"الإسكندرية
السينمائي" يحتفي بأبرز مخرجي الوطن العربي
كرّم المهرجان المصريين علي بدرخان وعمر عبد العزيز
والتونسي عبد اللطيف بن عمار
نجلاء أبو النجا صحافية
احتفى "مهرجان
الإسكندرية السينمائي"
لدول البحر المتوسط في دورته الـ37 بكبار المخرجين المصريين والعرب، إذ لم
تشهد دورة سابقة هذا الحشد من الاهتمام الخاص والحضور للمخرجين الأكثر
تأثيراً في تاريخ السينما.
وفي ثالث أيام فعاليات المهرجان، أقيمت ندوة تكريم المخرج
المصري علي بدرخان، الذي تحمل الدورة اسمه. يقول الأمير أباظة، رئيس
المهرجان، إن اختيار مخرج بأهمية علي بدرخان لتحمل الدورة اسمه "نقلة جديدة
للمهرجان".
تكريم علي بدرخان
وأضاف أباظة في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "على الرغم من
أن تاريخ بدرخان السينمائي ليس كبيراً، ووصل فقط إلى عشرة أفلام سينمائية،
لكن أكثر من نصف أفلامه اختيرت ضمن أهم 100
فيلم في
السينما المصرية".
وعلي بدرخان مخرج مصري وُلد عام 1946 من عائلة فنية، والده
المخرج أحمد بدرخان، وقدّم خلال مشواره الفني مجموعة من أكثر الأفلام
تأثيراً في تاريخ السينما المصرية، منها "الكرنك" و"شفيقة ومتولي" و"الراعي
والنساء"، وجميعها كانت بطلتها الفنانة الراحلة سعاد
حسني،
الذي كان زوجاً لها 11 عاماً. كما قدّم أفلام "الجوع" و"الرغبة" و"الحب
الذي كان" و"أهل القمة" و"نزوة" و"الرجل الثالث".
ووصفت ميرفت عمر، صاحبة كتاب "الثائر علي بدرخان"، المخرج
المصري بـ "الملهم"، موضحة "حياة بدرخان وأعماله تحمل تفاصيل تحتاج إلى
مجلدات، ومنذ بدايته الفنية لديه مشروعه الثقافي والفني، وكل أعماله حُفرت
في وجدان المشاهد العربي والمصري".
أما الناقد عاطف بشاي، فقال "بدرخان وزملاؤه غيّروا شكل
السينما بعد هزيمة 67، إذ قدّموا رؤية مختلفة لمجتمع ما بعد النكسة"،
مستشهداً بفيلم "الكرنك".
وبعدما شكر بدرخان إدارة المهرجان وعبّر عن امتنانه
للتكريم، قال إنه يحرص على تطوير الفن وإن لم يطرح أعمالاً فنية، موضحاً
أنه يدير منذ فترة مكتبة بدرخان التي تقدّم دورات تدريبية في السيناريو
والقصة والإخراج.
واعتبرت الفنانة إلهام شاهين أنها حققت حلماً من أحلامها
عندما عملت مع بدرخان في فيلم "الرغبة"، فهو نقلة مهمة لها وحصلت على جوائز
من المهرجان القومي للسينما عن دورها فيه، لافتة إلى أنها ما زالت تتذكر
توجيهات بدرخان أثناء العمل.
كوميديان الإخراج
كما كرّم المهرجان المخرج المصري عمر عبد العزيز، لما قدّمه
لعالم السينما من بصمة خاصة في الأفلام الكوميدية، أبرزها "عالم عيال عيال"
و"يا رب ولد" و"ليه يا هرم". وبُثّ فيلم قصير عن عبد العزيز، يضم استعراضاً
سريعاً لعدد من أهم أعماله السينمائية.
وكشف عبد العزيز عن سر حبه للكوميديا، قائلاً "تورّطت
بالعمل فيها. تعرّضت لعدد كبير من المشكلات الشخصية والظروف الصعبة، وشعرت
أن لديّ رغبة بتقديم أفلام ذات طبيعة خاصة، لذلك قررت أن أصنع كوميديا سوداء
تشبه حياتي".
وعن نجوم أفلامه، أضاف، "لا أختار بشكل عشوائي، بل أفكّر
دائماً في النجم، وكيف سيؤدي الدور، وأتساءل: لماذا أختار هذا بالتحديد؟
وأجيب، لذلك كل من شاركوا معي كانت اختياراتهم عن اقتناع كبير".
وحكى عبد العزيز قصة فيلم "ليه يا هرم"، مشيراً إلى أن
تصريح السياسي الإسرائيلي مناحيم بيغين استفزّه حينما قال: "لا أرى إلا ما
صنع أجدادي"، فقرر أن يقدم هذا الفيلم.
وأوضح المخرج محمد عبد العزيز، "مخرجو الكوميديا قلّة،
والسبب أنها أفلام صعبة التنفيذ وأيضاً الدراسة، ولكن عمر أبهرني بروحه
الكوميدية في أعمال لا يمكن أن أنساها".
وذكرت المخرجة إيناس الدغيدي أن "دفعة 1976 في معهد السينما
التي أنتمي إليها مع عمر عبد العزيز وهاني لاشين ومحسن أحمد وعاطف بشاي
رائعة، وقدّموا الكثير للفن".
عبد اللطيف بن عمار
وكرّم المهرجان أيضاً المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمار،
الذي وصف التكريم بـ "المهم"، موضحاً أن "الوجود في أي مهرجان عربي أهم
بكثير من نظيره الأجنبي. شاركت مرتين من قبل كصانع أفلام وعُرض لي عملان،
وأشعر في مهرجان الإسكندرية بالانتماء والنبل".
وتحدث بن عمار عن مشكلات السينما، قائلاً "الإنتاج
السينمائي العربي لا يأخذ قوته من السوق العربية، بينما من السوق الخارجية
فقط، أصبحت أفكارنا أجنبية، على الرغم من اختلاف ثقافتنا"، ومؤكداً أن
السينما "ثقافة وهوية، وليست للترفيه فقط".
وأضاف، "التاريخ يحكي عن أفلامنا، مثل الكتب والروايات،
والآن الطابع التجاري للأعمال غلب على الثقافي ومساحة الحرية اختلفت"،
مشدداً على أنه لا بد من "أن نحترم نظرتنا وهويتنا العربية قبل أن ندخل في
صناعة عمل". |