهما خلال المؤتمر الصحفي لإعلان تفاصيل الدورة قبل يوم واحد من الافتتاح.

وفور وصول الضيوف إلى الجونة  لحضور المؤتمر الصحفي، نشب حريق ضخم في المسرح المعد لاستقبال الافتتاح، وسرعان ما سيطر عليه رجال الدفاع المدني بمحافظة البحر الأحمر، واستطاع العاملون بالشركة المنظمة إعادة المسرح لما كان عليه خلال 24 ساعة في إنجاز حقيقي، لكنه سبّب ارتباكا واضحا على الجميع.

وخلال الافتتاح نفسه، تسببت كلمة الفنان أحمد السقا، خلال قبوله تكريم المهرجان له، في أزمة مع السينمائيين والنقاد لأنه بزلة لسان مسح تاريخ السينما المصرية من 1967 إلى ظهور جيله من الممثلين الجدد عام 1997.. كما انتقد المتابعون ظهور الفنان محمد رمضان على مسرح حفل الافتتاح بأغنية ليس لها علاقة بالسينما، فضلا عن إثارة غضب بعض الأوساط المغربية بعدم التنويه إلى وجود الملحن والموزع المغربي العالمي "ريد وان" قبل أو بعد الأغنية، التي شارك في صناعتها، وكأنه لم يأت.

وتابع الجميع بالطبع أزمة فيلم "ريش"، الذي شارك في المسابقة الرسمية، والذي ثار حوله جدل واسع وصل للاتهام – الخاطئ في رأيي – بتشويه سمعة مصر، وكذلك عدم تمكن الفنان الفلسطيني سعيد زاغة من دخول مصر لحضور المهرجان، مما ترتب عليه اعتذار الممثل الفلسطيني الكبير محمد بكري عن عدم الحضور لقبول تكريمه، فضلا عن حادث السير البسيط الذي تعرضت له الفنانة بشرى، رئيس عمليات المهرجان.

وكانت آخر الأزمات وأكبرها: استقالة المخرج أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان، من موقعه قبل يومين فقط من الختام، وإصراره على العودة للقاهرة دون إبداء الأسباب.. كما صرح انتشال التميمي، مدير المهرجان، بأنه لا يعرف الأسباب، وإن كانت جميع الدلائل والمعلومات تشير إلى خلافات بينهما.

ورغم ذلك كله، كان الحصاد الفني للمهرجان وفيرا وممتازا، سواء من حيث جودة الأفلام المشاركة، أو تميز البرامج والفعاليات الموازية.. فقد عرض "الجونة 5" عددا كبيرا من أفلام السنة المهمة الحاصلة على جوائز من المهرجانات الدولية الكبيرة، فضلا عن الأعمال المتميزة التي عرضها لأول مرة عالميا، وأتحدث عن الأفلام الروائية الطويلة، حيث لم تكن القصيرة على نفس المستوى.

في المسابقة، بالإضافة إلى "ريش"، الفائز بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد وجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي) بمهرجان كان الأخير، شارك فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب من مصر، الحاصل على ثلاث جوائز موازية من مهرجان فينيسيا هذا العام، والفيلم الروسي "مقصورة رقم 6"، الذي فاز بالجائزة الكبرى من مهرجان كان، وفيلم "ملعب"، للمخرجة لورا فونديل، الحاصلة على جائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي) من مهرجان كان أيضا. كما شارك الفيلم الكرواتي "مورينا"، الذي حصل في "كان" على جائزة الكاميرا الذهبية لأحسن عمل أول.

ومن "سقف العالم"، فنلندا والنرويج، على الترتيب، أُعجب جمهور المهرجان بالفيلم الإنساني البديع "الكفيف الذي لم يرغب في مشاهدة تايتانيك"، وكذلك الفيلم الجميل "أسوأ شخص في العالم"، الذي حصد جائزة أحسن ممثلة من مهرجان "كان" في يوليو الماضي.

وضمن الاختيار الرسمي (خارج المسابقة)، تميز الفيلم الفرنسي "واقعة"، الفائز بأسد مهرجان فينيسيا الذهبي هذا العام، وفيلم "ثانية واحدة" للمخرج الصيني الكبير زانج ييمو، والذي افتتح مهرجان سان سباستيان الأخير.. وشارك المخرج الكبير الآخر ويس أندرسون بفيلمه المختلف المميز "ذا فرينش ديسباتش". كما عُرض فيلم "إرخاء القبضات"، الحاصل على جائزة قسم «نظرة ما» الرسمي بمهرجان "كان"، وفيلم "ضوء طبيعي"، الفائز بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج من مهرجان برلين السينمائي هذا العام، والفيلم الأسترالي المهم "نيترام"، المتوج بجائزة أفضل ممثل من مهرجان كان هذا العام.

وإلى جانب الأفلام، احتفى المهرجان بالذكرى الخامسة والعشرين لوفاة المخرج البولندي الشهير كريستوف كيشلوفسكي، حيث أقام معرضا استعاديا لأعماله وحياته صممه وجهزه منسق المناظر ومهندس الديكور الكبير أنسي أبو سيف، وتمت خلاله إعادة الأعمال المعروضة فيه إلى الحياة مرة أخرى من خلال عدسة سينمائية.. وشمل البرنامج عرض خمسة أفلام لكيشلوفسكي، وليس فيلما واحدا أو اثنين، حتى يأخذ المتابعون والمشاهدون فكرة وافية عن أسلوبه ومدرسته السينمائية، وهي: "ثلاثية الألوان" الشهيرة ("أبيض"، "أحمر"، و"أزرق")، و"الحياة المزدوجة لفيرونيك"، و"الوصايا العشر: لا تقتل". كما حل الممثل المعروف زبيجنيو زماكوفسكي، البطل الأثير لأفلام كيشلوفسكي، ضيفا على المهرجان.

وشمل "الحصاد" محاضرة للمخرج الأمريكي الكبير دارين أرونوفسكي، وورش عمل ومحاضرات أخرى عن قضايا سينمائية مهمة منها ما لم يتم مناقشته من قبل مثل الصحة النفسية للممثلين، فضلا عن منصة الجونة السينمائية التي قدمت دعما ماليا كبيرا للعديد من مشروعات الأفلام العربية في مرحلتي ما قبل وما بعد الإنتاج.

 

بوابة الأهرام المصرية في

22.10.2021

 
 
 
 
 

«أميرة» يناقش «أطفال الحرية» في فلسطين برؤية شكسبيرية

الجونة (مصر): انتصار دردير

خطف فيلم «أميرة» قلوب الجمهور عند عرضه في مهرجان «الجونة» السينمائي المصري ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي ينافس على إحدى جوائزها بقوة، حسب نقاد. شارك في إنتاج الفيلم كل من مصر والأردن والسعودية والإمارات، وكشف المنتج محمد حفظي المشارك في إنتاجه، أنّ ميزانيته تخطت 350 ألف دولار، وشاهده نحو 1500 شخص بكثير من التوتر والقلق، إذ طرح حلقة جديدة في سياق الأزمة الفلسطينية لم تتطرق إليها السينما من قبل، تتعلق بـ«أطفال الحرية» الذين يولدون عبر تلقيح صناعي من نطفة الآباء الذين يؤسَرون في المعتقلات الإسرائيلية لسنوات طويلة.

وسلّط الفيلم الضوء على هذه القضية من خلال «أميرة» المراهقة التي تتدفق حيوية، وتمارس هوايتها في التصوير الفوتوغرافي، تعيش مع الأم والجدة والعم في غياب الأب، تركّب «أميرة» صورة تجمعها بأبيها عن طريق الفوتوشوب، فهي لم تلتقِه منذ مولدها إلا خلال زيارات متكررة مع الأم تتم عبر حاجز زجاجي يفصل بينهم، يطمح الأب في إنجاب طفل آخر، وبعد رفض من الزوجة توافق، لكن أزمة تتفجر بهذه الخطوة حين يكتشف الأطباء عقم الزوج ووجود عيب خلقي يَحول دون إمكانية إنجابه في الماضي والحاضر، فتطال الاتهامات الجميع، وتواجه «أميرة» أزمة إثبات هويتها، وتتشكك في كل شيء بعدما تتم مساءلتها، تتحول «أميرة» من مراهقة صغيرة إلى فتاة ناضجة تصر على معرفة هويتها وتسير في طريق محفوف بالمخاطر والأسئلة الشائكة.

يعد الفيلم ثالث الأفلام الطويلة للمخرج محمد دياب بعد فيلميه «676» الذي تناول قضية التحرش ونال 20 جائزة دولية، و«اشتباك» الذي افتتح قسم «نظرة ما» في مهرجان «كان» عام 2016. وعبّر دياب عن سعادته بهذا الاستقبال الحافل للفيلم في عرضه الأول بالشرق الأوسط بعد مشاركته في مهرجان «فينسيا» خلال دورته الفائتة ضمن برنامج «آفاق» وحصوله على ثلاث جوائز هي «لانتيرنا ماجيكا»، و«إنترفيلم» إضافةً إلى جائزة «لجنة تحكيم Cict - UNESCO».

دياب ذكر خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد له على هامش عرض الفيلم في «الجونة»، أنّ فكرة الفيلم جاءته بعدما طالع خبراً في إحدى الصحف عام 2012 جاء فيه أنّ الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قرروا الإنجاب عن طريق تهريب النطف الخاصة بهم خارج السجن لتُلقّح في رحم الزوجة، وسموا هذه العملية «أطفال الحرية» ورأيت أنّ هذه القضية يمكن طرحها في فيلم برؤية شكسبيرية.

قدم المخرج رؤية بصرية رائعة للفيلم بحساسية فائقة، وإيقاع متصاعد لم يفلت منه، وأداء صادق لأبطاله: الممثل الفلسطيني علي سليمان الذي يجسد شخصية الأب، والفنانة الأردنية صبا مبارك التي لعبت دور أم لشابة تحاصرها الاتهامات، إلى جانب الممثلين زياد بكري ووليد زعيتر، والممثلة الشابة تارا عبود، الأردنية من أصول فلسطينية، التي تتحمل جانباً كبيراً من عبء الفيلم، وتعبّر ببراعة عن الشخصية التي تمر بانفعالات متباينة، بين الضحك والبكاء والصدمة والانهيار، والتحدي الذي يسكنها مع النهاية الميلودرامية التي تصدم الجميع.

وأكدت الممثلة تارا عبود في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» أنّ ترشيحها للفيلم جاء من خلال الفنانة صبا مبارك التي شاركت بالتمثيل معها في المسلسل الأردني «عبور» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، وهي من قامت بترشيحها للمخرج محمد دياب الذي كان يبحث بدوره عن ممثلة بمواصفات معينة لشخصية «أميرة».

وأضافت عبود: «سعيدة جداً لاختياري لهذا الدور الذي يناقش قضية تؤرق المجتمع الفلسطيني وهي قضية (تهريب النطفة) للمسجونين ويسلط الضوء على فلسطينيين يقضون أعمارهم وراء القضبان، إذ تظل القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعاً».

وبشأن استعدادها لأداء الشخصية التي تعيش مشاعر متضاربة تقول: «ساعدني المخرج محمد دياب كثيراً، على المستويين الفني والشخصي، فقد عاملني مثل شقيقته الصغرى، وكان يوجّهني في أثناء التصوير وساعدني في التحضير للدور، كما اختار لي أفلاماً أشاهدها قبل بدء التصوير لأستفيد منها، بالتأكيد كنت أشعر بالتوتر والقلق لأقدم أفضل أداء وكنت أفكر قبل كل مشهد كيف سأقدمه بطريقة مختلفة، كما شعرت بالثقة لوجود الفنانة صبا مبارك بجانبي وتجسيدها دور أمي».

مشيرةً إلى أنّها أحبت شخصية «أميرة» لأنها رغم كل الظروف الصعبة التي عاشتها، إنسانة قوية، ترغب في اتخاذ قراراتها وتحمل مسؤوليتها.

وعلى الرغم من أنّها تواصل دراستها للطب في الأردن، فإنّ تارا عبود تؤكد حبها للتمثيل وتأمل في أن تجمع بين التمثيل الذي تحبه والطب الذي تتطلع لممارسته، حسبما تقول: «سأجمع بين الاثنين، هذا ما أقوم به حالياً، لكن لا أعرف ما الذي سيصير في المستقبل، فقد أضطر لاختيار أحدهما»، ونوهت تارا عبود إلى أنهم صوّروا 13 نهاية للفيلم، لكن الجميع تحمس لهذه النهاية لصدقها رغم صدمتها.

 

الشرق الأوسط في

22.10.2021

 
 
 
 
 

الفيلم الفلسطيني ” أشجار غريبة” يفوز بجائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج بمنصة ” الجونة”

فايزة هنداوي

الجونة- “القدس العربي”: حصدت فلسطين خلال  اختتام فعاليات منصة الجونة السينمائية المقامة في قاعة المؤتمرات التابعة للمنتجع السياحي الأشهر في مصر والمُطل على البحر الأحمر، والذي يقام فيه مهرجان فني للعام الخامس  على التوالي، على ثلاثة جوائز بتصنيفات مختلفة.

وحازم فيلم “تلك الأشجار الغريبة” الذي أخرجته هند شوفان على جائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج بجائزة مالية تقدر ب15 ألف دولار أمريكي، فضلاً عن شهادة منصة الجونة السينمائية.

وضمت منصة الجونة في دورتها الحالية 20 مشروعاً سينمائياً، من بينهم 13 في مرحلة التطوير، و6 في مرحلة مابعد الإنتاج، فضلاً عن مشروع ضيف في مرحلة ما بعد الإنتاج، إذ يبلغ إجمالي الجوائز المقدمة من خلال تلك المنصة نحو 300 ألف دولار أمريكي.

وفاز مشروع فيلم”ربع يوم خميس في الجزائر العاصمة” والذي أخرجته صوفيا جامة على جائزة أفضل مشروع في مرحلة التطوير بجائزة تقدر ب15 ألف دولار، إضافة لشهادة المنصة التابعة للمهرجان، و2000 دولار نظير خدمات عينية من كلاكيت، كما فاز الفيلم “ذا إندي ديير” على المرتبة الثالثة بجائزة مالية قدرها 10 آلاف دولا أمريكي.

وقبيل الوصول إلى مرحلة التصفيات النهائية للمشاريع المقدمة لمنصة الجونة، قدم عدد من المخرجين والمنتجين والمترشحين مشاريعهم وأفلاهم لعدد من المانحين والموزعين وبائعي الأفلام ومبرمجي المهرجانات للحصول على استشاراتهم الفنية، علاوة على عقد جملة من اللقاءات الفردية بين صناع الأفلام وخبراء متخصصين في هذا المجال لتطوير السيناريوهات أو النُسخ غير المُكتملة للأفلام وتعزيز فرص التعاون الإقليمي والدولي.و

وخلال المهرجان، أعلن عن جملة مشاريع وأفلام أخرى،حازت على جوائز رعاة منطلق الجونة السينمائي وكانت على النحو التالي:

حصل فيلم “خمسين متر” (مصر) من إخراج يمنى خطاب على 10 آلاف دولار أمريكي لخدمات التسويق من ذا سيل بوست برودكشن، و10 آلاف دولار أمريكي من تريند في إف إكس، و10 آلاف دولار أمريكي من سينرجي فيلمز، و15 ألف دولار أمريكي (جائزتين إحداهما نقدية بقيمة 5 آلاف دولار أمريكي والأخرى ب10 آلاف دولار أمريكي لتطوير السيناريو) مقدمة من ورشة سرد، و5 آلاف دولار لخدمات ما بعد الإنتاج من بي ميديا برودكشنز، و10 آلاف دولار مقدمة من كالت، و1000 دولار أمريكي لخدمات مواقع التصوير من كلاكيت،  كما فاز المشروع بمشاركة في مختبر روتردام للأفلام من مركز السينما العربية، ومنحة بقيمة 7 آلاف دولار أمريكي لدراسة الماجستير من إحدي الجامعات الأمريكية من جيميناي أفريقيا.

و فاز مشروع “هايش مايش” (المغرب) من إخراج هشام العسري بجائزة قدرها 30 ألف دولار أمريكي ضمان توزيع من ماد سوليوشنز وإرجو ميديا فينتشرز، و5 آلاف دولار أمريكي من مهرجان مالمو للسينما العربية.

بينما حصل مشروع “عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن” (مصر) من إخراج مراد مصطفى بجائزة قدرها 5 آلاف دولار أمريكي من جيميني أفريقيا، و50 ألف جنيه مصري من ذا سيل بوست برودكشن، ومشاركة في مبادرة جلوبال فيلم إكسبريشن من إيفتا.

كما حاز مشروع “نساء حياتي” (العراق، سويسرا) من إخراج زهراء غندور على 10 آلاف دولار أمريكي مقدمة من مقام، ومشاركة في مبادرة جلوبال فيلم إكسبريشن من إيفتا.

علاوة على ذلك فاز مشروع “البحث عن ودي” (مصر) من إخراج سارة الشاذلي بجائزة قدرها 5 آلاف دولار أمريكي من بي ميديا برودكشنز، و2000 دولار أمريكي خدمات عينية من كلاكيت.

فيما ذهبت جائزة البيع المبدئي المقدمة من أو إس إن إلى مشروع “أغنية للصيف والشتاء” (سوريا، الدنمارك، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) للمخرجين طلال دركي وعلي وجيه، وقدرها 50 ألف دولار أمريكي، إضافة إلى 10 آلاف دولار أمريكي لخدمات عمل دي سي بي للفيلم من ذا سيل بوست برودكشن.

فاز فيلم “جنائن معلقة” (العراق، المملكة المتحدة، فلسطين) للمخرج أحمد ياسين الدراجي بمبلغ 30 ألف دولار أمريكي لخدمات المؤثرات البصرية والتلوين من ميركوري فيشوال سوليوشنز. حصل فيلم “خط فاصل” (لبنان) من إخراج رين رزوق على 10 آلاف دولار أمريكي مقدمة من كلاكيت.

حصل مشروع “محبون سعداء” (المغرب، فرنسا) للمخرج هشام العسري بجائزة قدرها 10 آلاف دولار مقدمة من روتانا. أما جائزة شبكة راديو وتلفزيون العرب (إيه أر تي) فذهبت إلى مشروع “حتى يتنفس البحر” (الأردن، السويد، كندا، فرنسا) من إخراج زين دريعي، وقدرها 10 آلاف دولار أمريكي. وحصل مشروع “كولونيا” (مصر) من إخراج محمد صيام على 10 آلاف دولار مقدمة من نيو بلاك. وفاز مشروع “البصير” (العراق، سويسرا) من إخراج علي طوفان الفتلاوي بمبلغ 5 آلاف دولار لخدمات ما بعد الإنتاج من هيكات ستوديو.

أما برنامج حكايات طائر الشمس في دورته الثانية بالشراكة بين مهرجان الجونة السينمائي وفيلم لاب فلسطين، فقد فاز بالجائزة الأولى مشروع “سلامة الطائر” (مصر) لمحمد القصبي ومحمد كاتب، وفاز بالجائزة الثانية مشروع “الخط الأحمر” (الأردن) لسامر البطيخي وحياة أبو سمرة.

 

####

 

عودة: لابد من وقفة ضد الحكومات العربية التي تتخذ إجراءات قمعية ضد الفنانين الفلسطينيين

فايزة هنداوي

الجونة- “القدس العربي”:طالبت المنتجة الفلسطينية مي عودة الفنانين العرب باتخاذ موقف صارم وجاد حيال الإجراءات القمعية التي تمارسها الحكومات العربية تجاه الفنانيين الفلسطينيين.

مطالبات عودة جاءت خلال تسلمها جائزة تكريم المخرج الفلسطيني محمد بكري، الذي لم يتمكن من حضور فعاليات مهرجان الجونة السينمائي المقام في مصر، بسبب تأشيرة الدخول، مشيرة ً إلى أن كثيرين من الفنانيين الفلسطينيين حرموا من فرصة المشاركة لسبب ذاته.

وأعلنت، الجمعة، فعاليات ختام مهرجان الجونة السينمائي، الذي حضره عدد كبير من نجوم الفن والسينما في الوطن العربي، إذ أعلنت جوائز الدورة الخامسة للمهرجان، تصدرها في المرتبة الأولى لأفضل فيلم آسيوي “هروب الرقيب فلولكونجوف”، بجائزة قيمتها 15 ألف دولار.

فيما حصل فيلم “ريش” المثير للجدل على نجمة الجونة للفيلم العربي الروائي الطويل وقيمتها 20 ألف دولار، بينما حاز فيلم “غروب” على جائزة نجمة الجونة الفضية للفيلم الروائي الطويل بجائزة قدرها 25 ألف دولار، إضافة لفيلم “هروب ا

وذهبت جائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الوثائقي الطويل وقيمتها 30 الف دولار لفيلم “حياة إيفانا”.

وتوج فيلم “الرجل الأعمى الذي لن يغب في مشاهدة تيتانيك” بجائزة نجمة الجونة الذهبية للفيلم الروائي الطويل وقيمتها 50 ألف دولار.

كما حاز فيلم “كابتن الزعتري” على جائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل والتي تقدر بنحو 10 آلاف دولار، وذهبت جائوة نجمة الجونة البرونزية للفيلم الوثائقي الطويل وقيمتها 7500 دولار لصالح فيلم”سبايا”

في حين حصل “أوستروف- جزيرة مفقودة” على نجمة الجونة الفضية للفيلم وثائقي وقيمتها 15 الف دولار، وجائزة سينما من أجل الإنسانية.

وفاز فيلم “الابن المقدس” على نجمة الجونة الفضية للفيلم القصير والتي تقدر بـ 7500 ألف دولار.

وحصل فيلم “على أرض صلبة” نجمة الجونة البرونزية لأفضل فيلم روائي قصير بقيمة 4 آلاف دولار.

بينما نال فيلم “القاهرة برلين” على نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي قصير بقيمة 5000 دولار.

و استحوذ فيلم “كاتيا” على نجمة الجونة الذهبية للفيلم القصير بقيمة 15 ألف دولار.

و حصد فيلم “كوستا برافا” على جائزة مؤسسة فبريسي وكذلك نجمة الجونة الخضراء.

وفاز – فيلم عادل يستحوذ على جائزة خالد بشارة لصناع السينما المستقلة في مصر.

و حصدت الممثلة مايا فاندربيك على جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثلة عن فيلم بلاي جراوند

وذهبت جائزة نجمة الجونة لأفضل ممثل بيري بويكوناينينعن فيلم الرجل الاعمي الذي يرفض مشاهدة تايتنك .وفاز الفيلم بجائزة الجونة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل.

 

القدس العربي اللندنية في

22.10.2021

 
 
 
 
 

تسريب فيلم "ريش" بعد استقالة أمير رمسيس ومحمد حفظي يتحرك

سيدتي - علاء شلقامي

تم تسريب فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري، الذي أثار جدلاً واسعاً عَقِب عَرضه في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، بشكل كامل خلال الساعات الماضية ونشره عبر العديد من مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة للصفحات والمواقع الخاصة بتحميل الأفلام.

حفظي: أسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

وقد علق المنتج محمد حفظي على أزمة تسريب فيلم «ريش» على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإلكترونية، حيث قال إنّ شركة الإنتاج تَعمل الآن على غَلق الروابط المسربة على الإنترنت، حتى لا تَتَكَبّد الشركة خَسائر أكثر.

وأضاف حفظي أنّه لا يعلم كيف تَمّ تسريب الفيلم، ولا يُوَجِّه أيّ اتّهام لأيّ شخص أو أي جهة، ولكن كل ما يسعى إليه هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من غلق الروابط، حتى لا تَتّسع رقعة المشاهدة ويؤدي إلى خسارة فادحة للشركة.

وعن انتقاد العديد من الفنانين والجمهور للفيلم، أشار إلى أنّ من حق كل شخص انتقاد الفيلم إذا رأى أنّه غير جَيّد من وجهة نظره، وكل الآراء لها كامل الاحترام.

نجيب ساويرس يرد على انتقادات فيلم ريش

وابدى المهندس نجيب ساويرس، أحد مؤسسي مهرجان الجونة، رأيه في الفيلم في تغريدة له عبر «تويتر»، قائلاً: «شاهدت الفيلم من الساعة الواحدة والنصف صباحاً حتى الرابعة صباحاً، الفيلم به نواحٍ فنية مميزة من ناحية قصة كفاح أم في عائلة فقيرة وأب بائس وتمثيل عميق للأم التي لا تَتَكَلّم كثيراً لكن تُكافِح من أجل الأسرة في مجتمع صعب دون أن تفرط في شرفها أو كرامتها». وأضاف ساويرس: «صدمتني النهاية بعد عثورها على زوجها ولا أرى أنّ الفيلم يسيء إلى مصر إطلاقاً بالعكس لا بد أن نَتَذَكّر فقراءنا لكي نعمل سوياً حكومة وشعباً للقضاء عليه... أترك الحكم للنقاد والجمهور لأنّه فكرني بفيلم باراسايت الكوري الذي حاز على جائزة السعفة الذهبية».

ويقدم الفيلم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة.

هل تسريب الفيلم له علاقة باستقالة أمير رمسيس؟

وجاء تسريب الفيلم بالتزامن مع استقالة المخرج المصري أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، حيث شهدت الساعات الماضية جدلاً كبيراً حول أسباب الاستقالة، إذ تردد أن الجائزة التي حصل عليها فيلم "ريش"، للمخرج عمر الزهيري هي السبب وراء الأزمة.

كما تردد أيضاً وجود خلافات في وجهات النظر بين أمير رمسيس وانتشال التميمي مدير المهرجان، وعندما تأزّم الموقف بينهما فَضّل رمسيس الابتعاد.

وقال أمير رمسيس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في طريقي للعودة للقاهرة، مفعم بمشاعر جياشه لبرنامج أفلام تم وضعه بكامل الشغف والحب... فخور بردود فعل الجمهور والنقاد والصناع». وأضاف رمسيس: «5 سنوات من العمل على برنامج مهرجان الجونة انتهت باستقالتي البارحة لأبدأ رحلة جديدة... وأثقا أنني أترك خلفي فريق قادر على صنع ما هو أفضل».

وعن أسباب الاستقالة قال: «أعتذر عن الخوض في أسباب الاستقالة فهي تخصني وفريق إدارة المهرجان... وأريد أن أوضح أن الأسباب التي تناثرت منذ تسرب الخبر عارية من الصحة».

 

سيدتي نت في

22.10.2021

 
 
 
 
 

هذا ما كان يخشاه الفلسطينيون من الفيلم.. مخرج "أميرة" يكشف أسراره

المخرج محمد دياب يتحدث للعربية.نت عن تفاصيل الفيلم وكيف أعاد القضية الفلسطينية للواجهة بتناوله لقضية "أطفال النطف"

القاهرة- أحمد الريدي

أحلام الحرية وبناء جيل فلسطيني جديد يتسلم راية المقاومة، لم تمنعها حواجز الاعتقال، بعد أن صارت تمهيدا لما يعرف باسم "أطفال الحرية".

تلك القضية التي طرحها الفيلم المصري "أميرة" للمخرج محمد دياب، الذي يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، عبر تناوله لقضية "أطفال النطف" التي ظهرت في عام 2012، حينما قرر الأسرى الفلسطينيون أن يقوموا بالإنجاب عبر تهريب النطف خارج المعتقلات، وإطلاق اسم "أطفال الحرية" على أبنائهم.

الفيلم الذي يشارك في بطولته علي سليمان وصبا مبارك وتارا عبود ويشارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان الجونة، التقت "العربية.نت" بمخرجه الذي تحدث في البداية عن التحضير له، بعد أن قرأ خبرا في الصحف قبل 9 سنوات عن قصة "أطفال النطف" فوجد أنها تحمل معها الكثير من الدراما، مشيرا إلى أن الفيلم حمل في البداية اسم "خديجة" وبعدها "سارة"، ولكنه حاول التعرف على أكثر اسم فلسطيني يرتبط به الجميع، فتم الاستقرار على اسم "أميرة".

وأوضح دياب أنه تأثر في تقديمه لفيلم فلسطيني بتجربة الإيراني أصغر فارهادي الذي ذهب إلى فرنسا وقدم فيلم "الماضي" عابرا لكل الحدود، حيث أشار دياب إلى كونه كتب العمل باللهجة المصرية، وبعدها قام المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد بالمراجعة وعاونته في الأمر أميرة دياب.

كما كان هناك مراجع لهجة يحول كل ما هو مكتوب إلى لهجة فلسطينية، كما أن الممثلين كانوا يجيدون تقديم التعبير الصحيح لغويا، وهو ما اعتبره دياب تأكيدا على أن المؤلف قادر على عبور الحدود.

قلق فلسطيني

قضية الفيلم قد تثير الشكوك والمخاوف تجاه هؤلاء الأبناء، خاصة أن العمل يطرح قصة يقوم فيها الحارس الإسرائيلي بتغيير العينة الخاصة بالأسير ووضع العينة الخاصة به، وهو ما قد يخيف البعض ويجعله يشكك في نسب الأبناء.

وهو ما علق عليه دياب قائلا "خوفت جدا من إثارة الأمر"، مؤكدا أن عددا من الفلسطينيين تواصلوا معه في ظل حساسية الأمر، ما جعله يكتب في النهاية أن الفيلم خيالي، وأن كافة الأطفال تم إثبات نسبهم فيما بعد.

كما أوضح أنه قدم في الفيلم فتاة عمرها في الـ 17 من عمرها، في حين أن أكبر طفل من أطفال الحرية لا يتجاوز عمره الـ 10 سنوات، معتبرا أن كل ما يهمه في الأمر هو أن يعيش هؤلاء الأطفال الحياة التي يستحقونها ويلقوا المعاملة اللائقة.

إدانة للجانب الفلسطيني؟

وقت أن علم الجميع بقصة الفتاة، وأن النطفة التي لقحت بها إسرائيلية شاهد الجميع تحولا في الأحداث، ووضعت النجمة السداسية على المنزل الذي تتواجد به الفتاة، على الرغم من كونها عاشت معتزة بنسبها لأسير بطل، فهل حمل الأمر إدانة للجانب الفلسطيني في الأحداث بسبب هذا التحول.

ذلك الأمر الذي رد عليه المخرج مؤكدا أن التساؤل مطروح في الفيلم ومتروك للمشاهد، عما إذا كان الأمر متعلقا بالنطفة أم التربية والتعامل، ولكنه أشار إلى أن التخوف الشديد معظمه ظهر في تخوف الأب والأم فقط.

والدليل على ذلك أننا لم نر سوى مشهد النجمة السداسية، وظل باقي الأبطال إلى جوار الفتاة باستثناء شخص واحد فقط، كما أن التصرفات التي أقدمت عليها الفتاة كانت نابعة من ضغوط تعيشها هي وحدها، فصارت دائما تبحث عن إجابة السؤال "من أنا؟".

اختيار الأبطال

تصوير الفيلم تم بالأردن في ظل الصعوبات المتواجدة، وعدم القدرة على مرور طاقم الفيلم عبر الحدود، مشيرا إلى كونه وقت كتابة الفيلم لم يكن في مخيلته سوى الفنان علي سليمان لتقديم دور الأب.

وحينما عرض الفيلم على صبا مبارك لقراءته وقت أن كانا يقدمان معا مسلسل "طايع"، أخبرته هي بكونها من سيقوم بتقديم دور الأم، ولكن دياب كان يرى أنها أصغر من أن تكون الأم.

فما كان من صبا مبارك سوى الإصرار على تقديم الشخصية، وأثبتت له بالتجربة على كونها قادرة أن تكون أما لفتاة في الـ 17 من عمرها.

وأبدى دياب انبهاره من التوافق التمثيلي الذي ظهر بين علي سليمان وصبا مبارك، وعلى الرغم من كونه مخرجا يهوى الإعادة في التصوير كثيرا، إلا أن الأمر والتناغم في التصوير كان يدفعه للتصفيق في كثير من الأحيان.

إجازة الرقابة

الفيلم يحوي مشهدا جريئا، اعتبره المخرج أكثر ما يبكيه في الفيلم، بسبب عدم قدرة الفلسطينيين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، لذلك قدمه بهذا الشكل، ولكنه سينتظر إجازة الرقابة للفيلم قبل عرضه تجاريا، وتمنى ألا يكون هناك اعتراض على المشهد، مشيرا إلى أن التصريح بالعرض في المهرجانات مختلف عن العرض للجمهور العام.

مختتما حديثه بكونه يرى أن الفيلم تجاري، وعلى الرغم من عدم وجود فيلم مصري يتحدث بلهجة غير مصرية ويحقق إيرادات مرتفعة، إلا أنه يراهن على نجاح العمل لدى الجمهور، ويوجه التحية لمنتجيه على الإيمان به.

 

العربية نت في

22.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004