ملفات خاصة

 
 

«ريش» يواجه تهمة «الإساءة لمصر» و«الجونة» يدافع عنه فنياً

مخرج الفيلم: أحترم الاختلاف وتزعجني الاتهامات

الجونة (مصر): انتصار دردير

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

وصلت أزمة فيلم «ريش» الذي أثار موجة من الجدل تزامنت مع عرضه في مهرجان الجونة السينمائي إلى مجلس النواب المصري، وسط دفاع إدارة المهرجان عنه، مؤكدة أن «فريق العمل لديها يختار الأفلام وفقاً لجودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية».

ويشارك «ريش» ضمن أفلام مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وشهد عرضه مساء أول من أمس حضوراً كبيراً، وامتلأت القاعة بالجمهور والنقاد والنجوم، وقبل انتهائه غادر عدد من الحضور، من بينهم يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي والمخرج عمر عبد العزيز وأشرف عبد الباقي، وشريف منير الذي قال في تصريحات صحافية إن «الفيلم يسيء لسمعة مصر بالتركيز على العشوائيات التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة للقضاء عليها»، لتنتقل أزمة الفيلم من أروقة المهرجان إلى مواقع «السوشيال ميديا»، ويتواصل التباين بين من يؤيد وجهة النظر التي تدين الفيلم ومن يتضامن معه.

ودخل أحمد مهني، عضو مجلس النواب المصري، على خط الأزمة، متقدماً بطلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، بشأن ما وصفه بأن الفيلم «يسيء لمصر»، ولا يقدم الصورة الحقيقية لها.

وطالب النائب بضرورة «محاسبة من تسبب في إخراج هذا الفيلم الذي يسيء للدولة المصرية، من خلال عرض مشاهد تتنافى تماماً مع الواقع»، وقال: «الدولة المصرية تعد من أولى الدول التي تشهد تطوراً ونقلة نوعية في وقت قصير في شتى المجالات ومناحي الحياة، وأكبر دليل على ذلك انخفاض معدلات الفقر والعشوائيات على مستوى الجمهورية».

وزاد أن «صناع فيلم (ريش) لم يشاهدوا ما حدث داخل المناطق العشوائية التي تحولت بالفعل إلى مجتمعات حضارية متكاملة بفضل الجهود الحثيثة والرؤية الثاقبة للدولة التي تعتمد مفهوماً شاملاً لحقوق الإنسان يمكن اختصاره في مصطلح (حياة كريمة)».

ودافعت إدارة الجونة عن الفيلم، وقالت إن «فعاليات المهرجان قدمت على مدار 4 سنوات مضت كثيراً من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي، وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة في ظروف عالمية صعبة للتأكيد على مكانة مصر، كما حرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات في مستوى العالمية»، لافتة إلى أن المهرجان يقام بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر، وبرعاية وزارات الثقافة والصحة والداخلية «ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها».

وأكد المهرجان على أنه يعتز بكل صناع السينما في العالم، وما يقدمون من إبداعات وتجارب سينمائية متميزة، مشيراً إلى أنه تم اختيار فيلم «ريش»، للمخرج المصري عمر الزهيري، متسقاً مع معايير اختيار الأفلام، وبناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان «كان».

ونوه بأن «ريش» هو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان «بينجياو» في الصين، كما اختير ليعرض في أيام «قرطاج» السينمائية في دورتها المقبلة، وكرمت وزارة الثقافة المصرية الفيلم وفريق عمله في فعالية نُظمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي، لذا كان اختياره للعرض في مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالمياً.

ويؤكد مهرجان الجونة أنه يدعم السينما العالمية، والفن بصفة عامة، وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات. ويفتخر المهرجان بأنه مهرجان مصري يقام على أرض مصر التي يكن لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمي للمهرجان.

ودافع الزهيري، مخرج «ريش»، عن منتجه، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «يقدم السينما التي يؤمن ويقتنع بها، وإن الاختلاف حول أي عمل فني يعد أمراً طبيعياً»، مشيراً إلى أنه يحترم الآراء التي تقف ضد أو مع فيلمه كافة، وأن الاتهامات التي طالته بالإساءة لسمعة بلاده هي التي أوجعته، فهو يقدم فيلماً مصرياً لم يخضع فيه لأي شيء سوى رؤيته بصفته مخرجاً أولاً وأخيراً.

و«ريش» هو أول الأفلام الطويلة للزهيري (33 عاماً)، وقد توج بجائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي خلال دورته الماضية، بصفته أول فيلم مصري يحصل على هذه الجائزة، كما حصل على جائزة «الفيبرسي» بالمهرجان نفسه. وقبل أشهر، كرمت وزيرة الثقافة المصرية المخرج لهذا النجاح الذي حققه في أول أفلامه الطويلة. وشارك في إنتاج الفيلم كل من مصر وفرنسا وهولندا واليونان.

وينطلق فيلم «ريش» في إطار يجمع بين الفانتازيا والواقع لأسرة مهمشة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال يعيشون في فقر شديد، لكن حياتهم تتواصل بشكل أو بآخر من خلال الأب الموظف الذي يدير حياتهم ويدبر احتياجاتهم. وبينما يحتفل بعيد ميلاد أحد أطفاله، يدعوه الساحر لدخول صندوق، ويحوله إلى دجاجة تثير دهشة الحضور، لكنه يفشل في إعادته مرة أخرى، لتبدأ رحلة الزوجة المنكسرة في مواجهة عالم لا تعرفه لتدبير نفقات أسرتها، والبحث عن حل لزوجها، في منزل يسكنه الفقر، وتفوح منه رائحة القذارة التي تعشش في أركانه، ويتضمن مشاهد مقززة، رغم أنه يبدأ بفكرة براقة تجنح إلى الفانتازيا، كما تتفوق عناصره الفنية بشكل كبير.

الهجوم الذي تعرض له استقبله المخرج الزهيري بهدوء، وقال: «أقدم من خلال الفيلم عملاً مختلفاً، وفق رؤيتي الشخصية لموضوعه الذي كان فكرة كتبتها، ومن ثم شاركني في السيناريو والحوار السيناريست أحمد عامر، وطبيعي أن يختلف حوله».

 

الشرق الأوسط في

20.10.2021

 
 
 
 
 

تسييس أم خيال... هل أساء فيلم "ريش" إلى مصر؟

مخرج العمل: أقدم السينما التي أقتنع بها والمنتج: العمل فانتازيا و"الجونة" يبرئ ساحته: حصلنا على التصاريح الرسمية

نجلاء أبو النجا صحافية

على الرغم من الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها الفيلم المصري "ريش" في العرض الأول له عالمياً ضمن فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الدولي، وحصوله على الجائزة الكبرى من مسابقة أسبوع النقاد، والعديد من الجوائز الأخرى، فإنه لم يحظَ بالاستقبال ذاته عند عرضه في مصر، إذ اتُّهم بالإساءة إلى مصر، لأنه يقدم معاناة أمٍّ في الحصول على لقمة العيش وسط أجواء من الانكسار والظروف القاسية.

وفكرة الفيلم بالأساس خيالية، تدور حول أب يعول أسرة فقيرة يتحول بفعل السحر إلى دجاجة، فتتحمل الأم معاناة إعالة الأسرة مع قسوة شديدة من الجميع.

والعمل بطولة ممثلين يخوضون تجربتهم الأولى، ومن تأليف عمر الزهيري وأحمد عامر، وإنتاج محمد حفظي. ويعرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في المهرجان.

ضعيف فنياً

شهد عرض الفيلم بمهرجان الجونة حالة من الجدل، بدأها الممثلون شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي، الذين عبروا عن استيائهم، وانسحبوا من قاعة العرض، مبررين ذلك بأن العمل "يقدم صورة سلبية عن مصر". وخلال ساعات قليلة انتقلت الأزمة إلى مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو، وتصدر الفيلم محركات البحث.

وزاد الأمر التباساً، بعد أن انقسمت آراء الفنانين والنقاد بين مدافع ومعارض. تقول المخرجة إيناس الدغيدي، في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، "الفيلم في مجمله ضعيف فنياً. ومن الغريب أن يفوز بجائزة في مهرجان (كان). وليس معنى ذلك أن صُناعه قصدوا الإساءة إلى مصر، لكنهم قد يدركون مقاصد جهات التمويل الأخرى المشاركة، بخاصة أن هناك ثقة كبيرة في شخص المنتج المصري محمد حفظي منتج الفيلم".

ورأت الفنانة هالة صدقي، أنه "لا يوجد مبرر لاختيار قطاع وديكور ومضمون بهذا القدر من التدني داخل الفيلم. الحل الوحيد أن نعتبر العمل تجريبياً وفانتازيا خيالية لا أكثر ولا أقل، لأنه من الظلم التصديق أن هذا يعبر عن مصر، واختيار جزئية بهذا التجريح وتوجيهها إلى العالم الخارجي". مؤكدة أنها "ليست ضد تصوير الفقر والفقراء، لكن ضد الإساءة، ولم يرقها مستوى التمثيل".

أما السيناريست تامر حبيب، فيرى أن الفيلم "عمل خيالي جيد، والفانتازيا تحتمل الجنوح إلى أمور غير متوقعة، لذلك لا يحمل بالطبع أي إساءة لأنه من وحي الخيال".

ودعمت الناقدة ماجدة خير الله الفيلم، وقالت إن العمل "يحمل فكرة خيالية، والعالم كله يقدم مثل هذه الأعمال، ولا يحكم عليها بطريقة الإساءة ويقيمها سياسياً".

متسق مع المعايير

وعلى صعيد متصل، أصدر مهرجان الجونة بياناً بخصوص الأزمة، قال فيه "جاء اختيار فيلم (ريش) للمخرج المصري عمر الزهيري متسقاً مع معايير اختيار الأعمال، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية، سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان (كان)، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان (بينجياو) في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام (قرطاج) السينمائية في دورتها القادمة، كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي".

وأضاف البيان، "لذا، كان اختياره للعرض في مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالمياً، خصوصاً أننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية. ووفقاً لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، بالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به. ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية، تأكيداً أنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية".

الإجابة عند الجمهور

من جانبه قال مخرج الفيلم عمر الزهيري، خلال مؤتمر صحافي، "أقدم السينما التي أقتنع بها، وتطرح أفكاري. وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم، وحينما وصلت لمهرجان (كان) لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها".

وعن الصعوبات التي واجهها الفيلم قال "كان عليَّ أن أجد كل يوم مفاجأة في العمل أبني عليها مشهداً، وكنت أخشى أن أفقد هذه التفاصيل، وهذا كان مصدر قلقي حتى انتهى العمل، وأملك خبرة تقنية كبيرة من خلال عملي في مجال الإعلانات ومساعد مخرج قبل أن أقدم تجربة (ريش)".

وأضاف الزهيري "العمل الجيد يجب أن يراه الجميع، وفيلمي ليس أول عمل يخلق ارتباكاً بين المشاهدين، وهو أمر حدث للعديد من المخرجين الكبار، وإذا شاهدت النقد الأجنبي عن الفيلم ستجده إيجابياً. السينما والفن دورهما طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور، فهذا هو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة. تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ في تصويره".

وقالت المنتجة شاهيناز العقاد، "الفيلم ليس له علاقة بمصر، العمل به أكثر من خط درامي، وليس له علاقة بالسياسة نهائياً، والمخرج عمر الزهيري أظهر قدراته، والسيناريو رائع وجذبني جداً للعمل معه، ووجود اختلاف في الرأي حول الفيلم أمر جيد جداً".

فانتازيا وخيال

وقال المنتج محمد حفظي، "الهجوم قد يكون بسبب إظهار الفيلم العشوائيات، وإبراز حالة الفقر بشكل كبير، لكن العمل غير مرتبط بزمان أو مكان، لذلك لا يمكن أن نربطه بواقع أو حقبة زمنية، وهو خيال مليون في المئة منذ بداية فكرة تحول رجل عائل أسرة إلى دجاجة، وبهذا يكون واضحاً أننا لم نقدم فيلماً وثائقياً عن طبقة معينة".

وأضاف، "لم نتعمد رصد واقع أو أشخاص، الأمر كله فانتازيا وخيال من وحي أفكار مخرج العمل ومؤلفه. هو فيلم سينما وليس مقالاً سياسياً، ومن الغريب ربط الفيلم بإسقاطات سياسية، والمخرج كان في اهتمامه إبراز عوامل فنية ودرامية من دون أي إسقاط سياسي".

واختتم حفظي، "السينما في مصر والعالم كله هدفها الفن والخيال والدراما وتقديم عوالم مختلفة نتفق أو نختلف معها، وهي ليست محاكاة وتوثيقاً، وبالطبع ليس الهدف من السينما والأفلام الترويج السياحي للدولة التي ينتمي إليها صناع الأفلام".

 

الـ The Independent  في

20.10.2021

 
 
 
 
 

ماجدة خير الله تنتقد المنسحبين من عرض ريش:

ستعتبرهم الأجيال القادمة مثل الديناصورات المنقرضة.. والفيلم قطعة فنية من الإبداع الخالص

كتب: عبد الرحمن بدر

قالت السيناريست والناقدة الفنية ماجدة خير الله، إن فيلم (ريش) لعمر الزهيري، قطعة فنية من الإبداع الخالص من حيث أسلوب السرد، وتكوينات الصورة، والتعامل مع مجموعة من الممثلين لم يسبق لأي منهم الوقوف أمام الكاميرا.

وتابعت: الفنان الحقيقي في كل المجتمعات المتحضره دائما مايسبق حركة العامة بخطوة أو اثنتين، لينير الطريق ويضع خطوطا تحت مايريد التأكيد عليه، ولكن للأسف حفنة من نجومنا اعتادوا على، البقاء في الخلف ومحاولة إقناع الجميع أنه المكان المناسب، متناسيين أن حركة تيار النهر دائما للأمام، وهؤلاء سوف تعتبرهم الأجيال القادمة مثل الديناصورات المنقرضة.

وأضافت ماجدة خير الله في تدوينة لها: “حريقة الماس الكهربائي اللي حصلت قبل بداية المهرجان كانت حاجة تخض لكن أمكن السيطرة عليها والحمد لله، لكن الحريق الذي أشعله حفنة من الفنانين استضافهم المهرجان ومنحهم فرصة لمشاهدة أهم انتاج سينمائي عالمي، وبدلا من الاستفادة والتعلم والمناقشة (يمكن حد فيهم يطور أسلوبه إو يرتقي بنوع الفن الذي يقدمه)”.

وتابعت: خرجوا ليوزعوا اتهامات على فيلم (ريش) الحاصل على جائزة من أهم مهرجان سينمائي عالمي، معتقدين بذلك أنهم قاموا بعمل وطني مجيد، منتظرين مكافاة ما على رميهم تهم الخيانة على من إخرج الفيلم ومن انتجه وعلى إدارة المهرجان والزملاء الفنانين السينمائين الذين قاموا باختيار الأفلام المعروضة ويمكن كمان على الجمهور اللي شاف الفيلم وكمله للآخر دون أن يخرج متشنجا ويسجل موقفه الوطني في الصحافة والقنوات الفضائية، لقد اشعلوا النيران فمن يطفئها هذه المرة؟.

يذكر أنه قعت أزمة بمهرجان الجونة السينمائي الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، خلال عرض الفيلم الحائز على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان (كان) السينمائي الدولي، لتناول الفيلم معاناة الفقراء في مصر، حيث انسحب عدد من الفنانين من العرض، معتبرين أن الفيلم يقدم صورة غير حقيقة، فيما أكد نقاد أن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد.

ويعد فيلم “ريش” للمخراج عمر الزهيري، وراء تتويج السينما المصرية للمرة الأولى في تاريخها بجائزة من مهرجان “كان” عن عمل فني محدد.

وبعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بدأ البعض في المغادرة، والمفارقة أن من غادروا هم من صناع السينما.

وغادر العرض الفنان شريف منير، وظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز. وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر.

وخارج القاعة ظهر المنتج محمد حفظي منتج الفيلم ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ودخل في نقاش مع الثلاثي المغادر لعرض فيلم: منير ورزق وعبد الباقي.

ونفى المنتج حفظي أن تكون مشاهد الفقر في الفيلم مسيئة لمصر، مؤكدا أن المجتمع يضم كافة الطبقات، قبل أن يعود إلى قاعة عرض الفيلم مرة أخرى من أجل استكمال المتابعة.

وقال الناقد الفني طارق الشناوي إن الفيلم طرح رؤية مختلفة عما توقعه البعض مسبقا، ولكن هذا لا ينفي أن هناك بعض المشاهد التي كان من الممكن أن يتم اختصارها للحفاظ على إيقاع الفيلم.

وحول ما قيل عن تقديم صورة غير حقيقية عن مصر، قال الشناوي إن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد، موضحا أن حالة الفقر التي ظهرت في الفيلم موجودة، وهناك ما هو أسوأ منها، وأن الفيلم يتناول الطبقة الفقيرة وكل ما يتعلق بها.

ورأى الشناوي أن لغة الفيلم لن تصل إلى الجمهور، واستدل بما حدث أثناء عرضه في مهرجان “الجونة”، حيث لم تستوعب حتى وجوه من النخبة بعض تفاصيل العمل.

واعتبر الشناوي أن الفيلم جيد جدا، وحصوله على جائزة من مهرجان “كان” أثبت تميزه، مشيرا إلى المعادلة الصعبة لأي فيلم سينمائي يحاول الوصول للنقاد والجمهور معا.

يذكر أن “ريش” شارك في بطولته دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية، سيناريو واخراج عمر الزهيري.

والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.

وقال عمر الزهيري: علمت بانتقادات بعض الفنانين للفيلم، ولكني أقدم السينما التي أقتنع بها، وتقدم أفكاري وأمر طبيعي أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول الفيلم وحينما وصلت لمهرجان كان لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها.

وعن الصعوبات التي واجهها الفيلم قال: كان علي أن أجد كل يوم مفاجأة في العمل أبني عليها مشهد، وكنت أخشى أن أفقد هذه التفاصيل، وكان مصدر قلقي حتى انتهى العمل،

وتابع: أنا أملك خبرة تقنية كبيرة من خلال عملي في مجال الإعلانات وكمساعد مخرج قبل أن أقدم تجربة ريش.

وأضاف الزهيري: أحب السينما منذ صغري والعمل الجيد يجب أن يراه الجميع، وفيلمي أول عمل يخلق ارتباك بين المشاهدين، وهو أمر حدث للكثير من المخرجين الكبار، وإذا شاهدت النقد الأجنبي عن الفيلم سنجده إيجابي وسنطرحه تجاريًا في شهر ديسمبر المقبل.

وقال مخرج الفيلم إن السينما والفن دورهم طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور وهو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة، فأنا تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ تصويره

 

موقع "درب" في

20.10.2021

 
 
 
 
 

في «الجونة 5».. الأفلام العربية جدل لا يتوقف!

عصام زكريا

تمر الأفلام الأجنبية في مهرجان «الجونة» الذي يعقد حالياً من 14 إلى 22 أكتوبر، بسلام وأمان إلى بر الأمان، تقيم نقدياً وتلقى إشادة بمستواها العالي في معظم الأحيان، أو يرى البعض أنها لا ترقى لمستوى المهرجان.

الأفلام العربية وحدها، والمصرية خاصة، تثير الجدل أينما حط رحالها، إذ ينظر إليها دائماً من منظار سياحي، يرى أن أي فيلم يجب أن يكون واجهة مشرفة لبلده، ولا يتعرض لأي ظاهرة اجتماعية بشكل يمكن أن يفهم منه أنه يسيء لسمعة الوطن.

من فيلم «ريش» المصري إلى «كوستا برافا» اللبناني إلى «علي صوتك» المغربي وغيرها، لا يكاد يمر فيلم عربي إلا ويختلف عليه الحاضرون والمتابعون، لا فنياً، ولكن اجتماعياً.

«ريش»
حصل فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري على القدر الأكبر من الجدل، لدرجة أنه صار حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل. بدأت القصة بانسحاب بعض الحاضرين من عرض الفيلم، ومنهم الممثل شريف منير، الذي أدلى بتصريح صحفي ساخن ضد الفيلم، قبل أن يتوجه لحضور الحفل الذي نظمه أصحاب الفيلم، لتحيتهم والاحتفال معهم.

لكن التصريح الذي أدلى به تناقلته وسائل إعلام أخرى، وقام عدد آخر من الفنانين وغيرهم بإبداء رأي سلبي في الفيلم، يرى أنه يشوه سمعة مصر بالتركيز على مظاهر الفقر والقبح.

وخلال ساعات كبرت كرة الثلج حتى هددت بابتلاع الفيلم وصنّاعه ومهرجان الجونة وحتى جهاز الرقابة ووزارة الثقافة التي سمحت بعرض الفيلم.

«كويتا برافا»

إذا كان «ريش» يدور في زمن ومكان غير محددين، فإن الفيلم اللبناني «كويتا برافا» لمؤلفته ومخرجته مونيا عقل يدور في زمن محدد هو الحاضر، وينتقد المسؤولين بوضوح، خاصة فيما يتعلق بظاهرة انتشار القمامة وتلوث البيئة وإساءة استخدام المعونات الدولية وخداع الناخبين.

يدور الفيلم الذي يلعب بطولته صالح بكري ونادين لبكي حول أسرة تهرب من العاصمة بيروت للسكن في منطقة جبلية، تعتبر آخر بقعة خضراء في العاصمة، ولكن ذات يوم تصل الحكومة بمعدات الحفر والبناء لتشييد مطعم حديث، وتعد بالقضاء على ظاهرة القمامة، وبعد تدمير المكان يتبين أن المشروع وهمي.

«علي صوتك»

وإذا كان فيلم «علي صوتك» للمغربي نبيل عيوش يتناول صراع الجيل الجديد في مواجهة طيور الظلام والرجعية من خلال فريق من طلبة الفنون يعشقون الرقص وموسيقى الراب، فإن فيلم «نور شمس» لمؤلفته ومخرجته السعودية فايزة أمبة يطرح قصة بسيطة حول سيدة عاملة وأم عزباء لديها ابن يعشق موسيقى الراب ويستخدمها للتعبير عن الذات.

«أميرة»
أما الفيلم المصري «أميرة» للمخرج محمد دياب فيتناول موضوعاً خطيراً وحساساً للغاية، وهو نقل نطف المساجين الفلسطينيين إلى زوجاتهم في الخارج للإنجاب منهن.

يتناول الفيلم قصة فتاة تكتشف أن والدها السجين ليس أبيها البيولوجي، وأن النطفة تم استبدالها أثناء عملية التهريب، وهناك شك أنها نطفة الحارس الإسرائيلي الذي ساهم في نقلها.

هل الأبوة والبنوة مجرد نطفة؟ وهل نحن ضحايا «الدي إن دي» كما تقول إحدى شخصيات الفيلم؟ هل الوطن هو النسب البيولوجي؟ أسئلة كثيرة يثيرها الفيلم الذي يشارك في بطولته صبا مبارك وعلي سليمان وصالح بكري، ولكنه لا يجيب عن أي منها، ويترك المشاهدين مرتبكين كل منهم يفسر الفيلم كما يشاء.

«أميرة» أثار أيضاً اختلافات وخلافاً في الرؤى بين من شاهدوه في «الجونة» وصلت إلى مواقع التواصل.

«كباتن الزعتري»

مخرج مصري آخر وقضية عربية أخرى يطرحها الفيلم الوثائقي «كباتن الزعتري» للمخرج علي العربي الذي يتناول حكاية مراهقين سوريين يقيمان مع أسرتيهما في مخيم «الزعتري» يحلمان باحتراف كرة القدم.

الفيلم متوسط فنياً، والقصة ليست من النوع الذي يختلف بشأنه الناس، لكن الجدل ثار حول تمويل الفيلم والجهات المشاركة فيه، خاصة أن جزءاً كبيراً منه تم تصويره خارج سوريا وبدا كدعاية مباشرة لسوريين مقيمين في الخارج.

هذه هي السينما والفنون، تشبه الطفل المزعج الذي لا يكف عن الأسئلة، ولا عن البوح بما يفكر فيه، ويزعج الكبار بثرثرته التي لا تتوقف، ويزداد الأمر صعوبة كلما حاول الكبار إسكاته أو تقييده.

 

الرؤية الإماراتية في

20.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش" .. انسحابات وجدل وهجوم متبادل!

رام الله – "منصة الاستقلال الثقافية":

رغم حصول فيلم "ريش" المصري على جائزتين في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، ونَيلِه إشادةً كبيرةً لدى عرضه دولياً، لم ينجُ الفيلم من تعرضه للنقد والهجوم، بعد عرضه في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الخامسة.

وكان الفيلم قد حاز جائزة أسبوع النقاد وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) في "كان" بفرنسا، في تموز (يوليو) الماضي، لكن بعض الفنانين والنقاد وجهوا انتقادات عنيفة ضده بعد عرضه في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة، مساء الأحد الماضي، معتبرين أنه "يُسيء إلى سمعة مصر"، بسبب تسليطه الضوء على الفقر المدقع والبؤس الذي تعيشه عائلة هي محور أحداثه.

وغادر عددٌ من الممثلين المصريين قاعة العرض بعد مرور أقل من ساعة على انطلاقه، ومنهم، كما أشارت تقارير مواقع إخبارية مصرية:  يسرا، وشريف منير، وأشرف عبد الباقي، وأحمد رزق، إضافةً إلى المخرج عمر عبد العزيز.

وقال الفنان شريف منير في تصريحات صحفية، على هامش مشاركته في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، والذي انطلق الخميس الماضي، إن الفيلم لا يستحق المشاهدة، وتعمّد الإساءة للمجتمع المصري وإظهاره بصورة مغايرة للواقع.

إلّا أن العديد من المدوّنين وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي، كانت لهم آراء أخرى، فقد نقل موقع القناة الألمانية (DW) بالعربية عن عدد منهم أن "خروج الفنانين من عرض فيلم ريش ليس دليلاً على وطنيّتهم، ولو كانوا يرون الفيلم فعلاً لا يمثّل مصر، فلماذا يغضبون؟!"، وأنّ "الطبقة الفنية المثقفة حين تنسحب من عرض فيلم لكونه يحوي مشاهد عن الفقراء، فإنها تعكس كم هي منفصلة عن المجتمع، وكم يسيطر النفاق عليها".

المخرج والمُنتجة

وكان مخرج الفيلم عمر الزهيري، قال في وقت سابق إن "الفيلم مختلف تماماً، وفيه سينما متجددة، وفيه تجريب بشكل كبير.. الاختلاف أحياناً يكون مُربكاً لبعض الناس".

وفي حديث لوكالة أنباء "رويترز"، قال الزهيري: الفكرة تبدو هزليّة وأقرب إلى النكتة بتحوّل الزوج إلى فرخة (دجاجة)، لكن عندما نقترب من الحكاية نراها مشكلة كبيرة، مشكلة حياة أو موت، مضيفاً: أيّ شيء فيه تجديد تقابله محاولات للتصنيف، لكن في النهاية أنا مصري، والفيلم مصري، والفيلم ليس ملك صنّاعه بل هو ملك الجمهور.

ويملك الزهيري (33 عاماً) في رصيده فيلمين قصيرين، كما عمل من قبل مساعد إخراج في عدد من الأفلام إضافة إلى اشتغاله بمجال الإعلانات.

وأشار الزهيري إلى أنّ التحضير لفيلمه الروائي الأول هذا، استغرق وقتاً طويلاً، لكنه أنجز عملية التصوير في خمسة أسابيع فقط، مشيراً إلى أن معظم المناظر عبارة عن ديكورات، إضافةً إلى جزءٍ صُنِعَ بالجرافيك.

كما أوضح أن جميع الممثلين غير محترفين، ويقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى، حيث كان الهدف من الاستعانة بهم هو وضع شخصيات حقيقية تتماشى مع العالم المقدَّم في الفيلم.

من جهتها، قالت منتجة الفيلم، شاهيناز العقاد، إنها تتلقى مئات السيناريوهات، لكنها تحّمست جداً للفيلم من القراءة الأولى.

وأضافت: المخرج خلق عالمه الخاص، فلا يمكن للمشاهد أن يحكم أين تدور هذه الأحداث أو متى، إضافةً إلى أن كل شيء في الفيلم يُجافي المنطق، وبالتالي نحن نرى أمامنا صورة مصنوعة من الخيال.

وتابعت: أعلم أن الفيلم موجِعٌ للقلب، ويمكن قراءته على أكثر من مستوى، لكن ليست له أي علاقة بالسياسة، وأنا أرى أن عُمَر قدَّمَ لنا عملاً ممتعاً.

وللمهرجان كلمة

من جهتها، وفي تصريحات لفضائية "الشرق"، قالت الفنانة المصرية بشرى، رئيس العمليات والمؤسس المشارك لمهرجان الجونة السينمائي: المهرجان سيصدر بياناً ليردّ على الضجّة التي أثارها فنان بمفرده برأي شخصي له، ووجهة نظر خاصة به، وتذوّق سينمائي يخصُّه.. هناك تقييم فنّي للأفلام، وهناك تقييمات أخرى لسنا معنيّين بها كلجان تختار أفلاماً لعرضها في المهرجان.. ما يهمنا بالأساس جودة الفيلم فنيّاً.

وأضافت: كفنانة أرى أن الفيلم قد يكون قاتماً لكونه يتحدث عن أناس مرفّهين، ولكني أعتقد أننا يجب أن نسعد بفعل يحتفي بالفقراء، هو بالعموم فيلم تجريبيّ غير مرتبط بزمان أو مكان، لذا يمكن أن يكون في أي مكان بالعالم، فالصورة وشكل الفيلم لا تشير إلى موقع جغرافي بعينه داخل الفيلم، لذا استغربت من هذه الزوبعة المثارة ضد الفيلم، وتفاجأت بها، خاصةً أنه فيلم مُحتفى به عالمياً، وبالأمس حاز على جائزة في مهرجان دولي بالصين، وقبلها حاز جائزتين في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، بينها جائزة النقّاد، الذين هم من مختلف دول العالم، ويقيّمون بناءً على المعطيات الفنية للفيلم، دون أي ارتباط بسياسات أو أجندات غير مفهومة المصدر.

وجاء في البيان الصادر عن مهرجان الجونة السينمائي بخصوص الفيلم: جاء اختيار فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، متّسقاً مع معايير اختيار الأفلام، وذلك بناءً على ما حقّقه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقّاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان "كان" السينمائي، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين، كما تمّ اختيارُهُ ليُعْرَض في أيام "قرطاج" السينمائية في دورتها المقبلة، كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي.

ولذا، أضاف بيان المهرجان، كان اختيارُهُ للعرض فى مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفَنّي والثقافي عالمياً، خصوصاً وأننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية. و"وفقاً لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به".

وأكَّدَ المهرجان أنه لم ولن يُعْرَض أيّ فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيداً على أنه لا يحمل أيّ إساءة أو ضغينة فى أيٍّ من عروضِهِ المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية، مؤكِّداً أنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة، وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات، ويفتخر المهرجان أنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التى يُكِنُّ لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمي للمهرجان.

وتوقَّعَ عديد النقاد سابقاً أن يكون فيلم "ريش" مرشّح مصر للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، بعدما أعلن صنّاع العمل عزمهم على طرحِهِ في دُور العرض شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهو ما طالب أحد أعضاء البرلمان المصري، وفق فضائية "الشرق"، بمنعه، إلا أنه، وبعد الجدل الكبير الذي أثير بوسائل الإعلام المصرية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حوله، بات الأمر بعيد المنال.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

20.10.2021

 
 
 
 
 

المخرج الفلسطيني محمد بكري يقاطع مهرجان الجونة احتجاجاً على ترحيل زاغة من مطار القاهرة

لندن/ العربي الجديد

أعلن المخرج والممثل الفلسطيني، محمد بكري، إلغاء زيارته لـ"مهرجان الجونة السينمائي" حيث كان من المقرر أن يُكرّم اليوم الأربعاء، احتجاجاً على ما تعرّض له المخرج الفلسطيني المقيم في المملكة المتحدة، سعيد زاغة، في مطار القاهرة الدولي، وترحيله من دون السماح له بدخول مصر.

وأصدر بكري بياناً، مساء الثلاثاء، نقله موقع مجلة "فارايتي"، وقال فيه إنه ألغى زيارته لـ"مهرجان الجونة السينمائي" احتجاجاً على ترحيل زاغة، وعلى ما يتعرض له السينمائيون الفلسطينيون في مطار القاهرة الدولي.

وأكد بكري في بيانه: "قررت عدم الذهاب إلى مهرجان الجونة السينمائي. هذا رد فعل، من حيث المبدأ، على سوء معاملة الفنانين الفلسطينيين، بغض النظر عن جواز سفرهم، سواء أكان أردنياً أم فلسطينياً أم إسرائيلياً أم أيّاً كان. حان الوقت لمنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة... هذا لا ينطبق فقط على الفنانين الفلسطينيين. أنا أشير إلى الفلسطينيين كلهم".

وأضاف: "رأيت أبناء شعبي عالقين في مطارات العالم كله، وتحديداً في الدول العربية، تحت رحمة مسؤول في المطار. شاهدت أطفالاً جياعاً وأهلهم يفترشون أرض المطارات. وأحياناً عليهم الانتظار لأيام. أقول للسلطات كلها حول العالم، وتحديداً العربية منها: هذا يكفي. لقد نلنا كفايتنا! أقوم بما أقوم به الآن احتجاجاً على ما حدث معي سابقاً، وما حدث مع علي سليمان أيضاً. أحتج أيضاً على ما حدث مع سعيد زاغة أخيراً الذي احتجز لـ12 ساعة وتعرض للإذلال في مطار القاهرة، ثم رُحّل في نهاية المطاف. هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي. لكنني الآن أعترض نيابة عن كل فلسطيني في هذا العالم".

كان الممثل الفلسطيني علي سليمان رُحل من مطار القاهرة الدولي عام 2018، حين كان متجهاً إلى "مهرجان الجونة السينمائي" ليكون عضواً في لجنة التحكيم.

وأشار بكري إلى أنه لا يحمّل منظمي المهرجان المسؤولية، لكنه يأمل أن تسعى الإدارة لمعرفة من يقف وراء الترحيل

وأضاف: "لم تدخر إدارة مهرجان الجونة السينمائي جهداً. وعدوني بتسوية كل شيء عند وصولي (...) لكني لا أرغب في المخاطرة. أحترم المسؤولين عن المهرجان، وأحترم قرار المهرجان بتكريم عملي. لا خلاف على هذا. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص (إدارة المهرجان) ليست لديهم سلطة لحماية واحترام ضيوفهم الفلسطينيين. ليس لديهم نفوذ على سلطات الموانئ. ربما لا تنبغي لهم دعوة الناس في المستقبل، وتجنيبهم الإذلال".

وشدد: "من الذي يرفض دخولنا (إلى مصر) بغض النظر عن نوع جواز سفرنا؟ سواء كنت أنا أو علي سليمان أو زاغة. يجب أن تعرف إدارة المهرجان المسؤول. إذا لم يكن المهرجان، فمن؟ من يجب أن نتهم؟".

من أبرز أدوار محمد بكري ذلك الذي أداه في فيلم "واجب" (2017) لآن ماري جاسر الذي فاز عنه بجائزة النقّاد العرب من "مهرجان كانّ السينمائي الدولي"، وجائزة أفضل ممثل من "مهرجان دبي السينمائي الدولي". وعن دوره في فيلم "خاص" (2004)، فاز بكري بجائزة أفضل ممثل في "مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي"، وفي "مهرجان بوينس آيريس الدولي للسينما المستقلة"، و"مهرجان القاهرة السينمائي الدولي".

عام 2010، حصل بكري على جائزة حرية التعبير في "مهرجان برلين السينمائي الدولي".

واختارته وزارة الثقافة الفلسطينية ليكون شخصية العام الثقافية لعام 2020، كما فاز بجائزة القدس وجائزة فلسطين للسينما وجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها الثانية عشرة، تقديراً لجهوده السينمائية والتوثيقية للقضية الفلسطينية، وتحديداً في فيلمه "جنين جنين" الذي يوثق مجزرة مخيم جنين عام 2002.

 

العربي الجديد اللندنية في

20.10.2021

 
 
 
 
 

هجوم «يسرا» واستقالة وإساءة لمصر.. أزمات مهرجان الجونة «عرض مستمر»

بوابة أخبار اليوم

شهدت الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، عدة أزمات متتالية أثارت جدلاً واسعاً، وذلك منذ انطلاق فعالياته حتى الآن.

وترصد "بوابة أخبار اليوم"، في السطور التالية الأزمات والأحداث التي شهدتها الدورة الخامسة من المهرجان:

1- يسرا

الأزمة الأولى كانت مع الفنانة يسرا، والتي أعربت عن استيائها من تصريحات انتشال التميمي مدير المهرجان، بشأن تكريمها في المهرجان.

وكتبت يسرا، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسالة شديدة اللهجة جاء مضمونها كالتالي: "الأستاذ انتشال التميمي بخصوص حوارك المنشور في إحدى المواقع الصحفية يوم الأحد 3 أكتوبر، وضمن سياق تكريمات مهرجان الجونة بالعام الحالي، وتحديداً في إشارتك به لعدم قدرة مهرجان الجونة على الاحتفاء بي، وهو بنفس محتوى الملف الإعلامي الذي أصدره مهرجان الجونة.. أرغب في توضيح بعض النقاط:

- من الطبيعي أن تشير المهرجانات إلى خطتها في تكريم الفنانين الذين تود أن تكرمهم، وتوضيح حيثيات اختياراتها للشخصيات المكرمة، لكن ما أجده غريباً، ولم يحدث من قبل في أي مهرجان دولي أو محلي، هو الإشارة إلى الأشخاص الذين لن يتمكن المهرجان من تكريمهم

- الإشارة لي بهذا السياق تحديداً لا يمكن أن تُفهم بشكل جيد أو إيجابي كفنانة يسعى المهرجان للاحتفاء بها كما تدعي، ولكن كتبرير لسؤال لم يُطرح من الأساس، لا من الصحافي خلال الحوار، ولا بيني وبين إدارة المهرجان، ولا حتى من أي أطراف أخرى، علماً بأنه تم تكريمي ومنحي جوائز، سواء بشكل مباشر لشخصي أو عن أعمالي، من خلال أكثر من 80 جهة محلية ودولية، ولا أحتاج لأي مبررات سواء لتكريمي أو عدمه.
-
ما هو أسوأ، هو تبريرك يا أستاذ انتشال لعدم الاحتفاء بي، لعضويتي باللجنة الاستشارية للمهرجان، والتي أتشرف باختياري فيها بجوار عدد من السينمائيين الممتازين من أنحاء العالم. هذا التبرير يضع علامات استفهام كثيرة، حول معيار المهرجان في اختيار الأعمال الخاصة بالسينمائيين أعضاء اللجنة، حيث سبق أن اختار المهرجان فيلماً للزميلة باللجنة والصديقة العزيزة هند صبري التي أعتز بها جداً، كما فازت بجائزة التمثيل، وهي كلها اختيارات رائعة وصائبة، لكن أذكرك بجملتك في عدم اختيار أي أحد من اللجنة الاستشارية العليا، وبنفس هذا المنطق لن يعرض المهرجان أي أعمال لهؤلاء السينمائيين رغم أهميتها
!

- لذلك أرفض الزج باسمي في سياق خاطئ وغير ضروري بالمرة، وهو ما أدى لهذا التناقض المرفوض وغير المقبول.
-
علماً بأنه تكررت كثير من المواقف السلبية معي وآخرين باللجنة، وهو ما كنت لا أتوقف عنده، ضمن سياق اعتزازي بالمهرجان الجونة ودعمي له من اليوم الأول، لكن خطأكم الأخير لا يمكن السكوت عنه وهو مرفوض جملة وتفصيلاً
.

واختتمت يسرا رسالتها: "رسالتي هذه لتوضيح موقفي من هذا الحوار المنسوب لك، وأنا واثقة من قدرة المسؤولين عن المهرجان في إدراك حجم الخطأ فيه".

2- فيلم ريش

المشكلة الثانية وكانت بسبب فيلم "ريش"، الذي واجه انتقادات شديدة بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان الجونة، وأغضب عدد من المخرجين والفنانين من بينهم الفنان شريف منير، الذي قال إن الفيلم يسيء لمصر.

والمفاجأة التي حدثت، هو بيان أصدرته إدارة مهرجان الجونة السينمائي، تدافع فيه عن فيلم "ريش"، المتهم بالإساءة لمصر، واعتبر البعض أن هذا البيان "عذر أقبح من ذنب"، وكانت توقعاتهم أنهم سيخرجون باعتذار للمصرين عن عرض الفيلم.

وجاء نص البيان كالتالي: "يقوم فريق العمل في المهرجان باختيار الأفلام بناء على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية، وهذا العام وفي دورته الخامسة جاء اختيار فيلم (ريش) للمخرج المصري عمر الزهيري، متسقا مع معايير اختيار الأفلام وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان (كان)، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان (بينجياو) في الصين كما تم اختياره ليعرض في أيام (قرطاج) السينمائية في دورتها القادمة، كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي".

وأضاف البيان: "لذا كان اختيار (ريش)، للعرض في مهرجان الجونة جزءا من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا وأننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية، ووفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدأ لأنه لا يحمل أية أساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية".

وبهذا البيان، أكدت إدارة الجونة أنها وافقت على ما يحمله الفيلم من رسائل، رأى كثيرون أنها تظهر صورة مسيئة وغير حقيقية لحياة المصريين والمجتمع المصري.

وكان مخرج الفيلم عمر الزهيري، أعلن خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الجونة، أنه أراد تقديم فيلم "يُحدث صدامًا"، مؤكدًا أنه توقع هذا الجدل دون الاكتراث بصورة البلد أمام الجمهور من مختلف الدول.

3- أمير رمسيس

قدم المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي المخرج أمير رمسيس، مساء اليوم الأربعاء، استقالته واعتذاره عن عدم مواصلة فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

20.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان الجونة يعتذر للشعب المغربي عن خطأ بروتوكولي

فايزة هنداوي

الجونة – «القدس العربي»: ما زال الجدل متواصلا في مصر، بعد عرض فيلم «ريش» في مهرجان الجونة السينمائي، حيث تقدم النائب أحمد مهني، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرة الثقافة، بشأن عرض فيلم الريش الذي اعتبره النائب «مسيئا لمصر» ولا يقدم الصورة الحقيقة للبلاد، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية عالميًا.

وأكد في بيان أنه تقدم بطلب الإحاطة بعد شعوره بالإهانة من جراء غرض فيلم ريش في بعض المهرجات، وقال: الدولة المصرية تعتبر من أولى الدولة التي تشهد تطور ونقلة نوعية في وقت قصير، في شتي المجالات ومناحي الحياة، وأكبر دليل على ذلك إنخفاض معدلات الفقر والعشوائيات على مستوى الجمهورية.

وأوضح أن أصحاب عمل فيلم «ريش» لم يشاهدوا ما حدث داخل المناطق العشوائية والتي تحولت بالفعل في المحافظات إلى مجتمعات حضارية متكاملة.

في سياق متصل أصدرت إدارة مهرجان الجونة السينمائي، بيان اعتذار للشعب المغربي، بسبب ما حدث في حفل الافتتاح، من عدم تقديم المطرب ريد وان والملحن نعمان بلدياتي وهو مأثر غضبهما وغضب المتابعين من المغرب.

وجاء في البيان: «تتقدم إدارة مهرجان الجونة السينمائي الدولي، باعتذار رسمي للشعب المغربي الشقيق عن عدم تقديم النجم العالمي من أصل مغربي «ريد وان» والملحن المغربي «نعمان بلعياشي» خلال حفل الافتتاح، وتود التوضيح أن ما حدث هو خطأ غير مقصود في الإعداد للحفل وتعرب عن أسفها لوقوعه ونتمنى عدم تكراره.

وتؤكد إدارة المهرجان الجونة السينمائي، احترامها الكامل لمشاركة الفنانين باعتبارهما قامات فنية عالمية ذات شعبية هائلة في المغرب والعالم العربي، وتقديرها للإنتاج الفني لهؤلاء المطربين، وتتوجه بجزيل الشكر لكلا من الفنان «ريد وان» والملحن «نعمان بلعياشي» على الأداء المتميز الذي تم تقديمه خلال حفل الافتتاح. كما تؤكد إدارة المهرجان اعتزازها بالمشاركات المغربية في مهرجان الجونة بكافة دوراته، سواء من الأفلام أو الحضور.

 

القدس العربي اللندنية في

20.10.2021

 
 
 
 
 

المدير الفني للجونة يعلن استقالته قبل يوم من ختام المهرجان

فايزة هنداوي

الجونة – «القدس العربي»: أعلن أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة استقالته من منصبه، إثر خلاف حول بعض الأمور التنظيمية بينه وبين انتشال التميمي، مدير المهرجان.

ويأتي ذلك قبل نهاية المهرجان بيوم فقط، وهو استمرار للأزمات التي تلاحق المهرجان منذ بدايته .

وقد رفض انتشال التميمي التعليق على نبأ استقالة أمير رمسيس، مؤكدا أنه ليس على علم بها .

وتعرضت الفنانة المصرية بشرى، لحادث مروري أثناء تصوير أحد المشاهد لأحد البرامج في مدينة الجونة، حيث انقلبت سيارة صغيرة كانت تقلها هي والمذيع مكاوي، الذي تعرض هو أيضا للإصابة. وأكدت بشرى أنها تقوم ببعض الفحوصات الطبية الآن. يذكر أن بشري هي رئيسة عمليات مهرجان الجونة السينمائي، الذي بدأ يوم الخميس وتنتهي فعالياته اليوم الجمعة .

وقد تعرضت هذه الدورة من المهرجان، لعدة أزمات، بدأت قبل الافتتاح، بالحريق الذي أصاب قاعة المؤتمرات، في الجونة وطال قاعة بلازا التي كانت مجهزة لحفل الافتتاح، ولكن تمت السيطرة على الحريق وإصلاح ما دمره، وأقيم الافتتاح في موعده .

الأزمة الثانية كانت بسبب حفل الافتتاح، حيث اعترض الكثيرون على فقرة محمد رمضان، وأغنية «جو البنات، التي غناها في الخفل، والغضب المغربي بسبب عدم تقديم المطرب والملحن المغربي اللذين شاركا رمضان الغناء . ثم كانت أزمة فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، الذي انسحب عدد من الفنانين أثناء عرضه في المهرجان، واتهموه بالإساءة لسمعة مصر، وطالب البعض بوقف المهرجان بسبب عرض الفيلم.

لكن المهرجان منح جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، التي تقدمها مجلة «فارايتي» للمخرج المصري عمر الزهيري، مخرج فيلم «ريش» والمشارك ضمن عروض المسابقة الرسمية. وخلال تسلمه الجائزة، عبر الزهيري عن سعادته وفخره بهذا التكريم خاصة لحصوله على الجائزة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط. كما وجه الشكر لمهرجان الجونة السينمائي على الدعم الذي قدمه للمشروع، ولوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، على التكريم الذي سبق وقدمته لصناع الفيلم. واختتم قائلاً: «سعيد بالسينما التي تقدمها مصر، لقد عملت فيلما من أجل الإنسانية».

وتسلم الزهيري الجائزة عن فيلمه «ريش» ويقدم  قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه. ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثًا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.

 

القدس العربي اللندنية في

21.10.2021

 
 
 
 
 

«نور شمس» يناقش أوضاع وأحلام المرأة السعودية المُعيلة

فيلم قصير يمثل المملكة في مهرجان الجونة المصري

الجونة (مصر): انتصار دردير

تسجل السينما السعودية حضوراً لافتاً في مهرجان الجونة السينمائي خلال دورته الخامسة، عبر الفيلم الروائي القصير «نور شمس»، الوحيد الذي يمثل المملكة بالمهرجان، وقد أثار إعجاب الحضور؛ لتصديه لقضية المرأة المعيلة وأحلامها، وتميز الفيلم بتماسك بنائه الفني، وطرحه مشكلات اجتماعية مهمة، بجانب أداء بطليه الممثلة عائشة الرفاعي وأحمد صدام، ويتنافس الفيلم ضمن 22 فيلماً من مختلف أنحاء العالم في مسابقة الأفلام القصيرة، التي تحظى بحضور كبير وتنفد تذاكر عروضها بمجرد طرحها، وتترأس لجنة تحكيمها المخرجة كاملة أبو ذكري.

يطرح «نور شمس» قصة بطلته التي تعمل «سائقة أوبر» للسيدات في مدينة جدة، وتعيش وحيدة مع ابنها الذي أصبح كل أملها ومحور حياتها، بعد تخلي الزوج عنها؛ لكن صداماً يقع بينها وبين ابنها عندما يقرر المشاركة في مسابقة لغناء «الهيب هوب» التي قد ترشحه للسفر إلى فرنسا وابتعاده عنها... تحاول الأم إقناعه بعدم السفر، في لحظة معينة تجبر شمس على الاختيار بين فقدانها ابنها أو إيجادها لذاتها.

الفيلم من إخراج فايزة أمبه، التي لم تتمكن من حضور عرضه العالمي الأول في الجونة، وهي كاتبة ومخرجة ومنتجة سعودية، عملت لفترة مراسلة لصحيفة «واشنطن بوست». ويعد فيلم «نور شمس» ثاني أفلامها القصيرة بعد فيلم «مريم»، الذي فاز بالعديد من الجوائز الدولية وعُرض في البرلمان الاسكوتلندي. كما شاركت فايزة منتجة في فيلم «السلام عليك يا مريم»، الذي رُشح لجائزة الأوسكار عام 2016، وفيلم «قداسة» الذي شارك في مهرجان برلين. وتتطرق أمبه من خلال «نور شمس» الذي كتبته أيضاً، لمشكلات اجتماعية لم يسبق طرحها سينمائياً، مثل زواج البطلة من رجل يمني؛ ما جعلها منبوذة من أهلها، وعدم حصول ابنها على الجنسية.

وتؤكد الممثلة عائشة الرفاعي بطلة الفيلم لـ«الشرق الأوسط»، أنّ اختيار المخرجة لها، جاء بعد أن شاهدت أداءها على المسرح، موضحة «كنت أشارك في مسرحية (بيت الدهاليز) ضمن المسرح التفاعلي للمخرج الأميركي توت، وهو أول مسرح تفاعلي في الشرق الأوسط، لا نمثل فيه على خشبة المسرح كالمعتاد، بل وسط الجمهور وداخل بيت مهجور، التركيز في العرض يكون على عقل الجمهور وكيف يتفاعل معنا، وقد جاءت المخرجة فايزة أمبه لتشاهد العرض وأعجبت به، وبعد ثلاثة أشهر أخبرتني بلقائها من أجل هذا الفيلم، وشرحت لي الدور، انتابني الخوف في البداية فلم أقف أمام كاميرات السينما من قبل، كما أنّ الفيلم يعتمد على إحساس الممثلة أكثر من الحوار.

وعن فترة تصويره تقول عائشة «صورناه خلال أسبوع، لكنّنا ظللنا نحضّر له على مدار 5 أشهر؛ إذ كانت المخرجة تود أن نشعر بالحوار ونقوله بتلقائية، وكانت تستضيفني في بيتها أنا والممثل اليمني أحمد صدام الذي جسّد دور ابني في الفيلم، لتزيل أي حواجز بيننا، وكانت تتركني أعدّ الطعام له كما في الفيلم، ونتحاور معاً، وكانت توجهنا لنشاهد أفلاماً، وتطلب منا التركيز على أداء الممثلين، كما شددت على أن أكون واثقة في أدائي حتى لا أبدو مرتبكة». مشيرة إلى أنّه توجد ملامح من شخصية البطلة في حياتها الواقعية، قائلة «لي شقيقة تزوجت صغيرة مثلها، وعاشت مشاعرها، كما أنّ الفيلم يطرح بين ثناياه مشكلات اجتماعية حقيقية في مجتمعنا».

يتضمن الفيلم مشاهد للبطلة وهي تقود السيارة في شوارع جدة، على الرغم من أنّها لم تكن تجيد القيادة، تقول «كان عليّ تعلم قيادة السيارات والتدرب عليها كثيراً قبل التصوير، لقد كنت أخاف من فكرة قيادتها، لكن الفيلم أكسبني الجرأة والثقة».

ردود الفعل التي تلقتها عائشة جعلتها تطير فرحاً وتطمح للحصول على جائزة عن دورها في الفيلم «سعادتي كبيرة جداً بالآراء التي أبلغني بها سينمائيون كبار، فقد استوقفني المنتج الكبير محمد العدل وقال لي (أنتِ ممثلة «هايلة») وأثنى على الفيلم حتى كدت أدمع، فلم أكن أحلم بهذا العمل ولا بالنجاح الذي قوبل به الفيلم، لقد كان التمثيل حلماً من أحلامي، غير أنّه كان مرفوضاً من المجتمع والأسرة... منذ طفولتي كنت أشاهد مسلسل (بابا فرحان) وأقلد ممثليه، وكنت أنتظر الفرصة، وعملت في مهنة بعيدة عن تخصصي بالمجال الصحي، حتى حدث هذا التغير الفني والثقافي في السعودية الذي جعلني ومواهب كثيرة نشعر بأنّ الأحلام لم تعد بعيدة».

 

الشرق الأوسط المصرية في

21.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004