ملفات خاصة

 
 

أزمة عرض فيلم «ريش» تتصاعد.. وتتحول من اختلاف فنى إلى خلاف سياسى

تقرير ــ أحمد فاروق:

الجونة السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

* اسم الفيلم يتصدر نتائج البحث على جوجل.. وهاشتاج «أوقفوا مهرجان الجونة» تريند تويتر

* مهرجان الجونة: انتمائنا لمصر وولائنا لها.. وعرض "ريش" يتسق مع معايير اختيار الأفلام

* حفظى: القضية إنسانية ولا تحمل بعدا سياسيا.. ومنير رغم تحفظاته: أرفض منعه تجاريا.. والمهرجان: ليس دورنا الدفاع عن محتوى فيلم أو انتقاده

تصاعدت أزمة فيلم «ريش» إخراج عمر الزهيرى، بعد عرضه الأول فى مهرجان الجونة السينمائى، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حيث لم يتوقف الخلاف فى الرأى عند مدى الجودة والمتعة البصرية التى يقدمها المخرج، ولكنه تحول إلى انقسام وتقييم سياسى حول حقيقة الصورة التى تظهر فى أحداث الفيلم، خاصة فى ظل الجهود التى تبذلها الدولة لتغيير حياة المهمشين.

الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائى، وكرمته وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم لتحقيق هذا الإنجاز للسينما المصرية، بدأت أزمته فى الجونة بخروج عدد من الفنانين من قاعة العرض مساء الأحد الماضى، بعضهم لمجرد عدم الإعجاب بالتجربة فنيا، والبعض الآخر ومنهم شريف منير لموقف سياسى من الفيلم بشكل عام، حيث كان الاتهام مباشرا بأنه يسىء لسمعة مصر، وهو ما خلق حالة من الجدل، تفاعلت معها وسائل الإعلام المختلفة، كما استغلتها مواقع التواصل الاجتماعى، حتى تصدر تريند تويتر هاشتاج بعنوان «أوقفوا مهرجان الجونة»، كما تصدر اسم الفيلم أيضا نتائج البحث جوجل.

من جانبه أصدر مهرجان الجونة السينمائي بيانا رسميا، لتوضيح موقفه من أزمة فيلم "ريش"، أكد خلاله على أن اختيار فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، جاء متسقا مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية،

مشددا على أن فريق العمل فى المهرجان يقوم باختيار الأفلام بناء على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية.

وأضاف المهرجان، أن اختيار ""ريش" للعرض فى مهرجان الجونة هو جزء من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا وأن السينما المصرية على مدار 125 سنة لم يحصل فيلم مصري على جائزة بأهمية، الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية "كان"، كما أنه أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين كما تم اختياره ليعرض في أيام "قرطاج" السينمائية في دورتها القادمة كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي.

وقال المهرجان في بيانه، إنه وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به و يؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدا لأنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.

ويؤكد مهرجان الجونة أنه يفتخر بأنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التى يكن لها كل الإحترام والتقدير فى كل ما ينتمي للمهرجان، مشيرا إلى أنه قدم على مدار أربع سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة فى ظروف عالمية صعبة وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات فى مستوى العالمية. كما أن المهرجان يقام بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها.

وفى تصريحات تلفزيونية، قال الفنان شريف منير، الذى يتبنى وجهة النظر المعارضة للفيلم، إنه ضد منع الفيلم تجاريا، ولكن غيرته على مصر هى التى حركته، مشيرا إلى أننا فى جمهورية جديدة، ومبادرات حياة كريمة، وتكافل وكرامة، والأسمرات، تحارب بها الدولة الفقر، وبالتالى الصورة التى كانت تظهر فى فيلم مثل «حين ميسرة»، لابد أن تبعد العين عنها.

وأوضح «منير» أنه انسحب من عرض «ريش» لأنه يصدر صورة سلبية عن مصر، مشيرا إلى أن الأسرة التى ظهرت فى الأحداث تعيش فى عذاب غير طبيعى، وشكل مؤذى وقذارة رهيبة، أسوأ من الحياة التى كانت فى العشوائيات قبل أن تتدخل الدولة، للقضاء عليها، وهذا يتسبب فى شعور المشاهد بـ«الخنقة والتعب».

وأضاف «منير» أنه ليس معنى حصول الفيلم على جائزة من مهرجان كان، أن يتم الصمت على الصورة غير الحقيقية التى يقدمها، مؤكدا أنه شخصيا لا يعرف ماذا أعجب لجنة التحكيم فى الفيلم ليمنحوه الجائزة.

وحرص شريف منير عبر صفحته بموقع فيسبوك، على توضيح أنه لم يغادر مهرجان الجونة بسبب تحفظه على فيلم «ريش»، ولكن لأن هذا الميعاد كان متفقا عليه مسبقا مع إدارة المهرجان.

من جانبه رفض منتج الفيلم محمد حفظى، تحميله أى بعد سياسى، مؤكدا أن المخرج عمر الزهيرى تناول قضية إنسانية، لسيدة تعانى من القهر، وبالتالى ليس من الطبيعى أن تكون مكافأته الجلوس فى غرفته قلقا ومكتئبا وكأنه ارتكب جريمة، بدلا من تكريمه عن الإنجاز الذى حققه، ليس فقط فى مهرجان كان، حتى لا يقال بأنها جائزة مسيسة من الغرب، فقد حصل بالتوازى مع هذه الأزمة المفتعلة على جائزة كبرى من مهرجان بالصين.

وأضاف «حفظى» أنه لا يتوقع مواجهة الفيلم لأى مشاكل عند طرحه تجاريا فى ديسمبر المقبل، مشيرا إلى أنه لم يتم صناعته خارج منظومة الدولة، وحصل على الموافقات اللازمة، كما أجازته «الرقابة» قبل مشاركته فى المهرجانات، فضلا عن تكريمه من الدولة ممثلة فى وزيرة الثقافة.

وكان مخرج الفيلم عمر الزهيرى، قال خلال المؤتمر الصحفى للفيلم: علمت بانتقادات بعض الحضور للفيلم، ولكنى أقدم السينما التى أقتنع بها وتطرح أفكارى وأمر طبيعى أن يكون هناك اختلاف فى الرأى حول الفيلم وحينما وصلت لمهرجان «كان» لم أكن أعرف ما سيحدث بعدها.

وقال «عمر» إن السينما والفن دورهما طرح الأسئلة وترك الإجابة للجمهور فهذا هو ما يخلق الاختلافات، لذلك النهاية المفتوحة كانت مقصودة، فأنا تخيلت كل مشهد بالعمل قبل أن أبدأ فى تصويره.

الفيلم الذى اشترك فى كتابته إلى جانب المخرج السيناريست أحمد عامر، يقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغيير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذى كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيير قاس وعبثى.

 

####

 

محمد دياب يهاجم شريف منير: كلامه عن جوائز فيلم ريش خطير جدا

علق المخرج محمد دياب، على انسحاب الفنان شريف منير من عرض فيلم "ريش"، ورأيه عن الفيلم: "كلام الأستاذ شريف منير إن الجوائز اللي خدها فيلم ريش هي مؤامرة من الغرب على مصر كلام خطير جدًا خاصة إنه من فنان كبير".

وأضاف أنه سيتحدث عن خبرته في التعامل مع تلك المواقف بحكم أنه عضو لجنة تحكيم في مهرجان كان، متابعًا: "هتكلم من خبرتي كشخص عضو لجنة تحكيم في مهرجان كان، وعضو في أكاديمية الأوسكار، قولاً واحداً مفيش إنسان لا بالتلميح ولا بالتصريح عمره يحاول إنه يؤثر على اختيارات لجان التحكيم واللي أعضاءها بيتكونوا من فنانين مميزين من أنحاء العالم".

وأوضح أن إدارة أي مهرجان ينتهي دورها عند نقطة اختيار الأفلام المشاركة، مؤكدًا أن هذا الأمر يسأل عنه الفنانين الذين كانوا أعضاء لجان التحكيم في المهرجانات الثلاثة الكبرى والذين يأتي من بينهم هند صبري، ونيللي كريم، ومحمد حفظي.

وأكمل: "طب ليه الأفلام اللي بتروح مهرجانات بتبقي عن الفقرا أو عن المشاكل؟.. الأفلام المستقلة في العالم كله هي الأفلام اللي خارج منظومة الإنتاج التجارية، يعني الأفلام اللي مش لاقيه إنتاج ودي بتبقي دايماً الأفلام اللي عن المهمشين أو الناس اللي ملهاش صوت، وبما إنها أفلام مش متوقع منها تجيب فلوس فبيبقى عند صناع العمل الجرأة إنهم يعملوا اختيارات فنية جريئة وده بيخليها مغرية للمهرجانات اللي بتدور على سينما جديدة ومختلفة".

وأضاف أنه في عام 2019، كان الفيلم الذي حصد البالم دور هو (شوب ليفترز) الياباني، وفي 2020 حصد نفس الجائزة (باراسيت) الكوري، وبعدها اكتسح الأوسكار، كما أن الفيلمين عن العشوائيات في دول عالم أول، فضلًا عن أن بلاد الفيلمين احتفت بهما وبصانعيهم بالرغم من أن العشوائيات نسبتها في الدولتين لا تذكر.

وأوضح: "المميز في فيلم ريش مش الفقر على الإطلاق بل أسلوب مخرجه الجريء وطريقه سرده المختلفة، وسواء عجبك الفيلم أو لأ لازم نشيد بإن الفيلم ده فيلم بصوت و طعم مختلف فنياً مش موجود في السينما المصرية، الفقر و المشاكل لا يمكن يدخلوك مهرجان كبير لو مفيش جوده صنع أو تجربة سينمائية رائدة".

وتابع: "فيلم ريش فيه تجريد للمكان والزمان، والفقر فيه خلفية للقصة لدرجة إن المكان مش شبه مصر ولا أي مكان في العالم، ولو الفنانين نفسهم هم اللي بقوا بيرددوا الاتهامات اللي من نوعية تشويه مصر فدي مصيبة، لأن الكلام ده فيه مزايدة على الرقابة وعلى منتجي الفيلم، وعلى المهرجانات اللي بتختار الأفلام وهيخلي أي فيلم عن المهمشين متهم بالتزلف وبيصعب إنه ينتج أو يُجاز".

وأشار: "للأسف الكلام ده بيخلي الرأي الشعبي يبقي دايمًا حاطط أفلام المهرجانات في وضع المتهم، أكيد اختاروا الفيلم عشان سبب غير مستواه الفني، كلام فيه انسحاق وهزيمة، وكأننا معندناش القدرة نعمل حاجة كويسة، بمنطق أستاذ شريف كان هينسحب من عرض الفيلم العظيم الكيت كات اللي كان بطله وقدم فيه دور عظيم، وكنا اتحرمنا من أعظم فيلم مصري".

واختتم: "عمر الزهيري مخرج مصري واعد ويستحق مننا كلنا التحية والتشجيع، وفيلم ريش مدحه وذمه لازم يكون في داخل الإطار الفني فقط".

 

####

 

حفظي: ريش ليس فيلما وثائقيا عن طبقة العمال في مصر.. والمخرج من حقه التعبير عن عالمه الخاص

هديل هلال

قال المنتج محمد حفظي، منتج فيلم «ريش»، إن الفيلم ليس وثائقي عن طبقة العمال في مصر، مؤكدًا أنه من خيال المؤلف الذي يخلق فيه عالمه الخاص ومن الممكن أن يكون في أي مكان وزمان.

وأضاف خلال تصريحات لفضائية «العربية»، مساء الثلاثاء، أن «ريش» لا يرصد واقعًا اجتماعيًا بشكل واقعي بنسبة 100%، متابعًا: «هو واقعي لكنه عالم خاص بالمخرج به نوع من الخيال في الطرح وهو ما يعكسه اختيار أماكن التصوير والممثلين».

وأشار إلى أن المخرج من حقه التعبير عن عالمه الخاص وحكايته بالطريقة التي يراها، لافتًا إلى أهمية الاهتمام بطريقة سرد الفيلم سينمائيًا والتناول البصري للقصة وكيفية توجيه الممثلين.

ولفت المنتج إلى وجود أناس عدة غير معتادة على هذا النوع من الأفلام في مصر الذي يعتمد على ممثلين غير محترفين والمشاعر فيه مجرد همسات وليست صراخًا، قائلًا إنه «أسلوب سينما لا نراه كثيرًا».

وذكر أن أكثر ما أشادت به لجنة تحكيم مهرجان «كان» التي منحت «ريش» جائزة أسبوع النقاد الكبرى، أن الفيلم يحكي قصته بأسلوب غير معتاد في السينما العربية والمصرية.

وتصاعدت أزمة فيلم «ريش» إخراج عمر الزهيري، بعد عرضه الأول في مهرجان الجونة السينمائي، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حيث لم يتوقف الخلاف في الرأي عند مدى الجودة والمتعة البصرية التي يقدمها المخرج، ولكنه تحول إلى انقسام وتقييم سياسي حول حقيقة الصورة التي تظهر في أحداث الفيلم، خاصة في ظل الجهود التي تبذلها الدولة لتغيير حياة المهمشين.

 

####

 

مدير مهرجان الجونة: فيلم ريش يقدم لغة سينمائية جديدة ورؤية فنية لمخرج موهوب

هديل هلال

قال انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، إن وجود جدل حول فيلم «ريش» أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن المهرجان يقدم نموذجًا جيدًا لصناعة السينما في مصر والعالم العربي.

وأضاف التميمي، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «يحدث في مصر»، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الثلاثاء، أن «الجدل يبقى ضروري وهام لكن على مستوى النقاش الموضوعي والتفهم دون اتهامات»، مؤكدًا أن «لكل مخرج حق تقديم فكرته ورؤيته الفنية».

وأشار إلى أن الاتهامات الموجهة للمخرج ليست لصالح السينما والثقافة ومصر، مضيفًا عن البيان الذي أصدره المهرجان اليوم بشأن «ريش»: «أصدرناه لنبين أن المهرجان المصري الأصيل يدفع بالتوجه السينمائي المصري والعربي والدولي للأمام والسياحة والاقتصاد في الدولة».

وشدد على أهمية النظر بعدالة إلى العمل الفني، مؤكدًا أن «الجونة» السينمائي يرفع صورة مصر مع استقبال نحو 1200 ضيف من كل أنحاء العالم يلتقون للمرة الأولى، وأهم المخرجين العالميين كالمخرج دارين آرنوفسكي.

ولفت إلى أنه قدم اليوم فيلم «أميرة» للمخرج محمد دياب بحضور 1500 شخص، مشيدًا بالتضامن السينمائي الذي حدث بعد تقديم «دياب» التهنئة لمخرج فيلم «ريش» عمر الزهيري، مع تصفيق الجمهور الواسع لهذا التقديم.

وذكر أن «ريش» يحمل لغة سينمائية جديدة ورؤية فنية لمخرج موهوب للغاية، فضلًا عن أنه حصل على عشرات الجوائز السينمائية العالمية، قائلًا إنه من المقرر الاحتفال غدًا بالمخرج عمر الزهيري كأفضل موهبة سينمائية لهذا العام.

وأصدر مهرجان الجونة السينمائي، بيانا رسميا بخصوص أزمة فيلم «ريش»، أكد خلاله أن اختيار فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، جاء متسقا مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان كان، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة.

 

الشروق المصرية في

19.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش".. فيلمٌ مصريّ حول حقيقيّة الحياة

نورا ناجي

الجونة (مصر) - خاص بـ "منصة الاستقلال الثقافية":

في عوالم ماركيز، حيث تختلط الواقعية بالغرائبية السحرية، تظهر قرية ماكوندو دائماً مركزاً للأحداث، قرية متخيَّلَة تمثل العالم، يحدث فيها كل شيء دون التقيّد بزمان ومكان، أو حتى بتفسير منطقي لحدث، مثل طيران فتاة وهي تنشر الملاءات البيضاء على السطح، أو صلْب رجل على شجرة، أو أن يأكل النمل طفلاً، ثمة إحساس عدميّ بالحياة، ومن هذا الإحساس يمكن التعبير عن كل شيء بتخفُّف، شاعرية في الموت والفقر والمعاناة، اكتشاف لسحرٍ ما في قلب القسوة، والفن الذي لا يقدم بديلاً لسرد الحياة كما هي، باعتياديتها ومللها واستمراريتها التي ربما لا يلتفت إليها أحد، ليس فناً حقيقياً.

في فيلم ريش للمخرج عمر زهيري الحائز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان "كان"، وهي أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان، نستكشف أيضاً مكاناً متخيلاً، لا تعريف له ولا علامة مميزة، لا وجود للزمان أيضاً، ربما تحدث القصة في العصر الحالي، أو في زمن موازٍ، أو ربما ديستوبي بعد انتهاء العالم الذي نعرفه.

لكننا نرى، أيضاً وبذات الوقت، في الفيلم الذي عُرض في مهرجان الجونة السينمائي الخامس، تفاصيل معتادة للفقر، أسرة معدمة في شقة صغيرة لا تحوي إلا القليل، كنبة وتليفزيون وغسالة قديمة وثلاجة محطمة وسرير معدني، ورغم ذلك تضم ثلاثة أطفال أصغرهم لا يزال رضيعاً، في كشف صريح للإصرار على التكاثر رغم ضيق الحال. ضيق معنوي وحقيقي، لا مكان لفرد آخر على الكنبة المثقلة بما فوقها، لا شعور بالعيش أو المتعة، رجل يأمر امرأته بإعداد طعامٍ محددٍ لأيام، بنقود قديمة ممزقة وقليلة، يحتفظ بها وكأنها كنزُهُ المخفي في صندوق معدني صدئ داخل دولاب صغير لا يحوي شيئاً. وامرأة لا تظهر ملامحها بشكل واضح، رأسها محنيٌّ للأبد، لا تنطق سوى بكلمات قليلة، لا تدافع عن نفسها ولا تريد ذلك.

لا شيء سوى العيش في وكر مغلق كحيوانات بشرية، ترشُّهم المدينة كل مساء بمبيد حشري يتسلل من الشباك المفتوح وكأنهم مجرد حوّام، لن يختلف العالم لو تلاشوا فجأةً، كما سيحدث بعد قليلٍ لربّ البيت، الذي يشعر بأهميته لا لشيء سوى قدرته على إطعام هؤلاء المخلوقات بجنيهاته القليلة، يحكي قصصاً لا تصدق حدثت له، أو يَعِد أطفالَهُ بحياة أخرى جميلة لن تتحقّق، أو يجلب للبيت نافورة صغيرة وكُرَة ديسكو ملوّنة لن تزيد حياتهم جمالاً، بل ربما ستضيّق عليهم المكان أكثر.

يختفي الأب بعدما يخضع لساحر دجّال في عيد ميلاد ابنه، يضعه داخل صندوق خشبي مثل أوزوريس، لا يجد فيه بعد قليل سوى دجاجة بيضاء، "فرخة" بلا حول ولا قوة، تحل محلّه في البيت، تنام وتأكل على سريره، ترمق العالم بنظرة جامدة. يختفي ويترك عائلته بلا شيء، امرأة لا تعرف شيئاً عن الحياة سوى ضرورة إطعام الصغار وحفظهم أسفل سقف بيتٍ معرّضة للطرد منه، فتخرج خارج حدود العشُّ إلى عالم قديم: تغطيه غلالة صفراء من الغبار والدخان، يتساوى فيه الإنسان والحيوان بشكل غرائبي، قرد يقفز على سيارة، قطيع من الحمير يقف أمام مصنع، ثور ينكح بقرة داخل رواق مستشفى، كلب يقف في طابور تحصيل الأجر المتأخر.

ما الإنسان؟ وما الحيوان؟ ما الفرق بينهما سوى تأمل العالم وفهمه وعيشه بحق وليس لمجرد فكرة الاستمرار؟ البشر يعيشون داخل مجتمع لا يفرق شيئاً عن البريّة، لا وجود للحقيقة، ولا فرصة للتعلُّم من الأخطاء

تكرر الزوجة أخطاءها بشكلٍ مثيرٍ للتساؤل، وكأنها لا تعرف شيئاً خارج حدود هذا العالم، تحمل دجاجتها إلى الدجالين على أمل التمكُّن من استعادة زوجٍ لا تشعر نحوه بشيء، لا هي افتقدته عندما اختفى، ولا استنكرت تحوّله غير المنطقيّ إلى حيوان ساكن بلا فائدة. لا تنجح محاولات الدجّالين لكنها لا تتعلم، تكرر نفس الدائرة بسذاجة، وتلجأ أولاً لحلّ السحر قبل العلم.

 

في العالم الذكوري الذي لا مكان فيه لامرأة، لا تتمكّن الزوجة من العمل سوى في خدمة البيوت، فيلا أنيقة وباردة تظهر فجأةً من العدم في هذا المكان التَّعِس، أرضها رخامية باردة بلا روح، تنظّف الزوجة الأرض مثل كلبٍ جاثٍ على قوائمه، تمزّق اللحم وتنظِّفُهُ وتحفَظُه في ثلاجة ضخمة. تسيل الدماء من حولها وتغطّي كل شيء في وحشيةٍ قاسيةٍ لا تلتفت حتى إليها. هي تمزّق نفسها أولاً قبل اللحم الميت، لا فرق كبير بينها وبينه، حتى سرقتها الصغيرة التي تتسبّب في طردها من العمل، لا شيء سوى حلوى تافهة، وكأنها أرادت فقط الخروج من دائرة الطعام الأقرب للعلف الحيواني للحفاظ على الحياة الذي تطعمه لصغارها، ومنحهم فرصة تذوّق شيءٍ غريبٍ، شيكولاتة ملفوفة بورق مذهّب، وجبن في ورق سوليفان ملون، لكنها تفشل حتى في ذلك.

تدفع الأم طفلها للعمل في المصنع، وتذهب لإكمال البحث عن زوجٍ مختفٍ، رحلة إيزيسيّة كابوسيّة تتعرض فيها لكل ما يمكن أن تتعرّض له أنثى في غابة، تنتهي بعثورها على رجلٍ مشرَّدٍ يشبه زوجها، فاقد للعقل والجسد، مغطّى بطبقةٍ طينيةٍ صلبةٍ، جلدُهُ متقرِّحٌ، لا يفرق شيئاً عن دجاجة تنام على سرير، حتى إنها تعالجه في مستشفى بيطري، وتطْعِمُهُ مثلما تطعم الدواجن، وجوده لا شيء، غيابُه لا شيء، الحياة لا شيء، تعتقد أولاً أنه قد يمنع عنها مضايقات الذكور الآخرين، لكنه لا يفعل، تُجْلِسُهُ وسط أطفالهما على الكنبة أمام التليفزيون، تصْفَعُهُ وتتوسّل إليه ليُفيق، وعندما تفشل كل محاولاتها في إعادة تركيب جسده مثل دمية ممزَّقَة، تتمرّد على كل شيء.

يقدّم الفيلم عالماً مغايراً لما نعْرِفُه، الفقر فيه قاسٍ وملموسٌ، في النقود القديمة الممزّقة، وفي التراب الذي يغطي كل شيء، السيارات، ترابيزات البلياردو، موائد الطعام. في الملابس المتَّسِخَة والطين اللزج والبيوت الضيقة المكتظّة، يقدم أيضاً بشراً يرقصون ويلعبون ويأكلون بلا إحساس حقيقي بما حولهم، هذه النظرة الصادقة التي يمكن أن نرى بها الحياة في العالم وليس في مصر فقط، أثارت غضب بعض الفنانين، ثمّة تهمة جاهزة وهي "الإساءة إلى مصر"، وكأن الحياة الزاهية الملوّنة داخل شاشة هي الحقيقية، وكأن الحياة المكتومة الباهتة هي الخيال.

لا يُسيء فيلم ريش إلى مصر ولا إلى أيّ مكان آخر، المخرج عمر الزهيري الذي قدَّمَ فيلمه الأول المستوحَى من قصة قصيرة لتشيكوف هي "موت موظّف"، يحمل همّاً حقيقيّاً متأصلاً داخله، هو هَمّ الفنان في كل مكان، ما هي الحياة، وما هو الإنسان، ما هي الحقيقة وما هو الخيال، وما هو الجمال والقبح والمساواة والعدل والظلم؟

على الفنان أن يملك موقفاً صادقاً، ولعلّ هذا هو ما منح الزهيري جائزة النقّاد في مهرجان كان، أنه أوصل رسالته بطريقته دون افتعال ولا تشنُّج، وبواسطة ممثّلين يقفون لأول مرة أمام كاميرا، لا يُجيدون التمثيل تماماً، هم يجسّدون حقيقةً ما كامنة داخلهم جميعاً، ومن هنا تحدث معجزة الفن الحقيقية، إضاءة نقطة معتمة خارج إطار الرؤية التقليدية للعالم، واكتشاف شيءٍ ما ربما لا نتمكّن من تحديده بدقة، لكنه في ذات الوقت، يُفَسِّر الكثير.

 

####

 

محمد بكري يقاطع "الجونة".. انتصاراً لكرامة الفنان الفلسطيني

يوسف الشايب:

أعلن الفنان محمد بكري، الممثل والمخرج الفلسطيني، صباح اليوم، التاسع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2021، عن عدم مشاركته في مهرجان الجونة السينمائي، الذي كان قد أعلن عن تكريمه في حفل الافتتاح، ثم تم تأجيل التكريم إلى حفل الختام، وأنه جرى الترتيب معه ليكون في المهرجان قادماً عبر إيطاليا إلى مطار القاهرة، مساء غدٍ.

وقال بكري في تصريحات خاصة وحصرية لـ "منصة الاستقلال الثقافية": قررتُ عدم المشاركة في مهرجان الجونة السينمائي، كردّ فعلٍ مبدأيّ لجهة وقف "مهازل" إهانة الفنان الفلسطيني أيّاً كان، وأيّاً كان جواز السفر الذي يحمله، فقد آن الأوان أن تتعامل الدول العربية مثل بقية العالم مع الفلسطيني كإنسانٍ له كامل الحقوق كغيره من البشر. الأمر لا يقتصر على الفنان الفلسطيني فحسب، بل على آلاف الفلسطينيين، ممن شاهدتُ الكثيرَ منهم بأمّ عيني في ظروف مهينة ولا إنسانية بقاعات مطارات العالم، وخاصةً في المطارات العربية. هي رسالة لسلطات العالم والدول العربية بأن "بَلَغَ السيلُ الزُبَى".

وأضاف بكري في التصريحات المُسجلة: عدم مشاركتي في المهرجان تأتي أيضاً احتجاجاً على ما حصل معي في هذه الدورة، وما حدث مع المخرج الفلسطيني سعيد زاغة في مطار القاهرة، وكيف تمّ احتجازه لاثنتي عشرة ساعة في ظروف مهينة، ومن ثم ترحيله إلى بريطانيا حيث يقيم، ومن قبلنا الفنان الفلسطيني علي سليمان العام الماضي. هذه الحوادث كانت بمثابة القشَّة التي قصمت ظهر الجمل، لكنها صرخة للتعبير عن معاناة كل فلسطيني على هذه الأرض في المعابر والحدود والمطارات العربية والعالمية.

وكشف صاحب "جنين جنين": تواصَلَتْ معي إدارة مهرجان الجونة السينمائي، وأخبروني بأنهم أتمّوا إجراءات الدخول، ولكن "المقروص بيخاف من جرّة الحبل"، ولا أريد المغامرة في هذا الاتجاه، مع التأكيد على احترامي للقائمين على المهرجان والعاملين فيه، ولقرارهم باختياري للتكريم، وللجمهور المصري وجمهور المهرجان من كافة أنحاء العالم، ولكن إدارة المهرجان، وللأسف، لا تملك السلطة التي تحمي وتحترم الضيف الفلسطيني عند دعوته.. إن لم تكن لديهم سلطة على سلطة المطار في المستقبل، فلا داعي لتوجيه الدعوات للمبدعين الفلسطينيين، وبالتالي تعريضهم للإهانات و"البهدلة".

وشدَّدَ بكري: هذه الخطوة الاحتجاجية غير موجّهة للمهرجان، ولا لمديره الصديق انتشال التميمي، ولا لإدارة المهرجان وجميع العاملين فيه، أو لجمهوره.. هذه صرخة في وجه الجهة الرافضة لدخول الفلسطيني والمتسببة في إهانته، كما حصل مع زاغة ومعي ومع علي سليمان، وبغض النظر عن جواز السفر الذي يحمله.. من حقنا أن نعرف من هو المسؤول عمّا يحدث للفنان الفلسطيني ما دامت ليست هي إدارة المهرجان.

وعبَّرَ بكري عن أسفه لكلّ من جاء إلى المهرجان لمتابعة تكريمه، باعتباره لم يتمكّن من الحضور وقتها، "لأسباب لا أريد أن أُحْرِجَ أحداً بالحديث عنها"، خاتماً: لكنّي أوجز الأمر بما كتبه محمد الماغوط في مسرحية "المهرّج".. "ومتي كان العربيّ بحاجة إلى جواز سفر ليتجوّل في أرض آبائه وأجداده"، وجاء ذلك على لسان "صقر قريش"، الذي جاء ليحرر فلسطين، واحتُجِزَ في إحدى نقاط الحدود العربية.

 

منصة الإستقلال الثقافية في

19.10.2021

 
 
 
 
 

في الصحافة العربية

أزمة فيلم “ريش”.. اتهامات بـ”تشويه سمعة مصر

عن موقع قناة الحرة

أثار انسحاب فنانين مصريين خلال عرض فيلم “ريش” في مهرجان الجونة السينمائي الكثير من الجدل بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما بعد الهجوم الشديد الذي شنه إعلاميون بارزون، والذين اتهموا صناعه بـ”تشويه صورة وسمعة” مصر من خلال عرض نماذج للفقر والعشوائيات في البلاد.

وأفادت تقارير إعلامية بخروج 3 فنانين هم شريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق بعد حوالي ربع ساعة من بدء عرض الفيلم، الذي يعد أول فيلم مصري حصل على جائزة “أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي”. وفاز “ريش” أيضا بجائزة أفضل فيلم في مهرجان “بينغياو” الصيني

ويتناول الفيلم قصة ربة منزل مصرية بسيطة تجد نفسها أمام مسؤوليات كبيرة تتجلى في إعالة أولادها بعد أن حول مشعوذ عن طريق الخطأ زوجها إلى دجاجة، دون أن يفلح في إعادته إلى طبيعته البشرية مرة أخرى، وهنا تضطر تلك الأم الفقيرة والساذجة أن تبحث عن عمل يسد رمق عائلتها في مجتمع ذكوري لا يرحم.

ويعد هذا العمل الذي ينتمي إلى مدرسة العبث والفانتازيا، أول فيلم روائي طويل للمخرج عمر الزهيري والذي شارك في تأليفه بالتعاون مع السيناريست أحمد عامر، فيما ساهمت جهات فرنسية وهولندية مهتمة بدعم السينما المستقلة بتمويل إنتاجه، وفي الوقت ذاته كان لافتا أن بطلة الفيلم، دميانة نصار، التي أدت دور الأم تخوض تجربتها الدرامية الأولى. وكانت دميانة قد ذكرت أنها أمية لا تجيد القراءة أو الكتابة، ومع ذلك فقد أشاد الكثير من النقاد بأدائها العفوي العميق.

أين الرسالة؟

وفي معرض تبريره لانسحابه من قاعة عرض الفيلم، قال الفنان شريف منير في حديث تلفزيوني إلى الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”: “في البداية أود أن أقول أنني أكن الاحترام للمنتج محمد حفظي (منتج الفيلم)، وهو صديق عزيز على المستوى الشخصي، ولكن انسحبت من المشاهدة لأنه جعل صورتنا سيئة بشكل مبالغ فيه، فهناك عائلة تعيش في قذارة رهيبة، وحتى العشوائيات التي كانت موجودة سابقا لم تكن بهذا السوء الذي أظهره الفيلم”.

وتابع: “الناس الذين يعيشون في العشوائيات أصبح لديهم مساكن نظيفة ولا يجب تكرار ما كان يظهر في أفلام مثل فيلم (حين ميسرة)”، في إشارة لفيلم للمخرج المصري خالد يوسف، الذي صور الحياة في الأحياء الفقيرة، وأنتج عام 2007

وأكمل منير: “نحن في عهد جديد وجمهورية جديدة، وحتى على المستوى الفني لم يشدني ذلك العمل فليس هناك إبداع فظيع، والأشخاص الذين شاركوا لم يسبق لهم التمثيل، وأنا استغرب الذين منحوا الجائزة للفيلم، فما يعرضه الفيلم لم يعد موجودا على أرض الواقع”.

ولمح منير  إلى أن الفيلم قد يكون فاز بالجائزة في مهرجان بسبب حب بعض الغربيين لرؤية الصور القاتمة عن الشرق، مضيفا: “أنا مصر أن يقول لنا المخرج ما هي رسالته التي أراد أن يوصلها للجمهور، لأن الفن السينمائي يجب ألا يقبل التأويل كما يحدث مع الفن التشكيلي”.

وفي نفس السياق أكد الفنان المعروف، نبيل الحلفاوي، أن انسحاب أي فنان من مشاهدة عرض سينمائي لا يعبر عن أي إساءة، وقال في تغريدة له: “مغادرة القاعة أثناء عرض ما أو كلمة لمتحدث هو تصرف مشروع ومعروف للتعبير عن موقف مضاد. أو لمجرد عدم احتماله فنيا أو فكريا، أما أن التهم بالإساءة لا صحة لها فلا يمكنني الحكم سماعيا”.

من جهته، قال المنتج محمد حفظي في تصريحات للإعلامي عمرو أديب، إن عرض الفيلم لم يشهد أي مشكلة باستثناء انسحاب ثلاثة فنانين من قاعة العرض، متابعا: “بالنسبة للرسالة التي يتحدث عنها الفيلم، فهو عبارة عن عالم مجرد من الزمان والمكان بحيث من الممكن أن تجري أحداثه في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وفي أي مكان، وهو يتناول موضوع إنساني بحت لا يحتمل تأويله سياسيا أو غير ذلك”.

وتابع: “من المستحيل أن أنتج أو أشارك في أي فيلم يسيء إلى مصر، ونحن فخورون بأن الفيلم فاز بجائزة كبيرة في مهرجان، كما حاز على جائزة أخرى في مهرجان سينمائي كبير في الصين، والمخرج أوضح في الندوة الخاصة بالفيلم أنه ليس سياسيا وتحدث عن قضية إنسانية، ناهيك عن أن العمل حاز على موافقة الرقابة قبل تصويره، وبالتالي لا أعتقد أنه سيواجه أي عقبات عند عرضه تجاريا في ديسمبر القادم”.

وأشار إلى أن وزارة الثقافة والمجلس القومي للسينما قد كرما الفيلم على الإنجاز الذي حققه وليس بالضرورة الاتفاق أو الاختلاف مع مضمونه.

أهداف خبيثة

وانتشرت تغريدات والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تهاجم الفيلم، الذي لم يعرض جماهيريا حتى الآن، وفي هذا الصدد، قالت مدربة لغة الجسد رغدة السعيد في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر: “الناس الذين انزعجوا من انسحاب فنانين بذريعة أنه فاز بجائزة مرموقة في مهرجان كان.. ليتذكروا أن توكل كرمان والرئيس الإثيوبي قد فازا بجائزة نوبل للسلام.. هناك فرق كبير بين تصوير الواقع وبين قلب الحقائق لأغراض أخرى”، على حد قولها

واتهم نائب البرلمان محمود بدر الفيلم صانعوه بالـ”تعري”  وتجاهل تقارير للبنك الدولي التي تحدثت عن “تراجع نسبة الفقر في مصر”. 

وكذلك، أيد عضو البرلمان والإعلامي المصري مصطفى بكري، خروج الفنانين الثلاثة من قاعة العرض، موجها لهم الشكر والتقدير، وانتقد تمويل الفيلم الأجنبي قائلا: “التحية والتقدير للفنانين والإعلاميين الذين انسحبوا ورفضوا متابعة فيلم ريش، الذي يتعمد الإساءة لمصر ، كان يتوجب على منظمي مهرجان الجونة أن يعتذروا عن هذا الفيلم المسيء، المنتج بتمويل أجنبي بغرض الاساءة لسمعة مصر.

وذكرت صحيفةأخبار اليوم الحكومية أن عضو البرلمان المصري، أحمد مهني، سيتقدم بطلب إحاطة ليوجه إلى رئيس الوزراء، مصطف مدبولي، ووزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم بشأن فيلم مسيء للبلاد ولا يقدم صورة حقيقة عنها، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميًا

وأكد مهني، خلال البيان الصادر له  أن “المناطق العشوائية تحولت بالفعل فى المحافظات إلى مجتمعات حضارية متكاملة بفضل الجهود الحثيثة والرؤية الثاقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي الذى يعتمد مفهوما شاملا لحقوق الإنسان يمكن اختصاره فى مصطلح حياة كريمة”.

وطالب البرلماني، بضرورة محاسبة من يثبت تورطه في “هذا الفيلم الذي يُسيئ للدولة المصرية، من خلال عرض مشاهد تتنافي تمامًا مع الواقع”. وفقا لتعبيره

محاربة الفن” 

وعلى الجانب الآخر، ساند عدد من الفنانين البارزين الفيلم ودافعوا عن حق الإبداع. وقال المخرج كريم الشناوي في منشور له على موقع فيسبوك أنه أحب العمل، لافتا إلى أنه “فيلم مختلف و خارج السائد ومطلوب يبقى عندنا تنوع ويبقى في مجال لأفلام مختلفة بتخدم جمهور متنوع وذوقه مش شبه بعض”.

وزاد: “إذا لم يكن هناك مجال لمجرد عرض فيلم مصري مختلف في مهرجان سينمائي، فإين يجب أن يعرض إذا، وإذا لم يوجد مجال لتقبل أننا كصناع سينما مختلفين في أذواقنا ومشاريعنا في مهرجان، فأين سنتقبل اختلافاتنا إذا؟”. 

وطالب بالكف عن انتقادات الأفلام من خلال تهم فضفاضة متل “تشويه مصر”، مردفا: “عندما ننتقد أفلام أو نختلف مع أفكارها فهذا أمر عادي بشرط عدم توجيه اتهامات أو تشويه سمعة القائمين عليها”.

وعلى نفس المنوال، يشدد المخرج  والسيناريست، محمد دياب، على تصريحات الفنان شريف منير والتي قال فيها إن الفيلم  حصل الجوائز دليل على وجود مؤامرة على الغرب يعتبر “كلام خطير جداً خاصه أنه (صدر) من فنان كبير”.

وزاد: “بحكم خبرتي كشخص كان عضو في لجنة تحكيم بمهرجان كان، وعضو في أكاديمية الأوسكار، فقولاً واحداً مفيش (لايوجد) إنسان لا بالتلميح و لا بالتصريح (يستطيع) أن يؤثر علي اختيارات لجان التحكيم”. 

وتابع: “إدارة أي مهرجان دورها ينتهي باختيار الأفلام المشاركة.. ويسأل في ذلك الفنانين الذين كانوا أعضاء لجان التحكيم في المهرجانات الثلاثة الكبرى، مثل هند صبري ونيللي كريم ومحمد حفظي”.

وفي حديثها لموقع “الحرة”، ترى الكاتبة والناقدة السينمائية، ماجدة خير الله، أن فيلم “ريش” يستحق أن تثار حوله ضجة ولكن كانت يجب أن تكون ضجة إيجابية ودعوة إلى “الاحتفاء والفخر بهذا العمل الفني العظيم الذي فيه لغة سينمائية راقية ومكونات درامية تثير الإعجاب وتشبع نهم عشاقي الفن السابع”.

وأضافت: “الذين هاجموا هذا الفيلم هم حفنة قليلة من الفنانين الذي تهافتوا على وسائل الإعلام لإثارة الجلبة والضوضاء لأهداف ومآرب خاصة بهم”.

ورفضت خير الله التبريرات التي قدمها الفنان شريف منير، موضحة: “مع احترامي لشخصه ولكنه شخص جاء إلى الفن عن طريق الصدفة.. وليس له أي قدر على نقد وتحليل مثل هذا الأعمال الإبداعية الراقية”. وأضافت: “برأيكم من رأيه أهم شريف منير أم لجنة من المخرجين والنقاد في مهرجان كبير وعريق مثل مهرجان كان؟”.

وواصلت: “هذا الفيلم حصل على العديد من الإشادات والترحيب من قبل نقاد مرموقين في العالمين العربي والغربي، وإذا كان هناك من لا يعجبه هذا العمل فإن ذلك من حقه وشأنه بشرط عدم الإسفاف والتهجم السطحي، والبعيد كل البعد عن أي معايير نقدية واضحة وبعضها من البديهيات”.

وعن حق الفنانين في مناقشة قضية العشوائيات، أجابت: “لا ينبغي أن تكون هناك ظاهرة محظور نقاشها في السينما والفن بشكل عام، ومشاكل العشوائيات والفقر ليست حكرا على مصر، ففي الكثير من البلدان توجد أحياء قصدير وعشوائيات، وبالتالي ما دام هناك إبداع ورقي في الطرح والمعالجة فلا يوجد أي عائق يمنع تناول مثل هذه المواضيع”.

وعن مخاوف تأثير التمويل الأجنبي على المواضيع التي تطرحها أفلام السينما المستقلة في مصر، ردت: “معظم الأفلام التي تشارك في المهرجان تشارك 3 أو ٤ جهات في دعمها، ومصطلح التمويل ليس دقيقا، بل يمكن القول إنه تعاون ومساهمة في دعم إنتاجات فنية راقية دون التدخل في رؤية المؤلف أو المخرج أو محاولة فرض أجندات عليها”.

وختمت بالقول: “العالم كله يتجه إلى التعاون في كافة المجال، فحتى الاقتصاد المصري قائم في كثير من جوانبه على التعاون والشراكة مع دول عربية شقيقة وجهات دولية مثل صندوق النقد الدولي، ونفس الأمر ينطبق على الفن بشكل عام والسينما خاصة، إذ أن التعاون والشراكة في هذا القطاع الإبداعي يؤدي إلى نتائج مزدهرة تنعكس إيجابا على قيم إنسانية خالدة مثل الحب والمساواة والإخاء”.

 

موقع "عين على السينما" في

19.10.2021

 
 
 
 
 

فيلم "ريش" متهم بالإساءة لمصر.. المنتج يرد

أكد المنتج أن الفيلم من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين

الجونة -مصر -نادين خليفة

أثار فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري والذي عرض ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، جدلاً كبيراً، خاصة بعد انسحاب عدد من الفنانين من العرض بزعم إساءته لمصر.

وأكد الفنانون المنسحبون، وعلى رأسهم الفنان شريف منير، أن الفيلم به أحداث تسيء لسمعة مصر، إضافة لقلبه الحقائق وضعفه الفني.

إلى هذا، تروي أحداث الفيلم الذي حصل على جائزة أسبوع النقاد في مهرجان كان، حياة أسرة فقيرة تعيش في العشوائيات، وخلال عرضه في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة مساء الأحد الماضي انسحب عدد من الفنانين معتبرين أنه يسيء إلى سمعة مصر.

من خيال المؤلف

من جهته، قال منتج الفيلم محمد حفظي لـ"العربية.نت"، إن الجدل المثار مفتعل، وإن الاتهامات غير منطقية، مضيفاً أن الفيلم ليس وثائقياً عن حياة الفقراء في مصر، لكنه من خيال المؤلف وليست له علاقة بواقع اجتماعي معين بل يمكن أن يكون في أي مكان وأي زمان. وقال الناقد السينمائي أحمد سعد الدين لـ"العربية.نت" إنه يجب تقديم وتقييم الفيلم فنياً وليس سياسياً، ومن حق الفنان شريف منير أن يرفض الفيلم لكن ليس من حقه أن يتحدث عن سمعة مصر.

وأضاف أنه تم إنتاج أفلام مماثلة من قبل مثل "هي فوضى" و"حين ميسرة"، متسائلاً ولو شاهدنا هذه الأفلام الآن هل يمكن القول إنها تسيء لسمعة مصر؟

يتسق مع المعايير

في سياق متصل، أصدر مهرجان الجونة السينمائي بياناً رسمياً بخصوص الأزمة، أكد خلاله أن اختيار فيلم "ريش" للمخرج المصري عمر الزهيري، جاء متسقاً مع معايير اختيار الأفلام في المهرجان، وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان "كان"، وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة.

وأضاف أن الفيلم حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان "بينجياو" في الصين، كما تم اختياره ليعرض في أيام "قرطاج" السينمائية في دورتها القادمة، وقامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي. وأضافت إدارة المهرجان: ولذا كان اختيار الفيلم للعرض في مهرجان الجونة جزءا من الاهتمام بالشأن المصري، في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا أن السينما المصرية على مدار 125 عاماً لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية.

"لا يحمل إساءة"

وأشارت إلى أنه وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به. وأكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيداً لأنه لا يحمل أي إساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.

وقال إنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة، وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات ويفتخر المهرجان أنه مهرجان مصري يقام على أرض مصر التي يكنّ لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمي للمهرجان.

وأضاف المهرجان أنه قدم على مدار 4 سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة في ظروف عالمية صعبة، وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات عالمية.

 

العربية نت في

19.10.2021

 
 
 
 
 

مهرجان يدافع عن اختياراته: بيان من «الجونة السينمائي» بخصوص فيلم «ريش»

الجونة ــ «سينماتوغراف»

هي بالفعل أمر غريب ومستحدث، مهرجان سينمائي يدافع  عن اختياراته للأفلام، مما يفتح المجال على مصرعيه للتأويلات، ويدفع شهيه من يترصدون مهرجان الجونة السينمائي إلى مزيد من الشائعات والتساؤلات، هل جاء البيان لتوضيح سياسي، أم لأمر فني، وفي كلا الحالتين يكون الأمر مثير للشك والريبه، وهذه هي صيغة البيان..

قدمت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي على مدار أربع سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة فى ظروف عالمية صعبة وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على إبراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات فى مستوى العالمية. ويقام المهرجان بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها.

ويقدر مهرجان الجونة السينمائي ويعتز بكل صناع السينما فى العالم وما يقدمون من إبداعات وتجارب سينمائية متميزة. ويقوم فريق العمل فى المهرجان باختيار الأفلام بناء على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية.

وهذا العام و فى دورته الخامسة جاء اختيار فيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، متسقا مع معايير اختيار الأفلام و ذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في أكبر المهرجانات العالمية مهرجان “كان” وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان  “بينجياو” في الصين كما تم اختياره ليعرض في أيام “قرطاج” السينمائية في دورتها القادمة كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي.

ولذا كان اختياره للعرض فى مهرجان الجونة جزءاً من الاهتمام بالشأن المصري في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصاً وأننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية. و وفقاً لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدأ لأنه لا يحمل أية أساءة أو ضغينة فى أى من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية.

ويؤكد مهرجان الجونة أنه يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن خريطة العالمية للمهرجانات و يفتخر المهرجان أنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التى يكن لها كل الاحترام والتقدير فى كل ما ينتمى للمهرجان.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004