اختتمت فعاليات الدورة الـ37 لمهرجان الإسكندرية السينمائى
الدولى، اليوم، وشهدت إقبالا كبيرا من النقاد وصناع السينما والنجوم لحضور
الفعاليات المختلفة وندوات تكريم لعدد من نجوم ورموز الفن السابع.
وكان مِسك ختام الندوات التكريمية مع النجم السورى دريد
لحام، التى أدارها الأمير أباظة، رئيس المهرجان، وبحضور المخرج التونسى
رشيد فرشيو، والمخرج عمر عبدالعزيز، والمخرج باسل الخطيب، وعرض فى بداية
الندوة فيلم قصير عن دريد لحام وضم لقطات من تكريمه فى المهرجان، بالإضافة
إلى عدة مشاهد من فيلم «دمشق حلب» الذى عرض من قبل ضمن الفعاليات.
النجم السورى: حلمى دائمًا مصر.. ولهجة أى فنان تتبع هويته
قال «دريد»: «أنا حلمى دائما مصر، وهى الرائدة فى العالم
العربى، وسعيد كثيرا بهذا التكريم وأحب دائما التواجد هنا، ثم قام بالغناء
لمصر». وعن سبب عدم مشاركته بعمل مصرى وتحدثه باللهجة المصرية قال: «لهجة
أى فنان تنبع من هويته، وهل يتقبل أحد الزعيم عادل إمام بلغة أخرى، وكونى
لم أقدم شيئا باللهجة المصرية هو لأنى متمسك بهويتى السورية، واللهجة
المصرية هوية وليست لغة، ولكننى فى الوقت نفسه حريص على استخدام المصطلحات
الدارجة فى الدول التى أعرض فيها مسرحياتى كى يفهمنا الجمهور ونضحكهم».
وعن سر حبه للعمل مع الأطفال قال: «هم مستقبلنا، وهذا سبب
انتباهى إليهم وأعاملهم كإنسان صغير قادر على الاستيعاب، فهم أكثر حكمة من
الكبار فى بعض الأحيان، ونتعلم منهم الفلسفات العفوية، فأنا تعلمت الإيمان
من حفيدى، وحبه للخالق، وجعلنى حينما أرى جملة مكتوبة على الجدران تقول
«رأس الحكمة مخافة الله»، أذهب لأصلحها إلى «رأس الحكمة حب الله».
وتابع: «رآنى شيخ فى أحد الشوارع وقال لى هل أنت متدين قلت
له لا، أنا مؤمن فقال لى ما الفرق وأخبرته، وأوضحت له أن المسألة دائما فى
الفهم العميق بين التدين والإيمان وأقتنع، وأتمنى أن تحكّم الناس عقلها،
وكما قال ابن رشد تجارة الدين الأكثر رواجا فى المجتمعات التى يسودها
الجهل».
وحرص المخرج الكبير محمد عبدالعزيز على توجيه رسالة للفنان
دريد لحام قائلا: «أنا أسعد بك جدا وأسعى لأن أراك هنا منذ فترة وكان لدى
أمل وحلم أن أقوم بعمل فيلم يجمع دريد بالفنان عادل إمام، وأخذت خطوات فى
هذا المشروع، ولكن الأمر توقف، لذا فنحن نحب وجودك بيننا دائما»، ورد عليه
دريد قائلا»: يجب أن نظل نحلم ونعافر من أجل الوصول لما نريد، وأتمنى أن
أقدم عملا مع الزعيم عادل إمام. وأكد دريد لحام أنه يعتبر الطفل هو
المستقبل، ويجب أن نحسن تعليم الأطفال وتربيتهم، مشيرا إلى أنهم ليسوا
أشياء صغيرة، بل إن الأطفال فى بعض الأوقات أفضل حكمة من الكبار، الحكمة من
وجهة نظرى غير مرتبطة بالحب.
وأوضح: «تعلمت الإيمان وأنا مؤمن من حفيدى، دريد الصغير،
كنا فى رحلة لمدينة اللاذقية فى الشتاء، وكان يمسك بسيف ويلعب فى الحديقة،
وبمجرد أن سمع صوت الرعد، وكان مرعبا جدًا، رمى السيف من يده وركض مثل
الفأر المرعوب من الخوف، ورفع رأسه للسماء وقال: (يارب أنا بحبك ليه
بتخوفنى؟!)». وتابع: «الأطفال هم كل الحياة، حفيدى علمنى العلاقة الإيمانية
الصحيحة: أنى أحب الله أكتر من إنى أخاف منه».
ندوة مئوية «دونجوان» السينما المصرية.. هانى لاشين: كمال
الشناوى تميز بالالتزام والطاعة فى البلاتوه
احتفى مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ37 بمئوية
الفنان الراحل كمال الشناوى، حيث عقدت على هامش المهرجان ندوة بهذه
المناسبة، وحضرها المخرج هانى لاشين، والناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان،
ومدير التصوير محسن أحمد، ومن النقاد محمد قناوى وسيد محمود وأحمد النجار
وأحمد سعد الدين، وأدارها د.وليد سيف.
وتحدث المخرج هانى لاشين عن علاقته بالفنان الراحل كمال
الشناوى، الذى تعاون معه فى عدة أفلام قائلا: «من حسن حظى أننى كنت موجودا
بين جيل العظماء أمثال عمر الحريرى وعبدالمنعم مدبولى، وجمعتنى علاقة صداقة
وعمل بالفنان الكبير كمال الشناوى، الذى كان يتسم بعدة صفات، منها الالتزام
الشديد والطاعة فى البلاتوه، والتى اختفت الآن، بل أصبح هناك تدخلات كبيرة
من جانب الفنانين، وكنت دائما أحاول فهم سر لغز مدى إتقانه للشخصيات التى
يقدمها، فقد كان يتوحد مع أى دور يرتدى عباءته».
وروى لاشين موقفا له مع كمال الشناوى أثناء عمله معه فى أحد
المسلسلات، ووقتها كان يمر بأزمة صحية تؤثر على حركته، وبرغم ذلك كان
متماسكا، وقدم الدور بحرفية شديدة.
وأشار «لاشين» إلى أن الفنان كمال الشناوى كان يتسم بأداء
صوتى مميز استطاع أن يستخدمه فى التمثيل لا يقل مثلا عن صوت أمينة رزق التى
ساعدها فى ذلك خبرتها المسرحية.
من جانبه صحح الناقد الأمير أباظة معلومة مغلوطة عن تاريخ
ميلاد كمال الشناوى الموجود على مواقع الإنترنت وهو 1918، والصحيح أنه
1921، وهذا التاريخ من واقع بطاقته الشخصية. وروى الناقد سيد محمود عن موقف
جمعه مع الفنان الكبير كمال الشناوى، حيث اصطحبه لكلية التربية الفنية التى
تخرج فيها الشناوى وفوجئ به يلقى للطلبة محاضرة فى النحت، وكأنه لم يبتعد
عن مجال دراسته والطلبة كانوا متفاعلين معه لأقصى حد.
وأكد الناقد محمد قناوى أن الفنان كمال الشناوى كانت علاقته
بالإعلام والصحافة تتسم بالرقى الشديد والاحترام مهما كان سن الصحفى الذى
يحاور الشناوى، وهذا الأمر ليس غريبا على جيل العظماء.
ينافس بفيلمين فى المهرجان.. المخرج جونيد جورج: صورت
«أسدان فى الطريق إلى البندقية» فى 21 يومًا
أعرب المخرج الألبانى جونيد جورج، مخرج فيلم «أسدان فى
الطريق إلى البندقية»، عن سعادته بعرض فيلمه فى مهرجان الإسكندرية
السينمائى لدول البحر المتوسط، مشيرا إلى أن هذا هو العرض الأول لفيلمه
«خارج ألبانيا»، كاشفا عن عرضه بمهرجان فى تركيا قريبا، وكذلك مشاركته فى
مهرجان بألبانيا. وكشف جونيد جورج، خلال الندوة التى أعقبت عرض فيلمه،
وأدارتها الكاتبة الصحفية مريم الجارحى، أن «أسدان فى الطريق إلى البندقية»
هو أول أفلامه الروائية الطويلة، بعد سنوات من العمل كمخرج أفلام وثائقية،
حيث نفذ المئات منها، وكذلك قدم 7 أفلام روائية قصيرة.
ونوه بأن أصعب ما واجهه أثناء صناعة الفيلم كانت الميزانية
المحدودة، ولكنه قرر أن يعتمد على خبرته فى العمل كمخرج ومنتج بالتليفزيون
لحوالى 10 سنوات، فكان هادئا أثناء التصوير مما سهل عليه الكثير من الأشياء
واستطاع أن ينتهى من الفيلم فى 21 يوما. وأكد أن هذا الفيلم تم العمل عليه
خلال سبتمبر الماضى، ولكن بداية جائحة كورونا والحظر المفروض على دول
العالم تسبب فى تأخير مرحلة ما بعد الإنتاج، خاصة أن الشركة المهتمة بما
بعد الإنتاج كانت فى جمهورية التشيك، وهو ما جعل العمل يتم عبر الإنترنت
وليس أرض الواقع، وهو ما نتج عنه استمرار عملية ما بعد الإنتاج لعام كامل.
وعبر جونيد جورج عن سعادته بمشاركة فيلمين من ألبانيا بمهرجان «الإسكندرية
السينمائى»، لأن هذا يعد انتصارا للسينما الألبانية، وخطوة فى تعريف جمهور
دول البحر المتوسط بالفن والثقافة الألبانية.
بعد تكريمه فى حفل ختام مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر
المتوسط.. المخرج التونسى عبداللطيف بن عمار: السينما ثقافة وليست للترفيه
اعتبر المخرج التونسى الكبير عبداللطيف بن عمار تكريمه من
مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى مهمًا له، لافتًا إلى أن التواجد بأى
مهرجان بالدول العربية أهم بكثير من المهرجانات الأجنبية التى يسافر إليها،
ووصفه بـ«شرف له التواجد كمكرم»، حيث يتم تكريمه فى حفل ختام المهرجان أمس.
وأشار إلى أنه شارك مرتين من قبل كصانع أفلام، وعُرض له
عملان.
وتابع فى تصريحات له على هامش تكريمه بالمهرجان: «أشعر فى
مهرجان الإسكندرية بالانتماء والنبل، خاصة أنهم يحرصون على أهمية السينما
ومبادئ دور المهرجان بالعالم العربى، ولديهم نظرة خاصة للعرب، حيث نتعامل
نحن العرب كمبدعين، أما فى مهرجان كان السينمائى على سبيل المثال نعامل
كضيوف فقط».
وتحدث «بن عمار» عن مشاكل السينما من وجهة نظره كمنتج،
قائلًا إن الإنتاج السينمائى العربى لا يأخذ قوته من السوق العربية بينما
من السوق الخارجية فقط، فقد أصبحت اتجاهات الأفلام تأخذ أفكار تلك الدول..
متعجبًا من هذا، لأن المشاهد الأجنبى تختلف ثقافته عن ثقافتنا، والغرب لا
يعطون التمويل إلا لمن يتشابه مع أفكارهم.
وأضاف: إن المصرى الآن والعرب أصبحوا يرون أعمالا بعيدة
تماما عنا وتشبه الأفلام الأجنبى، والسؤال الذى يجب أن يطرحه أى مخرج: ما
أهمية السينما؟ ولمن توجه الفيلم.. هل توجهه للشاب العربى أم الفرنسى؟،
وفرنسا هى البلد الوحيد الذى تفرغ لدعم الإنتاج الثقافى، والفرنسيون فهموا
أهمية السينما الفرنسية لهم ولهويتهم، وعلى العالم العربى ألا يسير وراء
خدمة تلك التوجهات.
وأشار «بن عمار»: «مهما وصلنا، يجب أن نرجع للمهم وهو دراسة
أهمية السينما للشعوب فى المستقبل، خاصة أن الغرب يخفون رؤيتهم عنا، وعلينا
أن ننظر إلى الرجل العربى فى السينما لديهم، وننظر إلى طريقة تناولهم
لعاداتنا، لأنهم دائما ما يظهرون الشخصية العربية بسوء».
وعن رأيه بوجود المنصات الإلكترونية وتأثيرها على السينما،
قال: «علينا أن نحترم نظرتنا وهويتنا العربية قبل أن ندخل فى صناعة عمل،
والسوق بضاعة، فعلينا ألا ننحاز للأمور التافهة ويجب أن نبدع».
وأكد «عبد اللطيف»: «أعتبر السينما ثقافة ولها هوية ودور
وليست للترفيه، والتاريخ هو من يحكى عن أفلامنا مثل الكتب والروايات، والآن
الطابع التجارى للأعمال غلب على الثقافى، ومساحة الحرية اختلفت».
شارك «بن عمار» فى ندوة ضمن فعاليات مهرجان «الإسكندرية
السينمائى لدول البحر المتوسط» فى دورته الـ37، أدارتها الناقدة لمى طيارة،
بحضور الأمير أباظة رئيس المهرجان، والتونسى رشيد فرشيو، وغازى زغبانى مدير
التصوير التونسى، وعلى الزعيم مدير الإنتاج التونسى.
ووافقه الرأى المخرج غازى زغبانى فيما يخص الإنتاج، قائلا:
«علينا أن نكون أكثر حرية، ونصنع أعمالا تشبه مجتمعاتنا العربية»، موضحا أن
لديه مشكلة مع المنصات الإلكترونية ويرى أن وجودها اختراق للفن والسينما.
وقال مدير الإنتاج التونسى على الزعيم إن هناك مزايا
ومساوئ، والعديد من الأفلام التى أنتجت فى الماضى كانت بالإنتاج المشترك مع
فرنسا، وحققت تلك التجارب فى تونس نجاحات كبيرة وشاركت فى صناعة السينما
التونسية وزيادة خبرتها، وهناك العديد من الأعمال فى تونس على الرغم من
الإنتاج المشترك إلا أن كل فريق العمل كان تونسيا واكتسبوا خبرات طورت
السينما فيما بعد.
وتابع: «دائما تواجهنا قضية اللهجة فى الأفلام، فهذا ما
يجعلنا لا نسوقها بشكل جيد، والإنتاج الضعيف لتلك الأعمال لا يساعدنا على
ترجمتها، لذلك نفقد مشاركة أعمال كثيرة مع جمهور مختلف».
وانفعل المخرج رشيد فرشيو فى حديثه غيرةً على الهوية
العربية فى الأعمال الفنية، وقال: «نحن نكرر هذا الكلام منذ زمن، وإذا
قسمنا التفاحة بيننا لكنا ربحنا، ولكننا ننشغل بعمل السياسيين ونفرّق
هويتنا بالتحجج باللغة، وإننا لا نفهمها وغيرها من العوامل التى نضعها بلا
هدف، فعلينا أن نترك الأعمال للجمهور، وإذا كسبنا مُشاهدا اليوم نكسب عشرة
غدا، فالمشوار الذى نسيره ليس سهلا.. نحن نبيع ديارنا وغيرها من أجل أن
نصنع أفلاما، وفى النهاية لا نستطيع أن نسوّقها». |