ملفات خاصة

 
 
 

«الهربة».. فيلم جرىء يكشف صراع الفكر والجسد بين متطرف وفتاة ليل

خالد محمود

مهرجان الإسكندرية السينمائي

الدورة السابعة والثلاثون

   
 
 
 
 
 
 

يشكل فيلم «الهربة»، للمخرج التونسى غازى الزغبانى محطة فارقة فى السينما التى تناولت قضايا الإرهاب والتطرف على الشاشة، ويعود ذلك إلى جرأته ليس فقط فى الطرح والفكرة والغوص فى منطقة شائكة، ولكن أيضا فى طبيعة التناول والمعالجة وأسلوب السرد والصورة الذهنية التى ستصاحب المتلقى عقب ترك صالة العرض، وهى تحمل حالة الأرق الخاصة التى عاشها مع طرفى المعادلة السينمائية التى جسدها الفيلم وهما عالمان لـ«متطرف» و«فتاة ليل» وجسدهما نادية بوستة وغازى الزغبانى، مخرج وكاتب الفيلم نفسه ومشاركة محمد قريع ورانية القابسى.

العمل المستوحى من رواية الكاتب حسن الميلى الناطقة باللغة الفرنسية «العاهرة المثقفة»، يعد أول فيلم سينمائى طويل للزغبانى كان فى الأصل مسرحية، عمل عليها فى عام 2018، ولاقت إقبالا جماهيريا واسعا لما تحمله من جرأة فى الطرح.

يروى «الهربة» رحلة متطرف دينى تونسى يدعى «محسن» متهم بجرائم متعلقة بالإرهاب يهرب من الشرطة وسط شوارع المدينة العتيقة ليجد نفسه أمام بيت دعارة؛ حيث يلجأ إلى غرفة فتاة ليل تدعى «نرجس»، ويتوسل إليها لإخفائه فتستجيب لطلبه كى لا تتورط مع الشرطة وتساعده فى التعامل مع الموقف على الرغم من أفكارهما المتضاربة.

وجد «محسن»، هذا الشاب المتخرج حديثا من الجامعة بعد دراسة فى المجال الإعلامى، نفسه مرغما على تحمل مجموعة من المفارقات بين أفكاره الدينية المتعصبة والتحرر المفرط من جانب نرجس ورفقائها، فتضعه فى مواجهة بين أفكاره ومواقفه وغرائزه ومقاومته لإغراءات هذه السيدة الجميلة، فيقرر أن يختبئ تحت السرير لمدة ساعات ليتجنب إغوائها له، لكنه لم يستطع مقاومة شهوات الجسد واستجاب فى النهاية لرغباته الجنسية لتنشأ قصة حب بينهما بنهاية المطاف.

نجح المخرج عبر سيناريو محكم وواعٍ فى حصر المتفرج فى الفضاء الضيق المغلق، الذى دارت به كل الأحداث وهو غرفة نرجس، ولم يمل المتفرج من تكرار المشاهد، نظرا لاختلاف الزوايا وكثافة المعانى داخل الكادر وتنوع الإضاءة الموحية بعوالم الأبطال الضيقة والمنغلقة على ذاتها، والاعتماد على موسيقى تصويرية موحية لها دلالتها لاكتمال المشهد السينمائى، وهو ما خلق حالة من التشويق.

حوار الفيلم ذهب بنا إلى حالة مغايرة فى شبه رسائل عدة تدعو للتأمل، أولها أن فتاة الليل ليست بالضرورة امرأة جاهلة، وأنها قد تكون امرأة مثقفة ومنفتحة على الآخر، مهما كان نوعه، حتى مع المتشدد الدينى الذى يحرم عملها إلى درجة التكفير، بل إنها تجعله يتصالح مع ذاته ويعود إلى تركيبته الأولى، وهى حبه للحياة المتجسدة فى المرأة، بعد أحد أروع المشاهد التى أحضرت فيها ماكينة للحلاقة وجعلته يحيل زقنه بيده، ليرى نفسه على طبيعتها من جديد قبل أن يخرج إلى الشارع.

اعتمد كاتب السيناريو والمخرج على العديد من المواقف الساخرة ليكسر حالة الرتابة والجمود؛ حيث بدأ الحكاية بمشهد بين محسن وهو يقول لنرجس وهو يرتجف أمام دهشتها «أرجوكِ، اسمحى لى أن أختبئ هنا، فالشرطة تطاردنى». عندما وجد نفسه فى غرفة «نرجس»، لتنطلق من بعدها علاقة غريبة بين شاب متشدد وفتاة غير سوية.

موقف لم يكن ليخطر يوما ببال بطلنا المنخرط فى تيار التشدد الهارب ملاحقة رجال الأمن، الصُدفة وحدها ساقته إلى مكان كهذا ليجد نفسه يتسوّل رحمة امرأةٍ سلكت دروب الخطيئة.

اختار «محسن» الحوار مع «نرجس» على مضض على أمل أن يرحل رجال الشرطة ويتمكن من الهرب مجددا، بينما هو فى غرفة نرجس، عليه أن يغضّ البصر متجاهلا جمالها وعالمها وهى تبدو بلباسها الخفيف وعينيها الجريئتين حوارها مع أحد الزبائن، لينطلق حوار غريب وذكى بين عالمين متضادين.

حاول المخرج غازى الزغبانى أن يترك للشخصيتين الرئيسيتين الحرية فى أن تُطلقا العنان لأفكارهما المتناقضة، وتحاول كل منهما أن تجرّ الأخرى نحوها. كانت «نرجس»، تلوم «محسن» على النهج الذى اختاره، بل تستهتر به، فى حين كان هو يدعوها إلى أن تتخلى عن سلوكها غير السوى.

مرت الليلة صعبة على «محسن» الذى كان يتضوّر جوعا رافضا ما قدمته له هذه المرأة من طعام وهو تفاحة وزجاجة ماء ولكن ذلك اختلف لاحقا، واختلف موقف محسن فتحول ليكون على وئام وتواصل وحديث حميمى مع نرجس، واستمع إليها وتأثر بها، وهى أيضا فعلت.

غادر «محسن» غرفة «نرجس» بعد أن غير الكثير من أفكاره حاملا معه تردده، تاركا وراءه «صاحبة الغرفة» حائرة وسط أسئلتها.

وجددت نادية بوستة دورها بوعى شديد واحتوت الدور المركب منذ اللحظة الأولى لا تستحق جائزة أفضل ممثلة بمهرجان الإسكندرية.

الفيلم دون شك سيفتح نقاشات طويلة وجدلا اعتبره مخرج وبطل الفيلم غازى الزغبانى، جدلا صحّيا.

وقال الزغبانى إنه حاول أن يجعل المشاهدين يستمعون إلى أفكار المتشدد وصاحبة السلوك غير السوى وأن يجادلوهما بالحجج مؤكدا أن دور السينما لا يقتصر على الترفيه وإنما إثارة الجدل المجتمعى.

 

الشروق المصرية في

01.10.2021

 
 
 
 
 

قلم على ورق

المطران كابوتشى

محمد قناوي

خلال شهر رمضان قبل الماضى عرضت الشاشات العربية مسلسلا فى 30 حلقة بعنوان «حارس القدس» أنتجته المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعى والتلفزيونى فى سوريا، وكتبه حسن يوسف وإخراج باسل الخطيب وقام ببطولته الفنان رشيد عساف وحقق المسلسل نجاحا كبيرا عند عرضه، وخلال مهرجان الاسكندرية للسينما البحر المتوسط والذى اختتم فعاليات دورته الـ 37 أول أمس الخميس عُرض فيلم يحمل اسم «المطران» بعد ان قام مؤلف ومخرج الفيلم باعادة مونتاج مسلسل «حارس القدس» وتحويله لفيلم مدته 110 دقائق، يتناول سيرة حياة رجل الدين المسيحى السورى العربى المطران الثائر «هيلاريون كابوتشي» والذى اصبح مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك بالقدس عام 1965 ليكون شاهداً على استمرار المأساة ونكسة 1967 وسقوط القدس كاملة بيد إسرائيل، لتبدأ مرحلة مهمة من حياته، كان فيها من جهة، راعياً صالحاً لشؤون رعيته وكنيسته، ومن أخرى، مناضلاً فى سبيل استعادة الشعب الفلسطينى حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة، ومحاكمته التاريخية من قبل سلطات الاحتلال وتعذيبه فى المعتقل حيث حكم عليه لمدة 12 عاما وعندما تم العفو عنه بعد أربع سنوات تم نفيه خارج الوطن العربى كله حتى توفى عام 2017، ونجح العمل فى تقديم صورة ربما للمرة الأولى لرجل الدين المسيحى السورى العربى المدافع عن قضايا امته وأهمها «القضية الفلسطينية»، كما يعد العمل بمثابة تبرئة لبعض الطوائف المسيحية من تهمة التآمر مع اسرائيل ويسلط الفيلم الضوء على هذه الفترة من حياة المطران الثائر، وعلى سنوات المعتقل التى كابد فيها شتى أنواع العذاب والمعاناة دون أن يتنازل عن مواقفه الوطنية والإنسانية، قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه المشروط بإبعاده عن فلسطين ومنعه من زيارة أى دولة عربية وعدم ممارسته لأى نشاط سياسى.

«المطران» ليس مجرد عمل سينمائى يسلط الضوء على حياة المطران المقاوم «إيلاريون كابوتشي»، بل يعتبر وبحق وثيقة لحياة مناضل ونموذجا للمقاومة ضد المحتل، وتأتى أهمية العمل من اعتباره وثيقة تاريخية للأجيال المقبلة وقراءة وطنية وفكرية وثقافية وإنسانية فشخصية المطران كبوجى ذات بعد قومى ووطنى ناضلت وضحت بحياتها لأجل قضية قومية ومبدأ الحق وتستحقّ أن تقدم فى عمل درامى وسينمائى ضخم يتناول حياتها نصرة للحق، ودعماً لقضية القدس

الفنان «رشيد عساف» الذى قدم شخصية «كابوتشي» نجح ببراعة فى تقمص الشخصية المطلوب تمثيلها على نحو إبداعى، اما المخرج باسل الخطيب فقد قدم رؤية سينمائية ومن قبلها تلفزيونية متكاملة، تتميز بالدهشة البصرية .

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

01.10.2021

 
 
 
 
 

البوسنة وسوريا والمغرب تحصد جوائز الإسكندرية السينمائي

تكريم النجم السوري دريد لحام والمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار بوسام عروس البحر المتوسط

نجلاء أبو النجا صحافية

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط فعاليات دورته السابعة والثلاثين، بحفل كبير لإعلان الجوائز وتكريم بعض النجوم.

وافتُتح الحفل بالسلام الوطني، ثم بالأوبريت الغنائي "حلم في فيلم"، ثم تبعته فقرة غنائية استعراضية لإحدى الفرق الاستعراضية من شباب الإسكندرية، وعُرض فيلم قصير عن أهم فعاليات الدورة الـ37.

ووصف رئيس المهرجان الأمير أباظة، الدورة بـ "الصعبة". موضحاً، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "واجهت تحديات كثيرة، أبرزها ارتفاع أعداد مصابي كورونا مع انتشار الموجة الرابعة في مصر". مستدركاً "لكن على الرغم من ذلك حضر النجوم من الوطن العربي ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعدت الأفلام المشاركة 80 فيلماً من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية".

تكريم دريد لحام

ووسط تصفيق حاد تسلم النجم السوري دريد لحام وسام عروس البحر المتوسط، تقديراً لدوره في الحركة السينمائية العربية، ووضع السينما السورية في مكانة متميزة في المنطقة. وأعرب دريد عن سعادته وامتنانه بهذا الدرع، الذي يعتبره من أهم الجوائز التي حصل عليها .

وحصل لحام على عديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير، منها الكوكب الأردني عام 1956، والاستحقاق السوري من الدرجة الأولى 1976، والاستحقاق الثقافي التونسي 1979، والوشاح الأخضر - ليبيا 1991، ووسام الأرز اللبناني من رتبة فارس عام 1999.

وحصد درع هيئة قصور الثقافة في مصر عام 2006، تقديراً لدوره في مساندة قضايا الأطفال من خلال أعماله السينمائية، التي توجها بفيلم "الآباء الصغار".

كما تسلّم المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار درع التكريم خلال حفل الختام.

مفاجآت الجوائز

وشهدت جوائز المهرجان مفاجآت عدة، حيث سيطرت السينما السورية والمغربية على أهم الجوائز في مسابقة نور الشريف، بينما حصلت البوسنة وسلوفانيا على أبرز جوائز المسابقة الرسمية.

وفي مسابقة نور الشريف للفيلم العربي فاز بجائزة أفضل فيلم "مرجانة" (المغرب)، ونال جائزة لجنة التحكيم "المطران" (سوريا)، وحصد إدريس الروخ جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "جرادة مالحة" (المغرب)، واقتنص عبد اللطيف عبد الحميد جائزة وحيد حامد لأفضل سيناريو عن فيلمه "الإفطار الأخير" (سوريا).

وفي التمثيل، حصد أحمد الأحمد جائزة أحمد زكي لأفضل ممثل عن فيلمه "الظهر إلى الجدار" (سوريا)، ونالت نادية بوسطة جائزة نبيلة عبيد لأفضل ممثلة، عن فيلمها "الهربة" (تونس).

وذهبت جائزة محمود عبد العزيز إلى أحد العناصر الفنية غير المذكورة لمدير تصوير فيلم "أناطو" (المغرب) أيوب لحنود، وفاز كاظم فياض عن فيلمه "يوسف" (لبنان) بجائزة أحمد الحضري للعمل الأول أو الثاني.

وفي المسابقة الرسمية، ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"هذه الليالي المظلمة" (البوسنة)، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لـ"الليل مكاننا" (فرنسا)، ونال فينكو مودرندورفر جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "طريق مسدود" (سلوفينيا).

وذهب أفضل سيناريو لفرانسوا لونيل ونيفين سمردزيش عن فيلمهما "هذه الليالي المظلمة" (البوسنة). ونالت بيترا مارتينز جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "هذه كانت الحياة" (إسبانيا). كما حصد الفيلم جائزة أفضل عمل أول أو ثان، وحصل "سباحة حرة إلى الجبل الأسود" على تنويه خاص.

رجال ريفييرا

وفي مسابقة أفلام الطلبة، حصد جائزة الفيلم التسجيلي "آخر رجال ريفيرا"، ونال جائزة فيلم الرسوم المتحركة "مانيكان". وفي جوائز الفيلم الروائي، حصد "يمكن نسي" الجائزة الأولى، ونال "حب من طرف آلي" الجائزة الثانية، وكان فيلم "نيجاتيف" صاحب الجائزة الثالثة.

وفي مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير لـ"القصر الشرقي" (لبنان)، وحصد فيلم "لا أحد" (رومانيا، إيطاليا) جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين "وداعاً فيسنا"، (سلوفينيا)، و"أحب" (إيطاليا).

حضور سوري

يذكر أن السينما السورية شاركت بخمسة أعمال في عرضها العالمي الأول، منها فيلم "الإفطار الأخير" إخراج وتأليف عبد اللطيف عبد الحميد، وفيلم "الظهر إلى الجدار" للمخرج والمؤلف أوس محمد.

وحول الحرب السورية أيضاً دارت أحداث الفيلم القصير "فوتوغراف" للمخرج المهند كلثوم، وتطرق العمل إلى ويلات الحرب وما بعدها على الطفل السوري، وكذلك فيلم "حبل الغسيل"، الذي يتعرض لمعاناة الحرب السورية وآثار الحرب على الحياة العامة.

وكانت المشاركة الأبرز للسينما السورية في مهرجان الإسكندرية من خلال فيلم "المطران" بطولة رشيد عساف، ويحيى بيازي، وباسل حيدر، وترف التقي، وليا مباردي، وسامية جزائري، ونادين قدور، وآمال سعد الدين، وأحمد رافع، وحسن دوبا، ومحمود خليلي، وأميرة برازي، وهافال حمدي، ومحمود الويسي، وربيع جان، ومن إخراج باسل الخطيب.

تدور أحداث الفيلم عن بطولة المطران إيلاريون كبوجي، وهو السوري الأصل، الحلبي المولد، الذي أنهى دراسته اللاهوتية في معهد القديسة حنة في القدس أواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهداً على نكبة فلسطين ومأساة شعبها عام 1948.

ويشهد أيضاً بعد أن أصبح عام 1965 مطراناً للروم الملكيين الكاثوليك، على استمرار المأساة ونكسة يونيو (حزيران) 1967 وسقوط القدس كاملة بيد إسرائيل، وهنا يتحول لثائر، وتبدأ مرحلة مهمة من حياته بجانب كونه راعياً صالحاً لشؤون رعيته وكنيسته، حيث يتحول لمناضل في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة.

ويصطدم المطران في رحلة نضاله بقوى الظلم، ويحكم عليه بأربع سنوات سجناً من قبل السلطات الإسرائيلية بتهمة نشاطه السياسي ودعمه للمقاومة، في محاكمة تاريخية تعد من أشهر محاكمات القرن العشرين.

وأبدى الفنان رشيد عساف، سعادته بتجسيد شخصية المطران، وأهدى الفيلم لمجموعة من النجوم، هم "الفنان فاروق الفيشاوي، حيث كان صديقي وأعلم بحلمه بتجسيد الشخصية، وكذلك النجم الراحل نور الشريف الذي كان مهتماً أيضاً بتجسيدها، إضافة إلى الكاتب محسن زايد الذي كان يأمل في خروج عمل عن شخصية المطران للنور".

وقال عساف، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "وافقت على العمل بعد قراءة السيناريو بعدما عرضه علي المخرج باسل الخطيب فجر أحد الأيام، ما جعلني شغوفاً بدخول عالم المطران كابوتشي".

وتابع، "الدور كان صعباً جداً، لذا عقدت جلسات عمل كثيرة مع المخرج باسل الخطيب حتى أفهم كل تفاصيل الشخصية، وما حمسني للعمل هو أنه يتناول القضية الفلسطينية، التي هي قضية العرب، التي تربينا عليها".

 

الـ The Independent   في

01.10.2021

 
 
 
 
 

القائمة الكاملة للفائزين بجوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

اختتمت مساء الخميس، الدورة الـ37 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط، بمصر، برئاسة الناقد الأمير أباظة، حيث جرى الإعلان عن المتوجين بجوائز المهرجان.

ففي قسم الفيلم الروائي، حصد "يمكن نسي" الجائزة الأولى، ونال فيلم "حب من طرف آلي" الجائزة الثانية، وحصد فيلم "نيجاتيف" الجائزة الثالثة.

وفي مسابقة أفلام الطلبة، حصل على جائزة الفيلم التسجيلي "آخر رجال ريفيرا"، ونال جائزة فيلم الرسوم المتحركة "مانيكان".

وفي مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة، ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير لـ"القصر الشرقي" (لبنان)، وحصد فيلم "لا أحد" (رومانيا، إيطاليا) جائزة أفضل فيلم تسجيلي، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفة بين "وداعا فيسنا"، (سلوفينيا)، و"أحب" (إيطاليا).

أما مسابقة نور الشريف للفيلم العربي، فقد ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"مرجانة" (المغرب)، ونال جائزة لجنة التحكيم "المطران" (سورية)، وحصد إدريس الروخ جائزة أفضل إخراج عن فيلمه "جرادة مالحة" (المغرب)، وفاز عبداللطيف عبدالحميد بجائزة وحيد حامد لأفضل سيناريو عن فيلمه "الإفطار الأخير" (سورية).

وفي جوائز التمثيل، نال أحمد الأحمد جائزة أحمد زكي لأفضل ممثل عن فيلمه "الظهر إلى الجدار" (سورية)، وحصدت نادية بوسطة جائزة نبيلة عبيد لأفضل ممثلة، عن فيلمها "الهربة" (تونس).

وذهبت جائزة محمود عبدالعزيز لمدير تصوير فيلم "أناطو" (المغرب) أيوب لحنود، وفاز كاظم فياض عن فيلمه "يوسف" (لبنان) بجائزة أحمد الحضري للعمل الأول أو الثاني.

وفي المسابقة الرسمية، ذهبت جائزة أفضل فيلم لـ"هذه الليالي المظلمة" (البوسنة)، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الفرنسي "الليل مكاننا" ونال فينكو مودرندورفر، جائزة أفضل إخراج، عن فيلمه "طريق مسدود" (سلوفينيا).

وحصد فيلم "هذه كانت حياة" (إسبانيا) جائزة أفضل عمل أول أو ثانٍ، وحصل فيلم "سباحة حرة إلى الجبل الأسود" على تنويه خاص.

وذهبت جائزة أفضل سيناريو لفرانسوا لونيل ونيفين سمردزيش عن فيلمهما "هذه الليالي المظلمة" (البوسنة).

وحصلت الممثلة بيترا مارتينز على جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم "هذه كانت الحياة" (إسبانيا).

 

العربي الجديد اللندنية في

01.10.2021

 
 
 
 
 

المغرب وسوريا يتقاسمان الجوائز العربية بـ«الإسكندرية السينمائي»

المهرجان استضاف 49 فيلماً في عرضها العالمي الأول

الإسكندرية (مصر): انتصار دردير

تقاسمت السينما المغربية والسورية جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي، إذ حققت السينما المغربية فوزاً مستحقا بثلاث جوائز، بينما اقتنص الممثل السوري أحمد الأحمد جائزة أفضل ممثل في المسابقة الدولية ومسابقة نور الشريف للأفلام العربية المتوسطية، في سابقة لم تحدث من قبل، بينما لم يحصل أي من الفيلمين المصريين المشاركين بمسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة على أي جوائز، وكان المهرجان قد اختتم دورته السابعة والثلاثين بحفل بسيط أُقيم في أحد فنادق المدينة الساحلية، مساء أول من أمس.

وشهدت دورة المهرجان هذا العام زخماً في برنامجها، خصوصاً في التكريمات المختلفة وندوات الأفلام، كما انفرد المهرجان بعرض 49 فيلماً في عرضها العالمي الأول، وهو ما عدّه الناقد الأمير أباظة «رقماً لم يتحقق من قبل».

ونظم المهرجان مسابقتين دوليتين لأفلام البحر المتوسط، إحداهما للأفلام الطويلة، والأخرى للأفلام القصيرة، وفاز في المسابقة الأولى الفيلم البوسني «هذه الليالي المظلمة» للمخرج فرنسوا ليونيل، بجائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو والذي دارت أحداثه خلال حصار سراييفو عام 1993 حيث فقدت البطلة حبيبها خلال القصف الذي تعرضت له المدينة وترفض تصديق ذلك، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الفرنسي «الليل مكاننا» من إخراج ماتيلدا ويرجانز، وسامويل هيرقل. ونال فينكو مودرندورفر جائزة أفضل إخراج عن فيلمه «طريق مسدود» من سلوفينيا، وذهبت جائزة أفضل ممثل للسوري أحمد الأحمد عن فيلم «الظهر إلى الجدار» من إخراج عويس محمد، بينما حصلت الإسبانية بيترا مارتينز على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «هذه كانت الحياة»، الذي فاز أيضاً بجائزة أفضل عمل أول لمخرجيه ديفيد مارتين، ودي لوس سانتوس، ومنحت لجنة التحكيم برئاسة المنتجة الإيطالية إنغريد ليل هوغتون جائزة أفضل العناصر الفنية غير المذكورة لمصمم أزياء الفيلم المغربي «أناطو»، وحصل الفيلم الألباني «سباحة حرة إلى الجبل» على تنويه خاص.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة برئاسة تحكيم المغربي حسن الروخ، ذهبت جائزة أفضل فيلم روائي قصير للفيلم اللبناني «القصر الشرقي»، وحصد فيلم «لا أحد» إنتاج مشترك بين «رومانيا وإيطاليا» على جائزة أفضل فيلم، وذهبت جائزة لجنة التحكيم مناصفةً بين فيلمي «وداعاً فينسيا» من (سلوفينيا)، و«أحب» من (إيطاليا).

فيما تقاسمت كل من المغرب وسوريا جوائز مسابقة (نور الشريف) للأفلام العربية المتوسطية بثلاثة جوائز لكل منهما، وترأّس لجنة تحكيم المسابقة الفنان محمود قابيل وعضوية الناقد العراقي مهدي عباس، والمغربية ملك دهموني، وفازت الأفلام السورية بثلاث جوائز لأفضل ممثل أحمد الأحمد، وأفضل سيناريو للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد عن فيلم «الإفطار الأخير»، ونال فيلم «المطران» جائزة لجنة التحكيم، بينما حصد المغرب ثلاث جوائز لأفضل فيلم «مرجانة»، وأفضل إخراج لإدريس الروخ عن فيلم «جرادة مالحة»، وأفضل تصوير لأيوب لحنود عن فيلم «أناطو» من إخراج فاطمة بوبكدي، وفازت نادية بوسيتا بجائزة أفضل ممثلة عن الفيلم التونسي «الهربة» والذي تعرّض لقصة إرهابي تطارده الشرطة فيختبئ في بيت عاهرة.

وعبّرت الفنانة المغربية ملك دهموني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتها بالفوز الذي حققته السينما في بلادها، مؤكدة أن الأفلام المغربية تميزت بجودة عناصرها الفنية، رغم أنها تعد أعمالاً أولى لمخرجيها، معتبرةً مشاركة المغرب بثلاثة أفلام طويلة وفيلم قصير، يعكس تطور الإنتاج السينمائي في المغرب كماً وكيفاً بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة لها.

وشهد حفل الختام تكريم الفنان السوري الكبير دريد لحام وتقليده «وسام البحر المتوسط»، وتكريم المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار.

وكان المهرجان قد اختار السينما اليونانية ضيف شرف هذا العام، حيث عرض لها ثمانية أفلام، كما احتفى بالمخرج الإسباني - المكسيكي لويس بونويل، حيث عرض ثلاثة من أهم أفلامه، وشهدت هذه الدورة الاحتفاء بذكرى مئوية ميلاد أربعة من كبار السينمائيين المصريين، وهو التقليد الذي ينفرد به مهرجان الإسكندرية كل عام، وهم: «كمال الشناوي، ومحمد رضا، والمخرج عاطف سالم، والمنتج رمسيس نجيب»، كما احتفى كذلك بمئوية وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة حيث أصدر كتاباً عن كل منهم، ونظم ندوة للاحتفاء بهم بحضور بعض أبنائهم.

وطرح المهرجان خلال دورته الأخيرة، قضية تشغيل الفنانين والتي فجّرتها المخرجة إيناس الدغيدي خلال ندوتي المخرجين علي بدرخان وعمر عبد العزيز، وتساءلت عن أسباب غياب كبار المخرجين والممثلين والكتاب عن الأعمال الفنية. فيما قالت الفنانة إلهام شاهين إن الرئيس دعا إلى تقديم أعمال فنية جيدة وأبدى استعداد الدولة لتمويلها. وطالب المخرج مجدي أحمد علي، ببناء دور عرض جديدة لتشجيع المنتجين.

من جهته، قال الناقد العراقي مهدى عباس لـ«الشرق الأوسط» إن «الدورة الأخيرة تميزت بالاختيار الجيد للأفلام المشاركة بها»، مشيراً إلى أن الأفلام الفائزة بمسابقة الأفلام العربية التي اشترك في تحكيمها، تستحق الجوائز، حيث لم تختلف لجان التحكيم حولها، لافتاً إلى أن هناك 7 أفلام منها أعمال أولى لمخرجيها.

 

الشرق الأوسط في

02.10.2021

 
 
 
 
 

"هذه الليالي المظلمة" أفضل أفلام مهرجان الإسكندرية

الفيلم المغربي "مرجانة" من إخراج جمال السويسي، يفوز بمسابقة الفيلم العربي الطويل.

الإسكندرية (مصر) – فاز فيلم “هذه الليالي المظلمة” من البوسنة والهرسك بالجائزة الكبرى لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته السابعة والثلاثين التي اختتمت بالمدينة الساحلية المصرية مساء الخميس، كما حصد الفيلم ذاته جائزة أفضل سيناريو للثنائي فرانسوا ليونيل ونيفين سامردزيتش.

وذهبت جائزة أفضل ممثل في المسابقة الدولية للسوري أحمد الأحمد عن دوره في فيلم “الظهر إلى الجدار”، فيما فازت الإسبانية بيترا مارتينز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “هذه كانت الحياة”.

وحصل السلوفيني فينكو موديرندورفر على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه “طريق مسدود”، بينما فاز بجائزة العمل الأول أو الثاني فيلم “هذه كانت الحياة” من إسبانيا. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم “الليل مكاننا” من فرنسا.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي ضمت سبعة عشر فيلما فاز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير “القصر الشرقي” من لبنان، فيما فاز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير “لا أحد” من رومانيا. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة مناصفة لفيلمي “الوداع فيسنا” إنتاج مشترك بين سلوفينيا وأستراليا و”أُحب” من إيطاليا.

وفي مسابقة الفيلم العربي الطويل فاز بالجائزة الفيلم المغربي “مرجانة” من إخراج جمال السويسي، فيما ذهبت جائزة العمل الأول أو الثاني للمخرج كاظم فياض عن الفيلم اللبناني “يوسف”. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم السوري “المطران” إخراج باسل الخطيب.

وفازت بجائزة أفضل ممثلة في هذه المسابقة التونسية نادية بوستة عن دورها في فيلم “الهربة”، كما حصل السوري أحمد الأحمد على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “الظهر إلى الجدار”.

 

العرب اللندنية في

02.10.2021

 
 
 
 
 

جمعية كتاب ونقاد السينما ترد على التجاوزات في حق مهرجان الإسكندرية

مدحت عاصم

أصدرت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بيانًا حول بعض التجاوزات في حق مهرجان الإسكندرية السينمائي.

وقالت الجمعية فى بيانها إنها تابعت خلال الأيام الماضية المنشورات الصادرة عن أحد المواقع الإلكترونية المنسوبة وادعى الموقع أن إدارة المهرجان ورئيسه صدر منهم بعض التصرفات غير اللائقة.

 وأكد البيان أن القيمة الفنية والتاريخية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط وكونه من أكبر مهرجانات المنطقة وأهمها وأنه يهيب بالسادة الصحفيين توخي الدقة في الحصول على الأخبار من مصادرها الصحيحة قبل نشرها سواء من المركز الصحفي للمهرجان أو من السادة في اللجنة المنظمة ورئيس المهرجان.

كما ينبغي التأكيد أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ما أثير من اتهامات جاءت بعيدة تماما عن الحقيقة كما يجرى اتخاذ المزيد من الإجراءات لحفظ حقوق المهرجان والقائمين عليه.

 

بوابة الأهرام المصرية في

03.10.2021

 
 
 
 
 

«كتاب ونقاد السينما» تصدر بيانًا حول مهرجان الإسكندرية

كتب: ريهام جودةسعيد خالدعلوي أبو العلا

أصدرت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بيانا حول ما وصفته بـ«بعض التجاوزات بحق مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي».

وأوردت الجمعية في بيانها: «تابعنا خلال الأيام الماضية المنشورات الصادرة عن أحد المواقع الإلكترونية المنسوبة إلى إحدى الصحفيات..والذي أسند إلى إدارة المهرجان وخاصة رئيسه بعض التصرفات غير اللائقة والعارية تماما من الصحة، فنحن لسنا في حاجة إلى التأكيد على القيمة الفنية والتاريخية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط وكونه من أكبر مهرجانات المنطقة وأهمها».

وأضافت: «فإننا نهيب بالصحفيين توخي الدقة في الحصول على الأخبار من مصادرها الصحيحة قبل نشرها سواء من المركز الصحفي للمهرجان أو من في اللجنة المنظمة والسيد رئيس المهرجان.

وتابعت الجمعية في بيانها: «كما ينبغي التأكيد أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه ما أثير من اتهامات جاءت بعيدة تماما عن الحقيقة كما يجرى اتخاذ المزيد من الإجراءات لحفظ حقوق المهرجان والقائمين عليه».

 

المصري اليوم في

03.10.2021

 
 
 
 
 

حكايات عرَّاب الكاميرا..

على بدرخان يروى لـ«الدستور» أسراره فى رحلة الإخراج وتدريس السينما

 تحقيق: نرمين يُسر

إذا تحدثنا عن المخرج الكبير على بدرخان، فنحن نتحدث عن التاريخ، ليس فى جوانبه الفنية فقط، بل بمعناه الشامل وبتفريعاته الإنسانية والاجتماعية والسياسية كذلك، لأنه ليس مجرد مخرج أو صانع أفلام فريد من نوعه، إنما «عرّاب» لزمن وحقبة مليئة بالزخم والريادة والتنوع فى كل المجالات.

كرم مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط، فى دورته الـ٣٧، المخرج الكبير على بدرخان، لإسهاماته البديعة فى السينما المصرية، من خلال أفلامه التى لا تزال فى ذاكرة ووجدان المشاهد العربى على اختلاف شرائحه.

التقت «الدستور» على بدرخان، ليتحدث عن أصداء تكريمه، متطرقًا إلى جوانب من مسيرته الفنية ورحلته فى مجال الإخراج والسينما، ومعرجًا على تصوراته بخصوص الأوضاع الحالية للسينما المصرية وغيرها من التفاصيل

حلمت بدخول الكلية البحرية.. درست السينما بسبب ضغط والدى.. وفشلت فى تجربة التمثيل

يكشف على بدرخان عن مفاجأة حول بداياته الفنية، بأنه لم يكن يرغب فى دراسة السينما، لكنه رضخ لضغوط والده المخرج الكبير أحمد بدرخان؛ من أجل دراستها، قائلًا: «رغبتى الأولى كانت الالتحاق بالكلية البحرية، لو حدث ذلك لكنت قبطانًا متقاعدًا هذه الأيام».

ويحكى أنه التحق بمعهد السينما استجابة لوالده، ودرس الإخراج فى أجواء مليئة بالزخم، لكنه فشل فى تجربة التمثيل، قائلًا: «كان هناك أستاذ ماهر فى التمثيل يدرس لى، وكان يعرف أنى ابن المخرج أحمد بدرخان، وعرض علىَّ الاشتراك فى إحدى المسرحيات».

ويكمل: «كنت أرفض متعللًا بأنى لا أجيد التمثيل، لكنه أرغمنى على القبول، ثم جاء وقت العرض، وكانت المسرحية صامتة بدون كلام، تحتوى فقط على أداء حركى»، ويضيف: «أخذ يحثنى على اعتلاء خشبة المسرح، وبمجرد أن وقفت أمام الجمهور الجالس تحت الإضاءة وظهر حجم الحاضرين، تجمدت مكانى، وأصبت بالرعب. ولحفظ ماء وجهى أمام التصفيق الحار بدأت فى أداء بعض الحركات العشوائية وتحريك ذراعى فى كل مكان، أحاول تقليد الممثلين الواقفين بجانبى، وكانت هذه تجربة التمثيل الوحيدة فى حياتى».

وتطرقنا للحديث عن رحلته فى مجال الإخراج، حيث يكشف على بدرخان كواليس جديدة عن فيلمه الأبرز «الكرنك»، قائلًا: «أشيع ساعتها أن الفيلم يجرى استخدامه كمدفع فى إطار حملة كاملة ضد النظام الحاكم آنذاك».

ويتذكر تلك الأجواء: «كانوا يقولون إن (الكرنك) ضد الناصرية والزعيم عبدالناصر نفسه»، ويتابع: «رؤيتى أن عبدالناصر كان مثل أى رئيس أو شخص عادى، له من الأخطاء مثل ما له من المحاسن، لكن المجموعة التى تساعده فى اتخاذ القرارات لم ترفض أو تصحح هذه الأخطاء، ولم تنبهه إليها».

ويكمل: «بعدما انتهيت من تصوير الفيلم جاءنى المنتج ممدوح الليثى يطلب أن نقوم ببعض التغييرات، ونصور مشهدًا يظهر فيه السادات وهو يكسر المعتقلات، ورفضت؛ لأن ما طلبه خارج سياق حكاية الفيلم الأصلية».

أفلام الفانتازيا والرعب الحالية مسروقة من الأعمال الغربية دون احتراف

يرى على بدرخان أن المخرج يجب أن يقرأ جيدًا، ويعتبر القراءة عملًا يمتهنه، لأن الكتب هى المادة التى سوف يستخدمها فى أفلامه، مضيفًا: «اعتدت القراءة لنجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وحسن محسب، لكن أقرأ لغيرهم أيضًا».

ويعتبر أن أفلام الفانتازيا والرعب لها دور فى إظهار المواهب الجديدة والتقنية العالية والجودة، موضحًا: «منفذوها، حاليًا، تفوقوا على جيلى، لأنهم أكثر ألفة وارتباطًا بالتقنيات الجديدة. لكن معظمهم يقلدون الأفلام الغربية دون احتراف».

ويشير إلى أنه يجب استخدام فن الاقتباس بطريقة أفضل، معتبرًا أن أزمة الأفلام الحالية تعود إلى غياب السيناريوهات الجيدة، قائلًا: «بدلًا من الورق، صار هناك شريط فيديو يحمل عملًا فنيًا، والمطلوب هو محاكاته، الاقتباس لا يعتبر فنًا، والنقل بالحرف سرقة صريحة».

ويرى، أيضًا، أنه لا يوجد ما يسمى بـ«السينما المستقلة»، موضحًا: «كل شركات الإنتاج مستقلة، إلا إذا تحدثنا عن (مترو جولدن ماير)، فهى كشركة إنتاج ضخمة تمتلك شركات فرعية، من حقها أن تتدخل فى مجريات أحداث الفيلم والتغيير والتعديل، فالإنتاج من خلالها لا يعد مستقلًا».

ويكشف عن أنه بعد آخر أفلامه «الرغبة» عام ٢٠٠٢، لم يجد سيناريو واحدًا يثير إعجابه حتى الآن؛ لكنه يشير إلى تركيزه على الجانب التعليمى من خلال «مؤسسة على بدرخان» لتعليم فن السينما بأقسامه، قائلًا: «ركزت على نقل خبراتى للأجيال القادمة».

ويتحدث عن جهوده فى ذلك الإطار: «أصدرت مؤلفات فى السينما والإخراج والتمثيل، وأضع خبراتى للأجيال والأفراد الذين يهتمون بدراسة السينما، كل كتاب من مؤلفاتى يشرح ويعرِّف قسمًا من أقسام السينما ببساطة وبدون تعقيد أو الخوض فى الأمور التقنية، أنا لست مؤلفًا، وإنما درست وقدمت تجارب مهمة استفدت منها، فجمعتها ووضعتها كمنهج تعليمى».

هناك تبذير فى الإنفاق على مهرجاناتنا السينمائية عكس أوروبا

على ذكر تكريمه فى مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط، يطرح على بدرخان رؤيته لمثل تلك المهرجانات، داعيًا لأن تزيد من تركيزها على الجوانب الفنية والاقتصادية، وألا تبالغ فى الاهتمام بجوانب أو مظاهر الاستضافة.

ويضرب مثلًا على ذلك بقوله: «حضرت مهرجان تانت السينمائى الفرنسى، واستقبلنى رئيس المهرجان فى المطار بمنتهى البساطة. وكنا نجوب أنحاء المدينة بحرية، حيث نجلس على المقاهى الشعبية، والمطاعم التى ترحب بزوار المهرجان بعيدًا عن الفنادق الفاخرة. لم أشاهد التبذير الذى نراه فى المهرجانات المصرية».

ويسترسل فى شرح وجهة نظره: «الهدف من إقامة المهرجانات له جانب اقتصادى وجانب فنى، فى الجانب الاقتصادى ننتظر دخلًا وعائدًا ماديًا، لكن المهرجانات المصرية يُصرف عليها كثيرًا، فى حين أنها يجب أن تدر عائدًا، مثلًا فى المهرجانات الأوروبية، ستجد أن الإدارة تطرح ملابس وميداليات تحمل اسم المهرجان للبيع، كما تبيع تذاكر الحضور، لأن هناك ميزانية مدفوعة ولابد من تغطيتها».

ويكمل: «هذه المهرجانات لا يجب أن تقام من أجل الترفيه عن المدعوين، ومن أكثر الأشياء التى أرفضها أن نقابة المهن التمثيلية تدعم هذه المهرجانات، فى حين أن النقابات الفنية بشكل عام تجد صعوبة فى دفع معاشات أعضائها»، متسائلًا: «لماذا تقدم الدعم لحفلات الافتتاح والبهرجة والفنادق الفاخرة، فى حين أن دولة مثل اليابان اتخذت البساطة طابعًا فى افتتاح الأوليمبياد هذا العام؟ وكان الحفل رائعًا، وانصب على الروبوت الذى كان يمشى فى الملعب ممسكًا بالكرة حتى يصل إلى السلة فيلقيها فى الهدف تمامًا، ولم تكن هناك أغان ولا رقصات».

ويدعم رؤيته تلك بقصة قصيرة يرويها، قائلًا: «فى إحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائى، دعت الإدارة المخرج دايفيد لى، فتعرض لموقف محرج، حيث كان يسير بين أروقة العروض دون أن يتعرف عليه أحد، حتى من دعوه»، متابعًا: «إدارات المهرجانات، منظومة مفتعلة لا تفيد البلد، وتحيطها هالة إعلامية يديرها ضعاف الشخصية وقليلو العلم والثقافة».

وضرب مثالًا على أزمات المنظومة السينمائية بالفنان محمد رمضان، قائلًا: «تم استغلاله من جهات الإنتاج، فيلصقون به تهم انعدام وتدمير ثقافة الشباب المصرى، لأنهم يقلدون طريقة حياته ويستمعون إلى أغانيه، فى حين أن شركات الإنتاج استغلته لتمثيل ما يكتب له من سيناريوهات، مثل الآلة غير المسئولة عن الفكر والمغزى من العمل. فى حين أن المسئول هو السيناريست والمخرج».

ذهبت لتصوير الحرب على الجبهة فهربت من فأر فى حمام المعسكر

لم يغفل على بدرخان الحديث عن أجواء نصر أكتوبر ١٩٧٣ فى ظل ذكراه التى تحل علينا هذه الأيام، ليسرد العديد من ذكرياته فى هذه الفترة الصعبة، ومحاولات تجسيدها فنيًا فى أعماله.

ويحكى: «وجدت قصصًا كثيرة من شأنها أن تصنع فيلمًا عظيمًا، وطلبت أن أتطوع للتصوير على الجبهة مع أننى لم أكن مجندًا فى الجيش، لكنى كنت أدرب الطلبة فى المدرسة فى حصص التربية العسكرية، كما دربت أفراد المقاومة الشعبية والمجهود الحربى، وتعهدت بأن أكون منضبطًا ومسئولًا عن نفسى، رغم عدم حصولى على تدريبات عسكرية فى الجيش»٠

ويتابع: «سافرت إلى الجبهة قبل العبور، وسجلت العديد من المشاهد لصالح الشئون المعنوية. فى الوقت نفسه كنت محبطًا، قلت لزملائى بصوت عال وسط الصحراء: فين الحرب؟ أنا عايز حرب، فردوا: تمام هنعملك حرب».

ويروى أن زملاءه لبوا طلبه: «بدأوا فى إطلاق الرصاص فى الهواء، فيجينا الرصاص من الجهة المقابلة»، لكنه يكشف عن تعرضه لموقف محرج فى تلك الأجواء، ويحكى عنه بسخرية: «وسط هذا الرصاص المتطاير كنت البطل المغوار الذى قفز هاربًا من فأر فى دورة مياه المعسكر. وصرت أجرى أمام زملائى محاولًا توضيب ملابسى، حفظًا لماء وجهى وظهورى بشكل متناقض، بين مطالبتى بالحرب وهروبى من مطاردة فأر».

ويكشف عن أنه كان يرسل وزملاؤه خطابات لأهله من على الجبهة، ويروى: «كان الجيش لديه نموذج مطبوع يحمل كلمات الاطمئنان والوعود الطيبة بالنصر والعودة بسلام، وما علينا سوى كتابة الاسم على الخطاب بخط اليد، عدا شخص واحد كان ينزل الخندق ويكتب على ظهر الورقة المطبوعة بخط يده يسأل خالته عن ولادة الجاموسة، وكان ذلك يحدث وسط إلقاء أطنان من المتفجرات فى الخنادق». 

ويردف: «معنى ذلك أن ما كنا نشاهده من أفلام حربية، ضرب من الخيال، مثل أن يجلس الجندى محمود يس فى أحد الأفلام داخل خيمته ويكتب خطابًا طويلًا لحبيبته نجلاء فتحى يشرح فيه أحواله فى الكتيبة، وأشواقه إليها وما إلى ذلك».

وعاد للحديث عن زميله الذى كان ينزل إلى الخندق ليكتب الخطابات لأهله، ويقول: «ذات مرة كان زميلى يكتب على ظهر الخطاب المطبوع، وفى أثناء كتابته الخطاب، سمع خارج الخندق صوتًا صاخبًا، فأطل برأسه ليرى الدبابات الإسرائيلية تقترب، فعاد مسرعًا للكتابة. ولكنه كان يكتب وصيته هذه المرة».

 

الدستور المصرية في

04.10.2021

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004