ملفات خاصة

 
 

دورة الأزمات في مهرجان الجونة..

كلما انطفأ حريق اشتعل آخر

أحمد فاروق

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

* «ريش» يتحول من نعمة إلى نقمة.. واستقالة غامضة للمدير الفنى أمير رمسيس

* غياب المكرم الفلسطينى محمد بكرى عن استلام تكريمه بجائزة الإنجاز الإبداعى

* الاعتذار ينهى أزمة يسرا مع التميمى.. ويعيد الاعتبار لنجمى المغرب ريدوان وبلعياشى بعد تجاهلهما فى الافتتاح

لم يكن حريق مركز مؤتمرات بلازا قبل يوم من حفل افتتاح مهرجان الجونة السينمائى، الحريق الوحيد الذى أصاب الدورة الخامسة التى انطلقت الخميس قبل الماضى وتختتم فعالياتها اليوم الجمعة، فقد تعرض المهرجان قبل وأثناء إقامته لعدد من الأزمات لا تقل قسوة، وربما كان أثرها السلبى والجدل الذى صاحبها أكثر من الحريق نفسه، حيث تسببت فى لفت الأنظار عن انتظام عروض حوالى 80 فيلما، وإقامة عدد كبير من الحلقات النقاشية والمحاضرات على مدار أيام المهرجان.

** ثورة يسرا

البداية كانت بالهجوم النارى الذى شنته الفنانة يسرا عضو اللجنة الاستشارية العليا على انتشال التميمى مدير المهرجان، قبل حوالى أسبوع من انطلاق الدورة الخامسة، عندما فاجأت الجميع بإصدار بيان شديد اللهجة عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، ترفض فيه تصريحات لـ«التميمى» أرسلت من المهرجان لوسائل الإعلام ضمن محتويات الملف الصحفى، تطرق خلالها لاستراتيجية التكريم بالمهرجان، والتى تمنعه من تكريم ممثلة بحجم وقيمة يسرا، رغم أنها الأكثر استحقاقا، فقط لأنها عضو باللجنة الاستشارية.

ورغم أن هذا الكلمات تبدو لكل من يقرأها إيجابية، إلا أن يسرا استقبلتها بغضب شديد، مؤكدة أن هذه الإشارة لا يمكن أن تُفهم بشكل جيد أو إيجابى، خاصة أن هذه الإجابة تبرير لسؤال لم يُطرح من الأساس، لا من صحفى خلال حوار، ولا بينها وبين إدارة المهرجان، ولا حتى من أى أطراف أخرى، وبالتالى لم تكن تحتاج لأى مبررات سواء لتكريمها أو عدمه.

لم يكن مدير المهرجان موفقا فى إطلاق هذا التصريح، ليس فقط بسبب نموذج مشاركة الفنانة هند صبرى عضو اللجنة الاستشارية، فى المسابقة الرسمية بفيلم «حلم نورا» الدورة قبل الماضية، وحصولها على جائزة أفضل ممثلة كما قالت يسرا، بأن ذلك يضع علامات استفهام كثيرة، حول معيار المهرجان فى اختيار الأعمال الخاصة بالسينمائيين أعضاء اللجنة الاستشارية العليا، ولكن لأن المهرجان بالفعل كرّم أحد أعضاء نفس اللجنة فى دورته الأولى، وهو الأمريكى فوريست ويتكر.

يسرا اختتمت بيانها الغاضب، بالتأكيد على ثقتها فى قدرة المسئولين عن المهرجان فى إدراك حجم الخطأ الذى حدث. قالت ذلك وكأنها توقعت ما سيحدث بعد أيام فى المؤتمر الصحفى للمهرجان، فقد تم توجيه اللوم لـ«التميمى» من مؤسس المهرجان نجيب ساويرس، مؤكدا على مكانتها الكبيرة، ليس فقط فى الفن المصرى، وإنما أيضا عند العائلة، قبل أن يبادر «التميمى» بالاعتذار ليسرا عن فهم تصريحاته بشكل خاطئ، وقام أمام وسائل الإعلام ليقبّل رأسها.

ترضية يسرا لم تتوقف عند اعتذار «التميمى»، ولكن جاء صعودها إلى المسرح مرتين إلى جانب مؤسس الجونة وراعى المهرجان الرئيسى رجل الأعمال سميح ساويرس، ليؤكد مكانتها الكبيرة، وهو ما قاله «ساويرس» فى مطلع كلمته.

** صدمة حريق البلازا

توقع الكثيرون أن تمر الدورة بهدوء، بعد أن انطفأ حريق يسرا باعتذار «التميمى»، وظهور جميع المؤسسين على منصة المؤتمر الصحفى الذى عقد قبل يوم من الافتتاح، بعد أن تم تداول أنباء عن خلافات وانقسامات بينهم قد تعصف بالدورة، ولكن فى اليوم نفسه، التهمت النيران جزءا من مركز المؤتمرات «بلازا» الذى يضم مسرح حفل الافتتاح، مما جعل البعض يتخوف من عدم قدرة المهرجان على افتتاح هذه الدورة فى موعدها، قبل أن يظهر سميح ساويرس وفريق المهرجان من موقع الحريق، ليعلن لوسائل الإعلام، أن مسرح حفل الافتتاح وهو المكان الأساسى للفعاليات بمركز المؤتمرات لم يتأثر بالنيران، مؤكدا على أن سبب الحريق «ماس كهربائى»، وسيتم التعامل مع آثاره وترميمها فورا، ووعد بأن يكون المكان جاهزا بالكامل قبل موعد حفل الافتتاح، وهو ما حدث بالفعل قبل أقل من 24 ساعة، ليظهر مرة أخرى من نفس الموقع الذى شهد الحريق، ويعلن اكتمال أعمال ترميم الأماكن المحترقة.

** هجوم مغربى

التزام مدينة الجونة بالانتهاء من أعمال الترميم قبل الافتتاح كان محل إشادة من الجميع، ولكن عادت الأزمات مرة أخرى فى حفل الافتتاح، الذى جاء على غير العادة أقل من التوقعات، حيث حدث خطأ بسبب سوء التنظيم، وضع المهرجان فى مرمى النيران، ولكن هذه المرة من الجمهور المغربى على مواقع التواصل الاجتماعى، الذى غضب بشدة لتجاهل تقديم الفنان العالمى من أصل مغربى «ريد وان» والملحن المغربى «نعمان بلعياشى» قبل صعودهما إلى المسرح لمشاركة الفنان المصرى محمد رمضان أغنية «جو البنات»، واضطر المهرجان بعد مرور أيام على الواقعة، لتقديم اعتذار رسمى للشعب المغربى، معترفا بأن ما حدث خطأ مؤسف لكنه غير مقصود فى الإعداد للحفل، ويتمنى عدم تكراره.

وأكد المهرجان اعتزازه بالمشاركات المغربية فى مهرجان الجونة بجميع دوراته سواء من الأفلام المغربية المشاركة أو صناع الأفلام أو جميع الحضور المشاركين.

** صورة مصر

ورغم سعادة المهرجان بحصوله على العرض الأول لفيلم «ريش» فى مصر بعد فوزه بالجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد فى مهرجان كان، وتكريم وزيرة الثقافة، إلا أن الرياح أيضا لم تأت بما اشتهت سفينة المهرجان، فمع العرض الأول للفيلم طاردته تهمة الإساءة لسمعة مصر وتقديم صورة سلبية وغير حقيقية تتجاهل ما يتم إنجازه على أرض الواقع، ورغم أن كثيرا من السينمائيين دافعوا عن التجربة وأشادوا بها فنيا، فى مقابل هجوم الفنان شريف منير وعدد ليس كبيرا من الفنانين، إلا أن ذلك لم يعف المهرجان من التعرض لهجوم شرس، لدرجة تصدر هاشتاج «أوقفوا مهرجان الجونة» «تريند» على تويتر، كما قاطعت بعض وسائل الإعلام المهرجان لنفس السبب.

واضطر المهرجان للدفاع عن اختياره، بإصدار بيان يوضح فيه أنه لم ولن يعرض أى فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدا على أنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية، كما أوضح أيضا أنه يقام بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها، مشددا على فخره بأنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التى يكنّ لها كل الاحترام والتقدير.

** غياب المكرم الفلسطيني

لم تتوقف أزمات الدورة الخامسة عند الخطأ التنظيمى فى الافتتاح، أو الاستقبال السلبى لفيلم، ولكن أضيف إليها أزمات لم يكن سببا فيها، كإعلان الفنان الفلسطينى محمد بكرى، عدم حضوره إلى الجونة، ليتسلم تكريمه بجائزة الإنجاز الإبداعى، والذى كان مقررا له حفل الختام اليوم، رغم حصوله على التأشيرة والموافقات اللازمة، وحجز تذاكر الطيران بالفعل يوم 20 أكتوبر الجارى، إلا أنه تراجع فى اللحظات الأخيرة، تضامنا مع الفنان الأردنى من أصل فلسطينى سعيد زاغا، والذى لم يتمكن من حضور المهرجان.

ورغم أن المهرجان لم يسحب تكريم «بكرى»، بعد قراره الاختيارى بعدم الحضور، إلا أن الفنان الفلسطينى وضع شرطا لقبول هذا التكريم من «الجونة السينمائى»، عبارة عن بث فيديو سجله ليذاع خلال حفل الختام، يكتفى فيه بالتعبير عن موقفه الاحتجاجى بإلقاء قصيدة «أنا يوسف يا أبى» للشاعر الفلسطينى محمود درويش، وليس معروفا حتى الآن إن كانت إدارة المهرجان قبلت هذه الشرط أم لا.

** استقالة المدير الفني

قبل يومين من حفل الختام، كانت المفاجأة الأكبر، بتسريب خبر استقالة المدير الفنى للمهرجان أمير رمسيس، والذى أكد الخبر بنفسه بعد ذلك، دون أن يذكر أسباب، مؤكدا على أنه سيصدر بيان مشترك مع إدارة المهرجان لتوضيح الأمر.

ورغم توقع البعض أن تكون الاستقالة بسبب ضغوط وخلافات مرتبطة بفيلم «ريش»، إلا أن مقربين من «رمسيس» حرصوا على نفى هذه المعلومة، والتأكيد على أن الاستقالة لأسباب أخرى، بعيدة تماما عن أزمة «ريش».

 

الشروق المصرية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" عمر الزهيري المُحارَب.. حكاية طازجة وغريبة عن الأمومة

محمد صبحي

فيلم مصري متوّج بجائزة مرموقة من مهرجان سينمائي عريق، يُعرض للمرة الأولى في مهرجان محلي داخل مصر؛ حدثٌ يُفترض اقترانه بحفاوة الاستقبال وأزيز المديح. لكن هذا ليس ما حدث مع فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي. فقد تعرض الفيلم لهجوم بدأ من ليلة العرض، قاده الممثل شريف منير الذي كان أول المنسحبين من عرض الفيلم اعتراضاً على "تصويره للأحياء الفقيرة في مصر بشكل غير دقيق وموذٍ"، واحتجاجاً على تجاهله مبادرات السيد الرئيس مثل "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" المعنية بمحاربة الفقر والعشوائيات والتي تكفل حياة كريمة للمصريين في ظل "الجمهورية الجديدة"، حسبما قال في اتصال هاتفي مع المذيع عمرو أديب في برنامجه التلفزيوني "الحكاية". ولئن استقبل هذا الأخير هجوم "الفنّان" - وزايد عليه - بهدوء نادر، فقد شنّ زميله أحمد موسى هجوماً أشدّ ضراوة على الفيلم وحتى على وزيرة الثقافة لتكريمها صنّاع الفيلم مؤخراً، متهما الفيلم بـ"الإساءة لمصر".

وهكذا، انتصب سيرك إعلامي وبرلماني لجدلٍ عديم القيمة، يستهلك الوقت الميت في نقاش شأن فنّي من خارج أُطُره وبغير معاييره في حدّها الأدنى. لم يراجع أحد من السادة الإعلاميين حيثية ووجاهة ما يقوله رافضو الفيلم ومتهموه، ولا تكلّم أحدهم بحديثٍ نقدي عن رؤية الفيلم الدرامية أو أسباب اختياراته الفنّية أو دقّة أطروحاته. فقط، محض هيجان وطني فائض ومزايدات كلامية آتية من أحشاء معارك قديمة تصوّرناها انتهت بغير رجعة. ومن النافل، التذكير بأن ما يسيء لمصر فعلاً هو الفنّ الردئ الذي يمثّله رافضون وممتعضون لم يقدّموا شيئاً يُذكر في تاريخهم "الفنّي" منذ ربع قرن تقريباً، ولا ينافسه في مقدار الأذى المسيء سوى الوجوه والأصوات الرديئة التي تملأ الشاشات المصرية ليل نهار بأكاذيب وافتراءات وتلفيقات ومغالطات واستيهامات، في سبيل الحفاظ على وجودها وزيادة أرصدتها لدى مَن يظنونه قائماً على حماية وصون كرامة وعَرض وشرف وسُمعة سيدة اسمها مصر.

بعيداً من تلك الحفرة المظلمة التي لا شيء فنيّاً فيها، يخلق الزهيري، وشريكه في الكتابة أحمد عامر، (من فكرة تبدو مستوحاة من فيلم "حطام أوديب" لوودي آلن)؛ فيلماً يستعصي على التصنيف: خليط عوالم متعددة وخلاصة خبرات مختلفة، خيال ساخر يعاكس واقعه، سوريالية بجذور واقعية، عبثية تحتقر ديمومتها، وبصقة كبيرة في وجه الوضع القائم. حكايته بسيطة ولافتة: أسرة فقيرة من صعيد مصر، مكونة من أبّ متسلّط ومهيمن وزوجة مستسلمة وثلاثة أطفال، تنقلب أوضاعها ذات ليلة بعد خدعة سحرية خلال عيد ميلاد الابن الأكبر تنتهي بتحوُّل الأبّ إلى دجاجة، من دون القدرة على إرجاعه بشرياً مرة أخرى. في سياق هشّ اقتصادياً، تجد ربّة المنزل (دميانة نصّار) نفسها مسؤولة عن إعالة أسرتها، لأن الدجاج لا يقبض راتباً، كما ستعرف في أول لقاءاتها بالبيروقراطية الراسخة وببيئة العمل المعادية للنساء.

من هنا تبدأ ما تبدو ملحمة خلاص وتمكين امرأة مغلوبة على أمرها، منسوجة بأمزجة وأساليب من كافكا وفيلليني ودي سيكا وبونويل ولينش وروي أندرسون ورأفت الميهي، تنتقل بخفّة بين الفانتازيا والواقعية، بين الضحك العالي والكآبة المغرقة، لا تفارق بؤس واقعها إلا لتسخر من تفريعاته، ولا تغرق في اقتراحاتها البصرية أو فكاهتها السريالية المبهجة، بما ينسيها التأكيد على ألم ومعاناة تلك المرأة المُساء فهمها والمهضوم حقّها والمنكوبة بعيشها معاناة مزدوجة، حين كان زوجها سليماً وحين تبدّلت به الحال. هنا، إدانة واضحة لا هوادة فيها، لكنها تفوّت على الفيلم في بعض الأحيان فرصته في الحفر عميقاً أو تزويد المأساة-الملهاة بانفجارات أكثر هذياناً وكوميديا أشدّ سواداً.

التباين بين واقعية "الميزانسين" المتقشفة وعبثية فرضية حكاية الفيلم، يؤسس عالماً محيّراً وكئيباً ورائعاً في آن. ورغم أن الفرضية مأخوذة بجدية كاملة ويشيّد عليها الفيلم بنائه، فمن المستحيل عدم الضحك على ردود الأفعال البونويلية (نسبة إلى لويس بونويل) التي يداوم على اقترافها الجميع تقريباً. مثلاً، يرفض صاحب العمل الاستمرار في دفع راتب الرجل-الدجاجة (لأنه ليس مفقوداً أو مريضاً، وإنما لم يحضر للعمل ببساطة)، بينما ينصح الأصدقاء والعائلة المرأة التعيسة بالبحث عن "أختصاصي"، والذي بعد دراسة حالتها نصحها بالتوقف عن أكل الدجاج والبيض "حتى يتحسّن الوضع".

عبر الابتداء من سرد بسيط لنضال أسرة فقيرة لتغطية نفقاتها وإبقاء رأسها فوق الماء، ثم الانتقال إلى نَفَس ساخر يرافق مشوار سعي امرأة لإطعام أطفالها، في عالم أبوي، وصولاً للانكشاف الأخير والجرئ في ختام الفيلم.. تُغلق الدائرة السردية بـ"فينالة" هانيكية (نسبة إلى ميشيل هانيكه) في وحشيتها وسطوتها، وبالتالي التأكيد على معنى تلك الأمثولة الأنثوية والعائلية والأمومية. في الأخير، تعرف الأم الطيبة دائماً ما هو الأفضل لأطفالها.

فيلم طازج وشديد البراعة يَعِد بمخرج كبير ومغاير. ولا عزاء للمتباكين على مصر وسُمعتها.

 

المدن الإلكترونية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

كباتن الزعتري.. نقطة نور في عتمة حياة اللاجئين

علياء طلعت

الجونة (مصر) - خاص بـ "منصة الاستقلال الثقافية":

"اللاجئون يحتاجون إلى فرص، يحتاجون إلى تعليم، يحتاجون إلى رياضة .. لا يحتاجون إلى الشفقة".. هكذا اختتم أحد بطليْ فيلم "كباتن الزعتري" خطابَه في المشاهد النهائية، وقد لخّص بتلك الجملة احتياجات اللاجئين حول العالم، سواءٌ من سوريا أو غيرها، وقدّم كذلك لُبّ فيلم المخرج المصري علي العربي، في رسالة واضحة للعالم، حول هذه الجماعات المنكوبة من البشر، الذين يعيشون على الهامش بين الدول، وفي ظروف مستحيلة يحاولون فقط العيش يومًا بيوم.

"كباتن الزعتري" وثائقي مصري، عُرِضَ خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، استغرقت عملية إعداده ست سنوات، منها فترة طويلة أقام فيها طاقم العمل في مخيّمات الزعتري للاجئين، تعرفوا خلالها على أفراده وقصصهم، واختاروا شابّين هما فوزي ومحمود ليصبحا الموضوع الرئيسي للفيلم.

فوزي ومحمود مراهقان سوريّان، يعيشان في المخيم مع عائلاتهم، لا هدف لهما بعد البقاء على قيد الحياة سوى لعب كرة القدم، الأمر ليس فقط مجرد شغف أو هواية أو تسلية، بل هو طوق النجاة الوحيد الذي قد يقدم لهما بديلاً عن حياة مخيمات اللاجئين.

يأخذنا الفيلم في رحلة تأهيل وإعداد فريق كرة القدم للاجئين الذي مثَّلَ سوريا في بطولة رياضية بقطر، وكفاح كلٍّ من الشابين، والصداقة التي جمعت بينهما، ليتشابَهَ في ذلك مع الكثير من الأفلام الوثائقية الرياضية الأخرى، التي كان أشهرها في العالم العربي مؤخّراً "عاش يا كابتن" لميّ زايد، والذي تناول كذلك العقبات التي تعرّض لها فريق الفتيات للعبة رفع الأثقال بالإسكندرية تحت قيادة "كابتن رمضان" والإهمال الحكومي للرياضة، وكيف يُكافحن مع الكابتن وبمساعدة الأهالي للوصول إلى تمثيل مصر بالبطولات العالمية.

يمتلك هذا النوع السينمائي المشتَقّ من الأفلام التسجيلية أساسيات مشتركة، مثل التركيز على شخصية أو اثنين فقط، تمتلك جانباً درامياً مثيراً يجذب المشاهد، ومتابعة رحلة الصعود ومراحل الشقاء ثم التحقُّق، والتركيز على خلق حالةٍ من التعاطف مع الشخصيات، وكسْر التأثُّر بالكوميديا حتى لا يتحوّل إلى عمل ميلودراما بسهولة.

لكن "كباتن الزعتري" أضاف بُعداً إضافيّاً إلى ما سبق؛ هو اتصالُهُ بحياة اللاجئين، فالعقبات أمام أبطاله ليست الفقر أو القدرات البدنية بل عدم وجودهم من الأساس على الخارطة الرياضية، فلا هم ينتمون إلى منتخب ما يستطيع تأهيلهم للبطولات العالمية، ولا إلى جهةٍ تعترف بهم، فكانت هذه البطولة هي الفرصة الوحيدة للاعبين لتسليط الأضواء عليهم للمرة الأولى وغالباً الأخيرة.

لصناعة هذا النوع من الأفلام يجب اختيار الشخصيات الرئيسية التي تتركّز عليها الأحداث في المحيط الذي يعمل عليه الفيلم، وقد طرحنا على المخرج علي العربي سؤالاً حول سبب اختياره للشابّين فوزي ومحمود من بين شباب المخيم، وجاءت إجابته أنه تنقّل بين 21 مخيماً للاجئين، حتى تعرّف على فوزي الذي أخبره أنه يرغب في أن يراه العالم فقط، فكانت تلك هي البداية، أما عن السبب حول العمل على مشروع الفيلم لفترة طويلة فكان لطبيعة العمل نفسه الذي احتاج لاستقرار الفريق مع أهالي المخيّم لشهور طويلة حتى يثقوا بهم، ويفتحوا لهم منازلهم الصغيرة، ويستطيعوا التصوير بحرية.

 

وفي نهاية عملية التصوير أصبح أمام صناع الفيلم ساعات طويلة من المادة الفيلمية، التي عليهم اختصارها لتكوين بناء الحبكة الدرامية للفيلم الوثائقي، فتبعاً لأحمد العربي كل دقيقة من الفيلم أمامها على الأقل 10 دقائق تم حذفها، ما يفتح الباب لعشرات الاحتمالات التي خاضها المخرج وفريق الفيلم حتى توصّلوا إلى النسخة النهائية المعروضة من العمل.

تمتلك السينما التسجيلية قدرةً تفتَقِدُها شقيقتُها الروائية، وهي فرصة متابعة حياة الشخصيات بعد انتهاء أحداثها، وفي "كباتن الزعتري" أخَذَنا المخرج في جولةٍ أخيرةٍ بحياة فوزي ومحمود اللذين أكْملا حياتهما بعد دقائق الشهرة المعدودة في البطولة، وعمِلا على تدريب فريق جديد من موهوبين الزعتري الذين قد تكون كرة القدم لهم طوقَ نجاةٍ حقيقيّاً هذه المرّة.

وحصل الفيلم، مؤخراً، على جائزة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم عالمى وثائقى طويل من مهرجان "هوت سبرينجز" للأفلام الوثائقية، وهو واحد من المهرجانات المؤهلة لترشيحات الأوسكار، وذلك في ختام النسخة الثلاثين من المهرجان.

وكان "كباتن الزعتري" قد شَهِدَ عرضَهُ الأول عربياً ضمن فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي مساء السبت 16 تشرين الأول (أكتوبر)، حيث ينافس في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، كما كان الفيلم قد ترشح لـ 15 جائزة وشارك في 82 مهرجان دولي من بينها مهرجان رؤى الواقع الوثائقي، ومهرجان أفلام حقوق الإنسان في برلين، ومهرجان كوبنهاغن للأفلام الوثائقية. 

كما كان عرضُهُ العالمي الأول في مهرجان صاندانس السينمائي الدولي، حيث حصل على المركز الثاني ضمن قائمة أفضل الأفلام في المهرجان. و"كباتن الزعتري"، تلقى دعم عديد المؤسسات العالمية أثناء مراحل إنتاجه المختلفة، ومن المنتظر أن ينطلق الفيلم في دور العرض الأميركية في نيويورك ولوس أنجلوس، ابتداءً من 19 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

من الجدير بالذكر أن العربي منتج ومخرج مصري شاب، مؤسّس شركة (Ambient Light) للإنتاج. بدأ مشواره منتجاً ومخرجاً للأفلام الوثائقية في قناة (ZDF) الألمانية، واستقال بعد فترةٍ رغبةً منه في صناعة محتوى يعبّر عن وجهة نظره لينطلق بعدها في إنتاج أفلام وثائقية قصيرة لمنصّات دولية معروفة ومنها "ناشيونال جيوغرافيك" الشرق الأوسط. 

 

####

 

سعيد زاغة يروي تفاصيل ساعاته "المريرة" في مطار القاهرة!

يوسف الشايب:

"حين وصلتُ إلى مطار القاهرة، وكان من المقرّر أن أنتقل منه إلى مطار الغردقة للمشاركة في فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الخامس، باعتبار أن مشروع فيلمي الأحدث قيد التطوير في منصة المهرجان، طَلَبَ مني الضابط المسؤول عن ختم جوازات السفر التوجُّه إلى شبّاك آخر للتأكد ما إذا كان سبق لي تنسيقٌ لدخول مصر، وهو ما سبق وأن أكّدته لي إدارة المهرجان. كان ذلك عند الثامنة مساءً، وبعد ساعات طويلة، قيل لي أن الأمر قيْد الحل، لكن ما اتَّضَحَ لي في مكتبٍ أمنيٍّ بالمطار أن الأمر لم يُحَلّ، فقد أخبروني أنه لا تنسيق لي".

بهذه العبارات بدأ المخرج الفلسطيني سعيد زاغة، والمقيم في بريطانيا، حديثَهُ عمّا حدث معه في مطار القاهرة الدولي، قبل أيام، هو المدعو بشكل رسمي للمشاركة في مهرجان الجونة السينمائي الدولي بدورته الخامسة

وكانت الناقدة الفلسطينية علا الشافعي أول من كشف عن الأمر عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ما أثار غضب الكثير من المبدعين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، فلسطينيين وغير فلسطينيين.

وواصل زاغة حديثه لـ"منصة الاستقلال الثقافية": بعد ذلك أبلوغني بنيّة ترحيلي حال لم يظهر التنسيق، ثم أبلغوني أنه في حال عدم ظهور التنسيق سيتِمّ احتجازي في "التخشيبة"، وتمّ احتجازي لساعات، مُنِعْتُ في ستٍّ منها من شرب الماء، تحت ذريعة أن التعليمات تحول دون ذلك!

ولفت زاغة إلى أن "إدارة المهرجان، وخوفاً من تطور الموقف، قامت بحجز تذكرة عودة لي إلى لندن، وحين عَلِمَ أمن المطار ذلك، تمّ سجني في تخشيبة المطار، بحيث تعرّضتُ إلى ظروف مهينة جدّاً، بعد أن صادروا حقيبتي وهاتفي النقّال، ولم يُسْمَح لي بالخروج إلا قبل ساعة من موعد إقلاع الطائرة إلى لندن، وكان يرافقني أحد الضباط إلى البوابة، ومُنِعْتُ من شراء أيّ نوعٍ من الطعام، لكن سُمِحَ لي بدخول المرحاض".

ورغم الصدمة التي رافَقَتْ زاغة على مدار قرابة نصف يوم في مطار القاهرة، كان من بين أكثر الأمور "الصاعقة" بالنسبة له، هو أن "رجل أمن برتبة عقيد كان بحوزته جواز سفري، رافقني طوال الرحلة إلى لندن، ولم يُعْطِني الجواز إلا عند الوصول إلى لندن، مع أنني أتمتع بحق الإقامة الدائمة في بريطانيا.. كنتُ آخر من يغادر الطائرة، والغريب أنه، وفي مطار هيثرو، واصَلَ التحقيق معي بالسؤال ما إذا كان لي الحق بدخول بريطانيا"!

وتابع: للأسف، كان الضبّاط يتعاملون معي بمنتهى الاحتقار، طوال الوقت، بحيث كانوا يصرخون في وجهي، ويتلفّظون بألفاظ غير لائقة، وبأسلوب توبيخي، ولا يمتُّ لأيّ نوعٍ من الاحترام في التعاطي معي

وأضاف زاغة: كان أمراً صادماً ما حصل، خاصةً أنني سبق وأن زرتُ مصر أربع مرّات في السابق، وأن إدارة مهرجان الجونة السينمائي أكّدتْ لي أن التنسيق تمّ، وأن الأمور على ما يرام، بل أن القنصلية المصرية في لندن أكّدت لي ذلك أيضاً قبل توجُّهي إلى القاهرة.

ولفت زاغة إلى أن "إدارة المهرجان هي من حبّذت أنْ آتي إلى مصر بجواز سفري الأردني المؤقّت، وليس بجواز سفري الفلسطيني، مع أنني أحمل جواز سفر فلسطيني وهوية فلسطينية، باعتبار أن هذه الخطوة من شأنها أن تسهّل أمر دخولي إلى مصر، كما قالت لي الإدارة إن ثمة شخصاً سيكون في المطار لتقديم أيّ مساعدة لي أحتاجُها، لكنني لم أجد أحداً، والأمر ينطبق على موضوع التنسيق الذي أكّدت الجهات الأمنية في مطار القاهرة عدم وجوده لديها".

وتمنّى زاغة على جهات الاختصاص في السلطة الفلسطينية، العمل على إيجاد حلولٍ لما يُعانيه الفنّان الفلسطيني في الدخول لبعض الدول العربية، وقال: لا عِلْمَ لي بهذه التفاصيل التي قد يكون لها أبعاد سياسيّة.. أنا مخرج سينمائي، وليس لديّ رؤية تجاه ماذا يمكن أن تقوم به هذه الجهات، وخاصة وزارة الثقافة الفلسطينية، لكن لا بُدَّ من تدخُّلها".

وختم زاغة: أشعر بإهانة كبيرة، ولا أعتقد أنني سأقوم بزيارة مصر مجدداً، حتى بعد حصولي على الجنسية البريطانية، والمتوقّع أن يكون بعد ثلاث سنوات. ما حدث دمّرني نفسياً، وأشعر بـ"التروما"، بل بِتُّ مرعوباً من تكرار التجربة.. من يُهان ويُذلّ بهذه الطريقة لا يفضل أن يعاود الكرّة مجدداً.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

السينمائي الفلسطيني كشخص غير مرغوب فيه مصرياً!

سليم البيك

ليست حادثة المخرج الفلسطيني سعيد زاغة في مصر قبل أيام، استثناءً. دُعي إلى مهرجان الجونة السينمائي، فاحتُجز هناك ورُحّل عائداً إلى لندن، لسبب واحد (بات مملاً) هو فلسطينيته. سبقته حوادث أخرى آخرها كانت مع الممثل علي سليمان. هم فلسطينيون يقبلون دعوة لمهرجان عربي فيرتطمون بواقع هو عربي تماماً: في المطار مع أجهزة أمنية تعيدهم، إمّا إلى شتاتهم أو إلى شظايا الوطن الذي أتوا منه.

الممثل والمخرج محمد بكري لم يتمّ تكريمه في المهرجان كما بُرمج، بسبب «تغييرات طرأت على مواعيد رحلة الطيران» فتفتّقت أذهان المنظّمين بالتذرّع بخبر رحيل والدته (الراحلة قبل عشرة أعوام). قرّر بكري مقاطعة المهرجان إثر ذلك وإثر حادثة زاغة الذي أُوقف لساعات طويلة في مطار القاهرة، ممنوعاً حتى من شرب الماء، حسب «التعليمات» – كما قال- ورافَقه ضابط مصري في الرحلة إلى لندن ليسلّمه جواز سفره، فقط، هناك. قرّر بكري المقاطعة «لوقف مهازل إهانة الفنان الفلسطيني أيّاً كان».

في سياق هذا كلّه نجد فلسطينيين يتجوّلون بين صالات المهرجان وممراته، دون كلمة نسمعها عن تضامنهم مع زاغة وبكري وقبلهما سليمان.. لكن أين يكمن البؤس في كل ذلك؟

النظام المصري الذي تمثّله هذه المهرجانات (الجونة والقاهرة وغيرهما) بصفة ما، هو (وفنّانوه وصحافيّوه ومخبروه) المثال الأوضح لمرحلة الانحطاط العربي، الذي نعيشه اليوم، لمرحلةِ ترسُّخ الثورات المضادة المتلازمة مع التطبيع (بل التحالف) مع إسرائيل، والمتلازمة في الدرجة ذاتها مع تضييقٍ وقمعٍ واستباحةٍ للفلسطيني في كل مناسبة، من الذباب الإلكتروني إلى رجال الأمن.

لا حرج، إذن، على أنظمة كهذه في سلوكها تجاه الفلسطيني، وتجاه كل ما يجسّد رغبة شعوبها في نيل «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» وهذا ما كان وما يزال يمثّله الوجودُ الفلسطيني منذ ثورته، واستعداء الأنظمة العربية، على أنواعها، لها، حتى اليوم. لا حرج على أنظمة، كما لا حرج على استعمار استيطاني إسرائيلي يحتلّ ويرحّل، وإن كان هو المطرقة، فتلك الأنظمة سَندانها.

أين يكمن البؤس إذن؟

هو هنا، بيننا. في فلسطينيين يقدّمون أوراق اعتمادهم لمهرجان هو أقرب لكرنفال في ظل ديكتاتورية، يقدّمونها (كلّ عام) كطلاب نجباء مرضيّ عنهم، يجتهدون لإقناع النظام وأيٍّ من واجهاته، هذا المهرجان أو ذاك، هذا الضّابط أو ذاك، بتمايزهم عن «الفلسطينيين» الآخرين، بتمايزهم عن عموم التراث والهويّة الفلسطينيين، برؤوس واطئة، وصمت هو صدى لحنقٍ فلسطيني في أروقة المطارات.

لا تُسأل الأنظمة ولا مهرجاناتها عن استباحة أي فلسطيني، بل الفلسطيني الطيّع والمهذّب، هو المساءَل عن «حسن سلوكه» كطالب في مقاعد الصف الأوّل، صامت ومكتَّف، علّه ينال مكافأة في نهاية الحصة. ولا لهذا ولا لذاك ظهرٌ يحميه، يكون في سفارة أو دولة أو مؤسسة فاعلة. ليس لهؤلاء كلّهم (وتهمتهم واحدة) من حمايةٍ سوى موقف واحد جمعٍّي موحَّد يحمي الأفراد الحامين له. البؤس الكامن في هذا الحال الفلسطيني لا يُردّ عليه سوى بإجابةٍ عن سؤال: لمَ بعد لم نقاطع، جماعةً وأفراداً، هذه المهرجانات، من مصر إلى السعودية إلى كل مسيء للفلسطينيين؟

لمَ هذه الاستباحة للهوية الفلسطينية في البلد الشّقيق؟ ما الذي يمكن أن يفعله زاغة أو بكري أو غيرهما، في المهرجان المصري، سوى الحديث عن السينما (الفلسطينية) وتقديم أعمالهم؟ لنسأل من زاوية تعنينا أكثر: لم هذا القبول بتلك الاستباحة لدى فلسطينيين آخرين؟ وتبعاً لذلك: لمَ لا يتّخذ الفلسطينيون (العاملون في السينما وعموم المجال الثقافي) موقفاً واحداً في مقاطعة الأنشطة الثقافية في مصر، ما لم تعدّل الدولة (ولا أقول النّظام، فلا شيء يُعدَّل فيه) من سلوكها تجاه الفلسطيني، المدعوّ، بكل الأحوال، كضيفٍ، إليها؟

هذه الأسطر دعوةٌ صريحة إلى جميع العاملين في المجال الثقافي والفني الفلسطيني لإحقاق تضامنهم تجاه بعضهم كأفراد ومؤسسات (لم نقرأ بياناً من مؤسسة فلسطينية -وما أكثرها بالمناسبة – تنتقد ما يحصل) وهي دعوةٌ لأن يتمثّل هذا التّضامن، أولاً، في مقاطعة الأنشطة الثقافية المصرية، إلى أن تُسقِط الدولةُ، صراحةً، عن الفلسطينيين امتيازَ المنع والحجز والترحيل.

كتب محمود درويش الحوار التالي في مقالة نشرتها «اليوم السابع» في يناير/كانون الثاني عام 1987. ولا شيء تغيّر، منذ ما قبله إلى يومنا:

«سألتُ الضابط: هل وجدت خطأ في جواز سفري الدبلوماسي يا سيدي الضابط؟

قال: لا.

قلت: هل اسمي مدرج على قائمة المسموح لهم بالدخول إلى بلادكم؟

قال: نعم.

قلت: هل أحتاج إلى تأشيرة دخول لأدخل؟

قال: لا.

قلت: إذن، هل تأذن لي بأن أسألك لماذا توقفني، ولا تأذن لي بالمرور الكريم؟

قال: لأنك فلسطيني.

قلت: أمن الضرورة أن تجرحني؟

قال: أنا لا أجرحك.

قلت: لماذا إذن تؤخّر دخولي، وتوقف أولئك العجائز الفلسطينيات منذ ساعات؟

قال: لأنكم فلسطينيون.

قلت: هل تلك هي التهمة؟

قال: تلك هي الأوامر».

كاتب فلسطيني سوري

 

القدس العربي اللندنية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

ما بين الإثارة والأزمات.. مهرجان الجونة يسدل الستار

ولاء عبد الناصر - الجونة - سكاي نيوز عربية

اختتم الجمعة 22 أكتوبر، مهرجان الجونة السينمائي 2021، في دورته الخامسة، الذي انطلقت فعالياته يوم 14 أكتوبر، في دورة مثيرة تخللها الكثير من الجدل وبعض الأزمات.

وفيما يلي أبرز أحداث المهرجان الكبير الذي شغل الرأي العام في مصر:

 حريق مهرجان الجونة 2021

كان الضيف الأول للمهرجان هو الحريق الذي استبق ليلة الافتتاح والذي اندلع صباح يوم 13 أكتوبر في القاعة الرئيسية المخصصة لإقامة مهرجان الجونة السينمائي، لكن إدارة المهرجات استطاعت تجاوز الحادث وإعادة كل شيء إلى طبيعته في ساعات قليلة.

أزمة يسرا مع انتشال التميمي

أعربت الفنانة المصرية يسرا عن استيائها من مدير مهرجان الجونة السينمائي "انتشال التميمي"، وذلك بسبب الزج باسمها في تصريحات صحفية له، بأنها لا تجوز أن تكرم في مهرجان الجونة السينمائي الدولي، لأنها من اللجنة الاستشارية للمهرجان، مما أغضب يسرا وردت عليه بأن المهرجان سبق وأن كرم الفنانة التونسية هند صبري، رغم إنها كانت ضمن اللجنة الاستشارية، ولكن سرعان ما تم الصلح بينهما في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي، وقدم انتشال التميمي مدير مهرجان الجونة السينمائي الاعتذار لها أمام الجميع واحتضنها ليوضح لها أن ماحدث كان مجرد سوء تفاهم.

تكريم أحمد السقا

كرم المهرجان النجم المصري أحمد السقا، بجائزة الإنجاز الإبداعي، تقديرا لمشواره السينمائي الطويل، حرص السقا على إهداء الجائزة لكلا من الفنانين الراحلين سمير غانم، دلال عبد العزيز، ثم واصل الإهداء إلى والد رجلي الأعمال نجيب وسميح ساويرس، وانتهاء بوالده صلاح السقا، والدته، وزوجته  وأفراد أسرته٠

فيلم ريش

أثار الفيلم المصري "ريش" بمهرجان الجونة السينمائي، حالة من الجدل الكبير، وذلك بعد انسحاب عدد من الفنانين من عرضه الخاص، على رأسهم شريف منير، الذي اتهمه بأنه فيلم مسيء لسمعة مصر، وكذلك أيضا الفنان أحمد رزق وأشرف عبد الباقي.

أفضل موهبة عربية

منح مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة جائزة أفضل موهبة عربية فى الشرق الأوسط، التى تقدمها مجلة فارايتي، للمخرج المصري عمر الزهيري، مخرج فيلم "ريش"، والمشارك ضمن عروض المسابقة الرسمية.

استقالة المدير الفني

 قال المخرج أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، إنه بالفعل قدم استقالته من مهمته في المهرجان، متمنيا النجاح والتوفيق للمهرجان.

وعن علاقة فيلم "ريش"، بخبر استقالته، أشار أمير رمسيس في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه لايوجد علاقة لهذا الفيلم باستقالته، مضيفا إلى إنه أعجب بهذا العمل، وفخور ببرمجته في المهرجان، وإنه أهم فيلم مصري خلال العقد الماضي.

أصوات اللاجئين في السينما

استضافت منصة الجونة السينمائية، العرض العالمي الأول للدورة الخامسة من أصوات اللاجئين في السينما،  بمشاركة الرابطة الدولية للمواهب السينمائية الناشئة (إيفتا)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

حفل ختام منصة الجونة السينمائية

ضمن فعاليات اليوم السابع للمهرجان 21 أكتوبر 2021 عُقد حفل ختام منصة الجونة السينمائية في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، حيث أعلنت اللجنة المشاريع والأفلام الفائزة بجوائز منطلق الجونة السينمائي.

وكان قد شارك في هذه الدورة نحو 80 فيلما وحضرها نحو 1000 ضيف من جميع أنحاء العالم، وعرض المهرجان 37 فيلماً روائياً طويلاً و15 فيلماً وثائقياً و23 فيلماً قصيراً إضافة إلى 6 أفلام ضمن برنامج العروض الخاصة.

 

سكاي نيوز عربية في

22.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004