ملفات خاصة

 
 

مهرجان الجونة الحلم والحقيقة

ماجدة موريس

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

علي كل الشاشات التليفزيونية والافتراضية، كانت فساتين نجمات الفن، والحالمات بالنجومية، هي الابرز في «التغطيات» لمهرجان الجونة السينمائي، لم ينافسها الا أخبار حريق سبق الافتتاح بيوم في جانب من القاعة الكبرى التي أنشئت العام الماضي لتستوعب كل العروض الكبري، لم يهتم احد بتفاصيل القضاء السريع علي الحريق وآثاره بفعل فريق إنقاذ قوي ومحترم، ولم يقدم أحد علي شاشته الواقعية والافتراضية، نوعيات الانشطة التي ضمها المهرجان هذا العام، ولا الضيوف ومحاضراتهم، ولا الندوات، ولا الافلام التي جاءت من كل العالم ليراها المصريون، كل هذه الامور التي تصنع القيمة والاهمية لاي حدث لم يحتف بها صناع التريندات، والمانشيتات، كما احتفوا بفساتين فلانة وعلانة وعذرا لهذه المقدمة عن حدث فني مصري كبير هو هذا المهرجان السينمائي الذي بدأ عام 2017 فقط، في مدينة صغيرة من مدن محافظة البحر الاحمر، قرر احد المقيمين بها وهو المهندس سميح ساويرس ان يضع يده في يد الدولة لتصبح افضل، وكان المهرجان السينمائي الذي ترك بصمته علي المدينة، فأقيم مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة بعد ثلاثة اعوام من افتتاح المهرجان «2019»، والذي مضي يتقدم بفريق عمل قدير، يعرف كيف يقدم لمحبي السينما افضل الافلام، والدروس من سينمائيين كبار يحضرون من كل مكان في العالم للحديث عن تجاربهم وفي هذه الايام، تتوالي الاضافات للمهرجان بشكل يجعل متابعة كل ما يقدمه معجزة، لكننا، في اطار نفس الروح المحبة للفن، نحاول.

ملعب وعالم آخر

طفلة تبكي وتنظر لأبيها متوسلة ان يعيدها معه للبيت بدلا من ادخالها هذا العالم الجديد المجهول، المدرسة، ولكن الاب يرحل لتواجه «نورا »عالم جديد، وفتيات لا تعرفهن، وفي الفسحة تكتشف ان أخيها الاكبر «آبيل» يتعرض للضرب من بعض زملائه، فتندفع للدفاع عنه، ويطالبها هو بألا تقول للأب، وتتحول حياة الطفلة الي الغاز لا تليق بعمرها في فيلم المخرجة البلچيكية لورا فؤنديل «ملعب» أحد افلام المسابقة الرسمية للافلام الروائية الطويلة، وعددها 16 فيلما، بينها فيلمان مصريان ربما للمرة الاولي وهما «ريش» اخراج عمر الزهيري، و«أميرة» اخراج محمد دياب، وفيلم من المغرب للمخرج نبيل عيوش هو«علي صوتك»، وفيلم لبناني «البحر امامكم» اخراج ايلي داغر، وافلام اوروبية تمثل الاغلبية لكن الملاحظ هنا هو اشتراك مؤسسات من بلاد عديدة في انتاج افلام عديدة، منها الفيلمان المصريان، ومن اهم الافلام هنا الفيلم الروسي «هروب الرقيب فولكونو جوف» عن ضابط تمرد علي مجموعته، والفيلم الفنلندي «الرجل الاعمي» الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك» وهو دراسة نفسية تستخدم الدراما للكشف عن مشاعر المحرومين من البصر، والحركة من خلال بطل الفيلم«باكو» وفي الفيلم الاسترالي «نيترام » دراما نفسية اخري عن شاب فشل ابواه في تربيته والتعامل معه، وحين يجد من يتفاهم معها، يتسبب في موتها، وتبدأ حياته في الانحدار نحو النهاية، اما الفيلم الفرنسي «عالم آخر» فيطرح قضية المستقبل القريب لدي مجتمعات عديدة، هي الصراعات في مؤسسات العمل، وكيفية تخلص المديرين من العاملين معهم بحجة «عدم الكفاءة» و«انخفاض المستوي» وهو ما يواجهه بطل الفيلم من بقية المديرين، وبعد صراع طويل واتهامات متبادلة، يقرر تقديم استقالته للحفاظ علي إنسانيته .

كباتن الزعتري والعودة

فيلمان مصريان ايضا بين عشرة افلام تضمها مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة للمهرجان، «العودة» وهو الفيلم الاول للمخرجة سارة الشاذلي التي تجبرها جائحة كورونا علي البقاء مع عائلتها بعد سنوات طويلة عاشتها في الخارج فترة من ذاكرتها ذكريات الماضي كله، اما «كباتن الزعتري» للمخرج علي العربي، فهو فيلم عن ابناء مخيم الزعتري الشهير في الاردن. وكيف حقق «محمود» و«فوزي» احلامهما في لعب كرة القدم كمحترفين، وفيلم عن مخيم آخر في سوريا هو «سبايا» اخراج هوجير هيروري عن احتجاز داعش للنساء والفتيات الايزيديات كرقيق جنسي في مخيم الهول، والفيلم حصل علي جائزة السينما العالمية للفيلم الوثائقي في مهرجاني، صاندانس، وهونج كونج هذا العام ، وهناك فيلم عن عائلة سورية فر افرادها من الحرب في بلدهم ليذهب كل فرد فيهم الي بلد مختلف وهو فيلم «هذا المطر لن يتوقف أبدا» اخراج الينا جورلوفا، وافلام اخري مهمة عن الحياة حين تغدر بالبشر والشجر والحجر، اما مسابقة الافلام القصيرة، المسابقة الثالثة للمهرجان، فتضم ثلاثة وعشرين فيلما منها فيلمان مصريان هما «خديجة» اخراج مراد مصطفي عن ام صغيرة تعيش وحيدة مع وليدها بسبب عمل الزوج في مدينة بعيدة، والفيلم الثاني هو «القاهرة برلين» اخراج احمد عبدالسلام عن فتاة تشعر بالاكتئاب فتقرر تغيير حياتها وبدون ان يعلم احدأ.

قمر ١٤ والافلام الخضراء

بعيدا عن المسابقات، يأتي البرنامج الرسمي للمهرجان، خارج التسابق، ليضم عشرين فيلما، مهما، عرض اغلبها في مهرجانات دولية كبري هذا العام، وبينها فيلم مصري واحد هو «قمر 14» للمخرج هادي الباجوري عن قصص عديدة، من الحياة، يوشك الحب. فيها علي الدمار، اما عن الجوائز المخصصة لنوعية معينة من الافلام، وفقا لرأي جمهور المشاهدين للعروض، فقد اضاف المهرجان في هذه الدورة جائزة جديدة بأسم «نجمة الجونة الخضراء» للافلام المهتمة بقضايا البيئة، لتضاف الي جائزة سابقة يقدمها عن الافلام المهتمة بالقضايا الانسانية «سينما من اجل الانسانية»، واخيرا، البرنامج الخاص بالمخرج العالمي الكبير المكرم هذا العام، كريستوف كيشلوفسكي، احد اهم المخرجين في المجر والعالم، والذي يقدم له المهرجان ستة افلام، اضافة لفيلم يعترف فيه بما قدمه في حياته بعنوان «انا بين بين»، ومعرض رائع عن افلامه وكل ما يخصها قام بتشكيله فنان الديكور الكبير أنسي ابو سيف.

 

الأهالي المصرية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

الجونه بين الفستان العاري .. والفيلم المشبوه!!.

كتابة عماد النويرى

كل الفنون محاكاة للواقع، وكل فنان حر في اختيار موضوعه واداة تعبيره . والناقد حر في أختيار ما ينتقده دون اية ضغوط من اى نوع . والمتلقي المشاهد او المستمع حر في الاخذ بوجهة نظر الناقد او عدم الاخذ بها . وما يحدث أحيانا ، ويسبب ربكة كبيرة ، وحاله من الاضطراب ، أن الناقد أأحيانا يرغب في مصادرة حرية الفنان , والمتلقي يرغب في مصادرة حرية الناقد , وان يقوم كل واحد بدور ليس له مستخدما كل أساليب الترهيب والتخوين . رغم ان كل تلك الحريات في النهاية محكومة بهامش حرية تسمح بأنفراجه او تضييقه سلطات لاترغب في أغلب الأحوال في تحريك الساكن ، او تسكين مايجب ان يتحرك . وتفتح هذه المقدمة الباب على مصراعية لجدل لاينتهى عن علاقة الفنان بالناقد ( اذا كان ناقدا بالفعل ) وعلاقة الاثنين بالمتلقى , وعلاقة الثلاثة بالسلطة .

فيلم ( ريش ) من المفترض أن الرقابة وافقت على السيناريو الخاص به ، كما وافقت على تصويرة على أرض مصر , ومن المفترض أيضا انها اطلعت على الجهات الممولة للفيلم . وبعد حصول الفيلم على جائزة أسبوع النقاد في كان قامت وزارة الثقافة بتكريم صناع الفيلم . وعندما ثارت الضجة حول الفيلم ومحتواه قامت الوزارة بإصدار بيان لنفى مشاهدة الوزيرة للفيلم ، وكأن الوزارة تحاول ان تسبق الأمور لتحمى نفسها من تحقيقات ، وتساؤلات ، ومسائلات لابد وان تحدث في القريب العاجل ، خاصة بعدما أثيرت بعض الأقاويل من هنا وهناك حول المساهمة في تمويل الفيلم من بعض الجهات المشبوهة . كذلك فعلت إدارة مهرجان الجونه بإصدار بيان توضيحي وتبريري عن حرص المهرجان علي اختياراته التي لا تسىْ الى سمعه مصر ، ولم ينس المهرجان ان يشير الى جهوده من أجل الوطن !!. وكما يبدو ، فى كلتا الحالتين ، لاتملك أية جهة من الجهتين المذكورتين الشجاعة الأدبية للدفاع عن أختياراتها .

من المهم وضع مهرجان الجونه في أطاره المفترض ، حتى لانعقد الآمال الكبيرة على أشياء لم تأخذ منذ البداية حجمها الصحيح . من المؤكد أن المهرجان وخلال دوراته السابقة وحتى دورته الخامسة التي توشك على الانتهاء قدم الكثير من الأفلام والندوات وغيرها من الأنشطة السينمائية المهمة . وكان من الأفضل ومنذ البداية ومنعا لوصول المهرجان الى ماوصل اليه من صورة يبدو فيها وكأنه ( مولد وصاحبه غايب ) . كان على داعمى المهرجان الرئيسيين من ال سايروس ان يبتعدا عن الأضواء , ويتركا صلاحيات الإدارة السينمائية لأصحابها وفى هذه الإدارة أسماء نعتز بها ونقدر خبرتها الكبيرة ، بدلا من أستفزاز الناس بتصريحات جارحة , مع فرض المصالح والرغبات الخاصة بهما على اروقه المهرجان . طبعا من حق ضيوف المهرجان ان يفرحوا وأن يمرحوا ، ومن حق السينما أيضا ان تفرح وتمرح . ماحدث ومايحدث هو ان الاخوين ساويرس يبدو انهما قد فقدا البوصلة في تحديد مالهم من المهرجان وماعليهم كحق مطلوب للسينما وأهلها . في مهرجان الجونه ومع كامل الاحترام لكل النيات الطيبة ( أذا كانت كذلك ) ، اختلط الحابل بالنابل فانت لاتعرف على وجه التحديد هل انت في منتجع سياحي راقي ( تنتجع ) فيه كما تشاء ؟ ! ام انت في مهرجان سينمائي بحق يقدم لك وجبات سينمائية شهية ؟ ام انت في ملهى ليلى كبير تعقد فيه الصفقات بين نخبة المجتمع من رجال الاعمال المشبوهين والطيبين ؟!. وبين كل ذلك خيوط رفيعة تكاد لاترى ، وحتى يتم ادراكها تحتاج الى عين خبيرة ، وحس إجتماعى مرهف . ورؤية ثقافية تتخطى المكاسب السريعة ، والادعاءات الكاذبة .

 

الـ FaceBook في

21.10.2021

 
 
 
 
 

بمهرجان الجونة.. "أميرة" تعيد قضية الأسرى الفلسطينيين للواجهة

الفيلم المصري يتناول القضية الفلسطينة عبر زاوية لم يرها أحد من قبل، وهي القصة الخاصة بأطفال النطف، أو ما يسمى في فلسطين بـ"أطفال الحرية"

القاهرة - أحمد الريدي

هي واحدة من اللحظات الصادقة التي عاشها جمهور مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، حينما وقف الجميع ليصفقون تارة، ويجففون دموع أعينهم تارة أخرى بعد ساعة ونصف قضوها في مشاهدة فيلم "أميرة" للمخرج محمد دياب، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويشارك في بطولته صبا مبارك وعلي سليمان وتارا عبود.

الفيلم المصري يتناول القضية الفلسطينة عبر زاوية لم يرها أحد من قبل، وهي القصة الخاصة بأطفال النطف، أو ما يسمى في فلسطين بـ"أطفال الحرية".

ويتناول العمل قصة "أميرة" التي تقوم بدورها تارا عبود، وهي فتاة ولدت لأسير فلسطيني يتواجد في سجون الاحتلال، بعد أن قام الأب بتهريب النطفة الخاصة به من السجن، ولُقحت بها البويضة الخاصة بالأم التي تقوم بدورها صبا مبارك.

إلا أن الجميع يصطدم بالمفاجأة الكبرى، حينما يرغب الأب في إنجاب طفل جديد، وأثناء عملية التلقيح يكشف الطبيب عن مفاجأة تتمثل في أن الأب عقيم ليبدأ صراع الطفلة في البحث عن والدها الحقيقي، ورغبتها في إثبات براءة والدتها، في ظل أزمة تهدد هويتها وبقاءها في بلادها لحين الكشف عن تفاصيل الأمر.

وتواجدت أسرة الفيلم في لقاء صحافي على هامش المهرجان، للحديث عن بعض التفاصيل الخاصة بالعمل، كان أبرزها ما ذكرته صبا مبارك عن كونها من أصرت على تقديم الفيلم والمشاركة في دور الأم.

فيما كشف المخرج المصري محمد دياب، عن كونه اختار القصة بعد أن قرأ خبرا في جريدة عام 2012، يؤكد أن الأسرى الفلسطينيين قرروا الإنجاب عن طريق إرسال النطف الخاصة بهم خارج السجن، وأطلقوا على هذه العملية اسم "أطفال الحرية".

وأضاف أنه شعر وقتها أن هذا الخبر قد يستطيع من خلاله تقديم قصة شيكسبيريه، وهو ما عاونه فيه المخرج الفلسطيني هاني أبو سعد، الذي أشاد دياب به كثيرا.

إحباط

حينما أسدل الستار على مشهد النهاية في الفيلم، أصيب البعض بالإحباط، وعبر البعض الآخر عن غضبه بسبب نهاية العمل، وهو ما علق عليه المخرج مؤكدا على كونهم اختلفوا كثيرا حول هذا الأمر.

وقاموا بالفعل بتصوير نهاية أخرى للعمل، ولكنهم في النهاية استقروا على النهاية التي ظهرت في الأحداث، ورأى المخرج أنها تخدم الأحداث والقضية، مؤكدا أن بعض صناع العمل شاهدوها للمرة الأولى حينما عرض الفيلم بالمهرجان.

أما فيما يخص اختياره لصبا مبارك، فأكد دياب أنه كان متخوفا من اختيار صبا لكونها أصغر من المرحلة العمرية التي قدمتها في الفيلم، وأخبرها بأن ملامحها لا توحي بأنها أم، ولكن إصرار الفنانة الأردنية جعله يرضخ في النهاية.

مشهد جريء

فيما أشارت تارا عبود إلى كونها ترغب في شكر صبا مبارك التي رشحتها للدور، كما شكرت علي سليمان ومحمد دياب على ثقتهما فيها، وأوضحت أن الشخصية التي لعبتها في الفيلم كانت قوية للغاية، حيث إنها لا تنهار ولا يوجد ما يكسرها.

إلى ذلك، أوضح المخرج محمد دياب أن المشهد الجريء المتواجد بالفيلم، هو أكثر المشاهد المبكية بالنسبة له، وهو المشهد المفضل له ولعدد كبير من القائمين على العمل، معتبرا أن المبكي للأمر هو الحال الذي وصل إليه الأسرى، الذين حرموا من أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، ويلجأون إلى أمور لتعوضهم عن الحياة الطبيعية.

 

####

 

سميح ساويرس للعربية.نت: هذا ما ينقص مهرجان الجونة وسر فيلم الافتتاح

رجل الأعمال المصري قال إن إدارة مهرجان الجونة ليس لديها سقف للطموحات، ولا يمكنها التوقف عن متابعة كل ما هو جديد لإضافته للمهرجان وتدعيمه

الجونة (مصر) - نادين خليفة

كشف رجل الأعمال المصري، سميح ساويرس، عن سبب عدم عرض فيلم في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي والذي انطلق قبل أيام، وكذلك تحدث عن ما الذي ينقص المهرجان من وجهة نظره.

وقال في مقابلة مع "العربية.نت" إن إدارة مهرجان الجونة ليس لديها سقف للطموحات، ولا يمكنها التوقف عن متابعة كل ما هو جديد لإضافته للمهرجان وتدعيمه، مضيفاً أن إدارة المهرجان تعمل كل عام على تطويره وتحسينه وإضافة بصمة نوعية له.

وعما ينقص المهرجان من وجهة نظره، قال ساويرس إن إدارة المهرجان اتخذت قرارا بعدم المساهمة ماديا في استضافة نجوم هوليود العالميين الكبار، فنحن مهرجان كبير تأتي إلينا أسماء كبيرة، وبالفعل هذا العام شارك معنا فنانون عالميون كبار، مشيرا إلى ما ينقص المهرجان هو تزويده ودعمه بمشاركة نجوم عالميين.

وعن سبب عدم عرض فيلم في افتتاح مهرجان العام الحالي، قال سميح ساويرس: إن الإدارة حاولت تجنب ما كان يحدث في الدورات السابقة بعد فيلم الافتتاح، حيث كان الضيوف والمتابعون ينصرفون بعد الفيلم مباشرة بسبب التعب والإرهاق من طول إجراءات اليوم الأول، مؤكدا أنه لهذا السبب راعينا أن يعرض فيلم الافتتاح وهو أهم فيلم في وقت أخر ليتمكن المشاركون من متابعته ومنعا لإهدار قيمته.

وكشف ساويرس عن سر المشاركة الكبيرة للأفلام العربية في هذه الدورة، وقال إن هذا كان مقصودا ومتعمدا ويأتي ردا على نقد وجه لإدارة المهرجان بعدم وجود فيلم مصري في المهرجان خلال الدورتين الأولى والثانية، ولذلك قررنا أن يتضمن مهرجان هذا العام أفلاما مصرية.

وحول سر قراره بأن يكون أول مستثمر مصري يأمر بالتعامل بالعملات الرقمية مثل البيتكوين في منتجعه بسويسرا، وهل لاقتناعه بأنها عملة المستقبل أم لأسباب تجارية، قال ساويرس بالفعل كنا أول من دعا للتعامل بالعملات الرقمية لأسباب تجارية ولو كان مقتنعا بها كعملة للمستقبل لكان قد اشترى منها كميات كبيرة، موضحا أنه طالما يوجد من لديهم عملات بيتكوين ويمكنهم التعامل بها فيجب اجتذابهم.

وعن سرعة معالجة واحتواء تداعيات وآثار حريق القاعة الرئيسية لحفل المهرجان وقبل انطلاقه بيوم قال ساويرس: يجب أن أشيد برجال وعمال شركة أوراسكوم الذين سارعوا وفي وقت قياسي باحتواء الحادث، حيث شارك نحو 1700 عامل ومهندس في التعامل مع آثار الحريق وفعلوا ذلك عن حب وإثبات لقدرة المصريين على التحدي، مضيفا أن ما فعلوه من إنجاز وفي وقت قياسي إعجاز، كافٍ للرد على من يشككون في بناء المصريين للأهرامات.

وكانت الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي قد انطلقت مساء الخميس الماضي وذلك بمشاركة العديد من نجوم الفن وصُنّاع السينما في مصر والوطن العربي والعالم.

ويشهد المهرجان مشاركة 37 فيلمًا روائيّا طويلًا و15 فيلمًا وثائقيًّا و23 فيلمًا قصيرًا إضافة لستة أفلام ضمن برنامج العروض الخاصة.

 

####

 

أزمة "ريش" تتفاعل.. بلاغ قضائي ضد صنّاع الفيلم

المحامي سمير صبري يتقدم ببلاغ إلى النائب العام وإلى نيابة أمن الدولة العليا في مصر ضد المخرج وكاتب السيناريو والمنتج

العربية.نت

تتواصل أزمة الفيلم المصري "ريشالذي عرض ضمن الدورة الخامسة من مهرجان الجونة، بالتفاعل، وقد وصلت الآن إلى أروقة القضاء.

وتقدم المحامي سمير صبري، مساء أمس، ببلاغ إلى النائب العام وإلى نيابة أمن الدولة العليا في مصر ضد مخرج "ريش" وكاتب السيناريو والمنتج، معتبراً أن الفيلم "أساء للدولة المصرية والمصريين".

وقال صبري في بلاغه: "في اليوم الثالث بمهرجان الجونة السينمائي، تم عرض فيلم "ريش"، وعقب عرضه سادت حالة من الغضب الشديد من قبل الفنانين والمشاركين بالمهرجان، حال مشاهدتهم للعرض الأول للفيلم، بل تطور الأمر إلى مغادرة بعضهم قاعة العرض غاضباً".

وطالب صبري بالتحقيق فيما ورد ببلاغه، وإحالة المبلغ ضدهم إلى محاكمة جنائية عاجلة.

وقد أثار فيلم "ريش الجدل" في مصر حيث اتهم بعض الفنانين والسياسيين صناع الفيلم بالإساءة لمصر والمصريين. إلا أن آخرين اعتبروا أنه يجب إتاحة الفرصة للمخرجين المستقلين للتعبير عن أفكارهم بحرية.

ويناقش فيلم "ريش" قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها حياة لا تتغير وأياماً تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بعيد ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة.

هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، بينما تحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.

 

العربية نت في

21.10.2021

 
 
 
 
 

«أنا رجُلُك»..  فيلم ألماني يرصد معاناة الوحدة في أحضان إنسان آلي

الجونة ــ  خاص «سينماتوغراف»

خارج المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، عرض الفيلم الألماني “أنا رجُلُك ـ I Am Your Man” للمخرجة والممثلة ماريا شريدر، وكان عرضه الأول في الدورة 71 من مهرجان برلين السينمائي، وفازت بطلته مارين إيغيرت، التي لعبت دور ألما على جائزة الدب الفضي وجائزة لولا لأفضل ممثلة، كما حصد الفيلم في مهرجان الأفلام الألمانية على جوائز في السيناريو والإخراج.

المخرجة ماريا شرايدر ممثلة ألمانية مشهورة، فازت مرتين بجائزة الفيلم الألماني وثلاث مرات بجائزة الفيلم البافارية. فيلمها الطويل الأول كمخرجة “حب الحياة” عُرض عالميًا للمرة الأولى في مهرجان فيستا ديلا سينما بروما عام 2007. أنجزت بعده “ستيفان زفايج: وداعًا لأوروبا” الذي عُرض عالميًا لأول مرة في قسم بيازا جراندي في مهرجان لوكارنو السينمائي، وفاز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم أوروبي ضمن جوائز الفيلم الأوروبي عام 2017. عام 2020، أصبحت شرايدر أول مخرجة ألمانية تحصل على جائزة إيمي عن مسلسلها التلفزيوني ذي الحلقات المحدودة “هاربة من الماضي“.

أنا رجُلُك، فيلمها الجديد مبني على قصة تحمل نفس الاسم من تأليف إيما براسلافسكي،  وتروي حكاية عالمة ألمانية عزباء في متحف بيرجامون الشهير ببرلين. تعمل للحصول على منحتها البحثية لإتمام عملها، يتم إقناعها بالمشاركة في بحث استثنائي يشترط عليها أن تُمضي ثلاثة أسابيع مع إنسان آلي على هيئة رجل، مصمم وفقًا لشخصيتها واحتياجاتها، ويتمتع بذكاء اصطناعي يؤهله ليكون الرفيق المثالي لها.

هذه الحكاية كفيلة بصناعة العديد من المواقف الكوميدية بشكل كبير.

وبالفعل، الفيلم كوميدي رومانسي يناقش قضية التواصل الإنساني الآلي في أدق التفاصيل الحياتية. إلى جانب الإخراج، شاركت شريدر أيضًا في كتابة السيناريو مع جان شومبورغ، ويشمل طاقم الممثلين دان ستيفنز، ساندرا هولر، وهانس لو، وولفغانغ هوبش، وأنيكا ماير، وفاليلو سيك، ويورغن تاراتش.

من المؤكد أن هذا الموضوع ليس جديداً، لكن طريقة عرضه وسرده مختلفة هذه المرة لارتباطه بحالة العزلة والوحدة التي عاشها العالم كله بعد انتشار وباء كورونا، صحيح لم يتناول الفيلم الفيروس، لكنه ترجم معنى الوحدة، من خلال الباحثة أو العالمة ألمي التي فقدت جنينها ورحل عنها شريكها، وتعتني بوالدها الكبير بالسن المعتز بنفسه والرافض أي خدمة تقدم له، وفي المقابل هي تعمل في مركز للأبحاث، ومع هذا النموذج نعيش تفاصيل حياتها ونتتبع قصة معاناة إمرأة لا تريد أن تكون وحيدة في هذه الحياة.

الفيلم مدته “102 د”، يحتوي بالفعل على العديد من المشاهد والحوارات، التي يمكن تقليصها لصالح مزيد من الإثارة للعمل والتخفيف من بطيء إيقاعه، إلا أنه يعبر بإمتياز عن حياة البطلة وما فيها من خوف وتردد وارتباك، لكننا نراها في أحيان أخرى متمردة، وتارة أخرى بمشاعر متخبطة، تحاول جاهدة أن تؤكد طوال الوقت أنها لن تنجرف بمشاعرها تجاهه الروبوت الرجل، حتى لو كان من السهل الوقوع في حبه، فهو شخصية مثقفة، وسيم، كوميدي، والأهم قدرته على احتواءها كأنثى في لحظات غضبها وحزنها، ما يجعل المشاهد يتورط في دعم هذا الشكل من العلاقة، وكأنك تقول لألمى عليها إن تخوض التجربة، ولا تعيش وحيدة.

عنصر الكوميديا في الفيلم متمثل بشخصية توم وهو كما تم تعريفه في الفيلم بريطاني، ومن الممكن أن ذكر هذه المعلومة كي لا يتم التدقيق بطريقة نطقه للغة الألمانية، إضافة إلى أنه أجنبي الصنع، فكان لا بد من ذكر هذا التفصيل كي يكون كل شيء واضحاً،

الشخصيات الثانوية في الفيلم، أوجدها كاتبي السيناريو كي تضيف بعض الصخب وتزيد الإيقاع حركة، مثل مديرة توم في الملهى ومدير ألمي في العمل، وشريكها السابق، ووالدها وشقيقتها وابن شقيقتها الصغير، كل هؤلاء يدورون في فلك ألمي لكن لا أحد منهم استطاع أن ينقلها من وحدتها كما فعل توم، وحقيقةً أن أداء الممثلة ماري إيفرين اتسق بشكل متواز مع أداء دان ستيفنز، وكأن بينهما منافسة لتقديم الأداء الأفضل لعمل يمزج الحقيقة بالخيال، فيه من المشاعر ما يذيب المسافة بين البشر وما يقدمه الروبوت من احتياج إنساني.

ثمة حيلة في الفيلم، منذ المشهد الأول الذي من الصعب نسيانه، المتمثل بملهى يضج بالبشر والضحكات، والتقارب الاجتماعي، مشهد يبدو غير مألوف في زمن كورونا، وفي نفس الوقت يجعلك تدرك أن ثمة حياة كنت تعيشها وعليك أن تنتظرها، أما في ما يتعلق بفكرة الروبوت الذي سيعينك بوحدتك، فهو مخرج اختياري، يعيد فكرة التساؤل التي بدأها الفيلم، هل هذا بالفعل ما سيكون عليه شكل حياة الكثير مستقبلاً؟ أم أنها فرصة لمراجعة حياتك مرة أخرى، التي تم توظيفها من خلال مشهد مهم، حين كان توم في المقهى يستمع لضحكات صاخبة لفريقين ينظران إلى فيديوهات، ويتساءل عن سبب كل هذا الضحك، لتكون الإجابة عبر لقطات أرشيفية من تلك الفيديوهات حيث الناس يضحكون على آلام الآخرين، مشهد يوحي بالكثير، ويشي برسالة الفيلم التي أجهدها الحوار الطويل والممل أحياناً، والذي كاد أن يشوش على اللغة الشاعرية والسينمائية في الفيلم.

 

####

 

التفاصيل الكاملة لإستقالة أمير رمسيس والصيغة المقبولة للإعلان عنها في بيان لـ «الجونة السينمائي»

الجونة ــ  «سينماتوغراف»

 تقدم المخرج أمير رمسيس المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي باستقالته من مهمته وذلك بعد أنباء متضاربة حول حقيقة هذه الاستقالة التي تقدم بها وتراجع عنها في وقت قصير.

كانت الساعات الماضية قد شهدت العديد من الأحداث الساخنة في كواليس المهرجان، وذلك بعد أن وقع خلاف في وجهات النظر بين أمير رمسيس المدير الفني وانتشال التميمي مدير المهرجان، وهو ما أدى إلى قيام أمير بإرسال استقالته عبر البريد الإلكتروني لإدارة المهرجان.

ومن الواضح أن تسريب خبر الاستقالة حدث من داخل المراسلات المتبادلة بين فريق المهرجان، وهو ما وضع إدارة الجونة السينمائي في موقف حرج خاصة بعد تناقل بعض المواقع للخبر الذي رفض أمير رمسيس التعليق عليه، وأغلق هاتفه ومكث في غرفته بأحد فنادق الجونة رافضاً التواصل مع أي شخص.

ووضع تسريب خبر الاستقالة أمير رمسيس في موقف محرج مما جعله يتراجع عن قراره، ولكنه عاد وأكدها مرة ثانية حتى لا يحرج إدارة المهرجان، وذلك بعد مفاوضات بينه وبين انتشال التميمي مدير المهرجان والفنان بشرى مديرة العمليات.

ويستعد المهرجان لإصدار بيان رسمي لتوضيح ملابسات الأمر، وذلك بعد الاتفاق على صيغة مقبولة لهذه الاستقالة بشكل يرضى جميع الأطراف.

 

####

 

أمير رمسيس يتراجع عن استقالته من «الجونة السينمائي»

الجونة ــ «سينماتوغراف»

حالة من التوتر سادت أجواء مهرجان الجونة السينمائي في الساعات الأخيرة، بعد انتشار أنباء عن استقالة أمير رمسيس المدير الفني للمهرجان.

وعلمت «سينماتوغراف» أن أمير تراجع عن استقالته التي تقدم بها اليوم الأربعاء 20 أكتوبر، بعد خلاف في وجهات النظر مع مدير المهرجان انتشال التميمي.

وكانت أنباء انتشرت حول استقالة أمير رمسيس بإرساله بريداً إلكترونياً إلى فريق عمله بالمهرجان، يؤكد فيه اعتذاره عن مواصلة مهام منصبه واستكماله للدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي.

يُشار إلى أن مهرجان الجونة السينمائي الدولي تقام حاليا فعالياته والتي انطلقت يوم 14 أكتوبر، وتستمر حتى يوم 22 أكتوبر الجاري.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.10.2021

 
 
 
 
 

الأفلام اللبنانية في الجونة محاولات لمطاردة الوجه الغائب لبيروت

قصص مؤلمة لسجناء زرق وفارّين إلى الجبال وعائدين إلى مدينة بلا شمس.

يؤثر الواقع في الفن السينمائي بشكل كبير؛ إذ تعتبر الأفلام، علاوة على بعدها الخيالي ولذة الفانتازيا والقصص والشخصيات والصور، مرايا للمجتمع ولقضاياه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الفكرية والدينية والعاطفية وغيرها. وهذا ما تؤكده الأفلام اللبنانية المشاركة هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي.

الجونة (مصر)تواصل الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي عروضها وفعالياتها، ومن أبرزها عروض الأفلام التي تقدم مشهدا بانوراميا عن السينما العربية والعالمية.

ومن أبرز الأعمال العربية المشاركة في المهرجان نجد السينما اللبنانية التي تقدم أعمالا متنوعة ما بين الفيلم الوثائقي والروائي، وتطرح أهم القضايا الجريئة التي عرفت السينما اللبنانية بإثارتها، إذ لم تتوقف عن إثارة الجدل وتقديم مستوى فني عال يرتقي إلى مصاف السينما العالمية.

الأفلام والمسرحيات وغيرها من الجهود المجتمعية تساهم في تحريك المياه الراكدة وفي بعض التغيير

السجناء الزرق

بعد 12 عاما من فيلمها الأول عن أوضاع سجن رومية في لبنان تعود الممثلة والمخرجة زينة دكاش إلى المكان ذاته حيث تدور أحداث فيلمها الوثائقي الجديد “السجناء الزرق” الذي تستعرض من خلاله قضية المرضى النفسيين خلف أسوار المؤسسات العقابية.

الفيلم مدته 75 دقيقة، وهو الوثائقي الطويل الثالث لدكاش عن السجون بعد “12 لبنانيا غاضبا” في 2009 عن سجن رومية و”يوميات شهرزاد” في 2013 عن سجن بعبدا. وينافس ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي في مصر كما ينافس على جائزة “سينما من أجل الإنسانية”.

يكتسب الفيلم اسمه من المبنى الأزرق داخل سجن رومية الذي يضم السجناء المصابين باضطرابات نفسية وعصبية، حيث تعمل زينة على مساعدتهم بالعلاج النفسي من خلال “المركز اللبناني للعلاج بالدراما”، وتعمل على دمجهم في أنشطة وعروض فنية ومسرحية.

جرى تصوير الفيلم على مدى ثلاث سنوات داخل سجن رومية المكتظ بالنزلاء، ويمكن من خلاله ملاحظة مدى الإهمال الذي يعانيه المرضى النفسيون الصادرة ضدهم أحكام قضائية أو الموقوفون على ذمة قضايا، حيث لا رعاية طبية ولا متابعة قضائية لأوضاعهم القانونية.

وأوضحت دكاش أن القانون اللبناني الصادر في 1943 ولا يزال ساريا ينص على أن “كل مجنون أو معتوه أو ممسوس ارتكب جرما يبقى في السجن إلى حين الشفاء”، وهو في نظرها نص فضفاض غير ملزم بإجراء تقييم منتظم لحالات السجناء مما يبقيهم خلف الأسوار حتى يأتيهم الموت.

وقالت المخرجة بعد العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان الجونة “عملت داخل السجون لسنوات طويلة وصنعنا مسرحيات كثيرة وكل هذا موثق بالفيديو والصور، لكن فكرة صنع فيلم لا تظهر إلا عندما يكون هناك شيء ملح يشدني للحكي عنه وإبرازه بشكل منفصل”.

وأضافت “لاحظت أثناء العمل بعض السجناء غير المتزنين نفسيا وعندما سألت اكتشفت أن الأحكام الصادرة ضدهم تشمل عبارة ‘لحين الشفاء’ وعندما بحثت أكثر وجدت أن من بينهم من قضى 37 و38 عاما في السجن، إلى درجة أن بعضهم أصابه الخرف أو الزهايمر”.

وأشارت إلى أن الأفلام والمسرحيات وغيرها من الجهود المجتمعية والمساعي الشخصية ساهمت في تحريك المياه الراكدة وتغيير ولو شيء بسيط في أوضاع السجناء وخروج بعضهم بالفعل في إطار جهود خاصة.

وقالت إن “هناك مشروع قانون منذ عدة سنوات بشأن أوضاع السجناء الذين يعانون من أمراض نفسية وعصبية لكن الوضع القائم في لبنان يؤجل مناقشة الكثير من القضايا”.

ورغم قسوة الحياة داخل السجن لا يخلو فيلم “السجناء الزرق” من المرح الذي يتولد من ردود الفعل التلقائية للسجناء أثناء جلسات العلاج النفسي والإعداد للأعمال المسرحية.

وتقول زينة إنه رغم صعوبة العمل داخل سجن للرجال في البداية واستغراق وقت طويل لاعتياد النزلاء على وجودها ومنحها ثقتهم فإنهم فور تأكدهم من صدق نواياها ورغبتها الحقيقية في مساعدتهم أطلقوا عليها لقب “أبوعلي” ليشعروا بأنها واحدة منهم.

في حب بيروت

شهد الأربعاء، سادس أيام الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، مجموعة متميزة من العروض والفعاليات من بينها عرض الفيلم اللبناني “كوستا برافا” للمخرجة مونيا عقل الذي رُشح لجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي وفاز بجائزة نيتباك (شبكة الترويج للسينما الآسيوية) في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

وتعتبر عقل فيلمها عملا من أعمال المقاومة وسبيلا للبقاء ضد الأزمة المالية وتداعيات انفجار بيروت والأزمة الصحية، مشيرة إلى أن لبنان يمر بفترة صعبة، فيما فيلمها رسالة حب إلى بيروت.

ويصور الفيلم قصة عائلة تقرر الفرار من بيروت للعيش في الجبال هروبا من الهواء الملوث، لكن إحساس الوالدين بالذنب يتعاظم خاصة مع إقامة السلطات مصب نفايات بالقرب من المستقر الجديد. وفي هذا العمل تؤدي نادين لبكي دور الأم في حين يلعب الممثل الفلسطيني صالح بكري دور الأب.

وسبق أن اعتبر موقع فاريتي فيلم “كوستا برافا” أنه قدم صورة قوية لما يحدث في بيروت والأوضاع التي كانت سائدة قبل انفجار المرفأ، من خلال قصة هذه الأسرة التي تواجه المصاعب في انتقالها إلى الجبال اللبنانية.

الحالة السياسية والاجتماعية والواقع المعيشي الصعب انعكسا على جل الأفلام اللبنانية التي باتت تحاول استعادة بيروت

وقالت بطلة الفيلم نادين لبكي إن “كوستا برافا” ليس مجرد فيلم بالنسبة إليهم، إنما هو صورة انعكاسية لما يعيشه اللبنانيون، وهو ما يظهر في الصراعات والتناقضات العاطفية ومشاعر الحب والكراهية التي يكنونها لبلدهم.

ومن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يعرض فيلم لبناني آخر هو “البحر أمامكم” من إخراج إيلي داغر الفائز بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه “موج 98”. من خلال شريطه الروائي الجديد يعود داغر (1985) إلى الوجه الشاحب من لبنان؛ فبين العملَين بيروت حاضرة كشبح، مدينة أبوكاليبتية رمادية لا تدخلها الشمس، تعود إليها بطلة الفيلم الجديد جنى التي تؤدي دورها الممثلة منال عيسى، بعد غياب سنوات للدراسة في باريس، ليشرّع هذا الرجوع الباب على جملة من التساؤلات والأحاسيس والانفعالات والصور والعلاقات. ويُشارك في بطولة العمل كلّ من يارا أبوحيدر وربيع الزهر وفادي أبي سمرا وروجيه عازار.

ويتطرق الفيلم إلى الأحداث التي يشهدها لبنان منذ زمن طويل وما ترتب عليها من فقدان الرؤية، كما يضيء على بعض الجوانب التي دفعت اللبنانيين إلى الهجرة خارج بلدهم هرباً من الواقع الأليم الذي جعل البعض الآخر من اللبنانيين الذين بقوا في وطنهم يشعرون بالغربة فيه، وهذه الظروف والأحداث شكّلت بيئة خصبة للإبداع اللبناني في مجالات فنية وثقافية عدة.

ويتناول الفيلم موضوع الاغتراب، ولكن غير مقصود به الهجرة لأن أكثر من 70 في المئة من اللبنانيين في الخارج، وإنما تم اختيار موضوع الاغتراب الاجتماعي الذي يجعل من المقيمين يشعرون بانفصالهم عن القيم والمعايير والممارسات والعلاقات الاجتماعية في المجتمع اللبناني الذي مازال يعاني من الأزمات الاقتصادية والسياسية والتفكك الاجتماعي، وقد انعكست الحالة السياسية والاجتماعية والواقع المعيشي الصعب على جل الأفلام اللبنانية التي باتت تحاول مطاردة وجه بيروت.

 

العرب اللندنية في

21.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004